وضع داكن
02-06-2025
Logo
الفتوى : 44 - أرجو النصيحة ماذا أفعل مع أصدقائي بعد أن من الله علي بالتوبة والاصطلاح معه ؟.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

سؤال:

 فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 أنا شاب في ال23 من عمري ادرس الهندسة ولدي الكثير من الأصدقاء من كلا الجنسين ولم أكن ملتزما بالصلاة أو متديناً ولكنني مؤخرا بدأت بحملة لتغيير الذات وبدأت بالمواظبة على الصلاة وتركت التدخين وأحاول أن أتعلم عن الإسلام قدر المستطاع قبل العودة إلى الجامعة ولكنني أواجه المشكلات التالية:
 أنا استمع إلى الأغاني منذ ال15 من عمري وأنا متعلق بهذه العادة جداً ولكنني رأيت على الانترنت فتوى بتحريمها وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسدّ أذنيه عند سماع أي أنواع العزف أو ما يشابه الموسيقى في عصرنا. فبدأت اشعر بتأنيب الضمير عند سماع الأغاني وقررت أن احذف كل ما املك من أغاني ولكنني ترددت وخفت أن التزامي بالدين يأتي في عجالة وخفت من أنني إذا التزمت بسرعة كبيرة قد أعود (وبسرعة كبيرة أيضا) إلى شخصيتي القديمة وعاداتي السيئة.
 بعد صحوة الضمير بدأت أرى العيوب الضخمة في حياتي السابقة.. في حديثي مع الناس, في علاقاتي الاجتماعية مع أصدقائي وحتى أهلي. فكل أحاديث الشباب في عمري(وحتى أهلي في بعض الأحيان) غير مفيدة.. فكيف أتجنب المشاركة في ذنوب فرضتها علي شخصيتي القديمة وبنفس الوقت إلا أبدو بمظهر الواعظ أو المتعالي على الناس حين أنبههم أن في ذلك غيبة لشخص ما أو ما شابه.
هناك بعض الأصدقاء في الجامعة (شباب وبنات) يطلبون مني الخروج معهم لمشاهدة فيلم سينمائي والذهاب إلى مقهى لقضاء بعض الوقت. وأنا الآن أجد الخطأ في اختلاط الشباب والبنات بكل وضوح! فكيف لي أن ارفض طلب زملائي في الجامعة بدون أن أبيّن لهم سببي الحقيقي خوفا من أن يتهمني احدهم بالتطرف أو حتى بالجنون! مع العلم أن بعضا من أصدقائي مسيحيون سنتان لكي انهي دراستي في الجامعة وقطع الصلة بيني وبينهم قد يكون محرجا لي على الصعيد الاجتماعي.
 أحيانا قد اجلس في مكان ما فيظهر شخص ليسب بالدين. فما هو واجبي كمسلم.. هل أقول (استغفر الله العظيم) نيابة عن ذاك الشخص؟ أم أقوم واحذره ولكن هذا قد يسبب عراكا أو مشكلة ما لان الناس في زماننا هذا لا يتقبلون نصح احد حين يكونون مخطئين وخاصة في أمور الدين.
 بعض من الذين اعرفهم لا يؤمن بالله أبداً ولم يكن لدي مانع تجاه ذلك على مبدأ(كل شخص حر بنفسه) ولكن الآن وبعد توبتي بدأت انزعج من تفكيرهم هذا , بل أنني أريد أن أهزّهم في بعض الأحيان لكي أوقظهم عن ضلالهم هذا. فما الذي يجب أن افعله تجاههم. هل أقصيهم خارج حياتي أم أحاول أبقائهم حولي علهم يجدون في صحوتي مثالا عن الشاب الضالّ الذي وجد طريق عودته.
 أنا اعلم أن هذا زمن كثرت فيه الفتن والذنوب والمعاصي.. وأنا أحاول جاهدا إلا أكون متعلقا في دنياي فأنسى آخرتي. ولكن هذه حياتنا المعاصرة وأنا تأخرت كثيراً في صحوتي ولكنني أرجو من الله هدايتي وتثبيت قلبي.
وجزاكم الله عنا كل خير

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد.
الأخ الكريم
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي:

 

 أولاً أهنئك بالتوبة وأسأل الله تعالى أن يثبتك عليها بكثرة الاستعانة به وذكره جل جلاله فإذا رجع العبد إلى الله نادى مناد في السماوات والأرض أن هنئوا فلاناً فقد اصطلح مع الله
ثانياً لا شك انك ستواجه متاعب ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يقول طوبى للغرباء وهذا ما سيخفف عنك إن شاء الله
 لا بد من ترك الاستماع إلى الأغاني وسيعوضك الله خيراً حاول أن تستبدلها بسماع القرآن الكريم والأناشيد الهادفة وسيعوضك الله من حلاوة في قلبك تنسى بها لذة الاستماع إلى الغناء ولكن لا بد من أن تصبر حيناً ليمتحن الله صدقك
 أنصحك الآن بالدعوة الصامتة حتى يرى أهلك من أخلاقك ما يدفعهم إلى الالتزام بما التزمت به أما الدعوة المباشرة فتعسر الآن
لا يجوز أن تخرج معهم إلى معصية فإن استطعت أن تقول لهم هذا لا يرضي الله فافعل وإلا فاعتذر
 لا بد. من إنكار المنكر باليد إن استطعت وإلا فباللسان وأخيراً في القلب والحالة تفرض عليك خياراً من ثلاث وأظن أنك في الحالة التي ذكرت لا تستطيع إلا أن تنكر بقبلك لئلا يصدر عن إنكارك منكر أشد
تذكر دائماً أنك كنت مثل هؤلاء وقد من الله عليك بالهداية فحاول نصحهم بحكمة وهدوء ما استطعت وإلا فادع لهم بالهداية
بارك الله بك

نص الزوار

نص الدعاة

إخفاء الصور