- الخطب
- /
- ٠1خطب الجمعة
الخطبة الأولى :
الحمد اللَّهِ الذي سبحت الكائنات بحمده ، وعنت الوجوه لعظمته ومجده ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه واعترته الطيبين الطاهرين .
خوف وحرص هذه طبيعة الإنسان :
أيها الأخوة المؤمنون ؛ يقول الله تبارك وتعالى في محكم كتابه :
﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ * وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ * وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ * وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ ﴾
أيها الأخوة المؤمنون ؛ تنطوي هذه الآية الكريمة على حقيقة نفسية خطيرة ، نعيشها كل يوم ونخبُرُها في كل مناسبة ، وهي :
﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً ﴾
الإنسان شديد الجزع , إذا أصابته مصيبة ، أو نزلت قريباً من داره شديد الحرص على ما في يديه ، إنه يحرص على مستوى معيشة ، ويخشى أن ينخفض , ويحرص على تجارته ، ويخشى أن تبور ، ويحرص على صناعته , ويخشى أن تكسد ، ويحرص على محصوله الزراعي ، ويخشى أن تصيبه آفة ، ويحرص على وظيفته ، ويخشى أن يفقدها ويحرص على تعويضاته ، ويخشى أن تنقطع ، أو تقل ، ويحرص على صحته , ويخشى أن تتدهور ، ويحرص على حياته ، ويخشى أن تنقضي ويحرص على ثروته من بعد وفاته ويخشى أن ينالها الغرباء .
أيها الأخوة المؤمنون ؛ ليس في ذلك غرابة .
﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً ﴾
وإذا سمع أحد الناس ، أنَّ في قلبه تضخماً ، أو في دمه جلطة ، أو في كليته التهاباً أو في كبده تشمعاً ، أو في أمعائه تورماً , أو في أعصابه تلفاً تراه يصفر وجهه ، ويمتقع لونه ولا تقوى ركبتاه على حمله ، وليس في ذلك غرابة ، لأن :
﴿ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً ﴾
وإذا سمع أحد من الناس , أن أسعار هذه السلعة سترتفع ، وأن أسعار الوقود ستزيد وأن هذه البضاعة ، سيمنع استيرادها ، نراه يحس بالانقباض والكآبة ، ويعلن عن تشاؤمه وتبرمه ، وليس في ذلك غرابة لأن :
﴿ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً ﴾
وإذا لاح للإنسان شبح مصيبة ، أو نازلة ، أو وباء ، أو مرض عضال ترى وجومه بادياً ، وقلقه ظاهراً ، ولسانه متلعثماً ، وليس في ذلك غرابة لأن الإنسان خُلق هلوعاً ، إذا مسه الشر جزوعاً .. ولكن لنقرأ تتمة الآية الكريمة :
﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ * وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ * وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ * وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ﴾
إذاً طبيعة الإنسان أن يخاف من كل شر ، ويحرص على كل خير .
سكينة النفس لا يعرفها سوى المصلين :
ولكن المصلين مستثنون من هذه القاعدة إنهم اتصلوا بالله عز وجل فوجدوه غنياً فغنيت نفوسهم ، واستغنت به عمن سواه ، إنهم اتصلوا بالله عز وجل فوجدوه رحيماً ، أرحمَ بأنفسهم من أنفسهم ، فاستسلموا لمشيئته وصبروا لحكمه ، إنهم اتصلوا بالله عز وجل فوجدوه عليماً .
﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾
فاستراحوا من إعلان الشكوى , والصياح , والضجيج , والتظاهر ، إنهم اتصلوا بالله عز وجل فوجدوه قوياً قادراً فم ترهبهم قوة عدوهم ، ولا شدة بأسه ، وآمنوا بأنه ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها ، إن ربي على صراط مستقيم ، إنهم اتصلوا به عز وجل فوجدوه عادلاً لا يضيع مثقال ذرة ، فأمنوا من جور الزمان ، وتقلبات الأيام وغدر الدهر ، وسخرية القدر ، كما يقول الجهلة من الناس ، إنهم اتصلوا به عز وجل ، فوجدوا الاتصال به مُسعداً أيما سعادة ، فلم تستخفَّهم شهوات الدنيا ولذائذها ، ولم تستهوهم زخارفها وزينتها ، إنهم آمنوا بأنه ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها ، وما يمسك فلا مرسل له من بعده ، وأن ما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه ، وقال عليه الصلاة والسلام :
عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( عَجِبْتُ لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَ الْمُؤْمِنِ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ لَيْسَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ وَكَانَ خَيْرًا وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ وَكَانَ خَيْرًا ))
يقول عالم النفس ليبمان :
(سكينة النفس هي الهبة التي يدخرها الله لأصفيائه ، إنه يعطي الكثيرين الذكاء ، والصحة والمال ، والشهرة ، أما سكينة النفس فإنه يمنحها بقدر لأصفيائه المؤمنين )
ويقول أيضاً :
( إن سكينة النفس هي الغاية المثلى للحياة الرشيدة ، وأنها تزدهر بغير عون من المال ، بل بغير مدد من الصحة ، وفي طاقة السكينة ، أن تحول الكوخ إلى قصر , أمــا الجزع والقلق فإنه يحيل القصر إلى سجن )
أيها الأخوة المؤمنون ؛ إن سكينة النفس لا يعرفها إلا المصلون ، الذين هم على صلاتهم دائمون أما غير المصلين فهم قلقون مكتئبون ، متشائمون يتلف هذا القلق والتشاؤم , يتلف ما آتاهم الله من صحة ، ومال ، وليس في ذلك غرابة .
﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ﴾
الحكمة لما خلق الإنسان هلوعاً :
ولكن لِمَ خلقنا هكذا ، وما الحكمة من تلك الخصلة التي أودعها الله في كل إنسان وهي الجزع عند الشدة ، والحرص في الرخاء ؟
الحقيقة أن سعادة الإنسان في الاتصال بربه ، وهذه الخصلة تعينه على تلك الصلة كلما أصابه هم أو حزن ، وبهذه الخصلة ننيب إلى ربنا كلما ألمت بنا مصيبة ، أو نازلة ونتضرع إليه كلما أحسسنا بالخطر يقترب منا ونلجأ إليه كلما هددنا عدو لنا ، ونستعين به على كل ما يقلقنا ونرجوه في كل ما لا نقوى على صرفه عنا وعن أهلنا وأولادنا .
وبعد أن نلتجئ إليه وننيب ونستعين به ، ونرجوه ونفرَّ إليه ونلوذ به يبدل خوفنا أمناً ، وقلقنا استقراراً , وضيقنا فرجاً ، وهمنا رضى ومصيبتنا أجراً وذخراً .
وهذه هي حقيقة الصلاة وجوهرها ، نتائجها وآثارها .
﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ﴾
أيها الأخوة ؛ هذه الحقائق عن المصلين ترجمت إلى وقائع سطرها التاريخ ، فهذا سيدنا خبيب بن عدي يقوده كفار قريش إلى الموت ، ويستأذنهم في أن يصلي ركعتين ، وتدفقت في روحه حلاوة الإيمان ، فودَّ لو ظل يصلي ويصلي ، ولكنه التفت إلى قاتليه وقال لهم :
والله لولا أن تحسبوا أن بي جزعاً من الموت لازددت صلاةً .
سيدنا خبيب لم يجزع وهو يواجه الموت ، وغير المصلين يجزعون إذا شاكتهم شوكة في أصبعهم .
سيدنا جعفر بن أبي طالب ، انقض على الروم في مؤتة ، وكان قائد الجيش وحامل اللواء ، انقض يقتل فيهم يميناً وشمالاً ، ولكن ما لبثت سيوفهم أن قطعت يمينه ، فأخذ اللواء بشماله ، فقطعت شماله ، فاحتضنه بعضديه حتى استشهد ، قال عليه الصلاة والسلام :
(( لقد رأيت جعفراً في الجنة له جناحان مضرجان بالدماء مصبوغُ القوادم ))
وكانت زوجة سيدنا جعفر ( أسماءُ بنت عميس ) حين وصول خبر استشهاد زوجها تنظف أولادها , وتعطرهم ، فأتاهم الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم وقال :
" إيتوني ببني جعفر ، فأتون بهم فتشممهم ، وذرفت عيناه ، فقالت زوجته يا رسول الله بأبي أنت وأمي ما يبكيك ، أبلغك عن جعفر وأصحابه شيءٌ فقال أصيبوا اليوم "
وأمر أن يُصنع لآل جعفر طعاماً ، لأنهم شغلوا بأمر مصابهم .
رضي الله عن سيدنا جعفر ، قطعت يده اليمنى ، فأمسك الراية باليسرى ثم قُطعت يده اليسرى ، فأمسك الراية بعضديه ، وما أصابه جزع ولا خوف وصدق الله العظيم :
﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ * وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ * وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ * وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ ﴾
اللهم اجعلنا من المصلين الذين لا يجزعون عند الشر ولا يمنعون عند الخير والحمد لله رب العالمين .
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا لغيرنا ، وسيتخطى غيرنا إلينا ، فلنتخذ حذرنا الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني .
الخطبة الثانية :
الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم .
الدعاء :
اللهمَّ اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ، وتولَّنا فيمن توليت ، وبارِك اللهمَّ لنا فيما أعطيت ، وقنا واصرف عنا شرَّ ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يُقضى عليك ، وإنه لا يذل من واليت ولا يعزُّ من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت ، ولك الحمد على ما قضيت .
اللهمَّ أعطنا ولا تحرمنا ، وأكرمنا ولا تُهِنا ، وآثرنا ولا تؤثر علينا ، وأرضنا وارض عنا، أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردُّنا ، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحةً لنا من كل شر، مولانا رب العالمين اللهمَّ اكفنا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمَّن سواك . اللهمَّ استر عوراتنا ، وآمن روعاتنا ، وآمنَّا في أوطاننا ، واجعل هذا البلد آمناً سخياً رخيا ، وسائر بلاد المسلمين ، اللهمَّ لا تؤمنا مكرك ، ولا تهتك عنا سترك ، ولا تنسنا ذكرك، اللهمَّ يا أكرم الأكرمين أعطنا سؤلنا ، واغفر لنا ذنوبنا وارحمنا إنك أرحم الراحمين . اللهمَّ إنا نعوذ بك من الفقر إلا إليك ، ومن الخوف إلا منك ، ومن الذل إلا لك ، نعوذ بك من عضال الداء ، ومن شماتة الأعداء ، ومن السلب بعد العطاء مولانا رب العالمين ، اللهمَّ بفضلك ورحمتك أعلي كلمة الحق والدين ، وانصر الإسلام وأعزَّ المسلمين ، وخذ بيد ولاتهم إلى ما تحب وترضى إنه على ما تشاء قدير ، وبالإجابة جدير .