وضع داكن
16-04-2024
Logo
أحاديث متفرقة - الدرس : 099 - ترغيب الزوج في الوفاء وحسن العشرة والزوجة في الطاعة
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 

 الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصداق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علِّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
 أيها الإخوة الكرام: أحرص حرصاً بالغاً في هذا الدرس أن يغطي حاجات الإخوة المؤمنين أو من حين لآخر أتلقى مكالمات هاتفية كثيرة جداً تتمحور حول بعض المشكلات لذلك أردت في هذا الدرس إن شاء الله أن تكون بعض الموضوعات المتعلقة بالزوجة محور هذا الدرس، ففي كتاب الترغيب والترهيب وهو من كتب الحديث المعتمدة باب ترغيب الزوج في الوفاء بحق زوجته وحسن عشرتها وترغيب المرأة بحق زوجها وطاعته وترهيبها من إسخاطه ومخالفته.
أيها الإخوة الكرام: حينما نقرأ قوله تعالى:

﴿ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾

[ سورة الأنعام ]

 قد يفهم من هذه الآية أن هناك من يؤمن ومن يدخل في إيمانه الظلم، والظلم أحياناً يكون مع طرف بعيد فهذا الطرف البعيد لا يسكت يصيح ويشتكي ويسبب للظالم إحراجاً كبيراً لكن أحياناً حينما تكون قوياً على إنسان وهذا الإنسان لا يستطيع أن ينبذ ببنت شفة فإذا ظلمته فالمرجح أن عقاب هذا الظلم أشد عند الله عز وجل، النبي عليه الصلاة والسلام يقول:

(( استوصوا بالنساء ))

 إن النبي عليه الصلاة والسلام يوصينا وهو سيد الخلق وحبيب الحق بنسائنا فينبغي أن ننصاع إلى هذه الوصية

(( استوصوا بالنساء خيراً ))

 في رواية أخرى: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

((اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ ))

[ متفق عليه ]

 ما لم يكن الزوج على مستوى عميق من الفهم أن هذه المرأة لها ترتيبة خاصة لها بنية فكرية خاصة لها خصائص نفسية خاصة وخصائص اجتماعية خاصة وخصائص جسمية خاصة، هناك تكامل بينك وبينها لكن ليس هناك تشابه، لو أن هناك تشابه، لو أن هناك تشابه لكان مع التشابه التنافر، تكون نداً لك هي تتكامل معك فإذا متعك الله بقوة إدراك متعها الله بقوة انفعال، إذا متعك الله بنظرة واسعة جداً للأمور متعها الله عز وجل بنظرة على دقائق الأمور فلا بد من أن تعترف أن بين المرأة والرجل بوناً شاسعاً في الخصائص الفكرية والنفسية والاجتماعية والجسمية إذا اعترفت بهذه الخصائص استوعبتها وتعاملت معها تعاملاً صحياً، أسعدتك وسعدت بها، والإنسان العاقل دائماً يسعد ويسعد، والإنسان المحدود يشقى ويشقي، والإنسان إذا نجح في بيته في المرجح أنه يزداد نحاجه في عمله وتصح حالته النفسية.
 وكنت أقول دائماً أيها الإخوة الكرام: في أربع نقاط بحياة كل إنسان أول نقطة علاقته بالله والنقطة الثانية علاقته بصحته والنقطة الثالثة علاقته بعمله والرابعة علاقته بأهله، وأنا أؤكد لكم أن أي خلل في أي بند من هذه البنود فإنه ينعكس على البنود الأخرى، مستحيل ينشأ خلل كبير في الصحة ما ينعكس على العمل ينعكس في الأسرة في البيت، فالمؤمن العاقل النبيه المتفوق دائماً يحرص على أن يكون معافىً في هذه العلاقات الأربعة، فالمرأة تحتاج إلى إدارة فإما أن تسعد بها وإما أن تشقى بها.
 وأخاطب المرأة أيضاً والزوج يحتاج إلى إدارة فإما أن تسعدي به وإما أن تشقي به لكن المشكلة التي أنا أعاني منها أن هناك شكاوى كثيرة جداً لا من عامة الناس، عامة الناس مظنة جهل مظنة انحراف مظنة بعد عن الله عز وجل، ولكن الشيء المؤكد معظم الشكاوى تأتي ممن يرتادون المساجد تأتي من زوجات أو من أزواج، فأنا أتمنى أن يكون هذا الحديث الشريف الذي أذكره دائماً والذي هو فيصل في هذا الموضوع أن النبي عليه الصلاة والسلام حينما قال عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(( خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي ))

[ الترمذي، أبو داود، الدارمي ]

 كأن النبي عليه الصلاة والسلام جعل مقياس الخيرية أخلاقك في البيت، وكنت أقول دائماً الإنسان أحياناً بدافع من حرصه على سلامة مكانته وسلامة علاقته مع رؤسائه في عمله فله أسلوب في الاعتذار أحياناً في التوضيح في الاعتراض في... يستخدم الكلمة اللطيفة يستخدم الإشارة اللطيفة لكن إذا دخل بيته يحس أنه ليس فوقه أحد هو ملك البيت ولا أحد يحاسبه ولا أحد يسأله ولا أحد يعترض عليه، وإذا كان شرس الطبع إذا اعترض عليه أحد في البيت أقام عليه النكير، أنا أرى أن مكانة الإنسان عند الله تبدأ من أخلاقه في بيته وحينما تكون أنت محسوباً على المؤمنين وأحد رواد مسجد معين أنت سفير هذا المسجد فالزوجة إذا رأت منك قسوةً غلظةً أحياناً أو ظلماً، أنا أتحدث عن الظلم ولا سيما إذا في زوجتين يعني يميل على الجديدة كل الميل، يميل كل الميل وينسى أن الله أمره بالعدل قد لا يأتي إلى البيت مطلقاً يغيب شهر شهرين يطل طلة العصر تحتاجون لشيء ؟ هذه محسوبة لك بكتاب الله وسنة رسوله تحتاج إلى أن تكون معها وتحتاج إلى المودة، نحن قد لا ننتبه إلى قيمة المودة، المودة للإنسان غذاء أحياناً ابتسامة من الزوج أو كلمة لطيفة أو سؤال عن الصحة تملأ الزوجة راحة، وأحياناً الموقف القاسي والنظرة القاسية والنقد المستمر والاعتراض يملأ نفس الزوجة ألماً وضيقاً وهذه مظلومة ليس لها إلا الله أنا أتمنى أن يكون خوف الله عند المؤمن واضحاً الله كبير في عنده أدوية والله لا تعد ولا تحصى، والله قادر يجعلك من غني على فقير بوقت قصير، من صحيح إلى مريض بوقت قصير، أي معالجة إلهية تجعل حياة الإنسان جحيماً لا يطاق، أنا والله لا أنطلق من فراغ أنطلق من اتصالات كثيرة جداً، أنا لست محققاً في الموضوع قد يكون في تجني من الزوجة، أنا أتكلم كلاماً عاماً أنت كونك مؤمن وتخاف الله وهذه المرأة التي أكرمك الله بها هدية من الله لك ما في إنسانة تأتي كما يتمنى الزوج تماماً بالمناسبة يقول عليه الصلاة والسلام: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(( لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ))

[ مسلم، أحمد ]

 ما في امرأة كاملة وما في رجل كامل وكل إنسان يصيب ويخطئ فقال لا يفرك أي لا يبغض

(( لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ))

 والحياة ليست طويلة كثيراً الحياة محدودة فأنا حينما أمضي هذه الحياة المحدودة مع إنسانة في المجمل جيدة لكن في تقصير أحياناً في كلمة زائدة عن حدها أحياناً في يعني بعض التصرفات لا ترضي الزوج عليه أن ينصح وأن يعظ دون أن يكون قاسياً.
 أيها الإخوة الكرام: المشكلة أن تستوعب زوجتك لها عقلية خاصة، يعني إذا في قضية انفعالية هي في الدرجة الأولى تعطف على أولادها عطفاً لا حدود لها ولو كانوا مخطئين وأنت بميزان الشرع قد تقيم أولادك تجد في خطأ هي تدافع عنهم دفاعاً أعمى، أم، هذا قلب الأم، فأنا حينما أستوعب زوجتي أستوعب بنيتها الفكرية والنفسية والاجتماعية والجسمية وحينما أسعى لإرضاء الله بالأخذ بيدها إلى الله أكون قد أفلحت أما قاعدة عامة العنف لا يلد إلا العنف، النبي عليه الصلاة والسلام الكريم يقول:

(( لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً))

 يعني مثلاً أنا أعد الصراحة أحياناً جريمة في العلاقة الزوجية، لو سألت امرأة زوجها أتحبني ؟ أتريدين بصراحة والله لا أحبك. هذه والله ليست صراحة هذه حماقة، النبي عليه الصلاة والسلام سمح للزوج أن يكذب على زوجته في هذا الموضوع بالذات ليس بالأسعار بهذه فقط كيف حبك لي ؟ لا ينطق عن الهوى قال كعقدة الحبل، كيف العقدة ؟ على حالها. فالكلام الطيب مع الزوجة يملأ قلبها طمأنينة ورضا، أرجو الله عز وجل أن نكون كذلك جميعاً.

 

((اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ...))

 لها ترتيبة خاصة أنت لك بنية فكرية لك هدف واضح وسائل واضحة هي انفعالية عاطفتها تغلب تفكيرها ولو لم تكن كذلك لا يمكن أن تكون لك زوجة تأكل طعام شهي ابنها الصغير وضعه الصحي فسد يذهب تدع الطعام تحاول أن تنظف الصغير، من يحتمل هذا العمل ؟ أعمال التنظيف أعمال تربية الأولاد أعمال شاقة وصعبة هي تفعل هذا بأعلى درجة من الاهتمام والرضا هكذا فطرت لو كان تملك هذا الأفق الذي يجعلها تحلق في أجواء العالم في أجواء السياسة الدولية وفي أجواء الصراعات بين الحضارات لا تجد أكلاً في البيت جاهزاً لا في طعام ولا في بيت نظيف، هي بنيتها بنية جمالية وبنية انفعالية وبنية عاطفية هكذا صممت كي ترضى أنت بها وكي تتكامل معها وكي تسعد بها فأنت حينما تستوعبها أما دائماً لا تقيس الأمور على تفكيرك.
 ملك دخل على بستان وجد حصان يدور حول البئر صاحب البستان عصب عيني الحصان وصاحب البستان جعل جلجلاً في رقبة الحصان الملك ذكي جداً فسأل صاحب البستان لماذا عصبت عينيه ؟ قال لئلا يصاب بالدوار يدوخ، قال وهذا الجلجل ؟ قال إذا وقف أعلم أنه وقف. فكر الملك قال فإذا وقف وهز رأسه ؟ قال له هل له عقل كعقلك ؟
 هذا حصان الزوج يحتاج إلى امرأة مثله تماماً، لو مثله لا تكون زوجة لك أساساً تكون رجلاً، فأنت لك بنية خاصة هي لها بنية خاصة يجب أن يستوعب كل طرف الآخر إذا ما استوعبه في مشكلة، طبعاً هذا الكلام في الأعم الأغلب أما في حالات شاذة لها معالجة خاصة أما إذا أخذنا مئة امرأة تسعين بالمئة من النساء هكذا بنية انفعالية بنية عاطفية جمالية يهمها مظهر الشيء دائماً.
الحديث الحقيقة يمكن أن يحل مشكلات كثيرة

 

((اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ... ))

 مرة قال لي واحد ضلع أعوج. قلت له هذا الضلع كماله في اعوجاجه إذا كان مستقيماً كان خرج إلى الخارج، كماله في اعوجاجه، أحياناً الاعوجاج هو الكمال ينحني مع جسم الإنسان كمال الضلع هنا أن يكون معوجاً يتناسب مع خطوط جسم الإنسان، الآن تحاول تعمل لها بنية أخرى مستحيل هذا من جبلتها مما فطرت عليه لذلك الآن في شيء اسمه علم نفس المرأة، المرأة لها علم نفس خاص والرجل له علم نفس خاص، قد يظن ظان لو نحن الأوراق خلطناها نرتاح والأوراق حينما خلطت في العالم الغربي ظهر فساد لا ينتهي دائماً المشرع هو الخبير قال تعالى:

 

﴿ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)﴾

 

[ سورة فاطر: الآية 14]

 بشكل مختصر بنيتها الفكرية متميزة، بنيتها النفسية متميزة، بنيتها الاجتماعية متميزة بنيتها الجسمية متميزة، هذه البنات الثلاث تتكامل مع بنات الثلاث، تكملك وتكملها وهذا معنى قول الله عز وجل:

 

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾

 

[ سورة الروم: الآية 21]

 مودة ورحمة هذا من خلق الله عز وجل لكن تسكن إليها ما معنى السكنة ؟ أي الإنسان يكمل نقصه بامرأته و أن المرأة تكمل نقصها بزوجها، هو يكمل نقصه العاطفي بها، و هي تكمل نقصها القيادي به.
 و المرأة السوية تحب أن تنصاع لزوجها تقول هذا لا يرضى عنه زوجي، تفتخر بهذا، الرجل إذا كان تابعاً لجهة ثانية نقطة ضعف بحقه يقول لك أنا، أما الزوجة زوجي، هذا لا يرضيه، هذا يغضبه، هذا لا يحبه، تفتخر بهذا، فأنا أقصد أن التكامل بين الزوجين هو الذي أراده الله عز وجل، لذلك: عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ

(( لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنْ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنْ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ ))

[ البخاري، الترمذي، أبو داود، ابن ماجه، أحمد، الدارمي ]

 و محاولة أن تكون الزوجة مثلك تماماً محاولة ميؤوس منها، و غير واقعية، و الطريق مسدود، فاستمتعوا بهن على عوج.
 مرة سمعت كلمة أعجبتني إنسان التقى بإنسان قال له أنت قدرنا و نحن قدرك، فإما أن تصبر علينا و إما أن نصبر عليك، أنت عد زوجتك قدرك، هي قدرك و أنت قدرها، فإما أن تصبر عليها و إما أن تصبر عليك، طبعاً بالحدود المعقولة، أما إذا زوجة سيئة جداً أو منحرفة تركها أولى، أما ضمن الخط المقبول، ضمن الهامش المقبول، يوجد هامش قطع عند الزوج و عند الزوجة، الحديث الذي ذكرته قبل قليل: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(( لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ))

[ مسلم، أحمد ]

أو قال غيره.
 دائماً الإنسان يبحث عن السلبيات، عن نقاط الضعف، عن الأخطاء، لكن ما عود نفسه أبداً يبحث عن الإيجابيات، النبي الكريم دخل شخص ليلحق معه ركعة فأقام الدنيا و لم يقعدها في المسجد، أحدث جلبة ضخمة فالنبي قال زادك الله حرصاً و لا تعد، نظر إلى حرصه، حرصه على أداء الركعة مع رسول الله لكن نهاه أن يعود إلى هذه الجلبة و الضجيج.
 فأنا أقول أحد أسباب المودة بين الزوجين أن تعرف إيجابيات زوجتك، تعلمها نظيفة، تعلمها مطواعة مثلاً، تعلمها لها أهل مستواهم جيد لم يتدخلوا بشؤونك إطلاقاً، فأنت الشيء الإيجابي أثني عليه، إن أثنيت على الإيجابيات قبلت منك السلبيات، أما إنسان لا يعلم إلا النقد السلبي عملت كذا، تكلمت كذا، فعلت كذا، يوجد إيجابيات كثيرة جداً، فأنا أرى أنه مما يزيد العلاقة بين الزوجين أن يكون أحدهم منصفاً في تقييم الآخر، لأنه إن أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئاً تقول لم أر منك خيراً قط، هذا خطأ كبير بالمرأة، يكون لها زوج محترم و ديّن و كريم و له مكانة اجتماعية لأسباب صغيرة جداً ما لبى بعض الرغبات تقول له لم أر منك خيراً قط، هذا أيضاً من كفران العشير، لو أنه تأسينا بأخلاق النبي عليه الصلاة والسلام لما رأى صهره مع الأسرى هذا جاء ليقتله أبو العاص فقال عليه الصلاة و السلام و الله ما ذممناه صهراً، كصهر كان ممتازاً.
 عندما حاطب بن بلتعة ارتكب خيانة عظمى و قال عمر دعني أضرب عنق هذا المنافق، قال لا يا عمر إنه شهد بدراً، انظر إلى الإيجابيات، الآن ارتكب خيانة عظمى، الآن يستحق القتل في أي نظام بالعالم، قال له لا يا عمر إنه شهد بدراً.
 فالإنسان أحياناً ينسى أن زوجته كانت معه في السراء و الضراء، لما اغتنى قليلاً اشتهى امرأة شابة تزوجها لا يوجد مانع، لكن تهمل الأولى إهمالاً شديداً لا زيارة و لا كلمة لطيفة، أنا كنت دائماً أقول العدل في السكنة بيتان في مستوى واحد، العدل في الإنفاق، العدل في الوقت لكنني الآن مضطر أن أضيف العدل في المودة، ليس معقول أن تجلس مع الأولى تضحك والثانية عبوساً قمطريرا، ما في عدل والمودة باليد المودة عمل إرادي ليس هنا تبتسم وتسألها عن صحتها وتثني على شيء مما هو فيها، أما ينساق مع قلبه انسياقاً أعمى، النبي قال:

(( اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك ))

  طبعاً الذي عنده زوجة واحدة مرتاح ما عنده هذه المشكلة، ولكن كثر الذي عندهم اثنتين كثروا.
الحديث الثاني:

(( لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ))

 أو قال غيره، في مشكلة أيضاً يعاني منها بعض الأزواج أن المرأة تنصرف كلياً إلى أولادها ويصبح أولادها ملء سمع وبصرها وملء اهتمامها وتنسى حق زوجها عليها هذا خطأ كبير وهذا يستدعي أن يبحث الزوج عن امرأة تؤنسه وتهتم به، أحياناً المشكلة دائماً نحن نتألم من المشكلة من نهايتها لو سألت عن بدايتها متى بدأت ؟ قد يكون في إهمال شديد بالزينة، دائماً بثياب المطبخ دائماً ما في اهتمام ما في كلمة طيبة ما في ابتسامة ما في تزين ظاهر فالزوج إنسان ويتمنى أن يرى أنثى تملأ طموحه فأحياناً الزوجة الأولى تتجاهل أنها كانت مقصرة بحق زوجها تقصيراً شديداً، هذا التقصير تراكم دفعه إلى أن يبحث عن امرأة ثانية فلما بحث عن امرأة ثانية قامت الدنيا ولم تقعد.
أنا أتمنى أن تعرف المرأة أنها مركزية في حياته، مركزية وليست قضية ثانوية فإذا اختارت أن تكون هي ثانوية بحياته فمشكلة، قد تنشأ مشكلة قد لا تحتملها.
النقطة الثانية نحن بعيدون عن أن نفكر في مشكلاتنا، مشكلة تنشأ تتفاقم تتفجر ينشأ عنا مشكلة ثانية نتلقى المشكلات وكأنها قدر لا محيد عنه أما لو الإنسان قال تعالى:

 

﴿ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ﴾

 

[ سورة النساء: الآية 34]

 يعنيني من الآية فقط معنى واحد، قبل أن يقع النشوز والمؤمن العاقل قبل أن تقع المشكلة ينتبه إليها، فأنا أتمنى أن الزوج حينما يظهر من زوجته بوادر تقصير عليه أن ينبهها وعليه أن يدقق في هذا التقصير، وحينما ترى منه بوادر انصراف في سبب معنى هذا أين السبب ؟ التفكير العلمي والتحليل الدقيق الموضوعي أيام يكون كنز كبير في الإنسان، في بوادر مشكلة في بوادر انصراف عنها ما السبب ؟ إذا ظهر السبب بطل العجب، ومرة قلت كلمة بالإحصاءات وجدوا بالمئة إنسان ثلاث أشخاص يخططون لحياتهم والسبعة وتسعين يخطط لهم ـمن أحد أمرين إما مخطط أو مخطط له، فإذا واحد ما خطط لأسرته ما خطط لعلاقته مع زوجته ما خطط لأولاده هو يصبح مادة للتخطيط يدرجوك كرقم في خططهم، فأنا أرى موضوع البيت موضوع أساسي جداً فإن لم تكن سعيداً في بيتك من الصعب أن تعطي، العطاء يحتاج إلى راحة نفسية في البيت، قال تعالى:

 

﴿ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً ﴾

 

[ سورة النحل: الآية 80]

 وأنا في الخطبة الماضية نوهت أن هذا المجتمع بيوت إن صلحت البيوت صلح المجتمع وإن فسدت البيوت فسد المجتمع، والله في أخطاء في البيوت كثيرة جداً ما في انضباط ما في سعادة زوجية ودائماً لما يكون في أولاد وفي خلاف مدمن عليه من قبل الزوجين هناك صراع ينشأ مع الصغار هذا أبوه وهذه أمه وبينهما خلاف مستمر فما الحل ؟ الأم أم والأب أب وهما متصارعان، لما الله عز وجل قال:

 

﴿ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ﴾

 

[ سورة النساء: الآية 34]

 ماذا يفهم من الآية ؟ اهجروهن، لماذا في المضاجع ؟ في غرفة نوم في البيت إذا أحب يهجر زوجته فنام على الديوان في غرفة الجلوس، هجرها الأولاد علموا بالقصة لماذا نام الأب على الديوان ؟ مفروض المشكلة ممنوع أن تتسرب إلى جهة ثالثة، المشكلة يجب أن تبقى بين الزوجين، قال تعالى:

 

﴿ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ﴾

 

[ سورة النساء: الآية 34]

 في الفراش نفسه اهجرها أما في غرفة ثانية الأمر انتشر فكلما دخل طرف آخر هذا مستوى، المستوى الآخر قال تعالى:

 

﴿ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ﴾

 

[ سورة الطلاق: الآية 1]

 لما ينشأ خلاف زوجي والزوجة تنطلق إلى بيت أهلها صار في طرف آخر صار في أم الزوجة ووالد الزوجة وأخوة الزوجة الإناث والذكور وخالتها وعمتها وكل واحدة تعطيها معلومات معينة واحدة تدعوها إلى الإصرار على موقفها الثانية تدعوها إلى الكيد له، فأنا أقول كلمة أكبر مشكلة إذا بقيت الزوجة في بيت زوجها تحل وأصغر مشكلة إذا رافق هذه المشكلة خروج الزوجة من بيت زوجها قد تنتهي بالطلاق، فلذلك لما الله عز وجل قال:

 

﴿ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ﴾

 

[ سورة الطلاق: الآية 1]

 البيت له وليس لها فلماذا نسب إليها في الآية ؟ البيت ملك الزوج هذا البيت ينبغي أن تشعر أنه بيتها وأن الخروج منه خطأ كبير، هذه نصيحة أنا أقدمها لكل أب ولكل زوج مادامت الزوجة في البيت القضية حلها سهل جداً محصورة ضمن الزوجين والأولاد أما إذا خرجت ولماذا جاءت الساعة الثانية عشر ليلاً لبيت أهلها ؟ في أطراف صار في العمة والخالة والأخ والأخت والأب والأم دخلوا أطراف مشوشة على الموضوع وفي ملاحظة أيام الإنسان هو زوجته سيئة لو أن الإنسان لا يملك القدرة على التغيير ما في داعي أن يكون أنبياء ورسل، في الأصل الإنسان يملك القدرة على التغيير وهناك آلاف الحالات أن فلان لم يكن هكذا انقلب رأساً على عقب صار ملك فأنت حينما تتعايش مع زوجة سيئة اعتقد اعتقاداً جازماً أن الله سبحانه وتعالى يمكن أن يصلحها لك والدليل قال تعالى:

 

﴿ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ﴾

 

[ سورة الأنبياء: الآية 90]

 فصلاح الزوجة ممكن، هو الأصل أن تكون صالحة في الأصل لكن لو أنك لم تختار امرأة صالحة كنت في طيش وفي جهالة اخترت امرأة تروق لك وهي سيئة الآن تصلحها وحالات لا تعد ولا تحصى، امرأة كانت سيئة متفلتة صلحت.
أنا أردت بهذا اللقاء الطيب أن الإنسان ينتبه إلى بيته أين في خلل، تنتبه المرأة لزوجها ينتبه الزوج لزوجته وكل طرف عليه أن يتقي الله في الطرف الآخر، الله عز وجل بالتعبير المألوف كبير، معنى كبير أنك إذا ظلمت امرأة ليس لها ناصر عليك إلا الله انتقم الله منك ولعلك توفق بطيب معاملتك لها، سمعت قصة إنسانة راغبة في الزواج وفي عندها عرج ثمانية سنتمتر كانت ترتدي ثياب سابغة ترتدي حذاء متفاوت في الارتفاع خطبت لكن بعد العرس أم الزوج تصر على تطليقها، الزوج سبحان الله امتلأ قلبه رحمة بها قال والله لا أطلقها ماشي الحال، الله عز وجل فتح على هذا الشاب بعمله شيء لا يصدق، أراد أن يجبر خاطرها الأم مصرة على التطليق وهو مصر على أن يبقيها زوجة له مع أنه يوجد خطأ من الزوجة خطأ منها في نوع من الغش لكن لا تعرف إنساناً الله يكرمه بسبب ما، بحسنة ما، بعمل طيب مع من، دائماً إن الله يأمر بالعدل والإحسان، العدل أحياناً يكون محققاً لكن أنت مطلوب الإحسان أحياناً العدل يقتضي أن تطلقها.
 قصة أرويها لكم دائماً وأنا تأثرت بها كثيراً القصة بدايتها أن خطيب مسجد في أحد أحياء دمشق هكذا القصة تروى رأى في المنام رسول الله عليه الصلاة و السلام قال النبي الكريم لهذا الإنسان أبلغ جارك فلان أنه رفيقي في الجنة، هو الخطيب و البشارة لغيره، طرق باب جاره فاستحلفه بالله أن يقول له ماذا فعل مع الله حتى استحق هذه البشارة، تمنع الجار فلما أصر عليه و أغراه ببشارة من رسول الله هكذا القصة أنا أنقلها من دون تعليق، من دون معرفة، قال له و الله تزوجت هذه المرأة و بعد أشهر خمسة من الزواج كانت حامل بشهرها التاسع، قال له بإمكاني أن أطلقها، بإمكاني أن أفضحها، بإمكاني أسحقها، بإمكاني، بإمكاني، تكلم له عن كل الاختيارات، لكن أردت أن أتقرب إلى الله بسترها فأحضر لها قابلة بالليل و ولدها، و حمل الطفل تحت العباءة و دخل إلى جامع حيه بعد أن نوى الإمام دخل في الصلاة وضع الغلام وراء الباب و صلى، فلما انتهت الصلاة بكى الطفل الصغير و تحلق المصلون حوله و جاء هو كإنسان عادي قال ما المشكلة ؟ قال تعال انظر طفل، قال أنا أكفله أعطوني إياه فحمله و أعاده إلى أمه و سترها، أحياناً ما كل قضية تحل بالعدل يوجد قضايا تحل بالإحسان، عندك آلاف المواقف لك أن تقيم العدل و أن تسحق الآخر و يوجد مواقف أرقى أي اللهم صل على سيدنا محمد عندما جاء ملك الجبال و قال للنبي الكريم لو شئت لأطبقت عليهم الجبلين و أهانوه و كذبوه و هو نبي كريم، و سخروا منه و ضربوه، لو قال له افعل لا شيء عليه بدؤوا بالإساءة، و لكنه قال اللهم اهد قومي إنهم لا يعلمون، ما تخلى عنهم و اعتذر عنهم و تمنى أن يخرج الله من أصلابهم من يوحده.
 فأنت عندما ترى الطرف الآخر تتمنى أن تسحقه أنت إذاً بعيد عن الإيمان، إذا كان لك عدو لدود يا رب ابعث له مصيبة يبرك بها، لا يا رب اهده، ادع له بالهدى، و يوجد حالات كثيرة جداً الإنسان اهتدى إلى الله، فالله عز وجل قلب أخلاقه قلباً آخر، صار عنده رحمة، صار عطف، صار عدل، و هكذا.
 فأرجو الله عز وجل أن يسهم هذا الدرس في تمكين العلاقات مع زوجاتنا، و في البحث عن الأخطاء و معالجة هذه الأخطاء، و الاعتقاد أن العلاقة الزوجية الصحية علاقة مسعدة و مثمرة و لها آثار إيجابية في الحياة.

تحميل النص

إخفاء الصور