وضع داكن
25-04-2024
Logo
الخطبة : 0225 - تفسير سورة الزلزلة - الزلازل.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الخطبة الأولى:
 الحمد لله ثمّ الحمد لله ، الحمد لله الذي هدانا لهذا ، وما كنّا لِنَهْتَدِيَ لولا أن هدانا الله ، وما توفيقي ولا اعتصامي ولا توكّلي إلا على الله ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إقرارًا برُبوبيَّته ، وإرغامًا لمن جحد به وكفر ، وأشهد أنّ سيّدنا محمّدًا صلى الله عليه وسلّم رسول الله سيّد الخلق والبشر ما اتَّصَلَت عين بنظر ، أو سمعت أذنٌ بِخَبر ، اللَّهمّ صلّ وسلّم وبارك على سيّدنا محمّد ، وعلى آله وأصحابه ، وعلى ذريّته ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدّين، اللّهمّ علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علّمتنا وزدْنا علمًا ، وأرنا الحقّ حقًّا وارزقنا اتّباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممَّن يستمعون القول فيتّبعون أحْسنه ، وأدْخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

آيات كريمة تشير إلى زلزلة الأرض :

 أيها الأخوة المؤمنون ، يقول الله تعالى :

﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴾

[ سورة الزلزلة : 1-8]

 آيةٌ قصيرة ، في سورة قصيرة ، يتلوها النبي صلى الله عليه وسلّم على مسامع أعرابيّ ، لا يعرف القراءة والكتابة ، فيقول : يا رسول الله لقد كفيت ، ونحن نستمع إلى القرآن الكريم آناء الليل وأطراف النهار ، وإلى أحكامه ، وإلى حدوده ، وإلى مبشّراته ، وإلى إنذاراته ، وإلى وعده ووعيده ، وإلى قصصه ، وإلى أمثاله ، وإلى أخباره السابقة ، ويُقيم المسلم على معصية الله ، يا للمفارقة العجيبة ! آية من سورة قصيرة ، قال : قد كُفيت ، فقال عليه الصلاة والسلام : "فقُه الرجل" .
 يا أيها الأخوة المؤمنون ؛ كثيرًا ما تقرؤون هذه السورة في الصلاة ، وأنا اخترتُ أن أُعالج بعض سور القرآن القصيرة على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم كي يذكر أحدكم معانيها إذا تلاها في الصلاة

﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ﴾

 أفاد العلماء أنّ إذا تعني تحقّق الوقوع، لابدّ من أن يقع ذلك ، أما إن فتُفيد احتمال الوُقوع ، قال تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا﴾

[ سورة الحجرات : 5]

 الفاسق قد يأتي ، وقد لا يأتي ، ولكن إذا جاء نصر الله والفتح فلابدّ أن يأتي نصر الله تعالى ، إذا زلزلت الأرض زلزالها فلابدّ من أن تأتي هذه الزلزلة ، وما هي الزلزلة ؟ اضطرابٌ شديد للأرض كلّها بحيثُ يكون عاليها سافلها ، وسافلها عاليَها ، وهذه الزلزلة أُضيفَت إلى الأرض ، لم يقل الله عز وجل : إذا زلزلت الأرض زلزالاً ، ولكن قال : إذا زلزلت الأرض زلزالها ، الموعود ، والمعهود ، والمرتقب ، والذي أقرّه الله سبحانه وتعالى .
 قال تعالى:

﴿ وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا ﴾

[ سورة الزلزلة : 2]

 آياتٌ أخرى تشير إلى هذه الزلزلة ، يقول الله سبحانه وتعالى:

﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ﴾

[ سورة الزمر: 68]

 علماء العقيدة يؤكّدون أنّ هناك نفختَين ؛ نفخةٌ يصعق فيها من في السموات والأرض وهي الزلزلة التي ذكرها الله في هذه السورة ، ونفخةٌ أخرى ينطلق الناس جميعًا من قبورهم إلى الحساب ، وإلى النشور .
 وهناك آية ثانية تؤكّد هذه الزلزلة ، قال تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴾

[ سورة الحج : 1]

 زلزلة الساعة ؛ الزلزلة المعهودة التي وعد الله بها ، قال تعالى:

﴿ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾

[ سورة الحج : 2]

 أَيُعقل أن تلقي الأمّ بِرَضيعها وهو على صدرها ملتقمًا ثدْيَها ؟ أيُعقل أن تلقيه على الأرض لِتَنجو بنفسها ؟ هذه صورة من صور الفزع العظيم ، لكنّ المؤمنين من فزع يومئذٍ آمنون، قال تعالى:

﴿ وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾

[ سورة الزمر : 61]

 قال تعالى:

﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾

[ سورة آل عمران : 185]

الحكمة من تسخير السموات و الأرض للإنسان :

 يا أيها الأخوة المؤمنون ؛ إذا زلزلت الأرض زلزالها الشديد ، والصاعق ، والذي وعد الله به ، والمخصوص ، والعظيم ، قال تعالى:

﴿ وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا ﴾

[ سورة الزلزلة : 2]

 الأثقال كما يقول بعض العلماء جمعُ ثِقَل وهو الحمْل في البطن ، وكأنّ للأرض بطْنًا تحمل فيه هذه الأجساد التي ماتتْ ؛ إنّها أثقال ، لأنّ الإنسان هو المخلوق الأوّل ، ولأنّ الله تعالى كرّمه على جميع الخلق ، ولأنّ الله سبحانه وتعالى سخّر له ما في السموات وما في الأرض ، قال تعالى:

﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ﴾

[ سورة الإسراء : 70]

 هل تعلم من أنت يا أيّها الأخ الكريم ؟ إنّك المخلوق الأوّل ، الذي سخّر الله لك ما في السموات والأرض من أجل أن يعرّفك بذاتك ، ومن أجل أن تعبده ، ومن أجل أن تسْعد بقرْبِهِ ، ومن أجل أن يُسعدك إلى الأبد ، قال تعالى:

﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾

[ سورة هود:119]

أتحْسبُ أنّك جرْمٌ صغير وفيك انْطوى العالم الأكبر
***

 أنت مخلوقٌ أوّل عند الله عز وجل ، خلقتُ لك السموات والأرض ، ولم أعْيَ بِخَلقهنّ ، أفيُعييني رغيفٌ أسوقه لك ؟ لي عليك فريضة ، ولك عليّ رزق ، فإذا خالفتني في فريضتي لم أُخالفك في رزقك ، وعزّتي وجلالي إن لمْ ترض بما قسمْتُه لك فلأُسلطنّ عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحش في البريّة ثمّ لا يناله منك إلا ما قسمتهُ لك ولا أبالي ، وكنت عندي مذمومًا ، خلقت لك السموات والأرض من أجلك فلا تتعب ، وخلقتك من أجلي فلا تلعب ، فبِحَقّي عليك لا تتشاغل بما ضمنتهُ لك عمّا افترضْتهُ عليك ، قال تعالى:

﴿ وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا ﴾

[ سورة الزلزلة : 2]

 هؤلاء البشر الذين تحمّلوا الأمانة ، قال تعالى :

﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾

[ سورة الأحزاب : 72]

 تنطّحتَ أيّها الإنسان وقلْتَ : يا رب أنا لها ، السموات والأرض أشفقن منها ، وأحجمْنَ عن حمْلها ، وأنْت أيّها الإنسان قبِلْتَ حملها ، لذلك يقول الله سبحانه وتعالى:

﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾

[ سورة الشمس : 9-10]

 قد خابَ وخسِر .
 يا أيها الأخوة المؤمنون ؛ قال تعالى:

﴿ وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا ﴾

[ سورة الزلزلة : 2]

 هؤلاء البشر الذين حملوا الأمانة ، وأوْدَعَ الله فيهم حريّة الاختيار ، وسخّر الله لهم ما في السموات والأرض ، ليعرفوه فغفلوا عنه ، هؤلاء البشر الذين أوْدَعَ الله فيهم الشهوات لِيَرقوا بها إلى رب الأرض والسموات ، والذين أُعطوا ميزانا دقيقًا ، قال تعالى :

﴿ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ﴾

[ سورة الرحمن : 7]

 أُعطيت الكون ، والعقل ، وحريّة الاختيار ، والشّهوة ، والشرع العظيم ، وجاء الأنبياء ، والرّسل ، وأنزل الله الكتب ، وبعث الله من ينذر ، ومن يبشّر ، ومن يوضّح ، ومن يبيّن ، ومع كلّ هذا تبقى معرضًا تائهاً شارداً ضالاً معارضًا عاصياً ؟

 

أمر الله إلى الأرض بأن تحدِّث بما فعل الإنسان على ظهرها :

 قال تعالى:

﴿ وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا ﴾

[ سورة الزلزلة : 3]

 ما لها زلزلتْ ؟ وما لنا خرجنا ؟ قال تعالى:

﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴾

[ سورة الزلزلة :4]

 روى الإمام أحمد والترمذي وصحّحه الحاكم قال عليه الصلاة والسلام :

(( أتدرون ما أخبارها ؟- هذه الآية فسّرها النبي عليه الصلاة والسلام - فقال أصحابه الكرام : الله ورسوله أعلم ، فقال عليه الصلاة والسلام : فإنّ أخبارها أن تشْهد على كلّ عبدٍ أو أمةٍ بما عمِلَ على ظهرها))

[أحمد والترمذي وصحّحه الحاكم عن أبي هريرة]

 أيُّ عبد أو أمةٍ - أي امرأة - ماذا عمل على ظهرها ؟ أكان صادقًا أم كذّابًا ؟ أكان مخلصًا أم خائنًا ؟ أكان مستقيمًا أم منحرفًا ؟ أباعَ إخوته من بني البشر بالصّدق أم غشّهم؟ ماذا فعل ؟ اعتدى على أموال الناس وأعراضهم ؟ كيف أنفق عمره الثمين ؟ وكيف أمضى شبابه ؟ ومن أين اكتسب ماله ؟ وفيما أنفق هذا المال ؟ وماذا عمل بعلمه ؟ هذه كلّها أسئلة ؛ كيف أمضى وقت فراغه واستمتع بصحّته وأمنه ؟ وماذا عمل بسمعه وبصره ؟ هل رأى ببصره آيات الله الدالة على عظمته تعالى أم رأى عورات المسلمين ؟ هل استمع إلى الغناء أم إلى القرآن ؟ ما أخبارها ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : " فإنّ أخبارها أن تشْهد على كلّ عبدٍ أو أمةٍ بما عمِلَ على ظهرها ". قال تعالى:

﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴾

[ سورة الزلزلة :4]

 حتى إنّ الجلد يشهد على صاحبه ، قال تعالى :

﴿ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾

[ سورة فصلت : 21]

 أيّ شيءٍ يشهد عليك ؟ الأرض التي وطِئْتها ، والشجرة التي جلست في ظلّها ، والجبل الذي أويْتَ إليه ، والجلد الذي تحملهُ يشهد عليك ، والأرض أيضًا تشهد عليك .
 قال تعالى:

﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا ﴾

[ سورة الزلزلة :4-5]

 بمعنى أوحى إليها ، أي أمرها أن تحدِّثَ بما فعلت على ظهرها .

 

مراقبة الله الشديدة لكلّ إنسان :

 أيها الأخوة المؤمنون ، نحن تحت مراقبة شديدة من قِبل الله عز وجل ، لقول الله عز وجل:

﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾

[ سورة النساء : 1]

 قال تعالى:

﴿ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ﴾

[ سورة الفجر : 14]

 قال تعالى:

﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ﴾

[ سورة الحديد: 4 ]

 قال تعالى:

﴿ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾

[ سورة الحديد: 6 ]

 قال تعالى:

﴿ وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ﴾

[ سورة طه : 7]

تساقط الأقنعة المزيفة يوم القيامة :

 ثم قال تعالى:

﴿ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ﴾

[ سورة الزلزلة : 6]

 متفرّقين ، هذا كان يعتزّ في الدنيا بأُسرته ، وهذا بعشيرته ، وذاك بِمَن حوله ، والآخر بقوّته ، وفلان بماله ، هذه الأقنعة المزيّفة التي كانتْ تُعمي بصر الإنسان في الدنيا تتساقط كلّها يوم القيامة ، قال تعالى:

﴿ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ﴾

[ سورة الزلزلة : 6]

 الناس يأتون ربّهم فرادى ، قال تعالى:

﴿ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾

[ سورة الأنعام : 94]

 ليس هناك تجمّعات ، ولا من يعين أحدًا ، قال تعالى:

﴿ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ﴾

[ سورة الانفطار : 19]

 هذا هو المعنى الأوّل .

 

انطلاق الناس يوم القيامة للحساب زمراً زمراً :

 والمعنى الثاني أنّ الناس ينطلقون من قبورهم إلى يوم الحساب ويوم النشور جماعات جماعات بِحَسب أعمالهم ، فالزناة زمرة ، وآكلو الربا زمرة ، وشاربو الخمر زمرة ، والمؤمنون زمرة ، قال تعالى:

﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً﴾

[ سورة الزمر : 71]

 وقال تعالى:

﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً﴾

[ سورة الزمر : 71]

 لِيُرَوا أعمالهم ، قال بعض العلماء : لِيُرَوا أعمالهم عيْنها ، وكأنّك أمام شريط مسجّل فيه صورة وصوت وبالألوان ، هكذا فعلت ، وهكذا غششْت ، وهكذا احْتلْت ، وهكذا كذبت واعتديْت ، وهكذا تجاوَزْت وقصّرت ، يوم كذا كنت في هذا المكان ، وقد نهيْتُكَ عنه ، ويوم كذا كنت في هذا المكان وقد أمرتك ألا تكون هناك ، وبعضهم قال : لِيَرى الناس نتائج أعمالهم ؛ إما إلى جنّة يدوم نعيمها ، أو إلى نارٍ لا ينفذ عذابها ، إما إلى جنّة عرضها السموات والأرض ، أعددْتُ لعبادي الصالحين ما لا عينُ رأت ، ولا أذنُ سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، أو إلى النار التي وقودها الناس والحجارة ، قال تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾

[ سورة التحريم : 6]

 هذا الذي يقول : أنا لا دخْل لي ، زوجتي هكذا تريد ، هكذا ليْسَت مقبولةً منك كزوج ، قال تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾

[ سورة التحريم : 6]

الترغيب في قليل الخير وكثيره والتحذير من قليل الشرّ وكثيره :

 قال تعالى:

﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ﴾

[سورة الزلزلة:7]

 قال العلماء : الذرّة التي لا زِنَة لها ، لو أنّك فتحْتَ النافذة في أحد أيّام الشتاء ، ورأيْت في ضوء الشمس بعض الذرات العالية في جوّ الغرفة ، هذه الذرّة لماذا بقيَت في جوّ الغرفة ؟ لأنّه لا وزن لها ، لو كان لها وزنٌ لسقَطَتْ بفِعل الجاذبيّة ، قال تعالى:

﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴾

[سورة الزلزلة:7-8]

 ربّنا سبحانه وتعالى يقول:

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ﴾

[ سورة النساء : 40]

 وفي آية أخرى:

﴿ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيراً ﴾

[ سورة النساء :124]

 لو أكلْتَ تمرةً وأخذْت نواتها ، وتحسَّسْت بلسانك على رأسها ، تحسّ به نتوءاً حادّة، هذا النتوء الحاد كالإبرة هو النقير ، فإذا رأيْتَ في شقّها خيطًا صغيرًا ؛ هذا هو الفتيل، قال تعالى:

﴿ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ﴾

[ سورة الإسراء : 49]

 قال تعالى:

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ﴾

[ سورة النساء : 40]

 قال بعض العلماء : من وضع يده على الأرض ، ورفعها فلينْظر ماذا علقها ؟ فيقول : ما علق بها شيء ، إنّه قد علِقَتْ بها بعض الذرات ، أي لو أنقذت نملة وأنت تتوضّأ هذا عمل عظيم ، وأنقذتَ نفسًا ، ولو أنّك تحاشيْت أن تدوس على زهرة في الربيع ، زهرة صغيرة تسبّح الله عز وجل ، لو أنّك تحاشيْت أن تدوس عليها ، هذا عمل ، ولو أنّك نظرت إلى أخيك بابتسامة ، وتزحزحْت لأخيك إذا دخل المجلس ، ولو أنّك سقيتَ إنسانًا كأس ماء ، ولو أنّك أصغيت الإناء للهرّة ، لو أنّك أطعمت الطير ، ولو أنّك أنقذت حيواناً ، قال تعالى:

﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴾

[سورة الزلزلة:7-8]

 تبسّمك في وجه أخيك صدقة ، أن تميط عنه الأذى هو لك صدقة ، قطعة زجاج تخاف أن يدوس عليها إنسان كائنًا من كان ، فتجرحهُ ، فنحَّيْتها عن الطريق ، هذا عمل ، فما قولك بالعمل العظيم ؟ أن تنقذ إنسانًا من الضلال إلى الهدى ؟ قال عليه الصلاة والسلام :

((فَوَ اللَّهِ لَأَنْ يُهْدَى الله بِكَ رَجُلاً وَاحِداً خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ))

[متفق عليه عن سهل بن سعد الساعدي ]

 وخيرٌ لك مما طلعَتْ عليه الشمس ، فالعلماء قالوا : هذه الآية تفيد الترغيب في قليل الخير وكثيره ، والتحذير من قليل الشرّ وكثيره ، لو رأيتَ إلى جانبك قشّة لا يزيد طولها عن سنتمتر على أرض المسجد ، ومسكتها ووضعتها في جيبك حُرمةً لهذا المسجد ، هذا عملٌ تُثاب عليه ، وما أكرم شابّ شيخًا لسنّه إلا سخّر الله له من يكرمه عند سنِّه ، قال تعالى:

﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴾

[سورة الزلزلة:7-8]

 فذاك الأعرابي قال : قد كُفيتَ ، فقال عليه الصلاة والسلام : " فقُهَ الرّجل " ولكن يرَ أي يراه ؛ جاءتْ مجزومة ، متى ؟ قال النبي عليه الصلاة والسلام : " في الحال والمآل " اطْمئنّ فإنّك تراه في الدنيا والآخرة ، قال تعالى:

﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾

[ سورة الرحمن : 46]

 في الدنيا قبل الآخرة ، وما أكرم شابّ شيخًا لسنّه إلا سخّر الله له من يكرمه عند سنِّه ، فقوله تعالى:

﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴾

[سورة الزلزلة:7-8]

 هذا في الدنيا والآخرة ، متفرِّقَتين أو مجتمعتين .
 يا أيها الأخوة الأكارم ، لو وضعْتم أمام أعيُنكم هذه السورة في بيعكم وشرائكم ، في زواجكم ، وحركاتكم ، وسكناتكم ، في نزهاتكم ، وفي لقاءاتكم ، وفي أيّ علاقةٍ مع الناس، قال تعالى:

﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴾

[سورة الزلزلة:7-8]

 والله الذي لا إله إلا هو لو لمْ يكن في كتاب الله كلّه إلا هذه الآية لكفَتْ الناس جميعًا ، لو أنّه حيل بينك وبين أن تسمع إلى مجلس علم ، تكفيك هذه الآية ، قال تعالى:

﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴾

[ سورة الزلزلة : 1-8]

 أيها الأخوة المؤمنون ، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزِنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ، واعلموا أنّ ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا ، وسيتخطّى غيرنا إلينا فلْنَتَّخِذ حذرنا، الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتْبعَ نفسه هواها وتمنّى على الله الأماني ، والحمد لله رب العالمين .

* * *

الخطبة الثانية :
 أشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله ، صاحب الخلق العظيم ، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

الزلازل :

 أيها الأخوة المؤمنون ، مادام الحديث في الخطبة الأولى عن زلزال الأرض الذي حدّثنا الله عنه ، فماذا عن الزلازل والتي نراها من حين إلى آخر أو نستمع إلى أخبارها ؟
 إنّ هذه الزلازل من وظائفها أنّها تعطينا معنى الزلزلة الكبرى التي وعد الله بها، يقول العلماء : إنّ الأرض أكثر الكواكب في المجموعة الشمسيّة كثافةً ، فكثافة الأرض تزيد عن كثافة الماء بخمسة أضعاف ، وإنّه يحدث في العام الواحد ما يزيد عن عشرين زلزلة على سطح الأرض ، وفي قيعان البحار ، أما الزلزلات الدقيقة التي لا تؤذي فهي تزيد عن مليون زلزلة في العام ، بمعدّل في كلّ دقيقة زلزلة ؛ اهتزاز طفيف ، ويفسّر العلماء الزلزلة بأنّها حركةٌ في باطن الأرض بحيث ينشأ عنها ضغطٌ هائل ، لا تحتملهُ قشرة الأرض ، عندئذٍ تتصدّع هذه القشرة ، تصدّع قشرة الأرض هو الزلزال الذي نستمع إلى أخباره من حينٍ إلى آخر ، وهذه القشرة يزيد سُمكها عن تسعين كيلو متر ، ومع ذلك تتصدّع ، من صخور البازلت وهي أقسى أنواع الصخور ، ويزيد عمق هذه الطبقة عن تسعين كيلو متر ، ومع ذلك تأتيها ضغوط من باطن الأرض لا تحتملها ، فتتصدّع ، وهذا طرَفٌ من معنى:

﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾

[ سورة الذاريات : 58]

 هناك بالفضاء ثقوب سوداء ، لو دخلتها الأرض لأصبحت تماماً كالبيضة ، وزن الأرض مجموع في حجمٍ لا يزيد عن بيضة دجاج ، هذا معنى قول الله عز وجل:

﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾

[ سورة الذاريات : 58]

 ويقول بعض العلماء : إنّ هناك زلازل سجَّلتْها بعض التواريخ ، ففي عام ألف وخمسمئة وستّة وخمسين حدَث زلزال بالصّين أودى بحياة ثمانمئة وثلاثين ألف إنسان في ثوانٍ ، وفي ألف وسبعمئة وثلاثين حدث زلزال بالهند أودى بحياة مئة وثمانين ألفاً ، وفي عام ثلاثة وعشرين بعد التسعمئة حدث زلزال باليابان أودى بحياة مئة ألف ، وفي سنة ألف وتسعمئة وستّ وسبعين حدث زلزال بالصّين أودى بحياة مئة ألف ، وحدث زلزال بإيطاليا أودى بحياة خمس وثلاثين ألفًا ، ثواني معدودة فقط ، قال تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴾

[ سورة الحج : 1]

 هناك قُطر عربي حدث فيه فيضان أودى بحياة مليون ، والله سبحانه وتعالى يقول:

﴿ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ * إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ * وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ﴾

[ سورة البروج : 12-14]

 فلْنَعُد إليه قبل أن يُلجئنا إليه قسْرًا .
 أيها الأخوة المؤمنون ؛ أن تستيقظ صباحًا وترى الأرض مستقرّة ؛ هذه نعمةٌ كبرى لا تعرفها إلا إذا شهدْت زلزالاً ، الله يلفتُ نظرَنا ويقول:

﴿ أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً ﴾

[ سورة النمل: 61 ]

 لولا أنّها مستقرّة لمْ يبق بناءٌ على وجه الأرض ، ولانهارتْ الأبنية ، وتصدّعت الجسور ، ولتعطَّلتْ الطّرق ، أن تنعُم ببيتٍ تسكنه منذ عشرين عاماً في الطابق السابع أو الثامن، لولا استقرار الأرض لما نعُمْتَ بهذا البيت ، قال تعالى:

﴿ أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً ﴾

[ سورة النمل: 61 ]

 وهي تسير بسُرعة ثلاثين كيلو متر في الثانية ، الأرض تنطلق ، قال تعالى:

﴿ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ﴾

[ سورة النمل: 88]

 مع هذه السرعة البالغة الأرض مستقرّة ، ما الذي يعرّفنا باستقرارها ؟ تلك الزلازل ، هي شواهد وأدلّة وأداة تعريف ووسائل إيضاح .
 أيها الأخوة المؤمنون ، يقول الله تعالى:

﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ * وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ ﴾

[ سورة الطارق : 11-12]

 من لوازمها التصدّع ، وهو أداة لِتَخويف الناس من معصية الله عز وجل .

 

الدعاء :

 اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ، وتولَنا فيمن تولَيت ، وبارك اللهم لنا فيما أعطيت ، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، اللهم أعطنا ولا تحرمنا ، أكرمنا ولا تهنا ، آثرنا ولا تؤثر علينا ، أرضنا وارض عنا ، اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك ، ومن طاعتك ما تبلغنا بها جنتك ، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ، ومتعنا اللهم بأسماعنا ، وأبصارنا ، وقوتنا ما أحييتنا ، واجعله الوارث منا ، واجعل ثأرنا على من ظلمنا ، وانصرنا على من عادانا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا ، مولانا رب العالمين ، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك ، اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا ، وآمنا في أوطاننا ، واجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين ، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ، ولا تهلكنا بالسنين ، ولا تعاملنا بفعل المسيئين يا رب العالمين ، اللهم بفضلك ورحمتك أعلِ كلمة الحق والدين ، وانصر الإسلام وأعز المسلمين ، وخذ بيد ولاتهم إلى ما تحب وترضى ، إنك على ما تشاء قدير ، وبالإجابة جدير .

 

تحميل النص

إخفاء الصور