وضع داكن
19-04-2024
Logo
المؤلفات - كتاب ومضات في الإسلام – الباب الثالث - الفقرة : 31 - أسباب ازدياد الرزق
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 

 إنّ الرزق في بركات من السماء والأرض متاع طيبٌ، ورخاء، وهو رغد في الدنيا، وزادٌ إلى الآخرة، والرزق في أبواب كل شيء مثار قلق وخوف، ومثار حسد وبغض، وقد يكون معه الحرمان، ببخل أو مرض، وقد يكون معه التلف بإفراط واستهتار.
وإنّ الذرية في بركات من السماء والأرض هي زينة الحياة الدنيا، ومصدر فرح واستمتاع، ومضاعفة للأجر في الآخرة، بالذرية الصالحة، والذرية في أبواب كل شيء بلاءٌ، ونكدٌ، وعنتٌ، وشقاءٌ، وسهرٌ بالليل، وتعب بالنهار.
وإنّ الصحة والعافية في بركات من السماء والأرض هي نعمة وحياة طيبة، والصحة والعافية في أبواب كل شيء بلاءٌ يسلط الله على الصحيح المعافى، فينفق الصحة والعافية، فيما يحطم الجسم ويفسد الروح، ويزخر السوء إلى يوم الحساب.
 وإنّ الجاه والقوة في بركات من السماء والأرض هو أداة إصلاحٍ ومصدر أمنٍ، ووسيلةٌ لادخار الطيب الصالح من العمل والأثر، والجاه والقوة في أبواب كل شيء مصدرا قلقٍ على فوته، ومصدرا طغيان وبغيٍ، ومصدرا حقدٍ وكراهية، لا يقر لصاحبها قرار، ويدخر بها للآخرة، رصيداً ضخماً إلى النار .
 فالبركة قد تكون مع القليل إذا أحسن الانتفاع به، وكان معه الصلاح والأمن والرضى والارتياح.. وكم من أمة غنية قوية ولكنها تعيش في شقوة، مهددة في أمنها، مقطعة الأواصر بينها، يسود الناس فيها القلق وينتظرها الانحلال. فهي قوة بلا أمن. وهو متاع بلا رضى. وهي وفرة بلا صلاح، وهو حاضر زاهٍ يترقبه مستقبل نكد، وهو الابتلاء الذي يعقبه النكال، إن البركات الحاصلة مع الإيمان والتقوى، بركات في الأشياء، وبركات في النفوس، وبركات في المشاعر.
 أيها السادة المستمعون أيتها السيدات المستمعات، والآن هل من وسيلة، ذكرها القرآن الكريم وبينتها السنة المطهرة فضلاً عن الاستغفار، والإيمان والتقوى، تزيد في الرزق، وكل واحد من الخلق حريص على زيادة رزقه، فهل هناك علاقة بين الرزق والصلاة ؟ انظروا في قوله تعالى:

﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى﴾

[ سورة طه: الآية 123 ]

 هناك علاقة بين الرزق والشكر، انظروا في قوله تعالى:

﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾

[ سورة إبراهيم: الآية 7 ]

 هناك علاقة بين الرزق وصلة الرحم، انظروا في هذا الحديث الشريف، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

 

((مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ))

 

[ البخاري ومسلم ]

 هل من علاقة بين الرزق والصدقة، لقد ورد في الأثر:

 

((اسْتَنْزِلُوا الرِّزْقَ بِالصَّدَقَةِ))

 

[الكامل في ضعفاء الرجال، وفيض القدير للمناوي عن جبير بن مطعِم]

 هناك علاقة بين الرزق والأمانة، انظروا في هذا الحديث الشريف:

 

((الأَمَانَةُ غِنًى))

 

[ أخرجه القضاعي في مسند الشهاب ]

 بالمعنى المادي، والأمين ينال أثمن شيء وهو ثقة الناس، هناك علاقة بين الرزق والإتقان، انظروا في هذا الحديث الشريف:

(( إِنَّ اللهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ))

[ الجامع الصغير ومسند أبي يعلى الموصلي والطبراني في الأوسط عن عائشة ]

 فمَنْ أتقن عملَه أحبَّه اللهُ، وإذا أحبَّ اللهُ عبداً ألقى محبَّتَه في قلوب الخلق، ومن أحبَّه اللهُ وأحبَّه الخلقُ يَسَّره لليسرى

إخفاء الصور