وضع داكن
26-04-2024
Logo
المؤلفات - كتاب ومضات في الإسلام – الباب الأول - الفقرة : 28 - المدخل الأول لفهم هذا الحدث
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 لو أنّ سائق سيارةٍ، في أثناءِ قيادته لسيارته رأى تألّقَ ضوءُ أحمرُ في لوحةِ البياناتِ التي أمامه، فالمشكلةُ ليست في تصديقِ التألُّقِ، أو عدمِ تصديقِه، لقد رأى تألُّقَ هذا الضوءِ بأمِّ عَيْنِهِ، ولكنّ المشكلةَ في فَهْمِ هذا التألُّقِ، وتحليلِه، والسلوكِ الذي يُبنَى على هذا الفَهْمِ والتحليلِ، فلو فَهِمَ التألُّقَ على أنّه ضوءٌ تزينيٌّ، فتابَع السَّيْرَ، فاحترقَ المحرِّكُ، وتكلّفَ لإصلاحه مبلغاً كبيراً، وتعطّل السير وألغي الهدفِ، أمّا إذا فَهِم هذا التألّقَ على أنه ضوءٌ تحذيريٌّ، أوقفَ السيَّارةَ، وأضافَ الزيتَ، وسلِمَ المحرِّكُ من الاحتراقِ، وتابَعَ بَعْدَ ذلك السَيْر، وتحقق الهدف، فالعبرةُ لا في التصديقِ وعدمِه، بلْ في فَهْمِ الحدثِ وتحليلِه .

 فإذا كان زلزال آسيا هو الضوء الأحمر، فالمشكلة ليست تصديق وقوعه أو عدم التصديق، فما من إنسان من ستة الآلاف مليون إلا وعلم بهذا الزلزال، وشاهد صوره المأساوية، ولكن المشكلة في فهمه في ضوء الإيمان بالله، وفي ضوء وحي السماء، لا من خلال العولمة والشرك، قال تعالى:

﴿وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ .﴾

 أي أنك إذا قدمت تحليلاً إيمانياً توحيدياً وفق كتاب الله وسنة رسوله، رفضه الذين لا يؤمنون بالآخرة، أما إذا قدمت تحليلاً أرضياً شركياً قبله معظم الناس.

 

إخفاء الصور