- موضوعات علمية
- /
- ٠1موضوعات علمية من الخطب
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين , اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم , اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه , واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه , وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين , أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
قال تعالى : فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى .............
أيها الأخوة المؤمنون ؛ حينما قال ربنا سبحانه وتعالى في قصةِ السيدةِ مريم :
﴿فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى﴾
الفرق بين المرأة والرجل .
وقفت عند هذه الآية ، يؤكد علم النفس ولاسيما علماء نفس الطفولة والمراهقة :
أن الأنثى لها خصائص غير الخصائص البيولوجية والمادية للرجل , أي فضلاً عن أن جسم الأنثى وجسم الرجل يختلفان اختلافاً بيناً ، ولكن الحديث اليوم لا عن هذه الاختلافات الظاهرة بين بنية المرأة وبنية الرجل ، بين بنية الذكر وبنية الأنثى ، الموضوع حول الخصائص النفسية ، والخصائص الاجتماعية ، والخصائص الإدراكية , التي ميَّز الله بها كلاً من الذكر والأنثى .
أيها الأخوة المؤمنون ؛ يتفق علماء الدين على أن المرأة كالرجل تماماً في التكليف والتشريف , ولكن المرأة ليست كالرجل ، لها خصائص في بنيتها الجسمية ، ولها خصائص في بنيتها النفسية ، ولها خصائص في بنيتها الاجتماعية ، ولها خصائص في قوة إدراكها ، وفي طبيعة إدراكها لو تتبع أحدنا حركات أولاد ذكوراً وإناثاً ، وتتبَّع ألعابهم ، وأنماط تعلُّقاتهم , البنت الصغيرة ، وهي في سنٍ مبكِّر , لها اهتمامات وميول وتطلعات ليست كأخيها الصغير ، مع أن علائم الذكورة والأنوثة لم تظهر بعد .
إذن هذا يؤكِّد لنا : أن الله سبحانه وتعالى حينما خلق الذكر خلقه على نحوٍ خاص في تفكيره ، وفي علاقاته ، وفي نفسيته ، وفي اجتماعياته ، وفي كل شؤون حياته , وحينما خلق الأنثى خلقها على نحو خاص ، على نحوٍ يؤهِّلها أن تكون أماً في أعلى مستوى .
لذلك حينما قالت هذه المرأة يا رسول الله : إن فلاناً تزوجني وأنا شابة ذات أهلٍ ومالٍ وجمال ، فلما نثر بطني _ أنجبت له أولاداً _ وذهب مالي ، وتفرَّق أهلي ، قال : أنتِ عليَّ كظهر أمي ، ولي منه أولاد , إن تركتهم إليه ضاعوا ، وإن ضممتهم إلي جاعوا .
بيَّنت هذه المرأة بشكلٍ عفوي للنبي عليه الصلاة والسلام , أنها إذا ضمَّت أولادها إليها جاعوا ، لأنها لا تكسب الرزق ، وإذا ضمَّتهم إلى أبيهم ضاعوا , لأنه لا يحسن تربيتهم .
إذن متى ننجح ؟ إذا عرفنا أن تصميم الله عز وجل للذكر غير تصميمه للأنثى ، التصميمان مختلفان ، لكن التشريف والتكليف واحد , المرأة مشرفةٌ كالرجل :
﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ﴾
والآية عندكم معروفة , قال تعالى :
﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾
﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى﴾
المرأة مساويةٌ للرجل تماماً من حيث التشريف ، ومساويةٌ له تماماً من حيث التكليف , مكلفةٌ بالإسلام ، مكلفةٌ بالإيمان ، مكلفةٌ أن تعرف حقوق الزوج ، مكلفةٌ أن تعرف ربها ، أن تعرف أمره ، ولكن التصميم مختلف .
فأي عمل يدخل هذا المخلوق الذي صمم على نحوٍ خاص في مجال آخر ، أو العكس ، هذا التغيير يؤدِّي إلى الفساد في الأرض , هذا من خلق الله عزَّ وجل .
علاقة الليل والنهار مع خلق الذكر والأنثى .
أيها الأخوة ؛ إن بعض العلماء يقول في قوله تعالى:
﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى﴾
قد يسأل سائل : ما علاقة الليل إذا يغشى , والنهار إذا تجلى بخلق الذكر والأنثى ؟ قال : لأن الليل والنهار متكاملان مع البون الشاسع بينهما ، هذا للسكن , قال تعالى:
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾
وهذا للعمل, المرأة سيدة البيت، كي تربي الأولاد، وليسكن الزوج إليها، والرجل للعمل:
﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى﴾
الليل والنهار مفترقان لكنهما متكاملان ، وكذلك الذكر والأنثى مفترقان لكنهما متكاملان .