- تفسير القرآن الكريم / ٠2التفسير المطول
- /
- (009)سورة التوبة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
الإله العظيم يطمئن المؤمنين و يتوعدهم بالسلامة و السعادة :
أيها الإخوة الكرام، مع الدرس الثامن والثلاثين من دروس سورة التوبة، ومع الآية الواحدة والخمسين وهي قوله تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
﴿
أيها الإخوة، صدقوا ولا أبالغ أن في القرآن الكريم آيات، لو لم يكن في القرآن الكريم إلا هذه الآيات لكفت، هذه الآية وهي كلام خالق السماوات والأرض، كلام رب العالمين، كلام من بيده كل شيء، بيده رزقك، بيده سلامتك، بيده صحتك، بيده أهلك، بيده أولادك، بيده من حولك، بيده من فوقك، بيده من دونك، بيده أجهزتك، هذا الإله العظيم يطمئن المؤمنين، يقول للنبي -عليه الصلاة والسلام- أن قل لهم:
﴿
في المستقبل:
لذلك سيدنا النبي -عليه الصلاة والسلام- أردف سيدنا معاذ بن جبل وراءه:
(( أتدري ما حقُّ الله على العباد؟ فقلتُ: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حقَّه عليهم: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، قال: فتدري ما حقُّهم على الله إذا فعلوا ذلك؟ قلت: الله ورسوله أعلم قال: أن لا يعذِّبَهم. ))
هل تدري وأنت تسلك طريق الإيمان، وأنت تخاف من الواحد الديان، وأنت تتقصى رضاء الله -عز وجل-، وأنت تخاف أن تعصيه، هل تدري أنك ضمنت السلامة والسعادة والاستمرار؟ الاستمرار في الآخرة، والسلامة في الدنيا، والسعادة في الدنيا.
من يصطلح مع الله عز وجل لن يصيبه إلا الخير :
والله أيها الإخوة، لا أرى أن كلمة هنيئاً تصح إلا إذا عرفت الله، إلا إذا أطعته، إلا إذا ابتغيت رضوانه.
أيها الإخوة، هذه الآية من الآيات التي تملأ قلب المؤمن أمناً وطمأنينة، وتملأ قلب المؤمن ثقة بالله -عز وجل-، وثقة بالمستقبل:
آيات من القرآن الكريم تبين الفرق بين المسلم و الكافر :
إليكم بعض الآيات الداعمة:
﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ(18) ﴾
﴿ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ(35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ(36) ﴾
﴿ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ(61)﴾
نعمة الأمن من أدق خصائص الإيمان :
أيها الإخوة، أنا لا أتمنى أن مؤمناً مستقيماً، يسعى إلى مرضاة الله، حريص على طاعته، يخشى أن يعصيه، يتقرب إليه، أن هذا المؤمن يأتي إلى قلبه خوف، من أدق خصائص الإيمان نعمة الأمن، والآية:
﴿ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا ۚ
فهل تصدقون أن الله -سبحانه وتعالى- أنشأ لك حقاً عليه؟ والله مرة في كتاب الجامع الصغير وهو كتاب أحاديث، إلا أن هذا الكتاب رُتِّب ترتيباً هجائياً، مثلاً حق الأخ على أخيه، حق الزوج على زوجته، حق الزوجة على زوجها، حق المسلم على المسلم، كلمة حق مع بعضهم كلهم، على أول كلمة بالحديث، وعلى الأبجدية، الحاء بعدها القاف، هناك حديث واحد تقرؤه يقشعر جلدك، وهذا الحديث خاص بالشباب، حق المسلم على الله، أن يعينه إذا طلب العفاف، شاب في ريعان الشباب، وشهوته في أوجها، ويخاف من الله، وضبط نفسه، غض بصره عن محاسن النساء، والنساء مبذولات في الطريق، كل ما عند المرأة من مفاتن ظاهرة في الطريق، فإذا غض بصره، وابتغى رضوان الله -عز وجل- له مكافأة كبيرة، ما هذه المكافأة؟ المكافأة من جنس العمل، هو غض بصره عن امرأة لا تحل له، أنا أرى ولا أتألّى على الله أن حق هذا الشاب على الله أن يرزقه امرأة تسره إن نظر إليها، وتحفظه إذا غاب عنها، وتطيعه إن أمرها.
(( إنك لن تدع شيئا لله عز وجل إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه. ))
من كان مع الله كان الله معه :
تعليقي:
﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۖ
هذه المعية العامة، لكن المعية الخاصة.
﴿ إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ۖ وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ
﴿ الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ ۚ فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ
وإن الله مع الصادقين، ما هذه المعية الخاصة؟ قال: هذه المعية معية النصر، والحفظ، والعون، والتوفيق، إذا كان الله معك أنت بتوفيق الله، وبحفظ الله، وبعون الله، وبرعاية الله، إذا كان الله فمن عليك؟ وإذا كان عليك فمن معك؟
الله عز وجل يدافع عن المؤمن وهو لا يدري :
إذاً هذه الآية:
﴿ إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ(50)﴾
رُدَّ عليهم يا محمد:
﴿
الله يدافع عنك وأنت لا تدري.
(( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة. ))
من كان في طاعة الله وفقه الله و حفظه و أكرمه :
أيها الإخوة، هذه الآية يجب أن تكون في صدوركم، وفي عقولكم، وفي خواطركم:
أنا أريد أن يكون لك ثقة بالله، ثقة بمحبته لك، ثقة بنصره، ثقة بحفظه، ثقة بتوفيقه، أنت مع خالق السماوات والأرض، ولست مع جهة أرضية قد تنساك أحياناً، رواية لا تعد في الصحاح: سيدنا نوح قبل أن يأتي الطوفان جاءته امرأة ورجته ألا ينساها من تأمين مكان في السفينة، جاء الطوفان، وهو على السفينة وفي الأمواج الكبيرة تذكر هذه المرأة، ونسي أن يدعوها إلى السفينة، فتألم أشد الألم، فلما انتهى الطوفان، واستوت السفينة على الجودي، جاءت هذه المرأة و قالت له: يا نوح متى الطوفان؟ إن نسي سيدنا نوح فالله لا ينسى. إذا كنت مع الله كان الله معك، إن كنت في طاعته الله يوفقك، يحفظك، يكرمك.
الاستقامة على أمر الله تولد الأمن و الطمأنينة :
إخواننا الكرام، إن أردت حالة لا يتمتع بها إلا المؤمن حصراً هي نعمة الأمن فاستقم على أمر الله، والله -عز وجل- يقول:
﴿
حصر، ما نعبد إياك، ونعبد غيرك، عندما تقدم شبه الجملة في التركيب الاسمي الجملة تعطي معنى القصر والحصر
أطع أمرنا نرفع لأجلك حجبنـا فإنا منحنا بالرضا من أحبنــا
ولذ بحمانا واحتمِ بجنابنـــا لنـحميك مما فيه أشرار خلقنا
وعن ذكرنا لا يشغلنك شاغـل وأخلص لنا تلقى المسرة و الهنا
وسلم إلينا الأمر في كلِّ ما يكن فما القرب والإبعاد إلا بأمرنــا
* * *
المؤمن الذي اصطلح مع الله واستقام على أمره يرى إكراماً وتوفيقاً ما بعده توفيق :
أيها الإخوة، هذه الآية يجب أن تكون في أذهانكم دائماً، وفي قلوبكم، وأنها بشارة كبيرة لمن استقام على أمر الله:
﴿
للتقريب: أحياناً يكون الأب قوياً، وغنياً، وأخلاقياً، وديّناً، وعنده ابن، هذا الابن لا يمكن أن ينبس ببنت شَفَة، بكلمة بذيئة، التربية عالية جداً، مجتهد، وأنيق، وأحياناً يكون الابن انعكاساً لوالده، فإذا كان الله -عز وجل-
على الإنسان أن يأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ثم يتوكل على الله وكأنها ليست بشيء :
للتقريب: عندك سفرة إلى مدينة في الشمال بمركبتك، تراجع المركبة، تراجع المحرك، تراجع كل شيء فيها مراجعة دقيقة، ومع كل هذه المراجعة أنت موقن يقيناً قطعياً أن المُسلِّم هو الله، لذلك أخذت بالأسباب راجعت المركبة، ثم توكلت على الله، أما لو أنك توكلت ولم تأخذ بالأسباب فهذا التوكل مرفوض.
سيدنا عمر رأى أناساً في الحج يتكففون الناس قال: من أنتم؟ قالوا: نحن المتوكلون، قال: كذبتم، المتوكل من ألقى حبة في الأرض ثم توكل على الله.
ملخص الملخص ينبغي أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء، ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء. هذا كله في قوله تعالى:
(( لو أن أحدهم نظر إِلى قَدَمْيه أبْصَرَنَا تحت قدميه. فقال: يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ ))
هذا درس بليغ يحتاجه المسلمون، أن نأخذ بالأسباب، أنت طالب تدرس وبعد الدراسة يا رب أنت الموفِّق، أنت تاجر تشتري صفقة بدراسة جيدة، النوعية، المصدر، الأسعار، المنافسة، وبعد ذلك يا رب تجبر، كل إنسان يأخذ بالأسباب بدقة بالغة، ويعتمد على الله لا عليها، يكون قد حقق شرطي النجاح في كل شيء، هذا كلام لكل أخ موجود، للطالب، للتاجر، للموظف، للمزارع، خذ بالأسباب ثم توكل على رب الأرباب:
التوكل و التواكل :
شيء قليل أن يكون الله -عز وجل- مولاك؟ يدافع عنك، يحميك، يوفقك، ينصرك، والثمن سهل، الثمن طاعته فقط.
أحياناً هناك ملك بالظاهر بيده كل شيء، لكن مستحيل أن تصل إليه، لكن الله ليس بينك وبينه حجاب إطلاقاً، تقول: يا رب! يقول لك: لبيك يا عبدي، يا ربي تبت إليك، يا عبدي وأنا قبلت، الصلحة بلمحة، والأمر بيدك، لذلك الآية الأولى:
﴿
ماذا ينتظر المؤمن؟ إما استشهاد في سبيل الله- الشهيد إلى الجنة- أو انتصار، الاستشهاد حسنى، والانتصار حسنى:
﴿ وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ (158) ﴾
إذا ألقينا القبض على إنسان وسقناه إلى أمه، الأم كلها رحمة.
الخلق كلهم عند الله سواسية ليس بينه وبينهم قرابة إلا طاعتهم له :
أيها الإخوة، يجب أن تثق بالله، وإذا كنت في طاعته يجب أن تثق بنصر الله، يجب أن تثق بتوفيق الله، يجب أن تثق بهذا النصر الدقيق جداً.
سيدنا سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-، هو في الحقيقة خال رسول الله، وما كان النبي يداعب أحداً إلا خاله، إذا دخل سعد يقول: هذا خالي أروني خالاً مثل خالي، وما فدّى النبي أحداً إلا سعد بن أبي وقاص، قال:
﴿ ارْمِ، فداك أبي وأمِّي ﴾
و عندما توفي النبي -عليه الصلاة والسلام-، لسيدنا عمر كلمة رائعة جداً، قال: يا سعد لا يغرَّنَّك أنه قد قيل خال رسول الله، فالخلق كلهم عند الله سواسية، ليس بينه وبينهم قرابة إلا طاعتهم له، لذلك:
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ
للتقريب: نحن أمة عربية، أبو لهب أحد صناديد قريش، وعربي قُح، ومن أرومة عربية، وأصيل:
﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ(1) ﴾
هل نفعته عروبته؟ سلمان الفارسي ليس عربياً، من بلاد فارس.
(( سلمان منا أهل البيت ))
صهيب رومي من بلاد الروم، هذا الدين، سيدنا الصديق رأى بلالاً يُعذَّب، بلال حبشي يعذبه سيده صفوان بن أمية، فاشتراه منه بمئة دينار، بعد أن اشتراه منه، صفوان أراد أن يهين بلالاً، قال: والله لو دفعت به درهماً لبعتكه، ليس مئة درهم، ولا مئة دينار، أبيعه بدرهم، لأنه لا قيمة له عندي، فردّ عليه سيدنا الصديق، قال له: والله لو طلبت به مئة ألف لأعطيتكها، الشاهد: بعد أن اشتراه وأطلقه لوجه الله، وضع الصديق يده تحت إبط بلال، وقال: هذا أخي حقاً، وما ذكر الصحابة الصديق إلا وذكروا معه بلالاً، يقولون: هو سيدنا وأعتق سيدنا، سيد الصحابة هو سيدنا وأعتق سيدنا، هذا الدين لا يوجد به تفرقة:
الأمة لا ترقى إلا عندما تعتمد على مقياسي العلم والعمل :
لذلك الأمة حينما تعتمد مقياسَيّ العلم والعمل ترقى، إذا اعتمدت مقاييس انتمائية لا ترقى، هناك مقياس موضوعي؛ العلم والعمل، أنت مدير دائرة، يوجد عندك وظيفة حساسة جداً، وهناك إنسان كفء لها، ويحمل أعلى شهادة، إذا عينت هذا الإنسان الكفء تحقق نتائج كبيرة جداً، تنفع الأمة، لك قريب شبه جاهل، عينته بهذا المنصب مكان الخبير و هو ليس كفئاً، أنت ماذا فعلت؟ أنت اعتمدت مقياساً انتمائياً على مقياس موضوعي.
لذلك مثل هذا المجتمع لا يتماسك، ولا يرقى، أية أمة تعتمد مقياساً موضوعياً لا انتمائياً ترقى، وأية أمة تعتمد مقياساً انتمائياً لا موضوعياً لا ترقى.
لذلك اشتراه، ووضع يده تحت إبطه، وقال: هذا أخي حقاً.
في بعض الراويات أن أبا سفيان أراد أن يدخل على عمر بن الخطاب، يبدو أن عنده أعمالاً كثيرة جداً، وقف ببابه مدة طويلة- وأبو سفيان زعيم قريش من ألمع الأسماء- وعندما دخل عليه عاتبه قال له: زعيم قريش يقف ببابك طويلاً وصهيب وبلال يدخلان ويخرجان بلا استئذان؟ قال له: أنت مثلهما؟ هناك فرق كبير جداً.
أنا ألح على المقاييس الموضوعية لا الانتمائية، حينما تعتمد مقياساً انتمائياً هذا المقياس يمشي بالأمة إلى طريق الهلاك.
﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ
من ينهض بأمته فالله عز وجل سينصره لا محالة :
إخواننا الكرام، كي تستبشروا، الله -عز وجل- قال: -وكلام الله وأنا أقول زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين- قال:
﴿
الله أعطاك النتيجة
مرة لمحت طبيباً يحمل شهادة بورد، ويجري عملية في مستشفى وطني متواضع جداً، هذا جاء إلى بلده كي يخدم أمته، هناك تعبير دمشقي يقول: " لحم كتافي من خير هالأمة" أنا والله العبد الفقير شجعت الإخوان المؤمنين المتفوقين على الدراسة في بلاد الغرب، ودرسوا، عندي يقين بالمئة مليون لابد من أن يرجعوا جميعاً إلى بلادهم، لماذا؟ لخدمة أمتهم، لماذا؟ لأنهم يحملون رسالة، هناك رسالة يحملها، بلاده نامية وفيها متاعب كثيرة، لكن هو يحمل رسالة، يعود لبلده، ليخدم بعلمه المتفوق أمته، بين إنسان حامل رسالة وبين إنسان مرتزق مسافة كبيرة جداً.
قصة من أربعين سنة تمّ إعدام عالم كبير في بلد عربي، ظروف استثنائية صعبة فجاؤوا له بشيخ ليلقنه الشهادة، قال له: أنت أيها الملقِّن ترتزق بـ لا إله إلا الله، أما أنا فأموت من أجلها.
فرق كبير بين إنسان يحمل رسالة وإنسان يرتزق ببعض الأفكار الدينية.
يا أيها الإخوة، عندما تحمل رسالة تكون أسعد الناس، وإن لم تقل: أنا أسعد الناس، أسعد من في الأرض إلا أن يكون أحد أتقى مني فهناك مشكلة بعلاقتك بالله -عز وجل-.
أيها الإخوة، آيات اليوم:
والحمد لله رب العالمين