الحمد لله نحمده، ونستعين به ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مُضلَّ له، ومن يُضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أنَّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته، وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أنَّ سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عينٌ بنظرٍ، أو سمعت أُذُنٌ بخبر.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، أُمناء دعوته، وقادة ألويته ، وارضى عنّا وعنهم يا ربَّ العالمين.
اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعِلم، ومن وحول الشهوات إلى جنَّات القُربات.
على كل إنسان أن يختار من موضوعات الدين الموضوعات المصيرية المتعلقة بسلامته:
أيُّها الإخوة الكرام: بدأت في الخُطبة السابقة موضوعاً من أخطر الموضوعات ألا وهو موضوع الإحباط، وتحدَّثت عن معنى الإحباط في الخُطبة السابقة وها أنا ذا في هذه الخُطبة أتحدَّث عن الإحباط في القرآن الكريم، متى يُحبَط العمل؟ متى يُلغى؟ متى يجعله الله هباءً منثوراً؟

أيُّها الإخوة الكرام: لا شكّ أن هناك ملايين الموضوعات تقرؤها وتنتهي من قراءتها وتتثاءب وتنام، لكن كُتيّباً صغيراً أحياناً مُتعلقاً بالصحة، يُشير إلى ظواهر لمرضٍ خطير تُعاني منها، تنتهي من قراءة هذه الكُتيِّب فلا تنام الليل، فالعِبرة أن تضع يدك على موضوعاتٍ مصيرية، بالمناسبة هناك ملايين الموضوعات إن قرأتها أو لم تقرأها لا يُقدِّم هذا ولا يؤخِّر، لكن هناك موضوعات يجب أن تُعلم بالضرورة، كيف أنَّ المظلّي قد يجهل مئات المعلومات عن مظلته، عن شكلها، ولونها، ونوع خيوطها وحِبالها، إلا أنَّ معلومةً واحدة لو جهلها نزل ميتاً، طريقة فتحها، فلذلك يجب أن نختار من موضوعات الدين التي لا تعدُّ ولا تُحصى، الموضوعات الخطيرة المصيرية المتعلقة بسلامتنا وسعادتنا، أو بهلاكنا وشقائنا، من هذه الموضوعات موضوع الإحباط.
للتقريب كم مرض يوجد؟ يوجد ملايين الأمراض، الله عزَّ وجل أخبر نبيَّهُ فقال لنا:
(( لِكُلِّ داءٍ دَواءٌ ، فإذا أُصِيبَ دَواءُ الدَّاءِ بَرَأَ بإذْنِ اللهِ عزَّ وجلَّ ))
ملايين الأمراض ولكل مرض دواؤه، إلا أنَّ هناك بعض الأمراض تُنهي حياة الإنسان، كالأورام الخبيثة، كأمراض القلب، كأمراض الكلية، هذا مرضٌ خطير يُسمّى عُضالاً، يُسمّى داءً، يُنهي حياة الإنسان، وكذلك في الدين هناك أعمالٌ تشبه الأمراض الخبيثة تُنهي عمل الإنسان.
(( عن عائشةَ: أن أمّ محبةٍ قالت: يا أمَّ المؤمنينَ، إنّي بعتُ زيدَ بن أرقمٍ جاريةً إلى عطائه بثمانمائةٍ نسيئةٍ، واشتريتُها منهُ بستمائةٍ نقْدا، فقالت لها: بئسَ ما اشتريتِ وبئسَ ما اشتَرى، أبلغِي زيدَ بن أرقمٍ أنه قد بطلَ جهادهُ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إن لم يتُبْ ))
إحباط العمل أحد أقل نتائجه أن يكون عمل الإنسان هباءً منثوراً:
والله أيُّها الإخوة: مئات الأعمال يفعلها المسلمون وبهذه الأعمال يلغون صلاتهم، وصيامهم، وحجَّهم، وزكاتهم، طوال أعمارهم، أنت حينما تبني مجدك على أنقاض الناس، أنت حينما تُحقِّق منفعةً وتُسبِّب مضرةً للناس، أنت حينما تغشُّ الناس:
(( عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من حمل علينا السلاح فليس منّا، ومن غشنا فليس منّا ))

على كُلٍّ أتمنى أن تأخذوا موضوع الإحباط وأن تضعوه في خانة الخطر، تحته خطٌ أحمر، طبعاً الإحباط أحد أقل نتائجه:
﴿ وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا (23)﴾
من منّا يتمنى أن تُلغى صلاته في كل عُمره وحجّه وزكاته؟! قال:
(( إنَّ الرجلَ ليعملُ والمرأةُ بطاعةِ اللهِ تعالى ستينَ سنةً، ثم يحضرُهما الموتُ فيضارانِ في الوصيةِ، فتجبُ لهما النارُ ))
[ أخرجه الترمذي وأبو داوود وابن ماجه ]
يَحرِم البنات وهذا يفعله المسلمون كل يوم، يكتب أملاكه للذكور فقط لئلا تنتقل الثروة إلى الأصهار، ويخالف منهج الله (إنَّ الرجلَ ليعملُ والمرأةُ بطاعةِ اللهِ تعالى ستينَ سنةً، ثم يحضرُهما الموتُ فيضارانِ في الوصيةِ، فتجبُ لهما النارُ) أين صلاته؟ أين صيامه؟ صام سبعين سنة، عمِلَ ستاً وثلاثين حجة، ثماني وسبعين عُمرة (إنَّ الرجلَ ليعملُ والمرأةُ بطاعةِ اللهِ تعالى ستينَ سنةً، ثم يحضرُهما الموتُ فيضارانِ في الوصيةِ، فتجبُ لهما النارُ) يُعطي أُناساً ويَحرِم آخرين وكأنه أناب نفسه عن ربِّ العالمين، مع أنَّ الله سبحانه وتعالى ما سمح لنبيِّه أن يوزِّع التَرِكَة، تولى الله بذاته العليَّة توزيع تَرِكَة الإنسان.
1 ـ سببٌ نفسي:
على كُلٍّ أيُّها الإخوة: أول سببٍ لإحباط العمل سببٌ نفسي:
﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9)﴾

كَرِه تحريم الاختلاط، جلسة مُشتركة مُريحة، مُسلّية، فيها نساء، نمتِّع أعيننا بهنّ، كله حرام حرام حرام، هذا الذي يكره شيئاً حرَّمه الله، يا أخي الرِبا ضروري، معقول أن أُقرضه قرضاً حسناً بلا مقابل؟! العملة لها ثمن مع الأيام تنخفض قيمتها، أيُّ إنسانٍ يكره حُكماً شرعياً أنزله الله عزَّ وجل، لِمَ الحجاب؟ أليس من حقِّ الفتاة أن تُظهِر ما عندها من جمال؟ لماذا يُخبأ هذا الجمال؟ لماذا هذا التحريم؟ أيُّ إنسانٍ كَرِه ما أنزل الله:
(ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ) .
هذا أول سبب، المؤمن هواه تَبعٌ لما جاء به النبي الكريم، يفرح بالعِفَّة، يفرح بغضِّ البصر، يفرح بعدم الاختلاط، يفرح بأداء الصلوات الخمس، يا أخي صبح، ظهر، عصر، مغرب، عشاء،عندنا عمل، عندنا مواعيد، اترك عملك وتوضأ وصلّي وارجع إلى عملك (ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ) .
أيُّها الإخوة: هذا الإحباط الأول.
الإحباط الثاني إتباع ما أَسخَط الله، قال تعالى:
﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (28)﴾
يغشُّ المسلمين، وقد نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن الغش، وقال: (من غشَّ فليسَ منَّا) لكن بهذه الطريقة في غِشّ المسلمين يُحقِّق ملايين مُملينة، ممكن أن تستورد بضاعة من بلدٍ أسعاره رخيصةٌ جداً، وأن تكتب على هذه البضاعة اسم دولةٍ صنَّعتها من أكبر الدول، تبيع هذه البضاعة بخمسة أضعاف وتظنُّ أنك ذكيٌ وتاجرٌ ماهر، ونسيت أنك غششت المسلمين، أعطيتهم بضاعةً مُصنَّعةً في دولةٍ صناعتها ليست راقية، وأوهمتهم أن الصناعة لبلدٍ آخر (من غشَّ فليسَ منَّا) .
كلمة المسلمين ليست العليا لأن أعمالهم لا ترضي الله تعالى:
(ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ) 
أحياناً يُقيم في بلدٍ، يتزوج على الكتاب والسُنَّة بإيجابٍ وقَبول، بمهرٍ، بِوليٍّ، بشاهِدَين، وفي نيِّته بعد أن تنتهي الدراسة يُطلِّقُها، لا أحد في الأرض يكتشف حقيقة عمله
(ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ) .
شيءٌ مخيفٌ أيُّها الإخوة: مليار وخمسمئة مليون مسلم ليست كلمتهم هي العُليا، وليس أمرهم بيدهم، وللطرف الآخر عليهم ألف سبيلٍ وسبيل، يملكون أغنى الثروات في الأرض وليست لهم بل لأعدائهم، ما السبب؟ لأنَّ أعمالهم لا تُرضي الله (ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ) .
الإحباط الثالث، هذا الغرب القوي، الذكي، الغني، أنماط سلوكه تَفلُّت المرأة، اختلاطها، الأفلام، النموذج الغربي في الاحتفالات، في الفنادق، في السفر، في الإقامة، المرأة سلعة، تُروَّج بها كل بضاعة، اختلاط، شبه إباحية، هذا الغرب نُعجَب به، نُقدِّره، نَهواه، نُقلِّده.
في بلاد المسلمين مُصمِّم أزياء قد يكون يهودياً، هو يُصمِّم لنسائنا يجب أن تُكشَف العورات، يجب أن تضيق الثياب، يجب ويجب ويجب، والملايين المُملينة يُلبِسون زوجاتهم ثياباً وفق أحدث صرعات الأزياء، الإحباط الثالث اتباع أهل الضلال الآية:
﴿ كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُم بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا ۚ أُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (69)﴾
(( لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَن قَبْلَكُمْ شِبْرًا بشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بذِرَاعٍ، حتَّى لو سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ، قُلْنَا: يا رَسُولَ اللَّهِ، اليَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قالَ: فَمَنْ؟ ))
طبعاً شيءٌ يدعو للعَجَب، قبل عدة أشهرٍ افتُتِح مَصرِفٌ في دمشق وأصحابه مسلمون، لكن لا بُدَّ من كسر زجاجة خمر في حيثيات الاحتفالات، ما الذي يجبرك أن تكسر زجاجة خمرٍ بحفل الافتتاح؟! تقليدٌ غربي، فندق خمس نجوم لا بُدَّ من خمرٍ، من قال هذا؟! النمط الغربي، نمط الفنادق، نمط السفر، نمط شركات الطيران، يجب أن تكون المُضيفة في أبهى زينةٍ، في تَفلُّتٍ شديد، هكذا التقاليد، هكذا الحضارة الغربية، هكذا التقدُّم، هكذا الرُقي (لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَن قَبْلَكُمْ شِبْرًا بشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بذِرَاعٍ، حتَّى لو سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ) .
مرةً جاءني شابٌ إلى المسجد وله قضيةٌ عندي، لفتَ نظري أن بنطاله فيه عدة ثقوب، والله تألمت أشدَّ الألم، وكتبت في مذكرتي أن أُهيئ له ثياباً جديدة، وسافرت إلى بلدٍ بعيدٍ ودُعيت إلى مائدةٍ صاحبها من أغنى المسلمين هناك، فجاء ابنه وسلَّم عليّ، فإذا بنطاله فيه ثقوبٌ عديدة، فعلمت أنَّ هذا ليس فقراً وإنما هو موديل جديد، يجب أن يكون البنطال مُرقَّع أو غير مخيط، أو كاحت، هكذا الموضة الآن، شبابنا أي شيءٍ يفعلونه نفعله نحن، هذا الحديث: (لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَن قَبْلَكُمْ شِبْرًا بشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بذِرَاعٍ، حتَّى لو سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ) .
(كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُم بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا ۚ أُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) .
أيُّها الإخوة: هذا الإحباط الثالث.
4 ـ الكفر والصدّ عن سبيل الله ومشاققة الرسول:
أمّا الإحباط الرابع: هو الكُفر والصَدُّ عن سبيل الله ومُشاققة الرسول:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَىٰ لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ (32)﴾
يمنعون انتشار الدعوة، لا يسمح لابنه أن يلزَم درس دينٍ في المسجد أبداً، لا يُحب أن يكون له انتماءٌ إلى جماعة المؤمنين (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَىٰ لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ) .
مع أنَّ الحديث القدسي الصحيح من بعض فقراته:
(( يا عبادي: إنِّي حرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي وجعلتُهُ بينَكم محرَّمًا فلا تَظالموا، يا عبادي: إنَّكم تخطئونَ باللَّيلِ والنَّهارِ وأنا أغفرُ الذُّنوبَ جميعًا ولا أبالي، فاستغفروني أغفرْ لَكم، يا عبادي: كلُّكم ضالٌّ إلَّا من هديتُهُ فاستَهدوني أَهدِكم، يا عبادي: كلُّكم جائعٌ إلَّا من أطعمتُهُ فاستطعموني أطعِمْكم، يا عبادي: إنَّكم لن تبلُغوا ضرِّي فتضرُّوني ولن تبلغوا نفعي فتنفَعوني، يا عبادي: لو أنَّ أوَّلَكم وآخِرَكم وإنسَكم وجنَّكم كانوا على أتقى قلبِ رجلٍ واحدٍ منْكم ما زادَ ذلِكَ في مُلْكي شيئًا، يا عبادي: لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم وإنسَكم وجنَّكم كانوا على أفجرِ قلبِ رجلٍ منكُم ما نقصَ ذلِكَ من مُلْكي شيئًا، يا عبادي: لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم وإنسَكم وجنَّكم اجتمَعوا في صعيدٍ واحدٍ فسألوني فأعطيتُ كلَّ إنسانٍ منهم مسألتَهُ ما نقصَ ذلِكَ في مُلكي شيئًا إلَّا كما يَنقصُ البحرُ إن يُغمَسْ فيهِ المِخيَطُ غمسةً واحدَةً، يا عبادي: إنَّما هيَ أعمالُكم أُحصيها لَكم ثمَّ أوفِّيكم إيَّاها فمن وجدَ خيرًا فليحمدِ اللَّهَ ومن وجدَ غيرَ ذلِكَ فلا يلومنَّ إلَّا نفسَهُ. ))
﴿ إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ۗ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7)﴾
﴿ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم ۖ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (17)﴾
5 ـ سوء الأدب مع رسول الله في حياته:
الإحباط الخامس سوء الأدب مع رسول الله في حياته:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2)﴾
هذا الأمر انقضى، لكن ما معنى الآية بعد انتقال النبي عليه الصلاة والسلام إلى الرفيق الأعلى؟ أنت حينما ترفع صوتك فوق سُنَّة رسول الله حَبِط عملُك، حينما ترى أنَّ هذه السُنَّة ليست صالحة لهذه الأيام، هذه صالحة لعصر الجمَل وعصر الصحراء! نحن في مُعطياتٍ جديدة، في عِلمٍ، في تقدُّمٍ، في فضائياتٍ، في كومبيوتر، في حياةٍ أُخرى، المرأة نصف المجتمع، إذا تصوَّرت أنَّ سُنَّة النبي المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى قابلة للدرس، والبحث، والتقييم، والخطأ، والصواب، هذه تصلُح هذه لا تصلُح، أنت رفعت صوتك فوق سُنَّة رسول الله وهذا يُحبط العمل.
﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)﴾
أيُّها الإخوة: والإحباط السادس الرِدَّة، كيف الرِدَّة؟ شخصٌ رأى العالم الإسلامي مُتخلفاً، معظم بلاده محتلة، هناك أخطاءٌ فاحشة في بلاد المسلمين، العالم الغربي قوي، مُتمكِّن، يفعل ما يقول، فظنَّ أن هذا الدين لا يصلُح إطلاقاً فانسلخ من الدين، انسلخ من وحيّ السماء، انسلخ من أُمته ولم يُفرِّق بين الدين وبين من يدَّعي أنه من أهل الدين، لم يُفرِّق بين الإسلام والمسلمين، لم يُفرِّق بين الإيمان والمؤمنين، اختلطت عليه الأوراق فألغى الدين من حياته، هذا هو الارتداد.
﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ۗ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)﴾
كل أعمالهم الصالحة لا معنى لها، ولا وزن لها، ولا قيمة لها، لكن الله سبحانه وتعالى عادل يُعطيه ثوابها في الدنيا.
﴿ فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ۗ فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200)﴾
الإحباط السابع هو النِفاق:

﴿ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا ۖ وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18)﴾
يُثبِّط الهِمَم، يُضعِف العزائم، مالكَ ولهذا الدرس؟ مالكَ وللتديُّن؟ لِمَ طلبتها مُحجَّبة؟ دعكَ من هذه التقاليد القديمة.
﴿ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا ۖ وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ ۖ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ۖ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ ۚ أُولَٰئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (19)﴾
هؤلاء المنافقون.
المنافق إنسانٌ كافر لأنه يُظهِر عكس ما يُبطِن:
المُنافق في بعض الحالات هو كافرٌ، لكن مصالحه مع المؤمنين فأظهر شيئاً وأخفى شيئاً.
﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145)﴾
﴿ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14)﴾
﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ ۚ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53)﴾
﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ ۚ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (147)﴾
8 ـ أراد الحياة الدنيا ولم يُرِد الآخرة:
الإحباط الثامن الذي أراد الحياة الدنيا ولم يُرِد الآخرة:

﴿ مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15)﴾
﴿ كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20)﴾
﴿ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ ۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16)﴾
الإحباط التاسع الشِرك:
﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65)﴾
﴿ مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَىٰ أَنفُسِهِم بِالْكُفْرِ ۚ أُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (17)﴾
إحباط العمل يُلغي العمل مهما بدا صالحاً و مُتقبَّلاً:
أيُّها الإخوة الكرام: إحباط العمل يُلغي العمل مهما بدا صالحاً، مهما بدا عظيماً، مهما بدا مُتقبَّلاً، مهما احتفل به الناس، إحباط العمل شيءٌ خطيرٌ، وهناك ثمانية أسبابٍ بنصوصٍ قرآنيةٍ قطعيّة الدلالة، تؤكِّد أنَّ هذه الأعمال تُحبِط العمل الصالح الذي قام به الإنسان في حياته الدنيا، هذا من نوع المرض الخبيث يُصيب دين الإنسان، فالبطولة أن تتقي هذه الأسباب التي تُلغي العمل.

مثلٌ بسيط: لو افترضنا أنَّ مريضاً لا يحتاج إلى عمليةٍ جراحية، لكن طبيبه أشار عليه بعملٍ جراحي ليكسبَ أُجرة هذا العمل، وقد يكون هذا العمل يَضرُه، هذا الطبيب لو أنه يُصلّي حَبِط عمله، لو أنَّ مُدرِّساً وضع أسئلةً تعجيزية حتى يُعطي الطلاب أقل العلامات، ويُسبِّب لهم مشكلاتٍ مع أهليهم من أجل بعض الدروس الخاصة، هذا غشَّ المسلمين حَبِط عمله، لو أنَّ مُحامياً أقنع موكِّله أنَّ الدعوة رابحةٌ مئةً بالمئة وهو يعلم علم اليقين أنَّ الدعوة لن تربح، هناك اجتهاد محكمة النقض يمنع أخذ الحُكم لصالح موكِّلهِ، وأقنع موكِّلهُ أنها ستربح وأخذ منه آلافاً مؤلَّفة لسنواتٍ ثمانية، هذا ألغى صلاته وصيامه وحجَّه وزكاته.
أيُّها الإخوة: والله هناك أعمالٌ يقوم بها المسلمون بمئات الألوف كلها غِشٌ بغِشٍ، يقول لِمَ لا ننتصر؟ لِمَ لا نتقدَّم؟ لأنَّ هناك خطأٌ خطير، هناك خللٌ خطيرٌ في حياتنا.
أيُّها الإخوة الكرام: أسأل الله جلَّ جلاله، أن تنقلب هذه المعلومات وتلك الآيات، إلى سلوكٍ نفعله جميعاً كي نُحافظ على عباداتنا،على صلواتنا، وصيامنا، وحجِّنا، وزكاتنا، كي نُحافظ على مُستقبلنا ومستقبل أولادنا.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه يغفر لكم، فيا فوز المستغفرين، أستغفر الله.
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، وعلى صحابته الغُر الميامين، أُمناء دعوته وقادة ألويته، وارضَ عنّا وعنهم يا ربَّ العالمين.
الدين ليس في المسجد الدين في البيت والعمل والتجارة:
أيُّها الإخوة: أقول وأُكرِّر ما أقول:

التديُّن ليس في المسجد، في المسجد تتلقى تعليمات الخالق، وفي المسجد تُصلّي فتقبض الثمن، التديُّن في بيتك، في عملك، في تجارتك، في معملك، في حقلك، هناك هرموناتٌ مُسرطنة، وهناك معاملٌ لصناعة المواد الغذائية تُضيف إلى المادة الغذائية مادةٍ مُسرطنة كي يزداد لونها نصاعةً فيرتفع السعر، أنا أرى الدين في المعمل، في البيت، في الحقل، في المكتب، أنت موظفٌ دينك بوظيفتك، يأتيك مواطنٌ من مدينةٍ بعيدةٍ تُحلُّ قضيته بدقائقٍ، وأنت تُدير حديثاً مع صديقك فتقول له: ارجِع غداً! حَبِط عملُك، هذا الإنسان قد لا يملِك أُجرة الفندق، وجاء من مكانٍ بعيد، وبإمكانك أن تؤدّي له المهمة بدقائق، تقول له: ارجِع غداً! إرجاء الأعمال، أن تبني مجدك على أنقاض الناس، أن تبني صحتك على إمراضهم، إنسان صاحب معمل عصير في جلسةٍ خاصة قال: أنا لا أتذوَّق منه قطرةً واحدة، هذا لا يُشرَب، لا تتذوَّق قطرةً واحدة وتبيعه للناس وتؤكِّد أنه عصيرٌ طبيعي!
من أراد النجاة من تأديب الله له فليستقم مع الخلق:
مشكلتنا خطيرةٌ جداً، حينما تكسب المال الحرام أحبَط الله عملك، لا قيمة لا لصلاتك، ولا لصيامك، ولا لحجِّك، ولا لزكاتك، كله التغى، السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: (أبلغِي زيدَ بن أرقمٍ أنه قد بطلَ جهادهُ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم) .

والله لولا أنَّ الوقت ضيِّقٌ، عندي قصصٌ عن غِشِّ المسلمين في كل الحقول، في الطب، وفي المحاماة، وفي التدريس، وفي الصناعة، وفي التجارة، وفي الزراعة، وفي الاقتصاد، وفي الاستيراد، وفي التصدير، أحياناً الإنسان يستورد مادة ليست صالحةً للاستهلاك البشري، ويُقنِع من بيدهم الموافقة بطريقةٍ أو بأُخرى فتدخُل، أنت تُسبِّب أمراضاً خبيثة للمسلمين جميعاً بهذا الطعام، يُعِدّ نفسه شاطراً، أنا أُعدّه بمُنتهى الغباء لأنه ما أدخَل الله في حساباته.
كان عندي طالبٌ خاله صاحب دار سينما، يقول لي: خالي بالخامسة والثلاثين جمع مبالغ طائلة من إفساد أخلاق الشباب، عن طريق الأفلام غير المُنضبطة، أصابه ورمٌ خبيث في مُقتبَل حياته، قال لي: بكى أمامي، قال له: جمعت الأموال حتى أتمتَّع بها في حياتي ها قد عاجلني المرض، طبعاً الله كبير، الله عزَّ وجل عدلُه مُطلَق، عُدّ للمليار قبل أن تظلم إنساناً، قبل أن تُسبِّب مرضاً لإنسان، قبل أن تُضعِف إنساناً، قبل أن تبتز أموال إنسان، قبل أن تعتدي على عِرض إنسان.
بعض الأمثلة، هناك البعض ممن تعمل في خدمة البيوت تنتحر من شدة القهر، والعمل الشاق، والضرب، والغذاء القليل، أين خوف الله؟
والله أيُّها الإخوة: الله عزَّ وجل يرحمنا، لكن لو عاملنا على أعمالنا والله هناك متاعب كبيرة جداً، فإذا أردتم النجاة من تأديب الله لنا فاستقيموا مع الخلق، إيَّاكم أن تظلموا أحداً، هذه أعمالٌ تُحبِط عمل الإنسان.
اللهم اهدِنا فيمَن هديت، وعافِنا فيمَن عافيت، وتولنا فيمَن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقِنا واصرِف عنّا شرَّ ما قضيت، فإنك تقضي بالحقِّ ولا يُقضى عليك، وإنه لا يذلُّ من واليت ولا يعزُّ من عاديت، تباركت ربّنا وتعاليت، ولك الحمد على ما قضيت، نستغفرك ونتوب إليك، اللهم هبّ لنا عملاً صالحاً يُقربنا إليك.
اللهم اعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تُهِنّا، آثرنا ولا تؤثِر علينا، ارضنا وارضَ عنّا، أصلِح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلِح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلِح لنا آخرتنا التي إليها مردُّنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا ربّ العالمين.
اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمَّن سواك.
اللهم لا تؤمِنّا مكرك، ولا تهتك عنّا سترك، ولا تُنسنا ذكرك يا ربَّ العالمين.
اللهم بفضلك ورحمتك أعلِ كلمة الحق والدين، وانصُر الإسلام وأعزّ المسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، وفرِّج عن أمة محمدٍ يا ربَّ العالمين.
اللهم بفضلك ورحمتك هيئ للمسلمين ما يُصلحهم، ويجمع شملهم يا ربَّ العالمين.
اللهم انصرهم على أعدائهم في كل مكان، اللهم انصُر إخوتنا المؤمنين في العراق وفي فلسطين وفي كل بلاد المسلمين.
اللهم هيئ للأمة الإسلامية قادةً يأخذون بيدها إلى الحرية والاستقلال والتقدُّم والنمو يا ربَّ العالمين.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه يغفر لكم فيا فوز المُستغفرين أستغفر الله.
الملف مدقق