وضع داكن
28-03-2024
Logo
الخطبة : 0513 - رمضان1 - شهر الغفران - جهاز المناعة .
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الخطبة الأولى:
 الحمد لله نحمده ، ونستعين به ونسترشده ، ونعوذ به من شرور أنفسنـا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إقراراً بربوبيته وإرغامـاً لمن جحد به وكفر ، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله سيد الخلق والبشر ، ما اتصلت عين بنظر ، أو سمعت أذن بخبر ، اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وعلى ذريته ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرِنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

الصّيام :

 أيها الأخوة الكرام ؛ بعد أيام قليلة يطل علينا شهر رمضان المبارك ، والإنسان كما تعلمون هو المخلوق الأول ، والمخلوق المكرم ، والمخلوق المكلف ، وقد قال الله عز وجل :

﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾

[ سورة الذاريات: 56]

 والعبادة أيها الأخوة طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية ، أساسها معرفة يقينية ، تفضي إلى سعادة أبدية .
 وقد صنف العلماء العبادة إلى نوعين : عبادة شعائرية ، وعبادة تعاملية . والصوم من العبادة الشعائرية ، والعبادة الشعائرية أصلها اتصال بالله عز وجل ، مناسبة للاتصال بالله عز وجل ، فالإنسان كما أنه يحتاج إلى الطعام والشراب ليقوى جسمه ، يحتاج إلى غذاء روحي يكون عن طريق العبادات الشعائرية ، فالصلوات الخمس شِحنات يومية تمدك بطاقة روحية ، تصلك بالسماء ، وخطبة الجمعة شحنة أسبوعية تمدك خلال الأسبوع كله بطاقة روحية ، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر كما سنّ النبي عليه الصلاة والسلام شحنة شهرية ، وصوم رمضان شحنة سنوية ، تمدك بالطاقة الروحية إلى رمضان القادم ، والحج شحنة تدوم مع العمر ، أو مع كل خمس سنوات كما ورد في بعض الأحاديث .
 أيها الأخوة الكرام ؛ الله سبحانه وتعالى يقول :

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾

[سورة البقرة: 183]

 لعل تفيد الترقب ، أي أنت إذا صمت رمضان إيماناً واحتساباً كما أراد الله عز وجل جعلت نفسك مُعرضاً لرحمة الله ، تلك الرحمة التي تفضي بك إلى التقوى ، وهي طاعة الله عز وجل . وقد قالوا : نهاية العلم التوحيد ، ونهاية العمل التقوى . نهاية العلم أن توحد الله عز وجل ونهاية العمل أن تتقيه . فإذا صمت رمضان كما قال الله عز وجل وفق الأحكام الشرعية عرضت نفسك لرحمة الله ، فإذا عرضت نفسك لرحمة الله ، لعل هذه الرحمة التي استقرت في قلبك من خلال الصيام والقيام تفضي بك إلى التقوى وهي نهاية العمل ، والتقوى ثمن الجنة كما ورد في القرآن الكريم :

﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾

[سورة النحل: 32]

الصّوم عبادة من أرقى العبادات :

 أيها الأخوة الكرام :

(( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ))

[متفق عليه عن أبي هريرة]

 أيها الأخوة الكرام ؛ الإنسان إذا بادر إلى عمل تتضح لديه منفعته العاجلة ، ولو أن هذا العمل مما ورد في منهج الله عز وجل ، لكن العبودية لله لا تتبدى أكثر ما تتبدى إلا في العبادات الشعائرية ، فأن تكون صادقاً فالصدق يرفعك عند الناس ، وأن تكون أميناً تكسب ثقة الناس ، وأن تكون وقوراً تزداد مهابة وإجلالاً . أما حينما تدع الطعام والشراب وقد أباح الله لك أن تأكل وأن تشرب ، حينما تدع الطعام والشراب فهذا مما يؤكد عبوديتك لله عز وجل . كلما اتضحت حكمة الأمر ضعف عنصر العبودية فيه ، وكلما غابت عن الإنسان حكمة ترك المباح ازدادت عبودية الإنسان لله عز وجل . فكل عمل ابن آدم له . . آلاف الأوامر والنواهي تقطف ثمارها في الدنيا . كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به . . أي هذا الصوم عبادة العبودية لله عز وجل .
 أيها الأخوة الكرام ؛ وروى الإمام البخاري ومسلم عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

((إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ ، يُقَالُ : أَيْنَ الصَّائِمُونَ ؟ فَيَقُومُونَ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ ))

[متفق عليه عن سهل بن سعد]

 فالصائمون يدخلون إلى الجنة من باب اسمه الريان كما ورد في السنة الصحيحة، أي إنها عبادة من أرقى العبادات .
 أيها الأخوة الكرام ؛ صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر مرةً فقال : آمين، ثم صعد درجة ثانية فقال: آمين ، ثم صعد درجة ثالثة فقال : آمين ، فلما سئل عليه الصلاة والسلام علام أمنت يا رسول الله ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : جاءني جبريل فقال لي :

((رغم أنف عبد أدرك رمضان فلم يُغفر له إن لم يُغفر له فمتى . . ))

[ الترمذي عن أبي هريرة]

رمضان شهر مبارك تُفتح فيه أبواب الجنة وتُغلق أبواب الجحيم :

 نحن على أبواب شهر الصيام ، وهذا الشهر الفضيل والشهر الكريم مناسبة سنوية لنيل مغفرة الله عز وجل . بإمكان كل مسلم إذا صام هذا الشهر الكريم ، وقام ليله ، ونفذ أوامر الله فيه ، وكفَّ جوارحه وأعضاءه عن كل المنهيات ، بإمكان هذا العبد بحسب هذه النصوص الصحيحة أن ينال من الله مغفرة تغطي له الماضي كله ، ما لم يكن عليه حقوق لبني البشر ، فإنها لا تسقط إلا بالأداء أو المسامحة .
 أيها الأخوة الكرام ؛ يقول عليه الصلاة والسلام:

(( بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ ؛ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَالْحَجِّ ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ))

[البخاري وابن خزيمة عن عبد الله بن عمر ]

 فرمضان أحد أركان الإسلام الخمسة التي بُني عليها الإسلام .
 أيها الأخوة الكرام ؛ روى الإمام أحمد والنسائي والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم :

(( لَمَّا حَضَرَ رَمَضَانُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ ، وَيُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا قَدْ حُرِمَ ))

[أحمد والنسائي والبيهقي عن أبي هريرة]

 وفي رواية:

((وينادي فيه ملك يا باغي الخير أبشر ، ويا باغي الشر أقصر ))

 أيها الأخوة الكرام ؛ شهر مبارك ، تُفتح فيه أبواب الجنة ، وتُغلق فيه أبواب الجحيم ، وتُغل فيه الشياطين ، وقد فسر بعض العلماء أن الإنسان إذا أطاع الله عز وجل ألغى عمل الشيطان ، فكأنه غُلت يداه حكماً . حينما ينصرف الإنسان إلى طاعة الله ، ينصرفون إلى بيوت الله ، ينصرفون إلى تلاوة القرآن ، ينصرفون إلى الأعمال الصالحة ، حينما يضبطون جوارحهم وأعضاءهم عن كل معصية ، حينما يحررون دخلهم من كل شبهة ، حينما ينفقون أموالهم فيما يرضي الله عز وجل ، حينما ينصرفون بكليتهم إلى الله عز وجل ، فقد قيدوا الشياطين حكماً ، غُلت فيه الشيطان ، وفتحت فيه أبواب الجنة ، وغُلقت فيه أبواب الجحيم .
 أيها الأخوة الكرام ؛ وينادي المنادي أن يا باغي الخير أبشر ، ويا باغي الشر أقصر .

 

من صام رمضان بدافع الإيمان غفرت ذنوبه :

 وقد روى الإمام أحمد وأصحاب السنن :

(( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ))

[أحمد عن أبي هريرة]

 إيماناً بالله ، وإيماناً بفرضيته ، وإيماناً بالعطاء الجزيل الذي يدخره الله للصائمين ، وإيماناً بأن هذا المنهج منهج الله سبحانه وتعالى .
 مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا . . إيماناً : بدافع إيمانه ، هناك من يصوم حفاظاً على صحته ، هناك من يصوم مجاراة للفئة التي حوله ، هناك من يصوم لأنه لا يحب أن يُشار إليه أنه مفطر ، هناك من يصوم لئلا يقع في مواقف حرجة مع من حوله . مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا . . أي إذا انطلقت في صيام هذا الشهر من إيمانك بالله عز وجل ، وإيمانك بأن أمره كله حق، إيماناً بأنه فريضة ، إيماناً بأنه أحد أركان الإسلام الخمسة . مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، لا يبتغي من الصيام إلا وجه الله ، لا يبتغي من القيام إلا مرضاة الله عز وجل ، لا يبتغي إلا القرب من الله ، لا يبتغي إلا أن يعرض نفسه لرحمة الله ، لا يبتغي إلا أن يُغفر له ما كان من قبل . مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا . . إيماناً : أي بدافع الإيمان ، واحتساباً : أي بدافع الاحتساب . .

((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ))

[أحمد عن أبي هريرة]

 أنتم على موعد أيها الأخوة مع شهر تغفر فيه الذنوب ، مع شهر تُطوى فيه الصحف السابقة ، مع شهر تفتح فيه مع الله صفحة جديدة . الله جلّ جلاله يفرح بالتائب ، بل لله أشدّ فرحاً بتوبة عبده المؤمن من الضال الواجد ، والعقيم الوالد ، والظمآن الوارد . .

 

أهمية الصلوات الخمس و الجمعة إلى الجمعة و رمضان إلى رمضان :

 أيها الأخوة الكرام ؛ وروى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

((الصَّلَوَاتِ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ ))

[مسلم عن أبي هريرة]

 ألم أقل لكم إن الصلوات الخمس شحنة روحية يومية ؟ كل صلاة تمدك بطاقة روحية إلى الصلاة التي تليها ، وأن صلاة الجمعة مع ما فيها من خطبة تمدك بطاقة روحية إلى الجمعة القادمة ، وأن رمضان شحنة سنوية تمدك بطاقة روحية إلى السنة القادمة .
 قد نفهم معنى المكفرات أي أنها تمحو الذنوب التي تقع بينهن ، أو قد نفهم المعنى التكفير الوقائي الذي يقي من الوقوع بالذنب ، على كلّ كلا المعنين وارد في هذا الحديث الشريف .

 

إفطار يوم من رمضان بغير عذر أمره خطير :

 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(( مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ وَلَا مَرَضٍ لَمْ يَقْضِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ وَإِنْ صَامَهُ ))

[ البخاري عن أبي هريرة]

 قضية أن يفطر الإنسان في رمضان من دون رخصة شرعية يقينية واضحة قطعية ، فأمره خطير ؛ لأن الله سبحانه وتعالى كتب علينا صيام هذا الشهر .

 

آداب الصيام :

1 ـ السّحور :

 أيها الأخوة الكرام ؛ لشهر الصيام آداب ، من هذه الآداب السحور . فقد روى الإمام البخاري ومسلم:

(( تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً ))

[ متفق عليه عن أبي هريرة]

 إذا قلنا السُّحور نقصد مصدر الفعل ، أن يقوم الإنسان بالليل ليأكل ويشرب ويصلي ، أما إذا قلنا السَّحور فهو الطعام الذي تأكله في السحور .

(( السَّحُورُ أَكْلُهُ بَرَكَةٌ فَلَا تَدَعُوهُ وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جُرْعَةً مِنْ مَاءٍ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ ))

[أحمد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ]

 ومعنى أنه بركة ، أي يقوي الصائم وينشطه ، ويهون عليه الصوم ، وقد يُستفاد أيضاً من هذه البركة أن السحور يعينك على صلاة الفجر في جماعة ، ولو يعلم الناس ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً ، فمن أحد أكبر ثمرات هذا الشهر الكريم أن تؤدي صلاة الفجر كل يوم في أقرب مسجد إليك في جماعة .

 

2 ـ تأخير السّحور :

 أيها الأخوة الكرام ؛ ومن آداب الصيام تأخير السحور ، فقد كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أعجل الناس إفطاراً وأبطئهم سحوراً . أي هذا الذي يأكل قبل أن ينام وينام في الساعة الواحدة هذا خالف السنة ، ينبغي أن ينام باكراً ، وأن يستيقظ قبيل صلاة الفجر ليتسحر ، أن تتسحر في وقت مبكر ربما ضاعت عليك صلاة الفجر، فمن السنة أن تنام باكراً لتكون يقظاً نشيطاً وقت السحور .

 

3 ـ تعجيل الإفطار :

 ومن آداب الصيام أيضاً تعجيل الفطر ، فقد روى البخاري ومسلم عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

(( لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ ))

[ متفق عليه عن سهل بن سعد]

 مادام قد دخل وقت الغروب فعليك أن تبادر بالفطر ، وكان عليه الصلاة والسلام يفطر على تمرات ، أو على كأس ماء ، ويصلي المغرب ، والحكمة من هذا أن التمر فيه مادة سكرية بسيطة ، بمعنى أنها تصل إلى الدم مباشرة ، وإذا وصل السكر إلى الدم وصل إلى مركز تنبيه الجوع ، فإذا أكلت ثلاث تمرات ، أو شراباً حلواً ، هذا يسهم في تخفيف حدة الجوع ، فإذا جلست إلى طعام جلست وكأنك في الإفطار لا تشعر بحدة الجوع ، لذلك كان عليه الصلاة والسلام يفطر على ثلاث تمرات ، أو يفطر على جرعة ماء ويقوم ويصلي المغرب ، فقد درس العلماء المدة التي تكفي لوصول هذه المادة السكرية التي أودعها الله في التمر إلى الدم فإذا هي لا تزيد عن عشرين دقيقة . فلو أنك أكلت تمرات ، ودعوت دعاء الإفطار ، وقمت إلى المغرب، وأقمت الصلاة وصليت مع السنة لاستغرق هذا عشرين دقيقة ، هو الوقت التي تصل فيه المادة السكرية المودعة في التمر إلى دم الإنسان ، وإذا وصل السكر إلى الدم أحسست بالشبع ، فإذا جلست لتأكل أكلت أكلاً معتدلاً ، أما هذا الذي يأكل أكلاً بغير حساب فيفسد حكمة الصوم التي أرادها الله صحة لجسدك .

 

4 ـ الدعاء عند الإفطار :

 أيها الأخوة الكرام ؛ ومن آداب الصيام أن الدعاء عند الفطر وفي أثناء الصيام دعاء مقبول ومُستجاب ، فقد روى ابن ماجه عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

(( إن للصائم عند فطره دعوةً ما تُرد ))

[ابن ماجه عن عبد الله بن عمر بن العاص]

 فحينما يدخل وقت المغرب وتسمع أذان المغرب ارفع يديك ، وادع دعوةً قد جعلها الله لك حقاً أن يستجيب لك . وقد ورد في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم من دعائه :

(( اللهم لك صمت ، وعلى رزقك أفطرت ، ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله . اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي ))

 فتناول السحور ، وتأخير السحور ، وتعجيل الفطر ، والدعاء عند الفطر ، هذه من آداب الصيام .

 

الإمساك عن الطعام و الشراب و سائر ما نهى الله عنه :

 لكن هناك شيئاً أساسياً في الصيام وهذا الشيء هو أن يكف الصائم عن كل ما نهى الله عنه ، أما إذا اقتصر صيامه على ترك الطعام والشراب فهذا ليس صيام المسلمين ، وليس صيام المتقين . صيام المسلم ترك الطعام والشراب ، وكل ما نهى الله عنه ، وصيام المؤمن صومه عن كل معصية ، وعن كل مخالفة يمكن أن تبعده عن الله عز وجل . أما صوم المتقي فهو صومه عن كل ما سوى الله عز وجل . أما هذا الذي يصوم عن الطعام والشراب ثم يقع في ما نهى الله عنه ، فهذا هبط عن المستوى الذي يليق بالمؤمن والمسلم . .
 أيها الأخوة الكرام ؛ إذاً أخطر شيء في الصيام أن يمسك المسلم عن الطعام والشراب وسائر ما نهى الله عنه ، فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

(( ليس الصيام من الأكل والشرب ، إنما الصيام من اللغو والرفث . .))

[ الحاكم عن أبي هريرة]

 وما أكثر آفات اللسان الغيبة من آفات اللسان ، والنميمة من آفات اللسان ، والفحش من آفات اللسان ، والسخرية من آفات اللسان ، وقد عدَّ الإمام الغزالي من آفات اللسان ما يزيد عن عشرين آفة في كتابه الإحياء فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول :

(( ليس الصيام من الأكل والشرب ، إنما الصيام من اللغو والرفث . .))

[ الحاكم عن أبي هريرة]

 كل آفات اللسان ، وكل آفات الفرج .

((إنما الصيام من اللغو والرفث فإن سابَّك أحد أو جهل عليك فقل : إني صائم إني صائم ))

[ الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط مسلم والبيهقي في السنن عن أبي هريرة]

5 ـ الجود و جبر الخواطر و ترميم الأخطاء :

 أيها الأخوة الكرام ؛ ومن آداب الصيام : الجود ، الإنفاق ، إنفاق المال ، ومعاونة الفقير ، جبر الخواطر ، ترميم الأخطاء . كان عليه الصلاة أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، فمن مستحبات الصيام أن تكثر من الإنفاق ، أن تنفق إنفاقاً كثيراً ، وكان أجود بالخير من الريح المرسلة لعمومها ولشدتها .

 

6 ـ قراءة القرآن :

 ومن آداب الصيام أن هذا الشهر شهر القرآن ، قال تعالى :

﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾

[سورة البقرة : 185]

 فينبغي أن تقرأ القرآن ، وينبغي أن تتلوه حق تلاوته ، وينبغي أن تفهمه ، وينبغي أن تتدبر آياته ، وينبغي أن تطبقه .
 أيها الأخوة الكرام ؛ رمضان شهر مدارسة القرآن ، يمكن أن تصلي صلاة التراويح، وأن تستمع في هذه الصلاة إلى جزء يُتلى كل يوم ، فإذا تابعت الحضور وصلوات التراويح ، ربما سمعت القرآن كله . شهر رمضان شهر القرآن ، وشهر الجود .

7 ـ إزالة العقبات و إصلاح ذات البين :

 وإذا كان هناك مشكلات ، قطيعة ، قضايا ، فهذا ينبغي أن يحل في رمضان ، ينبغي أن تزيل كل العقبات ، ينبغي أن تصلح نفسك ، أن تصلح ذات البين ، وإصلاح ذات البين كما قال الله عز وجل :

﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾

[سورة الأنفال : 1]

 بعض المفسرين فهم إصلاح ذات البين إصلاح النفس ، وبعضهم فهم إصلاح ذات البين إصلاح ما بينك وبين الآخرين ، وبعضهم فهم إصلاح ذات البين ، أن تصلح أية علاقة بين اثنين .

 

رمضان مناسبة سنوية للمغفرة و لمتابعة التّرقي :

 أيها الأخوة الكرام ؛ مرة ثانية :

((رغم أنف عبد أدرك رمضان فلم يُغفر له إن لم يُغفر له فمتى ؟ ))

[ الترمذي عن أبي هريرة]

 مناسبة سنوية للمغفرة ، مناسبة سنوية لمتابعة الترقي ، مناسبة سنوية للقرب من الله عز وجل ، لكن المنافقين يصومون ويفطرون ، ولا يدرون لا لم صاموا ؟ ولا لم أفطروا ؟ مثلهم كالناقة عقلها أهلها ، فلا تدري لا لم عُقلت ؟ ولا لمَ أطلقت ؟ وأخطر ما في هذا الشهر أن يصبح صيام رمضان من عاداتنا ، وتقاليدنا ، وخصائص بيئتنا ، فنصوم عن الطعام والشراب ، ونحن على ما نحن عليه من المخالفات والآثام ، واقتراف المعاصي والكبائر . هذا الصيام لا قيمة له إطلاقاً ، ولا يرقى بالمؤمن ، ما لم يدع المؤمن في صيامه كل المعاصي التي نهى الله عنها .

 

الفوز الحقيقي أن تقفز قفزة نوعية في رمضان :

 هناك شيء آخر وأخير في هذا الخطبة : أن الإنسان إذا ظن أنه في هذا الشهر سيدع المعاصي ، أما إذا جاء العيد فيعود إلى ما كان عليه ، هذه الحركة لا معنى لها ، صعود وهبوط ، صعود وهبوط ، الفوز الحقيقي أن تقفز قفزة نوعية في رمضان ، وأن تحافظ عليها طوال العام ، وأن تقفز قفزة نوعية في رمضان القادم ، وأن تحافظ عليها طوال العام ، أي أن الصيام الحقيقي بمثابة مدرج ، في كل عام تقفز قفزة ، وتبقى فيها . أما هذا الذي يعود بعد رمضان إلى ما كان عليه قبل رمضان ، هذا ماذا يفعل ؟ هذا يصعد ويهبط ، مكانك تحملي أو تستريحي ، عندئذ لا يتقدم ، ينقلب الصيام عنده إلى عادة من عوائده ، وإلى خصيصة من خصائص بيئته ، فهو يصوم لأن الناس يصومون . ينبغي أن نأخذ بهذه الحقائق مأخذ الجد ، وأن نعاهد الله سبحانه وتعالى على الصيام الصحيح الذي أراده الله ، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام .
 بقي شيء أخير ، هو أن المركبة إذا أردت لها أن تنطلق من مكان معين بسرعة معينة ، لابد من أن تتحرك قبل هذا المكان بسرعة ابتدائية ، فإذا وصلت إلى هذا المكان بلغت سرعتها السرعة المطلوبة ، ورمضان بقي له أيام ، ينبغي أن نستعد له منذ الآن ، بحيث أنه إذا جاء أول يوم من أيام رمضان كنا في هذا اليوم بالسرعة المطلوبة التي أرادها الله لنا .
 أحد الصحابة الكرام كان يقول : " والله لو علمت أن غداً أجلي ما قدرت أن أزيد في عملي " لقد انطلق بأقصى سرعة ، ولا خير في الإسراف ، لكن لا إسراف في الخير . فإذا جعلت من هذا الشهر شهر قرب من الله عز وجل ، شهر جود ، شهر مدارسة القرآن ، شهر صيام ، شهر قيام ، فأنت الكاسب الأكبر ، وهذا الشهر سريعاً ما ينقضي ، يأتي يوم العيد ، هنيئاً لمن صامه ، والويل لمن أفطره ، ويا خسارة من صامه ولم يستوف شروطه .
 أيها الأخوة الكرام ؛ حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا لغيرنا وسيتخطى غيرنا إلينا ، الكيس من دان نفسه ، وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها ، وتمنى على الله الأماني . .

* * *

الخطبة الثانية :

 أشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله ، صاحب الخلق العظيم ، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

جهاز المناعة :

 أيها الأخوة الكرام ؛ جهاز المناعة الذي أكرمنا الله به ، والذي هو حديث الساعة اليوم في شتى بقاع الأرض ، لأن هذا المرض اللعين مرض الإيدز يقضي على جهاز المناعة ، فما جهاز المناعة هذا ؟
 في دم كلٍ منا كريات بيضاء ، عددها يزيد عن خمسة وعشرين مليون خلية في أيام السلم ، يتضاعف هذا العدد في حال الاستنفار ، وقد يصل إلى مئات الملايين في حال القتال ، خلال فترة لا تتجاوز بضع ساعات ، يرتفع هذا العدد من خمسة وعشرين مليوناً إلى بضع مئات من الملايين في فترة لا تتجاوز بضع ساعات . لهذه الجيوش الضخمة سلاح إشارة يُعد لغة التخاطب بين هذه الخلايا ، هذه الخلايا بينها اتصال عن طريق إشارة كيماوية .
الحديث عن هذا الجهاز المناعي يكاد لا يُصدق .
 أيها الأخوة الكرام ؛ بعد ثوان معدودة من اجتياز جسم غريب لخطوط دفاع الجسم الأولى الجلد ، الجلد خط دفاع أول ، ولكل جهاز في الجسم خط دفاع خاص به ، فإذا استطاع جسم غريب أن يتجاوز خط الدفاع الأول ، وخط الدفاع الثاني ووصل إلى الدم - ويُعد جهاز المناعة خط الدفاع الثالث ، الذي أودعه الله في دم الإنسان- ما الذي يحصل ؟
 هناك كريات بيضاء من هذا الجهاز المناعي الضخم مهمتها تعقب هذا الجسم الغريب ، ومعرفة شفرته الكيماوية ، فإذا علمت شفرته الكيماوية عادت هذه الخلايا لتعطي هذه المعلومات إلى الخلايا الأخرى هي الخلايا المحصنة ، هذه الخلايا تأخذ تركيب هذا الجسم الغريب وتصنع مضادات حيوية له . لكن الخلايا التي تهاجم هذا الجسم الغريب تجزئه إلى أجزاء كثيرة عدا شفرته الكيماوية ، تحافظ عليها ، وتنقلها كما هي للخلايا المحصنة كي تصنع مصلاً مضاداً لهذا الجسم الغريب . وبعد أن تُصنع هذه المصول المضادة تنطلق خلايا من نوع ثالث .
 الأولى استطلاعية ، والثانية معملية تصنع المصل ، لكن الخلايا الثالثة خلايا مقاتلة ، هذه الخلايا الثالثة تحمل هذا المصل المضاد وتنطلق به لتلتحم مع الجرثوم التحاماً مباشراً ، فإذا أنهكته وقضت عليه تأتي خلايا ملتقمة . بعد الحرب تمتلئ ساحة الحرب بالجثث ، والمعدات التالفة ، لابد من أن تُنظف هذه الساحة من بقايا هذه الحرب الشعواء ، لذلك تُعد هذه الخلايا اللاقمة مهمتها أن تأكل ما تركته هذه الحرب الطاحنة من بقايا جثث ، ومواد ، وأسلحة ، لذلك الخلايا المقاتلة تأتي وراءها الخلايا اللاقمة .
 خلايا مستطلعة ، وخلايا محصنة ، وخلايا مقاتلة ، وخلايا لاقمة تنظف ساحة المعركة . وكل هذه الخلايا تتخاطب فيما بينها بأعلى درجات التنسيق عن طريق لغة هرمونية كيماوية ، هي سلاح الإشارة لهذا الجيش . هذه الخلية التي يوجد منها في جسم الإنسان في الحالة الطبيعية خمسة وعشرون مليون خلية ، لا يزيد قطرها عن خمسة عشر ميكروناً ، والميكرون واحد من ألف ميلمتر .
 أيها الأخوة الكرام ؛ هذا جهاز المناعة هو الذي يقضي عليه مرض الإيدز ، عندئذ يموت الإنسان لأتفه سبب ، أو لأقل مرض ، أو لأقل هجوم خارجي . وقد عُقد مؤتمر في بعض عواصم البلاد الإسلامية ، دُرست فيه قضية الحبة السوداء التي قال عنها النبي عليه الصلاة والسلام فإن فيها الشفاء ، وقد عجب العلماء لهذا الحكم النبوي ، كيف أن هذه الحبة السوداء فيها الشفاء ؟ أيُعقل أن تشفي هذه الحبة من كل مرض ؟ عُقد مؤتمر طبي لدراسة خصائص الحبة السوداء ، فإذا فيها خصيصة كبرى وهي تقوية جهاز المناعة في الجسم . مادامت هذه الحبة السوداء تقوي جهاز المناعة في الجسم إذاً هي التي تشفي من كل داء كما قال عليه الصلاة والسلام .
 أيها الأخوة الكرام ؛ هذه الحقائق التي جاء بها النبي عليه الصلاة والسلام ليست من عنده إن هو إلا وحي يوحى ، وقد فصل العلماء في الوحيين ، الوحي المتلو وهو القرآن الكريم ، والوحي غير المتلو وهو السنة المطهرة . فقد قال سيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : ثلاثة أنا فيهن رجل ، وفيما سوى ذلك أنا واحد من الناس ، من هذه الثلاثة : ما سمعت حديثاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا علمت أنه حق من الله تعالى .

الدعاء :

 اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ، وتولنا فيمن توليت ، وبارك لنا فيما أعطيت ، وقنا واصرف عنا شرّ ما قضيت ، فإنك تقضي بالحق ولا يُقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت ، ولك الحمد على ما قضيت ، نستغفرك ونتوب إليك ، اللهم هب لنا عملاً صالحاً يقربنا إليك . اللهم أعطنا ولا تحرمنا ، أكرمنا ولا تهنا ، آثرنا ولا تؤثر علينا ، أرضنا وارض عنا ، اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا بها جنتك ، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ، ومتعنا اللهم بأسماعنا ، وأبصارنا ، وقوتنا ما أحييتنا ، واجعله الوارث منا ، واجعل ثأرنا على من ظلمنا ، وانصرنا على من عادانا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا ، مولانا رب العالمين . اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، ودنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا ، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر ، مولانا رب العالمين . اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك . اللهم لا تؤمنا مكرك ، ولا تهتك عنا سترك ، ولا تنسنا ذكرك يا رب العالمين . اللهم استر عوراتنا ، وآمن روعاتنا ، وآمنا في أوطاننا ، واجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين . اللهم إنا نعوذ بك من الخوف إلا منك ، ومن الفقر إلا إليك ، ومن الذل إلا لك ، نعوذ بك من عضال الداء ، ومن شماتة الأعداء ، ومن السلب بعد العطاء . اللهم ما رزقتنا مما نحب فاجعله عوناً لنا فيما تحب ، وما زويت عنا ما نحب فاجعله فراغاً لنا فيما تحب . اللهم صن وجوهنا باليسار ، ولا تبذلها بالإقتار ، فنسأل شرّ خلقك ، ونبتلى بحمد من أعطى ، وذم من منع ، وأنت من فوقهم ولي العطاء ، وبيدك وحدك خزائن الأرض والسماء . اللهم كما أقررت أعين أهل الدنيا بدنياهم فأقرر أعيننا من رضوانك يا رب العالمين . اللهم بفضلك وبرحمتك أعل كلمة الحق والدين ، وانصر الإسلام وأعز المسلمين، وخذ بيد ولاتهم إلى ما تحب وترضى ، إنك على ما تشاء قدير ، وبالإجابة جدير .

 

تحميل النص

إخفاء الصور