وضع داكن
16-04-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 273 - الصيام يخفف العبء عن القلب.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 

 قال العلماء: إن الصيام يخفف العبء عن جهاز الدوران (القلب والأوعية ) حيث تهبط نسب الدسم والحموض في الدم إلى أدنى مستوى الأمر الذي يقي من تصلب الشرايين ، وعمر الإنسان بحسب قول الأطباء من عمر شرايينه. و يريح الصيام أيضاً الكليتين وجهاز الإفراز حيث تقل نواتج استقلاب الأغذية إلى أدنى مستوى ، عندها يكون هذا وقاية من آلام المفاصل.
 كما يتحرك سكر الكبد ويحرك معه الدهن المخزون تحت الجلد ويحرك معه بروتين العضلات. إذاً يعد صيام رمضان عند الأطباء دورة وقائية سنوية تقي من كثير من الإمراض ويعد دورة علاجية أيضاً بالنسبة لبعض الأمراض. وهو يقي من أمراض الشيخوخة التي تنجم عن الإفراط في إرهاق العضوية ، وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(( صوموا تصحوا ))

[رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات مجمع الزوائد ج3ص179عن أبي هريرة]

 وشيء آخر ،

(( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على تمرات قبل أن يصلى فإن لم تكن تمرات حسا حَسَواتٍ من الماء ))

[رواه أبو داود 2355/2356 والترمذي 694 عن أنس بن مالك ]

(( وعن سلمان بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا أفطر أحدكم فاليفطر على تمر فإنه بركة ، فإن لم يجد تمراً فالماء طهور ))

[أخرجه الترمذي وأبو داود في صحيح الجامع الصغير]

 وهذان الحديثان من دلائل نبوة النبي عليه الصلاة والسلام فالعلماء قالوا التمر الذي يتناوله الصائم مع الماء فيه خمس وسبعون بالمائة من جزئه المأكول مواد سكرية أحادية سهلة الهضم سريعة التمثل إلى درجة أن السكر الذي فيها ينتقل من الفم إلى الدم في أقل من عشر دقائق وفي الحال يتنبه مركز الإحساس بالشبع في الجملة العصبية فيشعر الصائم بالاكتفاء فإذا أقبل على الطعام بعد صلاة المغرب أقبل عليه باعتدال وكأنه في أيام الإفطار. بينما يستغرق هضم وامتصاص المواد الدسمة الدهنية والبروتينية أكثر من ثلاث ساعات ، فمهما أكثر الإنسان من الطعام الدسم لا يشعر بالشبع ولكنه يشعر بالامتلاء ، وفرق كبير بين أن تشعر بالشبع بلقيمات في معدتك ، وبين أن تشعر بالامتلاء فقط بعد أن تكتظ المعدة بالطعام. لذلك كان عليه الصلاة والسلام يفطر على تمرات ويصلي المغرب ثم يجلس إلى الطعام ، ومن لم يطبق سنة النبي صلى الله عليه وسلم في إفطاره فاته خير كثير من صيامه.
أيها الإخوة في كل مكان
 تتركب التمور من السكريات الأحادية وهذا النوع من السكر هو أسرع السكاكر امتصاصاً في جسم الإنسان ، حيث ينتقل سكر التمر من الفم إلى الدم في أقل من عشر دقائق ، وتتركب التمور أيضاً من الألياف السليلوزية التي لها آثار مدهشة في عملية الهضم وفي وقاية الأمعاء من الأمراض الوبيلة ، وتتركب التمور أيضاً من المواد البروتينية المرممة للأنسجة ومن نسب ضئيلة من الدهون وتحتوي التمور على خمسة أنواع من الفيتامينات الأساسية التي يحتاجها الإنسان وتحتوي التمور على ثمانية معادن ، ومائة غرام من التمور فيها من نصف إلى خمس حاجة الجسم من المعادن ، ويحتوي التمر على اثني عشر حمضاً أمينياً وفيه مواد قابضة وملونة وهناك خمسون مرضاً يسببها الإمساك ، والتمر يقي من الإمساك ، وله آثار إيجابية للوقاية من فقر الدم ومن ارتفاع الضغط ويعين على التئام الكسور وهو ملين ومهدئ وقد أثبتت الأبحاث أن التمر لا يتلوث بالجراثيم ، حتى في أيام الإفطار ينبغي أن تقدم الفاكهة إن وجدت لما فيها من سكاكر أحادية على وجبات الطعام الدسمة التي تحوي غالباً مواداً يطول هضمها ، استنباطاً ظنياً من قوله تعالى وهو يصف أهل الجنة:

 

﴿ وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21)﴾ 

[سورة الواقعة]

تحميل النص

إخفاء الصور