وضع داكن
19-04-2024
Logo
فاسألوا أهل الذكر - الندوة : 12 - الإتقان.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
 أيها الأخوة السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أهلاً ومرحباً إلى هذه الحلقة الجديدة من برنامج اسألوا أهل الذكر.
 أيها الأخوة:
 الإسلام العظيم يوجه المسلمين بتعليماته الرائعة إلى مكافحة الجوع في المجتمعات الإسلامية، بدعوة المسلمين إلى إطعام الطعام وجعله أرقى أنواع الصدقات، ويصف القرآن الكريم حواراً مع أهل النار عن سبب دخولهم إليها فقال عز وجل:

﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44)﴾

( سورة المدثر )

 ووصف الكفار بقوله:

 

﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3)﴾

 

( سورة الماعون )

 من جانب الزكاة تدفع عوناً للفقراء والمساكين والمحتاجين، ومن جانب آخر يحثنا الإسلام على الإنفاق ففي القرآن الكريم:

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ﴾

 

( سورة البقرة الآية: 267 )

 وقال عليه الصلاة والسلام: يقول تعالى في الحديث القدسي:

 

(( أَنْفِقْ يَا ابْنَ آدَمَ أُنْفِقْ عَلَيْك ))

 

[ عن أبي هريرة ]

 فماذا يعني الإنفاق ؟ هذا ما سيعرفنا عليه في حلقة اليوم فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي الأستاذ المحاضر في كلية التربية في جامعة دمشق، وخطيب جامع النابلسي، والمدرس الديني في مساجد دمشق، السلام عليكم دكتور أهلا بكم.
 عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
 ولتوجيه الأسئلة والمداخلات بالإمكان الاتصالات على الرقم 4465564 والفاكس 4448374.
 أستاذي الكريم ماذا يعني الإنفاق ؟
 الأستاذ راتب:
 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
 الإنسان حينما يعلم حقيقته وأصل العقيدة الإسلامية أن يملك الإنسان تصوراً صحيحاً عن الكون والحياة والإنسان، فمن عرف نفسه عرف ربه، والإنسان في أصل العقيدة الإسلامية مخلوق للجنة، مخلوق لجنة عرضها السماوات والأرض، مخلوق لجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت وخطر على قلب بشر، إلا أن هذه الجنة لا بد لها من ثمن يدفعه الإنسان، جاء الله به إلى الدنيا وأودع فيه الشهوات، منحه العقل أعطاه الحرية، أعطاه الفطرة، أعطاه الكون، أعطاه المنهج، من أجل أن يكون ثمن الجنة مدفوعاً في الدنيا، إن ثمن الجنة هو العمل الصالح فأصل الإنفاق هو ثمن الجنة التي خلق الإنسان من أجلها، ولكن هذا الإنفاق لا يكون إلا بعد الإيمان، لذلك في مطلع سورة البقرة قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم:

 

﴿الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)﴾

 

( سورة البقرة )

 القصد في الإنفاق أن يأخذ أوسع المعاني، أن تنفق من كل شيء منحه الله لك، قد ينفق العالم من علمه، وقد ينفق القوي من جاهه، وقد ينفق الغني من ماله، وقد ينفق الخبير من خبرته، وقد ينفق صاحب الصنعة من صنعته، فهذه الآية واسعة جداً، أي شيء ملكه الله إياه يجب أن تنفق منه ليكون هذا الإنفاق سبباً لدخول الجنة، لذلك المؤمن بالتعبير المعاصر استراتيجيته الإنفاق والدليل أن الله سبحانه وتعالى في سورة جامعة مانعة من الجزء الأخير من القرآن الكريم بين أن البشر على اختلاف اتجاهاتهم ونزعاتهم وانتماءاتهم وأعراقهم وألوانهم وأجناسهم ومللهم ونحلهم، في النهاية هم نموذجان لا ثالث لهما، وكل هذه التقسيمات الأرضية لا شأن لها عند الله، تقسيمات نحن اخترعناها نحن كرسناها نحن وضحناها أما هي الإنسان هو الإنسان، إنسان عرف الله فانضبط بمنهجه وأحسن إلى حلقه فسعد في الدنيا والآخرة، وإنسان غفل عن الله وتفلت من منهج الله وأساء إلى خلق الله فشقي في الدنيا والآخرة، قال تعالى:

 

﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6)﴾

 

( سورة الليل )

 الحسنة هي الجنة، صدق أنه مخلوق للحنة، ولأنه صدق أنه مخلوق للجنة، ولأن هذه الجنة لا بد من دفع ثمنها فاتقى أن يعصي الله يعني انضبط بمنهج الله وجدناه عند الأمر والنهي، ولأن الجنة تحتاج إلى عمل سلبي هو الاستقامة وعملٍ لإيجابي هو الإنفاق قال " وأعطى " ولم يأتي المفعول به، وفي اللغة العربية إذا اقفل المفعول به أصيخ الفعل مطلقاً

﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6)﴾

 النموذج الأول يتميز أنه آمن أنه مخلوق للجنة.
 بالمناسبة لا يليق بكرم الله أن يعطي عطاء ينقطع بالموت، لا يتناسب عطاء الله في الدنيا مع كرمه لأن الموت ينهي كل شيء، الموت ينهي قوة القوي، وينهي ضعف الضعيف، ينهي غنى الغني، وينهي فقر الفقير.
 سؤال الأول:
 إذا كنت أقرأ القرآن وجاءت به سجدة يمكنني أن أسبح، ما في مجال للسجود، ما البديل؟
 سؤال الثاني:
 بعد صلاة التراويح صلينا ثلاث ركعات وتر، الذي يأتي بعد الوتر قيام ليل أم تهجد، وإذا قرأت القرآن وأنا أصلي يمكنني قلب صفحة القرآن في السجدة الأولى، يعني أريد أن أقلب الصفحة ؟.
 الأستاذ زهير:
 تفضل أستاذي نتابع الفكرة التي تناولتها وبعد ذلك نجيب على سؤال الأخ.
 الأستاذ راتب:
 إذاً الدنيا لا يمكن أن تكون عطاء يتناسب مع كرم الله، لأنها منقطعة بالموت، فالموت كما قلت قبل السؤال ينهي قوة القوي، وضعف الضعيف، وغنى الغني،و فقر الفقير، وقوة القوي، ووسامة الوسيم ودمامة الدميم، وصحة الصحيح، ومرض المريض، الموت ينهي كل شيء، فلا يليق بكرم الله أن يعطي شيئاً ينتهي بعد حين، لذلك لو أن الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء.
 للإمام علي كرم الله وجهه قول رائع قال: فلينظر ناظر بعقله أن الله أكرم محمداً أم أهانه حين زوى عنه الدنيا، فإن قال أهانه فقد كذب وإن قال أكرمه فلقد أهان غيره حيث أعطاه الدنيا، والآية التي تحدث توازن عندنا، لو أن إنسان ذهب إلى بلاد الغرب رأى القوة والجمال والغنى والثراء، ورأى المعاصي والآثام يختل توازنه أحياناً، تأتي الآية الكريمة:

 

﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44)﴾

 

( سورة الأنعام )

 الإنسان حينما لا يكون قادراً أو مؤهلاً على دخول الجنة قد يعطى الدنيا، إذاً لا يليق بعطاء الله أن تكون الدنيا تكريماً منه، هي نعمة ولا شك، والنبي عليه الصلاة والسلام في الطائف قال:

 

(( لكن عافيتك أوسع لي ))

 لا شك أن الصحة نعمة كبيرة، وأن الكفاية نعمة كبيرة، وأن الزواج نعمة كبيرة، وأن يكون للإنسان مأوى وأولاد وزوجة هذه كلها نعم، لكن هذه النعم لا تستمر، إذاً ليست هي العطاء، العطاء هو الجنة.
 سؤال الأول:
 موضوع مبلغ من المال بالبنك زكاته أو زكاة الفطر، زكاة الفطر زكاة المال هما كلاهما، ما مقدار المبلغ عنهما ؟
 سؤال الثاني:
 في آية كريمة مذكروة بسورة التوبة برقم 33:

 

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾

 ما تفسير هذه الآية إذا أمرت ؟
 والنموذج الآخر يقول الله عز وجل:

﴿ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9)﴾

 إنسان كفر بالآخرة ولم يؤمن بها ولم يعبأ بها، أو آمن بلسانه ولم يعمل بها إطلاقاً، والتكذيب الثاني أكبر، تكذيب عملي، على كلٍ لم يدخل الآخرة في حسابه إطلاقاً، وترى أناساً كثيرين من بين المسلمين لا تجد في عملهم ما يدل على أنهم يؤمنون بالآخرة، في تفلت في كسب المال في إنفاق المال، في العلاقة بالنساء، يعطي نفسه ما تشتهي يأخذ ما ليس له، يظلم، يغش المسلمين، يؤذيهم، مثل هذا الإنسان ولو ادعى كذباً أنه مؤمن بالآخرة هو ليس كذلك، فالنموذج الثاني

﴿ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9)﴾

 ترتيب النموذج معكوس لحكمة أرادها الله النموذج الثاني كذب بالحسنى وآمن بالدنيا، وقد وصف الله الكفار بأنهم:

 

﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7)﴾

 

( سورة الروم )

 لأنه كذب بالآخرة لا داعي أن يلتزم بالشرع، استغنى عن طاعة الله لا يعبأ أحرام أم حلال، هان أمر الله عليه فهان على الله، كذب بالحسنى واستغنى عن طاعة الله وبخل، جعل حياته مبنية على الأخذ.
 يعني لله في خلقه شؤون، هذه النملة الصغيرة أودع الله فيها جهازين جهاز ضخ وجهاز مص إن لقيت نملة شبعا نملة جائعة تعطيها من عصارتها المهضومة عن طريق جهاز الضخ، قد تجد الكافر لا يملك إلا جهاز المص، يبني حياته على أنقاض الآخرين، يبني مجده على أنقاضهم يبني أمنه على خوفهم، يبني حياته على موتهم، يبني غناه على فقرهم.
 سؤال:
 أريد أن أسأل فضيلة الشيخ علي صيام 21 يوم من رمضان الماضي، وأنا أرضع لم أستطيع أن أقضيهم، وإلى الآن أرضع، أريد صومهم بعد رمضان، علي أن أدفع وأن أصومهم أم فقط أصومهم ؟
 الأستاذ راتب:
 النتيجة أن النموذج الثاني بنى عقيدته على الكفر بالآخرة والإيمان بالدنيا، فالدنيا هي كل شيء، ولأنه آمن بالدنيا ولم يؤمن بالآخرة استغنى عن طاعة الله كلياً، فلا يعبأ بالشرع، ولا يسأل أساساً، ولا يهتم، ولا يكترث، حرام أم حلال المهم أن يجمع المال، المهم أن يستمتع بالدنيا وفق منهج الله، من دون، لا يعبأ إطلاقاً " وبخل " يعني جعل حياته أخذ لا عطاء.
 بالمناسبة الأنبياء كانوا قمم البشر، أعطوا كل شيء ولم يأخذوا شيئاً، والطغاة كهؤلاء الذين نستمع إليهم بالأخبار كل يوم هؤلاء بالطرف المقابل أخذوا كل شيء ولم يعطوا شيئاً، والناس بين بين يأخذون ويعطون.
 لذلك لفت نظري مرة إهداء لكتاب عن رسول صلى الله عليه وسلم قال المؤلف يخاطب النبي عليه الصلاة والسلام: ما من جئت الحياة فأعطيت ولم تأخذ، يا من قدست الوجود كله ورعيت قضية الإنسان، يا من زكيت سيادة العقل ونهنهت غريزة القطيع، يا من هيأك تفوقك لتكون واحداً فوق الجميع فعشت واحداً بين الجميع، يا من كانت الرحمة مهجتك والعدل شريعتك، والحب فطرتك، والسمو حرفتك، ومشكلات الناس عبادتك، الحقيقة الله عز وجل في كتابه يسأل:

 

﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ (18)﴾

 

( سورة السجدة )

﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36)﴾

( سورة القلم )

﴿أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (61)﴾

( سورة القصص )

 هناك فرق صارخ وشاسع وكبير بين مؤمن وغير مؤمن، والملمح اللطيف في الآية

﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً﴾

 يعني بحسب المنطق كم كان غير مؤمن

﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً ﴾

 من لوازم البعد عن الإيمان الفسق والفجور، في الآية الثانية

﴿ أفنجعل المسلمين ﴾

 أيضاً بالمنطق كغير المسلمين، لا، كالمجرمين، إن لم يكن المرء مسلماً فهو في حق نفسه مجرم، وفي حق الناس مجرم.
 سؤال:
 السؤال يتعلق بأني أنا أريد أن أسأله عن نفسي، أنا أتعرض لوساوس شيطانية ووساوس نفسية، وبعض هذه الوساوس تؤدي بي إلى الوقوع ببعض المعاصي، وهذه المعاصي بأثناء المعصية أذكر الله عز وجل ولكن المشكلة أنني لا أستطيع أثناء المعصية عندما أذكر الله سبحانه وتعالى لا أستطيع الرجوع عن هذه المعصية ولا أستطيع أن أبتعد عنها لكن عندما أنتهي من المعصية، المشكلة أصبح ألوم نفسي لماذا فعلت ذلك؟ ولماذا فعلت كذا ؟ ولماذا ؟ وكيف ؟ يا ريت فضيلة الشيخ يوضح لي بكلام طويل قليلاً أنه كيف أعالج هذا الموضوع وما السبيل، وعندما أقرأ القرآن أشعر بالملل الشديد وأشعر أنني بعيد عن معاني القرآن الكريم، ومع أنني أحاول كثيراً أن أصل إلى معاني القرآن الكريم وأن أصل إلى ما أريده من القرآن وهو تدبر القرآن الكريم، لو سمحت أطل بالإجابة لأنني مضطر على هذه الإجابة ؟
 أستاذي الكريم اسمح لي بالوقوف خمس دقائق تقريباً لعناوين أخبار العاشرة والنصف بتوقيت الأقصى المبارك بعد ذلك نعود ونتابع هذه الحلقة من برنامج اسألوا أهل الذكر.
 بسم الله الرحمن الرحيم، أيها الأخوة نعود ونتابع وإياكم هذه الحلقة من برنامج اسألوا أهل الذكر.
 سؤال:
 ممكن سؤال فضيلة الشيخ سؤال صغير ؟ هل يجوز إعطاء مال الزكاة أو شيء من مال الزكاة لزوجة الابن الكنة بالمفهوم العامي، أفيدونا جزاكم الله خيراً ؟
 الأستاذ زهير:
 أستاذي كان معنا الاتصال الأول قبل أن نجيب عن الأسئلة بشكل عام أستاذي هل هناك أي فكرة تود إضافتها حول موضوع الإنفاق ؟
 الأستاذ راتب:
 هناك المرجح، الإنسان حينما يقيمه الله غنياً إنفاقه بالدرجة الأولى إنفاق مال فإذا أمسك الغني ماله وأنفق من علم سمعه لا يكون قد حقق الهدف، مادام الله عز وجل قد أقامه غنياً فأول إنفاق له إنفاق المال، هناك من يبخل بماله وينفق مما سمعه من بعض العلماء، ويجعل عمله الصالح كلام بكلام، أما الذي أتاه الله قوة إنفاقه الأول إنصاف الضعيف وإحقاق الحق، أما الذي أتاه الله علماً إنفاقه الأول إنفاق العلم، فالإنفاق متعلق بهوية الإنسان، لماذا أقامك ؟ ما الصفة التي أعطاك إياها، ما خصيصتك في المجتمع، فالإنفاق من نوع الخصيصة، الآن امرأة قد تهمل زوجها وأولادها و تنفق من علم سمعته، إنفاقها الأول رعاية الزوج والأولاد يعني ينبغي أن تعبد الله فيما أقامك، وأن تعبده في الظرف الذي وضعك فيه وأن تعبده في الزمان الذي أضلك، هذه مفهوم دقيق جداً في العبادة، أما أن أمسك المال الذي وهبني الله إياه وأقلد غيري، يعني الطبيب مثلاً إنفاقه الأول معالجة المرضى بإتقان، هناك أطباء يهتمون بأمور أخرى ليست من اختصاصهم، فيبالغون في أداءها على حساب اختصاصهم وإتقان عملهم، أنت لك موقع في المجتمع، ينبغي أن تتقن هذا الموقع وأن يكون فيد خدمة المسلمين، فهذا هو الإنفاق، والجنة لا لمن يعمل في الدعوة فقط هي لكل مسلم على الإطلاق، لكل مسلم حينما يتقن موقعه، وحينما يعطي منه للمسلمين الشيء الكثير.
 سؤال:
 بالنسبة لموضوع القروض، في بعض الأشخاص يأخذ قروض بحجة الاضطرارية وفي نص صريح بالقرآن الكريم بتحريم الربا، يا ريت يوضح فضيلة الشيخ مدى الاضطرارية لهؤلاء الأشخاص ؟ وشكراً لكم.
 الأستاذ زهير:
 كان عندنا السؤال الأول من الأخ حسين المشلوني يقول السجود أثناء قراءة القرآن، يعني إذا صادفه سجدة لا يستطيع أن يسجد ماذا يفعل؟ ـ لماذا لا يستطيع ـ يعني ربما كان في مكان غير مؤهل للسجود.
 الأستاذ راتب:
 هو في الأساس الصلاة فيها سجود، يعني مثلاً هل يصلي وراء حائط لا يصح، ـ لا أثناء التلاوة أستاذي ـ إن لم يستطيع يسبح الله سبحانه التسبيح يغني.
 الأستاذ زهير:
 بعد التراويح هناك صلاة الوتر لكن بعد الوتر هل الصلاة هي قيام ليل أم تهجد ؟
 الأستاذ راتب:
 الحقيقة يمكن أن أجيب عن هذا السؤال لكن لي تعليق لطيف، أنت صلِ، حينما تريد أن تصلي صلِ والله سبحانه وتعالى هو الذي يعد صلاتك قيام ليل أو تهجد، العبرة أن تصلي، لكن هو المألوف قبل أن تنام تهجد وبعد أن تستيقظ قيام ليل.
 سؤال الأول:
 هل صحيح أنه يوجد شجرة في الجنة أن الواحد عندما تسقط ورقته بالنصف من شعبان أنه عندما تسقط ورقته يتوفى، هل صحيح أن لكل إنسان ورقة بهذه الشجرة.
 سؤال الثاني:
 أنا أذهب إلى صلاة الجمعة أصلي الجمعة، ولا يبقى وضوئي نهائياً وفترة خطبة الجمعة لا يصح للإنسان أن ينتظر، كيف أتمكن من الوضوء، إذا توضأت قبل الخطبة لا يبقى وضوئي، وإذا توضأت بعد الخطبة تذهب عني ركعة من الصلاة ؟ شكراً لكم.
 الأستاذ زهير:
 السؤال الثالث حمل القرآن أثناء الصلاة وقلب الصفحات.
 الأستاذ راتب:
 والله عند بعض الفقهاء يجوز أن تقرأ من المصحف، لكن لو أن الإنسان أراد أن يقرأ من المصحف هناك مصاحف كبيرة يضعها على قاعدة أمامه، لا يحتاج إلى أن يمسكه إطلاقاً ولا أن يقلب الصفحة، لو قرأ في كل ركعة صفحة وفي الثانية الصفحة المقابلة بإمكانه أن يضع المصحف على القاعدة و بإمكانه أن يقرأ من المصحف دون أن يمسكه بيده ودون أن يقلب صفحاته، أجاز بعض الفقهاء القراءة من المصحف بالصلوات النافلة.
 سؤال:
 أريد أن أسأل فضيلة الشيخ يقول الله سبحانه وتعالى

﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75) ﴾

 ويقول أيضاً عن سيدنا أيوب

﴿ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾

 لماذا خص الله سبحانه وتعالى سيدنا إبراهيم بالحلم دون الصبر، وخص أيوب بالصبر دون الحلم، وكيف يكون الإنسان حليماً أسوة بسيدنا إبراهيم، وكيف يكون صابراً أسوة بسيدنا أيوب ؟ وشكراً.
 الأستاذ زهير:
 سؤال الأخ يحيى البغدادي عن صلاة الفطر وزكاة المال أستاذي ؟
 الأستاذ راتب:
 الحقيقة زكاة المال يحكمها نصابان نصاب الفضة ونصاب الذهب نصاب الفضة حول السبعة آلاف ليرة، ونصاب الذهب حول الأربعين ألف لا بد من حساب دقيق بحسب سعر الذهب في هذا العام، فيبن السبعة آلاف وبين الأربعين، والفقهاء يرجحون أن نأخذ بنصاب الفضة لصالح الفقير.
 سؤال:
 أريد أن أسأل فضيلة الشيخ جزاكم الله خيرا عن صلاة التراويح وراء الإمام، عندما ينتهي من الفاتحة نريد أن نقولها نحن، أحياناً لا نلحق أن نكملها، يجب أن نقولها أم نكون فقط مقتدين فيه، هذا يصح ؟ وجزاك الله خيرا.
 الأستاذ راتب:
 سؤال الأخ يحيى البغدادي أيضاً في الآية 33 في سورة التوبة ؟
 الأستاذ راتب:
 العلماء قالوا: أي مبلغ مهما كان كبيراً إذا أديت زكاته ليس بكنز وأي مبلغ مهما كان قليلاً إن لم تؤد زكاته فهو كنز، فالذي يحدد الكنز لا حجمه ولا كميته ولكن أداء زكاته.
 الأستاذ زهير:
 الأخت أم حسن عليها صيام 21 يوم من رمضان العام الماضي واليوم في هذا رمضان ما زالت هي ترضع، هل عليها صيام مع كفارة أم صيام فقط ؟
 الأستاذ راتب:
 عليها أن تصوم هذه الأيام فضاء باتفاق العلماء، أما أن تؤدي كفارة لمرور رمضان آخر دون أن تصومها فقضية خلافية، بإمكانها أن تفعل إذا كانت مسيرة أو ألا تفعل إذا كانت فقيرة.
 الأستاذ زهير:
 الأخ أمين مصطفى يتعرض لمشكلة نفسية أنه يتعرض لوساوس تؤدي به إلى الوقوع في المعاصي، وأثناء وقوعه في المعصية يذكر الله لكن لا يستطيع الرجوع عنها، يلوم نفسه كثيراً بعد أن يعود إلى نفسه ويرجو توجيه كلمة ونصيحة الآن ؟ أيضاً يقول عند قراءة القرآن يشعر بملل شديد وأحياناً يحاول الوصول إلى تدبر معاني القرآن ؟
 الأستاذ راتب:
 الحقيقة هناك بعض المعاصي لها قوة جذب مثل هذه المعاصي لم يأتِ النهي عنها بل أتى النهي عن الاقتراب منها.

 

﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا﴾

 

( سورة الإسراء الآية: 32 )

 يبدو أن طبيعة هذه الشهوة حينما تتفلت من عقابها لا يستطيع الإنسان كبحها، هو مأمور أن يغض بصره، مأمور أن يبتعد عن أسباب الزنى، مأمور أن لا يكون في خلوة مع امرأة، مأمور ألا يصحب الأراذل مأمور ألا يشاهد الأشياء المثيرة، مأمور ألا يتنزه بالطرقات المفعمة بالنساء، من هنا قال الله عز وجل

﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ﴾

 فالذي يهرب من أسباب الخطيئة هو في ظل الله، وفي حفظ الله وفي رعاية الله، أما الذي يتعرض لأسبابها في الأعم الأغلب لا بد من أن يقع فيها، لأن معصية الزنا جاء النهي عن الاقتراب منها، لو أنك وزير كهرباء وعندك خط توتر عالي جداً وهذا الخط التوتر العالي لو أن الإنسان اقترب ثمانية أمتار يجذبه ويجعله فحمة سوداء، فالإعلان تحذير المواطنين من هذا الخط لا تمس التيار أم لا تقترب منه، لأن له حرماً، لو أن الإنسان تجاوز الثمانية أمتار يجذبه التيار ويجعله فحمة سوداء، هناك معاصي تشبه هذا التيار فيها قوة جذب كبيرة، فجاء النهي بأمر غض البصر، النهي عن الخلوة، النهي عن صحبة الأراذل، النهي عن رؤية الأشياء المثيرة، لو ابتعد الأخ الكريم السائل عن هذه الأشياء هو ظل الله وفي رعاية الله، أما إذا سولت له نفسه أن يقترب منها تجذبه إليها، عندئذٍ لا يستطيع كما يقول بالضبط إلا أن ينهي هذه المعصية، كالصخرة المتمركزة في قمة جبل لو أردت أن تدفعها إلى الوادي قلت أنا سأدفعها لتنتقب إلى مترين لسطح الوادي أقول لك إذا دفعتها لن تستقر إلا في قعر الوادي، فهذا شيء طبيعي جداً الشريف من يهرب من أسباب الخطيئة، علاجه الابتعاد عن مسببات الخطيئة ويبتعد عن بيئة ليست كما يريد.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)﴾

 

( سورة التوبة )

 لو ابتعد عن أسباب المعصية وابتعد عن بيئة فاسدة سيئة لعصمه الله من أن يقع هذه الخطيئة، أما ملله الشديد من القرآن لأنه في هذه الحال لأن هذا القرآن يكون ربيع المؤمن، أما المخالف لأمر الله يكون ثقيلاً عليه كثيراً.
 الأستاذ زهير:
 سؤال من الأخ إسماعيل هل يجوز إعطاء جزء من الزكاة لزوجة الابن ؟
 الأستاذ راتب:
 والله يجوز ولا يجوز إذا أراد أن يعطي الزوجة احتيال ليصل المبلغ إلى الابن لا يجوز، لأن الزكاة لا تجوز على الأبناء والآباء والزوجات، هو يريد أن يعطي ابنه ولأن الشرع يحرم ذلك أعطى المال لزوجة ابنه لتعطيه لابنه، طريقة ملتوية، أما إذا كانت الزوجة مثلاً بحالة مرضية شديدةً وابنه لا يملك ثمن العلاج فأعطى المبلغ لزوجة ابنه لتتعالج به لا شيء عليه.
 الأستاذ زهير:
 الأخ عبد الكريم يسأل عن القروض، يعني بعض الناس يلجئون إلى القرض رغم أنه هناك الفائدة الربوية ويقولون أن هذه أسباب اضطرارية ما مدى هذه الاضطرارية التي تجبر الإنسان عليها ؟
 الأستاذ راتب:
 الحقيقة هذا الكلام ينقلنا إلى بحث اسمه الضرورات الشرعية العوام وسعوا هذه الكلمة وجعلوها سائلة ثم جعلوها غازية، يعني إذا الإنسان بحاجة إلى مكيف شعر بحر يقول أنا مضطر، ويقترض قرض ربوي، الحقيقة الضرورة الشرعية هي أن يغلب على ظنك أنك مقتول أو فاقد أحد أعضاءك، أو معذب تعذيباً لا يحتمل، أو فاقد مالك كله، أو أن يغلب على ظنك أنك هالك أنت وأهلك عرياً وجوعاً وتشرداً، هذه الضرورات بهذا التعريف الدقيق يمكن أن تبيح المحظورات أما أي ضرورة متوهمة من صنعي ومن تقديري هذه ليست ضرورة، أنا حينما أكون مضطراً يمكن أن آكل لحم الخنزير كي أحافظ على حياتي الضرورة تقدر بقدرها، وحينما أكاد أموت بغصة في حلقي لي أن أتجرع شربة من خمر كي أدفع اللقمة إلى جوفي، وحينما يشهر علي سلاح وأهدد بالقتل لعلي أنطق بكلمة الكفر ولا شيء علي، فحينما تبلغ الضرورة هذه الحالات يمكن أن نقترض قرضاً ربوياً.
 الأستاذ زهير:
 الأخت أم محمد هل صحيح أن هناك شجرة في الجنة كل إنسان له ورقة في هذه الشجرة إن سقطت هذه الورقة مات.
 الأستاذ راتب:
 لا أصل لهذا إطلاقاً يموت الإنسان بأجله ولا يستقدم ساعة ولا يستأخر.
 أيضاً تسأل هي من اللواتي لا يثبت لهن وضوء وتحضر صلاة الجمعة كالمعتاد لكن لا تستطيع أن تبقى متوضأة.
 أحب أن أذكر الأخوات المؤمنات أنه لا تجب على المرأة صلاة الجمعة ولكنها بحكم سنها أو تفرغها أو سفر زوجها، أو أن أولادها قد سافروا جميعاً، إن حضرت خطبة جمعة يسقط عنها فرض الظهيرة تجزئها صلاة الجمعة، يعني بالتعبير الدقيق إذا كانت المرأة ليست مكلفة بحضور الجمعة لكن يجوز أن تحضرها وإذا حضرتها يسقط عنها فرض الظهر تماماً، بقي أن هذه المرأة إن توضأت قبل الخطبة لا يستمر وضوؤها إلى الصلاة وإن توضأت بعد الخطبة يضيع عليها بعض الركعات ركعة أو أكثر نقول لها قومي في نهاية الخطبة وقبل أن ينتهي الخطيب من الخطبة فتوضئي ولا شيء عليك.
 الأستاذ زهير:
 تقول الأخت إيمان كيف يكون الإنسان حليماً أسوة بسيدنا إبراهيم وكيف يكون صبوراً أسوة بسيدنا أيوب ؟
 الأستاذ راتب:
 الحقيقة سألت هي أنه لماذا وصف سيدنا إبراهيم بالحلم، وسيدنا أيوب بالصبر، الحقيقة أن كل المؤمنين أو كل الأنبياء يتمتعون بمستوى من الكمال رائع جداً، لكن كل نبي له خصيصة فقد يغلب على نبي الحلم وقد يغلب على نبي الكرم، وقد يغلب على نبي الصبر، الإنسان فيه كل مكارم الأخلاق لكن بعض هذه المكارم يتميز به هذه النقطة الأولى.
 الحقيقة أن مكارم الأخلاق مخزونة عند الله تعالى فإذا أحب الله عبداً منحه خلقاً حسناً في مكارم أخلاق أساسها الذكاء هذه مكارم الأخلاق النفعية، هذه أخلاق الأذكياء هذه أخلاق الأقوياء، يتمتعون بنوع من الأخلاق لأنهم أصبحوا مستغنين عن بقية الناس، في بحبوحة كبيرة، وفي قوة شديدة يبدو لك لطيفاً ناعماً يعتذر يبتسم، هذه أخلاق الأذكياء والأقوياء لا تقدم ولا تأخر عند الله، إلا أن الأخلاق الثانبة وقد رأينا كيف أن قطباً في العالم يدعي الحرية ويدعي حقوق الإنسان، ويدعي السلام، ويدعي ويدعي فلما استفز في أحداث 11 من أيلول أصبح وحشاً كاسراً هذه الأخلاق لا قيمة لها عند الله، أخلاق المؤمنين أخلاق أصيلة تأتي من اتصالهم بالله فالإنسان حينما يأتمر بما أمر الله وينهى عما عنه نهى ويتصل بالله عز وجل يشتق من الله بعض الكمال، الله رحيم يغدو رحيماً الله عدل يغدو منصفاً، الله حكيم يغدو حكيماً، كي يكون الإنسان حليماً وقد قال عليه الصلاة والسلام والحقيقة قول النبي إجابة دقيقة لهذا السؤال:

 

(( إنما الحلم بالتحلم ))

 

[ أخرجه الطبراني والدارقطني في العلل من حديث أبي الدرداء بسند ضعيف ]

 في البدايات أنا أصطنع الحلم أكون أغلي كالمرجل من الداخل أغلي، لكن أضبط نفسي، أضبط كلامي، أضبط أعصابي، أضبط حركاتي، بعد حين ينقلب هذا التصنع إلى أصالة، ينقلب هذا التحلم إلى حلم

(( إنما الحلم بالتحلم وإنما الكرم بالتكرم، وإنما العلم بالتعلم ))

 الأستاذ زهير:
 الأستاذ الأخير للأخت سميرة أثناء الصلاة مقتديتاً لا تستطيع أن تقرأ الفاتحة خلف الإمام؟
 الأستاذ راتب:
 الحقيقة مؤلمة جداً أن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:

 

(( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ))

 

[ متفق عليه ]

 فأخذ بعض الأئمة من هذا الحديث أن على المصلي ولو كان مؤتماً وجوب قراءة الفاتحة، ويقول عليه الصلاة والسلام أيضاً:

 

(( قراءة الإمام قراءة للمؤتم ))

 إذاً الحكم الفقهي الجامع المانع المأخوذ من حديثي رسول الله أنك أن كنت في صلاة جهرية عليك أن تسكت، لأن قراءة الإمام قراءة لك وإن كنت في صلاة سرية عليك أن تقرأ، أما أن أكون في صلاة سرية وأصمت ما معنى هذه الصلاة ؟ أما وأكون في صلاة جهرية والإمام يقرأ الفاتحة بصوت رائع وبأحكام رائعة أقرأ معه الفاتحة، النبي عليه الصلاة والسلام كان يصلي مرةً فقرأ بعض أصحابه الفاتحة وراءه فانزعج قال: ما لي أنازع القرآن، فالحكم الشرعي المأخوذ من حديثين معاً

 

(( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ))

 قراءة الإمام قراءة للمؤتم حكماً إذاً في الصلاة الجهرية لا أقرأ الفاتحة ولا أشوش على المصلين، ولا أشوش على الإمام، وفي الصلاة السرية أقرأ الفاتحة وسورة.
 في الصلاة الجهرية بعد أن يقرأ الإمام الفاتحة أستاذي، ماذا يقرأ المؤتم ؟
 لا يقرأ شيئاً أبداً.
 يعني يجوز له ألا يقرأ حتى ولو سكت الإمام.
 ينبغي ألا يقرأ شيئاً لأن قراءة الإمام قراءة له.
 سؤال الأخت يتعلق أنه بعد أن يقرأ الفاتحة لا تستطيع أن تقرأ هي الفاتحة ولا أن تقرأ سورة صغيرة.
 ليست مكلفة أن تقرأ شيئاً أساساً، هي مكلفة أن تستمع إلى القرآن من الإمام.
 الأستاذ زهير:
 أدركنا الوقت أستاذي الكريم، كنا سنعدد وجوه الإنفاق، إن شاء الله في حلقة قادمة نتحدث عن هذا الأمر باسمكم جميعاً أيها الأخوة في نهاية هذه الحلقة نشكر فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي الأستاذ والمحاضر في كلية التربي في جامعة دمشق، خطيب جامع النابلسي والمدرس الديني في مساجد دمشق نشكر الزميل كمال في التنفيذ وعلى الهواء مباشرة، نشكر جميع الأخوة والأخوات الذين تواصلوا معنا في هذه الحلقة، نلتقي غداً في حلقة جديدة لكم الخير.
 والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

إخفاء الصور