وضع داكن
20-04-2024
Logo
الدرس : 8 - سورة الأحزاب - تفسير تتمة الآية 72 مفهوم الأمانة.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
 أيُّها الإخوة الكرام، الآية الكريمة مِن سورة الأحزاب، والتي شُرِحَ جانب منها، وهي قوله تعالى:

﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً(72)﴾

[سورة الأحزاب]

 الحقيقة أنَّ الأمانة التي حَمَلها الإنسان في أوْجَه التَّفسيرات هي نفْسُهُ التي بين جَنْبيْه، والدليل قوله تعالى:

 

﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا(9)﴾

 

[سورة الشمس]

 فهذه النَّفس البَشَرِيَّة هي ذاتُكَ، وهي أنت، وهذه النَّفْس خُلِقَت، ولن تموت إلا أنَّها تَذوق الموت، قال تعالى:

 

﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾

 

[سورة آل عمران]

 ذَوْق الموت شيء، وأن تموت النَّفس شيءٌ آخر.
 إنَّ الإنسان في الدنيا جسَدٌ ونفْس وروح، فالرُّوح هي القوَّة المُحَرِّكة وعند الموت تُسْلبُ الرُّوح، ويبقى الإنسان جسدًا يفنى، ونفْسًا خالِدَة فإذا قال الله تعالى:

 

﴿ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ(6)﴾

 

[سورة الحديد]

 وقال تعالى:

 

﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾

 

[سورة آل عمران]

 هي التي تؤمن وهي التي تَكفر، وهي التي تُحبّ، وهي التي تُبْغض وهي التي تَسْمو تسْكن، وهي التي تتقرَّب إلى الله، وهي التي تبْتَعِدُ عنه، وهي التي تتحلَّى بالكمال، وهي التي تتلبَّسُ بالنَّقْص نفْسُكَ التي بين جَنْبَيْك هي ذاتُك، وهذه النَّفس لا تموت أبدًا، وإلى أبد الآبدين، قال تعالى:

 

﴿وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ(77)﴾

 

[سورة الزخرف]

 إلا أنَّ الموت انْفِصال الجسَد عن النَّفْس وعن الرُّوح، و الرُّوح قوَّة الله في الإنسان سُحِبَتْ، وبَقِيَتْ نفْسُهُ الخالِدَة فَهِيَ إمَّا في نعيم أبَدِيّ وإمَّا في شَقاءٍ أبدي، إما أنْ يكو ن القبْرُ رَوْضَةً مِن رِياض الجنَّة وإمَّا أن يكون حُفْرةً مِن حُفَر النار، وهذا الجسَد يُصبِحُ تُرابًا، لذا الأمانة هِيَ النَّفْس، نفْسُكَ بِيَدِك، وأودِعَت أمانةً بِيَدِك، فإذا عرَّفْتها بِرَبِّها أحبَّتْهُ وأطاعَتْهُ وتقرَّبَتْ منه، وسَعِدَت بِقُرْبِهِ في الدنيا والآخرة والإنسان يوم القيامة يُسْمَحُ له أن ينْظر إلى وَجه الله الكريم، فيَغيبُ خمسين ألف عام مِن نَشْوَة النَّظْرة، قال تعالى:

 

﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ(22)إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ(23)﴾

 

[سورة القيامة]

 أكْبر عِقاب يوم القِيامة كما قال تعالى:

 

﴿كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ(15)﴾

 

[سورة المطففين]

 نحن نتوَهَّم أنَّ هذه الجنَّة هِيَ حور العِين، والأنهار، وفواكه، وعسل مُصَفَّى، وخمرٍ لذَّة للشاربين ؛ هذا أقلّ ما في الجنَّة، الجنَّة هي دار النَّعيم، وأبْرزُ ما في هذا النَّعيم النَّظر إلى وَجْه الله الكريم، لذلك قال تعالى:

 

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(72)﴾

 

[سورة التوبة]

 أكبر من حور العين والبساتين والأنهار شُعور هذا الإنسان يوم القيامة أنَّ الله راضٍ عنه، وأنّ الحِجاب كُشِفَ بينه وبين ربِّه، وأنَّهُ بِإمكانهِ أن ينظر إلى وَجْه الله الكريم، وأن يتقرَّب منه، وتقرَّ عَيْنُهُ بالقرب منه تعالى.
 هذه النَّفس ؛ الذات الخالدة، والتي هِيَ مِن روح الله، قال تعالى:

 

﴿ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ(29)﴾

 

[سورة الحجر]

 هذه عقيدة، لا تقْبلوا الأمور إلا بالدليل من الكتاب والسنَّة، فهذه النَّفس مِن روح الله، وخُلِقَت لِتَبْقى إمَّا في سَعادة أبَدِيَّة، وإما في شَقاءٍ أبَدِيّ وأوكِلَ أمْرُها إليك في الدنيا فإمَّا أن تُزَكِّيَها، وإما أن تُدَسِّيَها.
 خمسة آلاف مليون إنسان مُوَزَّعون بِحَسَب القارات والتقاليم والشَّمال والجنوب والغرب، والعرق الأبْيَض والملوَّن، والساميُّون، والشُّعوب المتقَدِّمة والمُتَخَلِّفة ؛ يُمْكِنُكَ تَقْسيم البشر إلى ألف قِسْم هم في النِّهايَةِ قِسْمان: قسْمٌ عرف الله فاتَّصل به، وانضبَط بِمَنْهَجِهِ فأحْسَنَ إلى خلْقِهِ فَسَعِدَ في الدنيا والآخرة، وقِسْمٌ جَهِل حقيقة الله عز وجل، وتفلَّتَ مِن مَنْهجهِ، وأساء إلى خلْقِهِ فشَقِيَ في الدنيا والآخرة، والناس رجلان: بر تقي ولا ثالث لهما، فلذلك كما قال تعالى:

 

﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا(9)﴾

 

[سورة الشمس]

 إن عرَّفْتها بِرَبِّها تُزَكِّيها، وإن حَمَلْتَها على طاعة الله تُزَكِّيها وإن تقرَّبْتَ إلى الله عز وجل بالأعمال الصالِحَة تُزَكِّيها، وإن أبْعَدْتها عن الحرام تُزَكِّيها، وكذا إن حضَرْتَ مجالسَ العِلْم، نَفْسُكَ أمانة بين يَدَيْك والفَحْص عند الموت، إما أن تكون مِن السُّعَداء الناجِين، وإما أن يكون الإنسان لا سمَحَ الله مِن الأشْقياء الهالِكين، فالذي زكَّاها في الدُّنيا سَعِدَ بِها إلى أبَدِ الآبِدين، لذلك قال تعالى:

 

﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً(72)﴾

 

[سورة الأحزاب]

 فنَفْسُكَ أوكِلَ إليك أمْرُ شأنِها، فأنت مُخيَّر ؛ بِإمكانِكَ أن تُصَلِّي أو لا تُصَلِّي، فإن صَلَّيْتَ تُزَكِّيها، وإن لم تُصلِّ تُدَسِّيها، وتَجْعلها سيِّئة وبإمكانك أن تصْدق فتُزَكِّيها، أو أن تكْذب فَتُدَسِّيها، وبإمكانك أن تكون كريما فَتُزَكِّيها، أو أن تبْخل فَتُدَسِّيها، فالأمر بِيَدِك، قال تعالى:

 

﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا(7)﴾

 

[سورة الشمس]

 هذه هي الفِطْرة، فَمِن دون أن يُعَلِّمك أحدٌ تَعلمُ عِلم اليقين ما إذا كنت على الحق أم الباطل، قال تعالى:

 

﴿بَلْ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ(14)﴾

 

[سورة القيامة]

 كلّ واحِد مِنَّا يعْلم نفْسَهُ عِلْمَ يقين ما إذا كان مُستقيمًا أو مُنْحَرِفًا مُحْسِنًا أو مسيئًا، صادِقًا أو كاذِبًا، مُقبلاً أم مُدْبِرًا.
فيا أيُّها الإخوة، هذه مِن أخْطر آيات القرآن الكريم التي تُعَرِّف الإنسان بِنَفْسِهِ وحقيقَتِهِ ؛ أنت مَخلوق أوَّل ومُكَرَّم ومُكَلَّف، امْتَنَّ الله عليم بِنِعْمة الوُجود والإمداد ونِعمة الهُدى والرَّشاد، وحمَّلَك الأمانة والأمانة نَفْسُكَ التي بين جَنْبَيْك، فالإنسان إذا خالَطَ أهل الدنيا واشْتهى مناهِجَ الحياة ولو مِن طريق غير مَشْروع تَجِدُهُ يسْتَمْتِه، ويجد لذَّة آنِيَّة وطارِئَة يَعْقبُها كآبة وانْقِباض، أما إذا عرَّف نفْسه بالله تعالى، وطلب العِلْم، واسْتَقام على أمر الله يتجلَّى الله على قلبِه ويُسْعِدُهُ سعادة متنامِيَة إلى أبد الآبدين وهناك فَرقٌ كبير بين اللَّذة والسَّعادة فلو أنّ ورِث عشرة ملايين من أخوته واغْتصَب ترِكَة أخوته، حينها يشتري ما يريد سيارات وبيت وينْعُم، ولكن ألا يشْعُر بانْهِيار داخلي أنَّه أكل مال أخوته ؟! لو أنَّهُ قسَمَ المال بالعَدل، وأخد بيتًا صغيرًا وليس معه سيارة ويركَب بالباصات ولكن حينما يشْعر أنَّ الله تعالى راضٍ عنه يشْعر بِسَعادة لا توصَف اللَّذة تأتي من الطعام والشراب والنِّساء وملذات الدنيا هذه أشياء مادِيَّة وآنِيَّة، وإذا كانت في الحرام يَعْقِبُها كآبة وانْقِباض ويَعْقِبُها ضيق، أما المؤمن إذا كان دَخْلُهُ حلالاً واسْتَمْتَعَ بِحَسبِ دَخْلِهِ بما سَمَح الله له بِهِ يشْعر بالسَّعادة متنامِيَة، لأنّ الله راضٍ عنك، وأن تشْعر هذا الشُّعور هذا أثْمَنُ شيءٍ في الحياة الدنيا ! وما مِن شُعور يقول لك: أنّ الله راضٍ عنك ويُحِبُّك أفضل من هذا الشُّعور فالإنسان لمَّا يستقيم ويقترب من الله، والدليل:

 

﴿وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(72)﴾

 

[سورة التوبة]

 أيْ أكْبرُ شيءٍ في الجنَّة شُعور المؤمن وهو في الجنَّة أنَّ الله تعالى راضٍ عنه، فهذا أكبر مِن حور العِين، ومن جنات تجري من تحتها الأنهار، ومِن فواكه وهم مُكرمون، ومن أنهار مِن عسلٍ مُصَفَّى ومن خمْر لذَّة للشاربين، فالنَّظر إلى وجه الله الكريم ورِضْوان الله عز وجل أكْبر مِن كُلّ ما في الجنَّة، فالجنَّة هي دار النّعيم، وثَمَنها نفْسٌ زكِيَّة، والدليل قوله تعالى:

 

﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ(88)إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ(89)﴾

 

[سورة الشعراء]

 قلبٌ زكي وطاهِر، قال: يا رب، أيُّ العِباد أحَبُّ إليك حتَّى أُحِبَّهم بِحُبِّك ؟ قال: أحبُّ العباد إلي تَقِيّ القلب، ونقيّ اليدين لا يمشي إلى أحدٍ بِسُوء، أحبَّني، وأحبَّ مَن أحبَّني، وحبَّبني إلى خلْقي، قال: يا رب، إنَّك تعْلم أنِّي أُحِبُّك وأُحِبّ من يُحِبُّك، فكَيْف أُحَبِّبُكَ إلى خلْقِك ؟! قال: ذَكِّرْهم بآلائي ونَعْمائي، وبلائي.
 فإذا كان الواحد منضبط الجوارح والدَّخل، وقائِم على أهله وبيْتِهِ، فقد تكون حياة هذا الإنسان خَشِنَة، ولكن هذه الصِّلة تُغْنيه عن كلّ شيء ولو يعْلم المُلوك ما نحن عليه لقاتَلونا عليه بالسُّيوف ! فالرَّحمة تُغني عن المال والجاه، وعن مباهِج الدنيا، وأحْيانًا يُعْطيك الدنيا بِكُلّ تفاصيلِها، ويَحْجُب عنك رحْمَتَهُ، فَهُوَ أشْقى الناس، قال تعالى:

﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا(9)﴾

[سورة الشمس]

 فالإنسان نفسُهُ بين يَدَيه، فإذا عرَّفها بِرَبِّها وحملها على طاعة الله وتتقرَّب إليه تعالى، حتى تتَّصِل به فكانت أهْلاً لِدُخول الجنَّة، أما إن ترَكَها جاهِلة، فلا تجد عنده الوقت لا بالمَوسِم ولا بِغير المَوْسِم ! والعِلم لا يُعْطيك بعضه إلا إذا أعْطَيْتَهُ كُلَّكَ، ويظلّ المرء عالمًا ما طلب العِلم فإذا ظنَّ أنَّه قد علم فقد جهِل، والعلم لا نِهاية، ويقول الإمام الشافعي: كلَّما ازْدَدْتُ عِلمًا اِزْدَدْتُ عِلْمًا بِجَهلي ! وأعلى صِفَة بالمؤمن التَّواضع فعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ:

 

(( أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَكَلَّمَهُ فَجَعَلَ تُرْعَدُ فَرَائِصُهُ فَقَالَ لَهُ هَوِّنْ عَلَيْكَ فَإِنِّي لَسْتُ بِمَلِكٍ إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ ))

 

[ رواه ابن ماجه ]

 لذا نفسُكَ إما أن تَحْملها على الطاعة، وإما أن تحمِلَها على المعْصِيَة وهي أمانة بين جَنْبيْك، أعرف امرأة أُصيبتْ بمَرض خبيث في دِماغِها ثمّ شفاها الله بِعَمَلِيَّة ناجحة، فأرادَتْ أن تتقرَّب إلى الله، ففتَحَت مطْبَخًا صغيرًا تطْبخ فيه طبْخًا نفيسًا، وتبيعُهُ إلى الأغنياء، وكل الدَّخل الذي تأتي به تُعين به الفقراء ومَن معه عَمَلِيَّات جِراحِيَّة لا يستطيع أن يؤدِّي مبلغها !! فهذه قُدْرتها الطَّبْخ، وكذلك أنت، فَكُل إنسان له أن يُقَدِّم مِمَّا اسْتطاع.

 

تحميل النص

إخفاء الصور