وضع داكن
29-03-2024
Logo
فاسألوا أهل الذكر - الندوة : 27 - حقوق المرأة.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 المذيع: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى صحبه أجمعين. أيها الأخوة الكرام: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أهلاً ومرحباً بكم إلى هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم اسألوا أهل الذكر، لقد جعل الله سبحانه وتعالى التوازن في الحقوق والواجبات أساساً من أسس التشريع من هذا الدين الحنيف، فكل حق يكتسبه الإنسان لابد من أن يقترن به واجب، يجب عليه أن يؤديه، فحقوق الزوج على زوجته متلازمة مع واجباته نحوها، وحقوق الآباء على الأبناء مسبوقة بواجبهم نحو أبنائهم، وهكذا ينتظم المجتمع المسلم بين مجموعة من الحقوق والواجبات دون تفريط أو إفراط، فإذا خضع هذا المجتمع لهذا التشريع والتنظيم الإلهي الحكيم والتزم به التزام خضوع وإيمان وتصديق أصبح الإنسان يحيا حياة طيبة في هذه الدنيا قبل أن ينتقل إلى جنة المأوى، وللحديث عن الحقوق والواجبات وخاصة حقوق المرأة.

﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ ﴾

 نرحب بفضيلة الدكتور الشيخ محمد راتب النابلسي الأستاذ المحاضر في كلية التربية بجامعة دمشق، أستاذ الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في كليات الشريعة وأصول الدين، السلام عليكم ورحمة الله أستاذ.
 الأستاذ: وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
 المذيع: أستاذ هناك آيات كثيرة وأحاديث نبوية شريفة تشير إلى الحقوق والواجبات في الإسلام وخاصة الحقوق التي ضمنها الإسلام للمرأة الزوج والأخت والأم و.... وهناك أيضاً حقوق للمطلقة وللأرملة، حبذا أستاذنا الكريم لو أردنا أن نشرح هذه الحقوق لاحتجنا إلى كتب وحلقات كثيرة، لكن نستعرض الأهم منها الآن.
 الأستاذ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
الحقيقة هناك مقولة تقول: إن فضل كلام الله على كلام خلقه كفضل الله على خلقه المسافة بين الخالق والمخلوق هي نفس المسافة بين كلام الله وكلام الخلق، يقاس على هذه القاعدة: أن فضل منهج الله على مناهج أرضية موضوعة كفضل الله على خلقه.
 نحن نتحدث في هذا اللقاء الطيب عن منهج الله عز وجل خالق السماوات والأرض من بيده ملكوت كل شيء، الذي خلق الذكر والأنثى، فلا بد من أن نرى في هذا المنهج روعة ودقة وتفصيلاً ما بعده تفصيل، ذلك أن المرأة في القرآن الكريم مساوية للرجل تماماً.
 الحقيقة كما تفضلتم قبل قليل أن هذا اللقاء حول الواجبات والحقوق ولا سيما حقوق المرأة، ولكن قبل أن ندخل في تفاصيل هذه الحقوق لا بد من أن نعرف ما مكانة المرأة في القرآن الكريم، ما مكانتها ما حجمها ما لها ما عليها.
 القرآن الكريم والسنة المطهرة يؤكدان أن المرأة مساوية للرجل، وبين أن ألفت النظر أن المسلمين في العصور المتأخرة لا تعبر عن الإسلام إطلاقاً، الإسلام شيء بصراحته ووضوحه وقوته وعدله ورحمته وفضله والممارسات الناتجة عن جهل من الإخوة المؤمنين لمفهوم الدين وقيمة المرأة في الإسلام شيء آخر.
 أكبر خطأ يقع فيه الإنسان حينما يفهم الدين من المتدينين، أو حينما يفهم الإسلام من المسلمين أو حينما يفهم حقوق المرأة من زوج لا يعرف حقوقها وواجباتها، فنحن حينما نبحث في قضية في الدين ينبغي أن نتجاوز الواقع السيئ الذي هو يؤلم أشد الألم إلى أصول الدين.
 أرأيت إلى نهر بردى لو ذهبت إلى ينبوعه لوجدت الماء الزلال الفرات الصافي الرقراق، لو ذهبت إلى مصبه لوجدت آثماً أسوداً، هذا المثل ينطبق على حقائق الدين، أصول الدين رائعة ونقية وصافية وواضحة لكن جاءته روافد من هنا ومن هناك، حتى اسودت مائه، وحتى أصبح بعيداً عن الفطرة السليمة، ليس الدين قهراً للمرأة، أو تعذيباً لها أو استعلاءاً عليها، فالنبي عليه الصلاة والسلام كان قدوة في معاملة الزوجات على أنه نبي عظيم ويحمل أعظم رسالة على وجه الأرض، على أنه مشغول بهذه الدعوة الكبيرة كان زوجاً مثالياً ومنصفاً ووفياً.
 كما ورد في الأثر:

 

(( السيدة عائشة مرة حدثته عن قصة أبي زرع وكيف كان يحب زوجته ويعطف عليها ويحسن إليها وينصفها ثم قالت له أنه طلقها في نهاية المطاف، فقال: أنا لك كأبي زرع إلا أنني لا أطلقك ))

 أحياناً الأزواج يتمازحون في الحديث عن الزوجة الثانية أو تطليق الزوجة هم يمزحون لكن هذا يهز كيان المرأة، النبي عليه الصلاة والسلام علمنا كيف نكون أزواج صالحين.
 الحقيقة الحديث يطول ولكن المعاناة التي يعاني منها المجتمع المسلم بسبب نقص المعرفة والاستقامة والسلوك يسبب تصوراً عاماً لا يرضي المرأة.
 الحقيقة الأولى في هذا اللقاء الطيب أن المرأة مساوية للرجل تماماً.
 المذيع: نتوقف قليلاً لنتناول أول اتصال:
 المتصل: الأخ محمد – السلام عليكم:

 

 

﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً (36) ﴾

 

(سورة الإسراء)

 كلمة الفؤاد أين موقع الفؤاد هل في القلب أم في الصدر أم في الدماغ ؟
 المذيع: أستاذنا الكريم لجهلنا بحقوق المرأة نعيش تخلفاً حضارياً.
 الأستاذ: فأولاً هي مساوية للرجل تماماً و ألح على كلمة تماماً فالتكليف والتشريف والمسؤولية بمعنى أنه مكلفة كما هو مكلف، بالإيمان وبأركان الإسلام، ومساوية له في التشريف هي مشرفة كما هو مشرف بالتمام والكمال ومساوية له في المسؤولية، هي مسؤولة كما هو مسؤول، فإذا قمنا بالمساواة نعني بها التكليف وفي التشريف وفي المسؤولية، الحقيقة أنه في اللغة العربية أن كل آية موجهة إلى الذين آمنوا تشمل المؤمنات قطعاً، في اللغة العربية وهذه لغة القرآن إذا دخل إلى غرفة عشرين طالبة وفيهم طالب واحد يقال دخل الطلاب، فأية آية توجه للذين آمنوا موجهة قطعاً وحكماً ولغة اللواتي آمنا بالله، ولكن الله أراد في بعض الآيات أن يبين أن المرأة مساوية للرجل تماماً حينما قال:

 

﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (35)﴾

 

(سورة الأحزاب)

﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ﴾

(سورة آل عمران)

 في آيات توجه الله بالخطاب إلى الذكور وهي حكماً موجهة للإناث، لأن القرآن نزل بلسان عربي مبين، وفي آيات عدة توجه الله للذكور والإناث معاً تأكيداً للمساواة، هي مساوية له في التكليف ومكلفة بأركان الإيمان والإسلام ومساوية له في التشريف مشرفة كما هو مشرف، وقد تكون قلامة ظفر امرأة طاهرة حصان تعدل مائة ألف رجل، ومسؤولة كما هو مسؤول عن زوجها وأولادها وحفظها لنفسها ولمال زوجها وعن طاعة زوجها، و المرأة إذا صامت شهرها وصلت خمسها وصانت فرجها وحفظت نفسها وأطاعت زوجها دخلت جنة ربها، لأنها مكلفة أن ترعى زوجها حق رعاية.
 لكن النبي عليه الصلاة والسلام حينما قال عما ورد عنه في الأثر:

((اعلمي أيتها المرأة وأعلمي من دونك من النساء أن حسن تبعر المرأة زوجها يعدل الجهاد في سبيل الله))

 أرأيت إلى الجهاد وهو ذروة سنام الإسلام ؟ الجهاد أعلى ما في هذا الدين، المرأة التي تطيع زوجها وتحفظ نفسها وماله وترضي زوجها إنها بمثابة المرأة المجاهدة في سبيل الله.

 

((اعلمي أيتها المرأة وأعلمي من دونك من النساء أن حسن تبعر المرأة زوجها يعدل الجهاد في سبيل الله))

 ولكن ولا بد من كلمة ولكن الله سبحانه وتعالى حينما أكد بالقرآن وكلف النبي بالسنة أن يؤكد أن المرأة مساوية للرجل تماماً في التكليف والتشريف والمسؤولية بين من جهة أخرى.

 

 

﴿وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى﴾

 

(سورة آل عمران)

 لا بد من وقفة متأنية عند هذه الآية، الأنثى لها خصائص أقرها العالم كله، درسنا كتاب في الجامعة عن الفرق بين الذكر والأنثى في ثمانمائة صفحة، والذي ألف هذا الكتاب من كبار العلماء، وهذا الكتاب يعد من أضخم الكتب في الفروق بين الجنسين، الله عز وجل ضغط هذه الفروق بكلمتين قال:

 

﴿وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى﴾

 

 الخصائص الفكرية والنفسية والاجتماعية والجسمية هي أكمل ما يكون للأنثى بحسب الوظيفة التي أناطها الله بها، والخصائص الفكرية للرجل والنفسية والاجتماعية والجسمية هي أكمل شيء للمهمة التي أنيطت به، هذا البحث الطويل الذي يقره علماء أهل الأرض لكن بعض المنحرفين يريدون غير ذلك، سلعة رخيصة يستمتعون بها في كل مكان، يريدونها متفلتة متبرجة تظهر كل مفاتنها لهم، هذا موضوع آخر موضوع مرضي، قال تعالى:

﴿وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى﴾

 لكن لا بد من توضيح – المثل دقيق لكنه يحتاج إلى تبصر – الخصائص الجسمية والفكرية والنفسية والاجتماعية لكل طرف هي كمال له، أوضح هذا – أريد أن أنقل خمسين راكب لحلب ماذا أستخدم ؟ البولمان، أريد أن أنقل خمسة طن حديد لحلب ماذا أستخدم الشاحنة ؟ لو وقفنا عند البولمان وعند الشاحنة البولمان أوسع مساحة للركاب مساحة الحاجات صغيرة جداً، لكن السيارة الشاحنة أوسع مكان فيها للبضاعة وهناك غرفة صغيرة للسائق ومعاونه، أيهما أفضل سؤال لا معنى له أبداً حينما أنقل بضاعة أحتاج لمركبة أكبر مساحة فيها للبضاعة، وحينما أنقل بشر أحتاج لمركبة أكبر مساحة فيها للركاب، مثل للتوضيح فقط، وليس له معنى آخر.
 فالله عز وجل حينما صمم المرأة أن الناحية العاطفة غالبة عليها لتكون مسعدة لزوجها رحيمة بأطفالها حريصة على مستقبلهم، كل خصائص المرأة من أجل أن تكون زوجة محبوبة وأماً رؤوباً وكل خصائص الرجل من أجل أن يكون زوجاً وفياً ويدير دفة السفينة إلى شاطئ الأمان، فمن حيث التكريم والتشريف كلاهما سواء، من حيث الاختصاصات له اختصاصات يتميز عليها، الفكرة الدقيقة أن منطق الشهوة يدعو إلى المساواة التامة في كل شيء، لكن منطق العلم يدعو إلى أن هناك فروقاً بين الذكور والإناث وما لم تراعى هذه الفروق بين الذكور والإناث فإن مجتمعاً بأكمله يسقط في حمأة الرذيلة والإباحية والتفلت والفساد الأخلاقي وتفكك الأسرة وحمأة التفلت من منهج الله عز وجل.

﴿وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى﴾

 تعني أن لكل طرف خصائص، إلا من هذه الخصائص التي في الذكور وتلك التي في الإناث هي خصائص متكاملة وليست متشابهة وسبب ميل الذكر للأنثى هو هذا التكامل وليس التشابه وللأنثى كذلك، بل إن الله عز وجل حينما قال:

﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾

(سورة الروم)

 الكون، السماوات والأرض تعني الكون في القرآن

 

﴿وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ﴾

 

(سورة فصلت)

﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾

(سورة الروم)

 ما هي السكنة ؟ الرجل وقد آتاه الله قوة قيادية هو ينقصه العطف والحنان فيسكن لزوجته لأنه يكمل نقصه فيها، والمرأة وقد آتاها الله قوة العاطفة والعطف والانفعال تسكن إليه لأنها تكمل نقصها القيادي.
 أعود وأقول المرأة والرجل متكاملان، أي كل منهما يكمل الآخر، ومتشابهين وهذه علة السكنة، وكما أن الشمس والقمر والليل والنهار وكما أن خلق السماوات والأرض هذا الكون المعجز من هذه الآيات الدالة على عظمته.

 

﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً﴾

 امرأة إنسانة تحب كما تحب وتكره كما تكره وتغضب لما تغضب وتتألم لما تتألم وتفرح لما تفرح هذه من نعمة الله الكبرى علينا، الزوجة إنسانة لها مشاعرها وطموحاتها يؤلمها ما يؤمنا ويغضبها ما يغضبنا ويفرحها ما يفرحنا، هذا معنى قول النبي عليه الصلاة والسلام:

 

 

((عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرَّجُلِ يَجِدُ الْبَلَلَ وَلَا يَذْكُرُ احْتِلَامًا قَالَ يَغْتَسِلُ وَعَنِ الرَّجُلِ يَرَى أَنَّهُ قَدِ احْتَلَمَ وَلَا يَجِدُ الْبَلَلَ قَالَ لَا غُسْلَ عَلَيْهِ فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ الْمَرْأَةُ تَرَى ذَلِكَ أَعَلَيْهَا غُسْلٌ قَالَ نَعَمْ إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ ))

 

(سنن أبي داوود)

 لكن:

 

﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾

 درجة واحدة هي درجة القيادة، لو كنا في درجة عسكرية ويوجد ضابطان لا بد من ضابط واحد يكون هو القائد وقد يكون أقدم الرجال.

 

 

﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾

 

(سورة البقرة)

 درجة واحدة هي درجة القيادة لكن الله عز وجل يقول:

 

﴿إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ﴾

 

(سورة البقرة)

 تأمرها وتأمرك.
 المذيع: السؤال لماذا لا يحق للمرأة الولاية أو القيادة ؟
 الأستاذ: إذا توفي زوجها هي القائدة وقد تكون امرأة قائدة حازمة، لكن في أصل التنظيم الاجتماعي طبعاً هذه الأحكام تطلق بشكل في الأعم الأغلب على الذكور والإناث، ولكن قد تجد امرأة أقوى من الرجل هذه في حالات خاصة، وقد تكون أحكم منه في القيادة هذا لا يمنع أصل التصميم هكذا.
 المذيع: اسمح لي أستاذ أن نتلقى الاتصال.
 المتصل: السلام عليكم – الأخ وسام - سمعت في اللغة العربية من أحد المختصين أن حروف الجر تحل محل بعضها في آية:

 

﴿ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ﴾

 والسؤال الأساسي هل هذا يطبق على الآية الكريمة:

 

﴿الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) ﴾

 وتصبح الذين هم في صلاتهم وشكراً.
 المذيع: توقفنا عند نقطة أستاذي الكريم وهي تشير للمرأة درجة القيادة.
 الأستاذ:

 

﴿وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾

 

(سورة البقرة)

 القيادة لا بد من أن تكون بقائد واحد مؤسسة مشفى قطعة عسكرية جامعة دائرة لا بد من قرار هذا القرار قد يبنى على مشاورة أو سؤال أو تبصر أو جمع معلومات لكن في النهاية لا بد من قرار واحد، والأسرة سفينة لا بد لها من ربان واحد وقد يكون له معاون أقل منه بدرجة واحدة، الطائرة لها ربان ومعاون، أما في الأزمات لا بد لها من قرار واحد من أجل أن تسير هذه المركبة إلى شاطئ السلامة.

 

﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾

 

(سورة النساء)

 علة هذه القوامة بما فضل الله بعضهم على بعض من أروع ما في هذه الآية أن المرأة في موقف مفضلة على الرجل ! وفي موقف آخر هو مفضل عليها، في الأمور النسائية والولادة وقضايا المرأة هي مفضلة عليه بشهادتها ل تؤخذ إلا شهادتها، الإنسان قد يموت ويترك مئات الملايين وأنجب طفلاً ومات من توه فإذا استهل هذا الطفل أي صرخ ورث وورث وإن لم يستهل لم يرث ولم يوّرث، من الشاهدة الوحيدة في هذا ؟ المرأة المولدة هي الشاهدة الوحيدة وتقبل شهادتها وقد تكون تسبب انتقال مئات الملايين من إنسان إلى إنسان، في موقف آخر حينما تكون مظلومة شهادتها بأربع شهادات ! في موقف ثالث المرأة حينما ترى هلال رمضان يمكن أن يصوم مليار وثلاثمائة مليار مسلم بناء على رؤية امرأة واحدة، وحينما تنقل امرأة عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً شريفاً يعمل به وتبنى عليه أحكام شرعية مع أنها امرأة واحدة !!! لكن في مواقف أخرى بحكم حيائها وخجلها وطبيعتها الأنثوية أفرق بين الأنثى وبين الأنوثة، قد تجد امرأة أنثى مسترجلة، أما المرأة في أصل تكوينها عندها حياء، ومن علامات آخر الزمان أن النخوة ترفع من رؤوس الرجال والحياء يذهب من وجوه النساء والرحمة تنعدم من قلوب الأمراء.
 وقد يكون حظنا نحن أننا كنا في آخر الزمان، أما المرأة في الأصل عندها حياء وخجل ولذلك في القضايا العامة وقضايا الحدود والجرائم لا تكفي لأنه بحكم حيائها وخجلها وبعدها عن هذه القضايا تحتاج لمن يذكرها وهذا رحمة بها، لكن في قضايا أخرى شهادتها الأولى والوحيدة والمقبولة وقد تحكم بمئات الملايين وقد تدخل مليار وثلاثمائة مسلم في عبادة ثانية بعد الصلاة بشهادتها هي.

 

﴿بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾

 

(سورة النساء)

 ففي مواقف هي مفضلة عليه وشهادتها وحدها المقبولة ولا تقل شهادة رجل في هذا المجال، وفي موقف آخر مواقف الجرائم الأخلاقية هي بحكم حيائها وخجلها وطبيعتها الأنثوية لا تستطيع أن تدقق أو تبحلق إن صح التعبير لذلك تأتي شهادتها أقل من الرجل، فكما قلت قبل قليل هي متكاملة معه وإذا كانت الأسرة سفينة فلا بد لها من ربان واحد يتخذ القرار في الموقف الحازم في الوقت المناسب.
 المذيع: عذراً معنا اتصال سنعود مباشرة لمتابعة الحديث.
 المتصل: السلام عليكم – الأخ محمد – أرجو أن يذاع هذا البرنامج على الفضائيات لما سمعناه من كلام جديد – سؤالي هو من سورة النساء:

 

﴿وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً(78)﴾

 

(سورة النساء)

 وفي الآية التي تليها:

﴿ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً(79)﴾

(سورة النساء)

 فأرجو توضيح بين الآيتين.
 المذيع: نريد أن نحافظ على ترتيب الأسئلة، لكن نأخذ السؤال الذي ورد من الأخ محمد عن هاتين الآيتين نأخذ توضيحاً.
 الأستاذ: سأوضح ذلك – إذا قلنا أن مدير المدرسة أصدر قراراً بترسيب هذا الطالب، من حيث التنفيذ القوة التنفيذية بيد المدير، رسبّه، لماذا ؟ لأنه كسول، من حيث السبب الطالب، الفعل له فاعل وسبب، فالخير بيد الله والشر بيد الله من حيث الفعل، من حيث السبب الشر من الإنسان أخطأ فاستحق هذا العقاب، لكن الخير محض فضل من الله عز وجل، كيف ؟
 لو أن أب وعد ابنه بدراجة غالية جداً إذا نجح فإذا كان الابن نجح وتوجه لبائع الدراجات مباشرة ومعه الجلاء هل يعطيه دراجة ؟ طبعاً لا، يجب أن يدفع منها، وكذلك الجنة محض فضل لكن النار محض عدل، فعندما أعمل عمل صالح لا بد أن يقدم الله الثواب والجزاء هو يقدمه فهذا محض فضل منه، أما الخطأ خطا مني فيأتي العقاب، أما العمل من حيث الفعل من الله خيراً كان أو شراً من حيث السبب الخير من الله تفضلاً والشر من الإنسان متسبباً.

 

﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ﴾

 

(سورة التغابن)

 ما نزل بلاء إلا بذنب ولا يرفع إلا بتوبة فالآية بالضبط:

 

﴿وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾

 

(سورة النساء)

 الخير بيد الله والشر بيد الله، الفعل لا يليق بكمال الله ولا بألوهية الإله أن يقع في ملكه ما لا يريد، كل بفعله، من السبب ؟ المدير رسب هذا الطالب لأنه كسول، سبب الترسيب الطالب، المدير نجح الطالب السبب اجتهاد الطالب،عندنا فعل وسبب، السبب الإنسان.

 

﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا﴾

 

(سورة فصلت)

﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾

(سورة البقرة)

﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً (3)﴾

(سورة الإنسان)

 فالفعل فعل الله، والسبب لهذا الفعل من اختيار الإنسان.

 

﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ (8)﴾

 

(سورة الزلزلة)

﴿قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾

(سورة النساء)

 ثم يقول الله:

 

﴿ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾

 محض فضل.

 

 

﴿وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ﴾

 

 من حيث السبب المدير لماذا نجح طالب ورسب طالب ؟ لأن عنده امتحان أوراق هذا الطالب حصل على الصفر هذا آخذ تسعين، الامتحان هو سبب قرار الترسيب والتنجيح، فالفعل فعل الله، والذي سبب هذا الفعل اختيار الإنسان، فالآية الأولى تبين الفعل والثانية تبين سبب هذا الفعل.
 المذيع: لدينا اتصال من معنا ؟
 المتصل: السلام عليكم – الأخ يوسف – تفسير: أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصال غير مبين.
 الأستاذ: كلمة واحدة الطفل الصغير لا يخاصم ربه لنه محتاج إليه في كل شيء، حينما يصبح قوياً وطاغية يخاصم الله عز وجل يلغي الأديان والتشريعات السماوية، حينما كان صغيراً كان محتاجاً لأمه وأبيه ولمن ينظفه ويطعمه ومن يرعى صحته، فلما أصبح طاغية يحاول أن يلغي الدين كله.
 الأبيات الشعرية:

كن عن همومك معرضاً  وكل الأمور إلى القضا
وابشر بخـير عاجـل  تنسى به ما قد مـضى
فلرب أمـر مسـخط  لك في عواقبه رضـا
وربما ضاق المضيق  وربـما اتسع الفـضا
الله يفعل مـا يـشاء  فـلا تكـن معترضـاً
الله عوضك الجـليل  فقس على ما قد مضى
***

 المذيع: سؤال الأخ محمد ما موقع الفؤاد من جسم الإنسان ؟
 الأستاذ: المفسرون قالوا: الفؤاد هو الفكر، تسمع وترى، السمع بالبصر يعطي أحاسيس معينة، الصورة تنطبع على شبكية العين فغشاء الطبل ينقل الأصوات، لكن مكان الإدراك هذه صورة ثعبان، لم يفهم أن هذا ثعبان ولدغته قاتلة الدماغ، فالدماغ محل الإدراك، والحواس الخمس محل نقل الصور والأصوات والأحاسيس

﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ﴾

 الإنسان بحسب مفهوماته التي جمعها في حياته إما من تجاربه أو من ثقافته عندنا مفهوم لكل شيء، الطفل أحياناً كل رجل أبوه ثم صار عمه ثم توضح مفهوم هذا رجل، الإنسان هذا ليس له علاقة معه لكنه رجل، فينتقل المفهوم من كل رجل يجده يقول له بابا، ثم ينشأ عنده رجل آخر اسمه عمو ثم صار رجل ثالث مفهوم حيادي ليس له علاقة به، فيتشكل بالدماغ مفهومات، مكان المفهومات الدماغ.

 

﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً (36)﴾

 الفؤاد هو الفكر، فإذا استقى مفهوماته من بيئة منحطة صار مفهوم السرقة أو الرذيلة مقبول، أما إن استقى من الكتاب والسنة ومن منهج الله عز وجل، فأنت محاسب عن مفهوماتك، هذه المفهومات من أين استقيتها ؟
 المذيع: بارك الله بك أستاذ، معنا اتصال:
 المتصل: السلام عليكم – الأخ فراس – السؤال عن وليد ميت !!!
 المذيع: الأخت ميسون تسأل هناك موضة دارجة بين الناس النكت وصارت تطو الرسول ورب العزة والجلال يحرفون الحديث من اجل إعلان مثلاً على الهواتف الخلوية تواصلوا ولو برنة تعبر عن انزعاجها لهذا الاستخفاف لهذه الأمور السيئة.
 الأستاذ: قالوا: لو أن أمامك رجل اسمه يحيا ومعك كتاب أردت أن تعطيه إياه فقلت: يا يحيا خذ الكتاب فقد استهزأت بكلام الله، قد يأتي إنسان لمحل تجاري يطالب بدين يقول: ادفع بالتي هي أحسن خطأ كبير هذا استخفاف بكلام الله ورسوله والدليل: ومن يعظم...القلوب إن أردت أن تكون مرحاً فابحث عن موضوع آخر، أما أن تصل لكلام الله وكلام رسوله أو الأنبياء السابقين هذا شيء محرم أشد التحريم والدليل: أن الذي يعظم شعائر الله والقرآن الكريم والسنة المطهرة والأنبياء من شعائر الله فلذلك هذا شيء محرم وأنا مع الأخت الكريمة في انزعاجها الشديد.
 الأستاذ: ممكن أن تقول لإنسان لا تطفئ الشمس بنفخة من فمك هذا النهي غير معقول لأنه لا يكون، لكن متى تنهى ؟ عن شيء يقع، الله عز وجل يقول:

 

 

﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ﴾

 

(سورة إبراهيم)

 يبدو أنه غافل لأن الناس يتوهمون أنه غافل، فقال الله عز وجل:

 

﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42)﴾

 عدل الله ليس محققاً في الحياة الدنيا بنص الآية الكريمة:

 

 

﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى﴾

 

(سورة الروم)

﴿لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15)﴾

(سورة طه)

 لذلك كل الناس سوف يردون النار، ورود النار شيء ودخولها شيء آخر، فورودها يعني أن الإنسان يرى مصير الطغاة والظلمة ليتأكد من عدل الله، والنبي عليه الصلاة والسلام وهو سيد الخلق وحبيب الحق قد لا يمتع برؤية مصير الظالمين قال:

 

﴿وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ﴾

 

(سورة يونس)

 نحن نؤمن بوعيد الله لهؤلاء.

 

﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42)﴾

 

 لكننا نسعى ونبذل أما إذا لم نستطع ينبغي أن لا نيأس فالكرة في ملعبنا إن تعودوا نعود، رسالة من الله يا عبادي عودوا إلي استنصروني حتى أنصركم استغفروني حتى أغفر لكم، ليس لنا إلا باب الله والصلح معه وليس لنا إلا أن نعد لأعدائنا ما نستطيع.

﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾

(سورة الأنفال)

 نحتاج إلى إيمان كبير يحملنا على طاعة الله، ونحتاج إلى إعداد كبير يحملنا على أن نكون أقوياء فلذلك: النصر له ثمن ثمنه الإيمان والإعداد قال تعالى:

 

﴿وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47)﴾

 

(سورة الروم)

﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51)﴾

(سورة غافر)

 الدنيا وثمنه الاستعداد لهؤلاء الأعداء ولكن الله رحمة بنا لم يكلفنا أن نعد العدة المكافئة بل العدة المتاحة.
 المتصل: السلام عليكم – الأخ نبيل – أمران اثنان في حقوق المرأة أظن أننا أخطأنا بهما الأول المظهر العام فهذه شوارعنا وهذه مظهرها كافتيريات مفتوحة وثياب مفضوحة وهذا حق للمرأة لا يستطيع أحد أن يحاسبها عليه،فالغرب أول ما يتكلمون عن الحرية يتكلمون عن حقوق المرأة كأن ديننا لا يعطي المرأة أي حق وحقوق المرأة عندهم أن تخرج هكذا وعلينا أن نواكب هذا التقدم، والشيء الآخر حق المرأة في أن تلتزم دينياً وتذهب لشيختها وتجلس عندها وكأن زوجها ليس له حق، حقان متناقضان يطبقهما مجتمعنا فما رأيكم في هذا ؟
 الأستاذ: لا يحتاج هذا إلى رأي بارك الله به.
 المتصل: السلام عليكم – الأخ محمد – ما حكم تعليق صور الأموات في المنزل وهل يجوز تعليق صور بعض الشهداء ؟ وهل جميع الآلات الموسيقية محرمة ؟
 المذيع: أستاذي الكريم نجيب عن سؤال الأخ وسام عن بعض أحرف الجر
 الأستاذ: هذه قاعدة موجودة لكن هناك حكمة بالغة في وجود هذه القاعدة، ذلك أن الفعل إما أنه فعل لازم أو متعدي، نام الطفل فعل لازم، أما ذهب إلى المدرسة فعل تعدى بحرف جر أما أكل الطفل التفاحة فعل تعدى بذاته، صار عندنا فعل لازم وفعل متعدي لذاته وفعل متعدي لحرف جر، حروف الجر في القرآن تتبدل أحياناً لحكمة بالغة بالغة مثلاً: أحسن به هي أحسن إليه أي ينبغي أن يكون إحسانك ملاصقاً له وبالوالدين إحساناً، هي أصل اللغة أحسن إلى والديك، أما إذا قال الله عز وجل:

﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً﴾

(سورة الإسراء)

 يجب أن تخدم أمك وأباك بنفسك لا عن طريق السائق، فحينما نبدل حرف مكان حرف لا بد من حكمة كبيرة جداً ملمحها في نظم القرآن الكريم، أما أن تختار أنت تضع عن في مكان هذه مشكلة كبيرة، والحقيقة إذا إنسان سهى في صلاته هذه مشكلة كبيرة، أما إذا رفضت هذه الصلاة أيضاً مشكلة أكبر، فالله عز وجل لعله رحمنا وقال:

 

﴿الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5)﴾

 

(سورة الماعون)

 أما في صلاتهم إنسان قد يكون معه مشكلة كبيرة فأنت حينما تضع في محل عن فأنت وضعت المسلمين في حرج شديد.
 المتصل: السلام عليكم – الأخ يحيى – نرجو منكم تنبيه المسلمين لما يكيد لنا الاتحاد المسيحي اليهودي الأبيض من خلال البرامج التلفزيونية تتبناه فضائيات ساقطة فاجرة وتروج لها شبكات اتصال كافرة.
 الأستاذ:الجواب السريع: إن الذين كفروا ينفقون حسرة ولابد للمسلم أن يرد على هذه الافتراءات.
 المذيع: وردنا اتصال قبل البرنامج من الأخ خالد من حماه يقول: رجل توفاه الله وترك مالاً كثيراً من ذكور وإناث الذكور سامحوا الإناث هل هذا يجوز ؟
 الأستاذ: إذا تسامح الناس فيما بينهم الله عز وجل لا يتدخل، لأن حقوق العباد مبنية على المشاححة بينما حقوق الله مبنية على المسامحة، لو أن إنسان ورث من أبوه مبلغ وحالته المادية جيدة جدا وله إخوة فقراء وقال هذا المبلغ لكم وأنا أسامحكم به لا مشكلة، ما دام هناك مسامحة، حقوق العباد تسقط في حالة الأداء أو المسامحة، أما حقوق الله من نوع آخر، تجب عليها الزكاة.
 المتصل: السلام عليكم – كيف يمكن أن تظهر الأخت أمام أخواتها ؟
 الأستاذ: بثياب خلة، الثياب الخلة القبة مرتفعة والكم تحت المرفق والثوب تحت الركبة هذه الثياب سماها العلماء ثياب الخلة، أما ارتداء الأكمام الشفافة لا يجوز بأي شكل القصير صدر مفتوح بدون أكمام هذا كله لا يجوز، فقط بين الزوج وزوجته تظهر المحارم، وما سوى ذلك الثياب الخلة، لكن ما يوجد ببيوت المسلمين بسبب التقصير في الدين يقوم الأخ أمام أخته بالشورط، شيء آخر الانحرافات الجنسية أحد أسبابها التفلت في البيت، ظاهرة في العالم بدأت تنتقل للمسلمين بسبب هذا التفلت.
 المذيع: وردنا سؤال عن مولود ميت هل يشفع هذا الطفل الميت لوالديه ؟
 الأستاذ: يوجد قصة رائعة جداً:

 

(( حَدَّثَنَا أَبُو إِيَاسٍ وَهُوَ مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ رَضِي اللَّهم عَنْهم أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ ابْنٌ لَهُ فَقَالَ لَهُ أَتُحِبُّهُ فَقَالَ أَحَبَّكَ اللَّهُ كَمَا أُحِبُّهُ فَمَاتَ فَفَقَدَهُ فَسَأَلَ عَنْهُ فَقَالَ مَا يَسُرُّكَ أَنْ لَا تَأْتِيَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إِلَّا وَجَدْتَهُ عِنْدَهُ يَسْعَى يَفْتَحُ لَكَ ))

 

(سنن النسائي)

 فمعنى ذلك، أن الإنسان إذا مات ابنه الصغير له عند الله أجر كبير بشرط أن يصبر ويحتسب موته عند الله عز وجل بشرط ألا يضجر ولا يكفر ويعترض على قضاء الله وقدره، فالإنسان إذا توفي ابنه الصغير واحتسب هذا عند الله، وقد مر معي لا أذكر أين أن بعض الصحابة حينما يتوفى ابن لهم كانوا يتزينون حتى يعبرون عن رضاهم لله وهذه المرأة البطلة الصحابية الجليلة كانوا أولادها على مشارف الموت جاء أبوه سألها أين الوليد ؟ قالت هو في أهدأ حال وكان ميتاً ‍‍‍‍!!! فنام معها وفي اليوم التالي قالت له الجيران أعارونا عارية ثم استردوها قال هذا حقهم قالت: هكذا فعل الله بنا، أعارنا هذا الطفل واسترده.
 فالنبي عليه الصلاة والسلام أثنى على هذه الصحابية البطلة وقال لزوجها بارك الله لكما في ليلتكما وأنجبا طفل جاء منه عشرة حفاظ لكتاب الله ! المعاني كلها تؤكد لله ما أعطى وله ما أخذ، والمؤمن يرضى بقضاء الله وقدره ولا يتكلم كلام لا يليق بحضرة الله عز وجل.
 المتصل: السلام عليكم – الأخ أيمن – المرأة الزوج مطيعة لزوجها، بعض الأزواج يعتقدون أن المرأة كخادمة عنده.
 الأستاذ: لو ورد في عقد الزواج خدمة الزوج هذا صار عقد خدمة المرأة أكبر من ذلك وإلا يصبح عندها إجازات وتعويض عمل أنت احتقرتها بهذه الطريقة لأن بالعقد لا يوجد غير زوجة فقط هذا تكريم لها، أما العرف يحددها، يخرج من البيت يعمل طول النهار فمن يراقب ويلاحق أمور البيت.
 المذيع: نجيب عن سؤال ما حكم الصور وآلات الموسيقى ؟
 الأستاذ: والله يوجد منع، فعبادة الأصنام بدأت من هذا، النبي عليه الصلاة والسلام حينما توفي أنا لا أصدق أن في الأرض إنسان يحب لصديقه كأبو بكر لرسول الله ومع ذلك قال: من كان يعبد محمداً فإن محمد قد مات لم يقل رسول الله، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، تأليه الأشخاص بدايات الخطر، التأليه يبدأ من التعظيم والتكريم، فلذلك ما من فرقة ضالة على وجه لأرض إلا ألهت الأشخاص وخففت التكاليف واعتمدت نصوصاً موضوعة وكانت ذات نزعة عدوانية فحتى لا يكون تأليه للأشخاص.... يوجد آلهة في شرق آسيا في الأصل هم أنبياء صاروا آلهة ففي الإسلام التوحيد دقيق جداً وفي تدابير صارمة جداً من إنسان إلى إله يعبد من دون الله
 المذيع: نعود أستاذ إلى موضوع الحلقة وهو حقوق المرأة بشكل عام حبذا لو نستعرض بشكل مبسط وقليل الحقوق المتعلقة بين الزوجين وفيما يتعلق بضوابط هذه العلاقات ؟
 الأستاذ: أن تطعمها مما تأكل وتلبسها مما تلبس، لأن اليوم ضغط الزوجات على الأزواج يحملهم على قبول المال الحرام، الصحابية الجليلة تقول لزوجها نصبر على الجوع ولا نصبر على الحرام، الآن معظم الزوجات الزوج موظف الدخل محدود تضغط عليه حتى يقبض المال الحرام ويسيء لوظيفته ومجتمعه، فالزوجة المؤمنة لها أن تأكل مما يأكل زوجها ويلبسها مما يلبس ولا يسيء معاملتها لا بسباب ولا بضرب، يعرف قيمتها وتعرف قيمته يعرف ما لها وتعرف ما له.
 فلذلك أول شيء أن يكون الزوج محسن لزوجته، قالوا: زوج ابنتك لمؤمن إن أحبها أكرمها وإن لم يحبها لن يظلمها.
لو فرضنا لا سمح الله ولا قدر لا يوجد حب بينهم لا يوجد ظلم، يتعايشان الله عز وجل قال:

 

﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾

 

(سورة الروم)

 المودة سلوك يعبر عن حب، مادام الزوج يحب زوجته وملء سمعها وبصرها شاب قوي غني، ومادمت الشابة نشيطة جميلة في طموح زوجها وتملأ حياته فبينهما ود، لا سمح الله ولا قدر لو أن الزوج افتقر انتهت مهمة المال عنده، الآن يوجد بينهما الرحمة، هذه المؤسسة وجدت لتبقى إما أن تقوم على الحب والود أو تقوم على التراحم بين الزوجين، كم من امرأة تعمل وزوجها قعيد الفراش ؟ هذه رحمة، كم من زوج يعتني بزوجته ولا تصلح لتكون زوجة له ؟ أصابها مرض عضال يرعاها لآخر لحظة في حياتها، فهذا الزواج الإسلامي مقدس أقدس عقد بين شخصين في الأرض عقد الزواج.

 

﴿وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً (21)﴾

 

(سورة النساء)

 الذي يراه الزوج من زوجته لا يستطيع أي إنسان آخر أن يرى هذا، فلذلك هذا العقد عقد مقدس جداً، فمن حقوق الزوجة أن يلبسها مما يلبس ويطعمها مما يأكل ولا يقبح في القول، الأشياء البديهية هي عليها أن لا تمتنع عنه في أي وقت لأن علة الزواج التحصين، فإذا امتنعت عنه وأهملت مظهرها ولم تعبأ به هو زوج.
 فعلى الزوجة أن تحصنه باعتنائها بمظهرها هو رجل يرى في الطريق كل شيء، فليكون قانعاً بها يجب أن تكون في مظهر مقبول، وجزء من عبادتها لربها أن تكون ذات مظهر مقبول له حتى تكون حصناً لا يدين الحرام ولا سيما في هذه الأيام التي ظهر فيها النساء في الطرقات كاسيات عاريات مائلات مميلات، فمهما اعتنت المرأة رشاقتها وجمالها وحسنها أمام زوجها فهذا من عبادتها لربها، لأن العبادة لها معنى دقيق هو عبادة الهوية.
 فالغني أول عبادة له إنفاق المال، والقوي عبادته إحقاق الحق، والعالم تعليم العلم، والمرأة رعاية الزوج والأولاد، فالتي تسهر على مصالح زوجها وتحفظ ماله وترضيه وتكون محصنة له من أن ينظر لغيرها هذه تقوم بأعلى عبادة لها في الأرض.
 المذيع: في نهاية هذه الحلقة باسمكم جميعاً نشكر فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي الأستاذ المحاضر في كلية التربية بجامعة دمشق أستاذ المحاضر في كلية التربية بجامعة دمشق، أستاذ الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في كليات الشريعة وأصول الدين.

 

إخفاء الصور