وضع داكن
25-04-2024
Logo
المؤلفات - كتاب ومضات في الإسلام – الباب الثامن - الفقرة : 17 - الذوق مع الجيران
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 

 وننتقل الآن إلى الذوق والأدب مع الجيران .. يعلمنا الإسلام أننا إذا دخلنا البيت ومعنا فاكهة، أو طعام نادر تحبه النفس .. فرآه أحد الجيران سواء كان صغيرا أو كبيرا فلا بد أن نقدم لهم منه طالما أننا لم نخبئه ..
ورد في الحديث، حول الأدب مع الجار ... وإذا اشتريت فاكهة فأهد له منها، فإن لم تفعل فأدخلها سراً، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ ولده، ولا تؤذه بقتار قدرك ( برائحة طعامك ) إلا أن تغرف له منها .
وبعض الناس يتعمد أن يري جيرانه ما يحمل من طعام لذيذ أو يتحدث عما في البيت من طعام طيب، ولذيذ تفاخرا .. أو يتحدث عن رحلاته، وإنفاقه
هذا من قلة الذوق الذي نهينا عنه .. ؟!
 كان هناك شاب يسكن في جوار الإمام أبي حنيفة .. يشرب الخمر ويغني طوال الليل وهو سكران ويقول: أضاعوني وأي فتى أضاعوا .. كل يوم على هذا الحال .. يقوم الإمام أبو حنيفة لصلاة الفجر فيزعجه هذا الشاب، فكان أبو حنيفة يتحيّن الفرصة المناسبة ليعظ فيها هذا الشاب، ويرقق قلبه للتوبة، وفي يوم من الأيام قام الإمام أبو حنيفة ليصلّ الفجر، فلم يسمع صوت هذا الشاب، فسأل عنه فعرف أنه قد قبض عليه .. !! لأنه ضبط يشرب الخمر .. فذهب أبو حنيفة إلى صاحب الشرطة وقال له: هلا أفرجتم عنه لي .. فقالوا: إنه شرب الخمر!! قال: أخرجوه من أجلي .. فأخرجوه .. فأخذه أبو حنيفة وجعله يركب خلفه على بغلته، ولم يتكلم معه كلمة واحدة .. حتى وصل إلى البيت وحينها قال أبو حنيفة: هل أضعناك يا فتى: ؟ فقال: لا والله ولا أعود إليها أبدا، إنه يشرب الخمر!! ؟ ولكن انظر إلى نتيجة اللطف والذوق ..
كثير من الشباب فطرتهم طيبة رغم كل ما يفعلونه، ولكنهم لم يجدوا أمثال أبي حنيفة الذي يتحيّن الفرص ويتخيّر الوقت ويفتح بمفتاح الذوق أبواب قلوبهم المغلقة .. أو التي كنا نظنّ أنها مغلقة!!. انظر إلى نتيجة اللطف والذوق .

إخفاء الصور