وضع داكن
28-03-2024
Logo
دورات للطلاب الأجانب - دورة عام 1999 - عقيدة : 07 - اسم الله اللطيف.
  • موضوعات متنوعة / ٠3دورات للطلاب الأجانب / ٠2دورة عام 1999
  • /
  • ٠1عقيدة
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

اللطيف

أودع الله في باطن المحن رحمته ولطفه
اللطيف يتضمَّن علمه بالأشياء الدقيقة، وإيصاله الرحمة بالطرق الخفية.
فكان ظاهر ما امتحن به يوسف من مفارقة أبيه، وإلقاءه في السجن، وبيعه رقيقاً، ثم مراودة الذي هو في بيتها عن نفسه، وكذبها عليه، وسجنه، محناً ومصائب، وباطنها نعماً وفتحاً، جعلها الله سبباً لسعادته في الدنيا والآخرة.
ومن هذا الباب ما يبتلي به عباده من المصائب، ويأمرهم به من المكاره، وينهاهم عنه من الشهوات هي طرق يوصلهم بها إلى سعادتهم في العاجل والآجل، وقد حُفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات، وقد قال صلى الله عليه وسلم:

 

(( لا يقضي الله للمؤمن قضاء إلا كان خيراً له، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن ))

 

( رواه مسلم )

فالقضاء كله خير لمن أعطي الشكر والصبر جالباً ما جلب.

إذاً فلهذا الاسم معنيين اثنين:

أحدهما:

أنه الخبير الذي أحاط علمه بالأسرار وخفيات الأمور ومكنونات الصدور، وما لطف ودق من كل شيء، فهو يعلم جميع الوجوه الممكنة له، بحيث لا يشذُّ شيءٌ منها عن علمه وخبرته.

والثاني:

الله يمتحن أولياءه بما يكرهونه لينيلهم ما يحبون
لطفه بعبده ووليه الذي يريد أن يمن عليه ويشمله بلطفه وكرمه، ويرفعه إلى المنازل العالية، وييسره لليسرى ويجنِّبه العسرى، فهو يُجري عليه من أصناف المحن وألوان البلاء ؛ ما علم أن فيه صلاحه وسعادته وحسن العاقبة له في الدنيا والآخرة، كما امتحن الأنبياء بأذى قومهم لهم، وبالجهاد في سبيله، وكما يمتحن أولياءه بما يكرهونه لينيلهم ما يحبون.
وكم استشرف العبد على مطلوب من مطالب الدنيا، من ولاية أو رئاسة أو سبب من الأسباب المحبوبة، فيصرفه الله عنها ويصرفها عنه رحمةً به ؛ لئلا تضره في دينه فيظل العبد حزيناً من جهله وعدم معرفته بربه، ولو علم ما زخر له في وجود خاص بالسائلين والطالبين، سواء سألوه بلسان المقال أو بلسان الحال، وسواء كان السائل مؤمناً أو كافراً، براً أم فاجراً، فمن سأل الله صادقاً في سؤاله طامعاً في نواله، مستشعراً الذل والفقر بين يديه، أعطاه سؤله، وأناله ما طلب، فإنه هو البر الرحيم، الجواد الكريم.
ومن وجوده الواسع سبحانه ما أعدَّه لأوليائه في دار كرامته ومستقر رحمته، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

تحميل النص

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور