- ٠5كتاب ومضات في الإسلام
- /
- ٠04الباب الثالث - موضوعات إيمانية
هل من وضع أضعف من أن يجد الإنسان نفسه في فم حوت أزرق ، وبالمناسبة ، الحوت الأزرق يزيد وزنه عن مئة وخمسين طناً ، خمسون طناً لحماً ، وخمسون طناً دهناً ، وخمسون طناً عظماً ، ويستخرج منه تسعون برميل من زيت السمك ، ووجبته الصغيرة بين الوجبتين أربعة أطنان من السمك ، وإحدى رضعات وليده الثلاث تزيد عن ثلاثمئة كيلو من الحليب ، ويستطيع الإنسان أن يقف على قدميه في فمه.
لو وجد الإنسان نفسه في فم الحوت ، كم نسبة احتمال النجاة ؟ قطعاً هي معدومة يقيناً ، لكن سيدنا يونس عليه السلام ، لحكمة تعليمية أرادها الله جل جلاله ، سمح لحوت عظيم أن يلتقم نبيه الكريم قال تعالى:
وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ.
فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ.
وقد يقول قائل: إن هذا استثناء لنبي كريم ، ونقول له: هي قصة وقعت ، لكن الله جل جلاله حينما قال: " وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ " جعلها قانوناً ينتفع به كل المؤمنين الصادقين في كل زمان ومكان.
فالدعاء سلاح المؤمن ، فإذا أردت أن تكون أقوى الناس فادع القوي تكن قوياً.