وضع داكن
20-04-2024
Logo
منهج التائبين - الحلقة : 15 - التوحيد سبب في التوبة النصوح.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

الأستاذ زياد :
  الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
 أيها الأخوة المستمعون ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، نحييكم في مستهل حلقة جديدة من برنامج : "منهج التائبين" ، أرحب بفضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي أحد أبرز علماء دمشق ودعاتها ، أهلاً ومرحباً بكم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
 حديثنا اليوم هو عن التوحيد ، وكيف أن التوحيد يكون سبباً في التوبة إلى الله ، التوبة النصوح الصادقة ؟

الله وحده هو الفعّال :

الدكتور راتب :
 بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
 أولاً قالوا : نهاية العلم التوحيد ، ونهاية العمل التقوى ، وقالوا : ما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد .
 بل إن الإيمان بالله خالقاً شيء وتوحيد الله شيء آخر ، وشتان بين الإيمانين ، إن الإيمان بالله خالقاً شأن معظم الناس ، وربما كان هذا الإيمان ضعيف الأثر في سلوك الإنسان ، ولكن الإيمان بأن الله واحد في ذاته ، وواحد في أفعاله ، وواحد في صفاته ، وبأن الله جلّ جلاله بيده مقاليد السماوات والأرض ، وإليه يرجع الأمر كله ، وهو الذي في السماء إله ، وفي الأرض إله ، ومالكم من دونه من ولي ، ولا يشرك في حكمه أحداً .
 عندما يعتقد المرء اعتقاداً جازماً أن الله وحده المتصرف ، وأن يد الله فوق أيديهم ، وأنه :

﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى﴾

[ سورة الأنفال : 17]

 حينما يعتقد أن الله وحده هو الذي يرفع ، ووحده هو الذي يخفض ، أن الله وحده هو الذي يعز ، وأن الله وحده هو الذي يذل ، أن الله وحده هو الذي يعطي ، وأن الله وحده هو الذي يمنع ، حينما تعتقد أن الله بيده كل شيء ، أقرب شيء إليك ، وأبعد شيء منك ، أقل شيء في نظرك ، وأكبر شيء في نظرك ، أنت حينما ترى أن الله وحده يتصرف تقطع علاقتك من بني البشر ، وتربطها بخالق البشر ، المشكلة أن الله جلّ جلاله حينما وصف فحوى دعوة الأنبياء جميعاً قال :

﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾

[ سورة الأنبياء : 25]

 تصور أنك دخلت إلى دائرة كبيرة فيها مئة موظف ، وأن معاملتك لا يمكن أن يوافق عليها إلا المدير العام بالذات ، وبمقابلته شخصياً ، هل تنصرف إلى سواه ؟ هل تبذل ماء وجهك لغيره ؟ هل تترجى موظفاً صغيراً لا يقدم ولا يؤخر ؟ هل تتضعضع أمام مدير عام في دائرته ؟ أبداً ، أنت حينما توقن أن الأمر كله بيد الله تتجه إلى الله وحده ، لذلك ما الذي يبعدك عن التوبة؟ الشرك ، ما الذي يقرب من التوبة ؟ التوحيد ، حينما أرتكب خطأً ، وأخشى أن يفتضح فأتصل بإنسان ، وأضمن أن يسترني فأنا مشرك ، حينما آكل مالاً حراماً ، وأغطي هذا العمل بعلاقة مع قوي فأنا مشرك ، أما حينما أعرف أن الله وحده هو الفعّال ، عند الغربيين الله خلّاق ، وليس فعالاً ، هم يعتقدون وهماً أن الله خلق القوي والضعيف ، وترك الضعيف للقوي ، لا .

﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ﴾

[ سورة الزمر : 62]

 كل شيء بيده ، قال تعالى :

﴿وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا﴾

[ سورة الأنعام : 59]

 هذا الإيمان أن الأمر بيد الله ، وأن الأمر راجع إلى الله ، وأن الله يعطي ويمنع ، ويرفع ويخفض ، ويضر وينفع ، لكن علماء التوحيد جزاهم الله خيراً تمنوا على المؤمنين ألا يذكروا الضار إلا مع النافع ، والمعطي إلا مع المانع ، المانع المعطي ، الضار النافع ، المذل المعز ، ذلك أن الله يذل ليعز ، ويمنع ليعطي ، ويبتلي ليجزي .

التوحيد يسوق الإنسان إلى التوبة دائماً :

 في إحدى خطب النبي عليه الصلاة والسلام يقول :

(( إن هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء ، ومنزل ترح لا منزل فرح ، فمن عرفها لم يفرح لرخاء ، ولم يحزن لشقاء ، قد جعلها الله دار بلوى ، وجعل الآخرة دار عقبى ، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سبباً ، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضاً ، فيأخذ ليعطي ، ويبتلي ليجزي))

[ ورد في الأثر]

 أنا حينما أعرف أن الأمر بيد الله ، وأنه لا يقع شيء في كون الله إلا بأمره ترتاح نفسي ، ويخف الضغط عليّ ، ويذهب الحقد من قلبي ، من الذي يرتكب الخطأ ولا يتوب منه ؟ الذي يرى الله بعيدًا ، حينما يرى أن الأمر ليس بيد الله ، بيد زيد أو عبيد ، وأن الذي يعطي أو يمنع هو فلان أو علان ، هذا الذي يخشى عليه ألا يتوب ، فحينما أوحد الله عز وجل أجد نفسي مسوقاً إلى التوبة إليه ، أبعد الناس عن التوبة المشركون ، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول :

(( أخوف ما أخاف على أمتي الشرك الخفي ، أما إني لست أقول إنكم تعبدون صنماً ولا حجراً ، ولكن شهوة خفية ، وأعمال لغير الله ))

[ ورد في الأثر]

 المشكلة ليست في الشرك الجلي ، الشرك الجلي لا وجود له في العالم الإسلامي ، مضى وانتهى .
 قلتم : إن خشي أحد الفضيحة ذهب إلى فلان ، وترجاه ، وطلب منه أن يستره ، ولكن قد يقع المرء في مثل ذلك ، ولكن يأخذ بالأسباب ، هذا لا شائبة عليه ، الأصل أني تبت إلى الله ، وأخذت بأسباب الستر ، فذهبت إلى فلان ورجوت منه أن يسترني ، هذا شيء طبيعي ، أما حينما لا أعبأ بهذا الدين ، ولا أندم على الذنب ، ولا أتوب منه ، لكن هذا الذنب يعاقب عليه القانون ، سأذهب إلى شخص قوي كي يغطي هذا الانحراف ، أما حينما آخذ بالأسباب بعد أن تبت إلى الواحد الديان فهذا شيء لا شيء فيه إطلاقاً .
 وكثيراً ما تقع هذه الأمور في حياتنا عندما يتجه بالأمر أحدهم لشخص معين يعلم أنه من الممكن أن يساعده ، ولكن الأصل التوجه لله سبحانه وتعالى بالتوبة الصادقة النصوح ، بل إن شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام لا تقبل إلا للموحدين ، إلا من ماتوا غير مشركين بالله .

على الإنسان أن يكون مع الله و يؤمن به لأن الإيمان رأس العمل :

 الحقيقة أن في أول حلقة كما أذكر بينت أن هناك ذنباً لا يغفر ، وهو الشرك ، هذا الذنب لا يغفر إلا إذا تاب منه صاحبه ، إنني حينما أشرك أتجه إلى غير الله ، وليس عند غير الله شيء ، لا أسمح لنفسي أن أقيم هذه الموازنة ، لكن سأقيمها موضحاً الحقيقة ، إنسان مشرك لم يذنب ، مقطوع عن الله ، وإنسان موحد ، وإن أذنب خير عند الله من ذاك المشرك ، الإنسان حينما يوحد الله ، وتزل قدمه يتوب ، فيقبل ، أما ذلك مستغن عن الله ، المشرك مستغن عن الله ، لو فرضنا أنه ذكي جداً ، وأراد الحفاظ على سمعته ومكانته ، وهذا النموذج موجود ، لا يصلي ، ولا يصوم ، لا يعبأ بالدين إطلاقاً ، لكن يعبد ذاته ، بدافع من عبادة ذاته يخشى على سمعته ، فلا يكذب مثلاً ، ولا يفعل شيئاً قبيحاً ، هو يحافظ على مكانته ، لكنه محجوب عن الله ، لكن تجد مؤمناً موحداً ارتكب خطأ على خطأ ، المؤمن أقرب إلى الله من هذا الذي على صواب ، العبرة أن تكون مع الله ، أنا لا أقول هذا الكلام كي نخطئ ، معاذ الله ، لكن أبين أن الإنسان حتى ولو أخطأ وكان موحداً فالطريق إلى الله سالك ، إذا أخطأ وكان موحداً فباب المغفرة مفتوح ، إذا أخطأ وكان موحداً فباب التوبة مقبول ، هذا الذي أريده .
 والإيمان هو رأس العمل ، لا يقبل أي عمل مهما كان حسناً ، ومهما كان سامياً وراقياً إلا إذا كان من مؤمن ، أو يصحبه إيمان قوي ، بأن هذا العمل لوجه الله تعالى .

الدين المعاملة :

 الآن عندنا شيء يعانيه المسلم ، إذا ذهب إلى بلاد الغرب يجد صدقاً ، يجد أمانةً ، يجد إنجاز العمل في وقته المحدد ، يجد إتقاناً بالصنعة ، يؤخذ بهذه الأخلاق ، ومع هذا يجد الزنا ، وشرب الخمر ، وكل الموبقات ، يرتكبها هؤلاء وهم مرتاحون ، أما إذا تعاملوا مع الآخرين كانوا صادقين ، وكانوا أمناء ، وما إلى ذلك ، الحقيقة أن هذا مطب كبير يقع فيه المسلمون ، أحياناً هناك أخلاق ذكية لا علاقة لها بالدين إطلاقاً ، لا تقدم ولا تؤخر ، ولا تقرب ولا تبعد ، أنا حينما أكون ذكياً ، وأجد أن الصدق يزيد في أرباحي ، وأن إتقان الصنعة ترفع من اسم معملي ، وأن إنجاز وعدي يجعلني موثوقاً عند الآخرين ، أنا لا أعبد الله ، أنا أعبد مصلحتي .
 أنا قلت مرةً وكنت في بلاد الغرب : إن كل إيجابياتهم إسلامية ، لا لأنهم مسلمون ، ولكنهم لأنهم عبدوا المال من دون الله ، فوجدوا بذكائهم أن تطبيق الأعمال الطيبة تزيد أرباحهم ، أما إذا استفِزّوا ، أو إذا تضاربت مصالحهم ينقلبون كالوحوش الكاسرة ، فأنا لا أريد أخلاق الأذكياء .
 مثلاً لو جئنا بمدير معمل ملحد ، لكنه ذكي جداً ، وراقبنا شهراً تصرفاته ، وجئنا بمدير معمل مؤمن إيماناً قوياً ، قد نفاجأ أن سلوك الشخصين متشابهان ، لكن الفارق كبير في البواعث ، المؤمن يطبق منهج الله ، لأنه يعبد الله ، منطلقاته إيمانية ، فله الدنيا والآخرة ، أما ذاك فأراد الدنيا فقط ، واستخدم ذكاءه للدنيا فله الدنيا ، وماله في الآخرة من خلاق ، ينبغي ألا نخدع بشخص ليس مؤمناً ، متفلت ، واقف في المعاصي والآثام ، ولكن تعجبنا أخلاقه ، هذه أخلاق الأذكياء .
 وهنا يقولون لك : إن الدين المعاملة ، فيقارنون بهذا الحديث الشريف أخلاق هذا الإنسان ، ويقولون : إنه يطبق الدين ، فالدين المعاملة .
 لابد من أن يكون هذا التطبيق نابعاً من إيمانه بالله ، لا نابعاً من مصلحته الذاتية ، هذا الذي ألح عليه .

الدعوة الصامتة هي الدعوة الحقيقية إلى الله :

 الجدير بنا نحن المؤمنين أن نطبق هذه الأخلاقيات التي يدعونا إليها الإسلام ، لا أن تكون أخلاقاً ذكية ، ولكن تكون أخلاقاً إيمانية ، إن طبقناها تألقنا ، وانتشر الإيمان ، أنا متأكد أن الجاليات الإسلامية في العالم الغربي لو أنها أقامت منهج الله عز وجل لكانت من أكبر الدعاة إلى الله ، الناس لا يعجبون بصلاتنا ، ولا بصيامنا ، ولكن يعجبون بمعاملتنا ، بل إن الله عز وجل حينما قال في دعاء قرآني :

﴿ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا ﴾

[ سورة الممتحنة : 5 ]

 ما معنى هذه الآية ؟ المؤمن حينما يكذب - لا سمح الله ولا قدر - أو حينما لا يتقن عمله ، أو حينما لا ينجز وعده ، ماذا يفعل ؟ يفتن الكافر بكفره ، الكافر يرى مؤمناً مقصراً ، غير متقن لعمله ، غير منضبط بسلوكه ، فيتوهم أنه هو الصحيح ، وأنه هو الحق ، يتشبث بكفره، ويتوهمه حقاً ، ويطعن في إيمان المسلم ، ويتوهمه باطلاً ، هذه مشكلة ، فنحن الآن لا نحتاج إلى من يلقي الكلام ، نحتاج إلى من يعامل .
 أنا أقول دائماً : أنا ألح على الدعوة الصامتة ، الدعوة الصامتة لا كلام فيها ، أما الاستقامة فدعوة ، الأمانة دعوة ، الوفاء دعوة ، الصدق دعوة ، إتقان العمل دعوة ، إنجاز الوعد دعوة ، الرحمة دعوة ، هذا الذي أقوله ، ولا ينتشر الإسلام إلا بهذه الأخلاق ، بل إن النبي عليه الصلاة والسلام حينما عيّن عبد الله بن رواحة ، وأرسله ليُقيّم تمر خيبر أراد اليهود أن يرشوه بحلي نسائهم ، فعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ :

(( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَبْعَثُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ إِلَى خَيْبَرَ فَيَخْرُصُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَهُودِ خَيْبَرَ ، قَالَ : فَجَمَعُوا لَهُ حَلْيًا مِنْ حَلْيِ نِسَائِهِمْ ، فَقَالُوا لَهُ : هَذَا لَكَ ، وَخَفِّفْ عَنَّا ، وَتَجَاوَزْ فِي الْقَسْمِ ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ : يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ ، وَاللَّهِ إِنَّكُمْ لَمِنْ أَبْغَضِ خَلْقِ اللَّهِ إِلَيَّ ، وَمَا ذَاكَ بِحَامِلِي عَلَى أَنْ أَحِيفَ عَلَيْكُمْ ، فَأَمَّا مَا عَرَضْتُمْ مِنْ الرَّشْوَةِ فَإِنَّهَا سُحْتٌ ، وَإِنَّا لَا نَأْكُلُهَا ، فَقَالُوا : بِهَذَا قَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ ))

[مالك عن سليمان بن يسار]

 أنا أرى أن الدعوة الصامتة هي الدعوة الحقيقية إلى الله ، كما قال سيدنا جعفر :

(( أيها الملك كنا قوماً أهل جاهلية ، نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونسيء الجوار ، ويأكل القوي منا الضعيف ، فكنا على ذلك ، حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه ، وصدقه ، وأمانته ، وعفافه ، فدعانا إلى الله لتوحيده ، ولنعبده ، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان ، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وحسن الجوار ، والكف عن المحارم والدماء ))

[ابن خزيمة عن جعفر بن أبي طالب]

 فأنا أقول في نهاية هذه الحلقة : أنا حينما أوحد أكون أقرب إلى التوبة النصوح ، أما حينما أشرك شركاً خفياً أكون أبعد ما أكون عن التوبة النصوح ، أنا حينما أوحد لا أرى إلا الله ، ولا أرى ملجأ منه إلا إليه ، فأتوب إليه ، فحينما يضعف التوحيد أمارس كل ما أريد ، وأغطي أفعالي التي لا ترضي الله بعلاقات وبوساطات ، وما إلى ذلك .

خاتمة وتوديع :

الأستاذ زياد :
 نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
 أشكركم جزيل الشكر فضيلة الشيخ محمد راتب النابلسي ، أشكر المستمعين على حسن إصغائهم ، وحسن متابعتهم لبرنامجنا هذا ، منهج التائبين ، غداً نتابع بإذن الله الحديث عن التوبة ومسبباتها وموجباتها ، أشكركم .
 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور