وضع داكن
20-04-2024
Logo
مختلفة - سوريا - الدرس : 21 - إدلب - أسباب ضعف الإيمان والاحتفال بذكرى المولد.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصدق الوعد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
أشكر لكم دعوتكم الكريمة كما أشكر حضوركم الصارخ وأرجو الله سبحانه وتعالى أن أكون عند حسن ظنكم وأن يوفقني الله وإياكم إلى أن نكون في أحسن حال مع الله ومع خلقه وقد تمنى علي إخوة كرام قبل لقاءين اثنين أن أتابع الحديث عن موضوع ضعف الإيمان ذلك أنني ذكرت في بعض المحاضرات موضوع مظاهر ضعف الإيمان ووعدت أن أتابع الموضوع بأسباب ضعف الإيمان، ثم تمنى علي أخ كريم أن أعالج موضوع الاحتفال بذكرى المولد فهذان محوران في هذه المحاضرة أرجو أن يتسع الوقت لمعالجة هذين الموضوعين.
 أيها الإخوة الكرام:
 بادئ ذي بدء مظاهر ضعف الإيمان وأسباب ضعف الإيمان بينهما علاقة ترابطية أي أن المعصية أحياناً تضعف الإيمان وأن ضعف الإيمان يولد المعصية، فالمعصية وضعف الإيمان تكون مرةً الأولى سبباً والثانية نتيجة ومرةً الثانية سبباً والأولى نتيجة، هذا يعبر عنه بالمقولة هناك علاقة ترابطية بين ضعف الإيمان وبين المعصية فالمعاصي تضعف الإيمان وضعف الإيمان يقوي الجرأة على المعاصي ولكن لا شك أن وجود الإنسان في أجواء غير إيمانية يعد سبباً لضعف الإيمان، وجود الإنسان في مجتمع مختلط في مقصف الأغاني تصدح، في جلسة فيها غيبة ونميمة، في ظروف لا ترضي الله عز وجل إن وجود الإنسان في أماكن بعيدة عن الإيمان تضعف إيمانك، وهذا معنى قول الله عز وجل في بعض معاني الآية:

﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (28)﴾

[ سورة الكهف: الآية 28]

 أيها الإخوة الكرام:
 أنت إذا جلست إلى مؤمن تتمنى أن تكون مثله وإن جلست إلى فاسق وحدثك عن مغامراته قد تشتهي النفس أن تكون معه، فقل لي من تصاحب أقل لك من أنت لأن الله سبحانه وتعالى يقول في القرآن الكريم:

 

﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ﴾

 

[ سورة الكهف: الآية 28]

 ولأن الله عز وجل يقول:

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)﴾

 

[ سورة التوبة: الآية 119]

 فأول شيء جو المسجد غير جو المقهى، جو مجلس العلم غير جو الأسواق، جو المؤمنين غير جو الفاسقين فكلما وجدت في مجتمع مؤمن وفي بيت من بيوت الله وكلما جلست مع مؤمنين فأنت أقرب إلى قوة الإيمان من ضعفه فلذلك يقول بعض العلماء: من الأسباب المسرعة إلى الله عز وجل صحبة الصالحين، لا تصاحب من لا ينهض بك إلى الله حاله ولا يدلك على الله مقاله.
 إذاً الجو الذي تعيشه إما أن يقوي إيمانك وإما أن يضعف إيمانك بشكل أو بآخر وعاء نضع فيه الماء له فتحة علوية وله صنبور في الأسفل الذي تضعه في الأعلى تأخذه من الأسفل فالذي يغذيك كل يوم، ما الذي يغذيك ؟ كتاب الله سنة رسول الله بطولات أصحاب رسول الله أجواء الآخرة أجواء العلم أجواء الطاعة أجواء القرب أجواء محبة الله، هذه أجواء تقوي الإيمان، أجواء الفسق والفجور أجواء المتنزهات أجواء مجتمع النساء الكاسيات العاريات أجواء الشاشة أجواء الملاهي، هذه كلها تضعف الإيمان فإن أردت أن يقوى إيمانك ينبغي أن تكون مع المؤمنين ولا سيما في هذا الزمان الصعب حيث أن القابض على دينه كالقابض على الجمر وقد قال الله عز وجل:

 

﴿فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً (16)﴾

 

[ سورة الكهف: الآية 16]

 وكهفنا في هذه الأيام بيتنا ومسجدنا، طوبى لمن وسعته السنة ولم تستهوه البدعة.
 أيها الإخوة الكرام:
 يضاف إلى هذا المعنى معنى آخر إذا كنت في أجواء غير إيمانية وطال عليك الأمد قسا قلبك، لقول الله عز وجل:

 

﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16)﴾

 

[ سورة الحديد: الآية 16]

 حينما تدوم في مكان لا يعبد الله فيه ولا يذكر بآيات الله بل يذكر بالمعاصي والآثام ويطول عليك الأمد هذا أكبر سبب من أسباب ضعف الإيمان.
 أيها الإخوة:
 أحد مجالس تقوية الإيمان صلاة الجمعة فينفرد الإسلام بأن فيه عبادة تعيينية في هذه العبادة تشحن روحياً وتزود عقلياً فينبغي أن تبحث عن جامع لك ثقة بخطيبه، أن تبحث عن مسجد تنتفع من خطبة الخطيب وخطيب المسجد الذي يرجو بعمله رضاء الله عز وجل يعد للخطبة عدةً يقول سيدنا عمر: كنت قد أعددت كلاماً قاله عني أبو بكر.
 قال لي أحدهم مداعباً أتدري من دعا الناس إلى مسجدك ؟ قلت لا والله لا أدري قال: الله جل جلاله، قلت: كيف ؟ قال لي: ألم يقل الله عز وجل:

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ﴾

 

[ سورة الجمعة: الآية 9]

 فإذا كان الداعي هو الله كم تعتني بالخطبة ؟ ينبغي أن تعدها إعداداً جيداً ينبغي أن تحترم الحاضرين ينبغي أن تأتي الخطبة منظمةً مدللةً بأدلة الصحيحة ينبغي أن تدعم بالشواهد ينبغي أن تربطها بالواقع ينبغي أن تلائم بين العلم وبين الدين، ينبغي أن يشعر هذا الإنسان من خلال الخطبة أن الإسلام شيء عظيم لذلك ينبغي أن تلزم مسجداً تثق بعلم خطيبه وبورع خطيبه وبإخلاص خطيبه.
 فالجمعة أحد الشحنات الروحية الأسبوعية، يقول عليه الصلاة والسلام:

 

(( عَنْ أَبِي الْجَعْدِ يَعْنِي الضَّمْرِيَّ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ فِيمَا زَعَمَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ ))

 

[ الترمذي، النسائي، أبو داود، ابن ماجه، أحمد، الدارمي ]

 معنى طبع الله على قلبه يعني صار كعامة الناس يخاف كما يخافون ويطمع كما يطمعون وييأس كما ييأسون وتنهار أعصابه كما ينهارون ويتشاءم كما يتشاءمون ويشعر بالإحباط كما يشعرون، صار من عامة الناس المؤمن متميز بثقته بالله عز وجل، متميز برؤيته الصحيحة متميز بمعنوياته العالية:

 

﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139)﴾

 

[ سورة آل عمران: الآية 139]

 ونحن في هذه الأيام أيها الإخوة:
 من شدة المحن التي يعاني منها المسلمون ضعاف الإيمان يسقطون ولا يصمد إلا أقوياء الإيمان بل إنه في عهد النبي عليه الصلاة والسلام يقول الله عز وجل:

 

﴿إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً (11)﴾

 

[ سورة الأحزاب ]

 وهذا الزلزال أيها الإخوة والله الذي لا إله إلا هو نعاني منه أشد المعانة، كل الإحباطات وكل مشاعر اليأس والقهر والظلم والكيل بمليون مكيال والغطرسة والاستعلاء يعاني منها المسلمون في هذا الزمن الصعب لا يصمد إلا قوي الإيمان بل إن ضعيف الإيمان سريعاً ما يسقط ذلك لله عز وجل امتحانات صعبة جداً من هذه الامتحانات أنه يقوي الكافر ويقوي الكافر ويفعل الكافر ما يريد حتى يقول ضعيف الإيمان أين الله ثم يظهر آياته حتى يقول الكافر لا إله إلا الله.
حديث آخر: يقول عليه الصلاة والسلام:

 

(( عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ فَلْيَتَصَدَّقْ بِدِينَارٍ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَبِنِصْفِ دِينَارٍ ))

 

[ النسائي، أبو داود ]

 وفي حديث ثالث:
 من ترك الجمعة ثلاث مرات من غير عذر كتب من المنافقين.

 

(( عَنْ أَبِي الْجَعْدِ يَعْنِي الضَّمْرِيَّ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ فِيمَا زَعَمَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ ))

 

[ الترمذي، النسائي، أبو داود، ابن ماجه، أحمد، الدارمي ]

 إذاً أنت بحاجة إلى شحنة الصلوات الخمس شحنة يومية والجمعة شحنة أسبوعية ورمضان شحنة سنوية والحج شحنة العمر ولا أصدق على ذلك من أن هذا الهاتف الخليوي كما يسمونه إن لم تشحنه لا يتكلم والمؤمن إن لم تشحنه ينطق بالباطل فمن أجل أن تتميز عن بقية الناس عن عامة الناس عن دهماء الناس. سيدنا علي يقول: يا بني الناس ثلاثة عالم رباني ومستمع على سبيل نجاة وهمج رعاع أتباع كل ناعق لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجئوا إلى ركن وثيق فاحذر أن تكون منهم.
 يوجد الخط العريض دهماء الناس سوقتهم هؤلاء يميلون مع الريح يتبعون أحدث صرعات الأزياء يعيشون سقوط الحياة أما المؤمن له مبادئه وقيمه واتصاله بالله عز وجل ورؤيته ويقينه وإيمانه ومعنوياته المرتفعة.
 أول بند أن لا نعيش في أجواء غير إيمانية، الشاشة لها أجواء بعيدة عن الإيمان ترتكب فيها المعاصي بشكل واضح وبشكل سافر، تطرح فيها أفكار بعيدة عن الدين بعد الأرض عن السماء فالشاشة لها أجواء والمجلة لها أجواء والصحيفة لها أجواء والطريق له أجواء والمتنزهات لها أجواء فالمؤمن يحرص على إيمانه فيبتعد عن الأجواء غير الإيمانية أما إذا بقي في الأجواء غير الإيمانية قسا قلبه وغلب عليه الغفلة والبعد عن الله عز وجل.
 أحد كبار العلماء الإمام الحسن البصري يقول: إخواننا أغلى عندنا من أهلينا فأهلونا يذكروننا في الدنيا أما إخواننا يذكروننا بالآخرة.
 يعني الزوجة والابن مطالب دنيوية دائماً أما إذا جلست مع أخيك المؤمن ترقى به.
 الشيء الثاني أيها الإخوة أحد أسباب ضعف الإيمان أنك لا تعيش مع قدوة صالحة تعيش مع من هو أدنى منك فالذي يعيش مع الذي هو أدنى منه يرى نفسه ولياً وهو ليس كذلك من هنا ينبغي أن تصاحب في شأن دينك من هو أعلى منك وأن تصاحب في شأن دنياك من هو أدنى منك، من دخل على الأغنياء طبعاً إذا قلت الأغنياء في موضع الذم فلا أقصد إلا الأغنياء غير المؤمنين، الأغنياء الذين ليسوا مؤمنين، من دخل على الأغنياء خرج من عندهم وهو على الله ساخط. لا يوجد عنده شيء أمام ممتلكاتهم وطعامهم وشرابهم وثيابهم وقصورهم ومتنزهاتهم أما إذا عشت مع المؤمنين تشحن شحنة إيمانية.
 فلذلك المؤمن لابد له من قدوة، لا بد له من أن يصحب إنساناً أرقى منه لابد له من أن يطمح إلى مؤمن أعلى منه، من هنا كانت صحبة الصالحين أحد الأسباب المسرعة إلى الله عز وجل تتعلم من أفكاره النيرة وتقتبس من أخلاقه الكريمة ومن تواضعه ومن حلمه ومن إنصافه ومن صدقه ومن أمانته الشيء الكثير.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)﴾

 

[ سورة التوبة: الآية 119]

 حاول أن تبحث عن صديق متفوق عليك في الإيمان أن تصحبه أن تزوره أن تجلس معه جلسات طويلة من هنا يقول الله عز وجل:

 

﴿قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ﴾

 

[ سورة سبأ: الآية 46]

 يعني ما أحلى جلسة في بيت كل أسبوع يتدارسون فيها كتاب الله، أكثر الجلسات لا يوجد إنسان بالمناسبة إلا له جلسة مع أصدقائه مع إخوانه مع جيرانه مع زملائه أسبوعية نصف أسبوعية شهرية كل إنسان تقريباً له لقاء مع من يحب هذا اللقاء ماذا فيه ؟ غيبة نميمة حديث عن الدنيا عن النساء عن المال عن الأسعار، لو أننا في كل لقاء التقيناه مع إخوتنا وأخواتنا وأصحابنا وأصدقائنا وزملائنا جعلنا موضوعاً دينياً نعالجه صفحة من كتاب الله نقرأها حديثاً لرسول الله نتدارسه.
 أيها الإخوة:

 

(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا فَتَفَرَّقُوا عَنْ غَيْرِ ذِكْرٍ إِلَّا تَفَرَّقُوا عَنْ مِثْلِ جِيفَةِ حِمَارٍ وَكَانَ ذَلِكَ الْمَجْلِسُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ))

 

[ الترمذي، أبو داود، أحمد ]

 والله أيها الإخوة:
 أناس كثيرون يجلسون غيبة ونميمة وحديث عن النساء وحديث عن الأسعار والسفر والمتع الرخيصة حينما ينتهي هذا اللقاء كأنك متساقم شيء تطمح إليه ولا تملكه ترى القوي هو المتحكم والضعيف لا حيلة له تغيب عنك القيم في هذه الجلسة أما إذا قرأت قوله تعالى في جلسة لطيفة:

 

﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42)﴾

 

[ سورة إبراهيم: الآية 42]

﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ﴾

[ سورة النور: الآية 55]

 القرآن شفاء أيها الإخوة كل آية تملأ نفسك غنىً، إذاً البند الثاني ينبغي أن تصاحب إنساناً أرقى منك إيماناً تقتبس منه، من أفكاره من عقيدته من أخلاقه من تواضعه من كماله من إنصافه من رحمته من عدله، هذا الذي يقوي الإيمان لا بد أن يكون لك مرجع ديني وهذا الكلام تؤكده أحاديث كثيرة، طبعاً هذه الآية ذكرتها قبل قليل:

 

﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾

 

[ سورة الكهف: الآية 28]

 إن شاء الله قدومكم إلى هذا المسجد ماذا تبتغون ؟ تبتغون أن تزدادوا علماً وأنا أبتغي أن يكرمني الله بأجر على هذا المجيء.

 

﴿وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (28)﴾

 

[ سورة الكهف: الآية 28]

 إذاً المؤمن قلبه معلق بالمساجد، المؤمن قلبه معلق بالمؤمنين، المؤمن قلبه معلق بأعمال البِر، المؤمن قلبه معلق بذكر الله.
 أيها الإخوة:
 ننتقل إلى سبب ثالث من أسباب ضعف الإيمان طبعاً قبل أن نغادر هذا السبب الثاني يقول الله عز وجل:

 

﴿لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2)﴾

 

[ سورة البلد ]

 لماذا كانت مكة مقدسة ؟ لأن فيها رسول الله وأنت حل بهذا البلد فالعبرة الأشخاص لا الأمكنة، العبرة أهل الحق وليس مظاهر الحق، ولا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد والنبي عليه الصلاة والسلام يقول للسيدة عائشة:

 

((إذا أردت اللحوق بي فليكفك من الدنيا كزاد الراكب وإياكِ ومجالسة الأغنياء ولا تستخرقي ثوباً حتى ترقعيه.))

 وإياكِ ومجالسة الأغنياء، الأغنياء الشاردون عن الله عز وجل يحببونك بالدنيا قد تصغر أمامهم قد ترى أنه ليس عندك شيء أمام ما عندهم قد يؤتيك الله علماً وحكماً، بالمناسبة أيها الإخوة الله عز وجل أعطى المال لمن لا يحب أعطاه لقارون وأعطى المال لمن يحب أعطاه لسيدنا عثمان وعبد الرحمن بن عوف، مادام الشيء الواحد يعطى لمن يحب ولمن لا يحب إذاً ليس مقياساً أعطى الملك لفرعون وهو لا يحبه وأعطى الملك لسليمان وهو يحبه مادام الملك قد أعطي لمن يحب ولمن لا يحب ليس مقياساً لكن الذين يحبهم ماذا أعطاهم ؟ قال تعالى:

 

 

﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً﴾

 

[ سورة يوسف: الآية 22]

 يقول الله عز وجل:

 

﴿قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ﴾

 

[ سورة النساء: الآية 77]

 إله وربنا وخالقنا وبارئنا ينصحنا يقول متاع الدنيا قليل، لماذا قليل ؟ لأن هذا المتاع منقطع ينتهي عند الموت لو جمعت مال قارون وجاء ملك الموت تركت كل شيء وذهبت إلى الله وحدك.
 الله عز وجل يقول:

 

﴿قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ﴾

 

[ سورة النساء: الآية 77]

 لكن ماذا قال عن نبيه صلى الله عليه وسلم ؟ قال له:

 

﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً (113)﴾

 

[ سورة النساء: الآية 113]

 ألا تطمع بهذا المقام:

 

﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً (113)﴾

 

[ سورة النساء: الآية 113]

 معنى هذا ابحث عن علم يزيدك قرباً من الله عز وجل، يقول بعض أصحاب رسول الله: توفي الرسول صلى الله عليه وسلم ووري التراب فقال الصحابة فأنكرنا قلوبنا. معنى هذا إذا كنت مع إنسان متفوق في الدين تشعر براحة في صحبته تشعر بأمن إذا كنت معه تشعر أن الله يرضى عنك وعنه، الجماعة رحمة والفرقة عذاب، عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإذا الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.
 لذلك من أقام مع المشركين برئت منه ذمة الله.
 لأنه معهم لن يستطيع ان يربي أولاده ولن يستطيع أن يربط زوجته ولن يستطيع أن يفعل شيئاً الجو العام موبوء الجو العام جو تفلت جو إباحية.
 من أقام مع المشركين برئت منه ذمة الله.
 أيها الإخوة:
 شيء آخر يعد سبباً من أسباب ضعف الإيمان، الابتعاد عن طلب العلم الشرعي العلوم كثيرة لكن العلوم أحياناً قد تبعد عن الله عز وجل إلا أن العلم الشرعي وحده يقرب من الله عز وجل فإذا الإنسان اختصاصه علماني اختصاص معين لكن بعيد عن العلم الشرعي عن علة وجود الإنسان عن غاية وجود الإنسان عن الحكمة من وجوده في الحياة الدنيا بعيد عن فهمه للرسالة التي أناطها الله به إذا كان بعيداً عن العلم الشرعي أيضاً يعد هذا البعد سبباً من أسباب ضعف الإيمان، يعني بيت لا يوجد فيه ولا كتاب ولا كتاب تفسير ولا كتاب حديث ولا كتاب سيرة لكن فيه شاشة فيه لاعبين كرة فيه ممثلين وممثلات وفيه مجرمين ومجرمات وفيه أبطال أفلام هذا البيت من أين يكون فيه الإيمان ؟ لابد من طلب العلم الشرعي لابد من أن تطلب العلم الشرعي كي تعرف من أنت فمن عرف نفسه عرف ربه، أحد كبار العلماء يقول: في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل الآخرة.
 وقد قال الله عز وجل:

 

﴿وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ (6)﴾

 

[ سورة محمد: الآية 6]

 في الدنيا، ثم أيها الإخوة:
 من الأسباب التي تضعف الإيمان كما ذكرت قبل قليل أن تعيش كل عمرك بعيداً عن طلب الآخرة، الحقيقة في دنيا وفي آخرة الله عز وجل يقول:

 

﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً﴾

 

[ سورة القصص: الآية 83]

 فالدنيا لها أجواءها ولها طلابها ولها رغابها والآخرة لها شأن آخر فأنت من أهل الدنيا أم من أهل الآخرة، المقياس إذا كان يسعدك أن تعطي فأنت من أهل الآخرة أما إن كان يسعدك أن تأخذ فأنت من أهل الدنيا، والمؤمن الصادق ينقل اهتماماته إلى الآخرة بينما المنافق كل رأسماله في الدنيا فحينما تطلب الآخرة يقوى إيمانك وحينما تطلب الدنيا يضعف إيمانك والله عز وجل يقول:

 

﴿وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً (19) كُلّاً نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً (20)﴾

 

[ سورة الإسراء ]

 فلذلك من أصر على الدنيا فالولد كما قال عليه الصلاة والسلام:

 

((محزنة مجبنة مشغلة مبخلة.))

 يعني إذا كان الاهتمام بالدنيا فقط ولم تحصل منها ما تريد شعرت بانحطاط بخمول بيأس أما إذا كان الأمل في الآخرة الدنيا لا تؤثر إذاً أحد أسباب ضعف إيمانك أن تضع كل أهدافك في الدنيا وأحد أسباب قوة إيمانك أن تضع أهدافك في الآخرة.
 يعني أنا أرى أن الذي يتعب الناس هو تعلقهم بالدنيا وحب الدنيا رأس كل خطيئة والدنيا كما قال عليه الصلاة والسلام:

 

 

((جيفة طلابها كلابها. والدنيا دار من لا دار له ولها يسع من لا عقل له.))

 والدنيا أيها الإخوة:
 يكفيك منها كزاد الراكب، والدنيا حينما تعرف حقيقتها تنصرف عنها فإن أسعد الناس بها أرغبهم عنها وأشقاهم فيها أرغبهم فيها هذه قاعدة لذلك قال الله عز وجل:

 

 

﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾

 

[ سورة آل عمران: الآية 14]

 إذاً أول بند أن نبتعد عن أجواء أهل الكفر والعصيان وألا نقيم في هذه الأجواء إلى أمد طويل، والشيء الثاني أن يكون لنا قدوة حسنة أن نصحب الصالحين والشيء الثالث أن يكون لنا طلب للعلم الشرعي، والشيء الرابع أن نضع كل الثقل في الآخرة لا في الدنيا لأن وضع كل الثقل في الدنيا مقامرة ومغامرة بينما إذا نقلت اهتماماتك للآخرة فأنت رابح في كل الأحوال.
 أحياناً الإنسان له مكانة اجتماعية هذه المكانة يحرص عليها وقد يحرص عليها بمعصية الله وقد يحرص عنها بالبعد عن مجالس الإيمان قد تكبر نفسه أن يحضر مجلس علم أما النبي عليه الصلاة والسلام حينما عين أسامة بن زيد قائداً للجيش وتوفي عليه الصلاة والسلام ولم يرسل هذا الجيش جاء من بعده الصديق فأقر أسامة على هذا الجيش وأسامة لا يزيد عن سبع عشرة عاماً وهو يقود جيشاً فيه عمر بن الخطاب وعثمان ابن عفان وعلي بن أبي طالب فالذي يخضع للحق لا يتأثر بهذه المقاييس الدنيوية فكان عليه الصلاة والسلام متواضعاً وعلم أصحابه التواضع فما كان من الصديق إلا أن مشى في ركاب أسامة، أسامة على الناقة وعمره بعمر أحفاده وخليفة المسلمين يمشي أما أسامة كان أديب أدباً بالغاً قال: يا خليفة رسول الله لتركبن أو لأنزلن قال له: والله لا ركبت ولا نزلت وما علي أن تغبر قدماي ساعة في سبيل الله.
 يوجد إنسان مكانته الاجتماعية وشأنه ومنصبه وشهادته العليا تمنعه أن يحضر مجلس علم، إذاً أحد أسباب ضعف الإيمان الكبر وإخوانا الكرام معاصي الغلبة أهون بكثير من معاصي الكبر الإنسان قد تكبر نفسه وقد يتأبى أن يطلب العلم ممن هو دونه أما المؤمن يقول أتمنى أن أكون للحق ذنباً ولا أن أكون للباطل رأساً، هناك من يتمنى أن يكون رأساً في الباطل ولا يرضى أن يكون تابعاً في الحق أما المؤمن سيدنا الصديق حينما توفي وقام بعده عمر نزل درجة فعجب أصحابه لهذا النزول فلما سئل قال: ما كان الله ليراني أن أرى نفسي في مقام أبي أبكر، كان متواضعاً ومرةً كان يخطب قطع الخطبة وقال يا ابن الخطاب كنت راعياً ترى الغنم على قراريط لأهل مكة. ليس لها علاقة بالخطبة وهو يخطب الجمعة في أصحابه قال هذا الكلام سأله بعض أصحابه يا أمير المؤمنين ما الذي دعاك إلى أن تقول ما قلت ؟ فقال عمر: جاءتني نفسي وقالت لي ليس بينك وبين الله أحد أردت أن أعرفها قدرها.
 أيام الإنسان مكانته يحمل دكتوراه إذاً هو فوق أن يحضر مجلس علم هو فوق أن ينصت لداعية مثلاً فأحياناً أحد أسباب ضعف الإيمان أنه أنت معك اختصاص هذا الاختصاص لا يلغي عنك أميتك في الدين، العبد الفقير لو أطلعتموني على تخطيط قلب والله لا أفقه منه شيئاً ليس اختصاصي هذا بالمقابل لو في أعلى طبيب قلب قد يكون أمياً في الدين يوجد وهم كبير أن هذا مثقف، أنت متفوق في اختصاصك لكن في الدين أمي لا تفقه شيئاً.
 إنسان ذهب حج وعاد راكب طائرة وله منصب عالٍ جداً من مصر قال: والله الحج شيء رائع والمملكة تعتني عناية بالغة بهذا الحج لكن لو جعلوه على خمس دورات كل شهرين دورة أريح لا يوجد ازدحام.
 أين... بعيد عن أجواء الإيمان. إذاً مكانة الإنسان الاجتماعية تدفعه إلى أن يكون ضعيف الإيمان لا يطلب العلم آخر شيء في أسباب ضعف الإيمان هو أن المال والنساء أكبر فتنتين يفتتن بها المؤمنون يقول عليه الصلاة والسلام:

 

((ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها بحرص المرء على المال والشرف لدينه.))

 حرص المرء على ماله.
 وما تركت بعدي فتنةً أشد من فتنة النساء.
 فأيضاً أن تطمع في مال ليس لك وأن تطمع في متعة لا تحل لك هذا أكبر ما يهدم الإيمان ويضعفه والحقيقة أن الإنسان يسقط في حالتين في فضيحة مالية وفضيحة جنسية فالمؤمن بفضل الله عز وجل أغلق هاتين الثغرتين أمام كل الخصوم يغض بصره ولا يخلو بامرأة أجنبية ويبتعد عن مظان الشبهات ومن وضع نفسه بمواضع التهمة ينبغي أن لا يلوم الناس إذا اتهموه.
 أيها الإخوة الكرام:
 هذه بعض أسباب ضعف الإيمان البعد عن الأجواء الإيمانية والبعد عن الأجواء الإيمانية لأمد طويلةً وعدم طلب العلم الشرعي وأن تخلو حياتك من قدوة صالحة تكون مرجعاً لك ثم أن تضع كل أهدافك في الدنيا ثم أن تحرص على مكانتك الاجتماعية وهذه تبعدك عن الإيمان ثم إن شهوتي المال والنساء أيضاً أكبر حاجزان يحجزانك عن القوة الإيمانية.
 لكن ننتقل الآن إلى الموضوع الثاني الذي تمنى علي أحد الإخوة أن أعالجه.
 أيها الإخوة:
 أول شيء في موضع مولد النبي عليه الصلاة والسلام، يعني أَلِف المسلمون أن يمدحوا رسول الله ولا سيما في شهر المولد، أنا أقول لكم أنا مع مديح رسول الله ومع التبرك به لكن لست مع من يكتفي بمديحه ولا من يكتفي بالتبرك به فلو أن أب في أعلى مستوى من العلم والخلق وله ابن على نقيض ذلك وكان هذا الابن مولعاً أن يمدح أباه في أي مكان ماذا ينتفع من مدح أبيه ؟ الأب حيث هو والابن حيث هو.
 إذاً نحن لا ينفعنا في ذكرى مولد النبي عليه الصلاة والسلام إلا أن نتبع النبي لا ينفعنا أن نمدحه فقط ينفعنا أن نتبعه من هنا قال الله عز وجل:

 

 

﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ﴾

 

[ سورة الأنفال: الآية 33]

 العلماء حاروا في هذه الآية ما معناها بعد انتقال النبي إلى الرفيق الأعلى ؟ قال علماء التفسير: ما كان الله ليعذب المؤمنين وسنة النبي فيهم، منهجه مطبق في حياتهم في بيوتهم في أعمالهم في سفرهم في حلهم في ترحالهم في أفراحهم في أتراحهم في كل شؤون حياتهم.

 

﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ﴾

 

[ سورة الأنفال: الآية 33]

 لذلك إذا اكتفينا بمديح رسول الله صلى الله عليه وسلم دون أن نتبعه لا ننتفع أبداً بمديحه، إذاً بمناسبة مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم العبرة أن تتبعه العبرة أن تطبق منهجه أنت في بحبوحتين البحبوحة الأولى أن تكون مطبقاً لمنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم والبحبوحة الثانية أن تستغفر الله كلما أخطأت، قال تعالى:

 

﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)﴾

 

[ سورة الأنفال: الآية 33]

 هذه واحدة، الشيء الثاني هذا موضوع خلافي بين المسلمين هناك من يحرم تحريماً قطعياً الاحتفال بذكرى المولد وهناك من يرى هذا الاحتفال عبادة من عبادات الدين وكلا الرأيين فيه تطرف أقول لكم أيها الإخوة:
 إذا قال الله عز وجل:

 

﴿وَكُلّاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ﴾

 

[ سورة هود: الآية 120]

 إذا كان قلب النبي عليه الصلاة والسلام وهو سيد الخلق وحبيب الحق يزداد قلبه ثبوتاً بسماع قصة نبي دونه فلأن نزداد إيماناً وثباتاً إذا سمعنا قصة مولد النبي عليه الصلاة والسلام هذا أقوى دليل من كتاب الله، قال تعالى:

 

﴿وَكُلّاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ﴾

 

[ سورة هود: الآية 120]

 فنحن مؤمنون ولسنا أنبياء، مؤمنون مقصرون فإذا استمعنا إلى سيرة النبي عليه الصلاة والسلام إلى منهج النبي وأخلاق النبي وشمائل النبي عليه الصلاة والسلام هذا شيء من صلب الدين.
 دليل آخر، قال تعالى:

 

﴿قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ﴾

 

[ سورة سبأ: الآية 46]

 إذاً إذا اجتمعنا وتفكرنا في هذه الرسالة التي جاء بها النبي عليه الصلاة والسلام وبهذا المنهج الذي جاء به النبي عليه الصلاة والسلام هذا من صلب الدين أيضاً.
 الآية الثالثة:

 

﴿أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ﴾

 

[ سورة المؤمنون: الآية 69]

 الله عز وجل يحضنا على معرفة رسولنا هذه الثالثة لكن إذا قلت إن الاحتفال بذكرى المولد عبادة فهو بدعة، إذا قلت عنه عبادة فهو بدعة أما إذا قلت عنه الاحتفال بذكرى المولد يندرج تحت معرفة رسول الله والدعوة إلى التأسي بأخلاقه وإتباع سنته وتعريف الناس به فهذا من صلب الدين.
 فلذلك أيها الإخوة:
 معرفة سنة النبي عليه الصلاة والسلام القولية فرض عين، فرض عين على كل مسلم ذلك أن الله عز وجل يقول:

 

﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾

 

[ سورة الحشر: الآية 7]

 كيف نأخذ ما آتانا وننتهي عما عنه نهانا إن لم نعرف ماذا آتانا وماذا عنه نهانا ؟ وإذا كان الواجب لا يؤدى إلا بشيء قبله فهذا الشيء الذي قبله واجب وإذا كان الفرض لا يؤدى إلا بعمل قبل الفرض هذا العمل قبل الفرض فرض أيضاً لذلك الوضوء فرض لأن الصلاة وهي فرض لا تؤدى إلا به من باب أولى أن الله عز وجل أمرنا وأمره يقتضي الوجوب أن نأخذ ما آتانا وأن ننتهي عما عنه نهانا، كيف نأخذ ما آتانا وننتهي عما عنه نهانا إلا أن نعرف ماذا آتانا وماذا عنه نهانا إذاً معرفة سنة النبي عليه الصلاة والسلام فرض عين على كل مسلم لأنه مالم يتوصل به إلى الواجب فهو واجب وما لا يتوصل به إلى الفرض فهو فرض ثم إن الله عز وجل يقول:

 

﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (21)﴾

 

[ سورة الأحزاب: الآية 21]

 كيف يكون النبي عليه الصلاة والسلام أسوةً حسنة إن لم نعرف سيرته إذاً هذا فرض عين على كل مسلم أن يعرف سنته القولية وسنته العملية وأن نحتفل بذكرى المولد على مدار العام النبي يجب أن نذكره في كل وقت فنحن إذا احتفلنا بذكرى المولد بمعنى أننا اجتمعنا وعرفنا الناس بسيرة النبي عليه الصلاة والسلام ومنهج النبي وأخلاق النبي وشمائل النبي عليه الصلاة والسلام فهذا من صلب الدعوة إلى الله، من صلب التدين أما أن نسمي الاحتفال عبادة فهو في الحقيقة بدعة إذا سميناه عبادة فهو بدعة أما إذا سميناه نشاط في الدعوة إلى الله ورسوله هذا صحيح ويمكن أن يكون على مدى العام والله عز وجل يقول:

 

﴿أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ﴾

 

[ سورة المؤمنون: الآية 69]

 يحضنا على معرفة رسولنا وقال تعالى:

 

﴿ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ﴾

 

[ سورة سبأ: الآية 46]

 أيضاً هذه دعوة إلى معرفة سنة النبي عليه الصلاة والسلام فحينما قال الله عز وجل:

 

﴿وَكُلّاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ﴾

 

[ سورة هود: الآية 120]

 إذاً إذا كان قلب النبي عليه الصلاة والسلام وهو سيد الخلق وحبيب الحق يزداد ثبوتاً بسماع قصة نبي دونه فلأن نزداد إيماناً نحن بسماع سيرة النبي عليه الصلاة والسلام وشمائل النبي وأخلاق النبي من باب أولى.
 أيها الإخوة الكرام:
 في الدقائق التي بقيت يمكن أن نجيب عن بعض الأسئلة التي وردتني مكتوبةً.
 يقول أحد الإخوة الكرام وسؤاله وجيه جداً ألا يمكن أن نعتبر أن تخلف الخطاب الديني هو أكبر سبب من أسباب ضعف الإيمان إذا تحول الدين للأسف إلى لاهوت وتحول العلماء إلى رجال دين هذا من جهة ومن جهة ثانية تردي العامل الاقتصادي إذ يقول مالك بن نبي كيف أصلي وأنا جائع هذا عدا عن عدم انعدام الفهم الصحيح والمنطق السليم.
 الحقيقية اسمعوا هذا الجواب من دعا إلى الله بمضمون هزيل متناقض خرافي أساسه الكرامات والمنامات، من دعا إلى الله بمضمون هزيل غير متماسك وبإسلوب غير علمي وبطريقة غير تربوية أو دعا بمضمون قوي وأسلوب علمي وطريقة تربوية لكن المدعو لم يرَ في الداعية مصداقية لم يطبق ما يقول هل تصدقون أن هذا المدعو بهذه الطريقة لا يعد عند الله مبلغاً وهذا جواب الأخ الكريم تخلف الخطاب الديني أحد أكبر أسباب ضعف الإيمان لأن الإنسان في فطرته يعتقد أن الله عظيم وأن هذه الدعوة لا تتناسب مع عظمة هذا الدين إذاً هذا ليس مبلغاً عند الله عز وجل، لذلك الآن الإلحاح الشديد على تطوير الخطاب الديني ليكون عميقاً ليكون متماسكاً ليكون متناسقاً ليكون شاملاً ليكون ذا مصداقية لينطلق من إخلاص لذلك أخطر أناس يعلق عليهم الآمال في النهوض بهذا الدين الدعاة إلى الله والدعوة إلى الله تتذبذب بين أن تكون صنعة من أرقى صنعات الأنبياء وبين أن تكون عملاً تافهاً لذلك هناك من يموت من أجل كلمة لا إله إلا الله وهناك من يرتزق بها، هناك من يشتري بآيات الله ثمناً قليلاً.
 الإمام الشافعي يقول: لأن أرتزق بالرقص أفضل من أن أرتزق بالدين.
 الدعوة إلى الله ينبغي أن تكون في العلياء ينبغي أن تكون صافية، ينبغي أن تكون منزهة عن الأهواء، قال تعالى:

 

﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ﴾

 

[ سورة الأحزاب: الآية 39]

 هؤلاء الدعاة إلى الله يعلق عليهم الآمال في محنة المسلمين اليوم.
 يقول بعضهم أحد الإخوة الأكارم كثر في هذه الأيام أنه عندما يموت الميت يكثر في هذه المناسبة قراءة القرآن ولا نسمع قراءة القرآن إلا بمناسبة دفن الموتى وكأننا قرنا القرآن مع الموتى والله يقول وأنذر به من كان حياً فما هذه الظاهرة؟
 سيدنا عمر رأى من يقرأ القرآن في وقت العمل فقال: إنما أنزل هذا القرآن ليعمل به فاتخذت قراءته عملاً. القرآن منهج للحياة أما عند المسلمين المتأخرين وضعاف الإيمان صار طقس من الطقوس كما تكلم الأخ يقرأ في المناسبات الحزينة فقط والقرآن يعني أنه في موتة يعني في ميت هذا الربط المؤلم بين كتاب الله بين منهج الله وبين المناسبات الحزينة ليس غير هذا ظاهرة خطيرة جداً القرآن كتابنا ومنهجنا ومن أوتي القرآن فظن أن أحداً أوتي خيراً منه فقد حقر ما عظمه الله، من أوتي القرآن حفظاً أو فهماً أو شرحاً أو تطبيقاً والأولى أن تفهمه وأن تطبقه فظن أن أحداً أوتي خيراً منه فقد حقر ما عظمه الله.
 هل النظر إلى مكان السجود في أثناء الركوع هو خير أو صفة صلاة النبي عليه الصلاة والسلام ؟
 الحقيقة النبي عليه الصلاة والسلام يقول:

 

(( صلوا كما رأيتموني أصلي))

 ومن الأدب الجم أن تنظر إلى موقع سجودك كما كان يفعل النبي عليه الصلاة والسلام، طبعاً النظر إلى الأعلى أثناء الصلاة فيه سوء أدب مع الله عز وجل لأن خشوع البصر من خشوع القلب فهذا من صفة صلاة النبي عليه الصلاة والسلام.
 يقول بعض الإخوة تحاول القنوات الفضائية تضييق حدود الدين الإسلامي وحصر المسلمين في حدود جمع المعلومات الإسلامية كي يصيبنا ما أصاب اليهود والذين هلكوا على علم.
 الحقيقة يعني المحطات الفضائية قد تطرح طروحات دينية غير صحيحة بسبب أن الذين يمولونها يريدون كذلك فالممول له علاقة بنوعية الطرح فهذا ما دعاني أن أقول مرةً في خطبة وقد جمعت بعض الفتاوى التي بعيدة بعد الأرض عن السماء عن الواقع الإسلامية من بعض المواقع المعلوماتية وقلت خذوا دينكم عن الأرضيات لا عن الفضائيات، ففي فتاوى غير مقبولة إطلاقاً في المحطات الفضائية يوجد فتاوى فيها انحراف خطير إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم إخوانا الكرام مثل بسيط جداً أنت معك بيت أردت أن تبيعه خرجت من بيتك لتبيع البيت وجدت من يعمل في بيع البيوت قال لك هذا ثمنه ثلاث ملايين هل تبيعه رأساً ؟ ترى إنسان ثاني ثالث رابع لماذا في شؤون الدنيا تستقصي في شؤون الدنيا لا تقبل رأياً واحداً أما في شأن دينك أي فتوى جاءتك تقبلها أنا أقول لكم أيها الإخوة لو أننا التقيت فرضاً بالنبي عليه الصلاة والسلام وسألته في موضوع وحكم لك في شيء ولم تكن محقاً لا تنجو من عذاب الله لقول النبي عليه الصلاة والسلام:

 

 

((لعل ألحن بحجته من الآخر فإذا قضيت له بشيء فإنما أقضي له بقطعة من نار.))

 معناها لو أخذت فتوى من محطة فضائية ولم تكن مصيبة لا تنجو من عذاب الله. بالمناسبة أيها الإخوة الباطل لا يمكن أن تستوعبه لأنه متعدد لما أمضيت كل عمرك في استيعاب الباطل ينقض العمر ولا ينقضي الباطل، أي فرقة ضالة يمكن أن تمضي عشرين سنة في فهم أفكارها ما البديل ؟ أن تستوعب الحق استوعب الحق العمر ثمين أنت إذا استوعبت الحق وأمضيت عمرك في طلب الحق فهم كلام الله وسنة رسول الله وسير الصحابة الأعلام هذا هو الحق عندئذ أي شيء مخالف ترفضه معك مقياس أخطر شيء الإنسان بلا مقياس لو أعطيناك قطعة قماش على كل قطعة مكتوب رقم هذه ثلاث وعشرين يرد، هذه ثمانية وعشرين، نقول لك هذه الأرقام صحيحة ؟ لا أعرف قالوا صحيحة أنت في حيرة وعندك يرد انتهى الأمر تقيسه بهذا المقياس إما أن تصدق هذه الأرقام أو أن تكذبها فالبطولة أن يكون معك مقياس لذلك الخطأ في الوزن لا يتكرر أما الخطأ في الميزان لا يصحح إذا الميزان خطأ كل ما تقوم به من وزن غير صحيح، البطولة أن يكون عندك متر حقيقي أمامك آلاف القطع القماشية وكل قطعة كتب عليها رقم فأنت بهذا المتر تكشف صحة هذه الأرقام أو كذبها ببساطة لذلك الباطل لا يستوعب والعمر كله لا يكفي لاستيعاب الباطل بل إنما يطبع ببعض اللغات في اليوم الواحد لا تستطيع أن تقرأه في مئتي عام أما الحق يستوعب.
 لذلك أنا أنصح الإخوة الكرام تجد أخاً ما عنده علم صحيح ما طلب علم عنده علم بالتعبير العامي نتوشة سمع هنا خطبة وهنا محاضرة فقط والله شيء يحير كل إنسان يظن نفسه على حق أنت لا يوجد عندك مقياس لو عندك مقياس تعرف من هو على حق لذلك قالوا أنا أعرف الرجال بالحق ولا أعرف الحق بالرجال.
 يقول أخ كريم كيف نستطيع أن ننقل المسلمين من مثقفين إلى إسلاميين؟
 الحقيقة أنه يوجد ثقافة إسلامية يوجد أرضية إسلامية وخلفية إسلامية ونزعة إسلامية واتجاه إسلامي وعواطف إسلامية ويوجد اهتمامات إسلامية ولكن لا يوجد إسلام، الإسلام تطبيق أما أن تعتقد تتصور تفهم تميل ترغب هذه كلها مشاعر تصورات وهذا كله لا ينصرنا على أعدائنا أما أنا أريد مسلم متحرك أمامي في بيته مسلم في عمله مسلم في كسب ماله مسلم في إنفاق ماله مسلم في احتفالاته مسلم في أفراحه مسلم في تعازيه مسلم الذي ينهض بنا أن نكون مسلمين لا أن نكون مثقفين ثقافة إسلامية.
 ما هي العلوم التي فرضت علينا فرض عين ؟
 أنا أضرب مثلاً بل معبر المظلي في معلومات حول المظلة لا يتعلمها لا تنفعه ولا تضره أما في معلومات إذا جهلها يموت يا ترى المظلة شكلها دائرة أم مستطيل أم دائري أم بيضوي أم مربع نوع قماشها خيط صناعي خيط طبيعي نوع حبالها ألوان حبالها، هذه المعلومات تعلمها وقد لا تعلمها لكن أن تجهل طريقة فتح المظلة هذا الجهل قاتل قاتل، يوجد في الدين قسم من العلوم عبر عنه العلماء علوم ينبغي أن تعلم بالضرورة أركان الإيمان وأركان الإسلام وأحكام العبادات إذا كنت متزوجاً حقوق الزوجة وحقوق الزوج إذا كنت تاجراً أحكام البيوع إذا كنت طبيباً في قسم بالفقه متعلق بك ويوجد أركان الإيمان وأركان الإسلام والعبادات هذه علوم ينبغي أن تعلم بالضرورة ولا يعفى منها أي إنسان علم ضروري وفرض عين أما يجوز بعض العلوم الأخرى الإسلامية قد تنتفع بها وقد لا تنتفع بها هذه فرض كفاية إذا قام بها البعض سقط عن الكل.
 مسافر يصلي جمع قصر تقديم وتأخير فاتته صلاة المغرب وصل إلى منزله بعد صلاة العشاء بقليلا كيف يصلي ا

تحميل النص

إخفاء الصور