وضع داكن
24-04-2024
Logo
درس تلفزيوني قناة سوريا - الدرس : 02 - حليب المرأة
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ﴾

( سورة فصلت: من آية " 53 " )

 لبن المرأة الذي يُعدُّ مدهشاً ومُبهراً ، تعجز عن تركيبه بخصائصه قوى البشر ، ولو اجتمعت، وأضخم المعامل ولو تضافرت ، فتركيبه في تبّدل مستمر ، بحسب حاجات الرضيع ، ومتَطلباته، وبحسب احتمال أجهزته وأعضائه ، وهو أكثر ملائمة ، وأكثر احتمالاً ، وهو آمن طرق  التغذية، من حيثُ الطهارة ، والتعقيم ؛ إذ يؤخذ من الحُلْمة مباشرة ، دون التعرُّض للتلوث الجرثومي ، وحرارته ثابتة خلال الرضعة الواحدة، ومتناسبة مع حرارة الرضيع ، ويصعُب توافر هذه الشروط ، في الإرضاع الصناعي ، وفوق ذلك فهو لطيف الحرارة صيفاً ، دافئ في الشتاء ، وهو سهل الهضم فلا تتجاوز فترة هضمه ، الساعة والنصف ، بينما تزيد فترة هضم حليب القوارير ، عن ثلاث ساعات.
 والطفل الذي يرضع من ثدي أمه ، يكتسب مناعة ضدّ كل الأمراض ؛ لأن في حليب الأم كلّ مناعتها ، وفيه مواد مضادة للالتهابات المعوية ، والتنفسية ، وموادّ تمنع التصاق الجراثيم بجُدُر الأمعاء ، ومواد حامضية لقتل الجراثيم ، والإرضاع يقي الأم أورام الثدي الخبيثة ، ويقي الرضيع الآفات القلبية والوعائية ، وأمراض التغذية والاستقلاب.
 بل إن الفطام السريع يُحدِث عند الطفل ، رضاً نفسياً وانحرافات سلوكية ، وهو ـ أي حليب الأم ـ سهل التحضير ليلاً ونهاراً ، في السفر وفي الحضر ، لأنه جاهز دائماً بالحرارة المطلوبة ، والتعقيم المثالي ، والسهولة في الهضم ، والمناعة الشاملة.. قال تعالى:

 

﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)﴾

 

( سورة البلد )

 قال عكرمة وابن المسيب: النجدان هما الثديان.

 

* * *
تداركتنا باللطف  في ظلمة الحشا
وخير كفيل ف ي الحشا قـد كفلتنا
وأســـكنت قـلب  الأمهات تعطـفاً
علينا وفي الثديين  أجريت قوتنـا
وأنشـــأتنا طفـلاً  وأطلقت ألسـناً
ونـتـرجـم بـالاقـرار أنـك ربـنا
وعـرفـتنا إياك  فـالحـمـد دائمـاً
لـوجهك إذ ألهمتنا منك رشـدك
* * *

 

 

تحميل النص

إخفاء الصور