وضع داكن
19-04-2024
Logo
الخطبة : 0565 - أفضل الأعمال - نيل مصر .
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الخطبة الأولى:
 الحمد لله نحمده، ونستعين به ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنـا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته وإرغامـاً لمن جحد به وكفر. وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر، أو سمعت أذن بخبر.
 اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه وعلى ذريته ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدين. اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرِنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممــــن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده :

 أيها الأخوة الكرام: الإنسان مفطور على الكمال- يحب الأكمل- يحبّ من الشيء أكثره إتقاناً، يحبّ من الجمال أشده جمالاً، يحبّ من الكمال أكثره كمالاً، هكذا فطرة الإنسان.
 النبي عليه الصلاة والسلام في أحاديث كثيرة يبين لنا أن هناك من الأعمال ما هو أفضل، أن هناك من الصدقة ما هو أفضل، أن هناك من بر الوالدين ما هو أفضل، ومحور خطبة اليوم: أفضل الأعمال.. فعَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ:

(( قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ))

[متفق عليه عَنْ أَبِي مُوسَى ]

 أنت أيها الأخ الكريم تنتمي إلى المسلمين، فأنت عند غير المسلمين مسلم، وتنتمي إلى هذا الدين العظيم، فمن خلال تعاملك مع الناس، حينما تبدو منك إساءة، أو يبدو منك تقصير، أو يبدو منك انحراف عن جادة الحق، إن هؤلاء الذين حسبوك مع المسلمين، يظنون أن الإسلام هكذا، لذلك يتهمون دينك، ويتهمون إسلامك، فقد قال عليه الصلاة والسلام حينما سئل:

(( قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ))

[متفق عليه عَنْ أَبِي مُوسَى ]

 أي من سلمت سمعة المسلمين من أقواله وأفعاله، إن كانت أقواله سديدة، وأفعاله طيبة، جلب سمعة طيبة للمسلمين.

(( إن منكم لمنفر ))

[متفق عليه عَنْ عقبة بن عمرو]

 إما أن تحبب، وإما أن تنفر؛ حركتك اليومية، تعاملك مع الناس، بيعك وشراؤك، آجارك واستئجارك، إما أن تحبب وإما أن تنفر، والفرق بينهما فرق بين الدعوة إلى الله والدعوة إلى الشيطان، إن نفرت الناس من الدين دفعتهم إلى الدنيا، إن نفرتهم من ربهم دفعتهم إلى شيطان أنفسهم، إن نفرتهم من أحقية هذا الدين دفعتهم وهم لا يشعرون إلى باطل المبطلين.

 

المسلم سفير الإسلام :

 أيها الأخوة الكرام: يجب على كل منّا أن يحدد هويته، أنت منفِّر أم مقرِّب ؟ أنت مبعد أم محبب ؟.. ورد في بعض الأحاديث القدسية:

(( يا رب أي عبادك أحبّ إليك حتى أحبه بحبك؟ قال: أحبّ عبادي إليّ تقي القلب، نقي اليدين، لا يمشي إلى أحدٍ بسوء، أحبني وأحبّ من أحبني، وحببني إلى خلقي، قال: يا ربي إنك تعلم أني أحبك، وأحب من يحبك، فكيف أحببك إلى خلقك؟ قال: ذكرهم بآلائي ))

[ من الدر المنثور عن ابن عباس]

 من هنا قال عليه الصلاة والسلام:

(( أنت على ثغرة من ثغر الإسلام فلا يؤتين من قبلك ))

[ ورد في الأثر ]

 كل مسلم سفير الإسلام؛ تصرفاته، أفعاله، أقواله، تُسلط عليها الأضواء، فإن أحسن حبب الناس بهذا الدين، وإن أساء نفر الناس من هذا الدين، إما أن تحبب، وإما أن تنفر، إما أن تقرب، وإما أن تباعد، حينما سئل عليه الصلاة والسلام:

((أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ))

[متفق عليه عَنْ أَبِي مُوسَى ]

أفضل أنواع الصدقة :

 وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ:

((قالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ حَرِيصٌ تَأْمُلُ الْغِنَى وَتَخْشَى الْفَقْرَ وَلَا تُمْهِلْ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ قُلْتَ لِفُلَانٍ كَذَا وَلِفُلَانٍ كَذَا وَقَدْ كَانَ لِفُلَانٍ ))

[متفق عليه عَنْ أَبِي هريرة ]

 أي درهم تنفقه في حياتك أفضل من مئة ألف درهم يُنفق بعد مماتك، أنت في أشدّ الحاجة إلى هذا المال، وأنت صحيح قوي، تأمل الغنى وتخشى الفقر، في هذه الحقبة بالذات تُعدُّ الصدقة أفضل أنواع الصدقة.
 أيها الأخوة الكرام: ورد في بعض الأحاديث القدسية:

(( أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ ))

[ متفق عليه أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ]

(( أنفق بلالاً ولا تخشى من ذي العرش إقلالاً))

[ رواه الطبراني عن ابن مسعود ]

 أيها الأخوة الكرام: عن عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُودٍ رَضِي اللَّه عَنْه قال:

(( سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: الصَّلَاةُ عَلَى مِيقَاتِهَا، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَسَكَتُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي ))

[ متفق عليه عن عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُودٍ]

 الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، والجهاد في سبيل الله. أي العمل أفضل ؟ أي الصدقة أفضل ؟ أن تصدق وأنت صحيح شحيح، أي الإسلام أفضل ؟ أن يسلم المسلمون من لسانك ويدك. ما دمنا في أمورنا الدنيوية نبتغي الأفضل، نبتغي الأكمل، نبتغي الأجمل، نبتغي الأحكم، ينبغي أن نطبق هذه القاعدة على أمورنا الأخروية.

 

الروحة و الغدوة في سبيل الله أفضل من الدنيا و ما فيها :

 أيها الأخوة الكرام: عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِي اللَّه عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

((الرَّوْحَةُ وَالْغَدْوَةُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ))

[ متفق عليه عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ]

 أحياناً ترتدي ثيابك وتخرج من بيتك، لا تبتغي مالاً، ولا متعةً، ولا مكسباً، ولا وجاهةً، إنما تبتغي مرضاة الله عز وجل، من هذه الروحة أن تروح إلى المسجد، من هذه الروحة أن تعود أخاً مريضاً، من هذه الروحة أن تصلح بين اثنين، من هذه الروحة أن تأمر بالمعروف وأن تنهى عن المنكر، من هذه الروحة أن تزور أخاً يحتاج إلى زيارة، أن تصل من قطعك، أن تعفو عمن ظلمك، أن تعطي من حرمك. يقول عليه الصلاة والسلام:

((الرَّوْحَةُ وَالْغَدْوَةُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ))

[ متفق عليه عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ]

 لأن الدنيا تنتهي بالموت، ولكن هذه الروحة، وتلك الغدوة، يستمر أثرها بعد الموت.
 إذاً ذهابك إلى بيت أخيك، سؤالك عن صحته، تفقدك لشؤونه، ذهابك إلى بيت الله طالباً للعلم، طالباً أن تصل إخوانك، هذا كما قال عليه الصلاة والسلام:

((...أَفْضَلُ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ))

[ متفق عليه عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ]

اليد العليا أفضل من اليد السفلى :

 وعن أبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

((أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ مَا تَرَكَ غِنًى، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ ))

[البخاري عن أبي هُرَيْرَة ]

 أي أن تعطي عطاءً يكفي، أفضل الصدقة، هناك من يعطي مبلغاً من المال لا يقدم ولا يؤخر، لا يسمن ولا يغني من جوع، لا يحقق هدفاً.. إذا أعطيتم فأغنوا، كما قال عمر رضي الله عنه.

((أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ مَا تَرَكَ غِنًى... ))

[البخاري عن أبي هُرَيْرَةَ ]

 بل إن أفضل أنواع الزكاة أن تحول هذا الفقير من آخذ زكاة إلى دافع زكاة، أن تغنيه عن الناس، أن تجعله بعد حين ينفق من زكاة ماله، هكذا أمرنا النبي عليه الصلاة والسلام:

((أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ مَا تَرَكَ غِنًى، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ ))

[البخاري عن أبي هُرَيْرَةَ ]

أفضل الكلام :

 وأفضل الكلام: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.. قد يتوهم أحدكم أن ذكر هذه الكلمات فقط.. الحقيقة ذكرها وشرحها وفحواها ومضمونها، فإذا كان حديثك عن فضل الله عز وجل فأنت تحمده، وإن كان حديثك عن آيات الله الدالة على عظمته فأنت تسبحه، وإن كان حديثك على أن الله بيده كل شيء، وهو أكبر من كل شيء، وأمره هو النافذ، فأنت تكبره، وإن كان حديثك على أنه لا إله إلا هو، بيده الخير، بيده الأمر، لا معقب لحكمه، فأنت توحده. دققوا في هذا الكلام: ليس القصد أن تقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، إذا ذكرت هذه الكلمات فلك أجر كبير، وهذا من الذكر، بل لو وسَّعت معنى هذا الحديث، أفضل كلام أن تشير إلى وحدانيته، وأفضل كلام أن تشير إلى نعمه الظاهرة والباطنة، وأفضل كلام أن ترى أن الله أقوى من كل قوي، وأفضل كلام أن ترى أن الله سبحانه وتعالى لا إله غيره بيده الخلق والأمر.

 

من طلب العلم تكفل الله له برزقه :

 عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

((مَنْ شَغَلَهُ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ عَنْ مَسْأَلَتِي وَذِكْرِي أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ ثَوَابِ السَّائِلِينَ))

[ الدرامي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِ]

 يروى أن الإمام أبا حنيفة رحمه الله تعالى في حديث قرأه عن النبي صلى الله عليه وسلم، كان هذا الحديث سبب انعطافه إلى العلم:

(( من طلب العلم تكفل الله له برزقه ))

[مسند الشهاب وقال المناوي في فيض القدير يجوز الاحتجاج به ]

 أي يسعى، ولكن يأتيه رزق حلال بجهد يسير؛ لأنه طلب العلم، طالب العلم تُيسر له شؤونه.. هم في مساجدهم والله في حوائجهم.

 

بطولة الإنسان أن يحسن لمن أساء إليه :

 أيها الأخوة الكرام:

((عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصَّدَقَاتِ أَيُّهَا أَفْضَلُ؟ قَالَ: عَلَى ذِي الرَّحِمِ الْكَاشِحِ ))

[أحمد عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ ]

 الكاشح: أي المبغض، لك قريب مبغض، ضيق ذات اليد، فإذا أردت أن تقرِّبه، وأن تبعده عن الحقد والبغضاء، إذا أردت أن تؤلف قلبه، أكرمه بشيء من مالك، أنت بهذا تصدقت عليه، ووصلته، وقربته إليك، وأزلت عنه الحقد والحسد.
 أفضل الصدقة كما قال عليه الصلاة والسلام أن تتصدق على ذي الرحم الكاشح ، فلن تكون بطلاً إلا إذا أحسنت لمن أساء إليك. قال تعالى:

﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾

[ سورة آل عمران: 134]

﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾

[سورة فصلت: 34]

((أمرني ربي بتسع، خشية الله في السر والعلانية، كلمة العدل في الغضب والرضا، القصد في الفقر والغنى، وأن أصل من قطعني، وأن أعفو عمن ظلمني، وأن أعطي من حرمني، وأن يكون صمتي فكراً، ونطقي ذكراً، ونظري عبرةً))

[ زيادات رزين عن أبي هريرة ]

 أيها الأخوة الكرام: سُئِلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: إِيمَانٌ لَا شَكَّ فِيهِ، وَجِهَادٌ لَا غُلُولَ فِيهِ، وَحَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ، قِيلَ: فَأَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: طُولُ الْقُنُوتِ، قِيلَ: فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: جُهْدُ الْمُقِلِّ، قِيلَ: فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: مَنْ هَجَرَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، قِيلَ: فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: مَنْ جَاهَدَ الْمُشْرِكِينَ بِمَالِهِ وَنَفْسِهِ، قِيلَ: فَأَيُّ الْقَتْلِ أَشْرَفُ؟ قَالَ: مَنْ أُهَرِيقَ دَمُهُ وَعُقِرَ جَوَادُهُ ))

[ النسائي عن عبد الله بن حبشي الخثعمي]

 أيها الأخوة الكرام: لعل محور هذه الخطبة أفضل الأعمال، أفضل الصدقات، أفضل الصلوات، أفضل الذكر، أفضل القول.

 

نموذج من العلماء الصادقين :

 أيها الأخوة الكرام: تروي كتب السيرة أن سليمان بن عبد الملك مرَّ بالمدينة وهو يريد مكة فأقام بها أياماً، فقال: هل بالمدينة أحد أدرك أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا له: أبو حازم يا أمير المؤمنين، فأرسل إليه، فلما دخل عليه، قال له: يا أبا حازم ما هذا الجفاء؟ قال أبو حازم: يا أمير المؤمنين وأي جفاء رأيت مني؟ قال: أتاني وجوه المدينة ولم تأتني، قال: يا أمير المؤمنين أعيذك بالله أن تقول ما لم يكن، ما عرفتني قبل هذا اليوم، ولا أنا رأيتك، فأي جفاء هذا؟ قال: فالتفت سليمان إلى محمد بن شهاب الزهري، قال: أصاب الشيخ وأخطأت،- أسئلة دقيقة، وإجابات متقنة- قال: يا أبا حازم ما لنا نكره الموت ؟.. قال أبو حازم: لأنكم خرَّبتم الآخرة، وعمرتم الدنيا، فكرهتم أن تنتقلوا من العمران إلى الخراب، قال: أصبت يا أبا حازم، فكيف القدوم على الله غداً ؟ قال أبو حازم: أما المحسن فكالغائب يقدم على أهله، وأما المسيء فكالعبد الآبق يقدم على مولاه.. فبكى سليمان وقال: ليت شعري، ما لنا عند الله يا أبا حازم ؟ قال: اعرض عملك على كتاب الله، قال: وأي مكان أجده فيه ؟ قال: إن الأبرار لفي نعيم، وإن الفجار لفي جحيم، قال سليمان: فأين رحمة الله يا أبا حازم ؟ قال أبو حازم: إن رحمة الله قريب من المحسنين، قال له سليمان: يا أبا حازم فأي عباد الله أكرم ؟ قال: أولو المروءة والنهى، أي أصحاب العقل الراجح والأخلاق الفاضلة، والإنسان عقل وخلق، قال تعالى:

﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾

[سورة طه : 123]

 قال سليمان: فأي الأعمال أفضل ؟ قال: أداء الفرائض مع اجتناب المحارم، لا يعلو عليها شيء- قبل أن تفعل أعمالاً صالحة دع المنكرات، دع خيراً عليه الشر يربو، درء المفاسد مقدم على جلب المنافع- قال سليمان: فأي الدعاء أسمع ؟ قال أبو حازم: دعاء المحسَنِ إليه للمحسن- أي أسمع دعاء يسمعه الله ويستجيب له، أحسنت إلى زيد من شدة امتنانه لك، دعا لك بالتوفيق، دعا لك باليسر، دعا لك بالغنى- قال: فأي الصدقة أفضل ؟ قال: للسائل البائس- من رجل ماله حلال- وجهد المقل ليس فيها منٌ ولا أذىً، قال: فأي القول أعدل ؟ قال: قول الحق عند من تخافه، أو ترجوه، لأن كلمة الحق لا تقطع رزقاً ولا تقرب أجلاً، قال: فأي المؤمنين أكيس؟ قال: رجل عمل بطاعة الله، ودلّ الناس عليها، قال تعالى:

﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾

[سورة فصلت: 33]

 أيها الأخوة الكرام: قال سليمان: يا أبا حازم، فأي المؤمنين أحمق ؟ - أيهم أكيس؟ من عمل بطاعة الله ودلّ الناس عليها- أيهم أحمق ؟ قال: رجل انحط بهوى أخيه، وهو ظالم لنفسه فباع آخرته بدنيا غيره، أي أعنت إنساناً ظالماً، أو منحرفاً، أو لا خلاق له عن الله، فحققت له دنياه، وخسرت آخرتك، بعت آخرتك لا بدنياك، بل بدنيا غيرك، هذا أندم الناس يوم القيامة، يقول سيدنا علي كرم الله وجهه:" قوام الدين والدنيا أربعة رجال؛ عالم مستعمل علمه، وجاهل لا يستنكف أن يتعلم، وغني لا يبخل بماله، وفقير لا يبيع آخرته بدنياه، فإذا ضيع العالم علمه، استنكف الجاهل أن يتعلم، وإذا بخل الغني بماله باع الفقير آخرته بدنيا غيره."
 أندم الناس من باع آخرته الأبدية بدنيا غيره لا بدنياه. قال سليمان: أصبت، هل لك يا أبا حازم أن تصحبنا فتصيب منا ونصيب منك ؟ قال: أعوذ بالله، قال: ولمَ؟ قال: أخشى أن أركن إليكم شيئاً قليلاً، عندئذ يذيقني الله ضعف الحياة وضعف الممات، قال سليمان: يا أبا حازم ارفع إلينا حوائجك، قال: تنجيني من النار وتدخلني الجنة؟ قال سليمان: هذا ليس لي، قال: إذاً ليس لي عندك حاجة، قال: ادع لي يا أبا حازم، فقال أبو حازم: اللهم إن كان سليمان وليك فيسره لخير الدنيا والآخرة، وإن لم يكن كذلك فخذ بناصيته إلى ما تحبه وترضى، قال سليمان: قط، هذا هو الدعاء فقط؟ قال: أبو حازم قد أوجزت وأكثرت، إن كان سليمان وليك فيسره لخير الدنيا والآخرة، وإن لم يكن كذلك فخذ بناصيته إلى ما تحب وترضى، قال: يا أبا حازم أوصني؟ قال: سأوصيك وأوجز- دققوا في الوصية- عظِّم ربك، ونزهه أن يراك حيث نهاك، وأن يفقدك حيث أمرك، احرص أن يراك حيث نهاك، وأن يفقدك حيث أمرك.
 فلما خرج من عنده بعث سليمان إليه بمئة دينار، وكتب إليه أن أنفقها ولك عندي مثلها كثير، ماذا فعل أبو حازم ؟ ردها، وكتب كتاباً قال فيه: أعيذك بالله يا أمير المؤمنين، أن يكون سؤالك إياي هزلاً، أو ردي عليك بذلاً، وما أرضاها لك فكيف أرضاها لنفسي؟ إن كانت هذه المئة دينار عوضاً لما حدثتك به فالميتة والدم ولحم الخنزير في حال الاضطرار أحلّ من هذه، وإن كانت لحق لي في بيت المال، فلي فيها نظراء، فإن ساويت بيننا وإلا فليس لي فيها حاجة.
 هذا نموذج من العلماء الصادقين.. ورد في الأثر أن الورع حسن لكن في العلماء أحسن، والعدل حسن لكن في الأمراء أحسن، والسخاء حسن لكن في الأغنياء أحسن، والصبر حسن ولكن في الفقراء أحسن، والتوبة حسن لكن في الشباب أحسن، والحياء حسن لكن في النساء أحسن.
 أيها الأخوة الكرام: عود على بدء لعلنا نتقصى في دنيانا الأكمل، والأجمل، والأكثر، والأدق، والأحكم، فلماذا لا نتقصى في أمر ديننا ما هو أفضل من خلال الأحاديث الشريفة التي وردت عن النبي عليه الصلاة والسلام؟ بين أيدينا أفضل الأعمال، وأفضل الكلام، وأفضل الذكر، وأفضل الصدقة، وأبو حازم هذا العالم الجليل، الذي لقي بعض أصحاب رسول الله يُعد من التابعين، ذكر ما ذكر في حكم بليغة رفيعة.
 أيها الأخوة الكرام: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا لغيرنا، وسيتخطى غيرنا إلينا، الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني..

* * *

الخطبة الثانية :

 أشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صاحب الخلق العظيم، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ديننا دين التوحيد و الأمر بيد الله :

 أيها الأخوة الكرام: من فضل الله علينا العميم أنه هدانا إليه، وأن أجلّ النعم نعمة الإيجاد، ونعمة الإمداد، ونعمة الهدى والرشاد، كم من الشعوب يعبدون الأبقار، وكم من الشعوب يعبدون أوثاناً ما أنزل الله بها من سلطان.
 أيها الأخوة الكرام: في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لما فتح عمر بن العاص رضي الله عنه مصر، أتى أهلها إليه، قالوا: أيها الأمير إن لنيلنا هذا سنةٌ لا يجري إلا بها، لهذا النهر العظيم سنة لا يجري إلا بها، فقال لهم: وما ذاك؟ قالوا: إنه إذا كان اثنتا عشرة ليلة تخلو من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر، أرضينا أبويها، وجعلنا عليها شيئاً من الحلي والثياب أفضل ما يكون ثم ألقيناها في هذا النهر، فقال لهم عمر: إن هذا لا يكون في الإسلام.
 أي إذا شحت مياه النيل، انتقوا فتاةً جميلةً أخذوها من أبويها وأرضوهما، وألبسوها أحسن الثياب، وجملوها بأحسن الحلي وقذفوها في النهر من أجل أن يزداد ماؤه.
 فقال لهم عمر بن العاص: إن هذا لا يكون في الإسلام، فإن الإسلام يهدم ما كان قبله.. أطلعني أحد الأصدقاء على مجلة عملية في أعلى مستوى، فيها بحث على أناس في الأرض الآن يعيشون معنا، يعبدون الجرذان، رأيت صورة معبدهم وفيه من الجرذان ما لا يعد ولا يحصى، يطعمونهم أطيب الطعام، ويأكلون معهم، ويتقربون إليهم، أين عقلهم في هذا العصر؟ والتحقيق مصور، ومعاصر..
 فقال: إن هذا لا يكون في الإسلام فإن الإسلام يهدم ما قبله، ثم رأى أن يرسل إلى عمر بن الخطاب في شأن هذا النهر وقد شحت مياهه، فكتب إلى عمر بن الخطاب بذلك، فكتب عمر إليه: لقد أصبت، إن الإسلام يهدم ما قبله، وقد بعثت إليك ببطاقة فإذا أتاك كتابي فألقِه في داخل النيل، فلما كتب الكتاب وأرسله إليه، فتح الرسالة، فإذا بها: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر، أما بعد: فإن كنت تجري من قبلك فلا تجري، وإن كان الواحد القهار يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك، فألقى عمر بالبطاقة في النيل قبل يوم الصليب بيوم، وقد تهيأ أهل مصر للجلاء والخروج منها، لأنه لا تقوم مصالحهم إلا بهذا النهر، فأجراه الله ستة عشر ذراعاً، وقطع تلك السنة السوء عن أهل مصر..
 ديننا دين التوحيد، الأمر بيد الله هو المعطي هو المانع، هو الرافع هو الخافض، هو المعز هو المذل، هذا هو التوحيد، فمن أجلّ النعم علينا أن الله هدانا إليه، وأننا نعبد الله وحده ولا نرى مع الله أحداً.

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾

[ سورة هود: 123 ]

(( لِكُلِّ شَيْءٍ حَقِيقَةٌ وَمَا بَلَغَ عَبْدٌ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ ))

[ الترمذي وأحمد عن أبي الدرداء]

من أعرض عن منهج الله أصبحت حياته جحيماً لا يُطاق :

 قبل عامين قرأت في صحيفة خليجية خبراً صغيراً، هو صغير ولكنه خطير، قال: لقد تمّ إعدام عشرين مليون رأس غنم في أستراليا، حفاظاً على أسعار اللحم المرتفعة، انتقل ذهني إلى شعوب تعاني من الجوع، تموت جوعاً، هناك يعدمون عشرين مليون رأس غنم للحفاظ على أسعاره وشعوب أخرى تموت من الجوع، قلوبهم كالحجارة بل أشدّ قسوة، لكنهم الآن اضطروا إلى أن يعدموا أحد عشر مليوناً من البقر، خسارتهم تقدر بثلاثة وثلاثين مليار جنيه إسترليني لمرض أصاب البقر هو جنون البقر، هذا الجنون بسبب أنهم غيروا خلق الله، هذه البقرة التي خلقها الله مسخرةً للإنسان، أطعموها مسحوق الجلود، ومسحوق اللحوم الفاسدة، وأطعموها الدم من أجل أن يزداد نموها، فإذا بهذا الطعام الذي خالفوا به منهج الله أصابها بهذا المرض الخطير.
 شيء آخر إن هذا الجنون يجعل البقرة متوحشة، وربما تفتك بالبشر وكأن هذا الاستثناء إشارة إلى القاعدة: وذللناها لكم، نعمة التذليل لا نعرفها إلا إذا جنّ البقر.
 أيها الأخوة الكرام: هذه حقائق، دين الإسلام دين العلم، دين التوحيد، دين الحقائق، إذا غيرت خلق الله.. مرض الإيدز برأي العلماء الكبار إنه انطلق من الشذوذ الجنسي؛ لأن الزنا مخالفة للحكم الشرعي، لكن الشذوذ الجنسي مخالف لفطرة البشر، فكان عقاب الله للبشر حينما رضوا بالفاحشة وأعلنوا بها، ذلك المرض العضال الذي يفتك بالملايين، في كل عشر ثوان يموت إنسان في العالم الغربي بهذا المرض، وهذا الجنون أصاب البقر، والله سبحانه وتعالى يرينا من آياته، فلعلنا نرتدع، ونقف عند حدودنا، ونتبع منهج ربنا.
 أيها الأخوة الكرام: تغيير خلق الله ربما جرّ على البشرية الويلات والويلات، وليس أقلها ما نرى بأعيننا ونسمع بآذاننا من أخبار مفجعة عن مصائب، وعن محن يعاني منها الإنسان حينما خرج عن منهج الله.

﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾

[سورة طه : 123]

﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾

[سورة طه: 124]

 لعل معنى هذه الآية إن أعرضت عن منهج الله أصبحت الحياة جحيماً لا يُطاق.

 

الدعاء :

 اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي بالحق ولا يُقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، ولك الحمد على ما قضيت، نستغفرك ونتوب إليك، اللهم هب لنا عملاً صالحاً يقربنا إليك. اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارض عنا، اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا بها جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا اللهم بأسماعنا، وأبصارنا، وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا، مولانا رب العالمين. اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، ودنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين. اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك. اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسنا ذكرك يا رب العالمين. اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا، وآمنا في أوطاننا، واجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً، وسائر بلاد المسلمين. اللهم إنا نعوذ بك من الخوف إلا منك، ومن الفقر إلا إليك، ومن الذل إلا لك، نعوذ بك من عضال الداء، ومن شماتة الأعداء، ومن السلب بعد العطاء. اللهم ما رزقتنا مما نحب فاجعله عوناً لنا فيما تحب، وما زويت عنا ما نحب فاجعله فراغاً لنا فيما تحب. اللهم صن وجوهنا باليسار، ولا تبذلها بالإقتار، فنسأل شر خلقك، ونبتلى بحمد من أعطى وذم من منع، وأنت من فوقهم ولي العطاء، وبيدك وحدك خزائن الأرض والسماء. اللهم كما أقررت أعين أهل الدنيا بدنياهم فأقرر أعيننا من رضوانك يا رب العالمين. اللهم بفضلك وبرحمتك أعل كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام وأعز المسلمين، وخذ بيد ولاتهم إلى ما تحب وترضى، إنك على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير.

 

تحميل النص

إخفاء الصور