وضع داكن
29-03-2024
Logo
المؤلفات - كتاب ومضات في الإسلام – الباب الثالث - الفقرة : 06 - الاعتزاز بالله قوة
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 رستم قائد فارس، وتحت يديه مئتان وثمانون ألفًا من الجنود، يقول لسعد بن أبي وقاص، القائد المسلم. أرسل إليَّ من جنودك رسولاً أكلمه، فأرسل له سعدٌ رضي الله عنه رِبعيّ بن عامر، وعمره ثلاثون عاماً، من فقراء الصحابة، قال له سعد: اذهب ولا تغير من مظهرك شيئًا، لأننا قوم أعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله، فخرج ربعيّ بفرسه الهزيل، وثيابه الرثة، ورمحه البسيط، فلما سمع رستم أن وافد المسلمين سوف يدخل عليه، جمع حوله الأسرة الحاكمة، والوزراء، والجنود، واستعدوا لأن يرهبوا هذا الوافد، لعلّه يتلعثم، فلا يستطيع الكلام، فلما جلس رستم قال: أدخلوه عليّ، فدخل يقود فرسه، واعتمد برمحه على بُسُطهم ؛ ليظهر لهم أن الدنيا حقيرة، وأنها رخيصة، وأنها لا تساوي عند الله شيئًا، ومن علامات رخصها وحقارتها ؛ أن الله أعطاها لمن لايحب، وجعل سعد بن أبي وقاص ينام على الثرى. فلما وقف أمامه قال له رستم : اجلس، قال ربعيّ: ما أتيتك ضيفًا حتى أجلس، وإنما أتيتك وافدًا، فقال رستم: ـ والترجمان بينهما ـ مالكم أيها العرب، ما علمنا ـ وأقسم بآلهته ـ قوماً أذل ولا أقل منكم شأناً، أنتم، أهل جعلان، تطاردون الإبل في الصحراء، فما الذي أتى بكم ؟ قال ربعيّ: نعم، أيها الملك: كنا كما قلت وزيادة، كنا أهل جهالة، نعبد الأصنام، يقتل القريب قريبه على شاة، ولكن الله ابتعثنا لنخرج العباد ؛ من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا، إلى سَعَة الآخرة، وللقصة تتمة... اسألوا عنها.

اجعل لربك كل عزك يستقر ويثبت فإذا  اعتززت بمن يموت فإن عزك ميت

إخفاء الصور