وضع داكن
18-04-2024
Logo
الندوة : 02 - الإقناع في الإعجاز.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

الأستاذ حسام:
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
 أهلاً بكم مستمعينا الكرام، في هذه الحلقة الجديدة من برنامج: "أفلا تبصرون" ونرحب أيضاً بالداعية الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، يرافقنا في حلقات هذا البرنامج طيلة شهر رمضان، نرحب بك دكتور.
الدكتور راتب:
 بارك الله بكم أستاذ.
الأستاذ حسام:
 نتابع الحديث، حديث الحلقة السابقة عن الإعجاز، ونتحدث اليوم عن الإقناع في الإعجاز، كيف يكون الإقناع في الإعجاز؟.

 

الدين تصور صحيح مع منهج تفصيلي :

الدكتور راتب:
 بسم الله الرحمن الرحيم، النبي الكريم حينما يرسله الله لعباده الذي يحصل أن هناك أشخاصاً يتحركون وفق شهواتهم بلا قيد ولا رادع، هؤلاء الذين ألفوا أن يتحركوا بلا ضوابط، وبلا قيم، وبلا مبادئ، وبلا روادع، هؤلاء لا يعجبهم أن تأتي رسالة من السماء تلزمهم بمنهج تفصيلي، افعل ولا تفعل، أي لو أن الدين تصور فقط القضية سهلة جداً، الدين تصور صحيح مع منهج، والمنهج ملخصه افعل ولا تفعل، هناك أمر وهناك نهي، هناك فرض وهناك واجب، هناك مباح وهناك حرام، فالنبي حينما يأتي إلى أمة ليس معه منهج تفصيلي، ومعه افعل ولا تفعل، فهذا الذي ألف أن يتحرك وفق هوى نفسه من دون قيد، ولا ضابط، لا يعجبه أن يصدق إنساناً يقول: أنا نبي، ويمتنع عن بعض الأشياء التي يحبها، فلذلك شيء طبيعي جداً أن يقف هذا الإنسان المتفلت موقف المعارض والمكذب لهذا النبي، هنا تنشأ حاجة لا بد أن يشهد الله لهذا الإنسان أنه نبيه، إله عظيم.

﴿ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ﴾

[ سورة الأنعام الآية: 103]

خرق قوانين الكون شهادة الله لأنبيائه أنهم أنبياؤه :

 كيف يشهد هذا الإله العظيم لعباده وقد أرسل إليهم رسولاً أو نبياً أنه رسوله؟ لابدّ من أن يجري على يديه خرقاً لقوانين الكون، هذا الخرق لا يستطيعه إلا الذي قنن هذه القوانين، أي أن تصبح العصا حيةً تسعى، هذا ليس بإمكان إنسان على وجه الأرض، أن يضرب إنسان البحر فيصبح طريقاً يبساً، هذا لا يستطيعه إنسان على وجه الأرض، فحينما يجري الله على يدي أنبيائه خرقاً لقوانين الكون لا يستطيعها إلا الذي قنن هذه القوانين، ووضع هذه القوانين، هذه شهادة الله لهذا الإنسان أنه نبيه، إلا أن المشكلة التي ينبغي أن تكون واضحة لدى أخوتنا المستمعين أن هؤلاء الأنبياء جاؤوا بمعجزات حسية، أنا أقول: معجزات الأنبياء السابقين معجزاتٍ حسية، لأن البشرية كان يقنعها خرق نواميس الكون، لكن حينما جاءت بعثة النبي البشرية تطورت بين أن يكون خرق القانون هو المعجزة وبين أن يكون القانون بحدِّ ذاته هو المعجزة، فنظام الكون على ما هو عليه هو بحدِّ ذاته معجزة، الإنسان الآن لا يحتاج إلى خرقٍ لهذه النواميس يحتاج إلى تحليل لهذه النواميس، فلذلك الأنبياء والمرسلون السابقون أتوا بمعجزات حسية، بينما النبي الكريم معجزته عقلية، ففي كتابه ألف و ثلاثمئة آية تشير إلى قواعد، وقوانين، وقضايا علمية، هذه القضايا كشفت في العصر الحديث.
الأستاذ حسام:
 سيدي الكريم، هنا يطرح سؤال: ما الحكمة من أن يشاء الله عز وجل أن نعرف هذه الحقائق تباعاً؟ أي في كل عصر يمكن أن نعرف شيئاً في عصرنا هذا وفي المستقبل أيضاً.

الحكمة من معرفة الحقائق الموجودة في القرآن الكريم تِباعاً :

الدكتور راتب:
 هذا سؤال دقيق جداً، قد لا ننتبه إلى أن النبي عليه الصلاة والسلام وله في أي موضوع مئات الأحاديث، في موضوع البيوع هناك أربعمئة حديث، في أي موضوع ذكر أشياء كثيرة، كيف أن النبي صمت صمتاً كلياً ولم ينطق ببنت شفة عن هذه الآيات الألف و الثلاثمئة، الحكمة مذهلة، لو أن النبي الكريم شرح هذه الآيات العلمية في القرآن شرحاً مبسطاً يفهمه من حوله من الصحابة لأنكرنا عليه، ولو أنه شرحها شرحاً عميقاً بحسب ما أراه الله من ملكوته لأنكر عليه أصحابه، وكأن الوحي ألزمه أن يسكت عن كل هذه الآيات، ليس هناك حديث شريف واحد يتحدث عن هذه الآيات الألف و الثلاثمئة، سكوته عن هذه الآيات يعني أن الله عز وجل ترك المجال لكل عصرٍ بحسب تقدمه العلمي، يكشف هذا العصر عن حقيقة من هذه الحقائق، فهذه نقطة دقيقة جداً، النبي لم يتكلم، عندنا ألف و ثلاثمئة آية كلما تقدم العلم اكتشف العالم أن في القرآن آيةً تشير إلى حقيقة الآن كشفت.
الأستاذ حسام:
 لذلك قالوا عن القرآن الكريم: إنه لا تنتهي عجائبه.
الدكتور راتب:
 ولا يبلى على كثرة الرد.
الأستاذ حسام:
 يمكن أن نوجز في أقل من دقيقة دور الإعجاز في الدعوة الإسلامية؟

دور الإعجاز في الدعوة الإسلامية :

الدكتور راتب:
 الإعجاز يقنع قناعة لا مندوحة عنها، قناعة حتمية أن الذي خلق الأكوان هو الذي أنزل هذا القرآن، لأن خرق هذه النواميس لا يستطيعها إلا خالق السماوات والأرض، فالإعجاز العلمي دليلٌ قطعيٌ على أن الذي خلق الأكوان هو الذي أنزل هذا القرآن.
الأستاذ حسام:
 مع العلم أن هناك من العلماء أو المخترعين بالعالم يقومون بالاختراع ولا يعلمون أن هذا موجود بالقرآن.
الدكتور راتب:
 طبعاً، لو أن هذه الاختراعات كانت على أيدي المسلمين لشك بعضهم في أنها مفتعلة، لكن الذي جاء بها لا يعلم عن هذا الكتاب شيئاً.

خاتمة و توديع :

الأستاذ حسام:
 جزاك لله خيراً، أستاذنا الدكتور محمد راتب النابلسي الداعية الإسلامي.
 مستمعينا الكرام نلتقي غداً، في حلقة جديدة إن شاء الله، إلى اللقاء.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور