وضع داكن
28-03-2024
Logo
الخطبة : 0121 - الناس تابع أو مُتَبعْ - سرعة الأرض .
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الخطبة الأولى:

 الحمد لله ثم الحمد لله ، الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ، الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إقراراً بربوبيته ، وإرغاماً لمن جحد به وكفر ، وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله سيد الخلق والبشر ، ما اتصلت عين بنظر أو سمعت أذن بخبر ، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد ، وعلى آله وأصحابه وذريته ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدين ، اللهم ارحمنا فإنك بنا راحم ، ولا تعذبنا فإنك علينا قادر ، والطف بنا فيما جرت به المقادير إنك على كل شيء قدير .

التوبة :

 أيها الإخوة المؤمنون ؛ يقول الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي :

‏‏(( لله أفرح بتوبة عبده من الضال الواجد والعقيم الوالد والظمآن الوارد ))

[ رواه ابن عساكر في أماليه عن أبي هريرة]

 وإذا تاب العبد توبةً نصوحا ، أنسى اللّه حافظيه والملائكة وبقاع الأرض كلها خطاياه وذنوبه ، وإذا رجع العبد العاصي إلى الله نادٍ منادٍ في السماوات والأرض ، أن هنئوا فلان فقد اصطلح من الله .
 أيها الإخوة المؤمنون ؛ الإمام علي كرم الله وجهه يقول قوام الدين والدنيا أربعة رجال :
 1- عالم مستعمل علمه .
 2- وجاهل لا يستنكف أن يتعلم .
 3- وغني لا يبخل بماله .
 4- وفقير لا يبيع آخرته بدنيا غيره .
 فإذا ضيع العالم علمه ، استنكف الجاهل أن يتعلم .
 وإذا بخل الغني بماله ، باع الفقير آخرته بدنياه ؛ أي باع نفسه للشيطان ، من أجل تحصيل دنياه .
 أيها الإخوة الأكارم ؛ مما ورد في المناجاة ، مناجاة الله سبحانه وتعالى لسيدنا موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ، ‏إن هذا دين قد ارتضيته لنفسي ولا يصلحه إلا السخاء وحسن الخلق ، فأكرموه بهما ما‏ صحبتموه‏ ، يا موسى إنك لن تتقرب إلي بشيء أحب إلي من الرضا بقضائي ، ولن تعمل عملاً أحفظ عليك من النظر في أمورك ، يا موسى لا تتضرع إلى أهل الدنيا فأسخط عليك ، ولا تجد بدينك لدنيا فأغلق عليك أبواب رحمتي ، يا موسى قل للمؤمنين التائبين ابشروا فأني أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، يا موسى من رجا غيري لم يعرفني ، ومن لم يعرفني ، لم يعبدني ، ومن لم يعبدني ، فقد استوجب سخطي ، ومن خاف غيري حلت به نقمتي ، يا موسى خف ثلاثاً ، خفني ، وخف نفسك ، وخف من لا يخافني ، تفرغ لعبادتي ، أملئ صدرك غنى ، وأسد فقرك ، وإلا تفعل أملأ يديك شغلاً ولم أسد فقرك ، لو رأيت يسير ما بقي من أجلك ، لزهدت فيما ترجو من طول أملك ، وقصر أملك ، وتلاش حرصك .

 

من تتبع ؟

 أيها الإخوة المؤمنون ؛ الله سبحانه وتعالى في سورة غافر يذكر لنا نصيحة توجه بها مؤمن آل فرعون إلى قومه ، فقال :

﴿ وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴾

[ سورة غافر الآية : 38 ]

 أيها الإخوة الأكارم ؛ لا بد من مُتَبعٍ ولا بد من مُتَبعْ ، فالناس متفاوتون ، الفقير يتبع الغني ، والضعيف يتبعُ القوي ، والخامل يتبعُ من كانت له شهرة ، لا بد من مُتَبعٍ ومُتَبعْ ، فانظر من تتبع ، إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ، الناس مُتَبعٌ ومُتَبعْ ، فإن تبعت أهل الحق سعدت في دينك ودنياك ، وإن تبعت أهل الباطل ، أردوك وأهلكوك ثم تخلوا عنك يوم القيامة ، لا بد من مُتَبٍع ومُتَبعْ .

﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً ﴾

[ سورة النساء الآية : 27 ]

 ابن عمر دينك دينك ، إنه لحمك ودمك ، خذ عن الذين استقاموا ولا تأخذ عن الذين مالوا .

﴿ وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴾

[ سورة غافر الآية : 38 ]

 سبيل الجنة ، سبيل التوفيق ، سبيل السعادة ، سبيل الفلاح ، سبيل النجاح ، سبيل الفوز ، سبيل التفوق .

﴿ اتَّبِعُونِ ﴾

﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ﴾

[ سورة آل عمران الآية : 31 ]

تعصي الإله وأنت تظهر حــبه  ذاك لعمري في المقال بديـع
لو كان حبـــك صادقاً لأطعته  إن المحب لمن يحب يطيـع

﴿ اتَّبِعُونِ ﴾

 الثقافة شيء ، والهدى شيءٌ آخر ، أن تكون لك ثقافة إسلامية ، وأن تكون عواطفك مع المسلمين ، شيء ، وأن تكون متبعاً للنبي عليه الصلاة والسلام شيءٌ آخر .
 ثلاثة أنا فيهن رجل ، وفيما سوى ذلك فأنا واحد من الناس ، ما سمعت حديثاً من رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا علمت أنه حقٌ من الله تعالى .
 سيدنا الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ‏ حينما وقف على المنبر ، في أول خطبة له ، بعد أن أصبح خليفة المسلمين ، قال : إنما أنا متبع ، ولست بمبتدع .
قل لي من تتبع أقل لك من أنت ، من تتبع ؟

﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ﴾

[ سورة لقمان الآية : 15 ]

 لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .

﴿ وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ * يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ ﴾

[ سورة غافر الآيات : 38 – 39 ]

 أمدها يسير ، وشيكة الزوال ، سريعة الانتقال ، الدنيا جيفة طلابها كلابها ، الدنيا دار من لا دار له ، ولها يسعى من لا عقل له ، إن هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء ، ومنزل ترح لا منزل فرح ، فمن عرفها لم يفرح لرخاء ، ولم يحزن لشقاء ، قد جعلها الله دار بلوى وجعل الآخرة دار عقبة .

﴿ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً ﴾

[ سورة النساء الآية : 77 ]

﴿ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ﴾

[ سورة القصص الآية : 61 ]

﴿ وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ * يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ ﴾

[ سورة غافر الآيات : 38 – 39 ]

 حينما يعاين الرجل سكرات الموت يقول :

﴿ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ﴾

[ سورة الفجر الآية : 24 ]

 ليست هذه الحياة ، إنما سماها الله الحياة الدنيا ، ما من الناس رجل يفكر في معناها ، الحياة الدنيا ، إنها أدنى بكثير من الحياة التي أعدها الله لنا ، دار القرار ، دار النعيم المقيم .

﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴾

[ سورة القمر الآيات : 54 – 55 ]

﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ ﴾

[ سورة الذاريات الآيات : 15 – 16 ]

﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴾

[ سورة الحاقة الآيات : 19 – 24 ]

 هذا النعيم المقيم ، هذه الدار التي لا نغص فيها ، لا قلق ، لا حزن لا خوف ، لا ضعف ، لا مرض ، لا هم .

﴿ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ * مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾

[ سورة غافر الآيات : 39 – 40 ]

 أيها الإخوة المؤمنون ؛ هذا كلام الله سبحانه وتعالى ، هذا كلام الله رب العالمين .

﴿ أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ ﴾

[ سورة النجم الآيات : 59 – 60 ]

 إنه كلام مصيري ، إنه كلام يحدد مصير الإنسان ، إما إلى جنة يدوم نعيمها ، وإما إلى نار لا ينفذ عذابها .
 أيها الإخوة المؤمنون ؛ قليل من التفكير ، قليل من الإدراك ، قليل من التأمل ، قليل من التبصر .

﴿ وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾

[ سورة العنكبوت الآية : 64 ]

﴿ وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ ﴾

[ سورة غافر الآية : 41 ]

﴿ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾

[ سورة النحل الآية : 119 ]

﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾

[ سورة الزمر الآيات : 53 – 54 ]

 هذا الذي يدعوك لئن تلقي بذنوبك على شيءٍ ليس ثابتاً إنما يدعوك إلى النار .

﴿ وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ * تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ * لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ ﴾

[ سورة غافر الآيات : 41 – 43 ]

 يدعوك إلى ماذا ؟ هل يسمعك إذا دعوته .

﴿ إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴾

[ سورة فاطر الآية : 14 ]

 يدعوك إلى ماذا ؟ أيدعوك إلى سعادة الدارين ، لا ! هذا الذي تشرك به الله عز وجل ليس لقد دعوة في الدنيا ولا في الآخرة .

﴿ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ * فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾

[ سورة غافر الآيات : 43 – 44 ]

 لا بد من أن تأتي ساعة تذكر فيها قول العلماء .
 لا بد من أن تأتي ساعة تذكر فيها قول الدعاة .
 لا بد من أن تأتي ساعة تذكر فيها النصحاء .
 البطولة أن ترى الشيء بل أن تصل إليه .
 إن عمل النار سهل بشهوة ، وإن عمل الجنة حزن بربوة ، ألا يا ربَ نفس طاعمة ناعمة في الدنيا جائعة عارية يوم القيامة .
 ليس من يقطع طرقاً بطلاً ، إنما من يتقي الله البطل .
 أيها الإخوة المؤمنون ؛ هذه النصائح التي توجه بها مؤمن فرعون إلى قومه نصائح قيمة ، وإنما ذكرها الله سبحانه وتعالى هنا لا لشيء إلا لنأخذ بها ، إلا لنتعظ بها .
 تتبع من ؟ .

﴿ فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾

[ سورة غافر الآيات : 45 – 46 ]

﴿ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾

[ سورة الأنفال الآية : 30 ]

كن مع الله .

 كن مع الله ترى الله معك ، واترك الكل وحاذر طمعك ، إذا كان الله معك فمن عليك ، وإذا كان عليك فمن معك ، يا أب بكر : ما ظنك باثنين الله ثالثهما .

﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾

[ سورة الأنبياء الآيات : 87 – 88 ]

﴿ وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾

[ سورة الروم الآية : 47 ]

﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾

[ سورة الحج الآية : 38 ]

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً ﴾

[ سورة مريم الآية : 96 ]

﴿ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ * فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ﴾

[ سورة البروج الآيات : 14 – 16 ]

 إرادته هي العلية ، كلمته هي العلية ، أمره هو النافذ .

﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ﴾

[ سورة الأنعام الآية : 18 ]

﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾

[ سورة فاطر الآية : 2 ]

السنة المطهرة :

ليس منا ........... :

 أيها الإخوة المؤمنون ؛ النبي عليه الصلاة والسلام في بضعة أحاديث شريفة لا تزيد عن أثني عشر حديثاً تبدأ كلها بقوله عليه الصلاة والسلام : ليس منا ، ومعنى ليس منا ، أنه إن فعل الأشياء التي ذكرت في هذه الأحاديث ، فليس من أمة سيدنا محمد ، يقول عليه الصلاة والسلام :

‏(( ليس منا من خبب امرأة على زوجها ، أو عبدا على سيده ))

[ أخرجه أحمد والحاكم عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ‏]

 هذا الذي يفسد العلائق الاجتماعية ، هذا الذي يقطع العلائق الاجتماعية ، ليس من أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام .

‏(( من فرق فليس منا ))

[ رواه الطبراني عن معقل بن يسار ، قال الهيثمي وفيه نصر بن طريف وهو كذاب ]

 بين أم وابنها ، ولا بين أخ وأخيه ، ولا بين أب وابنه ، ولا بين شريك وشريكه ، ليس منا من أفسد العلائق الاجتماعية .

‏(( ليس منا من وسع الله عليه ثم قتر على عياله ))

[ رواه الديلمي في مسند الفردوس عن جبير بن مطعم]

 البخيل ليس منا .

‏(( ليس منا من وسع الله عليه ثم قتر على عياله ))

‏(( ‏ليس منا من دعا إلى عصبية ، وليس منا من قاتل على عصبية ، وليس منا من مات على عصبية ))

[ رواه أحمد عن جبير بن مطعم]

‏(( ليس منا من تشبه بالرجال من النساء ، ولا من تشبه بالنساء من الرجال ))

[ رواه الإمام أحمد عن ‏عبد الله بن عمرو بن العاصي‏ رَضِيَ اللَّهُ عَنهما ]

 كل هؤلاء ليسوا من أمة سيدنا محمد .

‏(( ليس منا من انتهب ، أو سلب ، أو أشار بالسلب ))

[ رواه الطبراني والحاكم عن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ‏]

 ليس منا هذا الذي يحتال على الناس ، ويخادعهم ، ليس من أمة سيدنا محمد .
 أيها الإخوة المؤمنون ؛ كما ذكرت لكم قبل قليل سيدنا سعد يقول ما سمعت حديثاً من رسول الله إلا علمت أنه حق من الله تعالى ، ولكن الإسلام شيء ، والتخلق بأخلاقه شيء آخر ، بما استطاع نبي واحد وهو سيدنا محمد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يقلب وجه الأرض ، بما استطاع أن يجعل رايات الإسلام ترفرف في مشارقها ومغاربها ، بما استطاع هذا النبي الكريم في ربع قرن أن ينشر الفضلية ، بما ؟ لأنه طبق في سلوكه ما قاله بلسانه ، إن هذا دين قد ارتضيته لنفسي ولا يصلحه إلا السخاء وحسن الخلق ، فأكرموه بهما ما‏ صحبتموه‏ ، حينما فتح النبي عليه الصلاة والسلام مكة المكرمة دخلها مطأطئ الرأس تواضعاً لله تعالى ، حينما دخل مكة سأله أهلها وكانوا رهن كلمة منه ، قال : ما تظنون أني فاعل بكم ، هؤلاء الذين أخرجوه ، هؤلاء الذين كذبوه ، هؤلاء الذين ائتمروا على قتله ، ما تظنون أني فاعل بكم قالوا : أخ كريم وابن أخ كريم ، قال : فاذهبوا فأنتم الطلقاء ، إلا بضعة نفرٍ سماهم بأسمائهم ، وأمر بقتلهم ، ولو تعلقوا بأستار الكعبة ، لشدة عداوتهم ، وشدة ما أصاب المسلمين من أذاهم ، ولشرٍ استطار بين جوانحهم ، من هؤلاء : عكرمة ابن أبي جهل ، حينما دخلت جيوش المسلمين مكة المكرمة ، يمم وجه شطر البحر الأحمر هارباً من رسول الله وأصحابه الكرام ، دخلت زوجته على النبي عليه الصلاة والسلام ، وقالت يا رسول الله : إن عكرمة يخاف على حياته منك ، وقد هرب منك إلى الحبشة ، فأمنه أمنك الله ، فنظر عليه الصلاة والسلام وقال لها : إنه أمناً فذهبت إليه ، أدركته على شط البحر الأحمر يهم بركوب السفينة ، ويخاطب نوتيهَ يقول له : أتأخذني معك إلى الشط الآخر ، قال وهل أنت مخلصٌ ، فقال وما الإخلاص ؟ فقال هل تشهد أنه لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، قال منها هربت ، أنا هربت من هذا ، جاءته زوجته وقالت له يا عكرمة : جئتك من عند خير الناس ، من عندي أفضل الناس من عندي أبر الناس ، من عند النبي الكريم ، لقد أمنك ، فقال هو أمنني قالت نعم : فما زالت تقنعه حتى عاد معها إلى مكة ، النبي عليه الصلاة والسلام في كلمة قالها لأصحابه ، تظهر معدنه الكريم ، قال عليه الصلاة والسلام : لقد جاءكم عكرمة مسلماً فإياكم أن تسبوا أباه ، أبو جهل ، إياكم أن تسبوا أباه ، فإن سب الميت يؤذي الحي ، ولا يبلغ الميت ، ما هذه الأخلاق ؟ ما هذه الرقة ؟ ما هذا التهذيب ؟ .

﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾

[ سورة القلم الآية : 4 ]

 ولا بد للمؤمن إن كان على سنة النبي عليه الصلاة والسلام من أن يكون له خلق يعيش به في الناس ، لا بد من خلق عظيم ، لا بد من خلق كريم ، لا بد من عفوٍ ، لا بد من صفحٍ ، لا بد من تسامحٍ ، لا بد من بذلٍ لا بد من عطاءٍ " وإنك لعلى خلق عظيم " هذه أخلاق النبي لما دخل عليه عكرمة قال : يا محمد إن زوجتي هذه تزعم أنك أمنتني ، فهل هذا صحيح قال : إنك أمن ، قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أنك رسول الله وأنك ما دعوت إلا بالحق ، وما أمرت إلا بالخير ، استغفر لي يا رسول الله ، استغفر لي كل عداوة عاديتك إياها ، استغفر لي كل كلمة قلتها في حقك ، استغفر لي كل عمل وكل شيء فعلته ضدك ، فاستغفر له النبي وكانت له خاتمة تعرفونها ، مات شهيداً في بعض المعارك بعد النبي عليه الصلاة والسلام ، وقفت عند كلمة جاءكم عكرمة مسلماً فإياكم أن تسبوا أباه فإن سب الميت يؤذي الحي ، ولا يبلغ الميت .
 أيها الإخوة المؤمنون ؛ حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا ، وسيتخطى غيرنا إلينا ، فلنتخذ حذرنا ، الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني .

والحمد لله رب العالمين
***

الخطبة الثانية :

 الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم .

استقرار الأرض .

 أيها الإخوة الأكارم ؛ في القرآن الكريم آيتان على سبيل الحصر ، الأولى تقول :

﴿ أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ ﴾

[ سورة النمل الآية : 61 ]

﴿ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾

[ سورة غافر الآية : 64 ]

 غفل عنها الناس ، آية عظيمة الناس أعرضوا عن التأمل فيها ، هذه الأرض تدور حول نفسها بسرعة تبلغ في خط الاستواء 1600 كيلومتر في الساعة ، وهذه الأرض تدور حول الشمس بسرعة قدرها العلماء 30 كيلومتر بالثانية الواحدة ، حركة حول نفسها ، وحركة حول الشمس ، ومع ذلك الأرض مستقرة استقراراً تاماً ، بدليل أنه لو اهتزت قيد أنملة لتصدعت الأبنية ، ولانهارت .

﴿ أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً ﴾

 من الذي يملك أن يجعلها مستقرة ؟ أتملكون أنتم أن تجعلوها مستقرة ؟ حينما اهتزت في بعض البلاد فجعلت مدينة بأكملها تصبح قاعًا صفصفًا .

﴿ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا ﴾

[ سورة الحجر الآية : 74 ]

 ماذا فعلتم ؟ هل تملكون دفع اهتزازها ؟ أو هل تملكون استقرارها ؟

﴿ أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً ﴾

 هذا البيت الذي تدفع ثمنه عشرات الملايين في بعض الأحياء ، ما قيمته لو اهتزت الأرض قليلاً ، وتصدع البناء ، هذه الثروة التي تملكها ، لو اشتريت بها بيوتاً واهتزت الأرض هزاً يسيراً فتصدعت ، ماذا تفعل ؟

﴿ أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً ﴾

 اركب طائرة أنظر إلى طرف الجناحين إنهما يهتزان هكذا ، هل يستطيع الإنسان أن يصنع مركبة لا تهتز أبداً ، اركب سيارة فاخرة ، اركب طائرة .

﴿ أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً ﴾

 استقرار تام ، يمضي على البناء مئة عام ومائتا عام وهو هو ، بدليل أنها مستقرة .

﴿ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾

[ سورة النمل الآية : 88 ]

﴿ أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً ﴾

 من جعلها مستقرة ؟ استقراراً ثابتاً وهي تدور حول نفسها وحول الشمس ومع الشمس ، والشمس مع المجرة .

﴿ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾

[ سورة يس الآية : 40 ]

 المعنى الثاني : لو أن إنساناً ركب مركبة فضائية وتخطى بها نطاق الجاذبية الأرضية ، ينعدم الوزن هناك ، الحياة في المركبة لا تطاق ، بلا وزن ، إذا افلت منه شيءٌ طار في السماء واستقر في السقف ، إذا تحرك حركة صار في سقف المركبة ، من جعل الأشياء ترتبط بالأرض ؟ من جعل الأشياء على الأرض مرتبطة بالأرض ؟ من ؟ لو أن الأرض أسرعت في دورانها لطار الناس من عليها ، لو تضاعفت سرعتها سبعة عشر ضعفاً لطرنا جميعاً من على سطحها ، من جعلنا مستقرين عليها ؟ إذا أمسكت كأس الماء ووضعته على الطاولة لماذا يبقى على الطاولة ؟ بقوة الجاذبية ، كل شيء ينجذب إلى مركز الأرض ، من الذي جعل البحار في قسم الكرة الجنوبي مرتبطة بالأرض ؟ لو إن إنساناً ذهب إلى نصف الكرة الجنوبي ، إلى استراليا ، إلى الأرجنتين ، ماذا يرى ؟ يرى الأرض أرضاً والسماء سماءاً ، انظر إلى استراليا على الكرة الأرضية ، تراها في القسم الجنوبي ، ما تعريف السماء إذاً ؟ هي الجهة المقابلة لمركز الأرض ، ولو ذهبت إلى القسم الجنوبي منها .

﴿ أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً ﴾

 من جعل البحار ترتبط بالأرض ؟ في قسمها الشمالي وقسمها الجنوبي ، من جعل كتلة الهواء ترتبط بالأرض ، لو أن الهواء لا يرتبط بالأرض لنشأت عواصف وزعازع وأعاصير تدمر كل شيء ، ولكن الغلاف الهوائي مرتبط بالأرض

 

﴿ أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً ﴾

 إذا وضعت شيئاً على الأرض يبقى مكانه ، بقدرة قادر ، عن طريق نظام الجاذبية أن كل شيءٍ ينجذب إلى الأرض .
 أيها الإخوة المؤمنون ؛ آيتان في القرآن الكريم على سبيل الحصر .

﴿ أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ ﴾

[ سورة النمل الآية : 61 ]

﴿ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾

[ سورة غافر الآية : 64 ]

 ارتباطاتك بالأرض ، لو صعدت إلى سطح القمر لهبط وزنك إلى السدس ، لو أن وزنك في الأرض 60 كيلو غرام ، لصار وزنك في القمر 10 كيلو غرامات ، هذا نظام الجاذبية .
 فيا أيها الإخوة المؤمنون ؛ الله سبحانه وتعالى في هاتين الآيتين يلفت نظرنا إليهما ، السعيد من تأمل فيهما ، تفكر ساعة خير من عبادة ستين عام .

﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾

[ سورة القدر الآيات : 1 – 3 ]

﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ﴾

[ سورة الزمر الآية : 67 ]

﴿ قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾

[ سورة يونس الآية : 101 ]

﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ﴾

[ سورة يوسف الآية : 106 ]

الدعاء :

 اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ، وتولَنا فيمن تولَيت وبارك الله لنا فيما أعطيت ، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، اللهم أعطنا ولا تحرمنا ، وأكرمنا ولا تهنا وآثرنا ولا تؤثر علينا ، وأرضنا وارض عنا ، اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بينا وبين معصيتك ، ومن طاعتك ما تبلغنا بها جنتك ، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ، ومتعنا اللهم بأسماعنا ، وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا ، واجعله الوارث منا ، واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصر على من عادانا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ، ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا ، اللهم اغفر ذنوبنا ، واستر عيوبنا واقبل توبتنا ، وفك أسرنا ، واحسن خلاصنا ، وبلغنا مما يرضيك آمالنا واختم بالصالحات أعمالنا ، مولانا رب العالمين ، اللهم إنا نعوذ من الفقر إلا إليك ، ومن الذل إلا لك ، ومن الخوف إلا منك ، نعوذ بك من عضال الداء ، ومن شماتة الأعداء ، ومن السلب بعد العطاء ، اللهم استر عوراتنا وأمن روعاتنا ، وأمنا في أوطاننا ، واجعل هذا البلد أمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين ، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم بفضلك ورحمتك أعلِ كلمة الحق والدين وانصر الإسلام وأعز المسلمين ، وخذ بيد ولاتهم إلى ما تحب وترضى إنه على ما تشاء قدير وبالإجابة جدير .

تحميل النص

إخفاء الصور