وضع داكن
28-03-2024
Logo
الندوة : 15 - في الآفاق - السمكة الطبيبة
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

الأستاذ حسام:
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
 مستمعينا الكرام نرحب بكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامج: "أفلا تبصرون" ونرحب أيضاً بالدكتور محمد راتب النابلسي الداعية الإسلامية، أهلاً ومرحباً بك أستاذ راتب.
الدكتور راتب:
 بارك الله بكم ونفع بكم.
الأستاذ حسام:
 يقال: إن هناك سمكة في البحار يسمونها السمكة الطبيبة، ما سرّ هذه السمكة؟

 

سرّ السمكة الطبيبة :

الدكتور راتب:
 بارك الله بك على هذا السؤال، كان أحد علماء البحار يركب غواصة للأبحاث العلمية تحت سطح البحر، لفت نظره سمكة كبيرة خرجت من سربها واتجهت إلى سمكة صغيرة، فتصور هذا العالم كما هي العادة أن هذه السمكة الكبيرة توجهت إلى السمكة الصغيرة لتأكلها، ولكنه وجد أنها وقفت إلى جانبها، وبدأت السمكة الصغيرة تأكل من حراشف الكبيرة، سجل هذه الظاهرة عنده، وبعد عشرة أعوام تقريباً اكتشفت حقيقة رائعة، هي أن هذه السمكة الصغيرة متخصصة في علاج أمراض الأسماك الكبيرة، وكأن عهداً وميثاقاً غير مكتوب بين الأسماك يقرر أن هذه السمكة الصغيرة المتخصصة في مداواة أمراض السمك الخارجية لا ينبغي أن تؤكل، كيف أن مركبات الإسعاف الآن عليها هلال أحمر في سقفها كي لا تقصفها الطائرات، هذه السيارات تقوم بمهمات إنسانية، كذلك هذه السمكة الطبيبة لا أحد يأكلها، وكأنها ميثاق معقود بين كل أنواع السمك أنها تقوم بمهمة، لن أقول إنسانية، سمكية، بمهمة سمكية راقية، لذلك لا تؤكل.

السمكة الطبيبة معها ميثاق مغلظ من كل أنواع السمك أنها لا تؤكل :

 لذلك أجريت بحوث كثيرة وتتبع العلماء مواطن هذا السمك، الذي أعطوه اسماً خاصاً، سموا هذه السمكة السمكة الطبيبة، هذا السمك جعل الله غذاءه هذا التقرحات، والإنتانات، والطفيليات، والفطريات التي تتوضع على حراشف الأسماك الكبيرة، غذاؤه المفضل هذه التقرحات، والإنتانات، والطفيليات، والفطريات التي تتوضع على حراشف السمك الكبير، فالأسماك الكبيرة تتجه إليها لتعالجها من أمراضها، وكأن هناك عرفاً أن هذا السمك لا يؤكل، وكأن هناك امتناناً لهذه الأسماك الصغيرة التي تنظف القروح، والإنتانات، والطفيليات، والتقرحات على حراشف الأسماك الكبيرة.
 بل إن بعض الحالات الغريبة التي سجلت وصورت أن سمكة كبيرة كانت تشكو قرحة في فمها، فإذا بها قد فتحت فمها، ودخلت السمكة الممرضة الطبيبة آمنة مطمئنة لتعالج هذه القروح، في الوقت نفسه السمكة التي تُعالج هاجمتها سمكة أكبر منها من أجل أن تأكلها، فما كان من هذه السمكة التي دخلت إلى فم السمكة الأكبر كي تأكلها إلا أنها أخرجت من فمها السمكة التي تمرضها، وولت هاربة، أي هذا السمك الذي يعالج التقرحات والإنتانات والفطريات التي تتوضع على حراشف الأسماك الكبيرة هذه السمكة معها ميثاق مغلظ من كل أنواع السمك أنها لا تؤكل.
 هذا هو العرف، وهذا هو العقد، وهذا هو الميثاق، وهذا القانون المتبع في كل أنحاء البحار في العالم، إن هذه السمكة خلقها الله مزودة بمنقار دقيق دقيق يصل إلى أدق الثنايا، وإن جهازها الهضمي يتقبل الفطريات، والتقرحات، والإنتانات وما شاكل ذلك، وهو غذاء لها، وإن هذه الأسماك الكبيرة تتجه إليها حينما تشكو من التقرحات بسبب ما يحدث بين أسماك من احتكاك.

السمك مجتمع متحضر ليس عنده تزاحم ولا تدافع ولا سباب :

 الشيء الذي يلفت النظر أنه إذا كثرت هذه الأسماك أمام السمك الصغيرة -هنا الشاهد- تصف بعضها وراء بعض، وكأنها مجتمع متحضر، ليس هناك تزاحم، ولا تدافع، ولا سباب، تقف هذه الأسماك الكبيرة بعضها وراء بعض، تنتظر دورها في المعالجة، وقد تستغرق هذه المعالجة دقيقة أو أكثر.

﴿ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ﴾

[سورة لقمان الآية:11]

 مليون نوع من السمك، من أعلمهم جميعاً أن هذه السمكة لا تؤكل، هذه طبيبة ينبغي ألا يعتدي عليها، إنها تقوم بمهمة سمكية نبيلة، من أعلمها ذلك؟ هل هذه الأسماك عاقلة؟ قال تعالى:

﴿ قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾

[سورة طه]

الأستاذ حسام:
 أستاذي في حلقة اليوم سنكتفي بالحديث عن آيات الله في الآفاق، وغداً إن شاء الله سنبدأ بالحديث عن آيات الله في الإنسان.

 

إنهاء آيات الله في الآفاق :

الدكتور راتب:
 إن شاء الله كما خطط لهذه اللقاءات الطيبة أن يكون نصفها متعلقة بآيات الله في الآفاق، وأن يكون نصفها الآخر متعلقاً بآيات الله في الإنسان، منطلقين بقوله تعالى:

﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ ﴾

[سورة فصلت الآية:53]

 فنحن أنهينا اليوم بفضل الله الحلقات التي تتحدث عن آيات الله في الآفاق، وإن شاء الله غداً نبدأ بسلسلة أخرى من هذه الحلقات التي تتحدث عن آيات الله في الإنسان.
الأستاذ حسام:
 بماذا نختم هذه الحلقة، هذا القسم؟.

 

التفكر في خلق السماوات و الأرض يعرفنا بالله عز وجل :

الدكتور راتب:
 هذه الآيات التي بثها الله لنا من أجل أن نعرفه، فإذا عرفنا الله عرفنا كل شيء وإذا غفلنا عن الله فاتنا كل شيء، فلذلك الله عز وجل ينبغي أن نعرفه، كيف نعرفه؟.

﴿ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ﴾

[ سورة الأنعام الآية: 103]

 فنحن إذا تفكرنا في خلق السماوات والأرض عرفنا الله، قال بعض العلماء: من أعجب العجب أن تعرفه ثم لا تحبه، ومن أعجب العجب أن تحبه ثم لا تطيعه، إذا تفكرنا في خلق السماوات والأرض عرفناه، إذا عرفناه أحببناه، إذا أحببناه أطعناه، إذا أطعناه سلمنا وسعدنا في الدنيا والآخرة.

 

خاتمة و توديع :

الأستاذ حسام:
 الآن الظروف متاحة أكثر، والتكنولوجيا المتقدمة تقودنا إلى معرفة الخالق عز وجل، جزاك الله خيراً الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، الداعية الإسلامي، نلتقي غداً مستمعينا في القسم الثاني من برنامج: "أفلا تبصرون"، والحديث عن آيات الله في الإنسان، إلى اللقاء.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور