وضع داكن
29-03-2024
Logo
شرح مختصر للأحاديث - الدرس : 090 - إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها بما أنفقت ......
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 

 الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
 أيها الأخوة الكرام: لازلنا في إتحاف المسلم بما في الترغيب والترهيب من صحيح البخاري ومسلم الباب اليوم ترغيب المرأة في الصدقة من مال زوجها إذا أذن وترهيبها منها ما لم يأذن.
 لأن الله عز وجل ذكر في القرآن الكريم آية وصف بها بعض النماذج البشرية أنهم يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا، هذا نموذج، إنسان عنده أولاد أخ أيتام يقيمون وليمة يحضر هو الذي يدعو ويكسب وجاهة هذا الحفل ولم يدفع شيئاً مثلاً.
أحياناً شيء ينجز ولم يعرف من أنجزه يأتي من ينسبه إلى نفسه هذا السلوك من يفعل ذلك يتجاهل أن الله يعلم وأن الله سوف يفضح وأن الله سوف يحق الحق، هذا الذي ينسب على نفسه ما لم يفعله هذا يتجاوز حدوده مع الله عز وجل:

﴿ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا﴾

[ سورة آل عمران: الآية 188]

فلذلك:

((عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَنْفَقَتْ الْمَرْأَةُ مِنْ طَعَامِ بَيْتِهَا غَيْرَ مُفْسِدَةٍ كَانَ لَهَا أَجْرُهَا بِمَا أَنْفَقَتْ وَلِزَوْجِهَا أَجْرُهُ بِمَا كَسَبَ وَلِلْخَازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ لَا يَنْقُصُ بَعْضُهُمْ أَجْرَ بَعْضٍ شَيْئًا))

[ متفق عليه ]

 أيام يكون في مادة مهمة جداً و غالية والزوج دخله محدود اشتراها للبيت أعطتها لأهلها هذا خطأ كبير، المرأة ليست مأذونة أن تنفق من مال زوجها إلا إذا أيقنت أن هذا الإنفاق لا يفسد حياتها، بل إن العلماء قالوا البخل صفة حسنة في المرأة وقبيحة في الرجل، أما المرأة المتلافة تتلف مال زوجها توزع ما عندها من أشياء ثمينة على أهلها وعلى صديقاتها دون أن يأذن زوجها هذه تفسد بيتها.
حقوق الزوج سبحان الله قال لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها، ولكن تلاحظ أحياناً أن هذه الأحاديث لا يستحقها الأزواج الحاليون زوج شهواني مقصر عصبي المزاج تارك صلاة هذا لا يستحق هذا الحديث، هذا الحديث للزوج المؤمن للزوج الرحيم للزوج النموذج للزوج القدوة لذلك لو تعلم المرأة حق زوجها عليها ما قعدت ما حضر طعامه وشرابه، لا تقعد الزوج الذي يأخذ بيدها إلى الله عز وجل.
كل واحد له زوجة ماذا يعنيه من زوجته أن تكون لائقة في نظره وأن تخدمه أن تهيئ له طعاماً طيباً وبيتاً نظيفاً وانتهى الأمر، ينتفع بها ولا ينفعها أما الزوج المؤمن لا يقر قلبه إلا إذا أخذ بيدها إلى الله رفيقته بالجنة.
 فالزوج الأناني يريد من زوجته حاجاته منها فقط لذلك في نقطة دقيقة أرجو الله أن أمكن من توضيحها الله عز وجل خلق بين الزوجين المودة والرحمة تحبه ويحبها لكن إذا اقتصر حبها له وحبه لها على المنافع المتبادلة بينهما هذا شيء لا أجر فيه أما حينما يحرص على دينها وعلى آخرتها وعلى دخول جنة ربها حينئذ يؤجر.
 كل أم تحب ابنها فحينما تحرص على طعامه وشرابه وصحته ونظافته وثيابه الأمهات سواء وأكاد أقول أن الأجر في هذا ضعيف جداً لأن هذه الرحمة ليست كسبية إنما هي فطرية، هذه يسمونها إقلاع في سرعة ابتدائية حتى الحياة تستقيم الله أودع في الآباء والأمهات محبة الأولاد.
في مثل واضح تجد امرأة عندها أولاد وعندها أولاد من زوجها بقدر ما هي رحيمة مع أولادها بقدر ما هي قاسية مع أولاد زوجها لا ترحمهم أبداً ولا تقبل عذرهم وتلاحقهم وتفسد عليه علاقتهم بأبيهم وتألبه عليهم وتدفعه كي يضربهم أما أولادها قلبها ممتلئ عطفاً عليهم من هنا نستنبط أن رحمة الأم بابنها ورحمة الأب بابنه من دون حرص على خلقه ودينه رحمة فطرية يكاد الأجر يضعف فيها كثيراً، أما الرحمة التي تعلو بها الرحمة التي تسمو بها التي ترقى بها عند الله الرحمة العامة.
 عندك إمكان إذا عندك ابن بالخامسة عشرة وعندك بالمحل صانع بالخامسة عشرة أنت كمؤمن ينبغي أن تعامل هذا الشاب الذي في محلك كما تعامل ابنك تماماً مرة لا أنسى هذا المشهد كنت في محل أقمشة فصاحب المحل عنده صانع حمله أول ثوب ثاني ثوب ثالث ثوب رابع ثوب لا يتحمل قال له لا أستطيع أن أحمل قال له أنت شاب، كان يوم عطلة وابنه في المحل وابنه من سن الصانع ابنه حمل ثوباً بابا انتبه ظهرك ما انتبه لنفسه هذا ابن الناس وهذا ابنك.
قال لي مرة شخص عنده صانع جيد جداً أراد أن يخرج قبل ساعة قال لي ما سمحت له لأنه إذا تعلم يترك العمل، أما ابنه يريده طبيباً.
 أعرف امرأة من قريباتنا عندها في البيت كنة فيبدو أن ابنها جاء بغسالة أوتوماتيك إلى زوجته، أقامت عليه النكير، قردة هذه تريد أن تريحها أيضاً، تعلمها على الكسل، بنفس اليوم صهرها أحضر غسالة لابنتها الله يرضى على فلان، الله يوفقه، و الله يا أخوان والله إذا كنت تمشي من دون ثياب و لا يوجد أبشع من الإنسان من دون ثياب أشرف من أن تكيل بمكيالين، نحن ما يؤلمنا من العالم الغربي ؟ نخرج من جلدنا من مكيالين يأتي إنسان يقتل ويذبح ويعمل مذبحة واثنتين وثلاثة، صبرا وشاتيلا وقانا وإرهاب وهدم بيوت وقتل أولاد هذا صديق يأتي إنسان يرد على هذا الإرهاب بمقاومة، هذا إرهابي الكيل بمكيالين صفة لا تحتمل.
 أنت على مستوى بيتك ترى أم ابنتها موجودة وكنتها موجودة إذا ابنتها تستيقظ الساعة الثانية عشر، اضرب متعبة، إذا تستيقظ كنتها الساعة التاسعة تقيم قيامتها ما هذه الكسلنة، هذه مشكلة البيوت في مكيالين في البيوت دائماً، ابنك له مكيال والغريب له مكيال ما في موقف منصف، متى الله عز وجل يرحمنا يتعطف علينا وينصرنا على أعدائنا ؟ لما نحب بعضنا لما نكيل بمكيال واحد.
 يا أيها الإخوة الكرام: القضية أن الرحمة إن لم تكن عامة ليس لها قيمة، مرة كنت بمستشفى الأطفال هذه السافرة تبكي من أجل ابنها والمحجبة تبكي والتي ليس فيها دين تبكي وأي امرأة تبكي، معنى هذا أن هذه رحمة ابتدائية وضعت في قلوب الأمهات، لي قريبة عندها ابن تكاد تموت من البكاء لأنه مريض مرضاً شديداً قلت سبحان الله كيف رحمة الله بالإنسان ؟ ألا يوجد آية تشعر بالتذوق لها كقوله تعالى:

 

﴿ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي﴾

 

[ سورة طه: الآية 3]

 قال علماء التفسير محبة الله ألقاها في قلب أم الابن فإذا أحبت أم ابنها فبرحمة الله له ولو نزعت هذه الرحمة لألقته في النار. في قصة رمزية مهمة جداً سيدنا موسى يمشي في الطريق رأى امرأة تخبز على التنور وكل ما وضعت رغيف في الفرن تقبل ابنها وتضمه وتشمه فتعجب هذا النبي الكريم من هذه الرحمة قال له يا موسى هذه رحمتي أودعتها في قلب أمه وسأنزعها فلما نزع الله عز وجل بكى فألقته في التنور ارتاحت منه، ألا يوجد هرر تأكل أبناءها ؟ هذا درس لنا معنى حرص الأب والأم على تربية أولادهم هذه رحمة الله عز وجل فنحن بطولتنا بالرحمة العامة دققوا ولكنها رحمة عامة، إذا ما ترحم هذا الصانع كما ترحم ابنك أنت لست مؤمناً أنت أب فقط، المؤمن رحمته عامة، إذا ما ترحم كنتك كما ترحم ابنتك هذه رحمة خاصة والخاصة ليس فيها أجر، ما فيها أجر كبير أعني، لأن كل واحد يريد ابنه يلبس ومرتب وصحيح يسأل تعشوا، كتبوا وظائفهم، لكن لا يقول صلوا العشاء هذه لا تهمه، يهمه أن تعشوا وكتبوا الوظائف، ابنه يذهب ويأتي بشهادة قد يكون زنا بأوربا لا يهمه لكن ابني معه دكتوراه لا يهمه دينه أبداً، فكل إنسان لا يهتم بدين أولاده رحمته خاصة وليست عامة، لا تكون رحمتك عامة بأولادك إلا إذا حرصت على دينهم كما تحرص على دنياهم.
 قلت باحتفال قبل أيام أن أطفالنا هم الورقة الرابحة الوحيدة في أيدينا ما عندنا إلا أطفالنا وأطفالنا يعني المستقبل، إن أردت بهذه الأمة مستقبل كل واحد يربي أولاده فقط هذا الشيء لا يكلفك إلا جهد داخلي ضمن البيت إذا كل واحد منا عاهد نفسه أن يربي أولاده تربية صحيحة دينية علمية ويدفعهم إلى المجتمع حتى يكونوا مستقبل هذه الأمة فنحن لا نكلف إلا وسعنا، لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، أنت كيف تقنع الغرب ما يضرب الشرق هل تستطيع أن تقنعهم ؟ لا تستطيع أن تقنع الأقوياء لكن ما في أن تصلي في بيتك وتقيم الصلاة في بيتك وأن تأمر أهلك بالصلاة الله ما كلفك فوق طاقتك، كلفك ما تطيق اجعل بيتك الآن دائرة اهتمامك وبعملك كن مستقيماً أديت الذي عليك بقي الذي لك.
 نحن الآن بمحنة المسلمون حتى ما نحمل هم المسلمين بالخمس قارات ونجلس ونندب حظنا ونبكي ونقول ماذا يصير بهم لا أنت اندب حظك بمفردك، حاول تطبق الإسلام في بيتك، أصعب شيء أن تدع ما أنت مكلف به وأن تبحث عن شيء لست مكلفاً به أنت لست إله الله عز وجل هو الرحيم والحكيم وكل شيء بيده، أنت عبد كلفك أن تستقيم نترك ما كلفنا به ونبحث عن شيء ما كلفنا به، هذا ليس معناه يتفطر قلبنا أحياناً إذا في مصيبة ألمت بالمسلمين لا شك وإذا قلبك ما تفطر مالك مسلم إذا ما حملت هم المسلمين لست مؤمناً إذا ما غرفت الدمع على ما يجري لست مسلماً لكن بالمقابل أنت لست مكلفاً أن تمنع هذا ولا تقدر مكلف تتعاطف وتبذل ما في وسعك ولكن أنت ليس عندك قوة تمنع ماذا عندك قوة ؟ عندك قوة تنفذ، أنا أرفع هذا الشعار الآن بيتك وعملك الله كلفك بهما وأنت ملك عليهما وهما مملكتك، والباقي أتألم وأبذل ما أمكن النبي عليه الصلاة والسلام قال من جهز غازياً فقد غزا ومن خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا.
فنحن الآن نحتاج إلى صحوة، نحتاج إلى انتفاضة إسلامية نراجع حساباتنا كلها أدِ الذي عليك واطلب من الله الذي لك.

إخفاء الصور