- ٠5كتاب ومضات في الإسلام
- /
- ٠04الباب الثالث - موضوعات إيمانية
إن من أهم عوامل القلق الذي يُفقد الإنسان سكينة النفس وأمنها ورضاها هو تحسره على الماضي، وسخطه على الحاضر، وخوفه من المستقبل.
إن بعض الناس تنزل بهم النازلة من مصائب الدهر فيظل فيها شهوراً وأعواماً يجتر آلامها، ويستعيد ذكرياتها القاتمة، متحسراً تارة متمنياً أخرى، شعاره ليتني فعلت وليتني تركت، وأبعدُ الناس عن الاستسلام لمثل هذه المشاعر المؤلمة والأفكار السوداوية هو المؤمنُ، الذي قوِيَ يقينُه بربه وآمن بقضائه وقدره، فلا يسمح لنفسه أن تكون فريسةَ التحسُّر على الماضي، ولا السخط على الحاضر، ولا الخوف من المستقبل، قال تعالى:
﴿ فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)﴾
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
((وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ))