وضع داكن
29-03-2024
Logo
المؤلفات - كتاب ومضات في الإسلام – الباب الثامن - الفقرة : 26 - التنمية الأخلاقية
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 إن صناعة الإنسان الكامل، وبناء الأسرة المتماسكة، وإقامة المجتمع الفاضل، هــي من أسمى أهداف بعثة الأنبياء والرسل عليهم السلام.
 لكن طوفان الفساد، في آخر الزمان، حمل من الأوبئة الخلقية الشيء الكثير، حمل: الكذب والدجل، والحسد والنفاق، والفسق والفجور، والظلم والخيانة، والحمية والعصبية، والغش والتدليس، والطمع والجشع، والمكر والحيلة، والفحش والخلاعة، والحرص والبخل، والترف والتبذير، وسوء الظن بالله والرياء، وعقوق الوالدين وإهمال الأولاد، وأكل السحت والمال الحرام، وأكل مال اليتيم ظلماً.
 إن ظاهرة النفاق التي تحدَّث عنها القرآن الكريم والسُنَّة النبوية الصحيحة بشكل مطول تعني خللاً في مطابقة الأقوال للمعتقدات، وهذا هو ( النفاق الاعتقادي ) الذي يخرج صاحبه من المِلّة، أما التباين بين الأقوال والأفعال، فيعبر عنه ( بالنفاق العملي )، وهذا شاع كثيراً في المجتمع،ومهمة التنمية الأخلاقية تطهير حياة المسلمين من كل هذا.
 إن أهم مصدر للسعادة والهناء انسجام واقع المرء مع ما يعتقد، حيث يشعر المرء بتيّار يجتاحه من البهجة والارتياح والأمن كلما تخطَّى عقبة من العقبات التي تحول بينه وبين ( التناقض ) مع مثله وقيمه العليا.
 إن الملذات الحسية لا تخترق غشاء القلب، بل ولا تحوم حوله، لكن الذي يملأ كيان المرء كله بالسعادة والطمأنينة هو نشوة الانتصار على الأهواء والمغريات، وضغوطات الشهوات والمصالح.
 إن السعادة الحقة لا تجلب أبداً من الخارج، وإنما هي شعاع من نور، يولد، ويكبر في داخل الإنسان، ويضيء جوانب الحياة كلها، ويجعلها أكثر قيمة ومنطقية، وأكثر تهيّئاً للنمو والتقدّم والاستمرار، وكل ذلك مرهون بأوضاع تسود فيها الأحكام الأخلاقية، ويعلو فيها صوت الالتزام والاستقامة، وترفرف في أرجائها إشراقات النفس !.
 إن القاعدة النفسية الأخلاقية في أي مجتمع هي التي تتحمل الأثقال التي تنتج عن طبيعة الحياة المادية والاجتماعية، وعن الانتكاسات التي تصاب بها الأمة في ميادين الحياة المختلفة.
 إن هذه القاعدة هي التي تمكن الناس من تحمل الظروف الصعبة من دون أن يتحللوا أو أن ينحرفوا ؛ فحين يصاب الناس بضائقة اقتصادية شديدة فإن القاعدة الأخلاقية تدفعهم إلى إغاثة الملهوف وإطعام الجائع، والصبر على المدين المعسر، إلى جانب التماسك الشخصي، وعدم الرضوخ لمقتضيات الظروف الصعبة ؛ فنجد المسلم الحق يمتنع عن كل أنواع الكسب الحرام مع فاقته الشديدة، وذلك اتكاءً على ما لديه من قيم ومقاومة إيمانية لدواعي التحلل.
إن هذه القاعدة هي الرصيد الاحتياطي الضخم الذي تعتمد عليه الأمم في ترميم العديد من أنواع الخلل في حياتها.
 ومن هنا ندرك حجم الجريمة التي ارتكبت في حق هذه الأمة حينما دُفعت دفعاً من قبل أعدائها على مستوى التنظير، وعلى مستوى العمل إلى أن تجعل القيم الأخلاقية والنفسية في المرتبة الدنيا من اهتماماتها ؛ فلما واجهه الناس ما واجهوه من ضائقات في العيش، ومن شح في متطلبات الحياة الكريمة، لم يجدوا لديهم سنداً ُخلقياً كريماً يعتمدون عليه في الصمود أمام المغريات وأمام أسباب الانحدار المختلفة !.
 إن الذين نكَّن لهم عظيم الاحترام ليسوا أولئك الذين يملكون كثيراً من المال أو الدهاء والمكر أو القوة الجسدية الخارقة، وإنما نكن عظيم الاحترام لأولئك الذين يملكون خُـلق.

 ( التسامي ) وخلق الترفع عن سفاسف الأمور، وألئك الذين انتصروا على التحديات داخل نفوسهم، وأولئك الذين يملكون فضيلة الانتظار والتضحية بالعاجل في سبيل الآجل، والإيثار مع مسيس الحاجة إلى ما يؤثرونه...
 إنه بالإمكان أن نقول: إن طابع الرقي الحقيقي هو طابع إيماني أخلاقي، أكثر من أن يكون طابعاً عمرانياً تنظيمياً، والجاذبية التي تتمتع بها القرون الأولى من تاريخ الإسلام تنبع بشكل أساسي من طابع الاستقامة والنبل والتضحية... وليس من التفوق في الحروب أو العلوم أو العمران.
 ولعل الطريق الوحيد إلى كسر أغلال الشهوات يكون عن طريق إحداث ( انتفاضة ) إيمانية أخلاقية يستعلي بها المسلم على المعطيات المادية للوضع الحضاري الراهن، ويلتفت إلى إثراء حياته بوسائل كثيرة، لا تحتاج إلى المال.
 إن دراسة الحضارات توقفنا على حقيقة كبرى، وهي أن مصير الإنسان كان يتوقف دائماً على أمرين: علاقته بربه، وعلاقته بأخيه الإنسان. والبعد النفسي والأخلاقي هو المركز والمحور في هاتين العلاقتين. وحينما ينحطّ الإنسان يتحول عن عبادته لربه إلى عبادته شهواته. وتعتمد علاقتَه بالآخرين على القوةُ لا على الرحمة، وعلى العنف لا على التفاهم، وينصرف الإنسان عن العناية بالنفس إلى العناية بالجسد، وعن الاهتمام بالمبدأ إلى الاهتمام بالمصلحة، ويتحول المجتمع كله إلى غابة يحسّ كل واحد فيها أن من حقه افتراس الآخرين، كما أنه من الممكن أن يكون فريسة لأي واحد منهم !. هذا هو مجتمع الغاب.
والطريق الوحيد للحيلولة دون هذه الحالة يكمن في تدعيم الرقابة الذاتية، وتعزيز علاقة العبد بربه ـ جل وعلى ـ وتحفيز الإرادة الخيِّرة في الناس. وهذا الحل وإن كان مكْلفاً على المدى القريب. فإنه سفينة نوح على المدى البعيد
 لن يكون في إمكان أفضل النظم الاجتماعية، ولا في إمكان أقسى العقوبات الصارمة أن تقوِّم الاعوِّجاج، ولا أن تملأ الفراغ الناشئ عن ذبول النفس، وانحطاط القيم ؛ فالعقوبات الصارمة لا تنشئ مجتمعاً لكنها تحميه. والنظم مهما كانت مُحكَمة، ومتقَنة لن تحول دون تجاوز الإنسان لها، وتأويلها بما يجهضها، وكل الحضارات المندثرة تركت تنظيماتها وأدوات ضبطها خلفها شاهدةً على نفسها بالعقم والعجز !.
 لابدَّ أن نكون على يقين من أن تيار الشهوات والنزوات الجارف لا يمكن أن يقابل إلا بتيار إيماني متدفق من المشاعر والأحاسيس الإنسانية ؛ فوظيفة الفكر الدلالة على الطريق، وعلى الأساليب والأدوات المناسبة للعمل ؛ ولكن الذي نستمد منه الطاقة على الاندفاع في طريق الخير، والقوة على كبح جماح الشهوات هو الإيمان العميق، ورصيدنا من المشاعر الحميمة التي هي ثمرة الاتصال بالله !. وإن كثيراً من الشباب الذين جرفهم تيار الجنس والمجون والخلاعة لم يكونوا بحاجة إلى أدلّة على فضل العفة والاستقامة، وإنما كانوا بحاجة إلى شيء من المعاني التي تفيض على القلب بسبب تذوق طعم العبودية الحقّة لله،والإحساس الصادق بمعية اللّه تعالى لهم واطلاعه عليهم.
 حين يبلغ التقدم التقني أقصى مداه، ويشعر المرء بالتُخمة من أداوت ( التحكُّم عن بعد ) وكل ما يجعل الحياة خالية من التحديات حينئذ تنبعث في النفس أشواق قديمة جديدة، هي أشواق النفس إلى ما وراء المادة، إلى عالم التراحم، على عالم التعاطف إلى عالم التضحية ببعض المكاسب من أجل استمرار حياة الجميع.
 إن الأخلاقيين اليوم هم القادة غداً، وهل يعرف فضل الماء إلا عند اشتداد الظمأ إن الإسلام يعلمنا أن بالإِمكان تصحيح المسار قبل أن نرتطم بقاع الهاوية، كما يعلّمنا أنه بالإمكان أن نتحول من الخسارة إلى الربح قبل أن يصبح الرصيد صفراً ؛ وذلك إذا أصغينا إلى نداء الفطرة في أعماقنا، وضغطنا على بعض حاجات الجسد من أجل إنعاش النفس، وفكّرنا مَلياً بما هو آت !.
 لابدَّ من القول: إن المسألة الحاسمة في مجال الأخلاق هي ( إطارها المرجعي ) بمعنى ما الجهة التي نستمد منها الحُكم على حُسن الخُلق أو قبحه، وما الجهة التي ستتولى الإثابة أو المعاقبة على ذلك الخُلُق.
 في العالم الغربي تحول الإطار المرجعي للأخلاق ( من الوحي ) إلى ( العقل )، وهذا العقل بعيداً عن الوحي يقود إلى مبدأ خطير جداً وهو مبدأ ( النسبية في الأخلاق )، حيث أصبح الطريق ممهداً لتحويل الرذائل إلى فضائل .
 وأصبح النمو الاقتصادي صنماً يعبد من دون الله وتُقدّم له كل القرابين.
 لاشكَّ أن علينا أن نبذل جهوداً ضخمة لإحياء أخلاق جديدة تلبي شروط العيش في عصر معقَّد، وتستند في الوقت نفسه إلى المبادئ الإسلامية، والقيم الإسلامية، إلا أن التقدم الحاسم في المجال الأخلاقي ربما كان بحاجة إلى إحراز تقدم في المجالات السياسية والحضارية، حيث أن ( التخلُّف ) نفسه يحول دون الإبداعات الأخلاقية الأصيلة.
 ومما لا يخفى أن الثقافة العلمانية وكثيراً من الثقافات التي فرضت علينا أهملت الميدان الأخلاقي إهمالاً شبه تام، وذلك نتيجةً للتأثر بفلسفة وضعية، جعلت ( العِلم المادي ) هدف كل تقدم، وصار هذا العِلم المادي علماً، وأخلاقاً، وأدباً وقيماً ! وصارت الأخلاق الأصيلة الإسلامية تُصوَّر على أنها قيود مفروضة بسبب الجهل، وعطالة التقاليد، وأنك ضعيف لأنك أخلاقي، أو أنك أخلاقي لأنك ضعيف، وأن أخلاق المسلمين أفقدتهم المقدرة على استيعاب الحضارة الحديثة ! وصارت الأخلاق كما تصورها التيارات العلمانية تعني سذاجة في الشخص، وبساطة في تركيبه ، وتثير الشك في صدق موقفه، بل ربما دفعت إلى اتهامه بشتى التهم.
 نتيجة لتهميش كثير من كتَّابنا القضايا الأخلاقية، ونتيجة لسوء التخطيط وسوء الظروف المعيشية لكثير من الناس، سادت لدينا أمراض أخلاقية عديدة وخطيرة، نذكر بعضاً منها على سبيل المثال لا الحصر:
 إن كثيراً من الناس يعيش اليوم دون أية أهداف سامية، فتأمين الحاجات الضرورية هو شغل الناس الشاغل، وامتلاك بيت صغير يعد نصراً كبيراً في معركة شرسة !.
 وقد صار الواحد من الناس أشبه بالحيوان البرِّي الذي يقضي حياته في حديقة حيوانات، فهو ليس معزولاً عن بيئته الطبيعية فحسب، بل I, معزول عن أعماق ذاته، وعن هويته، وعن سر وجوده، وعن غاية وجوده !.
 ويعاني السواد الأعظم من الناس من ضعف الإحساس بـ ( الواجب ) وهو المبدأ الذي يتجاوز المصلحة المباشرة والفردية ؛ ليعكس تسامي الإنسان أو قدرته على الالتزام تجاه غيره، والتضحية من أجل غيره.
وما الشعور بالواجب إلا ثمرة للشعور بشرف الانتماء إلى الجماعة وبالرغبة في الذوبان فيها. فإذا عجز الإنسان عن الالتزام الجماعي أباح لنفسه كل ما استطاع أن يحرِّمه على غيره.
 وهناك فريق من المسلمين من نوع آخر يعاني على الصعيد الحضاري من ذبول الروح الجماعية لديه، وهو ينزع باستمرار إلى نوع من الانطواء على الذات والأسرة والحي والقرية والقبيلة، وهو نزوع ذو أثر سلبي على الإحساس بمصلحة الأمة والحرص على تقدمها .
وإلى جانب ذلك هناك عادات سيِّئة عديدة تتعلق بالعمل والاستهلاك ؛ إذ أن كثيراً من الناس ينظرون نظرة ازدراء للعمل الإبداعي، كما أن هناك رغبة قوية لشراء العقارات، وشراء السيارات الفاخرة، والإنفاق الترفي والبذخي الذي لا تتحمله موارد الأمة.
وهناك أمراض خلقية كثيرة على صعيد العلاقات بين الناس، مثل قطع الرحم والجفاء بين الأهل والجيران، ومثل الحسد والتكبُّر على الناس، وحب الاستئثار، والانفراد بالخيرات العامة والمشتركة...
 وإن مشكلات الزحام وشح الموارد، وتراجع التربية الخلقية، وضعف الإحساس بالأهداف الكبرى... سوف تولِّد المزيد من التأزّم النفسي، والمزيد من الأمراض الخلقية، وذلك يحتاج إلى تأمل عميق من المصلحين، وإلى البحث عن سبل للعلاج والخلاص...
 إن الانحدار الأخلاقي كثيراً ما يكون صدىً لأزمات يمر بها المجتمع ؛ فقد تنتشر الجريمة بسبب ضائقة اقتصادية، أو كبت شديد، أو وجود نماذج اجتماعية مغرقة في البذخ والترف.
 وهذا كله يوصلنا إلى قناعة بضرورة ألا نعزل معالجة القضايا الأخلاقية عن معالجة مشكلات الحياة الأخرى، وهذا ما نغفل عنه في أحيان كثيرة !.
 لكن لا ينبغي أن نصرف انتباهنا عن حقيقة أخرى، تتصل بالمسألة الأخلاقية، وهي أن لكل أمة ( سلماً قيمياً ) ترتب فيه أخلاقها في ضوء أمرين: مبادئها وحاجاتها ؛ فظروف الصحراء والبداوة حملت العرب في الجاهلية على وضع الشجاعة والكرم في أعلى السلم القيَمي ؛ وحين جاء الإسلام لم يُخرج هاتين الخصلتين من سُلَّم الفضائل، لكنه غيَّر من موقعها في التشكيل الجديد، حيث صارت ( التقوى ) المعيار الأهم في الدلالة على الفضل والسبق.
وفي المجتمعات الصناعية الحديثة هناك ميل قوي إلى جعل الدقة والفاعلية والإنجاز والمهارة والنجاح في أعلى السلم القيَمي وهكذا...
 والذي نريد أن نقوله: إننا اليوم في أمس الحاجة إلى إيجاد مدخل جديد للتنمية الأخلاقية، يقوم على منح بعض الثوابت القيمية والأخلاقية معاني جديدة أو اهتمامات خاصة ببعض مدلولاتها، بغية التخفيف من حدّة وطأة التخلُّف الذي يجتاح حياة المسلم، فالتقوى في حياتنا المعاصرة بحاجة إلى إثراء مفرداتها كي تتناول بعض الفروض الحضارية، مثل: الإسراع إلى العمل، وإتقان العمل، وتطوير العمل، والمحافظة على الوقت، وحسـن إدارته ، والعمل المؤسساتي، وترسيخ مفهوم فريق العمل، والالتزام بالمواعيد، وحسن التصرّف بالإمكانات المتاحة، وترشيد الاستهلاك... وكل هذه القيم المعاصرة لها أصول ثابتة في القرآن والسنة،
 ويمكن من خلال التربية والموعظة الحسنة أن نجعل المسلم يشعر بحلاوة الإيمان، وحلاوة الالتزام من خلال القيام بهذه الأعمال التي تقتضيها طبيعة العصر، كما يشعر تماماً عندما يضع صَدَقة في يد فقير، أو عندما يقوم الليل والناس نيام !.
 فالتجديد النفسي والأخلاقي ليس نسخ أخلاق وإحلال أخلاق أخرى في موضعها، وإنما هو توسيع في مدلولات بعض المفهومات الأخلاقية، ومنحها أهمية أكبر في النَسق الأخلاقي العام.
 لا توجد أمة ليس لها مبادئ محددة، تعوِّل عليها في الضبط الاجتماعي، وفي ترجيح ممكن على ممكن آخر. كما أنه ليس هناك أمة تخطط لجعل واقعها حرباً على مبادئها، وقد ضربت أمة الإسلام أروع الأمثلة في هذا السبيل، مما ليس له نظير !.
 ومع الإدراك العميق للصعوبات الكثيرة التي تواجه مَن يريد إحداث تقدُّم أخلاقي ممتاز في وسط متأزِّم، فلابد من ذكر بعض المبادئ والشروط والأساليب والوسائل التي نظن أنها ذات تأثير في تحسين المستوى النفسي والخلقي لأمتنا والرقي به:
 وأمة الإسلام اليوم تحاول أن تنطلق نحو آفاق واسعة المدى، عليها أن تجدد مضامين الانطلاقة الأولى التي أشعل شرارتها النبي صلى الله عليه وسلَّم وأهل القرون الخيّرة من بعده. وهذا في الحقيقة يحتاج إلى روّاد، إلى دعاة، إلى علماء من نوعيةٍ خاصّة، ومع أن كثرة عددهم أمر مهم جداً، إلا أن نوعية المواصفات والأخلاق التي يجب أن يتحلّوا بها تظل أهم من كثرة عددهم ؛ فالصحابة الكرام الذين تلقّوا تربية مكثَّفة ومتميّزة عن النبي صلى الله عليه وسلم قد لا يتجاوزون بضعة ألوف، ولكن خصوصية سماتهم وأخلاقهم جعلت منهم قدوة فريدة، أمكنها أن تحمل بناء ضخماً متطاولاً، ومازلنا إلى اليوم نقتبس من بركات تلك القدوة وهديها.
من سمات هذا الذي يريد أن يصلح من شأن الأمة:

إخفاء الصور