وضع داكن
25-04-2024
Logo
فاسألوا أهل الذكر - الندوة : 24 - العبادات التعاملية والعبادات العشائرية.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

المذيع: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه وكل الأجمعين.
أيها الأخوة: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أهلاً ومرحباً بكم إلى هذا اللقاء الإيماني الجديد من خلال هذه الحلقة من برنامجكم اسألوا أهل الذكر.
أيها الأخوة الكرام: رمضان شهر البركة والخير والإحسان به ترنو النفوس إلى تحقيق آمال كبيرة تحدوها حياة كريمة مستقرة، تسودها الفضيلة والتعامل والعمل الصالح والسلوك القويم ورمضان فرصة روحية لتعميق معاني العبودية لله سبحانه وارتباط أفراد الأمة بخالقهم من أهم عوامل الوحدة، هذا الارتباط هو الاعتصام بحبل الله ونبذ الفرقة والاختلاف.
باسمكم جميعاً أيها الأخوة: نرحب بفضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي الأستاذ المحاضر في كلية التربية في جامعة دمشق أستاذ الإعجاز العلمي في كليات الشريعة وأصول الدين وخطيب جامع النابلسي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته دكتور وأهلاً بكم.
الأستاذ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المذيع: لتوجيه الأسئلة والمداخلات بالإمكان الاتصال على الرقم 4465564 والفاكس 4448374.
أستاذي الكريم في رمضان تتجلى هناك تجليات خاصة، في رمضان تتحقق قفزة وشحنات روحية واجتماعية في حياة المسلمين، نرجو أن ندخل بمعيتكم في رحاب رمضان الطاهرة وأن نتنشق أريج هذه الرحاب ونتعرف على هذه التجليات في رمضان وأثر ذلك في الفرد والمجتمع.
الأستاذ: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أستاذ زهير جزاكم الله خيراً، رمضان عبادة من أجل العبادات ولكن هذه العبادة تصنف مع العيادات الشعائرية، ومن العبادات الشعائرية الصلاة والحج والنطق بالشهادتين والصيام، هذه العبادات الشعائرية تختص بأنها مناسبات للاتصال بالله عز وجل، أي لتكون هذه المناسبات موطن لتجليات الله عز وجل، إلا أن هناك عبادات تعاملية كالصدق والأمانة وحفظ العهد وتحقيق الوعد وما إلى ذلك، والقضية الكبرى في هذا اللقاء الطيب هو أن العبادات الشعائرية ومنها الصيام لا تقطف ثمارها كاملة إلا إذا صحت العبادات التعاملية هذه الحقيقة إذا غابت عن المسلمين يغدو الصيام من عاداتنا وتقاليدنا ليس غير لكن إن أردنا أن نقطف من الصيام ثمراته إن أردت كما تفضلت أن يكون الصيام مناسبة لتجليات الله عز وجل، أو يكون قفزة روحية أو شحنة انفعالية لابد من أن تصح العبادات التعاملية، والحقيقة ينبغي أن تطالبني بالدليل لأنه لولا الدليل لقال من شاء ما شاء، بل إنه لا يستطيع أحد على وجه الأرض أن ينطق كلمة واحدة في الدين من دون دليل، لأن هذا الدين توقيفي من الله عز وجل، فمثلاً: لو أخذنا الصلاة وهي قمة العبادة: الصلاة عماد الدين وعصام اليقين وسيدة القربات ومعراج المؤمن إلى رب الأرض والسماوات، هذه الصلاة التي هي الفرض المتكرر الذي لا يسقط بحال إن لم تسبقه عبادات تعاملية لم نقطف ثمارها بدليل أن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:

(( عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا قَالَ ثَوْبَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ قَالَ أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا ))

(سنن ابن ماجة)

بل إن النبي عليه الصلاة والسلام سأل أصحابه مرة:

((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هَلْ تَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ قَالَ إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصِيَامٍ وَصَلَاةٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا فَيُقْعَدُ فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ مِنَ الْخَطَايَا أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ ))

(مسند الإمام أحمد)

لا نستطيع أن نقطف من الصلاة ثمارها إلا إذا كنا مستقيمين.
فالعبادة الشعائرية لا تقطف ثمارها كاملة إلا إذا صحت العبادة التعاملية.
الآن الصيام: من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ورب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، هذا الصيام.
الزكاة:

﴿قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ (53)﴾

(سورة التوبة)

الحج:

((من حج بمال حرام ووضع رجله في الركاب وقال: لبيك اللهم لبيك ينادى أن لا لبيك ولا سعديك وحجك مردود عليك.))

النطق بالشهادتين:

((من قال لا إله إلا الله بحقها دخل الجنة قيل وما حقها قال أن تحجزه عن محارم الله))

كما بينت قبل قليل: النطق بالشهادة والصيام والصلاة والحج والزكاة هي أركان الإسلام إن لم تسبقها عبادات تعاملية لا تقطف ثمارها.
وما من مثل أوضح لهذه الحقيقة من أن نشبه العبادات التعاملية بالعام الدراسي المديد هذا العام الدراسي الذي ينبغي أن يكون هناك حضور للمحاضرات وإصغاء للمدرس وكتابة ملاحظة ومراجعة للأبحاث، هذا الجهد المستمر طوال العام إذا دخل الطالب وقد أدى الذي ينبغي أن يؤديه في أثناء العام إلى ساعات الامتحان يكتب وهو في أسعد لحظات حياته هو في ساعة الامتحان فإذا شبهنا العبادات التعاملية بالعام الدراسي العبادات الشعائرية بساعات الامتحان، الامتحان له معنى والذي يؤديه في قمة السعادة إذا كان قد أمضى العام الدراسي بالدراسة والبحث والمتابعة والمذاكرة وما إلى ذلك، أما هذا الطالب الذي لم يداوم إطلاقاً ولم يفتح كتاباً ولم يحضر درساً كيف يمكن أن ينتفع بساعات الامتحان، لا ينتفع بها إطلاقاً، فأنا أريد أن أوجه هذه الحقيقة الصارخة للأخوة المستمعين أننا ما لم نستقم على أمر الله فترك الطعام والشراب لا معنى له إطلاقاً بل إنه لا يعقل أن يكون أمر من خالق الأرض والسماوات ينتهي عند ترك الطعام والشراب هذا أمر لا يليق بخالق السماوات....
المذيع: وهناك خصوصية تتعلق برمضان أنه عبادة سرية بين العبد وربه – اسمح لي أن نتوقف قليلاً ونتلقى أول اتصال:
السائل: السلام عليكم – الأخ ماهر- سيدي اليانصيب هل هي حرام أم حلال ؟ إن كانت حرام لماذا ؟ وإن كانت حلال لماذا ؟ وصاحب اليانصيب هل يشارك في مال أو أي شيء ؟ وهل تقبل منه صدقة إن أعطى أحداً من أقاربه ؟ وهل يستدان منه ؟ وإذا أو لما ولما هل يركل منها ؟ جزاكم الله خيراً.
الأستاذ: تقصد بصاحب اليانصيب الذي ربح الجائزة طبعاً.
المذيع: توقفنا أستاذي عند الصيام عبادة سرية بين العبد وربه.
الأستاذ: أنا تحدثت عن ربط العبادة الشعائرية والعبادة التعاملية، ولم أدخل بعد في خصائص الصيام كما تفضلت من أولى خصوصيات الصيام أنه عبادة الإخلاص، بمعنى قد تكون في بيتك وحدك والصيام في أشهر الحر ولا يستطيع إنسان أن يكتشف مخالفتك لهذا الأمر إلا أنك تمتنع ذاتياً عن وضع قطرة ماء في فمك خوفاً من الله عز وجل، لذلك الصائم يشعر أنه مخلص وأنه يراقب الله عز وجل، وأن الله وحده مطلع عليه ومن أفضل مراتب الإيمان أن تعلم أن الله معك، فالصائم يعلم أن الله معه.
المذيع: معنا اتصال آخر:
السائل: السلام عليكم – الأخت هند – أرجو من الدكتور أن يحدثنا عن قوله تعالى:

﴿فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (38) ﴾

وسؤال آخر: إذا كان الأب أو الأم فقراء وعندهم أولاد كثر هل تجوز على الابن الزكاة، وسؤال: هل يجوز أداء العمرة عن شخص آخر، وشكراً
الأستاذ: فأولى خصائص الصيام أنه عبادة الإخلاص يشعرك ويقنعك أنك مخلص لله عز وجل، لأتن هذا العلم ترك الطعام والشراب لا يستطيع أن يضبطك به أحد إلا أن الله هو الذي معك دائماً هو الذي يحاسبك.
المذيع: عذراً هناك اتصال:
السائل: السلام عليكم – الأخت آمنة – هل يجوز أن تعطي الأم زكاة المال لابنتها المتزوجة التي هي بحال سيئ، وزكاة الفطر إذا أعطتها الأخت لأخوها العسكري هل يجوز، أو العسكري ليس له مورد دفعها أهله عنه هل يمكن ؟ شكراً.
الأستاذ: يوجد نقطة دقيقة جداً شاءت حكمة الله أن تكون أحكام هذا الدين متوافقة مع القوانين كما أن القانون يمنع السرقة، الدين أيضاً يمنع السرقة، فالذي لا يسرق يا ترى هل ترك السرقة خوفاً من الله أم خوفاً من القانون ؟ الله أعلم، لكن القانون يمنع السرقة والدين يمنع السرقة، ولكن لحكمة بالغة بالغة الدين متميز ببعض الأوامر والنواهي لا يمكن بأن يشترك فيها مع القانون كغض البصر والصيام ليس في الأرض جهة تستطيع أن تضبط هذا الأمر إلا الله وحده، فالإنسان حينما يمتنع عن إطلاق غض البصر أو عن الإفطار في رمضان هو يتحقق من أنه مخلص لله عز وجل، لأنه بإمكانه أن يفعل هاتين المعصيتين من دون أن يكون ملوماً على سطح الأرض، فمن خصائص الدين أن الله أعطى أوامر يتميز بها على القانون، فإذا ترك الإنسان الطعام والشراب والمباحات فهو يتركها خوفاً من الله عز وجل.
المذيع: بارك الله فيك أستاذنا، معنا اتصال:
السائل: كان زوجي في المقبرة يزور مع صديقه فدخلت امرأة تسأل أين هو حفار القبور فسمعها الحفار ولم يرد عليها فقال رفيق زوجي لها هذا هو الحفار ودلها على زوجي فأعطته بعض الأشياء وأوصته بأن يقرأ لفقيدها وأعطتها مبلغاً من المال هل يجوز أن يأخذهم أم ماذا يفعل بهم ؟ وشكراً.
المذيع: ما رأيك أستاذ بأن نبدأ بالإجابة على الأسئلة ؟ نأخذ السؤال الأول اليانصيب.
الأستاذ: اليانصيب حرام بإجماع العلماء السبب الأصل في التعاملات الإسلامية في الإسلام أن كل علاقة مالية فيها منفعة للطرفين فهي صحيحة، أما أية معاملة فيها منفعة لجهة ومضرة لجهة فهو محرم، ذلك لأن الذي يربح أخذ من دون ما يدفع مقابل هذا المبلغ، والذي دفع لم يأخذ شيء ! ما دامت منفعة بنيت على مضرة فهي محرمة، اليانصيب أصل التحريم أن منفعة بنيت على مضرة، أصل العلاقات المالية في الإسلام هي علاقات معاوضة فشيء مقابل شيء، أنا حينما أبيع أربح، لكن الذي أخذ الحاجة من جنب بيته دون أن يتكلف عبئها من جلبها من مكان بعيد هو انتفع وأنا انتفعت، فحينما تكون المنفعة متبادلة هذا هو الأصل في العلاقة المباحة وحينما تكون منفعة على مضرة هذا يوجب التحريم، فاليانصيب محرم لأنه منفعة بنيت على مضرة نتابع بعض الاتصال.
السائل: السلام عليكم – الأخ فراس – السؤال الأول: عن أقاويل شخص متزوج ولم يرزقه الله بأولاد وعنده أولاد أخ يرثوه فقط أولاد الأخ الذكور يرثوا أما الإناث لا يرثوا العم، السؤال الثاني: الآية الكريمة:

﴿وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾

أرجو تفسيرها وشكراً
المذيع: نتابع السؤال الأول هل يشارك صاحب اليانصيب و هل تقبل منه زكاة إذا أولم هل يؤكل من طعامه.
الأستاذ: إذا أولم يؤكل من طعامه لأن الذي عنده مال حلال وحرام إذا اندمج المالان فالفقهاء أشاروا لأن الشرع فيه شيء من المرونة فحينما يكون لي صديق له راتب محدد والراتب مشروع والدخل حلال وعنده دخل آخر فيه شبهة فإذا زرته في البيت وقدم لي شيئاً من الطعام آكله لأن الله عز وجل يحسبه من القسم الحلال أما إذا كان الحرام صرف إنسان سرق من إنسان طعام وقدمه لك ينبغي أن لا تأكله أبداً، دفعاً للعنت والحرج إذا اختلط المال الحلال بالمال الحرام فالله عز وجل يعد هذه الضيافة من المال الحلال، أما إذا كان الطعام صرفاً لا ينبغي أن نأكل شيئاً هذا إذا قدم ضيافة، أما إذا أتى لإنسان وقال له أنا معك في مشروع، الإنسان غير مكلف أن يسأله من أين أتيت بالمال، لكن إذا كان يعلم قال العلماء الورع ألا يقبل !
عندنا موقف حكم شرعي وعندنا موقف الورع، الورع ألا يقبل.
المذيع: هل تقبل زكاته ؟
الأستاذ: الزكاة فرض إن دفعها من هذا المال هذا المال حرام، فالله عز وجل طيب ولا يأكل إلا طيب، لكن إذا كان له مال آخر ودفع عنه تقبل الزكاة، والمال الحرام ينبغي أن يتصدق به.
المذيع: معنا اتصال:
السائل: السلام عليكم – الأخ يحيا – الأستاذ يتكلم عن العبادات الشعائرية في هذا الشهر العظيم أرجو أن يوجه بعض الكلمات للسادة المستمعين التي هي موضوع يدخل الواحد للجامع مرشح ويزعج المصلين وأكل الثوم والبصل هذا يؤذي من يقف بين يدي الله عز وجل نحن نتشكر فضيلة الأستاذ.
المذيع: سؤال الأخت هند نجيب عنه تطلب تفسير الآية.
الأستاذ: يوجد وكالة فضاء كبيرة جداً بل من اكبر وكالات الفضاء في العالم عرضت قبل سنتين أو اكثر صورة لو تأملناها لا نشك لثانية واحدة أنها وردة جورية بأوراقها الحمراء الداكنة وبوريقاتها الخضراء الزاهية وبكأسها الأزرق في الوسط وردة جورية في كل معاني هذه الكلمة ! وعرضت هذه الصورة في ندوة تلفزيونية قبل عام هذه الصورة في الحقيقة هي انفجار لنجم يبعد عنا ثلاثة آلاف سنة ضوئية هذا النجم هو عين القط ولو قرأت قوله تعالى:

﴿فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (38) ﴾

(سورة الرحمن)

لو قرأت كل التفاسير التي تشرح هذه الآية لا يروى غليلك إلا بهذه الصورة، وهذه من الإعجاز العلمي في الكتاب الكريم.
بل إن الإمام علي كرم الله وجهه: في القرآن آيات لما تفسر بعد.

﴿فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (38) ﴾

هي وردة تعبر عن انشقاق نجم هو عين القط يبعد عنا ثلاثة آلاف سنة ضوئية.
المذيع: بارك الله لنا بك أستاذنا معنا اتصال:
السائل: السلام عليكم – الأخت إيمان- أرجو شرح الآية الكريمة وما يعلم جنود ربك إلا هو – الشيخ قال بأول حديثه:

(( وإذا خلوا بمحارم الله انتهكوها))

أرجو أن تفسر بشكل أوسع.
المذيع: نعود أستاذي لأسئلة الأخوة المستمعين وصلنا لسؤال الأخت هند هل يجوز أن تعطى زكاة المال للابن الفقير ؟
الأستاذ: الأصل أن الزكاة لا تعطى للأصول والفروع، فالفروع الأولاد مهما نزلوا والأصول الآباء مهما علوا، إلا أن هناك استثناء حينما يستقل الابن عن أبيه في النفقة..
هناك حادثة في عهد النبي عليه الصلاة والسلام غطيت بهذا الحكم، فحينما يستقل الابن عن أبيه في النفقة هناك رأي في إعطائه بعض الزكاة لكن أريد أن انبه الأخوة المستمعين أن هؤلاء الذين يردون أن يجعلوا هذه الزكاة داخلية فقط فإنهم عطلوا حكمتها، لابد أن تساعد الفقير أما لابد من أن يجعل الزكاة كلها في أسرته هذا لا يجوز لك أن تعطي أخاك وأختك وكل أقربائك والحقيقة أن الصدقة إذا اتجهت للأقارب لها أجران أجر الصدقة وجر الصلة، أما الأصول والفروع والزوجة لا يجوز أن يأخذوا من زكاة المرء شيئاً لأنها إن دفع زكاته لابنه وهو مكلف بالإنفاق عليه فكأنه ما دفعها.
المذيع: هذا الكلام ينطبق على الأخت الآمنة التي تسأل هل يجوز أن تدفع الأم زكاة المال لابنتها المتزوجة ؟
الأستاذ: لا يجوز إلا إذا أعطته لصهرها يمكن.
المذيع: معنا اتصال:
السائل: السلام عليكم – الأخت رغدة – سؤال رجل تزوج من امرأة أجنبية نصرانية وأنجب طفلاً صار اليوم رجلاً وتوفي والده، والجد كتب للمتوفي ما يرث من أباه كما لو كان حياً وعندما توفي الجد قام كبير الأخوة بطريقة أو بأخرى أخذ وكالة من هذا الموجود في الدولة الأجنبية وعاد وقسم تركة أخوه على نفسه وأخذ القسم الأكبر طبعاً وإخوته الذكور وأولاد إخوته الذكور وترك البنات من هذا الإرث فهل صحيح أن هذا الابن إن كان نصرانياً لا يرث من المسلم وهل عمله في تقسيم التركة حلال وشكراً.
المذيع: هل يجوز أداء العمرة عن شخص آخر.
الأستاذ: لا يجوز أبداً لقوله تعالى:

﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39)﴾

(سورة النجم)

المذيع: هل يجوز أن تعطى صدقة الفطر للأخ المجند أو الأعزب.
الأستاذ: وما ينطبق على الزكاة ينطبق على صدقة الفطر فنحن في الزكاة لا نعطي الآباء والأبناء والزوجة لكن نعطي الأخوة والأخوات كذلك صدقة الفطر.
المذيع: معنا اتصال:
السائل: السلام عليكم – الأخ عاطف – رجل مصاب بمرض معد وقد منعه الدكتور من الأولاد هو يحب أن يكون عنده أولاد ما موقف الشرع ؟
المذيع: سؤال الأخت هل يجوز تناول بعض المال مقابل قراءة القرآن ؟
الأستاذ: لا يجوز، أما لتعليم القرآن أنا عندي مدارس وزير تربية وعندي مدارس في شتى أنحاء القطر كيف أعلمهم القرآن لا بد من أن أعين مدرس تربية إسلامية وهذا متفرغ وله زوجة وأولاد، فعلى تعليمه يمكن لكن قراءته لا.
المذيع: معنا اتصال:
السائل: السلام عليكم – الأخت إيمان – إذا كانت المرأة في الحيض وأثناء الحيض لم ترى شيء وفي اليوم الثاني رأت هل تصوم اليوم الذي لم ترى به شيء ؟
المذيع: نجيب عن سؤال الأخ فراس أولاد الأخ الذكور يرثون من عمهم الذي لا ولد له – وعن تفسير ما ملكت أيمانكم.
الأستاذ: قضية الإرث لم يسمح للنبي عليه الصلاة والسلام وهو سيد الخلق أن يحدد هذه الأنصبة لكن الله تولى بنفسه تحديد أنصبة الإرث لذلك ما أوجبه الله في الإرث يجب أن لا يغير ولا يبدل، الآن ليس هناك ملك يمين إطلاقاً فمن أجل توفير الوقت والإنسان عليه أن يطبق ما هو مستطيعه في عصره، ملك اليمين حينما كان هناك فتوحات إسلامية لها حكم خاص يحتاج لوقت طويل جداً وشرح.
المذيع: معنا اتصال:
السائل: السلام عليكم – الأخت زهرة – سمعنا الأخبار من قليل هذه هي أخبارنا وأوجاعنا أمهاتنا وأبنائنا وأحبائنا في فلسطين يعيشون لحظات العنف يوماً بعد يوم في مدينة الإرهاب فهل من يثأر من للشهداء، هل من قوة عربية تماسكت لتنقذ الأقصى المبارك من التدمير وبيت المقدس وأهل الجهاد في فلسطين والله يا سيدي إننا نمتلك أكبر ذخيرة وأعظم سلاح وهي القنابل البشرية فلماذا نقفل الباب وشبابنا وشاباتنا لديهم القدرات وكان في تاريخ فلسطين كثيراً من الأمثلة، نحن بحاجة إلى أن نقف نوادينا الليلية ونمنع قارعات الطبول ومائلات الخصور من إفساد شبابنا وإظهارهم على شاشات التلفزة وتحسين إعلامنا بحيث يصبح إعلاماً إسلامياً مقاوماً يبحث في قضايا الأمة والإسلام سيدي إذا سمحت لي مسلسل الشتات يحكي في نشأة الصبيان والله صدرت بيانات بيد أميركا تطلب بان لا يعرض هذا المسلسل على فضائيات العرب باستثناء قناة المنارة وشكراً لكم.
المذيع: سؤال الأخ يحيى يريد توجيه إرشادات للمصلين في المساجد خاصة بما يؤذي الناس.
الأستاذ: أيها الأخوة المستمعون رحم الله عبداً جب المغيبة عن نفسه عامل الناس كما تحب أن يعاملوك المسلم في الأصل لطيف جداً وظله خفيف جداً لا يؤذي أحد لا بكلمة ولا برائحة ولا بموقف ولا بحركة فالإسلام مجموعة قيم أخلاقية، ومجموعة تهذيبات شعورية فكيف يبيح المسلم لنفسه في رمضان في جماعة وأنفاسه بين إخوانه أن يأكل طعاماً له رائحة وخاذة يقول عليه الصلاة والسلام:

((من أكل من هذا فلا يقربن مصلانا))

فهذا أمر نبوي أو نهي نبوي فينبغي أن ينضبط الإنسان إن في جواربه أو بعض الأطعمة التي لها رائحة كثيفة تؤذي من حوله هذه الملاحظة قيمة جداً أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتمثلها المسلمون لأن المسلم لا يؤذي أخاه المسلم إطلاقاً وأنواع الأذى لا تعد ولا تحصى قد يؤذيه برائحة جواربه أو برائحة فمه أو بحركته العشواقية أو حينما يقحمه في الصف أو يزعجه في الجلسة أو يعلو عليه في الجلوس فيمنع عنه رؤية المتكلم، هذه كلها كان عليه الصلاة والسلام إذا دخل بيته لف ثوبه لئلا يحدث حفيف للثوب يوقظ زوجته !
تخيل أستاذ زهير إنسان دخل للبيت الثوب لا يصدر حفيف مزعج شيء لا يذكر كان النبي الكريم إذا دخل بيته أمسك ثوبه الفضفاض بيده لئلا يحدث حفيفاً يوقظ زوجته، وكان يقول:

(( لا تحمر الوجوه))

لا تخجل إنساناً فما لم يكن الإنسان المسلم في قمة اللطف والتهذيب والذوق والخلق القويم أين إسلامه وانتماءه المسلم ينتمي للكمال لأن المسلم مظنة كمال ولأن الله سبحانه وتعالى نهانا عن أدق الأشياء لسيدة عائشة قالت كلمة عن أختها صفية قالت:

((عَنْ أَبِي حُذَيْفَةَ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ حَكَيْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا فَقَالَ مَا يَسُرُّنِي أَنِّي حَكَيْتُ رَجُلًا وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا قَالَتْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ صَفِيَّةَ امْرَأَةٌ وَقَالَتْ بِيَدِهَا هَكَذَا كَأَنَّهَا تَعْنِي قَصِيرَةً فَقَالَ لَقَدْ مَزَجْتِ بِكَلِمَةٍ لَوْ مَزَجْتِ بِهَا مَاءَ الْبَحْرِ لَمُزِجَ ))

(سنن الترمذي)

كلمة قصيرة، ينبغي أن لا أؤذي أخي لا بتحكم ولا بمحاكاة ولا بسخرية ولا بمجابهة ولا بإحراج ولا برائحة ولا بمزاحمة ولا بشيء من الأشياء هذا من صفات المؤمن.
المذيع: بارك الله فيك، معنا اتصال:
السائل: السلام عليكم – الأخت هالة – كل أول شهر نجمع مبلغ من المال من العائلة و نوزعه للفقراء أنا مسؤولة عن التوزيع هل يجوز أن أعطي أختي من المال بالرغم من وجود زوجها، أم نكون بهذه الحال نعين زوجها على عدم اكتفاء أولادهم ؟ سؤال ثاني: نصيحة للنساء غير المتحجبات وتمارين عن العبادة الكاملة في رمضان وشكراً.
المذيع: الأخت إيمان تطلب تفسير قوله تعالى:

﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ﴾

(سورة المدثر)

الأستاذ: يعني أي شيء يؤذي الإنسان من جنود الله عز وجل، ففيروس الإيدز والطاعون من جنود اله، أي شيء يلجئ الإنسان لله عز وجل بالتضرع والسؤال يعد من جنود الله، وربنا عز وجل من رحمته أنه يسوق بعض الشدائد ليدفع الناس لباب التوبة، فجنود الله قد تكون الأمراض والأوبئة والزلازل والبراكين وأي شيء يعد من المصائب هي من جنود الله عز وجل.
المذيع: معنا اتصال:
السائل: السلام عليكم – الأخ محمد – سمعنا مرة ندوة من سنين فقال موضوع لا أعرف إن كنت قد فهمته خطأ فأطلب بعض التوضيح بخيال علمي محض لو استطعنا أن نخترع سفينة تسبق سرعة الضوء وسرنا بخلف دوران الأرض قال نستطيع أن نرى التاريخ، فأرجو توضيح أكثر وشكراً.
المذيع: تطلب الأخت إيمان تفسير قوله تعالى:

((فإذا خلوا بمحارم الله انتهكوها.))

الأستاذ: الإنسان أمام الناس ينضبط في سلوكه وأفعاله وأقواله ومظهره وهيأته، لكن لو أنه خلا في البيت وفعل شيئاً لا يرضي الله عز وجل، سهرة مختلطة ملأ عينه من محاسن الأجنبيات اللواتي لا يجوز أن ينظر لهم، هذه خلوة فيها معصية، لو أنه أكل مالاً حراماً دون أن يشعر أحد في خلوته جيّر مبلغ له ونسبه لغيره، ممكن يأكل مال حرام أو يغش أو يضيف لبعض التزييف مواد إضافية بخسة الثمن فإما بغش أو بمال حرام أو بارتكاب معصية في خلوته، أما أمام الناس صائم مصلي:

((فإذا خلوا بمحارم الله انتهكوها.))

المذيع: نستقبل آخر اتصال:
السائل: السلام عليكم – دكتور زكريا – العبادات الشعائرية لا تصح إلا بالعبادات التعاملية – حقيقة صارحة دائماً يؤكد عليها الدكتور محمد راتب بارك الله بك أكدها بشواهد من القرآن والحديث والمنطق وإذا سمح لي بأن أؤكدها بقول بعض الشعراء صلي وصم وطف بمكة ناسكاً سبعين لا سبعة فلست بناسك
هذا ما قاله المعري ويقول آخر:

 

حججت البيت ليتك لم تحجه فإن البيت كاد منك أن يهج

ذهبت بعـدلين مـن الخطـايا فـعدت بعـدلـين وخـرج
***

ونحن نؤمن ما دمت مبتعداً عن الدنايا فكل أشهرك صيام بارك الله لنا بكم وشكراً لكم
المذيع: هناك سؤال من رغدة هل يجوز إذا الابن نصرانياً لا يرث من المسلم ؟
الأستاذ: نعم صحيح –اختلاف الدين يمنع الإرث، لكن هذا الابن أبوه مسلم لو تألفنا قلبه بمبلغ لا نسميه إرثاً بل تأليف قلب لكان أقرب إلينا مما حرمناه، إذا حرمناه يزداد عقوقاً والتصاقاً بالكفر ويبتعد عنا، لا نسمي هذا المبلغ إرث نسميه استجلاب من المؤلفة قلوبهم.
المذيع: سؤال الأخ عاطف ما موقف الشرع من منع الطبيب له من الإنجاب.
الأستاذ: نحن دائماً نعتمد في هذه القضايا إخبار طبيب مسلم حاذق فإذا أخبره طبيب مسلم ورع أن إنجاب الأولاد يسبب مرضاً عضالاً وقد يكون متعب جداً للأولاد ينبغي أن ينصاع الإنسان لأن الطبيب في هذا الموضوع هو المفتي.
المذيع: الأخت إيمان أشارت إلى اختلاف الحيض عند النساء خاصة في شهر رمضان، توضيح حكم الشرع لهذه الاختلاطات.
الأستاذ: الحيض من سبعة أيام إلى عشرة أيام، فالحيض مستمر لكن بعد هذه الأيام إذا كان هناك دم فاتح هو استحاضة عرق فلتان، أما إذا كان ضمن الحيض الحيض مستمر
المذيع: الأخت زهرة أشارت في مداخلة لإخواننا في فلسطين وأشارت أيضاً إلى مسلسل الشتات الذي طلبت الولايات المتحدة عدم عرضه على الشاشات العربية وهو يعرض حالياً على قناة المنار، شكراً للأخت زهرة على مداخلتها.
الأخت هالة تسأل أنها تجمع الزكاة في بيتها وتقوم هي بتوزيع الأموال هل يجوز أن تعطي أختها إن كانت محتاجة ؟
الأستاذ: الأصل إذا أطلقت يدها في توزيع هذه الأموال لها أن تعطي من تريد بشرط أن
تحقق وصية الدافع، تعطى لفقيرة فإذا كانت أختها فقيرة لا مانع، أما إذا حددت لها الجهات التي ينبغي أن تدفع لها الزكاة لا يجوز أن تتجاوز ما حدد لها، لو أطلقت يدها لا مانع لكن بشرط أن تعطي من هو مستحق، ولو أن المستحق هو أختها.
المذيع: تطلب الأخت هالة نصيحة لغير المتحجبات بشهر رمضان حالياً.
الأستاذ: أرى أنه كيف هناك عبادة خاصة بالذكور كالجهاد فرضاً وحضور الجمعة والجماعات، أنا أقول على هذا المنبر هناك عبادة متعلقة بالنساء أسميها عبادة إعفاف الشباب، فالمرأة محببة للرجل، هذه حقيقة أكدها القرآن فقال تعالى:

﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14)﴾

(سورة آل عمران)

فلأن المرأة محببة للرجل ولأن أعضائها ومفاتنها تجلب نظر الرجل فمن طاعة المرأة لربها أن تعف الشباب بتستير جسمها وإعفاف الشباب عن متابعة جسمها فأية امرأة تحب الله ورسوله وتخاف من الله ينبغي أن تتحجب وتستر مفاتنها عن الشباب وإلا يقول ربك عز وجل:

﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)﴾

(سورة الفجر)

الله عز وجل عنده من الأدوية الرادعة ما لا يوصف، عنده أمراض وأوبئة وسرطانات وتشمع كبد وخثرة بالدماغ عنده وسائل تدمير شاملة، فهذه التي لا تعبأ بوعيد الله عز وجل يمكن أن يسمح لها أن تفعل ما تشاء إلى حين، ولكن تأتي بعدها المصيبة لتذكرها بأمر الله عز وجل.
المذيع: ذلك ما ورد في الحديث القدسي:

((يا ابن آدم إن ذكرتني ذكرتك وإن نسيتني ذكرتك))

فهذا الباب الثاني إن نسيه ذكره الله سبحانه وتعالى.....
الأستاذ: والله علمت عن امرأة متفلتة بشكل غير معقول خارجة عن كل قواعد الدين وأصوله تظهر كل مفاتنها لناس في الطرقات وباتصالات أصيبت بمرض عضال تقول في أثناء البكاء والنشيج والله لو طلب مني أن أضع على جسمي ما يوضع على الدابة لوضعته لعل الله يشفيني، الله عز وجل عنده أدوية مرة.
المذيع: الأخ أبو محمد في إحدى الندوات التي قلتها تحدت عن اختراع سفينة تسبق سرعة الضوء هو يريد توضيح هذه الفكرة.
الأستاذ: موقعة بدر صدر منها موجات ضوئية إلى الفضاء الخارجي مجموع هذه الموجات هو الموقع، سرعة هذه الموجات هو ثلاثمائة ألف كيلو متر بالثانية، لو تخيلنا مركبة تمشي بهذه السرعة لرأينا هذه الموقعة إلى أبد الآبدين توق الزمن ! لو سرنا مع الضوء توقف الزمن، أنا سأرافق هذه الموجات، هذه المعركة صدر عنها موجات ضوئية، نحن في التلفاز يوضع ضوء شديد على وجه المذيع، صار الوجه المذيع عاكس ضوئي، صادر عن وجه المذيع موجات ضوئية، الآن معركة بدر أو اليرموك أو أي معركة يصدر عنها موجات ضوئية سرعة هذه الموجات نحو الفضاء الخارجي ثلاثمائة ألف كيلو متر بالثانية، لو تصورنا أننا صنعنا مركبة نمشي بها بهذه السرعة لرأينا هذه الموقعة إلى أبد الآبدين توقف الزمن، لو سبقنا الضوء لرأينا ماذا حدث في هذا المكان قبل هذا التاريخ، إذا سرنا مع الضوء توقف الزمن، وإذا سبقناه تراجع الزمن، فإذا قصرنا عن الضوء تراخى الزمن، فهذه قضية نظرية بحتة أنني إذا سرت مع الضوء توقف الزمن، أرى الذي أمامي بشكل مستمر أما إذا سبقت الضوء، أنا أسكن في بيت لو أنني سرت أسرع من الضوء لرأيته بستاناً قبل مائة عام ! لذلك هناك فكر من الخيال العلمي، أنني إذا سبقت الضوء قد أرى معركة القادسية تماماً كأنها تقع أمامي هذا هو التفسير.
المذيع: بارك الله لنا فيك، كلمة الدكتور زكريا على مداخلته التي أشار فيها أن العبادات الشعائرية لا تتم إلا بالعبادات التعاملية أنت تفضلت من باب الفقه وهو تفضل من باب الشعر، هل من كلمة أستاذي الكريم نختم بها الحلقة حول العبادات.
الأستاذ: والله أتمنى على الإخوة الصائمين أن ينضبطوا في رمضان لأن انضباطهم يجعلهم يقطفون ثمار صيامهم، الصيام أيها الأخوة صلح مع الله وفتح صفحة شديدة، إنسان عليه ديون مئات الملايين وكل أمواله محجوزة وعليه محاكمات، لو جاءه من يقول له افعل في ثلاثين يوماً كذا وكذا فتعفى من كل هذه الديون !

(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ))

(صحيح البخاري)

((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ))

(صحيح البخاري)

فرصة لا تعوض، لكن أقول الذنوب التي تغفر في رمضان هي التي تكون بينك وبين الله، أما التي بينك وبين العباد هي حقوق مبنية على المشاححة لا تغفر إلا بالأداء أو المسامحة، أما الذنوب التي بينك وبين الله تغفر في رمضان وتعود مغفور الذنوب إن شاء الله، ونحن نسأل الله عز وجل أن نكون جميعاً مع الإخوة المستمعين من عتقاء شهر رمضان.
المذيع: بارك الله لنا جميعاً وفي نهاية اللقاء أيها الأخوة باسمكم جميعاً نشكر فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي المحاضر في كلية التربية في جامعة دمشق أستاذ الإعجاز العلمي في كلية الشريعة وخطيب الدين في جامع النابلسي جزاك الله عنا كل خير، نشكر زملائنا في التنفيذ على الهواء مباشرة نلتقي إن شاء الله في يوم السبت المقبل حلقة جديدة لكم منا كل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

إخفاء الصور