وضع داكن
16-04-2024
Logo
شرح مختصر للأحاديث - الدرس : 096 - ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام…….
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين
أيها الأخوة:
 نحن مقدمون على عشر من ذي الحجة، وقد قال عليه الصلاة والسلام هذا الحديث وقد قرأته لكم في الدرس السابق وسوف أشرح منه جانباً آخر:

(( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر ـ قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء ))

[ رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما ]

 سوف أوازن في هذا اللقاء الطيب إن شاء الله بين العمل الصالح، وبين الجهاد في سبيل الله، الحقيقة حينما قال الله عز وجل:

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)﴾

 

( سورة آل عمران )

 الصبر هو الإيمان، استقامتك على أمر الله صبر، غضك البصر صبر إمساكك عن الغيبة صبر، أن تحسن معاملة الزوجة صبر، قال تعالى:

 

﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾

 

( سورة النساء الآية: 19 )

 وقد فسرها المفسرون ليست المعاشرة بالمعروف أن تمتنع عن إيقاع الأذى بها بل أن تحتمل الأذى منها، معاملة الزوجة السيئة تحتاج إلى صبر، وأن تصبر على أولادك هم قدرك، أولادك قدرك شئت أم أبيت، أحببت أم كرهت، أعجبك أم لم يعجبك، أولادك هم قدرك، فأن تصبر عليهم وأن تأخذ بيدهم، وأن تحسن معاملتهم، وأن تعدل بينهم، صبر أن تقدم في المعركة على بذل نفسك هذا يحتاج إلى أعلى درجة من الصبر، أن تنفق زكاة مالك صبر، أن تقبل إنساناً سيئاً تصلحه بهدوء هذا صبر.

 

(( عَلِّمُوا وَلاَ تُعَنِّفُوا ))

 

[ رواه الحارث عن أبي هريرة ]

 الإنسان ضيف الإيمان يضرب إذا كان معلم يضرب يفش قلبه، أما النبي قال.

 

(( عَلِّمُوا وَلاَ تُعَنِّفُوا، فَإِنَّ المُعَلِّمَ خَيْرٌ مِنَ المُعنِّفِ ))

 فالصبر هو الإيمان، لذلك لما ربنا عز وجل قال:

 

 

﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46)﴾

 قال:

 

 

( سورة إبراهيم )

 

﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً﴾

( سورة آل عمران الآية: 120 )

 وما من درس نحن في أمس الحاجة إليه في هذه الأيام كالصبر، يعني كما قلت قبل يومين حالة المسلمون اليوم تشبه ما يلي، واحد ضُرب ضرب حتى تكسرت عظامه تكسرت كل عظامه، ثم أمر أن يدفع أجرة الذي ضربه، هذا تعب، كم يعني، ألف ؟ لا مليون نريد، وقته غالي كثير لأنه، وقته غالي ومصروفه كبير، وضربك، تعب، بدك تدفع له رقم فلكي، ما شي الحال، لازم تعمل كتاب شكر، تشكره أن وجوك مهم ببلدي مثلاً أنت ضربك كان مفيد جداً لي، يمكن أصعب شيء الفقرة الثالثة، أن تشكره على جريمته هذا حال المسلمين اليوم، يُقصفون ويدفعون كل أموالهم أجرة من قصفهم، ثم عليهم أن يصرحوا أنهم راضون عن تدخل الأجنبي في بلادهم، وعن إقامة معسكرات في بلادهم وقواعد عسكرية، والقواعد مهمة جداً، ما من وقت المسلمون في أمس الحاجة إلى الصبر كهذه الأيام.
يا أيها الأخوة:

 

(( وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ))

هذه الآية والله لو لم يكن في كتاب الله إلا هذه الآية لكفت، إله يقول لك إن تصبر وتتقي أن تعصيني، كل خططهم، وكل مؤامراتهم، وكل كيدهم، وكل أسلحتم، والبي 52 " لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ".
 الآن دخلت في موضوع دقيق " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا " رابطوا ؛ أن تلازم الثغور، أن تقاوم العدو، أن تضعف العدو، أن تبقى قوياً، الإنسان أسس مدرسة شرعية، عمل طيب، لكن المرابطة أشد، لماذا ؟ إن لم نرابط أغلقت هذه المدرسة إن لم نرابط، أنت رددت شاب عن الإيمان، هذا الشاب قد يؤخذ منه كل ما يملك، قد يفقد حريته بأنه مؤمن.

 

 

﴿ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8)﴾

 

( سورة البروج )

أنت أسست مستشفى، تقصف، أسست معهد يلغى، عملت برامج إسلامية يمنع تدريسها، إذا العدو قوي.
 المشكلة أخوانا حينما قوي عدونا في غفلة من الزمن فرض علينا ثقافته، الآن فرض علينا أن يتخل بشؤوننا الشخصية، يجب أن يكون الزواج عقد مدني، وليس بين امرأة ورجل بين شخصين، ويجب أن يكون الإجهاض مسموح به وآمن، ويجب أن نرفع سن الزواج للثلاثين، ويجب أن نسمح للشباب والشابات بالممارسة الجنسية دون الثلاثين، ويجب أن تعمل المرأة أي عمل تريده ولو ممثلة أو راقصة، ولا يستطيع زوجها أن يمنعها، وينبغي أن تسكن في بيت مستقل لوحدها، هذه كلها مقررات، وإذا أمد الله بعمرنا ولم يكن هناك فرج قريب سوف تترجم إلى قوانين هذه في الدول النامية، فإن لم نفعل هناك عقوبات وحصارات وما إلى ذلك، هذا الرباط إذاً أهم من العمل الصالح آخر، الرباط يعني ضعفت عدوك وقويتنا.
طبعاً هنا حتى ترابط لازم تعرف الله عز وجل، فحينما تصوم، وحينما تتصل بالله، وحينما، وحينما تكون أهل أن ترابط في سبيل الله، والمرابطة أن يبقى العدو ضعيفاً أما إذا قوي والعياذ بالله.
 الآن في اتفاقية تجارية تطبق بعد عام ( الكات ) لصالح الدول الغنية، الدول الفقيرة إن طبقتها انتهت، وإن لم تطبقها انتهت، على الحالتين، هما أمران أحلاهما مر إذا طبقتها البضاعة الأجنبية منافسة، ممنوع تمنع إستراد بضاعة، والبضاعة الأجنبية تكاليفها قليلة جداً لأنه في إنتاج غزير جداً، فالكلفة دائماً توزع على الإنتاج، وفي تقنية عالية جداً تكسح العالم، وإن منعنا تنفيذ الاتفاقية ممنوع أن نصدر شيء إلى أي بلد بالعالم، حتى نصدر يجب أن نوافق على الاتفاقية هذه بعد سنة، يعني شيء فوق طاقة الإنسان، هذا كله من تقصير المسلمين من 400 عام، والآن يدفعون الثمن، فنحن ماذا نفعل، فكل واحد يلحق وحده لوحده، قدر إمكانك توب لله، وأصلح علاقتك مع الله، وأتقن صلواتك، وادفع زكاة مالك، وتعاون مع أخوك، تعاونوا، لأن جميع المسلمين مستهدفون.
في عندنا عشرة أيام من ذي الحجة، يقول عليه الصلاة والسلام:
" ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلا الله من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر ـ قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء.
 نرجو الله سبحانه وتعالى أن نصحو، هذه صحوة، أنا أشبه حال المسلمين اليوم بمهندس أنشأ بناء وبنى شرفة، ثم فوجئ أن هناك خطوط تشققات في هذه الشرفة، إن هدمها قد تكون جيدة، وإن أبقها قد تكون سيئة، يعمل إلى أسلوب التحميل، يضع عشر براميل ماء فيها، ويعبئها ماء، فإن صمدت إذاً جيدة، وإن سقطت لا خير فيها.
 الله عز وجل يعاملنا بأسلوب التحميل، يحمل المسلمين في شتى أنحاء الأرض شيء فوق طاقتهم، فإن صمدوا وصبروا وانتبهوا واصطلحوا وأقبلوا وتعاونوا وأحب بعضهم بعضاً معناها أنتم أهل للنصر، وإن تشاتموا وتباغضوا وتلاحنوا وتخاذلوا وشمت بعضهم ببعض، معنى ذلك أن هؤلاء لا خير فيهم، نحن في امتحان صعب جداً، أقول لكم هذا الكلام لأنه كما يقولون في العالم الغربي الحرب طويلة كثير، لم تبدأ بعد، يعني نفسهم طويل بلدٌ بلد، والله عز وجل يحفظ هذه البلاد إن شاء الله.

(( الشام كنانتي فإذا غضبت على قوم رميتهم منها بسهم ))

[ أخرجه الطبراني عن عروة ]

 إن شاء الله أفضل وضع وضعنا نحن، وضعنا جيد والحمد لله، ولكن نرجو الله أن يحفظنا، مثلاً قبل خمسين سنة نسمع بمشكلة بطرف آخر من الدنيا، مالك علاقة فيها إطلاقاً، الآن ما حصل في 11 من أيلول مس كل مسلم في أي مكان بالعالم، مس كل مسلم مس مصالحه، مس كرامته، مس تفاؤله، مس تعاونه، فنحن على مشارف امتحان صعب أنا والله أهيئ أخوانا الكرام أنه يتحمل، النبي قال:

 

(( اخشَوْشِنُوا وتَمَعْدَدُوا ))

 

[ أخرجه البيهقي عن عبد الله بن مسعود ]

 دولة من أغنى الدول الإسلامية في العالم عليها 1500 مليار أول مرة تصرح 1500 مليار ديون، قال واحد قبل عشر لا يقبل مواطن بهذا البلد الذي ذكرته الآن الذي عليه 1500 مليار يعمل، الآن يعمل بألف، يقول لك بألف يعمل، لا يقبل الآن بألف يعمل معنى ذلك في ضائقة شديدة، نحن إن شاء الله أنا أقول كلمة لا تغيروا الله لا يغير، الله عز وجل رحيم.

 

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾

 

( سورة الرعد الآية: 11 )

 إذا الواحد ما غير ما غير استقامته، ما خرق حدود الله، ما تكبر، ما عملَ عمل لا يرضي الله، الله عز وجل يحافظ له على ما هو فيه.
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
 اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارضَ عنا، وصلى على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه ومسلم.

إخفاء الصور