وضع داكن
29-03-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 053 - شيب الشعر.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الشعر :

أيها الإخوة المؤمنون ؛ من المعلومات التي تعرفونها ، عن خلق الإنسان ، أن في رأس كلِّ إنسانٍ ، من مئة ألفٍ إلى مئتين وخمسين ألفاً ، من الأشعار ، وأن الشعرة الواحدة ، يزيد عمرها عن ثلاث سنوات ، وأن الإنسان ، يحتاج إلى أن يجدد شعره بأكمله إلى مئتي يوم ، وفي الإنسان ، مصانع للشعر، بعدد ما في جسمه من الشعر، كلُّ شعرةٍ لها مصنع ، تنتج هذه الشعرة ، وتنمو وتنمو إلى أن تبلغ أشدَّها ، ثم تهرم فتموت ، ينقص أو يزيد عمر الشعرة عن ثلاث سنوات .

ولكلِّ شعرةٍ من هذه الأشعار ، المئتين والخمسين ألفاً ، وريدٌ ، وشريانٌ ، للتغذية ، وعضلةٌ ، للتحريك ، تعمل هذه العضلة أثناء البرد ، ولكلِّ شعرةٍ من هذه الأشعار ، عصبٌ يحرِّك العضلة، كي تنتصب الشعرة، ولكلِّ شعرةٍ ، غدةٌ دهنيةٌ ، وغدةٌ صبغية.

 

شيب الشعر :

ولا يعلم الباحثون حتى هذه الأيام ، لماذا يبيضُّ الشعر ؟ لكن بعضهم يقول: إن ابيضاض الشعر ، منشؤه عصبي ، أحدث بحوث الشيب، أن ابيضاض الشعر منشؤه عصبي ، فالكريات البيض ، تتسلل إلى الشعرة ، فتأكل صبغها الأسود

والشيء القاطع ، أن الشيب ، كما يقول العلماء: آفةٌ جلديةٌ ، ذات منشأٍ عصبي انفعالي ، وذكر القرآن الكريم هذه الحقيقة قبل ألفٍ وخمسمئة عام ، قال تعالى:

﴿ فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً ﴾

[ سورة المزمل الآية : 17 ]

يعني الشيب ، منشأه ، خوفٌ انفعالي ، وقال عليه الصلاة والسلام:
شيبتني هود وأخواتها.

((عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِي اللَّهم عَنْهم يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ شِبْتَ قَالَ شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَالْوَاقِعَةُ وَالْمُرْسَلَاتُ وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ...))

[ أخرجه الترمذي ]

هل تظنون أن الذي شيبه قبيلة هود ؟ لا.. شيبته سورة هود ، لآيةٍ واحدةٍ فيها ، وهي قوله تعالى:

﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا﴾

[ سورة هود الآية : 112 ]

شيبتني هود وأخواتها.
ويصاب كل إنسان مع تقدم العمر بالإرهاق العصبي ، وبدرجاتٍ متفاوتةٍ من الشيب:

﴿ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً﴾

[ سورة الروم الآية : 54 ]

فالشيب ، يلازم التقدم في السن ، والإمام القرطبي يفسِّر النذير، بأنه الشيب ، يعني لفت نظرٍ لطيف من الله عزَّ وجل: أن يا عبدي اقترب اللقاء فماذا أعددت له ؟ اقترب اللقاء:

(( عبدي: ضعف بصرك ، وشاب شعرك ، وانحنى ظهرك ، فاستحي مني ، فأنا أستحي منك، يا عبدي ، لقد قرب اللقاء ، فماذا أعددت له ؟))

شعر الرأس وشعر الحواجب .


أيها الإخوة المؤمنون ؛ سؤالٌ دقيق يؤكِّد حكمة الله سبحانه وتعالى: لماذا يطول شعر الرأس ، ولا يطول شعر الحاجبين والجفنين ؟ لماذا تنبت الأشعار داخل الأنف ولا تنبت داخل الفم ؟ لماذا تنبت الأشعار في ظاهر الكف ، ولا تنبت في باطنها ؟

كيف نعصي الإله أم كيف يجحده الجاحد
وفي كل شيءٍ له أيةٌ تدلُّ على أنه واحد.
* * *

شعرك آية ، فكِّر في هذه الآية ، توصل منها إلى الله سبحانه وتعالى ، ترى أن لهذا الإنسان ، خالقاً عظيماً ، وصانعاً حكيماً ، أتقن صنعه ، الذي أتقن كل شيء خلقه:

﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴾

[ سورة الطور الآية : 35 ] 

تحميل النص

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور