وضع داكن
29-03-2024
Logo
رحلة أمريكا 1 - المحاضرة : 09 - أسس التعامل بين المسلمين.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
 أيها الأخوة الأكارم:
 النقطة الدقيقة في هذا الدرس هو أن المسلمين حينما فهموا الإسلام شعائر تؤدى ابتعدوا عن دينهم أشد الابتعاد، لأن دينهم هو الحياة، هو العمل حينما نفهم الإسلام صلاة تؤدى وحج وزكاة، وأما في العلاقات اليومية نفعل ما نشاء، نفعل ما يحلوا لنا، نقلد الناس في كل شيء ليس هذا هو الدين، هنا الدين ضغط إلى درجة أنه مسخ
 أول نقطة دقيقة، قال النبي:

(( عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بُنِيَ الإسْلامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ ))

 الإسلام شيء والخمس هم دعائم الإسلام، أما الإسلام بناء أخلاقي، يعني الإنسان حينما يخطئ مع أخيه، حينما يأخذ شيئاً ليس له، حينما يسيء التعامل مع الآخرين لا قيمة لصيامه وحجه.
 هذه العبادات الشعائرية كما قلت مناسبة لقطف ثمار العبادات التعاملية، وأدق شيء حينما قال سيدنا جعفر:
 " كنا قوم جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونفعل الفواحش ونقطع الرحم ونسيء الجوار"
 هذا في الجاهلية، الحركة العشوائية، أكل المال الحرام والإساءة إلى الآخرين هذه جاهلية، حتى بعث الله فينا رجلاً نعرفه، ما تكلم عن الوحي ولا عن الصلاة، قال: نعرف أمانته وصدقه وعفافه، والأمانة والصدق والعفاف هذه أركان الأخلاق.
 وكل من جاء إلى هذه البلاد يقول بملء فمه: هؤلاء الذين نحن معهم يصدقون ويتعاملون معاملة أخلاقية راقية وهذه أخلاق المسلمين، طبعاً لهذا الموضوع إجابة، أما الآن أريد أن أقول حينما نفهم الدين شعائر فهنا الدين ممسوخ ومشوه، نحن نزور حقائق الدين إذا فهمناه شعائر والإنسان أحياناً يتوهم أنه إذا صلى انتهى كل شيء وإذا صام انتهى كل شيء وأنه إذا أتى إلى المسجد انتهى كل شيء، والله لم ينته شيء.
 السيدة عائشة رضي الله عنها قالت لرجل اقترف معصية وكان قد جاهد مع رسول الله فقالت: قولوا له إنه أبطل جهاده مع رسول الله.
 لي كلمة أقولها في الشام كثيراً حينما أرى إنسان يأكل المال الحرام ويعتدي على الآخرين ويؤدي الشعائر بشكل جيد ويتباهى بها، أقول له:
 ضع صيامك وصلاتك وحجك في الحاوية، إن لم تكن صادقاً ولا أميناً ولم تكون وفي بالعهد، لا قيمة للعبادات كلها مع أنها فرائض لابد منها أما هي فرائض تعبر عن التزامك التعاملي، وإن لم يكن هناك إلتزام تعاملي لا قيمة لها سأتيكم ببعض الأدلة قال تعالى:

 

﴿قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ (53)﴾

 

( سورة التوبة )

 الذي فسق ولو أنفق المال لن يتقبل منه هذه الزكاة، الحج:
 من حج بمال حرام إذا وضع رجله في الركاب ناداه منادي، وقال: لبيك اللهم لبيك، ناداه منادي لا لبيك ولا سعديك وحجك مردود عليك.
 الصيام:

 

(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ ))

 الصلاة:
 من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعداً.
 تلاوة القرآن: رب تالي للقرآن والقرآن يلعنه.
 وضعت بين أيديكم الصلاة والصيام والحج والزكاة، هذه عبادات صارخة، عبادات شعائرية، من دون استقامة وانضباط وأمانة وصدق ليس لها قيمة إطلاقاً.
 أنت تصور النبي صلى الله عليه حينما قال والحديث في البخاري:

 

 

(( عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: خَيْرُ الصَّحَابَةِ أَرْبَعَةٌ، وَخَيْرُ السَّرَايَا أَرْبَعُ مِائَةٍ، وَخَيْرُ الْجُيُوشِ أَرْبَعَةُ آلافٍ وَلَنْ يُغْلَبَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مِنْ قِلَّةٍ ))

 يعنى اثنا عشر ألف مؤمن لن يغلبوا في العالم، والنبي عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى، كلامه وحي يوحى، وإذا غلبوا فليس كما أراد الله عز وجل، فإذا كانوا مليار ومئتان مليون، ولا وزن لهم وأرجو أن لا يكونوا كذلك، ولا يقيم لهم أحداً وزناً على عددهم، ما أن يكونوا المسلمين قلباً وقالب، لا تستطيع أن تنتزع إعجاب الناس إلا إذا كنت صادقاً وأميناً ونصوحاً ومتقن لعملك، قضية الدعوة إلى الله قضية كبيرة جداً.
 لو أن في الأرض بلد واحد إسلامي طبق الإسلام بحذافيره وظهرت ثمار هذا الدين هذا البلد ولو كان صغيراً هو أكبر دعوة إلى الإسلام، أما إذا بقي الإسلام في الكتب وفي الأشرطة ولم يكن مطبقاً عملياً، لذلك قالوا قبل ذلك القرآن كون ناطق والكون والنبي قرآن يمشي، فإذا كنت قرآناً تمشي، لك تأثير أضعاف مضاعفة من كل دعوة صارخة عالية الصوت.
 كنت أقول بإمكانك أن تكون أكبر داعية وأنت صامت، باستقامتك ونصحك للناس هذا الذي ينتزع إعجاب الناس، فنحن نريد أن نجمع بين العبادات الشعائرية و العبادات التعاملية، الآن لماذا هناك شرع دقيق؟ لماذا هناك فقه تفصيلي ؟ لضبط كل نشاطات الإنسان، قال لأن حياة الإنسان محدودة، و مهمته في الحياة كبيرة جداً، فإذا انشغل في الخصومات مع إخوانه ضيع عبادته.
 الأحكام الشرعية مهمتها الأولى:
 أن تتفرغ لعبادة الله، أي مثلاً لو أقرضك إنسان قرضاً و لم تسجله و أكله عليك دخلت معه في خصومة هذه الخصومة من شأنها أن تعيق حركتك إلى الله و أن تشغلك، أحياناً أنصح بعض الأخوة بأن يقيم عليه دعوة، أقول له إقامة الدعوة سهلة و لكن الدخول بالقضاء شيء و الخروج منه أصعب بكثير فقد تمضي ثمانية سنوات بالخصومة مع أخيك، توتر و تحفظ و ضغط و ألم و حقد و أنت إنسان عمرك محدود كم من دعوة أقيمت ثم شطبت لأن أحد الطرفين قد مات، هناك دعاوي اثنتي عشرة عاماً أو عشرين عاماً وقد شطبت في النهاية لأن أحد المتداعيين قد توفي، كنت أضرب مثلاً مضحكاً: أنه يوجد حمار يقف في مكان و الوقت حار جداً و لهذا الحمار ظل، جاء إنسان و جلس في ظله تنعم بالظل ثم قام ليشرب جاء إنسان مكانه و جلس، قال له: هذا مكاني، لا مكانك حتى وصلوا إلى أن ضرب كل منهم الآخر ثم ذهب الحمار فلم يعد للخصومة معنى، تخاصما على ظل الحمار و الحمار قد ذهب، فالدنيا أحياناً بهذا المستوى، تدخك بخصومة مع أخيك تعكر نفسك و تعكره ثم يدخل المحامين و للمحامين مهمة كبيرة فهؤلاء يعيشون على رقاب الناس و على مشكلاتهم و أساساً يوجد بدوي دخل القضاء و لم يجد فصله و لكن وجد المحامي فقال: إن هذا لم يكن موجوداً بالبديهة، فنحن نريد أن يبتعد الإنسان عن الخصومات مع إخوانه، متى نبتعد ؟ نبتعد عندما نعطي كل ذي حق حقه.
 القرض، قال الله تعالى:

 

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ﴾

 

(سورة البقرة )

 عملت مع أخيك عقد فسجله بالمحكمة ماذا يحصل ؟ سأعرض لكم قضية قد تغيب عن أذهانكم فمثلاً لو أنت بمحل تجاري و عندك موظف و تغافلت عن صندوق المال و غبت عن المحل و الصندوق مفتوح فأنت ماذا فعلت ؟ أنت أغريته أن يأخذ ما ليس له، أنت أعنت الشيطان عليه أما إذا كان هناك ضبط للأمور فأنت حميته من نفسه، أي إذا أنت تعاملت مع أخيك بقرض أو بشراكة أو بعمل و كتبتوا عقد و العقد موثق و هناك جزاء لو أن أحد الأطراف قصر فأنت ماذا فعلت ؟ أنت حصنت أخيك من الشيطان، فإذا أنت تساهلت معه، أقرضته بلا سند، شاركته بلا عقد، أنت تقول أن هذا أخي و الآن أخوك و لكن حينما يكون طليقاً من أي قيد قد يفكر أن يأخذ المال له، فأنت أغريته بالمال، فالإنسان عندما يغري إنساناً بالمعصية له نصيب من هذا الإثم، فأنت آثرت هذا لأن الإنسان يكون هناك علاقة طيبة جداً بينه و بين أخيه فيقرضه قرضاً فينقلب هذا الإقراض إلى عداوة، يشاركه فتنقلب هذا الشراكة إلى خصومة، فهل من المعقول أنه كلما تعاملنا مع بعضنا أن ننقلب إلى أعداء؟ معنى ذلك أن ديننا غير صحيح، يا ترى ديننا الإسلامي تظهر قيمته بالتباعد أم بالتقارب ؟ بالتقارب تظهر، فإذا كان كلما قربت من أخي خسرته.
 غير صحيح فيجب أن أقترب منه و أشاركه و أقرضه و أقترض منه و أعامله و تزداد المحبة بيننا، فإذا كنت طرفاً تعرف ما لك و ما عليك يرقى الإسلام، فنحن ببلاد غربة جميعاً و أحياناً إنسان يكون مركزه قوي أو ذو مال موفور و الثاني بحاجة فإذا عودنا أنفسنا أن كل شيء واضح، الإقراض إقراض و الصدقة صدقة و الزكاة زكاة و الشراكة شراكة و الإنسان دائماً يقع بخطأ كبير عندما يقول لك: فلان غير محتاج هذا ليس شرط، أعطاك مبلغاً قرضاً فهذا يجب أن يؤدى، قال تعالى:

 

﴿وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (32)﴾

 

(سورة النور )

 إذا هو غني أم فقير فهذا ليس من عملك عليك دين اتجاهه، فدائماً يوجد عندنا بالقرآن الكريم هذه الآية مخيفة قال تعالى:

 

﴿الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)﴾

 

(سورة الماعون )

 الماعون: المعونة.
 من هو الذي يمنع المعونة ؟ هو كل إنسان قدم له معروف فكفر فجحد هذه المعونة، يروى أن إنسان يركب فرساً في الصحراء و كان هناك حر شديد رأى رجلاً ينتعي هذه الرمال فرق له و دعاه إلى ركوب الخيل و لم يكن يدري أن هذا الرجل لص من لصوص الخيل، ما إن اعتلى ظهر الخيل حتى دفع صاحبها و ألقاه أرضاً و عدا بالفرس لا يلوي على شيء، فقال صاحب الفرس: يا هذا لقد وهبت لك هذه الفرس و لن أسأل عنها بعد اليوم و لكن إياك أن يشيع هذا الخبر في الصحراء فتذهب منها المروءة و بذهاب المروءة يذهب أجمل ما فيها، مجتمع مسلم، إنسان أقرضك قرضاً فعندما لا تؤديه و يحكي قصته لعدة أشخاص فتكون قد عملت عندهم خبرة سيئة أن إنسان تقرضه فتخسر مالك فيلتغي القرض الحسن، إنسان تشاركه فاستولى على المشروع كله التغت المشاركة يأتي وقت صار إنساناً ضعيفاً، فالإنسان أكبر غني إذا كان الناس واثقين فيه، إن ملكت ثقة الناس ملكت كل شيء و إن فقدت ثقة الناس فقدت كل شيء، فالمؤمن حريص على أن ينمي ثقة الناس به هذا يأتي بالاستقامة.
 لذلك كنت أقول منع الماعون أي إساءة إلى صاحب المعروف تمنعه من أن يعيد المعروف، ومع مرور الزمن... نفرض إنسان رأى إنسان مقطوع في مكان وركبه معه، فكان مهرب مخدرات فحكم عليه وهو بريء، لا يركب أحد، تظهر بعض المظاهر لا أحد يقدم خير أبداً.
 كان عندنا قانون إذا صار حادث سير وأخذ الجريح إلى المستشفى يسجن ثلاث أيام، صار حالات وفاة، قد يكون نزيف بسيط لا أحد يحمله، أنا لست مستعداً إذا أوصلته إلى المستشفى أن أعتقل ثلاثة أيام حتى يتأكدوا أنني ليس لي علاقة بالحادث، ومن ثم صدر قرار أنه أي إنسان ينقل المصاب إلى المستشفى يقدم هويته فقط ويطلق صراحه، حتى نسعف الجرحى.
 أحياناً منع الماعون شيء كبير جداً، الحياة جميلة بالعمل الصالح، جميلة بالمساعدة، جميلة بالتعاون، جميلة بالمؤاخاة، كل إنسان يضعف ثقة الإنسان بأخوه، يضعف ثقة الناس بالعمل الطيب هذا يمنع الماعون قال تعالى:

 

﴿الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)﴾

 

(سورة الماعون )

أعلمه الرماية كل يوم  فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي  فلما قال قافية هجاني
***

 المؤمن الصادق يا أخوان إذا فعل معه المعروف لا ينساه حتى الموت وإذا فعل معروف ينساه لتوه، طبق هذه القاعدة إذا فعلت معروف مع إنسان كأنك لم تفعله وإذا إنسان فعل معك معروف.

 

﴿وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (237) ﴾

 

(سورة البقرة )

 حقيقة ثانية، إذا إنسان ألمت به مصيبة يتهم نفسه، أما إذا ألمت بأخيه مصيبة ليظن به ظناً حسناً أن الله أحب أن يرقيه.
حقيقة ثالثة وهذه قواعد ذهبية إذا طبقها الإنسان: ازهد بما عند الناس يحبك الناس وارغب بما عند الله يحبك الله.

 

لا تسألن بني آدم حاجة  وسلي الذي أبوابه لا تغلق
الله يعضب إذا تركت سؤاله  وبني آدم يغضب حين يسأل يغضب
***

 أنا أتمنى أن لا يكون الدين هذا الجامع فقط، ولا يكون الدين الصلاة، ولا يكون الدين صوم، ولا يكون الدين شعائر ولا يكون الدين فولكلور ولا يكون الدين تقاليد وطقوس وعادات، الدين منهج، فيمكن عدل ساعة خير من أن تعبد الله ثمانين عاماً.
 كان أحدهم يطوف حول الكعبة يقول ربي اغفر لي ذنبي ولا أظنك تفعل وكان يسير وراءه رجل فقال له: يا هذا ما أشد يأسك من رحمة الله، فقال له: ذنبي عظيم، قال له: ما ذنبك، قال له: كنت جندياً في قمع فتنة فلما قمعت أحلت لنا المدينة، ومن عادة الجيوش إذا فتحت بلدة تستباح المدينة قال تعالى:

 

 

﴿قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ(34)﴾

 

(سورة النمل )

 مرة دخل شاعر إلى عند ملك فقال له: الشاعر إن، قال له الملك: و المقابلة انتهت، ما هذه المقابلة ؟، قالوا: ماذا قال لك، قال الملك: قال لي إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها، فقالوا له: وأنت ماذا قلت له ؟ قال: قلت له: والشعراء يتبعهم الغاوون ألم ترى أنهم في كل واد يهيمون.
 قال له: كنت جندياً في قمع فتنة فلما قمعت أحلت لنا المدينة، دخلت أحد البيوت فرأيت امرأة وزوجها وولديها فقتلت الرجل وقلت لزوجته أعطيني كل ما عندك، أعطته كل ما عندها من مال فقتل ولدها الأول، ولما رأته جاداً في قتل الثاني أعطته درعاً مذهباً، درع من ذهب، أعجبتني تأملتها فإذا عليها بيتان من الشعر فلما قرأتهما صعقت وأغمي علي وجئت إلى مكة من توي، وقلت ربي اغفر لي ذنبي وما أظنك تفعل، ما على هذا الدرع وما هما البيتان ؟

 

إذا جار الأمير وحاجباه  وقاضي الأرض أسرف في القضاء
فويل ثم ويل ثم ويل  لقاضي الأرض من قاضي السماء
***

 أيها الأخوة:
 الإنسان عندما يرتكب معصية، وعندما يأكل مالاً حراماً ويعتدي على أخوه لجهل فاضح فيه يظن أن الله لن يتدخل، مع أن الله يتدخل بشكل مذهل، والله عز وجل إله في السماء وفي الأرض إليه يرجع الأمر كله.
 أنا ذكرت منذ مدة، شخص شارد أرعن راكب سيارة وجد كلب صغير جالس على طرف الطريق والزفت في الشتاء دافئ، واللون الغامق يمتص حرارة وهناك برد شديد، وهذا الكلب جالس، هذا لرجل الشارد أراد أن يظهر براعته في القيادة فداس على يدي الكلب فقط وكسرهما وكان بإمكانه أن يدوسه بكامله ولكن ليظهر براعته هذا الشيء حصل يوم السبت الساعة الثانية في طريق من طرقات المدينة الخارجية، في اليوم التالي من الجمعة في المكان نفسه طبعاً العجلة كانت معطوبة وقف ليبدلها رفع المركبة وفك البراغي وسحب العجلة، الكريكو سحب ووقعت السيارة فوق العجلة وفوق يديه إلى أن أخذ إلى المستشفى اسودت يداه وقطعت يداه، من السبت إلى السبت، هذا الإنسان حينما داس يدي الكلب هل يتمنى أن تقطع يداه ؟ لا لأنه لم يعر ف الله عز وجل هذه نقطة دقيقة جداً أنت حينما تعرف الله يصبح عندك قيود، وكل المخلوقات خلقه، أنت عرفت الله انضبطت، والانضباط أساس معرفة الله والذي أريد أن أقوله لكم أيام ينقصنا التوحيد، والإيمان بالله لا ينقصنا، نعرف أن الله خلق الكون ولكن أكثر بلاد الله عز وجل خلاق وليس فعال، خلق الكون أما الفعال هو الإنسان.
 هناك كلمة يقولها أهل هذه البلاد أن الإنسان هو إله هذا العصر، يفعل ما يريد والقوي يتحكم بالآخرين من دون ردع، وهذه الفكرة بالدين ليس لها أصل بتاتاً، في الدين يوجد إله بيده كل شيء وهناك أدلة كثيرة جداً. يوجد واحد استطاع أن يعطي أحد الأشخاص المحترمين في منظمة حماس يعطيه جهاز هاتف وهذا الجهاز فيه قنبلة فلما استعمله انفجرت القنبلة ومات، فأحبوا أن يكرموه، فأرسلوه إلى جنوب أفريقيا في الشتاء مشتى جميل جداً، أكله تمساح هناك، هذا الخبر انظر له توحيدياً ترى الله كبير، وعندما الإنسان يعتدي على الآخرين قال تعالى:

 

 

﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)﴾

 

(سورة الفجر )

﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (1)﴾

(سورة النساء )

﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93)﴾

(سورة الحجر )

 مرة طالب أرعن من الطلاب قال لي: أنا لا أخاف من الله، قلت له: أنت بالذات معك حق، قال: كيف، قلت له: الفلاح يأخذ ابنه معه على الحصيدة ويكون ابنه عمره ثلاث سنوات ويضعه بين القمح يرى ثعبان كبير لا يخاف منه ويضع يده عليه، فقلت له: إدراك لا يوجد وخوف لا يوجد، والخوف متعلق بالإدراك.
 من هو أشد الناس خوفاً من الله ؟ النبي، في بعض المعارك قيل له مثل بقتلاهم فإنهم مثلوا بعمك، قال:

(( لا أمثل بهم فيمثل الله بي ولو كنت نبياً.))

 قال تعالى:

 

﴿قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)﴾

 

(سورة الأنعام )

 قيل مرة انقطع الوحي أسبوعين، بحث عن السبب فقال عليه الصلاة والسلام:

((يا عائشة لعل تمرة أكلتها من تمر الصدقة.))

 رأى على السرير تمرة أكلها وهو لا يدري ولعلها من تمر الصدقة، اللهم صلي عليه يعلمنا الورع.
 الإنسان كلما ازداد خوفه من الله ازدادت استقامته على أمر الله، وأنا الذي أتمناه على إخوانا الكرام هنا، أن ليس الدين الصلاة.
 قال له: هل تعرفه ؟ قال: نعم أعرفه، قال له: هل سافرت معه، قال: لا، قال له: لا، قال له: هل عاملته بالدرهم والدينار، قال: لا قال له: أنت لا تعرفه، لا تعرفه إلا إذا حاككته بالدرهم والدينار، ولا تعرفه إلا إذا سافرت معه.
 أنا لي قاعدة: إذا وجدت إنسان أول نظرة تجد لونه وطوله وثيابه، وعندما يتكلم تنسى ثيابه، أحدهم أنيق جداً تكلم كلام بذيء جداً، فقال له شخص: إما أن تتكلم مثل ثيابك أو البس مثل كلامك.
 أول شيء تنظر إلى ثيابه وأناقته، فإذا تكلم نسيت منظره، وإذا عاملك نسيت كلامه، على ثلاث مراحل، شكل، كلام، معاملة.
 الدين المعاملة لذلك موقف أخلاقي يشد الناس إلى الدين، أكبر من ألف محاضرة، المحاضرة كلام أما الموقف جهد.
النبي صلى الله عليه له مهمتان كبيرتان، مهمة التبليغ ومهمة القدوة، لعل مهمة القدوة أكبر بآلاف المرات من مهمة التبليغ، أي إنسان طليق اللسان يبلغ الناس، ذكاء وذاكرة تكفي وحفظ نصوص، أما أن تكون في مستوى رسالتك هذا بطولة.
لذلك أيها الأخوة نحن قلنا أنه يوجد علم يجب أن يعلم بالضرورة، يجوز أن أقول أنا طبيب وأنا مهندس وأنا محامي، وليس مكلف أن أدخل في هذه التفاصيل، هذا الكلام صحيح إلى حد ما في الدين يوجد معلومات من نوعين:
 معلومات يجب أن تعلم بالضرورة، ومعلومات فرض كفاية، لو أحدهم سألني سؤال، ما هو العلم الذي يجب أن يعلم بالضرورة ؟
 الجواب العلم الذي ينبغي أن يعلم بالضرورة هو أركان الإيمان والإسلام والأحكام الفقهية المتعلقة بعملك، لأنه لا يوجد مشكلة على وجه الأرض إلا بسبب معصية، أحياناً يساهم واحد مع آخر في شراكة، أخي أريد أجرته مثلاً هذا البيت ثمنه مليونين دفع معه مليون، أعطاه أجرة، إذا بعد فترة أحب أن يسترد المليون من دون تقييم البيت صار ربا، إذا مبلغك مضمون، المليون مليون، أخذت أجرة المليون بالفقه يوجد شيء دقيق جداً، أما إذا البيت قيم مرة ثانية قد يكون ارتفع سعره، أو نزل، وما دام خاضع لتقييم آخر وعند استراجاع الحصة صار أجرة عادية، دفعت مليون وأخذت أجرة لمدة سنتين وبعد سنتين قيم البيت فكان ثمنه منخفض، أو مرتفع، وإذا أنا قبلت بالسعر الجديد للبيت هذه أجرة حلال، أما لو فرضنا أنا دينت مليون وساهمت في شراء بيت وأعطاني أجرة المليون وفرضت عليه أن يضمن لي المليون دون نقص هذا أصبح ربا، لأنك أقرضت مبلغ ثابت ومضمون وأخذت عليه أجرة.
 الإنسان إذا ما تفقه يقع في الحرام شاء أم أبى، والحرام إذا أردت أن تفهم فلسفته اللغوية يحرم صاحبه السعادة والحلال تحلو به النفس.
 إذا كان أخ عنده كتاب فقه صغير، أحكام القرض وأحكام العارية، وأحكام اللقطة وأحكام الحوالة، أحكام الكفالة، أحكام الغرامة، الشراكة وأنواع الشراكة، هذه أشياء نحن في أمس الحاجة إليها.
 كم من مشكلة تقع من خلاف مالي وتنشأ عداوة أحياناً، والمال شقيق الروح، إذا عندك فقه للتحرك المالي معنى ذلك ضمنت أخاك، شيء مؤلم جداً أن ترى علاقة طيبة بين اثنين إذا دخلا في مشروع أو تعاملا مادياً خسر بعضهما الآخر، معنى هذا أن الدين ليس عملي، عن بعد كل شيء سهل، إذاً على مستوى القرب لا ينجح، إذاً يوجد خطأ في هذا الدين أو خطأ في من يطبق هذا الدين قال تعالى:

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ﴾

 

(سورة البقرة )

 يوجد اثنين دخلوا في مشروع مدرسة خاصة بوقت كانت المدرسة الخاصة منتهية، فاشتروا المدرسة الخاصة بثمن بخس، ومن ثم صار تنشيط للتعليم الخاص، هذه المدرسة ارتفع سعرها، أحد الشركاء من باب الطيب قال في نفسه أن هذا أخي ولم يكتبوا عقد، فالمدرسة انتقل سعرها من عشرون ألف إلى ست ملايين، فقال الشريك الأول للثاني أنا أخذت منك قرض، اعتبر المبلغ الذي دفعه لهذه المدرسة قرض أعطاه المبلغ وقال له: ليس لك عندي شيء، ولا يوجد عقد ونشأت عداوة لا تنته.
 لو أن الأول طلب عقد رسمي مثبت في القضاء في محكمة البداية حسب كل بلد ونظامها ماذا فعل الأول ؟ حصن الثاني من الشيطان.
 دائماً إذا الإنسان ساهم بإغراء شخص في معصية يحاسب كمتسبب، فأنا الذي أراه لا يكمل إيمان الإنسان إلا بالتعامل الواضح، القرض قرض والصدقة صدقة والزكاة زكاة والمعاونة معاونة والشراكة شراكة كل شيء واضح، وعندما الإنسان يحفظ سمعته المالية يكون حفظ إيمانه لا تفهم الدين شعائر، الدين الشعائري سبب خرابنا، نحن حينما رأيناه شعائرياً فقط ولم نره تعاملياً.
 أحدهم جاء إلى النبي مهاجراً وأثناء الطريق حاصره الكفار، فقال: عهداً علي إذا أطلقتموني لن أحاربكم، فأطلقوا سراحه، حدث النبي بهذا ففرح به النبي وضمه إلى الصحابة، بعد سنتين، كان هناك غزوة وهذا الصحابي بفرحه بالغزوة انخرط مع الغزاة، ماذا قال له النبي ؟ قال له: ارجع ألم تعاهدهم على أن لا تقاتلهم.
 لأن الإسلام لو أن الصحابة فهموه كما فهمه اليوم المسلمون، ألف قلبة ولا غلبة ما كان خرج الإسلام من المدينة، لو فهموا الإسلام صلاة وصوم فقط ما خرج الإسلام من المدينة.
 الإسلام لا ينمو إلا بالخلق، فلذلك الصحابة الكرام كانوا على خلق رفيع جداً بحيث أنه كانت استقامتهم تلفت النظر.
هل هناك من سؤال حول موضوع هذه المحاضرة المتعلق بالعبادة التعاملية والعبادة الشعائرية.
 وأنا أكثر شيء أتمناه عليكم أنه إذا إنسان فعل خير يتشجع حتى ينمو الخير، أما إذا كان خيبنا ظنه، ومنعنا الماعون، ونكون عطلنا الخير قال أحدهم: هذه الفرس لن أسأل عليها بعد اليوم ولكن إياك أن يشيع هذه الخبر في الصحراء، فتذهب منها المروءة وبذهاب المروءة يذهب أجمل ما فيها.
 أنت قد تعيش حياة صعبة جداً ولكن يوجد أخ ينجدك، يوجد أخ يواسيك أجمل ما في الحياة أن تجد أخ بالله، وإذا أنت خسرته بمعاملة سيئة خسرت كل شيء.
 ولئن يربح الإنسان الدنيا كلها ويخسر أخاه فهو أكبر خاسر ولئن يخسر الدنيا ويربح أخاه فهو أكبر رابح.
 أنا ألاحظ أخطاء المسلمين في مشرقهم تشابه أخطائهم في مغربهم والمشكلات هي هي والخصومات هي هي، الإنسان إذا كان عنده ضعف، أنى له أن ينتصر على ضعفه.
 يوجد رجل يصنع أحذية له ابن صار في قلبه آفة ويحتاج إلى عملية جراحية تكلف ثلاث مائة ألف يقول لي الطبيب جراح القلب: هناك جهة محسنة اتصلت أن هذه العملية مضمونة، فبلغوا الأب وقالوا له: أن هذه العملية تكلفتها مغطاة أناس محسنين ضمنوها، فقال الأب: لا أنا أستطيع أن أبيع آلات عندي وأغطي عملية ابني والمبلغ دعوه إلى شخص لا يوجد عنده آلات يبيعها ويوجد من هو محتاج أكثر مني.
 هذا الرجل بطل لأنه وجد من يجري لابنه العملية ولكن رفض لأنه يوجد عنده آلات فباعها وعاد صانع والله كريم، أيام تجد شخص ينتزع إعجابك من موقف أخلاقي.
 س: عندما يقبل المجتمع أن يخطئ إنسان ويسمحوا له أن يخطئ ولا أحد يقف في وجه هذا العمل الغير شرعي، أليس المجتمع مسؤول عن هذا العمل، ألا يوجد ضوابط ؟
 ج: قال تعالى:

 

﴿وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40)﴾

 

(سورة الشورى )

 هذا شرع، ونحن عندنا حالتان، إنسان أساء بحمق، وأساء بتحدي، فإذا أنت عفيت عنه شجعته على الإساءة وحملته على إساءة أكبر فإذا غلب على ظنك أن عفوك عنه يزيده طغياناً بدافع من دينك يجب أن تضرب على يده، وأنت قد لا يكون عندك حقد تماماً.
 أيام إنسان يسيء ولكن عن غير قصد ويندم أشد الندم، فإذا غلب على ظنك أن عفوك عنه يصلحه ويقربه من الله ينبغي أن تعفو عنه، هذا هو الضابط، هذا من فعل الأفراد، أما حكم المجموع يوجد عندنا محتسب في أصل النظام الإسلامي وهذا يحاسب الناس حساب دقيق جداً.
 إذا إنسان أساء ولا يوجد محاسبة نحن شجعناه على الإساءة، يقولون أن هناك طفل قالوا له: اغمز معاوية وهو يصعد المنبر فغمزه، وكان معاوية ذكي جداً فقال له معاوية: خذ الرهن يا غلام، وكان هناك مراهنة على حلم معاوية، وهذا الطفل رآها شيء سهل جداً، غمز خليفة وأخذ جائزة، غمز خليفة آخر فقطع رأسه، فقالوا: حلم معاوية قتل الغلام.
 الذي قتل الغلام ليس الثاني، معاوية الذي قتله، إذا إنسان أساء وتركته عودته على إساءة أكبر، قد يأتي مع إنسان ظالم، إذا أنت ضبطت الأمور هذه قاعدة عامة، عندك صانع، موظف، لا تترك رقابته وعندما تترك رقابته شجعته على أن يسرق وأنت أحد المساهمين في هذه المعصية.
 س: ما الدليل على أن كل مصيبة تنزل بالمرء هي بذنب اقترفه ؟
 الحقيقة أن موضوع المصيبة موضوع دقيق جداً أولاً قال تعالى:

 

﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30)﴾

 

(سورة الشورى )

 ما من عثرة ولا اختلاج عرق ولا خدش عود إلا بما قدمت أيديكم وما يعفو الله أكثر، هذه مصيبة أهل العصاة، مصيبة أهل المعصية، مصيبة المنحرفين، مصائب ردع أو قصم، إذا فيه بقية خير يردعه، لا يوجد فيه خير أبداً يقصمه، مصائب الكفار العصاة والفجار مصائب قسم أو ردع، لكن مصائب المؤمنين مصائب دفع أو ردع، قال تعالى:

 

﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)﴾

 

(سورة البقرة )

 المؤمن تكون سرعته إلى الله بطيئة، ألم يقل لي أحدهم: هذه دعوتك في الشام أتستطيع أن تلخصها لنا، قالها لي مداعباً، فقلت له: كلمتين كل الذي عندي إما أن تأتي راكضاً أو يحضرك راكضاً.
 إما أن تأتي لوحدك أو يحضرك راكض، توجد واحدة متفلتة في خروجها في الطريق، وكثير من الناس نصحوها ولا يوجد جدوى، ألم بها مرض عضال، قالت كلمة أنا أضع جلال على رأسي والله يشفيني من مرضي، والجلال معروف ما هو ولكن الله يشفيني.
 قال لي مرة أحدهم: لا يعاش في هذه البلد وكان قد ربح مليونين سنة الأربع وسبعين وكان الدولار بثلاث ليرات، لا يعاش ومليونين، الله بعث له مرض قوي، زرته قال لي: أتعرف أن الإنسان يكفيه ألف ليرة إذا الله عافاه في بدنه، الله أدبه.
 إما أن تأتي لوحدك راكضاً والله عنده ألف طريق يحضرك راكض كلمة فذرني ومن خلقت وحيداً هذه تهديد، يعني يا محمد الذي لم يأت معك اتركه لي أنا أحضره، إذا ما استجاب لك.
 ونحن عندنا أربع مراحل:
 دعوة بيانية، صحيح معافى معزز مكرم في بيتك وعملك وأولادك، سمعت درس أو شريط، قرأت كتاب، سمعت خطبة، الله يدعوك إليه من خلال هذا الداعية، من خلال هذا الشريط... هذه دعوة بيانية بالكلام، وكلام بكلام، أكمل ما فيها أن تستجيب والدليل قال تعالى:

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ(24)﴾

 

(سورة الأنفال )

 ما استجاب قال تعالى:

 

﴿فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50)﴾

 

(سورة القصص )

 معنى هذا أنه يوجد طريقين، طريق الحق أو الهوى، لا ثالث لهما، إن لم تكن على الحق فأنت على الباطل، إن لم تكن مستجب لله، فأنت مستجيب في هوى نفسك، هذه أول مرحلة.
 المرحلة الثانية: التأديب التربوي والدليل، قال تعالى:

 

﴿وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21)﴾

 

(سورة السجدة )

 كل أنواع العذاب في الدنيا، وكل المصائب، سببها أن يحميك الله من العذاب الأكبر، إذا أب ضرب ابنه لتقصيره في دراسته هو يحميه من التشرد، يحميه من السقوط، من أن يبقى بلا عمل، من أن يكون في الدرجة السفلى في المجتمع، ولكن الضرب مؤلم، وهذا الضرب أهون من مستقبل مظلم للابن، كثير من الأبناء يقولون: أنا أبي فضل علي كثير في صغري، فصرت إنسان مرغوب بفضل عدد من العقوبات التي فرضها عليه، أليس كذلك.
 والإنسان إذا كشف رحمة الله يذوب، رغم أنه بعث له مرض ومشكلة، جعله يفلس وأهانه أحياناً، الله عز وجل يضر لينفع، يذل ليعز، يأخذ ليعطي، يبتلي ليجزي، يقبض ليبسط.
 المرحلة الثالثة: عجيبة يكرمه قال تعالى:

 

﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44)﴾

 

(سورة الأنعام )

 أيام الله يكرم إنسان لا يصلي وليس فيه جنس الدين، وعز وجاه وصحة وصحته درجة أولى، لعله يشكر، ما شكر، لم يفهم بفكره الدعوة البيانية ولا استجاب، ولا تاب بعد التأديب ولا شكر بعد الإكرام، هذا يريد القسم، يحتاج إلى ضربة ساطور، انتهى.
 أنت إما بالدعوة البيانية أو بالتأديب التربوي والإكرام الاستدراجي أو بالقسم وأكمل شيء أن تستجيب وأنت صحيح شحيح، الحقيقى أنا أحترم أي إنسان تاب إلى الله تعالى، ولكن لا يوجد أجمل من أن تعرفه وأنت صحيح.
 إذا إنسان عندما كانت جهة ضعيفة آمنت بها وعندما قويت وضعوك في أعلى منصب، أما بعد أن استلمت أنا منكم، هذه أصبحت انتفاع.
 إذا إنسان تاب إلى الله وهو صحيح شحيح، اعرف الله في الرخاء يعرفك في الشدة.
 بقي مصيبة الأنبياء:
 العصاة والمجرمين مصيبتهم ردع وقمع، المؤمنين دفع، دائماً وأبداً كل شدة وراءها شدة إلى الله، كل محنة وراءها منحة، المصيبة للمؤمن سوف تقفز به قفزتين، قفزة في معرفة الله وقفزة في محبته.
 إذا رد الأمر إلى الله فقد وحد وإذا عزاه إلى إنسان فقد أشرك، والله عز وجل لا يقع في كونه إلا ما يريد، كل شيء وقع أراده الله وكل شيء أراده الله وقع، وإرادة الله متعلقة بالحكمة المطلقة وحكمته المطلقة متعلقة بالخير المطلق، إله العصر يعزو القوة إليه والله عز وجل يؤدب، سأقول لكم قصة تفرحون لها، رمضان الماضي في ليلة القدر، اليهود أرادوا أن يرسلوا طائرتين محملتين من أعلى درجة بضباطهم الكوماندمس في الطائرتين مائة وخمس وعشرون ضابط بلا سبب علمي وقعت الأولى فوق الثانية ومات كل هؤلاء وهي أكبر خسارة منيت بها إسرائيل في تاريخها وكان الدعاء في هذه الليلة مستجاب، وآخر كلمة قالها الطيار: أنا أسقط ولا أدري لم أسقط، والمركبة التي اسمها المتحدي بعد سبعين ثانية أصبحت كتلة من اللهب، فلما يقول إنسان الفعل فعلي الله يؤدبه وهناك آلاف الحوادث، عندما يقول الإنسان أنا، الله يؤدبه، إذا قلت أنا تخلى الله عليك، إذا قلت الله تولك، وأنت بين التولي والتخلي ولمجرد أن تعزو هذا لذكائك وعلمك وخبراتك المتراكمة وقوتك ومالك ويجب أن لا يغيب عن أذهانكم أن الصحابة الكرام في حنين، الله تخلى عنهم في حنين قال تعالى:

 

﴿لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25)﴾

 

( سورة التوبة )

 إذا قلت أنا شهادتي وعلمي، الله يأخذهم، بطش الله شديد، والافتقار إلى الله والتذلل له ينجحه في حياته، وإذا قال أنا الله يؤدبه.
 أنت أمام امتحان يومي، كل شيء تعزيه لذاتك يتخلى الله عنك، وكل شيء تعزيه إلى الله عز وجل يتولك.
 س: هناك سؤال دقيق قلت حضرتكم سابقاً في محاضرة الشعور الداخلي للإنسان اتجاه الكفار وإنك قلت أنك تكره الإنسان لفعله وليس لذاته، وأحياناً يكون الفصل صعب، كيف لإنسان يرى اليهود يقتلون الأبرياء في فلسطين، فكيف أنت تكره عملهم ولا تكرههم، التفريق صعب ؟
 ج: عمير بن وهب هذا رجل كافر مشرك أسر ابنه في بدر، فجلس مع صفوان بن أمية، قال له: والله يا صفوان لولا ديون ركبتني وأولاد صغار أخشى عليهم العنت من بعدي لذهبت وقتلت محمداً وأرحتكم منه، صفوان ذكي جداً وغني، قال له: يا عمير أما أولادك فهم أولادي ما امتد بهم العمر وأما ديونك فهي علي بلغت ما بلغت فامضي لما أردت، هذا الرجل سقى سيفه السم وركب الناقة وذهب إلى المدينة ليقتل محمد، طبعاً كان له ابن أسير والنبي صلى الله عليه وسلم سمح لأولياء الأسرى أن يفتدوهم بالمال وهو مغطى أنه ذاهب حتى يفتدي ابنه، فذهب فرآه عمر فقال: هذا عدو الله عمير جاء يريد شراً قيده بحمالة سيفه وساقه إلى النبي، وقال: يا رسول الله هذا عدو الله عمير جاء يريد شراً، النبي قال له: يا عمر فك قيده وابتعد عنه، فابتعد عنه، فقال النبي: ادنو مني يا عمير وسلم علينا، فقال له عمت صباحاً، فقال له: قل السلام عليكم، قال: لست بعيد عهد بسلام الجاهلية بكل فظاظة، فقال له: ما الذي جاء بك إلينا، قال: جئت لأفدي ابني، قال له: وهذه السيف التي على عاتقك، قال: قاتلها الله من سيوف وهل نفعتنا يوم بدر، قال له: ألم تقل لصفوان بن أمية لولا ديون ركبتني وأولاد أخشى عليهم العنت من بعدي لذهبت إلى محمد وقتلته وأرحتكم منه فقال عمير: أشهد أنك لرسول الله، لأن الذي جرى بيني وبين صفوان لا يعلمه أحد إلا الله وأنت رسوله وأسلم، الشاهد هنا يقول سيدنا عمر: دخل عمير إلى النبي والخنزير أحب إلي منه وخرج من عنده وهو أحب إلي من بعض أولادي.
 لا يوجد عداوة دائمة إذا كان أحدهم كافر عدو للإسلام وأسلم ألا تحبه، أسلم إسلام حقيقي وصادق ألا تحبه ؟ أنت تكره عمله أما كإنسان الله خلقه، أيام أرى إنسان شارد، لو عرف الله كان إنسان محسن وهو مجرم يفتك بالناس، لو عرف الله كان محسناً، وأنت تكره عمله ولا تكره ذاته لأنه هو نفسه لو تاب.
 أحدهم كان يحضر عندي ثمان سنوات، أنا أعرفه بالشكل فقط قال لي مرة: أريد أن أزورك، فقلت له تفضل، اسمعوا ما قال لي، قال لي: أنا كنت في فرنسا ولا يوجد معصية تخطر في بالك إلا واقترفتها، مهما تصورتها شاذة إلا القتل ما قتلت أحد، جاء من فرنسا إلى الشام، أخذ منصب رفيع بالبحوث، قال لي عملت منزلي في الشام كما هو في فرنسا بار ورقص وخمر وسهرات بالفنادق وأنا مالي قانع بالدين بتاتاً، وأرى الغرب أكمل شيء، قال لي: فجأةً الصورة أمامي تحركت عشرون درجة، الكأس لا أستطيع أن أمسكه ولا عشر محاولات، فجأةً أختال عنده التوافق الحركي والتوازن والصورة اهتزت، قال لي أكثر من ثلاثون طبيب في الشام ولا واحد أفادني، فخرج إلى فرنسا، فدخل إلى أكبر مستشفى، وهناك بساط إلكتروني مشى عليه، قال له مرضك وأعطاه اسم نادر ونسبة حدوثه بالعالم واحد إلى ثلاثة عشر مليون، يعني هو سفير سوريا وقال له الطبيب لا يوجد أمل عالجه ستة أشهر، اذهب إلى الهند وعمل يوكا، أنت انتهيت، الصورة تهتز عشرون درجة والتوافق الحركي فقده والتوازن الحركي فقده.
 جاء إلى الشام وله قريب يحضر عندنا في المسجد قال له: اذهب واحضر درس، وقال لي هذا الرجل: أن قريبه سحبه سحب إلى الدرس وقال: الله وكيلك أنت في وادي وأنا في وادي آخر، وأنا بعيد عن كل هذه المعاني ولم أفهم ماذا تكلمت إطلاقاً وأنا أعيش في خواطر أخرى، مرة ثانية أخذه فقال في نفسه: يا رب إذا شفيتني من هذه المرض أصلي وبالمناسبة الله عز وجل لا يشارط ولا يجرب، احفظوها هذه القاعدة.
 فقال في نفسه: يا رب إذا شفيتني من هذه المرض أصلي لك حضر ثاني درس يبدو أني قلت هذه الكلمة والله ألهمني أن أقولها، استحى بكلامه مع نفسه، وذهب إلى البيت وأول مرة يغتسل ويصلي أول ركعتين في حياته، هو والله قال لي: وأبكاني وطلب مني أن أقولها للناس وقال: بعد أن صليت بساعة الصورة ثبتت وكان في فرنسا ستة أشهر ولم يستفد بشيء وثلاثون طبيب في الشام ولم يستفد بشيء، وصرخ صرخة شديدة وقام ليمشي فوقع فقط الصورة ثبتت، قال لي بعد ساعة رجعت أمشي تمام وتبت توبة نصوحة، هذا انحرافه خطير جداً في هذه المرضة المفاجئة التي الله يأسه من الشفاء، وأيام اليأس هو أحد أنواع العلاج.
 عندنا رجل صاحب مطبعة وكان يوجد رواج تجاري كبير ربح أرباح طائلة وضع خمس مائة ألف وجاء إلى أمريكا ليرفه عن نفسه، عمل تصوير فكان معه سرطان في العمود الفقري، قطع رحلته ورجع إلى الشام من جامع إلى جامع حتى تاب، فكانت هذه الصورة مخطوءة، هذه كثير ما تقع، أيام الله يوهمك المعالجة بالوهم.
 إما أن تأتي راكض أو يحضرك راكض، تصور إنسان كل عمره بالمعصية انظروا إلى ماذا ؟ قال لي: لا تتصور معصية إلا عملتها وأنا ليس قانع بالدين أبداً.
 الله بعث له مرض واحد على ثلاثة عشر مليون، وكلما كان الانحراف خطير يأتي العلاج قاسي، المصيبة هكذا مع المؤمنين رفع ودفع، مع المشركين والكفار قسم وردع ومع الأنبياء كشف.
 وفلسفة المصيبة جزء من عقيدة المسلم، لأن من لم تحدث المصيبة في نفسه موعظة فمصيبته في نفسه أكبر، أجبتك عن السؤال.
 السائل:
 طبعاً وما يدعم كلامك، أنك ترى بعض الناس في السجون، أهل الدعوة يدعون السود ويكون هذا الأسود أول شيء كافر ومن ثم يكون قاتل ومدمن على المخدرات، إذا رأيته تكره عمله ومع ذلك يصبح مسلم ويصبح قدوة.
 أنت كرهت عمله وعندما تاب أحببته، أنا والله في حياتي في الدعوة عندي إخوان منحرفين أشد الانحراف والآن أصبحوا مؤمنين، لأن الصلحة بلمحة، وإذا الإنسان عرف رحمة الله كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:

 

(( إذا قال العبد يا رب وهو راكع، لبيك يا رب، وإذا قال لبيك وهو ساجد، قال: لبيك يا عبدي، فإذا قال العبد لبيك وهو عاص، قال: الله لبيك ثم لبيك ثم لبيك ))

 إذا كان أم عندها أولاد، ولد شارد ومنحرف ومخيف وعندها أولاد صالحين، عندما هذا المنحرف ينصلح ففرحها لا يوصف، لشدة شقائه و بعده فالمؤمن لا بأس به أما المشكلة مع الثاني فإذا الله عز وجل و هو الرحيم وجد رجلاً شارداً و تاب يقول:

 

 

﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)﴾

 

(سورة الزمر )

 بتاريخ المسلمين هناك علماء كبار كانوا قطاع طرق، مالك بن دينار كان قاطع طريق و كان وحشاً تزوج فجاءته بنت لطيفة ففي يوم شاهد نفسه يتبعه ثعبان و هو يركض وسيصل له وصل إلى تلة فوجد ابنته واقفة فأشارت بيدها فوقف الثعبان قال: من أنت، قالت: أنا عملك الصالح و هذا عملك السيء على أثر الرؤيا تاب إلى الله و صار من كبار العلماء، و هناك عالم ثاني هو نفسه مالك بن دينار رأى رجلاً مخموراً يقول الله و هو سكران فاستحيا أن تخرج كلمة الله من هذا الفم النجس فجاء و غسل له فمه فعندما صحا قال له: أتدري من غسل لك فمك ؟ قال: من، قال: مالك بن دينار، فاستحيا، ثم نام مالك فوجد رؤيا و سمع صوتاً أن يا مالك

تحميل النص

إخفاء الصور