وضع داكن
26-04-2024
Logo
الدرس : 36 - سورة التوبة - تفسير الآيات 43 - 47 ، الإخلاص في العمل يكشف نية المخلص من المنافق.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله بيته الطيبين الطاهرين وعلى صحابته الغر الميامين، أمناء دعوته، وقادة ألويته، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.


النبي الكريم معصوم بمفرده من أن يخطئ في أقواله وأفعاله وإقراره و صفاته :


 أيها الإخوة الكرام، مع الدرس السادس والثلاثين من دروس سورة التوبة، ومع الآية الثالثة والأربعين وهي قوله تعالى:

﴿  عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ(43)﴾

[ سورة التوبة ]

 أولاً أيها الإخوة، لابد من بعض الحقائق أضعها بين يدي هذه الآيات، الحقيقة الأولى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- معصوم من أن يخطئ في أقواله، وأفعاله، وإقراره، وصفاته، بينما أمته معصومة بمجموعها، الفرق كبير، النبي عليه الصلاة والسلام معصوم بمفرده من أن يخطئ في أقواله، وأفعاله، وإقراره.

 مثلاً: أحد أصحاب النبي توفاه الله -عز وجل-، اسمه أبو السائب، ومن عادة النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه إذا مات أحد الصحابة كان ينتقل إلى بيته قبل تشييعه، سمع امرأة تقول من وراء الستر: "هنيئاً لك أبا السائب لقد أكرمك الله"، لو سكت النبي -عليه الصلاة والسلام- لكان كلامها صحيحاً، سكوت النبي إقرار، قال لها: "وما أدراك أن الله أكرمه؟ قولي: أرجو الله أن يكرمه، وأنا نبي مرسل لا أدري ما يفعل بي ولا بكم" .

(( أنَّهُمُ اقْتَسَمُوا المُهاجِرِينَ قُرْعَةً، قالَتْ : فَطارَ لنا عُثْمانُ بنُ مَظْعُونٍ وأَنْزَلْناهُ في أبْياتِنا، فَوَجِعَ وجَعَهُ الذي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ غُسِّلَ وكُفِّنَ في أثْوابِهِ، دَخَلَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقُلتُ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أبا السَّائِبِ، فَشَهادَتي عَلَيْكَ لقَدْ أكْرَمَكَ اللَّهُ، فقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وما يُدْرِيكِ أنَّ اللَّهَ أكْرَمَهُ فَقُلتُ: بأَبِي أنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ، فمَن يُكْرِمُهُ اللَّهُ؟ فقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أمَّا هو فَواللَّهِ لقَدْ جاءَهُ اليَقِينُ، واللَّهِ إنِّي لَأَرْجُو له الخَيْرَ، وواللَّهِ ما أدْرِي وأنا رَسولُ اللَّهِ ماذا يُفْعَلُ بي فقالَتْ: واللَّهِ لا أُزَكِّي بَعْدَهُ أحَدًا أبَدًا. ))

[ صحيح بخاري ]

إذاً النبي -صلى الله عليه وسلم- معصوم بمفرده من أن يخطئ في أقواله، وفي أفعاله، وفي إقراره، وفي صفاته، بينما أمته معصومة بمجموعها.

(( إنَّ اللَّهَ لا يجمعُ أمَّتي على ضلالةٍ ويدُ اللَّهِ على الجماعةِ ))

[ صحيح الجامع عن عبد الله بن عمر ]

 مثلاً: يصدر كتاب لا أحد يتكلم بكلمة، طُبع، ونُشر، وقُرئ، سكوت الأمة عن هذا الكتاب اسمه إجماع سكوتي، بينما كتاب آخر حينما صدر قامت الدنيا ولم تقعد، إذاً هناك إجماع سكوتي.


الحكمة من عصمة النبي عليه الصلاة و السلام :


 أما لماذا كانت إرادة الله أن يكون النبي -عليه الصلاة والسلام- معصوماً بمفرده، في أقواله وفي أفعاله وفي إقراره وفي صفاته؟ لأن الله أمرنا أن نأخذ عنه، والآية الكريمة:

﴿ مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ ۚ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)﴾

[  سورة الحشر  ]

 أمرنا أن نأخذ عنه، نأخذ من أقواله، وأن نتأسّى بأفعاله.

﴿ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21) ﴾

[  سورة الأحزاب ]

 وأن نسعد بصفاته. 


الحكمة من أن النبي صلى الله عليه وسلم سُمح له بهامش اجتهادي ضيق جداً :


 ولكن في بعض الآيات يُشَمّ منها أنه غير معصوم:

﴿  عَبَسَ وَتَوَلَّى(1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى(2)﴾

[  سورة عبس ]

﴿عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ﴾ فكيف نوفق بين هذه الحقائق المطلقة التي أجمع عليها العلماء وبين بعض الآيات التي تشير إلى أن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان ينبغي أن يفعل غير الذي فعله؟ قال العلماء وهذا كلام دقيق جداً: سُمح للنبي -صلى الله عليه وسلم- بهامش اجتهادي ضيق جداً، الآية الأساسية:

﴿  وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى(3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى(4) ﴾

[  سورة النجم ]

 هناك وحي متلوٌّ، هو القرآن الكريم، وهناك وحيٌ غير متلوٍّ، هو كلام سيد الأنبياء والمرسلين، نحن أمام وحيَين، أمام وحي متلو هو القرآن الكريم، وأمام وحي غير متلو هو أقوال النبي -عليه أتمّ الصلاة والتسليم-، لكن للتصحيح: وحي متلو هو القرآن الكريم الذي هو قطعي الثبوت، ووحي غير متلو هو ما صحّ من أقوال النبي، لأن أقوال النبي -عليه الصلاة والسلام- ليست في مجملها قطعية الثبوت، هناك أحاديث ضعيفة، وهناك أحاديث موضوعة، القرآن قطعي الثبوت، أما السنة ظنيّة الثبوت، لذلك سخر الله لهذه الأمة علماء كبار، جهابذة عكفوا على سنة النبي -عليه الصلاة والسلام- ومحّصوها، ودرسوها، حتى إنه في أمتنا الإسلامية علم ليس له وجود في أية أمة أخرى، اسمه علم الجَرح والتعديل، علم الرجال الذين نقلوا عن سيد الأنام. 


الله تعالى أراد أن يكون هناك فرق بين مقام الألوهية المطلق وبين مقام البشرية :


 إذاً في بعض الآيات كهذه الآية: ﴿عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ﴾ رأي العلماء -وهو رأي دقيق وصائب-، أنه تُرك للنبي -عليه الصلاة والسلام- هامش اجتهادي، فإن اجتهد النبي وأصاب أقرّه الوحي على ذلك، وصار كأنه وحي، وإن ترك ما ينبغي أن يقوله جاء الوحي وصحح له كهذه الآية، وكآية: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى﴾ لماذا؟ ليكون هناك فرق بين مقام الألوهية المُطلَق وبين مقام البشرية، لولا هذا الهامش الاجتهادي، ولولا أن الوحي في بعض الآيات صحح للنبي -عليه الصلاة والسلام- لكان كلام النبي مطلقاً، ومعنى مطلق أنه ربما يُؤلَّه بعد حين، لذلك أراد الله أن يكون هناك فرق بين مقام الألوهية المطلق، وبين مقام البشرية.

إخواننا الكرام، مثلاً: لو قاضٍ أصدر ألف حكم بحياته، حكم واحد لم يكن دقيقاً، لا أقول: ما كان عادلاً، ما كان دقيقاً، هو عند أهل الأرض قاضٍ عادل، واضح الكلام؟ لو عشرة أحكام من ألف لم تكن هذه الأحكام دقيقة يُسمَّى عند أهل الأرض قاضياً عادلاً، هذا في شأن الإنسان، أما في شأن الواحد الديان فلو أنه ظُلم عصفور واحد في تاريخ البشرية من آدم إلى يوم القيامة لا يكون الله عادلاً.

 يقول بعض العارفين بالله: والله لو تشابهت ورقتا زيتون لما سميت الواسع. 


لا يستطيع أي إنسان أن يثبت عدل الله بعقله إلا أن يكون له علم كعلم الله وهذا مستحيل :


  مرة كنت أمشي في بعض أسواق دمشق خرج من محله التجاري أخ كريم واعترضني، وقال: أنت خطيب؟ قلت له: نعم، قال: هذا الذي جاء إلى محله التجاري في أحد أسواق دمشق ليبيع ويشتري، وليكسب رزق أولاده، وزاد على ذلك قال لي: العمل أليس عبادة؟ قلت: بلى عبادة، قال لي: سمع صوت إطلاق نار مدّ رأسه فإذا رصاصة تصيب عموده الفقري فانشل فوراً، فما ذنب هذا الإنسان؟ لم يرتكب معصية، لم يأكل مالاً حراماً، لم يفعل شيئاً، سمع صوت إطلاق رصاص، مدّ رأسه فجاءت رصاصة وأصابت عموده الفقري فأصبح مشلولاً، قلت: والله لا أعلم! طبعاً يستحيل على عقلك أن يثبت عدل الله، لكن عدل الله جاءك بإخبار الله قال:

﴿ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49) ﴾

[  سورة الكهف ]

 فأنا أصدق عدالة الله لا من خلال عقلي بل من خلال إخبار الله لي، الآن الشيء الظاهر هناك شعوب إسلامية فقيرة جداً، حروب، ونكبات، وزلازل، وفقر، وشعوب تعيش حياة دنيوية تفوق حدّ الخيال، وكل حياتها معاصٍ، وآثام، كلام دقيق أقوله لكم: لا تستطيع أن تثبت عدل الله بعقلك، إلا بحالة مستحيلة أن يكون لك علم كعلم الله، وهذا مستحيل.

 فأنا حينما قال لي هذه القصة، قلت: والله أنا أؤمن أن الله عادل، أما هذه القصة لا أعرف تفاصيلها، لكن لحكمة بالغة بالغة أحد إخواننا الكرام مرة كان ماشياً معي، قال لي: لنا جار يسكن فوقنا، في أحد أحياء دمشق، هذا الجار تحت يده بيت لأولاد أخيه اليتامى، وبقوا ثماني سنوات يطالبونه بالبيت أيتام، والبيت بيد العم، أجّره والأجرة له، بعد أن يئسوا من أن يأخذوا حقهم من عمهم اشتكوا إلى أحد علماء دمشق، كان شيخ القراء الشيخ حسين الخطاب اشتكوا له، وجمع هذا الشيخ الكبير هذا العم مع أولاد أخيه، ورفض رفضاً قاطعاً أن يعطيهم البيت بوقاحة، فقال الشيخ لأولاد أخيه: لو أنكم شكوتم عمكم إلى القضاء هذا لا يليق بكم، اشكوه إلى الله، الساعة التاسعة صباحاً قال لي: عنده محل بسوق مدحت باشا، وسمع إطلاق رصاص، مدّ رأسه ليرى ما الخبر فجاءت رصاصة واستقرت في عموده الفقري، القصة نفسها، أنا والله اقشعر بدني، قلت: يا رب! وقتها أنا ما عرفت السبب.

 قلت: أكثر الإخوة الكرام يحفظون مئتي قصة من آخر فصل ليس لها معنى، أنصحك ألا ترويها، وأنت بحياتك ربما تعرف عشر قصص فقط من أول فصل، هذه القصص التي من أول فصل تقشعر منها الأبدان، هو نفسه.

 فقال لي أخ مقيم بحلب: هناك رجل له قصة كهذه القصة تماماً، يوجد بيت لأولاد أخيه الأيتام وهو في قبضته، من عشر سنوات يرفض إعطاءهم البيت، فجأة اتصل بالمحامي وقال له: أفرِغْ لهم البيت، المحامي استغرب قال له: ما الذي حدث؟ أنت مُصِرّ ألا تعطيهم البيت، قال له: سمعنا البارحة قصة بالقدس تخوف، هي نفس القصة التي رويتها قبل قليل. 


عدل الله عدل مطلق :


 إخواننا الكرام، أنا أؤمن إيماناً -ولو لم يكن معي دليل-، أنه لا يوجد قصة في الأرض إلا مثل هذه القصة، لكن نحن نعرف آخر فصل منها، أما أول فصل لا نعرفه، ولو عرفنا كل قصة من أول فصل إلى آخر فصل يجب أن ترى عدل الله المطلق.

 لذلك هذا يعلمنا أنه يستحيل على عقلك أنه يدرك عدل الله عقلاً إلا بحالة واحدة مستحيلة أن يكون لك علم كعلم الله، لكن الله أخبرك قال: ﴿وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً﴾ .

﴿ الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (17) ﴾

[  سورة غافر  ]

﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ (47) ﴾

[  سورة الأنبياء ]

﴿لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ﴾ آيات كثيرة، وأحاديث أكثر تؤكد عدل الله المطلق، لكن نحن علمنا محدود، لو أن لنا علماً كعلم الله لكشفنا عدله المطلق بعقولنا، أما إننا لا نعلم علم الله -عز وجل- أخبرنا ربنا فقال: ﴿وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً﴾

(( يا عبادي إني حَرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي، وجعلتُه بينكم محرَّما، فلا تَظَالموا ))

[ أخرجه مسلم والترمذي عن أبي ذر الغفاري ]

قبول النبي الكريم أعذار المنافقين الذين تخلفوا عنه :

 إذاً: ﴿عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ﴾ أراد الله أن يسمح لنبيه الكريم، بهامش اجتهادي ضيق، فإذا اجتهد النبي وأصاب سكت الوحي، وبهذا السكوت أقره على اجتهاده، أما إذا استخدم النبي اجتهاده ولم يكن التصرف كما يريد الله -عز وجل- فيأتي الوحي ويصحح له، هذا التصحيح أظهر الفرق بين مقام الألوهية المطلق وبين مقام النبوة، النبي بشر.

(( اللهم إنما أنا بشر أغضب كما يغضب البشر وأرضى كما يرضى البشر ))

[ أخرجه الطبراني عن أبي الطفيل عامر بن واثلة  ]

(( وأُوذِيت في الله ما لم يُؤذَ أحد، ولقد أتى عليَّ ثلاثون من يوم وليلة، ومالي ولبلال طعامٌ إِلا شيء يُواريه إِبطُ بلال  ))

[ أخرجه الترمذي عن أنس بن مالك  ]

 إذاً: ﴿عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ﴾ المنافقون قبيل بعض المعارك استأذنوا النبي ألا يكونوا معه، وقدموا أعذاراً كثيرة، والنبي قَبِل أعذارهم، ﴿عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ﴾ لو أنك لم تأذن لهم تخلّفوا عنك: ﴿حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ﴾ أما استأذنك وقدم لك عذراً، فأنت قبلت هذا العذر، وأذنت له، بقي عند المجموع مؤمناً لكن استأذنك: ﴿عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ﴾ .

 لكن الله -عز وجل- يقول:

﴿  لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ(44)﴾

[  سورة التوبة ]

 لو فرضنا أسرة فيها خمسة أشخاص، فيها شابان، والبيت يحترق، فقال هذا الشاب الأول لأبيه: عندي محاضرة في الجامعة، أتسمح لي؟ البيت يحترق! فهذا الاستئذان مرفوض، الاستئذان مرفوض أصلاً: 

﴿لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ﴾


من لم يبكِ لما يصيب المسلمين فبإيمانه ضعف :


 واسمحوا لي أن أقول لكم: الآن والله إن لم تبكِ لما يصيب المسلمين في بقاع الأرض فبإيمانك ضعف، أناس يُقتَلون، يموتون من الجوع، يُعذَّبون، يُنكَّل بهم في بلاد متعددة من بلاد المسلمين، وأنت ليس لك علاقة، مرتاح.

 أحياناً أنا أرى بعض الإخوة الكرام أنهم ألغوا الاحتفال، هناك إخوة لنا يموتون من الجوع، يُقتَّلون، يُذبَّحون في فلسطين، في أفغانستان، في العراق، كل هذا أمامكم، مليون قتيلاً بالعراق، ومليون معاقاً، وخمسة ملايين مشرداً، وأنت ليس لك علاقة؟! مسلمون، بأفغانستان قصفوا قلعة قتلوا بها خمسة آلاف إنساناً، وإذا سقطت طائرة بفعل عمل معين دفّعوا بعض الأقوياء مبلغاً يقدر بمئتين و سبعين مليار دولار، أي دية كل راكب خمسمئة مليون ليرة سورية، إذا قُتل واحد منه تقوم الدنيا ولا تقعد.

 جاءنا مرة مسؤول كبير أمريكي، رئيس جمهورية سابق، برنامج زيارته؛ زيارة دمشق، وتل أبيب، ورام الله، وهناك بند رابع، ما هو؟ زيارة أسرة الأسير الإسرائيلي، نحن لنا عند اليهود أحد عشر ألفاً وثمانمئة أسيراً، ما خطر ببال هذا المسؤول الكبير الحضاري أن يزور أسرة واحدة بالمقابل، نحن ألسنا بشراً؟ أسير واحد، عند الفلسطينيين يأتي رئيس جمهورية من بلد بعيد برنامج زيارته ثلاث مدن؛ دمشق، تل أبيب، رام الله، والبند الرابع: زيارة أسرة الأسير الإسرائيلي و أحد عشر ألفاً وثمانمئة أسيراً؟.


الله عز وجل يمتحن عباده امتحانات دقيقة جداً :


 لذلك أيها الإخوة الكرام:

﴿ هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) ﴾

[  سورة آل عمران  ]

 أكبر خطأ وقع به المسلمون أنهم ظنوا أن أهل الغرب منصفون، ليسوا منصفين إطلاقاً: ﴿عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ﴾ لذلك جاءت الآية التي تليها: ﴿لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ﴾ أذكر بزلزال وقع في القاهرة أن الأطباء فُرزوا، بعضهم ذهب إلى الإسكندرية وترك المرضى بالمئات، وبعضهم داوم بالمستشفى أربع وعشرين ساعة، هذا الزلزال أيضاً فرز الناس .

 والله -عز وجل- يمتحن عباده امتحانات دقيقة جداً، وكل إنسان يظهر على حقيقته، إنسان داوم أربع وعشرين ساعة حتى يلبي حاجة الناس المصابين، وإنسان في المعمعة ترك وذهب وأراد أن ينجو بنفسه.

﴿لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ﴾


لا تصاحب من لا يرقى بك إلى الله حاله ويدلك على الله مقاله :


 أنت أحياناً تشاهد مشهداً مأساوياً ببلد إسلامي محتل، تبكي، البكاء حالة جيدة، هذا معناه أنك تحس بالانتماء لهم، تُساعد بجهدك، أحياناً بمالك، أحياناً بالدعاء، هناك حركة، وهناك ألم، وهناك بكاء، وهناك مساعدة بجهدك، بعضلاتك، بمالك، أحياناً تدعو لهم أن ينتصروا، أما ليس لك علاقة إطلاقاً فهذا مؤشر خطير جداً أنك لا تنتمي لهذه الأمة.

﴿  إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ(45)﴾

[  سورة التوبة ]

 لو كان أمامك قطعة ألماس، رأيت هذه القطعة في متحف بتركيا، ثمنها مئة وخمسون مليون دولار، حجمها يقترب من الجوزة، ألماس، وهناك كأس جيد جداً ثمنه ألف ليرة، وهناك وعاء بلور ثمنه عشرون ليرة، وقال لك إنسان: اختر، أنا أعرف فهمك وتفكيرك ومعلوماتك من اختيارك، قلت: هذا وعاء كبير أخذت الكبير، ثمنه عشرون ليرة، أما هذه الألماسة فثمنها مئة وخمسون مليون دولار، فكلما اخترت الشيء النفيس تكون أنت النفيس.

 أحياناً إنسان يغوص بالبحر يخرج أصدافاً ليس لها قيمة إطلاقاً، وإنسان آخر غواص يخرج معه اللآلئ، الفرق كبير بين اللآلئ والأصداف، لذلك أنت حينما تنشغل عن النفيس بالخسيس تكون مع أهل اللهو، والدنيا فيها أشياء نفيسة جداً، فيها أن تعرف الله، فيها أن تعرف منهجه، فيها أن تستقيم على أمره، فيها أن تعمل عملاً صالحاً يرقى بك عند الله، هذه أشياء نفيسة، وقد تستمتع بالدنيا، أنت اجلس جلسة من جلسات الناس، الحديث أحياناً عن الأسعار، أحياناً عن الخضروات،( والله اشتريت كوسا لذيذة جداً) وعن الأسعار، وإذا المستوى هابط يكون الحديث عن النساء، وأحياناً بالسياسة، لا وجد حديث دسم يرقى بك.

 لذلك: لا تصاحب من لا يرقى بك إلى الله حاله، ويدلك على الله مقاله، صاحب إنساناً يرقى بك حاله، ويدلك على الله مقاله، صاحب مثل هذا. 


الخاسر لا يدخل الآخرة في حساباته إطلاقاً :


﴿إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ﴾  أي الآخرة ليست داخلة في حساباته، القضية خطيرة، والقضية مصير أبدي، إما إلى جنة يدوم نعيمها، أو إلى نار لا ينفد عذابها. 


الذكي هو الذي يعيش حدث الموت و يستعد له بمعرفة الله وبطاعته :


 لذلك قال تعالى:

﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) ﴾

[  سورة الملك  ]

 لماذا قدم الموت على الحياة مع أن الحياة أول ثم الموت؟ قال: هذا تقديم رُتبي لا تقديم زمني، لأن الإنسان حينما يعيش أمامه خيارات لا تعد ولا تحصى، يا ترى غني أم فقير؟ وسيم أم دميم؟ إنسان زوجته حامل يا ترى حامل بذكر أم أنثى؟ سيكون غنياً أم فقيراً؟ قوياً أو ضعيفاً؟ عالماً أم جاهلاً؟ شقياً أو سعيداً؟ لكن الموت كما قال عليه الصلاة والسلام :

((  فو الذي نفس محمد بيده ما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار  ))

[ أخرجه البيهقي في الشعب وهو ضعيف وفيه انقطاع ]

 ميت بالنعش، إما إلى الجنة، أو إلى النار، من هو الذكي؟ هو الذي يعيش هذا الحدث حدث الموت، يستعد له بمعرفة الله، يستعد له بطاعته، يستعد له بطلب العلم، يستعد له بحضور دروس العلم، يستعد له بإقامة الإسلام في البيت، وإقامته في العمل، هكذا يستعد الإنسان للموت:

﴿عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ * لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ * إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ﴾ .


كل إنسان مكشوف عند الله عز وجل :


 ثم قال تعالى:

﴿ وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ(46)﴾

[ سورة التوبة ]

 مرة إنسان - قصة قرأتها قديماً - رأى رجلاً يصلي قاعداً في المسجد، سأل عنه، يبيع أوعية للماء في دكانه، الدكان عالية جداً وفيها سلم، زاره في الدكان، قال له: بالله عليك أريد هذا الوعاء، نصب السلم وصعد بنشاط مذهل، أنزله، قال له: عفواً ليس هذا هو، الذي بجانبه، صعد مرة ثانية، مرة ثالثة، مرة رابعة، مرة خامسة، أجبره أن يعمل نصف ساعة، طالع نازل، لا يوجد به شيء ويصلي على القاعد! في نشاطه التجاري بأعلى درجة من النشاط وفي المسجد يصلي قاعداً، فالإنسان ينكشف عند الله -عز وجل-: ﴿وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ﴾ البارحة فلان لم تكن في الدرس، والله قبل الدرس بربع ساعة جاءني صديق استحيت منه، أكثر الإخوة الكرام إذا جاءهم أخ قبل الدرس يأتون به إلى الدرس، فينتفع، وقد يبقى في الدرس طوال حياته، هذا ليس عذراً، أنا والله عندي موعد لا أستطيع، الذي يريد أن يحضر يحضر لكن لأتفه سبب يقول لك لم أتمكن من الحضور:

﴿وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ ﴾ من هم القاعدون؟ النساء والأطفال. أساساً

 لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالاً ـ فساداً ـ وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ(47) 

[  سورة التوبة ]

 أي النميمة والغيبة أسرعت فيما بينكم، هذه الآيات التي بين أيدينا تصف حال بعض المنافقين. 


من لم تكن له بداية محرقة لم تكن له نهاية مشرقة :


 سأقول لكم كلاماً دقيقاً، يقول أحد التابعين: اجتمعت بأربعين صحابياً من أصحاب رسول الله، ما منهم واحد إلا ويظن نفسه منافقاً من شدة خوفه من الله، أقول لك: هناك حالات جاءت في وصف المنافقين تجدها عند بعض المؤمنين، أنا أقول: مؤمن ورب الكعبة، عنده أمراض خفيفة، فحينما يصف الله لنا المنافقين الهدف أن نراقب أنفسنا، أين أنت من هذه الآية؟ هل الأمر كذلك؟ أمر الله عظيم عندك أم ممكن لأسباب بسيطة جداً أن تعتذر منه؟ هذا الذي أتمنى أن يكون واضحاً ﴿لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالاً ـ أي فساداً وشراً ـ وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴾ .

 أحد الناس إذا وجد صديقه ينفق ماله في سبيل الله، يقول له: احرص على قرشك الأبيض ليومك الأسود، قد يُتَّهم بعقله إذا إنسان أقبل على الله، وأنا أقول - وأقولها أمامكم وأخاطب الشباب بالذات-: والله ما من شاب دون استثناء يبتغي وجه الله، ويستقيم على أمر الله، أنا أقول لست متفائلاً بل موقناً أن له عند الله مستقبلاً كبيراً، من لم تكن له بداية محرقة لم تكن له نهاية مشرقة، تريد نهاية مشرقة؟ ينبغي أن تكون لك بداية محرقة، وأنت شاب، وصدق ولا أبالغ الإنسان الذي تقدم في السن، وقد عرف الله، لا يغبط إلا شاباً في أول حياته، يا ليت هذا الشاب يعرف الذي يعرفه من بلغ السبعين، لأمضى وقته كله في طاعة الله، وقته كله في طلب العلم، وفي الإنفاق.

 الإنسان الذكي والموفق هو الإنسان الذي يأخذ خبرات من تقدَّمه بالسن، وينتفع بها وهو في بداية حياته. 


من جعل الهموم هماً واحداً كفاه الله الهموم كلها :


 كلام ملخص: لا يوجد إلا الله، وأي عمل تبتغي به مرضاته يأتيك عليه في الدنيا قبل الآخرة مليار ضعفاً، أنا أعلم علم اليقين أن الشاب إذا أقبل على الله، وأخلص له، واتقى أن يعصيه، فله مستقبل كبير، كبير جداً، وهذا والله لا يتأخر عن أي إنسان، أنت من تعامل؟ أنت تعامل إله، بيده كل شيء، الصحة بيده، الزواج الناجح بيده، الرزق الوفير بيده، السمعة الطيبة بيده، السعادة بيده، كل شيء بيده .

 لذلك: اعمل لوجه واحد يكفك الوجوه كلها، ومن جعل الهموم هماً واحداً كفاه الله الهموم كلها.

((  مَنْ كانَتِ الآخرةُ هَمَّهُ جعل الله غِناه في قلبه، وجمع عليه شَمْلَهُ، وأتَتْهُ الدنيا وهي راغِمَة، وَمَنْ كانت الدنيا هَمَّه، جعل الله فَقْرَه بين عينيه، وفَرَّق عليه شَمْلَهُ، ولم يأتهِ من الدنيا إلا ما قُدِّر له ))

[ أخرجه الترمذي عن أنس بن مالك ]

والحمد لله رب العالمين

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تُهنّا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضِنا وارضَ عنا، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

والحمد لله رب العالمين.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور