وضع داكن
19-04-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 035 - من جنود الله - السمك الهلامي
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين, أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .

من عقاب الله لأهل الفساد في الأرض :

1- مرض اﻹيدز :


أيها الأخوة المؤمنون, مرض اﻹيدز الذي كنت قد تحدثت عنه مراراً، والذي هو كما يقول العلماء: فيروسٌ يسبب انحلال المناعة في الإنسان، والذي بلغت الإصابات في أمريكا وحدها خمسة عشر مليون إصابة، هذا المرض من جنود الله عزَّ وجل:

﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ﴾

[سورة المدثر الآية: 31]

إنه عقابٌ دنيوي على الفساد في الأرض, ليست أخبار هذا المرض عنا ببعيد، لا بدَّ من مقالٍ في كل مجلةٍ يتحدث عن هذا المرض . 

2- الجراد :

أيها الأخوة, الجراد أيضاً من جنود الله عزَّ وجل: 

﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ﴾

[سورة المدثر الآية: 31]

3- السمك الهلامي :

الحديث اليوم عن ذلك السمك الهلامي, الذي غزا بالملايين شواطئ فرنسا وإيطاليا واليونان، وحوَّلها إلى أرضٍ شائكةٍ شبيهةٍ بغاباتٍ من الثعابين، ثمَّة سابحٌ أشرف على الموت، كان يسبح بعيداً عن الشاطئ الصخري قرب أثينا، قال: شعرت فجأةً بألمٍ شديدٍ في ساقي، كالألم الذي تحدثه لسعة مكواةٍ حامية، وبعد ربع ساعة شعرت بما يشبه وخز الدبابيس في رأسي، ثم أغمي علي، وحينما أسعفت، وفحصني الطبيب، وجد ضغطي ما يقارب الصفر .
وقد قدَّر بعض العلماء: أن عدد السمك الهلامي في الأماكن التي يغزوها، يزيد عن خمس وعشرين سمكةً في المتر المكعب الواحد، وأن سرباً طوله كيلو مترين، يحتوي على المليارات من هذا السمك، ويتفق علماء الحياة على أنه: ليس لهذا السمك منطقٌ واضحٌ في تحركاته، لماذا غزا هذه الشواطئ؟ لا نعلم، هل هناك قاعدة؟ لا، هل هناك دورات ثابتة؟ لا, والسمك الهلامي أنواعٌ تزيد عن الألف، يبلغ قطر بعضها مترين، وتؤدي لسعة السمك الهلامي الأسترالي إلى الموت في غضون دقائق .

ليس لهذا السمك الهلامي أعين، ولا آذان، ولا أدمغة، أجسامها شفافة، تبدو رقيقة، ناعمة، انسيابية، يشكِّل الماء فيها ثمانٍ وتسعين بالمئة، تتدلى من جسمها مجساتٌ سامةٌ دقيقةٌ مثل الخيوط، يصعب رؤيتها، والمجسات هذه قابلةٌ للتمدد نحو ثمانين سنتيمتراً, لأنها مخزونة في حقبٍ على شكل نوابض، خيوط مجوفة ممتلئة بالسم، مخزونة على شكل نوابض، لها زند ما إن يلمس، هذا السمك الهلامي جسداً حتى تنطلق ملايين الخيوط من أعقلتها، لتنفث السمَّ في جسم ضحيتها .
أيها الأخوة المؤمنون, ينصح الأطباء بتجهيز الشواطئ بوحدات إسعاف، وينصح الأطباء السباحين أن يتزوَّدوا بحقن الكورتيزون، لأن هناك لسعات مميتة .
تعليقي على هذه المعلومات التي نشرتها مجلةٌ عالمية حول هذا السمك الهلامي: أنه إذا اتفق علماء الحياة البحرية على أنه: ليس ثمة منطقٌ واضح في تحركات هذا السمك الهلامي، فإن علماء التوحيد يتفقون على أن هذا السمك الهلامي، يتحرك وفق خطةٍ واضحةٍ، وهدفٍ واضحٍ، رسمها له ربه الذي خلقه، إن هذا السمك يتحرك نحو الشواطئ ، التي كثر فيها الفساد في الأرض، ربنا عزَّ وجل يقول:

﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ﴾

[سورة الروم الآية: 41]

ربنا عزَّ وجل يقول:

﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ﴾

[سورة الزمر الآية: 62]

لا يسمح لهذا السمك بالتحرُّك إلا وفق مشيئة الله، وفق خطةٍ دقيقة رسمها له ربه الذي خلقه، ما من إنسانٍ يحرك شيئاً بلا هدف، فكيف برب العالمين؟ أيتحرك هذا السمك نحو هذه الشواطئ أو تلك بلا هدف؟ قال تعالى:

﴿مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا﴾

[سورة هود الآية: 56]

﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾

[سورة الحديد الآية: 22]

الخاتمة :

قال تعالى:

﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ﴾

[سورة المدثر الآية: 31]

الإيدز من جنود الله عزَّ وجل، والجراد من جنود الله عزَّ وجل، وهذا السمك الهلامي الذي غزا شواطئ فرنسا، وإيطاليا، واليونان، وجعلها كغابٍة من الثعابين، إن الله سبحانه وتعالى حرَّكها لتضع للفساد حداً .

تحميل النص

إخفاء الصور