وضع داكن
19-04-2024
Logo
شرح مختصر للأحاديث - الدرس : 088 - كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به.......
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 

 بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
 أيها الإخوة الكرام: لازلنا في إتحاف المسلم لما في الترغيب و الترهيب من صحيح البخاري و مسلم ، و الموضوع اليوم عن الصيام وقد اقترب شهر الصيام يقول الله عز وجل فيما يرويه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي:

((عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ))

[ متفق عليه]

 أيها الإخوة الكرام: لابد من تقدمة لهذا الحديث هناك في العبادات عبادات شعائرية وعبادات تعاملية ، أضرب لكم مثلاً لو أن أباً أمر ابنه أن ينظف أسنانه واضحة كالشمس لصالح أسنان ابنه كي يتمتع بأسنانه طوال حياته يقبل الابن على تنظيف أسنانه بقناعته العالية أن هذا الشيء لصالحه وسوف يقطف هو ثماره قبل أبيه ، لو أمره أن يأكل بتؤدة أن يغسل يديه قبل الطعام واضح جداً أن اليد قد تصافح إنساناً مصاب بمرض قد تعالج حذاءك بيدك فالنبي عليه الصلاة والسلام قال:

(( بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده ))

 وقد أشار العلماء إلى أن الوضوء غسل اليدين والفم ، الفم مفتوح طوال النهار في غبار في دخان واليد تمسك بها حذاءك ، تصافح بها إنساناً مريضاً فبركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده فكلام منطقي رائع فالابن أقبل على غسل يديه قبل الطعام لصالحه وهو وحده سيقطف ثماره هذا أمر ، لو أن الأب أعطاه آلاف الأوامر الواضحة التي لصالحه ، الآن انبعاث الابن على طاعة أبيه هي في الحقيقة لمصلحته لكن هذه الأوامر التعاملية أمرنا أن نكون صادقين لمصلحتها أمرنا أن نكون أمناء الأمانة غنى أن نكون أعفة لك مكانة تصير ، كل إنسان وقع في فضيحة يصبح مضغة في الأفواه ، حتى في المجتمعات المنحلة حتى في المجتمعات التي يعد الزنا كشربة الماء مرة وزير الدفاع البريطاني وقع في فضيحة جنسية فعزل من منصبه فوراً ، هناك الزنا مباح بحسب قوانين الفطرة الزنا عدوان وخيانة الزنا.
 قبل سنة فيما أعتقد زعيمان كبيران من زعماء إسرائيل أحدهما وقع في فضيحة مالية والثاني في فضيحة جنسية ، فإذا أعطى الأب ابنه آلاف الأوامر التي في حقيقتها تحقيق لمصلحته فانبعاث الابن على تطبيق هذا الأمر واضح جداً ولا يحتاج إلى إرادة قوية ويفعل شيئاً لصالحه هذه العبادة التعاملية أن نكون صادقين أن نكتب سنداً حتى لا تفوت إلى القضاء مليارات ذهبت ضياعاً بسبب مخالفة الشرع عقد سجله بمحكمة البداية قيدت شريكك فإذا أنت ما سجلت باسمك شيء بساعة غفلة يأتيه الشيطان ويأخذ منك كل الشركة ، يقول ما اشتغل شريكي يعطيك مبلغاً يسيراً ويصرفك من الشركة في عقد سجله في دين سجله قال تعالى:

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ﴾

 

[ سورة البقرة: الآية 282]

 تقريباً في خمسمئة ألف بند في الشرع هذه كلها أوامر تعبدية تعاملية لكن لو أن طعام الغذاء قد حضر والطعام طيب جداً والابن يكاد يموت من الجوع وقال الأب لابنه لا تأكل هذه ليس لها معنى إطلاقاً ، الابن جائع والطعام طيب وطعام والده وهو في بيت والده فإذا قال الابن لأبيه سمعاً وطاعة يا أبت معنى ذلك أن هذا الابن على أعلى مستوى من الثقة بأبيه ومن التأدب معه هذا الأمر بالذات له معنى آخر هذا ليس أمراً نفعياً ليس أمراً يقطف الابن ثماره ولكن هذا الأمر سوف نسميه أمراً تعبدياً.
لآن منعنا في رمضان أن نشرب الماء ، الماء الله خلقه لنا وعطشانين والدنيا حر لا تشرب منعنا أن نأكل ما هو مباح لنا البراد ملآن منعنا من زوجاتنا في رمضان ، هذا الأمر تعبدي كل عمل

((كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ))

 الصوم عبادة الإخلاص هكذا خطر في بالي أن ليس في الدين صوم لكن الدولة حفظها الله ارتأت أن نصوم جميعاً من أجل صحتنا طلع مرسوم يلزم المواطنين بالصوم طبعاً الإنسان لا يتمكن أن يشرب بالطريق لأن في شرطة في قانون لكن إذا دخل إلى الحمام وفي حنفية عداد باردة يستطيع القانون أن يمنعه من الشرب يمكن لا يصوم واحد بالألف ، أما حينما أمرنا خالق الأكوان أن نصوم قد تدخل إلى الحمام بشهر آب في الساعة الرابعة والنصف لسانك خارج من شدة العطش وحنفية ماء باردة لا تستطيع أن تضع نقطة ماء في فمك.
 كيف أن غض البصر عبادة الإخلاص كذلك الصوم عبادة الإخلاص ، ولحكمة أرادها الله هناك قوانين وضعية في كل بلد وهناك قوانين إلهية في الأعم الأغلب تلتقي القوانين الوضعية مع الإلهية في الأعم الأغلب ، السرقة في القوانين حرام وعند الله حرام إذا مدير مؤسسة قوي وشديد ورقابته شديدة لا يرحم والموظف ما سرق يا ترى خائف من العقاب أم من الله ؟ لا نعرف لأن القانون يمنع السرقة والشرع يمنع السرقة لكن لأنه ما في الأرض قانون يمنعك أن تطلق بصرك في النساء ولا في مكان في العالم أينما ذهبت لك أن تنظر لكن القرآن الكريم ينهاك عن النظر فأنت حينما تغض البصر معنى ذلك أن هذه العبادة تؤكد إخلاصك.
 في حالات إنسان جالس في بيته وهذه الأبنية متلاصقة والشرفة المقابلة فيها أسرة غير منضبطة وهذه الزوجة خرجت بقميص النوم الشفاف وأنت جالس لوحدك وأنت في ظلام وهي في نور لا يمكن أن يضبطك أحد على وجه الأرض بالنظر ولو ضبطت ما عليك شيء ما في مادة تمنع فحينما تغض بصرك عن امرأة حسناء لا تحل لك هذا ماذا يؤكد ؟ إخلاصك لله عز وجل ، هل تذوقتم معنى قول الله عز وجل

(( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ))

 بالمناسبة أخوانا الكرام: نحن أمام فرصة سنوية كل ما علينا من تقصيرات من ذنوب من مخالفات يمكن أن تمحى في هذا الشهر ، تصور إنساناً عليه عشرين مليون بيته محجوز محله محجوز مركبته محجوزة الديانة السندات مهدد بالسجن فقيل له افعل هذا الشيء ثلاثين يوماً وكل هذه الديون تسامح بها.

 

((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ))

 

[ متفق عليه ]

 ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله ما تقدم من ذنبه ، فنحن أمام فرصة الصيام والقيام ، الصيام ثمن القيام ، الصيام دفعة أولى والربح هو القيام لذلك الأولى أن نستعد إلى هذا الشهر منذ الآن يعني إذا في قضايا شائكة معلقة إما أن تحلها قبل رمضان أو بعد رمضان لا تدع قضية معقدة تعكر النفس في رمضان هذا الشهر شهر عبادة هذا الشهر شهر إنابة هذا الشهر شهر فتح صفحة مع الله عز وجل جديدة.
 أنا أتألم أشد الألم والله أيها الإخوة الكرام: ممكن إنسان في رمضان يعلى إلى أعلى عليين نحن عندنا رمضان مناسبة اجتماعية العزائم كلها في رمضان اليوم عندي غداً عند أخي الثاني وعند بيت عمي وعند بيت حماي ونأتي هذا واقع الشام الطعام طيب عشرين نوع يأكل ويبرك لا يستطيع أن يصلي التراويح ثمانية ركعات بالبيت قرأ مدهامتان قال له طولتها ما في أقصر منها قال مدهامة واحدة خذ ركعة واحدة ، يسهر إلى الساعة واحدة ينعسون وينامون بعد الشمس هذا رمضان الناس ، ما في إمكان أن تلغي كل اللقاءات في رمضان وتلغي كل العزائم هذا العرف الاجتماعي قرآن ؟ بعد رمضان اعمل عزائم أو بعد رمضان اجعل رمضان شهر عبادة خالص ، يعني تفطر إفطاراً خفيفاً ، كل إنسان له مزاج في الطعام خاص أكل خفيف تصلي مع أهلك تنطلق إلى جامعك تصلي صلاة متقنة وعلى الواقف مرتاح تسمع جزء قرآن كريم تسمع درس صغير تأتي على البيت تنام باكراً تقوم على قيام الليل قبل الفجر بساعة تقرأ قرآن كل يوم جزءاً أما العزائم اختلاط أولاً والاختلاط محرم ، أخي لم نصنع صفرتين هكذا تقول الحماية هكذا خرج أمر من عندها عال ، الأخوات ونساءهم كلهم كل واحد شاهد امرأة أخوه والله هذه أفضل امرأتي ليس كما يجب ، ذوقي ليس جيداً هذا كله في رمضان.
 سبحان الله كل البرامج برمضان إكراماً لهذا الشهر ، كل الاستثناءات برمضان فنحن ينبغي أن نكسر هذا الأمر ، نحن مؤمنين إذا تستطيع أن تقاطع كل شيء برمضان طبعاً وبعد رمضان وأن تعتاد أن تصلي في المسجد وأن تلتقي مع إخوانك وأن تقرأ القرآن الكريم وأن تفعل كل شيء هذا العمل عبادة ، أما بصراحة مرة رمضان عندنا مناسبة اجتماعية والله يزداد البعد عن الله فيه.
 أيضاً الجسم يحتاج إلى صيانة أيام المعامل تغلق أبوابها للصيانة فأنت مبرمج أن تفعل صيانة في شهر رمضان ، ما الذي يحصل ثلاث وجبات غير دسمات بالإفطار يصبحون في رمضان بالليل تعمل عشاء لا تدع نوع ما تضعه وتأتي من التراويح تعمل وجبة وعلى السحور وجبة ما نقص وزنك ولا غرام برمضان صار صيانة ، أيضاً العزائم كما قيل تضعف العزائم.
 أرجو أن يكون رمضان فيه انتفاضة جديدة ، كلهم يتكلمون عن الانتفاضة ونحن نريد انتفاضة دينية أيضاً هذه التقاليد البالية واللقاءات السخيفة والسهر على الشاشة متابعة المسلسلات هذه أخلاق المسلم ، أرجو الله عز وجل أن نطبق هذا الحديث

 

(( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ))

 لكن بصراحة يا أخوان إذا دعي إلى طعام ولكن ما أكل شيء إذا دعي مرة ثانية يأتي ؟ والله مشغول ما رأى شيئاً على الطاولة فقط صحون ، أما إذا دعي إلى طعام نفيس جداً ودعي مرة ثانية يلبي سريعاً إذا واحد ليس مستقيماً رمضان ليس له معنى عنده فارغ فقط جوع وعطش والله كصوم الكلاب فقط غيبة ونميمة ومطالعة مسلسلات ومزح واختلاط وغمز ولمز وكذب وهو صائم ، يقول سبحان الله رمضان لطيف هذه السنة ماذا لطيف ؟ أي النهار قصير ما له معنى الآن في الشتاء ساعات معدودة إذا واحد أكل سحور ضخم المغرب ليس جائعاً تقريباً لا يوجد حر ولا عطش يقول لك لطيف رمضان.
 أنا أرى أكبر عدو للدين العادات والتقاليد ولم نصنع صفرتين واختلاط وغيبة ونميمة ورمضان ، أما رمضان ضبط كامل ضبط للعين ضبط للسان ضبط للجوارح ضبط للأذن عمل صالح إنفاق مال تلاوة قرآن تهجد قيام ليل حتى هذا الشهر يمحي الحادي عشر القادمين ويفتح مع الله صفحة جديدة والإنسان حينما يصوم صياماً صحيحاً يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.

 

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور