وضع داكن
19-04-2024
Logo
المؤلفات - كتاب ومضات في الإسلام – الباب الثالث - الفقرة : 01 - قوة المؤمن
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الله جل جلاله وحده هو القوي، ولا قوي سواه، وكل قوة في الأرض في الذوات والأشياء، مستمدة من قوة الله، تأييداً، أو استدراجاً، أو تسخيراً، لحكمة بالغة عرفها من عرفها، وجهلها من جهلها.
قال تعالى:

﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً، يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ، وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ، وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ، أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً، وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴾

 لذلك.....
 المؤمن القوي خير وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف.
كن عضواً في جمعية الأقوياء، ولا تكن رأساً في قطيع النعاج.
 قد تبدو ضعيفاً ؛ لأنك قبلت أن تكون ضعيفاً، فعشْ كما تريد، ولكن لا بد من أن تعلم أنه بإمكانك أن تصبح قوياً، وأن تتعافى من شعورك بالضعف.
إن الأقوياء بالحق هم السعداء، والضعفاء بالباطل هم التعساء !
واعلم يقيناً أن الشيء الذي لا تستطيعه، هو الشيء الذي لا تريد أن تكونه.
القوّة مطلب أساسي، وإلا فلا قيمة للحياة من دون قوة.
إن القوّة مصدر للثقة، والثقة لا توجد إلا في قلوب الأقوياء.
وإذا أردت القوّة الحقيقيّة فابحث عن قوّة لا تحتاج إلى غيرها إنها قوة الله عز وجل.
 إن الجبن والخور، والاستكانة والاستسلام، والانهزامية والذلّ، وجميع المفردات، في قاموس الضعف، مرفوضة في حياة الأقوياء ؛ فأنت كائن لم تُخلق لتكون مسلوب الإرادة، بارد الهمّة.
تأمّل دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل و الجبن والبخل وغلبة الدين وقهر الرجال "
عليك ألاّ تتردّد لحظة في الانتساب " لعضوية نادي الأقوياء "، فلديك عملاق ينام بين جنبيك ؛ فابحث عنه، حتى لا تموت، وأنت تعيش بين الأحياء !

ليس من مات فاستراح بميت  إنما الميت ميت الأحياء

 تأمّل في البعوضة: إنها لا تبدو بالنسبة إليك شيئاً مذكوراً ؛ لكنها أقوى منك، حينما تصر البعوضة من دون كلل أو ملل، في البحث عن منفذ في جلدك.

 

* * *
لكن السؤال المهم، في هذا الموضوع: كيف نبحث عن القوة، ونحن ضعفاء ؟
 إن الحديث عن القوة النابعة من الضعف، ليس دعوة إلى الرضا بالضعف، أو إلى السكوت عليه، بل هو دعوة لاستشعار القوة، حتى في حالة الضعف، إذن يجب أن نبحث في كل مظنة ضعف، عن سبب قوة كامنة فيه، ولو أخلص المسلمون في طلب ذلك لوجدوه، ولصار الضعف قوة، لأن الضعف ينطوي على قوة مستورة، يؤيدها الله في حفظه ورعايته، فإذا قوة الضعف، تهد الجبال، وتدق الحصون، كما ترون وتسمعون.
أنت قويّ، هذا سر ضعفك، وأنا ضعيف، هذا سر قوتي !
لذلك نستطيع أن نقابل القنبلة الذرية، بقنبلة الذُرية، أي بتربية جيل واع ملتزم ينهض بأمته، ويعيد لها دورها القيادي بين الأمم.

 إن أشكال القوّة متنوعة، وإن أبعادها مختلفة، ومن الصعب الحديث عنها جميعاً، ولكن نشير إلى أشهر هذه القوى تفصيلاً حيناً وإجمالاً حينا آخرً.

إخفاء الصور