وضع داكن
28-03-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 246 - الحصن الذي يلجأ إليه المؤمن ليحترز من خطر مرض الإيدز
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

تمهيد :

 أيها الإخوة الأكارم ؛ إذا أردت أن تبرز شأن الإسلام ، فهناك طرق كثيرة ، من هذه الطرق ، أن تبرز الأخطار الوبيلة التي يعانيها المجتمعات غير الإسلامية التي تحللت من قيود الشرع ومن قيود الأخلاق .
 رويت لكم في خطب سابقة قصتين عما تعانيه المجتمعات الغربية من انحلال ومن أمراض ، لا قِبَلَ للمجتمع البشري بتحملها .
 وقد قرأت قصةً جديدة في إحدى الصحف اليومية ، أقرأ لكم بعض التفاصيل لأن فيها موعظةً بالغة .

قصة امرأة أصيب بالإيدز .

 تقول هذه القصة :
 قبل سنوات عدة سافرت إحدى السيدات السوريات ، البالغة من العمر خمسين عاماً لإجراء عملٍ جراحي في بلد أجنبي برفقة ابنها البالغ من العمر اثنتين وعشرين سنةً صَحِبَها ولدها هذا ليقدم لها ما تحتاجه من مساعدة وتأمين دخولها المشافي ومسائل السفر والعناية بها في المشفى ، وقد اصطحبت السيدة ابنها لكونه الأصغر والذي يحظى بمحبتها الخالصة . وبعد أن دخلت المستشفى وفي أثناء تنفيذ العمل الجراحي لها الذي كان يتلخص باستئصال أحد أعضائها ، ونتيجةً للنزف الشديد الذي حصل لها ، اضطر الأطباء لإعطائها كميةً من الدم وكانت زمرة دم السيدة نادرة ، ولا يوجد منها في المشفى .
وتحت إصرار الابن وإلحاحه ونتيجةً لحال أمه المريضة وافق الأطباء على سحب كمية من الدم منه وإعطائها لأمه . ونجح العمل الجراحي بنسبة كبيرة . لكنْ بعد عودة الأم وابنها إلى الوطن بدأت الأم تشكو من آلام عديدة في مختلف أنحاء جسمها ومن التهابات مختلفة واختلاطات مرضية . وقد عالجها العديد من الأطباء دون جدوى .
 أثار انتباهه أحد الأطباء عدم استجابة الأم لكل أنواع الأدوية التي أعطيت لها وعدم تسجيل أي تقدم لحالتها الصحية ، فطلب منها إجراء فحص للدم في أحد مشافي وزارة الصحة دون أن يعلمها أن الفحص المطلوب هو للتحري عن فيروس الإيدز في الدم . وكانت الصاعقة بعد ظهور نتيجة التحليل التي أكدت أن الأم مصابة بالإيدز . وكالعادة ، تم استجلاء الأمر من قبل الجهات الصحية بهدف التحري والحلول دون انتشار العدوى لأشخاص آخرين فتبين نتيجة لاستجواب السيدة أنها من الأمهات العفيفات المحترمات الدينات ولم تعرف طوال حياتها أية علاقة إلا مع زوجها المتوفى . لا تعرف من المخدرات إلا الاسم ، وخلال سردها لبعض مفردات حياتها وقف الأطباء والمعنيون في الصحة عند مسألة نقل الدم من الابن إلى الأم فكان القرار بإجراء تحليل دموي للابن فوراً ، وكانت النتيجة أنه مصاب بفيروس الإيدز . وقد ذكر الابن أثناء سرد بعض مفردات حياته أنه أقام علاقةً مع بعض بنات الهوى خلال وجوده في البلد الغربي أثناء معالجة أمه .

حالة الشاب المصاب بالإيدز .

 وقال الأطباء : إن الشاب عندما علم أنه نقل فيروس الإيدز إلى أمه في أثناء تبرعه بالدم لها وأنه أعطاها الموت الزؤام والسم القاتل بدلاً من مساعدتها على الحياة والشفاء انهار باكياً وضرب نفسه ورأسه بالحائط وبدأ يجهش كالأطفال ويلعن نفسه ويقول :
 إني مستعد لأن أفدي أمي بحياتي وكل ما أملك ، إنها أمي وحياتي .
 ولكن كيف له وقد صعب على العلم أن يجد علاجاً لهذا المرض ، وبعد شهور عدة من إصابة الأم بفيروس الإيدز اشتد مرضها واستفحل هذا الفيروس فتكاً في دمها وكل أنحاء جسمها وفارقت الحياة .
 وقد قال بعض محارمها إنها كانت تقول أثناء مرضها سامح الله ولدي ، وكانت دموعها لا تنقطع ، وتدعو الله له بالشفاء .
 حالة الابن اليوم صعبةٌ جداً ، وخطيرةٌ جداً ، وقد استوطنت الأمراض جسده ولا سيما السرطانات ، وهو يصارع الموت حالياً ، ويكرر قوله باستمرار :
 لقد قتلت أمي بسبب نزوتي .
 هذه قصة ثالثة تنشرها الصحف اليومية عن العدوى بهذا المرض .

فيروس الإيدز .

 أيها الإخوة الأكارم ؛ يؤكد الأطباء أن هذا الفيروس أخطر مرض تعرضت له البشرية منذ وجود الخليقة وحتى الآن . لم يُكتشف له دواء ولا مصل مضاد ، رغم مليارات الدولارات التي تنفقها مراكز البحوث العلمية في العالم ، ورغم الجهود الدؤوبة من قبل العلماء والباحثين وهناك فريق من العلماء يقول :
 إن جميع الجهود العلمية لا يمكن أن تتوصل إلى عقار ضد هذا المرض ، لكون هذا الفيروس يندغم في خلايا الجسم المناعية ، ويأخذ شكلها ، فهو يدمرها أولاً بأول . لذلك تجنب طرق العدوى ونقل المرض كفيلة بحصر هذا المرض .

الحصن الذي يلجأ إليه المؤمن ليحترز من خطر مرض الإيدز .

 الشيء الذي يجب أن نشكر الله عليه أن علاقات العمل والعلاقات الاجتماعية لا تكون سبباً في نقل هذا المرض ، حيث ينتقل فقط عبر العلاقات التي حرمها الله ، يقول النبي عليه الصلاة والسلام :

(( وما فعل قوم الفاحشة حتى يعلنوا بها ( يفتخروا بها ) إلا ابتلاهم الله بالأمراض التي لم تكن في أسلافهم ))

(( لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا ))

[أخرجه ابن ماجه]

 أَحْدَثُ إحصاء لمرض الإيدز أن إنساناً يموت إنسان كل ساعتين بهذا المرض ، وأن عدد المصابين بهذا المرض يفوق مئات الألوف ، وأن عدد الذين يحملونه يفوق عشرات الملايين ، وأن نماء هذا المرض بسلسلة هندسية لا بسلسلة عددية . تؤكد الأحداث أقوال الله عز وجل وأقوال النبي عليه الصلاة والسلام ، هذا معنى قوله تعالى :

﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾

[سورة إبراهيم الآية : 27]

 الله جل جلاله ، يلهم المؤمن الحجة يوم القيامة ويثبته وينجيه من عذاب غليظ .

 

تحميل النص

إخفاء الصور