وضع داكن
19-04-2024
Logo
الفتوى : 02 - إذا كانت الهداية من الله عز وجل فهل الضلالة منه أيضاً ؟.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

سؤال:

 فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي المحترم
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 هل الله يريد الجميع أن يهتدوا ويخلصوا فتراه يتعامل مع كل انسان على حدة، فيفتح على قلب وبصيرة فلان وفلان فيتاثروا بموعظة ما أو بحديث ما، أو يرسل له صديق ينبهه ويذكره. و ربما يكون الإنسان ضالاً جداً يمشي وراء أهوائه فهل الله يزيده ضلالاً ويقصي قلبه فيتركه هائماً في ضلاله ويختم على بصيرته إلى موته أو يتدخل فيتعامل معه مثل الأب الحنون ويحاول بشتى الطرق أن يفتح عينيه إلى طريق الهدى.
و كما أن الهداية من الله فهل الضلالة من الله أيضاً ؟ عذراً على جهلي إن كنت مخطئاً لذلك أنا أسأل.
وأخيراً أرجو من فضيلتكم أن توضحوا الآيات المتعلقة بالموضوع. مثلاً:
 قال تعالى:

﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾

 وقال تعالى:

 

﴿ خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَٰرِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ ﴾

وجزاكم الله عنا كل خير

 

 

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد.
الأخ الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي:
قال تعالى:

 

﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ..... ﴾

فالله تعالى لا يريد لعباده ولا يرضى لهم إلا الهداية قال تعالى:

﴿ إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ﴾

لكن حينما يختار الإنسان طريق الضلال فإن الله يؤدبه وقد يرسل له من المصائب ما يحمله على ترك تلك المعصية والعودة إلى ربه فإن أصر على طريق الضلال سمح الله له به أخيراً ليحرر اختياره ويظهر عمله فالضلالة التي من الله هي الضلالة الجزائية المبنية على ضلال اختياري قال تعالى: ( فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ). إذ لا يعقل ولا يصح أن يقع في ملك الله ما لا يسمح به الله وبالطريقة نفسها تستطيع أن تفسر ختم الله على قلب وسمع الكافر إذ إنه ختم حكمي ناتج عن أن هذا الكافر امتنع عن قبول الحق ورفض الاستماع إليه فختم الله على قلبه وسمعه جزاء له.

تحميل النص

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور