وضع داكن
29-03-2024
Logo
المؤلفات - كتاب الإسراء والمعراج - الفقرة : 04 - تكريم ومواساة
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 لقد كان الإسراء والمعراج بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم مسحاً لجراح الماضي، وتثبيتاً لقلبه، وتطميناً له على مستقبل الدعوة، وتعويضاً عن جفوة الأرض بحفاوة السماء، وعن قسوة عالم الناس بتكريم الملأ الأعلى .
 لقد كان الإسراء والمعراج تكريماً فريداً من نوعه للنبي صلى الله عليه وسلم، لقد عرف الله نبيه بعد محنة الطائف أنه سيد ولد آدم، وأنه سيد الأنبياء والمرسلين، ولقد أراه ملكوت الأرض والسماوات، وما تؤول إليه الخلائق بعد الممات، لقد كان الإسراء والمعراج عقب عام الحزن، ففي هذا العام توفيت السيدة خديجة صديقة النساء التي حنت عليه ساعة العسرة، وواسته في أيام الشدة بنفسها ومالها، في هذا العام أيضاً توفي عمه أبو طالب الذي أظهر من النبل في كفالته، ومن البطولة في الدفاع عنه الشيء الكثير .
 وقد نالت قريش من النبي صلى الله عليه وسلم ما لم تنل منه في أي وقت مضى، وفي هذا العام بالذات خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف يلتمس هداية أهلها، ونصرتهم، فردوا دعوته رداً منكراً، وأغلظوا له بالقول، وأغروا به سفهاءهم، لقد تحمل النبي صلى الله عليه وسلم في هذا العام من الشدائد ما لا يحتمله بشر على الإطلاق، إلا أن يكون نبياً .

4 ـ امتحان النبي قبل الإسراء والمعراج تعليم للمسلمين خُلقَ الصبر:

 أيها الإخوة المؤمنون في كل مكان، إذا كان الإسراء والمعراج تكريماً عظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم بعد نجاحٍ باهر في امتحان صعب، فما هذا الامتحان الصعب الذي اجتازه النبي حتى استحق هذا التكريم الفريد ؟ إنه امتحان الطائف .
أيها الإخوة المؤمنون، إن ما لاقاه النبي صلى الله عليه وسلم من مختلف ألوان المحنة، ولاسيما هذا الذي رآه في ذهابه إلى الطائف، إنما كان من جملة أعماله التبليغية للناس بعامة , وللدعاة بخاصة

إخفاء الصور