وضع داكن
29-03-2024
Logo
الأخلاق - الكبائر - الدرس : 7 - الكبائر الباطنة1- أذية أولياء الله
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا بما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

خطورة الكبائر الباطنة :

 أيها الأخوة الكرام، في الدرس الماضي كان الموضوع حول الكبائر الباطنة، وبينت في وقته أن خطورة الكبائر الباطنة أن الإنسان لا يتوب منها، بينما الكبائر الظاهرة صارخة، فإذا تاب منها نجا، أما الكبائر الباطنة فكبائر نفسية متداخلة مع الطباع، فإذا تلبست بإنسان أهلكته، ولعل قول الله عز وجل:

﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ* إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾

[ سورة الشعراء : 88-89 ]

 أي قلب سلم من الكبائر الباطنة، وقد ذكرت لكم أن الخط العريض من المسلمين في الأعم الأغلب في بلاد الإسلام لا يسرقون، ولا يقتلون، ولا يشربون الخمر، ولا يزنون، لكن الذي أهلكهم الصغائر التي توهموها صغائر، فمع توهمهم أنها صغائر وأصرّوا عليها انقلبت إلى كبائر، ولعل في قول النبي عليه الصلاة والسلام:

((إن الشيطان يئس أن يعبد في أرضكم ولكن رضي فيما دون ذلك مما تحقرون من أعمالكم))

[ورد في الأثر]

تلخيص لما سبق :

 الآن الدرس ليس عن الصغائر، كتعليق سريع من أدق ما يمكن أن يقال في هذا الموضوع أن أية معصية إذا رافقها شعور الخوف من الله، شعور بالندم، ورافقها استغفار، وإقلاع مباشر، وترقب، أي ذنب رافقته هذه الأحوال انقلب إلى صغيرة، وأية مخالفة إذا رافقتها إهمال، تبجح، افتخار، إذا استمرأها الإنسان، وأصرّ عليها، وأقام عليها، وافتخر بها، مهما يكن الذنب طفيفاً ينقلب إلى كبيرة، وهذا معنى قول النبي عليه الصلاة والسلام:

(( لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار ))

[ رواه ابن المنذر والديلمي عن ابن عباس ]

 وقد ذكرت في الدرس الماضي أن من الكبائر الباطنة قسوة القلب، قلب لا يرحم ولا يعبأ بمن حوله، مصلحته يعبدها من دون الله، همه طعامه، وشرابه، وأسرته، وبيته، هذا نموذج كثير جداً في المسلمين لا يرحم، هذا الإنسان دون أن يدري وقع في كبيرة تحجبه عن الله، لأن الله عز وجل يقول في الحديث القدسي:

(( إن أردتم رحمتي فارحموا خلقي، والراحمون يرحمهم الله))

 وتحدثت أيضاً عن الكبائر الباطنة كالكبيرة أن تحب الفسقة والظالمين هذه من الكبائر، يوجد تناغم ومصالح مشتركة وقيم مشتركة، لا يمكن أن أحبّ إنساناً إلا على قدر كبير من القواسم المشتركة بيني و بينه.
 راقب نفسك قد تجلس مع إنسان عشر ساعات لا تشعر بالوقت أبداً، السبب؟ لأنك تحبه، ولماذا أحببته؟ لأن هناك قواسم مشتركة كثيرة جداً بينك وبينه، تصور إنساناً عفيف اللسان لو جلس مع إنسان وتحدث بطرفة جنسية قذرة، لا يستطيع أن يبقى معه ولا دقيقة، متى يكون الانسجام؟ عند كثرة القواسم المشتركة بين الطرفين، لذلك لماذا المؤمن يحب المؤمن؟ لوجود القواسم المشتركة كالعفة، وضبط اللسان، ومحبة الله، والخوف من الله، والانضباط، كلام كثرت القواسم المشتركة بينك وبين أخيك أحببته كثيراً، وأقمت معه ساعات طويلة دون أن تشعر بالوقت، وقد لا تستطيع أن تجلس مع إنسان دقيقة واحدة، لا يوجد شيء قد يجمعك معه، لذلك فيما ورد عن النبي: "رب أخ لك لم تلده أمك".
 قد تجلس مع إنسان ليس بينك وبينه رحمة، ولا مصلحة مشتركة، ولا مكان واحد، ولا زمان واحد، ولا لغة مشتركة، تراه أقرب إليك من أخيك النسبي، وقد لا تستطيع أن تجلس مع أخيك من أمك وأبيك خمس دقائق، الإيمان شيء والكفر شيء، الإيمان منظومة كاملة من القيم، والكفر ملته واحدة، وتحدثت أيضاً في الدرس السابق عن كبيرة من الكبائر كفران النعمة إنسان أسدى لك معروفاً.

 

أعلمه الرماية كل يـوم  فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي  فلما قال قافية هـجانـي
***

 إنسان قدم لك معروفاً كان سبباً بإكرامك وهدايتك ينبغي أن يكون ولاؤك لمن تمت هدايتك على يده.
 لذلك أيها الأخوة، الوفاء من أخصّ خصائص المؤمن، أنا أقول لكم هذه الكلمة: المؤمن الصادق إذا فعل معه معروف لا ينساه حتى الموت، ويتكلم به، لك فضل عليّ، أسديت لي معروفاً لا أنساه ما حييت، والمنافق مهما تلقى من النعم يقابلها بالإساءة، هذه الموضوعات الثلاث التي تحدثت عنها في الدرس الماضي: محبة الظلمة والفسقة، وكفران النعمة، وقسوة القلب.
 أحياناً تجد هذا في النساء إن أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئاً قالت: لم أر منك خيراً قط.

 

من الكبائر الباطنة أذية أولياء الله :

 الكبيرة الرابعة: أذية أولياء الله، قبل كل شيء من هو الولي؟ يجب أن نفهم معنى الولي من خلال القرآن فقط، بالعقل الباطن عند عوام المسلمين يتصورون أن الولي إنسان ثيابه رثة، سائح بحب الله، لا يعمل عبئاً على الآخرين، هذا المفهوم خطأ مئة بالمئة.

﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾

[ سورة يونس: 62-63 ]

 لمجرد أن تؤمن بالله، وأن تتقي أن تعصيه، فأنت ولي الله، هذا المعنى الدقيق، وينبغي أن يكون كل المؤمنين أولياء الله، كلمة ولي إنسان ترك الدنيا وزهد، أو توكل على الله، بالمفهوم الساذج تواكل، سيدنا عمر سئل من هو المتوكل؟ قال: الذي ألقى حبة في الأرض ثم توكل على الله، ولم يرد عن رسول الله إطلاقاً أنه دعا الله من دون عمل، كشأن المسلمين اليوم يا رب شتت شملهم، ودمرهم، وعليك بهم، فإنهم لا يعجزونك الله قال:

﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾

[ سورة الأنفال: 60]

 يجب أن تعمل.

حاجة المسلمين إلى عمل لا إلى قول :

 ذكرت لكم قبل درسين: تلقيت دعوة لحضور حفل افتتاح جمعية هي الأولى في دمشق، جمعية حفظ النعمة، أتصور حتى أخذوا الترخيص لابد من سنين، واشتروا البناء، وهيئوا الأدوات، والأجهزة، ووظفوا الموظفين، جهد استغرق سنوات وسنوات، توّج بكلمة واحدة: تمّ افتتاح جمعية حفظ النعمة، أية وليمة في دمشق يأتي فريق عمل كبير يأخذ هذا الطعام إلى مطابخ نظامية يحفظ ويستصلح، تضاف له اللحوم، ويوزع بوجبات وعلب فردية وزوجية وجماعية، لطلاب العلم، للجمعيات الخيرية، للفقراء المسلمين، هذا عمل نحن الآن أيها الأخوة بحاجة لعمل، اعمل بصمت وقل أنا فعلت كذا كي نضعك على رؤوسنا، أما القول فملّ الناس منه.
 فهذه الكبيرة الرابعة هي أذية أولياء الله، تعرفه مؤمناً بريئاً نيته طيبة لكن قد يوسوس لك الشيطان أن توقع به هل تدري أنك ارتكبت كبيرة من أكبر الكبائر؟
 أنت بالنظام المدني هل تتطاول على إنسان يرتدي ثياباً رسمية؟ تتهيب له؟ خلفه الدولة كلها! فكيف إذا تجرأت على الله وآذيت ولياً من أوليائه؟؟ وتعلم أنت علم اليقين أنه بريء، ثم يرمي به بريئاً، كثير من الأعمال من هذا القبيل يفعلها المسلمون وهم لا ينتبهون أنهم يرتكبون كبيرة من أكبر الكبائر، الآن دققوا في الآيات:

﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا ﴾

[ سورة الأحزاب: 58]

 مؤمن بريء لكن تمكنت منه بمادة في القانون مثلاً فبطشت به، وأنت تظن أنك فعلت شيئاً قال:

﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾

[ سورة الأحزاب: 58]

 مؤمن طاهر صادق مستقيم نيته طيبة توقع به؟ تدمره؟ تتمكن منه؟ إنك ارتكبت كبيرة من أكبر الكبائر.

من علامة إيمانك أن تتواضع للمؤمنين :

 شيء آخر: ما قولكم في هذه الآية؟ الله جلّ جلاله يخاطب سيد الخلق وحبيب الحق قمة البشر يقول له: أنت يا محمد:

﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾

[ سورة الشعراء: 215]

 أقول لكم أيها الأخوة: من علامة إيمانك أنك تتواضع للمؤمنين، وقد يكون المؤمن حاجب عندك.

﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾

[ سورة الشعراء: 215]

 قد تكون في أعلى منصب وعندك مؤمن بأدنى منصب هذا مؤمن.

((عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمْ مِنْ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ لَا يُؤْبَهُ لَهُ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ ))

[لترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ]

 من أشد ما يشد الناس إلى النبي أنه من رآه بديهة هابه، ومن عامله أحبه، متواضع قريب من الناس، يقول العظماء: لو جلس معهم الطفل الصغير لظنهم أصدقاءه! العظيم قريب من كل الناس من الصغير والكبير.
 أرأيتم إلى قصة رويتها قبل أسابيع عن سيدنا جابر: شاب فقير جداً استشهد أبوه في معركة، وترك له أخوة، بنات كثيرات، تزوج امرأة تجمعهم، وكان مع النبي في غزوة ذات الرقاع، فالنبي من حرصه على أصحابه كان في مؤخرة الركب إلى أن أدركه جابر، فالنبي داعبه قال له: يا جابر: مالك تأخرت؟ قال: ناقتي ضعيفة، فالنبي أناخها ثم وكزها وقرأ عليها شيئاً فأصبحت تسابق ناقة النبي، قال: يا جابر أتبيعني هذه الناقة؟ قال: بل أهبك إياها! قال: لا، أتبيعني إياهاً بيعاً؟ قال: أبيعك إياها، قال: كم تدفع ثمنها يا رسول الله؟ قال: درهم، قال: إذاً يغبنني رسول الله، معقول درهم؟ قال: درهمان، قال: يغبنني، شاب صغير يداعبه النبي بمساومة حول ناقة إلى أن اتفقا على أوقية من الذهب، قال: اشتريتها، قال: يا جابر أتزوجت؟ قال: نعم، قال: بكراً أو ثيباً؟ قال: ثيباً، لمَ لم تتزوج بكراً؟ قال: توفي أبي في معركة سابقة وترك لي أخوات كثيرات تزوجت امرأة تجمعهم، فأقره النبي على ذلك، قال: إذا وصلنا إلى ظاهر المدينة ائمر أهلك أن ينفضوا نمارق البيت، قال: ليس عندي نمارق يا رسول الله، أنا فقير، قال: إن شاء الله سيكون لك نمارق، هذا قمة البشر، يؤانس شاب فقير، صغير، آنسه في ناقته، وساومه عليها، وسأله عن بيته، وزوجته، وأولاده، فالنتيجة عندما وصل النبي للمدينة أعلم جابر زوجته أنه سيبيع ناقته لرسول الله، الزوجة المؤمنة قالت: سمعاً وطاعة، فأناخها أمام المسجد النبوي، فالنبي سأل لمن هذه الناقة؟ قال: هذه ناقة جابر، قال النبي: هي لك ويا بلال أعطه ثمنها! يستنبط أنه أعطاه بأسلوب لطيف من زكاة ماله، انتبه! هي لك ويا بلال أعطه ثمنها! اشتراها منه ثم وهبها له.

﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾

[ سورة الشعراء: 215]

المؤمنون كالبنيان المرصوص :

 الله عز وجل يخاطب سيد الخلق وحبيب الحق يقول له:

﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾

[ سورة الشعراء: 215]

 تواضع لمن تتعلم منه، وتواضع لمن تعلمه، بعض المدرسين أصلحهم الله يسأل طالباً سؤالاً يصبون عليه سخريتهم، من شدة خجل الطالب لا يسأل أي سؤال، أقول للإخوة المدرسين مهما يكن السؤال سخيفاً يجب أن تستمع إليه بأدب، وتخبر رفاقه بأن رفيقكم معه حق، هذا سؤال يخطر بالبال.
 يروون أن ملكاً من ملوك المسلمين كان ذكياً جداً توفي قبل فترة، عنده شيوخ القبائل دعاهم لطعام، يوجد وعاء فيه ماء لغسيل العنب مع الفواكه، ويوجد زبادي، فأحد شيوخ القبائل ظنها للشرب فشرب منها، فجميع الحاضرين من شيوخ القبائل ابتسموا سخرية من هذا الذي شرب من الوعاء المعد لغسيل العنب، فجاء الملك وشرب من هذا الوعاء، فتعجب الجميع! لا يوجد أجمل من إنسان يحترم الآخرين، يرعى حقوقهم، لا يسخر ولا يستعلي عليهم، فالله عز وجل خاطب سيد الخلق قال:

﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾

[ سورة الشعراء: 215]

 لو عندك حاجب اسأله عن صحته وصحة أولاده، كيف أحوالك يا بني؟ هل يلزمك شيء؟ أنت غال عليّ، تعطيه انتعاشاً لشهرين، وساعده، المؤمنون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً.

الإنسان يحب الحياة والله تعالى هيأ له الجنة :

 من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة، وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض روح عبدي المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته ولا بد له منه، وما تقرب إلي عبدي المؤمن بمثل أداء ما افترضت عليه، الله يتردد تردد رحمة، المؤمن لا يحب أن يموت شأن أي إنسان، الإنسان يحب الحياة، والله عز وجل هيأ لهذا المؤمن جنة عرضها السموات والأرض، هيأ له حياة لا تعب فيها، ولا قلق، ولا هم، و لا حزن، و لا فقر، و لا مرض، ولا مشكلة في البيت، و لا زوجة متعبة، ولا ولد عاق، ولا جار متعب، هيأ لك جنة فيها ما تشاء، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وأراد أن يكرمك بها، أنت تخاف من الموت الله يقول في الحديث القدسي:

((... وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ ))

[البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

 لذلك إذا توفى الله عز وجل رجلاً على الإيمان هذه الدنيا طلقها بالثلاث، سيدنا علي قال للدنيا: "طلقتك بالثلاث، غري غيري"، الله عز وجل يقول:

﴿ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾

[ سورة فاطر: 5]

 من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة، وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض روح عبدي المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته ولا بد له منه. وما تقرب إلي عبدي المؤمن بمثل أداء ما افترضت عليه.
 اتق المحارم تكن أعبد الناس، أدِّ الفرائض تكن أعبد الناس، طبق الأمر والنهي تكن أعبد الناس، وما تقرب إليّ عبدي المؤمن بمثل أداء ما افترضت عليه.

من ضحك آخراً ضحك كثيراً :

 أخواننا الكرام، كلكم يعلم الطفل حينما يولد كل من حوله يضحك وهو يبكي وحده، فإذا جاء الأجل كل من حول الإنسان يبكي، إذا كان الأب مثالياً محسناً كل من حوله يبكي، أما بالعكس إن قال الطبيب عرضية، هو لا يريد عرضية يريد أن ينتهي منه، رجل توفت زوجته، بالجنازة يبدو أنهم اقتربوا من عامود كهرباء توتر عال، هي مغمى عليها صار معها تأثراً فصحت، تحرك غطاء النعش وإذا ليس بها شيء، فعادوا بها، بعد عدة سنة ماتت فأثناء الجنازة مروا أمام عامود الكهرباء فقال لهم: ابتعدوا ابتعدوا! خاف أن تعود مرة ثانية، فإذا كان الأب محسناً أغلب الظن كل من حوله يبكي.
 والله إنسان ترك ملايين مملينة شاهدوا ابنه بعد أيام من وفاة أبيه، سئل الابن إلى أين أنت ذاهب؟ قال: ذاهب لأسكر على روح أبي!
 ورد في بعض الأحاديث: "أندم الناس غني دخل ورثته بماله الجنة- ورثوا المال حلالاً - ودخل هو بماله النار".
 فأغلب الظن إذا كان الأب مثالياً كل من حوله يبكي، فإذا كان بطلاً يضحك وحده والبطولة من يضحك آخراً، من ضحك أولاً ضحك قليلاً وبكى كثيراً، لكن من ضحك آخراً ضحك كثيراً، واتصلت نعم الدنيا بنعم الآخرة: "من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة، وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض روح عبدي المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته ولا بد له منه. وما تقرب إليّ عبدي المؤمن بمثل أداء ما افترضت عليه".
 سمعت عن رئيس وزارة سابق زاره أستاذه في التعليم، أستاذ الديانة رجل صالح والله أعجبني موقفه نزل معه إلى مدخل البناء، وفتح له باب السيارة بنفسه أمام الناس جميعاً، هذا إنسان يعرف قيمة العلم.
 سمعت في بعض البلاد في أوروبا لو كان هناك احتفال يضم معلماً ورئيس الدولة، يقدم المعلم على رئيس الدولة لأن هذا يبني الأجيال، لذلك توقير العلماء من إيمان الإنسان.

من كان الله عليه فمن معه ؟

 وفي حديث آخر:

((إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ ))

[البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

 أعلمته بالحرب، يا فلان سوف أحاربك، من؟ الله جل جلاله، دائماً هذه الآية تثير الحيرة.

﴿ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ﴾

[ سورة التحريم: 4]

 على حفصة وعائشة.

﴿ وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ﴾

[ سورة التحريم: 4]

 معقول! امرأتان! الإله العظيم.

﴿ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ﴾

[ سورة التحريم: 4]

 امرأتان انتقدتا النظام، استنفار القوى الجوية والبحرية والبرية معقول! قال العلماء: إذا أردت أن تعادي الحق اعلم من هو الطرف الآخر، إنه الله، وإذا كان الله عليك فمن معك؟ الله يقصم قصماً، هذا الذي اقترح أن تضرب الكعبة في موسم الحج انتقاماً من الهجمات على المركز التجاري قبل شهر فيما أعلم دخل لمشفى في أمريكا مشلولاً شللاً كاملاً!

((مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ .... ))

[البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

المؤمن لا يحسد لأنه مخلوق لعمل صالح :

 كيف يكون الله سمعك؟ إذا أحبك الله لا تستمع إلا وفق منهج الله، لا تستمع لقصة غير صحيحة لأنك لا تقبلها أساساً، لا تقبل كلاماً لا يليق بك، ولا كلاماً فيه كفر ولا فحش ولا خرافة، عندك ميزان دقيق.

((... كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ ... ))

[البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

 كثيراً من الكلام غير الصحيح قد يكون غير عفيف وغير صحيح وغير لائق، فالمؤمن عنده ميزان.

((... كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ ... ))

[البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

 إذا رأى بيتاً لا يقول يا ليت لي هذا البيت، لا.

﴿ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ﴾

[ سورة القصص: 79-80]

 فكلمة يا ليت لي هذا البيت أو السيارة أو المنصب هذا لا يفعله المؤمن لأنه مخلوق لعمل صالح، قد يكون مع هذا المنصب انحراف، قد يكون مع هذا البيت كسب مال حرام.

((... كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ ... ))

[البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

((... كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ ... ))

[البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

 لا يضرب إلا بالحق، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا لا يذهب إلا إلى مجلس علم، أو إصلاح بين اثنين، أو لزيارة أقارب، أو صلة رحم.

((... وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ ...))

[البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

الرجوع إلى الحق فضيلة :

 حكاية قصيرة جداً:

(( عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ أَتَى عَلَى سَلْمَانَ وَصُهَيْبٍ وَبِلَالٍ فِي نَفَرٍ فَقَالُوا وَاللَّهِ مَا أَخَذَتْ سُيُوفُ اللَّهِ مِنْ عُنُقِ عَدُوِّ اللَّهِ مَأْخَذَهَا قَالَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَتَقُولُونَ هَذَا لِشَيْخِ قُرَيْشٍ وَسَيِّدِهِمْ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ لَعَلَّكَ أَغْضَبْتَهُمْ لَئِنْ كُنْتَ أَغْضَبْتَهُمْ لَقَدْ أَغْضَبْتَ رَبَّكَ فَأَتَاهُمْ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ يَا إِخْوَتَاهْ أَغْضَبْتُكُمْ قَالُوا لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَخِي ))

[ مسلم عَنْ عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو]

 إن أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال رضي الله عنهم في نفر فقالوا: مَا أَخَذَتْ سُيُوفُ اللَّهِ مِنْ عُنُقِ عَدُوِّ اللَّهِ مَأْخَذَهَا، يبدو أن أبا سفيان قبل أن يسلم عندما كان مشركاً جاء مر ة إلى المدينة كي يتوسط النبي عليه الصلاة والسلام أن يلغي بنود صلح الحديبية، فقال بلال وصهيب وسلمان: مَا أَخَذَتْ سُيُوفُ اللَّهِ مِنْ عُنُقِ عَدُوِّ اللَّهِ مَأْخَذَهَا. أي لم تستوفي حقها منه، لأنه إذ ذاك كان على كفره. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَتَقُولُونَ هَذَا لِشَيْخِ قُرَيْشٍ وَسَيِّدِهِمْ؟ سيدنا الصديق وجهة نظره أن هذا زعيم قريش فينبغي ألا يقال له هذا الكلام، اجتهد سيدنا الصديق.

(( ...فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ لَعَلَّكَ أَغْضَبْتَهُمْ ... ))

[ مسلم عَنْ عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو]

 النبي من زاوية ثانية، هؤلاء الصحابة كم نكل بهم أبو سفيان؟ وكم حاربهم وائتمر عليهم؟ هم متألمون، سيدنا الصديق من زاوية ثانية، فالمؤمنون يختلفون لكن اختلافهم اختلاف محمود، هذا من زاوية وهذا من زاوية، سيدنا الصديق وجد أن هذا زعيم قريش ينبغي ألا يقال له هذا الكلام، فلعل الكلام اللطيف يؤثر في قلبه، هذا منهج سيدنا الصديق، سيدنا بلال وصهيب وسلمان رأوا عدو الله عز وجل:

(( ... فَقَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ لَعَلَّكَ أَغْضَبْتَهُمْ لَئِنْ كُنْتَ أَغْضَبْتَهُمْ لَقَدْ أَغْضَبْتَ رَبَّكَ ... ))

[ مسلم عَنْ عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو]

 كم هو المؤمن غال على الله.

((عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَسِيدٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كَبُرَتْ خِيَانَةً أَنْ تُحَدِّثَ أَخَاكَ حَدِيثًا هُوَ لَكَ بِهِ مُصَدِّقٌ وَأَنْتَ لَهُ بِهِ كَاذِبٌ ))

[أبي داود عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَسِيدٍ الْحَضْرَمِيِّ]

 تستنصحه أرشدك لشيء غير صحيح لمصلحته، هذه خيانة على مستوى، لو استنصحك شار قال: اختر لي لوناً مناسباً فاخترت له لوناًَ لا يباع معك كاسد وتخبره بأنه أجمل لون والله خنته، حتى أن ترك السلام على الأعمى خيانة.
 يكون هناك إنسان ضرير مؤمن يمشي قل له: السلام عليكم. ترك السلام على الأعمى خيانة.

(( ... فَقَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ لَعَلَّكَ أَغْضَبْتَهُمْ لَئِنْ كُنْتَ أَغْضَبْتَهُمْ لَقَدْ أَغْضَبْتَ رَبَّكَ فَأَتَاهُمْ أَبُو بَكْرٍ...))

[ مسلم عَنْ عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو]

 لاحظ الرجوع إلى الحق رضي الله عنه:

(( ... فَقَالَ يَا إِخْوَتَاهْ أَغْضَبْتُكُمْ قَالُوا لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَخِي ))

[ مسلم عَنْ عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو]

 سيدنا الصديق وهو الرجل الأول بعد رسول الله ذهب إلى فقراء المؤمنين يسترضيهم أَغْضَبْتُكُمْ؟ قَالُوا: لَا.

 

 

لكل إنسان مكانة عند الله عز وجل :

 كفار قريش زعماء وأقوياء وأغنياء نخبة المجتمع المخملي، لما التقوا النبي عليه الصلاة والسلام قالوا: هؤلاء فقراء من عامة الناس من دهمائهم اطردهم، فإن نفوسنا تأنف أن نجالسهم، ولأن طردتهم لنؤمنن بك، فجاء قوله تعالى:

﴿ وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ﴾

[ سورة الأنعام: 52]

 وجاء قوله تعالى:

﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾

[ سورة الكهف: 28]

 والله أيها الأخوة: أحياناً أدعى إلى عقد قران بأطراف المدينة أو بريف دمشق والمكان متواضع جداً، مكان بالطريق، والضيافة متواضعة، كأس من الشاي، والله قد يحدث تجلّ وسرور لا تجده في أضخم صالة في دمشق، النبي الكريم علمنا أن نكون مع المساكين، اللهم احشرني مع المساكين، هؤلاء الذين يبدون أمام الناس من الطبقة الدنيا في المجتمع قد يكونون عند الله من الطبقة العليا، لذلك:

(( كَمْ مِنْ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ لَا يُؤْبَهُ لَهُ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ ))

[ الترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ]

 لا تعرف كل إنسان مكانته عند الله عز وجل.

افتقار الإنسان إلى الله :

 طبعاً بالمعنى الدقيق حينما قال الله عز وجل:

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ﴾

[ سورة فاطر: 15]

 هذا المعنى الدقيق نحن جميعاً مفتقرون إلى الله، إنسان معه مئات الملايين قطر شريانه التاجي مهم جداً، نمو خلاياه مهمة، سيولة الدم في عروقه مهم، فالإنسان تحت رحمة حالات دقيقة جداً لو اضطربت لكان الإنسان من الهالكين بلحظة تصدر النعوة.
 قال بعض العلماء: إن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك منتقصهم معلومة، إذا كان الإنسان ينتفع الناس به وأنت تظنه صالحاً في عقيدته وسلوكه لا تبحث ولا تنقل شيئاً لست واثقاً منه، حديث الإفك السيدة عائشة الزوجة الطاهرة النقية العالمة التقية اتهمت بأثمن ما تملكه امرأة هذا تعليم لنا، قد يتهم البريء وقد يكون الإنسان بريئاً ويتهم فأنت لا تتسرع:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾

[ سورة الحجرات: 6]

 الكبيرة الرابعة أذية أولياء الله، والولي الذي آمن بالله، واتقى أن يعصيه، هذا ولي فقبل أن تتهم وتتجاوز وتوقع قوتك بإنسان ضعيف لكنه مؤمن انتبه هذه من أكبر الكبائر أن تؤذي أولياء الله.

 

تحميل النص

إخفاء الصور