وضع داكن
28-03-2024
Logo
الندوة : 13 -في الآفاق - الإعجاز العلمي في السنة النبوية ( تزكية الذبيحة ).
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

الأستاذ حسام:
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
 مستمعينا الكرام نرحب بكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامج: "أفلا تبصرون" ونرحب أيضاً بالأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، أستاذ راتب أهلاً ومرحباً بك.
الدكتور راتب:
 بكم بارك الله بكم، ونفع بكم.
الأستاذ حسام:
 نتابع حديثنا عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، نقف اليوم عند توجيه قد وجهه النبي عليه الصلاة والسلام لأصحابه وهو أن يمتنع الذابح عن قطع الرأس، كانوا في عصر النبي لا يعرفون ما معنى هذا، لكنهم يلتزمون تمام الالتزام بتوجيهه عليه الصلاة والسلام.

 

 نهي النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه عن قطع رأس الدابة :

الدكتور راتب:
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والسلام والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 الحقيقة أن مسالخ العالم كلها تعلق الدابة من رجليها، وتقطع رأسها، لكن النبي له توجيه رائع، ولا أحد يعرف حكمته، نهى أصحابه عن قطع رأس الدابة، وأمر أن يبقى رأسها موصولاً بها، لِمَ؟ لا أحد يعلم، لا في حياة النبي ولا بعد موته، ولا بعد مئة عام من وفاته، ولا بعد خمسمئة عام، ولا بعد ألف عام، ولا بعد ألف و أربعمئة عام، و ليس هناك على وجه الأرض مركز علمي يستطيع أن يفسر لماذا وجه النبي أصحابه إلى عدم قطع رأس الدابة، لكن قبل عشرين عاماً تقريباً، ظهرت أبحاثٌ وضحت حكمة النبي من توجيه أصحابه بعدم قطع الرأس، هذا التوجيه يحتاج إلى تمهيد.

الله عز وجل زود الإنسان بآلية معجزة :

 بادئ ذي بدء: القلب ينبض ثمانين نبضة بأمر ذاتي، في القلب ثلاثة مراكز كهربائية، مركز أول وثان وثالث، لو تعطل الأول لعمل الثاني، لو تعطل الثاني لعمل الثالث، عندنا مركز كهربائي يعطي أمراً بالنبض الذاتي، القلب لأنه أنبل عضو في الإنسان، وأخطر عضو، وعلى نبضه تتوقف الحياة، لا يخضع القلب للشبكة العامة إن صحّ التعبير عنده مولدة خاصة، عنده مركز كهربائي خاص به، هذا المركز لو تعطل هناك مركز ثان يقوم محله، لو تعطل الثاني هناك مركز ثالث، هذا المركز الكهربائي مهمته إعطاء أمر بالنبض ثمانين نبضة فقط، لكن الإنسان أحياناً يصعد جبلاً، أو يرتقي درجاً، أو يحمل وزناً ثقيلاً، أو يحتاج إلى أن يعدو هرباً من عدو، فهذه الجهود العالية جداً تحتاج إلى دم كثير، والدم الكثير يحتاج إلى نبض سريع، والنبض السريع لا يكون من القلب، من أين يأتي النبض السريع؟ هنا السؤال، قال: هذا النبض السريع يأتي بآلية بالغة التعقيد، فالإنسان حينما يدرك الخطر، يمشي في بستان رأى ثعباناً مخيفاً، سيهرب منه فرضاً، حينما يدرك الخطر، هذا الخطر يدرك في الدماغ، العين يرتسم على شبكيتها شكل الثعبان، هذه الصورة تنتقل إلى الدماغ، في الدماغ ملف الثعابين، هذا الملف جاء من قصص الجدة، من درس العلوم، من مشاهدة لثعابين في متحف، فمن مشاهدات في متحف، إلى دروس تعلمها في المدرسة، إلى قصص سمعها من جدته، مجموع هذه القصص، وهذه الدروس، وهذه المشاهدات، تشكل ملف بالدماغ اسمه ملف الثعابين، فحينما تنتقل صورة الثعبان من شبكية العين إلى مركز البصر في الدماغ، ملف الثعابين يقرأ الصورة، فإذا قرأ الصورة أدرك الخطر، فالدماغ ملك الجهاز العصبي، إذا أدرك أن هذا الثعبان لدغته قاتلة، ماذا يفعل؟ يعطي أمراً إلى الكظر، أو يعطي أمراً إلى الغدة النخامية، هذه ملكة الغدد، كما أن الدماغ ملك الجهاز العصبي، الغدة النخامية لا يزد وزنها عن نصف غرام، وهي ملكة الغدد الصماء في الجسم، الغدة النخامية مهمتها إدارة الأمور الهرمونية، الغدة النخامية تعطي أمراً للكظر، تلك الغدة التي فوق الكليتين، هذا الكظر يتلقى أمراً من الغدة النخامية، هذا الكظر يأمر بخمسة أوامر، يأمر القلب برفع النبض فيرتفع نبض القلب من ثمانين نبضة إلى مئة و ثمانين نبضة بأمر من الكظر، وبتوجيهٍ من الغدة النخامية التي هي زميلة الدماغ، الأمر الثاني يذهب إلى الرئتين ليزداد الوجيب خمسة أضعاف، فالخائف نبضه عال جداً، وهو يلهث، ورئتاه تتحركان بسرعة بالغة، والأمر الثالث يذهب إلى الأوعية المحيطة بالجلد تضيق لمعتها فيصفر لون الخائف، والأمر الرابع إلى الكبد لإطلاق كمية سكر إضافية، حتى يكون وقوداً لهذه الحركة الاستثنائية، والأمر الخامس يذهب إلى الكبد لإطلاق هرمون التجلط، لو أنه تلقى ضربة سكين، الدم عندئذٍ لا يسيل كله.
الأستاذ حسام:
 عندما نقطع الوريد للذبيحة ننتظر قليلاً.

التوجيه النبوي في ذبح الدابة توجيه مذهل ولا يطبق في العالم كله :

الدكتور راتب:
 ننتظر، كالإنسان تماماً، الدابة أدركت الخطر فالنبض يرتفع إلى مئة و ثمانين نبضة، لو أن النبض بقي ثمانين نبضة، يخرج من الدابة خمس الدم فقط، لو بقي الرأس موصولاً بالجسم يتلقى القلب الأمر الاستثنائي من الدماغ، يرتفع النبض إلى مئة و ثمانين، عندئذٍ يندفع الدم كله، لذلك هذه هي الحكمة من أن النبي أمر بتزكية الذبيحة، أي أنت حينما تبقي رأسها موصولاً بها استفدت من الأمر الاستثنائي الذي يأتي عن طريق الدماغ إلى القلب برفع النبض، لو قطعت رأسها لا يوجد أمر استثنائي، ينبض القلب ثمانين نبضة، يخرج ربع الدم، ويبقى باقي الدم في الجسم، لذلك لون اللحم الذي ذُبح وفق الطريقة الإسلامية زهري شهي.
 أنا لي صديق ذهب ليشتري لحماً من بلاد بعيدة، فلما طالبهم بهذه الطريقة في ذبح الدابة، رفعوا السعر، لماذا؟ قال: لأن هذه الطريقة تخرج الدم كله من الدابة، والدم له وزن وهذا من صالحنا، فلذلك هذا التوجيه النبوي مذهل، ولا يطبق في العالم كله.
الأستاذ حسام:
 جزاك الله خيراً، أريد أن أشير هنا في نهاية حلقة اليوم إلى أن المعلومات التي ترد في حلقات هذا البرنامج هي معلومات موثقة، ومشرف عليها، ومتابعة من اختصاصين في كل مجال.
 جزاك الله خيراً.
الدكتور راتب:
 بارك الله بكم.

خاتمة و توديع :

الأستاذ حسام:
 الدكتور محمد راتب النابلسي، نلقاكم غداً مستمعينا الكرام في حلقة جديدة إن شاء الله، إلى اللقاء.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور