وضع داكن
20-04-2024
Logo
أحاديث متفرقة - الدرس : 105 - لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله ...
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علِّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الإخوة الكرام، لازلنا مع كتاب إتحاف المسلم بما في الترغيب والترهيب من صحيح البخاري ومسلم، وموضوع هذا الدرس الترهيب من المسألة وتحريمها مع الغنى وما جاء في ذم الطمع والترغيب في التعفف والقناعة والأكل من كسب اليد.
 أيها الإخوة الكرام، القضية أنك ترى المسلمين في وضع سيئ جداً لو أردت أن تعطي التعليل كأنهم فهموا هذا الدين أنه أداء عبادات وكأن المعاملات أغفلوها فلذلك لا أحد من الطرف الآخر يقبل عليك ما لم يكن للمسلم خلق صارخ يلفت النظر، ما لم تبدو عفته ما لم تبدو استقامته ما لم يبدو كرمه ما لم تبدو استقامته ما لم يبدو كرمه ما لم يبدو وفاءه، فإن الناس لا يقبلون على هذا الدين، وبعض الأمثلة المعاصرة لما إنسان طبق جانباً واحداً من الدين الجانب الإنساني وعاش للناس فلما غادر الدنيا قامت الدنيا ولم تقعد من كل الفئات ومن كل الانتماءات السبب كان محسناً أحسن إلى كل الفئات، هذا دليل إن أردت أن يدخل الناس في دين الله أفواجاً اعلم علم اليقين ما لم تكن محسناً ما لم تكن في أخلاقك صارخاً ما لم تكن عفتك بادية ما لم يكن ورعك قوياً ما لم يكن عطاؤك سخياً ما لم يكن وقوفك عند حدود الله صارماً فإن صلاتك وصيامك وحجك وزكاتك لا يلفت النظر، إياك أن تعتقد أن الناس يعجبون من العبادات الشعائرية والله لا يلتفتون إليها إطلاقاً، الذي يعجبهم في الإنسان معاملاته وأهم فكرة أقولها دائماً ولا أتوانى في تردادها وهي أن النجاشي حينما سأل سيدنا جعفر عن الإسلام قال له: وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء. تعريف أخلاقي محض، فأنت تسأل هذا السؤال الذي يقلق الناس جميعاً لماذا المسلمون هكذا ؟ يعني متى يكون المسلم علماً من الأعلام ؟ حينما يعيش للناس حينما يظهر إسلامه بطولات عطاءات أعمال جليلة عندئذ يقتنع الناس بهذا الدين إلا إذا أردت أن تعيش وحدك وأن تنسحب من المجتمع وأن تلغي عملك الصالح.
 أذكر أحد الإخوة الكرام سألني سؤالاً: له عمل ودخله جيد وعنده بيت ملك وعنده مركبة جيدة وعنده زوجة وأولاد في مشروع يريد أن يقدم عليه ضخم يكلف مئات الملايين ومعه جزء يسير لكن سيدخل في متاهة كبيرة جداً قال لي بماذا تنصحني ؟ قلت والله أنصحك بالإقدام على هذا المشروع وأنصحك بالإحجام، قال كيف ؟ قلت له لو أن في ذهنك هدفاً كبيراً سامياً أن تقوي المسلمين وأن توفر فرص عمل لهؤلاء المسلمين وأن تستغني بهذا المعمل عن الاستيراد، يعني في أهداف كبيرة جداً، إذا كنت تعيش مشكلة المسلمين والذي يقويهم أن تنشئ مشروعاً تمتص عدد كبير من العاطلين وأن تكون قدوة لهم وأن تفتح مئات البيوت وأن نستغني عن الاستيراد وأن توفر فرص عمل وأن توجه هؤلاء الذين عندك إلى الله أقول لك اقدم ولا شيء عليك هذا هو الدين وهذا هو الإيمان، الإيمان قوة الإيمان غنى أما إن أردت من هذا المشروع أن يزداد دخلك وأن ترفه أولادك وأن تعطي كل واحد مركبة فخمة جداً وأن تزهو على الناس أنصحك بصرف النظر عن هذا المشروع، لاحظ نيتك.
 مشكلتنا أيها الإخوة، أن كل مؤمن رضي أن يصلي ويصوم ويحضر درس علم وانتهى الأمر والناس يتداعون علينا كما تداعى الأكلة إلى قصعتهم، أنا أتكلم الآن بكلام يمس واقع المسلمين نحن في أدنى درجة في العالم والله متابعة أخبار المسلمين تفطر القلب أينما ذهبت، أنت مالك مكلف بشيء ؟ هذا المثل ذكرته قبل قليل إنسان يستطيع أن يخدم والمثل الذي بين أيدينا الذي عاشه الناس اليوم في هذه الأيام شخص كان محسناً لكل الفئات فلما مات تقاتل الناس على التعزية من كل حدب وصوب أليس كذلك ؟ هذا شيء يعطيك معنى دقيقاً أن المحسن محبوب، يا داود ذكر عبادي بإحساني إليهم فإن النفوس جبلت على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها، يا ترى أنت تعيش بقلوب الناس ؟ يعني عملك الصالح واصل لعشرات بل لمئات كل واحد التقى معك كل واحد عاملك تارك به أثراً طيباً يدعو لك من أعماقه يدعو لك أن يحفظك الله أن يحفظ لك مالك أن يحفظ لك صحتك تارك أثراً طيباً ما الذي يبقى بعد الموت ؟ أيها الإخوة صدقوني الإنسان بعد الموت يلخص بكلمتين إما أن يقال الله يرحمه أو أن يقال الله لا يرحمه، كل عملك ستة وستين سنة كلمتين الله يرحمه، أو العكس فنحن يجب أن نعمل هذه قضية سماع الدرس والله هذا شيء رائع والله لو اكتفينا بهما ما قدمنا شيء والله لو اكتفينا بسماع الدرس ما قدمنا شيئاً.
 وأؤكد لك أن حجمك عند الله بحجم عملك الصالح، أبواب الخير والله لا تعد ولا تحصى والله الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق، لو يتفتق ذهن الناس على الأعمال الصالحة تجد أعمالاً لا تعد ولا تحصى والله عز وجل شاءت حكمته يكون في فقير وغني في قوي وضعيف ولو في وقت لذكرنا أنواع من الأعمال يعجز الفكر عن تصورها، امرأة أصيبت بمرض خبيث في دماغها فدعت ربها أن إذا شفاها لتعملن عملاً ترضيه، الله شفاها امرأة فقيرة لا تملك من الدنيا شيئا والعملية الجراحية أجريت لها مجاناً من محسن ماذا تفعل ؟ بدأت تطبخ طبخات نفيسة و تبيعها، تتقن الطبخ فقط، بالمناسبة أخوات كريمات في رمضان الماضي أقسم لكن أنهن فقيرات اتفقوا سبعة ثمانية كل يوم يصنعون طبخة تطعم عشرين أو ثلاثين إنساناً فقيراً وأكلات شامية متقنة خلال ثلاثين يوم أطعموا، الأعمال الصالحة لا تعد ولا تحصى أنا لا أتحمل مسلم يسمع دروس فقط لا أتحمل قضية الإدمان على سماع الدروس لا تقدم شيئاً حجمك عند الله بحجم عملك الصالح، أيام أخ يلتقي من أخوين أو ثلاثة يدرسهم لغة أجنبية قدم شيئاً، قوي بالرياضيات علمهم رياضيات، إنسان لا يحسن شراء حاجاته على مشارف الزواج تعال أعنه على شراء حاجاته، كل عمل عند الله كجبل أحد، ورد في بعض الأحاديث أن تضع اللقمة في فم زوجتك هي لك صدقة وقد تراها يوم القيامة كجبل أحد، دائماً اعمل حساب يومي أنا اليوم ماذا فعلت ؟ ماذا طورت ؟ عندك عمل طوره، عندك وقت فراغ املأ هذا الوقت بعمل طيب، الأجانب عندهم أعمال عجيبة إذا كان إنسان في عنده وقت فراغ في جمعيات خيرية تكلفك أن تؤنس إنساناً بالتسعين يعيش وحشة كبيرة جداً يجلس معه يحدثه يحضر له صحيفة شيء، أنا أريكم الأعمال التي تقام في بلاد أخرى فأنت مسلم وأنت تطلب الجنة من الله عز وجل والجنة لها ثمن إذاً كل إنسان يحاسب نفسه أنا ماذا قدمت لله في هذا الأسبوع ؟
 هل عدت مريضاً ؟ هل سرت في جنازة ؟ هل أطعمت جائعاً ؟ هل دللت على الله تائهاً ؟ هل قدمت معروفاً ؟ هل أمرت بمعروف ؟ هل نهيت عن منكر ؟ أنا أحب هذا المسلم لا يبقى في مؤخرة الأمم، أنا أحب هذا المسلم لا يبقى في مؤخرة الأمم ولا نبقى نتحدث حديثاً فقط، أنت لما تعرف قيمتك عند الله فيما تعطي لا فيما تأخذ، أكثر الناس يفتخر ببيته يقول لك أربعمئة متر يفتخر بمركبته يفتخر بشهاداته يفتخر بحجمه المالي، أنت افتخر فيما تعطي لا فيما، تأخذ اعتبر قيمتك عند الله فيما تعطي لذلك الأنبياء أعطوا كل شيء ولم يأخذوا شيئاً والطغاة في العالم أخذوا كل شيء ولم يعطوا شيئاً، الأنبياء ملكوا القلوب أنت يمكن أن تكون قوي والناس يمدحوك بوجودك فقط لكن في غيبتك لا يمدحوك لكن لو كنت محسناً حقيقة المديح الذي لا يحصى في غيبتك وبعد مماتك.
 إذاً هذه النقطة ننطلق إلى عمل، ماذا أعمل ؟ لو أن الإنسان أراد و صدق في تقديم عمل صالح والله يجد أعمالاً لا تعد ولا تحصى، والله السلف الصالح تفننوا في أوقاف يحار فيها العقل، يعني إذا إنسان كسر آنية ومعلمه قاس في وقف خاص للأواني المكسورة يحضر قطعة منها مكسورة يأخذ إناء كامل حتى يتلافوا مشكلة مع هذا السيد الصعب، في أوقاف لتزويج العوانس كيف ؟ يهيئوا بيتاً لهذه المرأة التي لا تتزوج، لما صار معها بيت في إنسان يتمنى أن يتزوجها، هذا وقف كان، في وقف المعرض كلها كان وقف للدواب المريضة أي دابة مرضت في هذا المكان تأكل وتشرب وتنام ولا شيء عليها بحسب حاجاتهم، في وقف للزواج، عقد مؤتمر الأوقاف في دمشق وأنا ألقيت محاضرة وسمعت محاضرات كثيرة لفت نظري في بعض البلاد الإسلامية في أوقاف مذهلة مثلاً وقف للوفاق الزوجي إذا في خصومة أسرية هذا الوقف فيه خبراء وفي رجال دين وفي سيارات وفي مكاتب يتصلون بأهل الزوجة يقنعوهم في النهاية يصير وفاقاً، وقف لتعليم الكومبيوتر إذا في شاب فقير ما معه لدورات الكومبيوتر يعلموه كومبيوتر حتى يصبح قوياً، يمكن أن تعلم أناساً في وقف مثلاً لتحبيب القراءة عند الصغار الإنسان لما يقرأ يصبح مثقفاً، يطبعون قصصاً من أعلى مستوى يوزعونها مجاناً لما يقرأها الطفل يألفها يبحث عن قصة أخرى دخل في عالم المطالعة عالم القراءة.
 الإنسان فقط عندما يفكر أنا لماذا موجود ؟ ما الذي يمنعني أن أعمل صالحاً ؟ هذه السيارات كلها فيها أشرطة أغاني بدأ يوزع دروس علم متفوق جداً هؤلاء السائقين طربوا لها جاءوا على الجوامع واستفاد الركاب أيضاً عوض غناء غناء قال له ضع هذا الشريط، شريط علمي لطيف، يجب أن يتفتق ذهنك عن عمل صالح لازم تستيقظ وأكبر همك هؤلاء المسلمون الضائعون الشاردون الضعفاء الفقراء المقهورون، وطرق الغنى بيد الإنسان تحتاج إلى تعاون إلى إنكار للذات، تحتاج نظام فريق العمل، إدارة وقت، فأنا الذي يؤلمني أن هؤلاء المسلمين يحتاجون إلى عمل تبقى فقط بسماع الدرس وتقول يا أخي الإسلام عظيم ما شاء الله هذا الدين دين الله، هذا القرآن كلام ربنا، لو قلت أنه كلام ربنا إلى يوم القيامة ودين الله ونبينا سيد الأنبياء ماذا فعلت أنت ؟ أو إذا خطبنا اللهم عليك بهم إنهم لا يعجزونك، اللهم دمرهم، اللهم شتت شملهم، اللهم فرق جمعهم، اللهم اجعل تدميرهم في تدبيرهم، لا يدمروا يقوى زيادة قال تعالى:

﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا﴾

[ سورة التوبة: الآية 105]

 أنت ماذا فعلت ؟ حدثني أخ معه جنسية من بلد أوربي وقدر يقدم أعمالاً لأوربا يكون البائع الأول هذه قضية حساسة جداً هم يحسبونه من عندهم ويستوردون هو العمل في دمشق والموظفون كلهم من دمشق وأمن فرص عمل كبيرة لعدد كبيرة من الناس قدم شيئاً، مسلم متحرك وليس مسلم سكوني، مسلم فقط لا حول ولا قوة إلا بالله، حسبنا الله ونعم الوكيل، يا أخي انتهى الإسلام، ما عنده فقط إلا أن ييئسك يثبط عزيمتك، يتكلم بالمؤامرة، هذا عمل الصهيونية، و هذا الموساد فعل هذا، هذا و آخرتها إن وجد حفرة بالطريق الاستعمار، لم يعد مقبولاً الكلام الخطأ كله منا، الخطأ كله من المسلمين فقط، هكذا اعتقد، أما كلما وجدت مشكلة تعزيها لجهة بعيدة، نحن مجتمع خطأنا منا و صوابنا منا، فهذا الكلام نابع من ألم عام عندما تتابع الأخبار، عندما ترى المسلمين في العالم الإسلامي أمرهم متفرق معقول عشرين ثلاثين دولة بأوربا بينهم حروب ما صنع الحداد و كانوا متخلفون الآن جميعاً ينطق باسمهم واحد، جميعاً منطقة تجارية واحدة، و الله حدثني أخ قال لي و الله تكون راكباً في القطار كنت بفرنسا وجدت نفسي بألمانيا لا يوجد حدود أبداً، لا يوجد حدود و لا وقفة و لا هوية و لا جواز سفر و لا ختم أبداً، أوربا كلها وحدة كاملة، عملة واحدة، اقتصاد واحدة، تنقل أموالك، تنقل ممتلكاتك، تنقل حساباتك كلها بواحد، فكروا مليون عمل ممكن أن تعمل به و الوضع كما هو، ممكن أن تعمل مليون عمل.
 و الله دخلت إلى عيادة أحد إخوانا الأطباء و الله لولا أني أعلم علم اليقين أني بسوريا قاعد لظننت نفسي بأمريكا، أحدث تقنية، نظام فريق عمل، عدة غرف عيادات، ترتيبات، إلكترون، كومبيوترات، انترنيت، فحوص دقيقة، انظر، هذا بلدك، هذه أمتك، أنا أقول لا يوجد معي تفاصيل و لكن أحاول أن أقدم لكم شيئاً من مشاعري، من ألمي، دائماً نحن بالدرجة السفلى، دائماً مقهورين، دائماً نمر بظروف دقيقة، دائماً التحديات كبيرة أمامنا، متى سنتحدى نحن الآخرين ؟ هذا يبنى على سواعدكم، على أعمالكم، طالب بمدرسته إذا تفوق قدم أكبر حل، إذا تفوق باختصاصه، إذا تفوق استغنينا عن خبير أجنبي، طبعاً قصصاً كثيرة جداً يوجد بوادر نهضة إن شاء الله، لكن أنا أقول إن هذا المسلم يجب أن يلفت النظر، كيف هذا الذي غادر الدنيا قبل أيام لفت نظر العالم كله ؟ كيف لفت نظر كل الطوائف و الفئات و الكل بكى و الكل اختل توازنهم بمغادراته ؟ ماذا فعل ؟ خدم، درس طلاباً، قدم مساعدات، اشترى محاصيل و وزعها، فأصبح بقلوب الناس جميعاً، أنا لا أتكلم إلا من جانب واحد، لا علاقة لي بأي جانب آخر، أتكلم من جانب إحسانه و إنسانيته فقط، فلفت نظر العالم كله، هكذا ينبغي أن تكون إما بعلمك أو بمالك أو بمكانتك.
 نحن عندنا مشكلة اسمها الإعجاب السلبي دائماً معجب بدينه، أخي ديننا عظيم الحمد لله على دين الإسلام و السكنى بالشام، الحمد الله ليوم القيامة و أنت أنت، يجب أن تعرف أن الإسلام بحاجة إلى إبداع، إلى عمل، إلى شيء متميز، إلى تعاون، لو وجد التعاون بين المؤمنين مثلاً ببعض البلاد يوجد جمعية تدرس السلع بالأسواق دراسة علمية، السلعة الجيدة تثني عليها بمجلة، و السيئة تكتب سلبياتها و أخطاءها، و إذا وجدت سلعة فيها سلبيات كثيرة تنبه المسؤولين صار المشتري يعرف ما يريد أن يشتري، يفتح المجلة يرى ماذا يوجد من سلع متقنة جداً، ثم إذا كان السعر غير معتدل ينصحوا الناس ألا يشتروها، هذا درس للبائع، عندما البائع يرفع السعر بشكل غير طبيعي تأتي الجمعية ترى السعر لا يتناسب مع المواصفات تعمل ملاحظة يوجهوا كلام للناس امتنعوا عن شراء هذه السلعة يفلس المعمل فوراً ينزل السعر، ممكن أن تعمل مليون عمل ونحن كما نحن، ممكن عمل تعليمي، عمل تدريسي عمل إرشادي عمل تجاري عمل صناعي، ممكن تعمل نشرات تؤلف كتباً تعمل مدارس الأمر مفتوح، في عندنا صعوبات أكثر من غيرنا طبعاً، في أناس فتحوا والصعوبات تجاوزوها هنا بطولتك تكون تسمع خمس ست شباب ينوون أن يفعلوا شيئاً يقدموا بحثاً، والله في مجموعة أطباء أنا والله أثني عليهم من قلبي معهم أعلى الشهادات في العالم وجدوا بلدهم متخلف جداً وزملاءهم في المهنة في ضعف بالمعلومات كثير جداً، بالمناسبة أخوانا الطبيب في العالم الغربي يحتاج إلى ترخيص سنوي إذا ما حضر ثلاث مؤتمرات بالسنة مجموع ساعات المحاضرات خمسين ساعة لا يرخصوا له ثاني سنة تغلق عيادته يجوز تجد عندنا طبيب منذ ثلاثين سنة ما فتح كتاباً، الطب يتقدم بسرعة بالغة يجب أن يحضر مؤتمر كل سنة أو اثنين ويحضر وثائق حتى يعطوه رخصة جديدة متى ننتبه نحن إلى تحسين أعمالنا، تطوير صناعتنا، تطوير زراعتنا، تجد في مواد نستوردها مسرطنة تأتي تهريب، لو فرضنا صار في توعية مثلاً توعية صحية الإنسان يتحرك، أنا لا أقول لكم ماذا تفعلوا لكن كل إنسان باختصاصه يقدر أن يفعل شيئاً أقل شيء الكلمة الطيبة والكلمة الطيبة صدقة.
هذا التقديم ملخصه أن حجمك عند الله بحجم عملك الصالح، مالك عمل مالك حجم عند الله قال تعالى:

 

﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾

 

[ سورة التوبة: 105]

﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾

[ سورة المجادلة: 11]

 والقرآن الكريم أغفل كل القيم التي تعارف الناس عليها، الناس يهمهم الغنى، يهمهم الوسامة، الذكاء، القوة، أن يكون بمنصب قوي، أو وسيم، أو جميل، أو ذكي، أو غني، كل هذه القيم أغفلها القرآن الكريم، أبقى قيمتين اعتمدهما القرآن الكريم في الترجيح بين خلقه، قال تعالى:

 

﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾

 

 

[ سورة المجادلة: 11]

 هذه واحدة النقطة الثانية قال تعالى:

 

﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾

 

[ سورة التوبة: 105]

﴿ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا﴾

[ سورة الأنعام: 132]

 نحن عندنا العلم والعمل، حاول في كل يوم أن تزداد علماً وحاول في كل يوم أن يزداد عملك صلاحاً تقرباً إلى الله عز وجل، ماذا يقابل هذا الشيء ؟ أن ترتاح للأخذ لا للعطاء، الحقيقة انطلقت من باب تحريم المسألة مع الغنى، كثير إنسان لما يأخذ من دون جهد يستبرئ البطالة فإذا كلفته بأي عمل صدقوا أيها الإخوة الكرام، أنا أتكلم من واقع فرضاً إنسان فقير تعطيه مبلغاً تكلف أخاً إذا معه زكاة مال يعطيه هذا يأتيه مبلغ من دون تعب يستيقظ الظهر يأكل يرتاح مساءً يسهر مع أصدقائه مصروفه مؤمن، الآن تكلفه بعمل يحتاج إلى أربع ساعات، يقول ما ناسبني أستاذ،هذا لا أقدر عليه أنا جربتها هذا عمل لا يرضى، الثاني لا يرضى لماذا ؟ أَلِفَ البطالة مع الأخذ هذا أكبر مرض يصيب الإنسان لا تطعمني سمكاً علمني كيف أصطاد السمك.
 أنا أذكر قصة النبي عليه الصلاة والسلام ذكرها أما دقيقة جداً رجل طلب منه مالاً قال له أعندك شيء في البيت ؟ قال عندي قعب وحلس يعني بساط صغيرة قال أتني بهما، النبي عليه الصلاة والسلام دعا أصحابه لشرائها، من يشتري هذه ؟ قال واحد بدرهم قال من يزيد على ذلك قال الثاني بدرهمين قال خذه الحلس والقعب وهات الدرهمين دفعهما لصاحب الحلس والقعب قال له اذهب إلى السوق فاشتري بدرهم طعام فانبذه لأهلك واشتري بالدرهم الثاني قدوماً وأتي به إلي، فاشترى طعام أعطاه لأهله واستقر نفسياً، هذا معنى دقيق أنت ما لم تكن مطمئناً على أهلك لا تنتج بعملك فلما أعطى أهله الطعام ارتاحت نفسه قال أتني بالقدوم، النبي عليه الصلاة والسلام شد بيده الشريفة عصا لهذه القدوم قال له اذهب واحتطب ولا أرينك لخمسة عشر يوماً، هذا غاب خمسة عشر يوم وجاء بثمانية دراهم قال له النبي عليه الصلاة والسلام هذا خير لك من أن تسأل الناس أعطوك أو منعوك.
 أيها الإخوة الكرام، النقطة الدقيقة بالموضوع أن الإنسان حينما يفتح على نفسه باب مسألة يفتح الله عليه باب فقر، لمجرد إنسان يأخذ قراراً بمد يده للناس يفتح الله عليه باب فقر وعندئذ الأمور كلها معسرة أمامه أراد لنفسه أن يمد يده للناس أما حينما يتخذ الإنسان قراراً أن يسأل الله وحده تجد الأمور تيسر له، الله عز وجل موجود وحده، أحياناً أقول لا يوجد إلا الله لا أشعر أنني أديت ما عليّ في معانيها الله هو الرزاق هو المانع هو الخافض هو الرافع هو المعز هو المذل يخلق من الضعف قوة من التعسير تيسير من المصيبة فرج كبير هذا هو الله عز وجل.
الحديث الأول: عن ابْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

 

(( مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ. ))

 

[ متفق عليه ]

 المزعة يعني قطعة من اللحم، يعني أنت تظن أن الله ينسى من فضله أحداً ؟ ينساك إذا ما سألت إذا كان الله عز وجل قال:

 

﴿ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ﴾

 

[ سورة البقرة: 273]

 لما أنت تتعفف والناس يظنوك غنياً مكتفياً يعني الله ينساك ؟ يأتي لك برزق كريم ورزق عزيز، ومن تضعضع أمام غني ذهب ثلثا دينه، الله يحب العزة وأجمل شيء في الحياة فقير متجمل، فقير لكنه متجمل يعني يبدو أمام الناس مكتفياً لا يسأل الناس شيئاً هذا إنسان له عند الله شأن كبير.
 الحديث الثاني: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

 

(( مَنْ سَأَلَ النَّاسَ أَمْوَالَهُمْ تَكَثُّرًا فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْرًا فَلْيَسْتَقِلَّ أَوْ لِيَسْتَكْثِرْ ))

 

[ مسلم، ابن ماجه، أحمد ]

 يعني لما سيدنا عمر بن عبد العزيز في عهده اكتفى الناس ما المصيبة وقتها ؟ أن تجد إنساناً يأخذ زكاة مالك كان الغني يطوف لمسافات طويلة يبحث عن فقير يأخذ منه زكاته لا يجد، الآن لو فتحت باب الاكتتاب على قضية للفقراء صدقني الذين يكتتبون ثلثاهم أغنياء ما في شيء اسمه ماء وجه، العبرة أن يأخذ غني أو فقير، أما إذا الأغنياء تعففوا الأموال الباقية تكفي الفقراء، أما بأي قضية توزيع ترى الغني مد يده قبل الفقير وأخذ فصار في فوضى هذا من أين أعرفه ؟ أخوانا الذين يعملون في جمعيات خيرية ترى قلبهم قاسياً جداً، قلبهم قاسياً من شدة الكذب الذي يظهر لهم من الذين يلحون عليهم، أنا والله دهشت أحد أخوانا الكرام عمل جمعية مكافحة التسول فجمع ألف وخمسمئة متسول وحقق معهم لشهرين واحد واحد هل تصدقون الفقراء منهم فقط خمسة أشخاص وفي واحد يملك أربعين مليون متسول فلما عوقب قال قضية مبدأ، صار في حرفة اسمها التسول ودخلها كبير جداً يعني أكبر من أي دخل إنسان متوسط.
الدرس اليوم

(( مَنْ سَأَلَ النَّاسَ أَمْوَالَهُمْ تَكَثُّرًا فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْرًا فَلْيَسْتَقِلَّ أَوْ لِيَسْتَكْثِرْ ))

(( مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ. ))

 كأن سقط جلد وجهه، يقولون ماء الوجه الآن جلد الوجه سقط كله، في حديث أطول:

 

(( عن عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ قَالَ كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَةً أَوْ ثَمَانِيَةً أَوْ سَبْعَةً فَقَالَ أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ وَكُنَّا حَدِيثَ عَهْدٍ بِبَيْعَةٍ فَقُلْنَا قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ فَقُلْنَا قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَبَسَطْنَا أَيْدِيَنَا وَقُلْنَا قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَعَلَامَ نُبَايِعُكَ، هذا اسمه أسلوب التكرار المشوق، قَالَ عَلَى أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَتُطِيعُوا وَأَسَرَّ كَلِمَةً خَفِيَّةً وَلَا تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا فَلَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ أُولَئِكَ النَّفَرِ يَسْقُطُ سَوْطُ أَحَدِهِمْ فَمَا يَسْأَلُ أَحَدًا يُنَاوِلُهُ إِيَّاهُ ))

 

[ مسلم، النسائي، أبو داود، ابن ماجه، أحمد ]

 هل تستطيع أن تعيش من دون سؤال ؟ لا تسأل القضية ثانوية إياك أن تسألها، أما حتى أكون منصفاً ولا أقع بتوجيه خاطئ أعرف رجلاً يعمل في حقل الدعوة في أطراف المدينة فزوجته صار معها آلام ببطنها شديدة جداً أخذها إلى الطبيب قال له تحتاج إلى تنظير والتنظير يكلف خمسة آلاف ولا يملك ولم يتابع المعالجة، فكان ورم خبيث في المعدة وكان ممكن أن تستأصل قطعة من المعدة وتنجو المرأة ما تابع الأمر والمرض انتشر في كل جسمها وماتت، هل معقول أن تضحي بزوجتك من أجل خمسة آلاف ؟ ألف إنسان يقدمهم لك دين أو معونة أو هدية، حتى لا تفهموا مني لا أطلب أبداً لا إذا في أمر قاهر اطلب ولا يوجد مانع أنا أتحدث عن إنسان يسأل الناس تكثراً، أما في حالات إن لم تسأل الناس فأنت آثم، والله أنا باجتهادي الشخصي أرى أن هذا الأخ الذي كف عن استقراض خمسة آلاف أو طلب معونة خمسة آلاف ممن يثق بورعهم وقوتهم المالية كأنه قتل زوجته وقال لي الطبيب يمكن أن يكون شفاء تاماً بأول حالاته الورم يستأصل استئصال حواف واسعة نوعاً ما، المرض يستأصل ولكنه أهمل انتشر المرض ماتت المرأة، إذا في قضية مصيرية قضية حياة أو موت قضية أساسية اسأل ولا شيء عليك وإياك ألا تسأل وإن لم تسأل فأنت آثم، أما الحديث عن إنسان يسأل الناس تكثراً يعني ليحسن وضعه

 

((... وَأَسَرَّ كَلِمَةً خَفِيَّةً وَلَا تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا فَلَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ أُولَئِكَ النَّفَرِ يَسْقُطُ سَوْطُ أَحَدِهِمْ فَمَا يَسْأَلُ أَحَدًا يُنَاوِلُهُ إِيَّاهُ ))

 راكب ناقة يقع سوطه على الأرض ينزل يأخذ ويصعد لا يقول لأحد ناولني هذا السوط هذا من أدب صحابة رسول الله، نحن إن شاء الله أخوانا من أعلى مستوى في فهمهم لهذا الدرس.
 الدرس ينطوي على فكرتين لا تسأل تكثراً وأن تقدم عملاً تقوي به المسلمون وفهمكم كفاية ونحن في معركة نكون أو لا نكون، نحن في معركة بقاء، بقاء أو وجود أو فناء وجود أو عدم وجود لأن الأعداء كثر والمخططات مخيفة ونسأل الله السلامة.

 

تحميل النص

إخفاء الصور