وضع داكن
28-03-2024
Logo
فاسألوا أهل الذكر - الندوة : 02 - التكافل الإجتماعي.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيد المرسلين و على آله و صحبه أجمعين، أيها الإخوة الكرام السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته، أهلاً و مرحباً بكم إلى هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم اسألوا أهل الذكر.
 أيها الإخوة:
 رمضان شهر لتجديد الصلة الاجتماعية بين الناس على أقوى ما يكون حباً و وفاء و إخاء، و رمضان تقوية للروابط الفكرية و الروحية و الوطنية و الإنسانية بين أبناء المجتمع الواحد:

﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15)﴾

[ سورة الأعلى: الآية 14-15]

 حديثنا اليوم أيها الإخوة عن التكافل الاجتماعي و باسمكم جميعاً و باسم أسرة إذاعة القدس نرحب بفضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي الأستاذ المحاضر في كلية التربية في جامعة دمشق، السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
 و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
 أستاذي الكريم ما من شريعة أرضية أو سماوية وضعت أسس التكافل الاجتماعي كالشريعة الإسلامية السمحاء أرجو أن نستعرض و إياكم بعض هذه النماذج الطيبة المباركة للتكافل بين أفراد الأسرة و الحي و المجتمع من منظور إسلامي.
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
 أستاذ زهير جزاك الله خيراً، الإنسان هو المخلوق الأول لقول الله عز وجل:

 

﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)﴾

 

[ سورة الذاريات: الآية 56]

 ولقول الله عز وجل:

 

﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً(72)﴾

 

[ سورة الأحزاب: الآية 72]

 الأمانة التي حملها الإنسان هي نفسه التي بين جنبيه، قال تعالى:

 

﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)﴾

 

[ سورة الشمس: الآية 9-10]

 بل إن تزكية النفس هي ثمن الجنة، و الجنة هي التي خلق لها الإنسان، خلق لجنة عرضها السماوات و الأرض و جيء به إلى الدنيا ليؤهل نفسه لدخول الجنة، تأهيل النفس لدخول الجنة يبدأ بمعرفة الله عز وجل، مستحيل و ألف ألف مستحيل أن تعرفه ثم لا تحبه، و مستحيل أن تحبه ثم لا تطيعه، فالإنسان في الدنيا مأمور بدفع ثمن الجنة و دفع ثمن الجنة في أمور ثلاثة: بمعرفة الله أولاً و في حمل النفس على طاعته ثانياً و في العمل الصالح ثالثاً، فبعد أن يؤمن الإنسان بالله الإيمان الذي أراده الله، الإيمان الذي يحمله على طاعته، و بعد أن ينضبط بمنهج الله لا شيء في حياته يعدل العمل الصالح لأنه خُلق من أجل العمل الصالح، بل إن الإنسان حينما يأتيه ملك الموت يقول:

 

﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً﴾

 

[ سورة المؤمنون: الآية 99-100]

 إذاً بعد الإيمان بالله و الالتزام بمنهجه لا شيء يعلو على العمل الصالح لأنه في جماعة، بل إن البشر على اختلاف مللهم و نحلهم و انتماءاتهم و أجناسهم و ألوانهم و نزعاتهم و تياراتهم لا يزيدون عن رجلين فقط، رجل عرف الله فانضبط بمنهجه و أحسن إلى خلقه فسعد في الدنيا و الآخرة و حقق الهدف من خلقه و وجوده، و رجل غفل عن الله فتفلت من منهجه و أساء إلى خلقه فشقي في الدنيا و الآخرة و لم يحقق الهدف من وجوده:

 

﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً (3)﴾

 

[ سورة الإنسان: الآية 3]

 يؤكد هذا المعنى أن الله عز وجل يقول:

 

﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6)﴾

 

[ سورة الليل: الآية 5-6]

 أي صدق أنه مخلوق للحسنى و هي الجنة فدفع ثمنها و هو أنه بنى حياته على العطاء و اتقى أن يعصي الله، المكافأة الإلهية في الدنيا:

 

﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)﴾

 

[ سورة الليل: الآية 7]

﴿وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9)﴾

[ سورة الليل: الآية 8-9]

 أي كذب أنه مخلوق للجنة، جعل الدنيا كل همه و مبلغ علمه و نهاية آماله و محط رحاله، كذب بالحسنى و استغنى عن طاعة الله، تفلت من منهج الله ثم إنه بنى حياته على الأخذ، أي قرأت عن النملة شيئاً لطيفاً أن النملة أودع الله فيها جهازين، جهاز ضخ و جهاز مص، فإن لقيت نملة شبعة نملة جائعة أعطتها من عصارة هضمها عن طريق جهاز الضخ، و إن كانت جائعة تستخدم جهاز المص، فما بال هذا الإنسان المتفلت الشارد لا يعرف إلا أن يأخذ و لا يعطي شيئاً ؟ فالأنبياء أعطوا كل شيء و لم يأخذوا شيئاً، و الكفار أخذوا كل شيء و لم يعطوا شيئاً، لكن النقطة الدقيقة أن الله أرادنا أن نكون في مجتمع، بل قهرنا على أن نكون في مجتمع كيف ؟ الواحد منا يتقن شيئاً واحداً، يتقن صنع شيء و يحتاج إلى مليون شيء فما لم يكن في مجتمع لا يستطيع أن يعيش، أنت تشتري رغيف خبز، آلاف الأشخاص ساهموا في صنعه، ترتدي ثياباً آلاف الأشخاص ساهموا في صنعها، فأنت تتقن حاجة واحدة و محتاج إلى مليون حاجة إذاً لا بد من أن تكون مع المجموع، تحتاج مليون حاجة لتكون بين يديك، نعم، الحاجة التي تتقنها، نعم، تتقن حاجة فتأخذ من كسبك من خلال هذه الحاجة ما تشتري به آلاف بل مئات ألوف الحاجات، الزر الذي في قميصك له معامل، له خبراء، فأنت تتقن حاجة واحدة و تحتاج إلى آلاف الحاجات إذاً أنت مقهور على أن تكون في مجتمع.
 أستاذي الكريم أرجو أن نتوقف عند هذا المعنى و اسمح لي أن نتلقى أول اتصال.
 معنا أول اتصال.
 سؤال إلهام: قال تعالى:

 

﴿وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7)﴾

 

[ سورة الأنفال: الآية 7]

 ما معنى قوله تعالى ذات الشوكة ؟ و أيضاً بسورة يوسف:

 

﴿إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ(27)﴾

 

[ سورة يوسف ]

 ما معنى قد من دبر ؟
 أستاذي الكريم تسأل الأخت إلهام ما معنى قوله تعالى: ذات الشوكة، أي ذات القوة، إما أن تكون من قوم لهم شوكة، أي لهم قوة، لهم سيطرة، لهم هيمنة، أو من قوم ضعاف.
 السؤال الثاني تسأل في سورة يوسف إن كان قميصه قد قدّ من قبل أو من دبر، كأن الله بهذه الآية جل جلاله علمنا أصول التحقيق، هي دعت امرأة العزيز أنه راودها عن نفسها ؟ لو أن ادعائها صحيح لكان قميص سيدنا يوسف قد من قبل أقبل عليها فدافعته فتمسكت بقميصه فتمزق، لكن لأنها دعته إلى نفسها فأبى و ولى فتبعته و أمسكت به من قميصه من دبر فتمزق القميص من دبر دليل أنها هي التي راودته عن نفسه، هو امتنع و بعد آيات عدة تقول:

 

﴿قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51)﴾

 

[ سورة يوسف: الآية 51]

 فقضية قدّ أي مزق، قطع، من قبل أي من أمام، من دبر أي من خلف، فإن كان قميصه قدّ من قبل فصدقت و هو من الكاذبين، و إن كان قميصه قدّ من دبر فكذبت و هو من الصادقين و هذه بدايات لأصول التحقيق في الجرم الجنائي.
 سؤال من الأخت إيمان: دكتور أريد أن أسألك عندما أتوضأ و أمسح أذاني من وراء و من أمام أذاني تؤلمني جداً أفضل ألا أمسحهم لا أعلم ما الحكم ؟
 هل يوجد سؤال آخر ؟
 أرى أحياناً بالمنام أنني في الجنة أو أخرج من الجنة لا أعلم أنا لم أعمل شيئاً كي أكون بهذا المستوى ؟ و رب العالمين يخاطبني و يقول لي أنت من أهل الجنة و أنا لم أعمل شيئاً لأكون بهذا المستوى، أريد النصيحة من الدكتور ؟
 السؤال الأول تشعر بألم عند مسح الأذنين أثناء الوضوء فهل بالإمكان ترك هذا الركن من الوضوء ؟
 نحن في العبادات إذا غلب على ظن المرء أن بعضها يؤذيه غلب على ظنه أو بإخبار طبيب مسلم حاذق ورع، كلمات دقيقة بإخبار طبيب مسلم حاذق ورع إذا وجد أن هناك التهاباً و أن الماء يزيد هذا الالتهاب فيمكن بإخبار طبيب حاذق ورع أن تمسحي مسحاً خفيفاً دون أن تطبقي تعليمات الوضوء الدقيقة، أما إذا غلب على ظنه أن هذا المسح يؤلم إيلاماً خفيفاً جداً، أي العبادة مقدسة، نحن عندنا قاعدة الأصل في الأشياء الإباحة و لا يحرم شيء إلا بالدليل، بينما في العبادات الأصل في العبادات الحظر و لا تشرع عبادة إلا بالدليل فالعبادة مقدسة، فإذا كان غلب على الظن أن هناك ألم شديد لا يحتمل، أما إذا ألم خفيف جداً لا يوجد رض فرضاً، أو أن طبيباً مختصاً بالأذن حاذقاً ورعاً مسلماً أخبرك بهذا فلا مانع.
 السلام عليكم و عليكم السلام و رحمة الله، سؤال محمود، أريد أن أسأل يوجد فتاة مخطوبة و مكتوب كتابها و خطيبها سافر إلى بلد آخر و مكتوب كتاب عند الشيخ و هي تريد أن تتركه لا تريده فاتصلنا به و قلنا له إنها لا تريده و طلقها عبر الهاتف، و سمعت هي اللفظ لا أخوها، هو الذي تكلم، هل يجوز، و هل تريد مسك عدة أم لا ؟
 الأخت إيمان في سؤالها الثاني دكتور تقول أنها ترى نفسها أحياناً في منامها أنها مبشرة بالجنة و يأتي وحي من الله إليها و يبشرها بأنها من أهل الجنة، تقول هي مقصرة في عبادتها و كلنا مقصرون، لكن ترجو نصيحة منك لها ؟
 أخي الكريم: قضية المنامات هذه قضية خطيرة جداً في حياة الناس ذلك أن ديننا العظيم دين نصوص صحيحة و دين منهج دقيق، لا يمكن أن يكون للمنام دور في التحليل أو التحريم أو التبشير إلا ضمن شروط فمن كان مستقيماً على أمر الله، مطبقاً لمنهجه، ورأى مناماً مريحاً فهذا المنام بشارة من الله عز وجل، من كان عاصياً لله أو مقصراً و رأى مناماً مريحاً فهذا تغرير من الشيطان، و من كان مستقيماً على أمر الله له أعمال طيبة و رأى مناماً مزعجاً فهذا تخويف من الشيطان ينبغي ألا يعبأ به، و من كان متفلتاً من منهج الله و رأى مناماً مريحاً فهذا تغرير من الشيطان، أي الأصل أن أكون أنا مطبقاً لمنهج الله، قائماً بشرع الله، محسناً إلى عباد الله، فالمنام الذي يريح هو بشارة من الله، و المزعج هو تخويف من الشيطان، أما إذا كان العكس التخويف لو لم يكن مستقيماً و لا مطبقاً لمنهج الله و لا محسناً لخلق الله و رأى مناماً مخيفاً فهذا تحذير من الله، رأى مناماً مريحاً على تقصيره و معاصيه فهذا تغرير من الشيطان، الأصل أنت، تروي الكتب أن رجلاً رأى النبي عليه الصلاة و السلام و قال له اذهب إلى مكان كذا و كذا فيه كنز فخذه و لا تدفع زكاته، كان هذا الرجل في عهد الشيخ الجليل عز الدين ابن عبد السلام، فاستشاره قال: ادفع زكاته ولا تعبأ بفتوى النبي في منامه لأن فتوى النبي في حياته أعظم وأصح من فتواه في منامه، لو أن إنسان رأى في منامه النبي الكريم يأمره بخلاف منهجه ينبغي أن لا يفعل ما أمره النبي في منامه لأن الأصل هو الشرع الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم بل إن إنساناً رأى النبي عليه الصلاة السلام يأمره بخلاف منهج الله تثبت الشريعة وترد الرؤية.
 فأنا أخاف أن تتخذ المنامات وسيلةً للتبرير أو عمل المعاصي والآثام بدعوى أن النبي سمح له بذلك، نحن ديننا دين نصوص صحيحة ودين منهج قويم وليس دين كرامات قد تكون كاذبة ومنامات قد تكون واهمةً.
 معنا اتصال آخر:
 السلام عليكم الأخ يحيى السؤال الأول يجوز الوضوء بحمام مشترك تواليت ضمن الحمام أثناء الوضوء يوجد أدعية في كل حركة من الحركات بغسل الوجه يوجد أدعية.. هل يجوز بما أنه يوجد حمام مشترك الدعاء وقراءات أن يدعي الإنسان ؟
 السؤال الثاني: هل يجوز حمل القرآن أثناء السجود بالتراويح، أنا أقف في التراويح أتبع جزء كامل هل يجوز أن أحمل القرآن وأن أنزل به إلى الأرض ؟
 السؤال الثالث: هل يجوز الزكاة للأخ، أخ فقير وضع حالته سيئة وما أشبه ذلك والسلام عليكم ؟
 سؤال الأخ محمود أستاذي الكريم، إنسانة مخطوبة عقد قرانها دون تثبيت في المحكمة و سافر خطيبها إلى بلد آخر، الآن هي تريد فسخ هذا العقد، اتصلوا به طلقها عبر الهاتف كما يقول أخوها هل هذا يجوز و هل عليها العدة ؟
 بسم الله الرحمن الرحيم، أولاً هناك مشكلة كبيرة تتأتى من أن نعقد عقوداً خارج المحكمة الشرعية ذلك أن هناك أناساً ليسوا صالحين يعقدون عقداً على فتاة ثم يختفون و هذه مشكلة كبيرة، أنت قبل مائة عام يمكن أن تشتري بيتاً و أن تدفع ثمنه و أن تأخذ مفتاحه فقط و هذا هو الأسلوب الذي كان شائعاً، الآن لا يمكن أن تفعل هذا لا بد من تثبيت هذا العقد في السجلات الرسمية، كذلك ما من عقد على الإطلاق أقدس من عقد الزواج:

 

﴿وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً (21)﴾

 

[ سورة النساء: الآية 21]

 هذا العقد المقدس الذي يربط إنسانين، أساس إنجاب الأولاد لا يمكن أن يكون عقداً مهزوزاً، عقداً مزاجياً، عقداً غير مثبت، أنا لا أنصح بأن يعقد عقداً عن طريق شيخ، بالمناسبة هذا ممنوع في الأنظمة و القوانين، لكن لو أن هناك ضرورة قصوى لعقد عقد عن طريق شيخ هو عقد صحيح و لكن ينبغي أن تكون عصمة الفتاة بيدها في مثل هذا العقد لحين التثبيت طبعاً، فلو أن الخاطب الذي عقد العقد و اختفى تطليقها بأمر نفسها، أما و قد طلقها على الهاتف يجوز أن يكون الطلاق على الهاتف، دون أن تسمع اللفظ، نعم، طلاقاً صريحاً واضحاً بالثلاث طبعاً، و إن كان الطلاق بالثلاث طلاق بدعي، الطلاق مرتان و لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً، أي العملية في أصلها فيها خطأ، فإذا كان طلق على الهاتف لعل الله عز وجل يجعل هذا الطلاق صحيحاً، الأصل العقد ينبغي أن يكون في السجلات التي تعد الآن هي الطريق الوحيد لتثبيت الحقوق، هل تعتد ؟ لابد من عدة، مدة العدة ثلاثة أشهر!
 معنا اتصال آخر: السلام عليكم، لو سمحت ممكن أن أتكلم مع فضيلة الدكتور، معنا الأخت رويدة، السلام عليكم فضيلة الدكتور و عليكم السلام و رحمة الله، أريد أن أسألك سؤالاً أننا نحن نسمع إشاعات و نخاف أن نصدقها فنكون خضنا مع الخائضين، و نخاف أن نكذبها فنكذب أمراً يكون حقيقة، سمعنا أنه من زمن بعيد لم يرد النصف من رمضان يوم جمعة، و أنه بيوم الجمعة في النصف من رمضان ينزل سيدنا جبريل على الأرض بعد صلاة الفجر لوقت صلاة الضحى ؟
 سؤال الأخ يحيى البغدادي: هل يجوز الوضوء في حمام به مرحاض و هناك أدعية يقرؤها الإنسان أثناء حركات الوضوء، معظم هذه الأدعية لم تثبت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم، فالحمام مكان الوضوء لا يوجد مشكلة، لكن لو كان فيها دورة مياه الأولى ألا يذكر الله في هذا المكان يتوضأ فقط، الوضوء يصح دون أن تذكر هذه الأذكار، يسأل أيضاً عن حمل القرآن أثناء السجود في التراويح ؟ و الله أنا لا أرى أن يحمل المصحف الكريم في أثناء صلاة التراويح ذلك أن الصلاة عبادة، حينما تحمل هذا المصحف و تتابع الإمام لانقلبت الصلاة إلى مدارسة و هذا يفقدها خشوعها، إمام يقرأ قراءة رائعة مجودة متسلسلة أنت مهمتك أن تستمع إليه و أن تخشع، و تعد قراءة الإمام قراءة لك، أما أن تمسك مصحف ثم تضع إصبعك بين صفحاته و تحتار أين تضعه على الأرض أم في جيبك هذه مشكلة أنا لا أرى هذا مناسباً، لكن يمكن أن تضع المصحف أمامك في قيام الليل على حامل مصحف كبير تقرأ في الركعة الأولى الصفحة الأولى و في الركعة الثانية الصفحة الثانية و انتهى الأمر، أما أن تحمل هذا المصحف، لا أدري لقد شاعت هذه الطريقة بين رواد المساجد و لاسيما في رمضان.
 نتلقى هذا الاتصال: سؤال من أم محمد، رجل طلق امرأته و ثاني مرة طلقها و لكن على قولهم أن الطلاق، فهل إذا رجعت وقع عليها الطلاق.
 قلتِ مطلقة مرتين ورجعت طلقت طلاق ثاني، على قولهم بغير نية، فهل إذا رجعت غلط عليها ؟
 السؤال الثاني: إذا امرأة مطلقة وقاعدة مع أهلها وإذا قرأت القرآن وتصلي، أهلها ينزعجون ما موضع الصح في هذه الحالة ؟
 هنا الأهل يحتاجون إلى النصيحة والإرشاد ليس هي.
 معنا اتصال:
 السلام عليكم أم محمد، أخي الكريم إذا كان الزوج في حاجة إلى المال والزوجة ميسورة هل يصح أن تتصدق عليه، وهل هي مأجورة عند رب العالمين ؟ وهل هو أحق بالصدقة من الفقراء والمساكين ؟
 السؤال الثاني: صلة الأرحام هل أولاد عمي وبنات عمي وبنات عمتي صلة رحم، و من هم الأصول ومن هم الفروع ؟
 أعود أستاذي إلى السؤال الأخير هل تجوز الزكاة للأخ الفقير ؟ والسؤال يأتي مع سؤال الأخت أم محمد قبل قليل إذا كانت الزوجة ميسورة هل يجوز التصدق عليه ؟
 يجوز الزكاة للزوج والعكس غير صحيح، بالأصل لا تجوز الزكاة للأصول أي للآباء مهما علوا والأجداد، كما أنها لا تجوز للأولاد أي الفروع مهما نزلوا وأولاد الأولاد. الآباء الأصول والأولاد الفروع والأصول مهما علوا والفروع مهما نزلوا لا تجوز الزكاة لهم، كما أنها لا تجوز للزوجة لأن الزوج مكلف بالإنفاق على زوجته، أما أن تدفع الزوجة زكاة مالها لزوجها فهذا جائز لأن الأقربون أولى بالمعروف.
 وهل تجوز أيضاً للأخ الفقير ؟
 الأخ من باب أولى والأخت، بالعكس النبي عليه الصلاة والسلام وصف دفع الزكاة للأقارب على أنها زكاة وصلة، صدقة وصلة هم أولى لأن الأقارب الأباعد أنتم لهم وغيركم لهم أما الأقارب من لهم غيركم بل إن بعض الأئمة يرى أن الزكاة لا تقبل من عبد إذا كان في أقربائه محتاجين عليه أن يبدأ بأقربائه، ونحن في التكافل الاجتماعي نظام التكافل الاجتماعي في الإسلام أساسه النسب والجغرافيا، يوجد عندنا الجوار أربعون بيت بكل اتجاه من الجوار وأربعون بيت نحو الأعلى ولعل أربعين بيتاً نحو الأسفل كما في بعض البلاد من الجوار، في الجهات الست هذا نوع من التكافل قال عليه الصلاة والسلام:

 

((عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا زَالَ يُوصِينِي جِبْرِيلُ بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ))

 

[ متفق عليه ]

 أتدرون ما حق الجار ؟ إذا استعان بك أعنته وإن استنصرك نصرته وإن مرض عدته وإن استقرضك أقرضته وإن أصابه خير هنأته وإن أصابته مصيبة عزيته ولا تستطل عليه بالبناء فتحجب عنه الريح إلا بإذنه وإذا اشتريت فاكهة فأهدي إليه منها وإن لم تفعل فأدخلها سراً ولا يخرج بها ولدك ليغيظ ولده ولا تؤذه بقتار قدرك إلا أن تغرف له منها.
 هذا التكافل أساسه الجوار، والتكافل الثاني أساسه القرابة، فلذلك الصدقة إذا أعطيت لأهل القرابة هي صدقة وصلة في وقت واحد، قال تعالى:

 

﴿فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ﴾

 

[ سورة الروم: الآية 38]

 هذا أمر دقيق.
 معنا اتصال:
 السلام عليكم عبير، إذا شخص لا يستطيع أن يصوم يريد أن يدفع كفارة فهل من الضروري أن يدفعها قبل العيد.
 السؤال الثاني: المتسولين الذي يقرعون الأبواب هل يجوز أن يأخذوا من مال الزكاة ؟
 أعود إلى سؤال الأخت رويدا تقول أسمع إشاعات كثيرة أنه في يوم النصف من رمضان ينزل سيدنا جبريل إلى السماء الدنيا ؟
 لعلي أنا فهمت أنه إذا كان نصف رمضان يوم الجمعة، هذا الحديث الذي يتناقله بعض الناس لا أصل له حديث موضوع هذا الجواب.
 سؤال الأخت أم محمد إنسانة طلقت مرتين وطلقت للمرة الثالثة فيما بعد وحصلت على فتوى وعادت إلى زوجها وقيل لها أن لا ينبغي أن تعود إلا بعد زواج من رجل آخر، فقد أجبنا على سؤال قبل قليل بهذا الفلك.
 الحقيقة الطلاق مرتان، الطلقة الثالثة تقع وتقع معها بينونة كبرى أي لا تحل لهذه المرأة أن تعود لزوجها إلا إذا تزوجها إنسان زواجاً طبيعياً على نية التأبيد ثم طلقها طلاقاً حقيقياً عندئذ يمكن أن تعود زوجته الأولى إليه، الحكمة من ذلك أن هذه المرأة التي طلقها زوجها للمرة الثالثة إن كان الخطأ منها فالذي تزوجها سوف يطلقها عندئذ تعرف أن الخطأ منها ولعل ترتدع بهذا، أما إذا كان الذي طلقها بسبب طيشه وانحرافه وقسوته وتزوجها إنسان آخر و انسجمت معه لن تعود إلى الأول فالأول وضع أمام امتحان صعب، إن كان الطلاق بسبب خطأ من الزوجة هذه الزوجة سوف تفعل الخطأ مع الزوج الجديد.
 الزواج من الآخر هو امتحان للاثنين للزوج والزوجة.
 صح ولكن ما يجري الآن شيء لا يقبله عقل ولا منطق ولا شرع، هو أنه ما يسميه العلماء بالتيس المستعار زواج موقت لليلة واحدة كي تحل للأول هذا شيء في الإسلام مرفوض رفضاً كلياً.
 جزاكم الله خيراً، تسأل أيضاً تكون المطلقة محرجة ببيت أهلها فإذا حاولت أن تصلي أو أن تقرأ القرآن قد تشعر بتذمر من أهلها أو أختها... يقولون لها اذهبي وصلي هناك أو اذهبي واقرأي القرآن هناك، نرجو نصيحة للأهل.
 لكن كيف يمكن أن تصلي في غرفة الجلوس هم يتحدثون ويتحاورون، الأصل أن تصلي في مكان منفردة من أجل أن تحكم اتصالها بالله عز وجل، الشيء اللطيف أن المؤمن ظله خفيف جداً فإن وجدت أن أهلها ينزعجون من صلاتها ينبغي أن لا تزعجهم، ولكن نحن نقول للأهل أيضاً إنكم حينما تنهون فتاةً عن صلاتها وعن اتصالها بالله عز وجل فهذا عمل لا يرضي الله عز وجل، فبيت إذا لم يذكر به الله عز وجل فهو قبر من القبور، أنصحها بالتلطف وننصحهم بعدم نهيها عن الصلاة أمامهم.
 معنا اتصال:
 نعود إلى سؤال الأخت أم محمد أيضاً تسأل عن صلة الأرحام عن بنات العم وأولاد العم هل هم صلة رحم لي ؟
 في أدق تعريفات الأرحام أنهم الأقرباء مطلقاً دون تحديد لكن صلة الرحم تعني أولاً الاتصال أن تزورهم وثانياً التفقد أن تفقد أحوالهم وثالثاً مد يد المساعدة إما مساعدة علمية أو مادية أو اجتماعية ولكن الذي يحصل أنه قد يكون اختلاط فباسم صلة الرحم ينشأ فساد في الاختلاط، فعندنا قاعدة دع خيراً عليه الشر يربو، درء المفاسد مقدم على جلب المنافع، فلو أن بنات العم فرضاً وبنات الخالة فصار في زيارة وصار في اختلاط وصار شيء مما لا يرضي الله لا أسميه هذا صلة رحم، صلة الرحم إذا كانت وفق منهج الله وكانت هادفة إلى الاتصال أولاً وتفقد الأحوال ثانياً ومد يد المساعدة ثالثاً وهذا أيضاً من قبيل التكافل الاجتماعي وندوتنا هذا اليوم عن التكافل الاجتماعي.
 أستاذي الكريم سؤال الأخت عبير تقول إنسان لا يستطيع الصوم هل يدفع الكفارة قبل العيد ؟
 لا يدفع قبل العيد إلا زكاة الفطر حصراً وما سوى ذلك يدفع في أثناء الصيام وبعد الصيام.
 تسأل أيضاً عن إعطاء الزكاة للمتسولين ؟
 الله عز وجل وجهنا إلى أن الذي يستحق الزكاة يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف، فهذا الذي يستحق زكاة مالك لا يسألك يتعفف إذاً أنت مكلف أن تسأله أنت، أما الذي يقتحم عليك ويلح عليك هذا حوله إشكال، مرةً في بلدنا الطيب كوفح التسول وكان التحقيق مع ألف وخمسمائة متسول المفاجئة التي لا تصدق أن خمس أشخاص من هؤلاء فقراء والباقون أغنياء يملكون مئات الألوف ولكن التسول أصبح طريقاً سهلاً لكسب المال، لذلك لا تنتهي مهمة دافع الصدقة والزكاة بإلقائها أينما كان، مهمته تغدو صعبةً عند إنفاقها، يجب أن تقع في مكانها الصحيح فلذلك هذا المتسول الذي امتهن التسول وعنده أساليب مخيفة وعنده معرفة بنقاط ضعف الإنسان كيف أنه يتمارض أو يأتي بوثائق مزورة وكيف انه يفعل ويفعل، سمعت عن متسولين يملكون مئات الألوف ودخلهم كبير جداً، ومن باب الطرفة سؤل متسول كيف تتسول وأنت غني فقال: القضية قضية مبدأ، فأنا لا أنصح أن يعطى المتسول لكن متسول ذو عاهة واضحة نعطيه مالاً لا نندم عليه إن كان كاذباً لقوله تعالى:

 

﴿وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10)﴾

 

[ سورة الضحى: الآية 10]

 نعود إلى سؤال الأخت نجوى لا تجوز الزكاة للفروع تقول هي إنسانة معها مبلغ تريد أن تؤدي فريضة الحج العام القادم زكاة هذا المال هل يجوز أن تعطيها للأولاد رغم أن أوضاعهم المادية سيئة ؟
 المشكلة أن هذا السؤال نواجهه نحن الدعاة في رمضان بشكل غير معقول كأن الناس لا يريدون أن ينتفع بمالهم إلا من هم من صلبهم.
 ثم أن هناك مسألة أخرى أستاذي الكريم لا يفطنون إلى أولادهم إلا في رمضان، لا يفطنون إلى أقاربهم إلا في رمضان.
 ثم إن تقدير الفقر تقدير كيفي، يعني ابنتها ناقصها مكيف، ابنتها تريد أن تكبر برادها، تتألم من أجلها وتعد هذه حالة أساسية بينما هناك أناس لا يجدون ما يأكلون أنا لست من أنصار حصر الزكاة في أقرب المقربين نوع الله عز وجل ذكر للزكاة ثمانية أبواب أعطي بعض هذه الأبواب أنا لست من أنصار حصر الزكاة في الأقارب المقربين لكن لا مانع أن أعطي قريبي لأن في هذا العطاء كما قال النبي صدقة وصلة في وقت واحد.
 من أسئلة أمس تقول باعت بيتاً واستثمرت المال هل تجوز الزكاة الآن؟
على ماذا ؟
 طبعاً استثمرت المال ثمن البيت وضعته في مشروع، هل تجب الزكاة فيه، هل تعطي الزكاة لولدها وهو طالب يدرس ؟
 تجب الزكاة في المال المستثمر شبه بديهي.
 أستاذي سؤال الأخت تجب الزكاة في المال ثمن البيت أم في المال والأرباح ؟
 أولاً البيت إذا كان معداً للسكن لا زكاة عليه، ثانياً إذا كان معداً للإيجار الزكاة ما زاد من أجرته، أما إذا كان معداً للاستثمار الزكاة على ثمنه، أما بعنا البيت..
 سؤال صغير لو سمحت لو كان بيتي مؤلف من غرفتين وبيت مثلاً إنسان آخر من ست غرف أو من أربع غرف، بيتي أثاثه عادي وذاك البيت مثلاً صاحبه ميسور مؤسس بأثاث أبهة، تقول أن البيت المعد للسكن، بيتي معد للسكن وبيته معد للسكن، بيتي لا تجب الزكاة فيه وبيته لا تجب الزكاة فيه، عندي في البيت نيون للإضاءة، لمبة، وعنده ثرية مثلاً ثمنها مائتين وخمسين ألف ليرة.
 نحن عندنا فتوى وعندنا تقوى، الفتوى البيت الذي أعد للسكن لا تجب الزكاة فيه، لكن لو أن هذا الإنسان زكى عنه تطوعاً هذا عمل طيب أما العدل قصري أما الإحسان طوعي، كحكم شرعي كفتوى شرعية البيت الذي أسكنه لا زكاة فيه لأنه مال غير نامي، لكن البيت الذي اشتريه كي أبيعه هذا مال نامي تجب الزكاة فيه، الآن بعنا البيت وضعنا هذا المال عند إنسان موثوق استثمار تجب الزكاة في هذا المال بعد أن يحول الحول عليه تجب الزكاة فيه، أما أن تعطى زكاة المال للأولاد كما قلنا قبل قليل الأولاد من الفروع.
 بالمناسبة قال عليه الصلاة والسلام:

 

(( عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ فِي الْمَالِ حَقًّا سِوَى الزَّكَاةِ ))

 

[ الترمذي، ابن ماجه، الدارمي ]

 قال تعالى:

 

﴿وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ﴾

 

[ سورة البقرة: الآية 177]

 الآية واضحة جداً أن إيتاء المال على حب الله عز وجل شيء وأداء الزكاة شيء آخر، كأن الناس لا يدفعون شيئاً إلا من خلال الزكاة فقط مع أن في المال حقاً سوى الزكاة والآية واضحة جداً:

 

﴿ً وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ﴾

 معنا آخر اتصال في حلقة اليوم:
 السلام عليكم أم أسامة أشكره جداً على هذا الكلام الممتع الذي أجرى في قلوبنا والله، أسأله أنا عندما كنت صغيرة من وقت التكليف كنت لا أقضي صيام رمضان الذي أفطره بعذر، الآن عرفت أنه يجب أن أقضيه في وقت متأخر، قالوا لي أقضي مع كفارة حسبت الكفارة فكان مبلغاً لا بأس به ماذا تقترح علينا أن نفعل، كنت لا أقضي ليس عن جهل بل عن طيش الآن الحمد لله رب العالمين هدانا وأريد أن أقضي ولكن المبلغ كبير.
 السؤال الثاني: هل الخشوع في الصلاة مطلوب وإذا كان كذلك أرجو أن تحدثنا قليلاً عن الخشوع في الصلاة ؟
 أستاذي الكريم الأخت أم أسامة حين كانت صغيرة أو فتية لم تقضي أيام رمضان التي أفطرتها وكان ذلك عن طيش ما هي الكفارة الآن وقد سمعت عدة أحاديث أو روايات بهذا الشكل.
 لو أنها صامت الاثنين والخميس صوماً نفلاً الله جل جلاله يحول هذا الصيام النفل إلى كفارة عن صيامها المفروض الذي لم تؤده، لكن إذا تاب العبد توبةً نصوحة كان في شرود عن الله عز وجل وتابت الفتاة توبةً نصوحة أنسى الله حافظيها وبقاع الأرض كلها خطاياها وذنوبها، هي بين أن تؤدي هذه الأيام التي أفطرتها على الراحة كل يوم اثنين وخميس ولها أن تطمع برحمة الله عز وجل، لكن يمكن أن يؤدى ما فاتها من صيام من دون كفارة والكفارة أولى.
 تسأل هل الخشوع مطلوب في الصلاة ؟
 الخشوع ليس من فضائل الصلاة ولكنه من فرائضها لقوله تعالى:

 

 

﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3)﴾

 

[ سورة المؤمنون: الآية 1-3]

 الصلاة تأخذ من الحج، الاتجاه نحو القبلة، وتأخذ من الصيام ترك الطعام والشراب والكلام، وتأخذ من إعلان الشهادة أنك تشهد أنه لا إله إلا الله في القعود، وتأخذ من الزكاة أن الوقت أصل في كسب المال والاتصال بالله هو اتصال حقيقي لذلك قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون.
 وكان عليه الصلاة والسلام يحدثنا ونحدثه فإذا حضرت الصلاة فكأنه لا يعرفنا ولا نعرفه من شدة خشوعه في الصلاة.
 كان بعض الصحابة حين يتوضئون ويقفوا في المصلى كانت ترتعد مفاصلهم ألا تعلمون بين يدي من نقف الآن ؟
 لذلك قال العلماء في قوله تعالى:

 

﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً (59)﴾

 

[ سورة مريم: الآية 29]

 الشيء الثابت لا تعد إضاعة الصلاة ترك الصلاة ولكن تفريغها من مضمونها أن تؤدى أداءً شكلياً.
 جزاكم الله خيراً أستاذي الكريم في نهاية هذه الحلقة باسم الإخوة المستمعين وباسم أسرة إذاعة القدس نشكركم جزيل الشكر، ونشكر زملاءنا في التنفيذ على الهواء مباشرةً ونشكر جميع الإخوة والأخوات الذين واصلوا معنا في لقاء اليوم نلتقي يوم السبت إن شاء الله في حلقة جديدة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إخفاء الصور