وضع داكن
29-03-2024
Logo
العقيدة الإسلامية - الدرس : 12 - تتمة درس الإيمان بالله عن طريق- 1- الفطرة, 2- الأدلة.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

أدلة الإيمان بالله:

1- دليل الفطرة:

 

  أيها الأخوة, لازلنا في موضوع العقائد ولازلنا في موضوع الإيمان بالله سبحانه وتعالى وقد بينت لكم في الدرس الماضي أن الأدلة على الإيمان بالله نوعان:
1- دليل فطري: أي أن الله سبحانه وتعالى فطر الأنفس على الإيمان به, فإذا آمنت استقرت واطمأنت وارتاحت وسعدت, وإذا كفرت اضطربت وضاقت عليها الأرض بما رحبت ومرضت وظهرت عليها أعراض الكبر, والقسوة, واللؤم, والأثرة, والاستعلاء قال تعالى:

﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾

(سورة طه الآية: 124)

هناك قوانين تحكم الفطرة منها:

1- أن النفوس جبلت على حب من أحسن إليها:

 

 سألت الأخوة سؤالاً إبداعياً: ابحثوا لي عن بعض القوانين التي تحكم النفس, وقد قلت واحداً منها في الدرس الماضي: إن النفوس جبلت على حب من أحسن إليها, فأي نفس, وأي إنسان, أي مخلوق من أي جنس, من أي عرق من أي لون, ومن أية بيئة, هذه النفوس جبلت على حب من أحسن إلـيها, " قيل بالبر يستعبد الحر " عجبت لمن يشتري العبيد بماله ليعتقهم, لِما لا يشتري الأحرار بمعروفه ! المعروف آسر, إذا أردت أن يحبك الناس أحسن إليهم, إذا أردت أن توجه الناس فأحسن إليهم قبل أن توجههم, فإذا أحسنت إليهم قبل أن توجههم وقع توجيهك في قلوبهم كوقع السحر, فإذا أسأت إليهم ثم وجهتهم كرهوا هذا التوجيه ولو أنه على حق, فالزوج القاسي على زوجته لو أمرها بالصلاة و الاستقامة فإنها تكره الصلاة من أجله ومن أجل بخله, إنها تكره الصلاة من أجل قسوته في كلامه معها, وهذا القانون مهم جداً, أنت رئيس دائرة تريد أن يحبك الموظف فأحسن إليه, " ياداود ذكّر عبادي بإحساني إليهم إنَّ النفوس جُبلت على حُب من أحسن إليها " لذلك قال عليه الصلاة والسلام:

" بُعثت بمداراة الناس "

( ورد في الأثر )

 حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

" أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِي, نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ, وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا, وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاةُ فَلْيُصَلِّ, وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً, وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً, وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ "

(أخرجه البخاري عن جابر بن عبد الله في الصحيح)

 رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس.

2- النفس تستعظم من فاقها في صفة هي فيها:

 هناك قانون آخر, النفس تستعظم من فاقها في صفة هي فيها, يعني من يعظم الطبيب الجراح ؟ الطبيب, ومن يعظم التاجر الكبير ؟ التاجر الصغير, من يعظم العالِم ؟ من كان في درب العلم, لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أهل الفضل, وهذا قانون ثان أي إذا أردت أن تسيطر في بيتك فكن أفضل من زوجتك, قاعدة:

﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً﴾

(سورة النساء الآية: 34)

 لن تخضع لك الزوجة إلا إذا فقتها في الورع والتقى, في الكمال والعلم, في الفهم والذوق, فإذا كنت أقل منها لن تخضع لك, لو أنك مدير مدرسة إن لم يكن علمك يفوق كل من عندك من المعلمين فلن تستطيع أن تقودهم, إن كنت مدير مستشفى ولم يكن علمك يفوق علم كل الأطباء الذين عندك فلن تستطيع أن تقودهم, النفس لا تخضع إلا لمن فاقها في موضوع العلم أو الخبرة أو التجارة أو ما شاكل ذلك وهذه كلها أشياء فطرية.

2- الدليل العقلي الذي يحتاجه العالم كأداة له في حواره مع الآخرين:

 الدليل العقلي: الذي يحتاجه الداعية إلى الله, أما العابد فقد يكتفي بالدليل الفطري لأنه مطمئن إلى وجود الله وإلى أسمائه الحسنى, لكن العالم لا يكفيه الدليل الفطري, فكيف يعلم الآخرين ؟ كيف يرد على شبهاتهم ؟ كيف ينهض بهم ؟ كيف يصلح أحوالهم ؟ العلم هو الأساس, إن الله عالم يحب كل عالم " لعالم واحد أشد على الشيطان من ألف عابد ", " إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم, وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم, وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم ".
 

كيف نرد على الشبهات حول مسألة وجود الله  ؟

 نحن بحاجة ماسة إلى دليل العقل أو أنك إذا أردت أن تعلّم الناس فالإحساس الفطري لا يصلح للنقل, الدليل: أنت تحس بالجوع تقول لإنسان: أنا جائع, فيقول لك: ما الدليل؟ ليس معك دليل عقلي, الإحساس الفطري لا يُنقل هذه مشكلته وهو مريح وسهل ولكن لا ينقل للآخرين ولا يعرفه إلا صاحبه, فإذا أردت أن تنقل للناس إيمانك بالله فأنت بحاجة إلى الدليل العقلي, إذاً طلب العلم فريضة ولابد من أن تعرف الله بالفطرة والعقل, لأنك بالعقل تقيم الحجة, قد يسألك طفلك في الصف السابع ما الدليل على وجود الله ؟ أنت تصلي وتصوم وتحج إن لم تملك الجواب المناسب فإن ابنك يتزلزل فأنت بحاجة ماسة إلى الدليل العقلي.

ينبغي على المؤمن الذي توصل إلى الحقيقة أن لا يخشى من مجادلة الآخرين له حول معتقداته:

  هذا الذي عرف الله واستقام على أمره وأقبل عليه وأحس بوجوده وسعد بقربه وتجلى الله على قلبه ورأى من الله معاملة تأخذ بالألباب, هذا الإنسان عرف الله, وحينما أقيم له الدليل على وجوده كأني أرجع به إلى الوراء, طالب في الجامعة في الصف الثاني فرع اللغة العربية أقول له الكلمة: اسم وفعل وحرف هذا مستوى الصف الرابع الابتدائي تجاوز هذا, ومع ذلك لابد من متابعة الموضوع أولاً بأول ومرحلة مرحلة وباباً باباً, أتمنى عليكم الفكرة الأساسية أن الحقيقة لا تخشى البحث يعني إيمانك يجب أن يكون خاضعاً للتداول ولو عرضته على إنسان ملحد يجب أن تقيم عليه الحجة, ولن يظهر في المستقبل ولا إلى يوم القيامة حقيقة علمية تناقض آية قرآنـية لأن هذا دين الله.
  الحقيقة لا تخشى البحث أي إذا حللت مسألة رياضية حلاً صحيحاً وفق القوانين المستخرجة من المسلمات لا تخشى أن يطلّع أحد على هذه الورقة, أما إذا كان بالحل تدليس رقم ليس له أصل خطأ بالجمع, جاء الجواب مصادفة موافق للمعطيات بهذا الحل لا ترغب أن تعرض الورقة على إنسان أنا نجحت وانتهى الأمر, الحل فيه خطأ فيه تدليس وتزوير, فمن الذي لا يخشى أن يطلع أحد على مسألته ؟ من كان واثقاً بصحتها, يجب أن تتأكد أنك على حق, والحق لا يخشى البحث.

الدين الذي يبنى على العادات والموروثات البيئية البعيدة عن ضوء العلم يذل معتنقه لأنه باطل لا أثر له:

 مثلاً الدين البوذي: البقرة مقدسة وروثها مقدس, إذا سافر أحدهم إلى أوروبا وهو هندي بوذي يستحي أن يعرض ديانته على الناس لأنه غير منطقي فيها خرافة, ونجاسة, ووهم وضلال, إنسان يأخذ روث البقر ويضعه على جبينه أيام العيد, وبقرة تقطع الطريق ثلاث ساعات تدخل إلى حانوت البقال تأكل ما لذ وطاب والشعب جائع, البقرة تدفن دفناً بمراسم مقدسة والإنسان يحرق حرقاً, لكن المسلم في أي مكان وزمان, في أي عصر أو مصر, في أي ظرف مع أي إنسان, دين الله حق, صدق, واضح, لذلك هذه الفكرة أتمنى أن تكون عندكم واضحة: الحق لا يخشى البحث, لأنك لو بحثت عنه لآمنت به هذا هو الحق, أما الباطل فتخشى أن يسألك الناس عن هذا الموضوع لأن في ذلك إحراجات, قال عليه الصلاة والسلام:

" عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ قَالَ وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذِهِ لَمَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا قَالَ قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلا هَالِكٌ وَمَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ "

(أخرجه ابن ماجه عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي في سننه)

 

الفرق بين دين الإسلام و بين الشرائع الأرضية عند البحث والتدقيق العلمي:

 دين الله لا يخشى البحث, ولا يخشى الإطلاع ليطلع عليه كل الناس, ليطلّع عليه أعداء الإسلام هذا دين الله, حق, وصدق, وضوح, وإشراق مئة بالمئة, ولا يوجد شيء في الإسلام غير قابل للتداول, كل حقائقه قابلة للتداول, كل حقائقه قابلة للنشر, وكل حقائقه معده للتصدير, لا يوجد لدينا شيء سري, وبعض الأديان يخشى البحث والمناقشة والبحث والتمحيص والدقيق وعند السؤال والجواب ينهار. هذا الذي جعل بعض كبار المفكرين في فرنسا يؤمنون بالله وبالإسلام ويدخلون الإسلام, وهذا الذي جعل أعداء الدين أحياناً يسلمون لأنهم يخضعون للحق.
  وفي الكون مبدأ واحد وهو الحق, إن كنت معه فهنيئاً لك, وإن كنت على خلافه فالويل لك " ومن لم يكن مؤمناً حقاً فهو كافر حقاً ".

الباطل لا أثر له في الوجود مهما تنوعت أساليبه:

 أعتقد أنه يوجد أكثر من مليون باطل في الأرض, أي أن تصل إلى هدف بأية وسيلة ولو كانت ساقطة مثلاً: امرأة مضطرة إلى دخل كبير باعت شرفها هذه وفق النظرية الذرائعية عملها صحيح إنها توصلت إلى هدفها بصرف النظر عن نوع الوسيلة هذه نظرية باطلة, والنظرية الإلحادية باطلة, والنظرية الوجودية باطلة, أي يجب أن تعيش لحظة وجودك.
  شخص واقف في مكان ما ووجد أمامه طعاماً نفيساً ليس له فأكله, واستطاع أن يقضي شهوته من أي طريق بأي ثمن بالحق, بالباطل, بالخير, بالشر, يجوز أو لا يجوز مسموح وغير مسموح, هذا الشيء تقره الأديان أو لا تقره, هذا الذي يقتنص اللذة من أية طريق هذا وجودي فالوجودية باطلة, مليون نادٍ في العالم كلها مبنية على الباطل, لكن كل هذه الأنواع من الباطل تجمعها صفة واحدة, عندما ربنا يصف العقول الحائرة وصفه جامع مانع قال:

﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً﴾

(سورة الإسراء الآية: 81)

 فربنا عزّ وجل جمع كل أنواع الباطل الاعتقادي والسلوكي والاجتماعي والنظم الوضعية والتشريعات الوضعية قال:

﴿إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾

( سورة الإسراء الآية: 81 )

 

نموذج من الصحابة الذين اتبعوا الحق وبين معارضيه الذين اتبعوا الباطل وبيان مآلهم عند الله:

 فهنيئاً لمن كان مع الحق لأنه مع الثوابت, التعامل مع الله عزّ وجل مريح جداً, فتعاملك مع الله هو تعامل مع قيم ثابتة, فالتعامل مع الأشخاص فيه خطر لكن التعامل مع الله عزّ وجل فيه طمأنينة:

﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾

(سورة التوبة الآية: 111)

 أبو لهب وأبو جهل هما زعيما الكفر في مكة المكرمة مضى على موتهما 1400عام والعام 365 يوماً وربنا عزّ وجل قال:

﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾

(سورة غافر الآية: 46)

  اضرب 1400 × 362 × 2 =

 

﴿غُدُوًّا وَعَشِيًّا﴾

 

( سورة غافر الآية: 46 )

 والخير للأمام ولا نزال في الدنيا ولم تقم يوم القيامة, وخُذ أبا بكر الصديق, وخُذ سيدنا عمر من الصحابة الكرام قبورهما روضة من رياض الجنة, اذهب إلى قبر النبي عليه الصلاة والسلام ثم قل: لماذا أنا سعيد ؟ لماذا أنا مغموس في سعادة لا توصف ؟ روائح طيبة, أي أنت وقفت أمام المقام لاشك أن هذه النفس الطاهرة فاحت عليك روائحها الطيبة, كيف بأصحابه الذين افتدوه بأرواحهم ؟.

الحق واحد لا يتعدد من أجل ذلك لا يخشى البحث:

  مثلاً إذا قلت: الأرض كروية, هل تخشى بهذه المقولة أحداً ؟ إنها صوِّرت وراءها الناس بأم أعينهم كرة, هل تخشى أن تقول لعالم في دولة أجنبية أن الأرض كروية ولا تقل لأحد ؟ إنها حقيقة صارخة مسلّم بها, يجب أن يصل إيمانك بالإسلام إلى مستوى إيمانك بأن الأرض كرة هذه الحقيقة صارخة ومسلّم بها ومقطوع بصحتها ولا تخشى البحث, الذي يقول الأرض مسطحة في عام 1986 هناك علماء يصرون على أن الأرض مسطحة منبسطة فهل تخشى أفكارهم البحث ؟ نقلت بعض أفكارهم في صحف أجنبية فما كان من قراء هذه الصحف إلا أنهم سخروا إذا قال الإنسان الأرض منبسطة هذا ليس حقاً بل باطل, والباطل يخشى البحث لأنه مع البحث يسقط.
  إذا كان لدينا قطعة معدنية مطلية بماء الذهب وهي تنك, وهذه القطعة هل تخشى الحك ؟ نعم لأنها مزورة تخشى الاستعمال, أما الذهب الطبيعي لا يخشى الاستعمال لأنه غير مزور, وهذه نقطة دقيقة الحقيقة لا تخشى البحث, إنني أكثرت من ذكر ذلك الموضوع لأنني أحب أن تكون عندكم واضحة, إذا كنت على حق فلا تخف ربنا عزّ وجل قال:

﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾

(سورة سبأ الآية: 24)

 انظر إلى هذا الطرح الموضوعي يعني الحق واحد, أما نحن على الحق وأنتم على الباطل, أو أنتم على الحق ونحن على الباطل والمناقشة بيننا, لقد كان لي عمل إداري في التعليم فكان الموظفون الذين معي لي معهم كلمة مشهورة, إما أن أقنعك أو أن تقنعني فالعلاقة علمية الحق رائدنا جميعاً, أعطيك أمراً إما أن تقنعني أنه خطأ فأتراجع عنه أو أن أقنعك أنه صحيح فيجب أن تأخذ به بالدقة والتمام,

﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْفِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾

( سورة سبأ الآية: 24 )

 لا يوجد حل ثالث إما الحق وإما الباطل, الحق واحد ولا يوجد حقان, هناك قاضٍ جاءه متخاصمان, تكلم الأول كلاماً منطقياً قال له: الحق معك, ثم تكلم الثاني فقال له أيضاً: معك حق شيء منطقي. ويظهر أن زوجته كانت معه فقالت له: يا فلان ما هذا الحكم ؟ فقال لها: والله معك حق أنت أيضاً, وهنا أصبح الحق ثلاثة, الحق واحد إما معي وإما معك

﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾

( سورة سبأ الآية: 24 )

 انظر إلى هذه الموضوعية قال تعالى:

 

﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾

 

(سورة النحل الآية: 125)

بعض الإرشادات والتوجيهات للداعي إلى الله:

1- ينبغي لحامل الرسالة أن يكون كلامه ليناً سهلاً بعيداً عن القسوة والفظاظة:

  لو أن الحق معك فلا تكن فظاً بنقل الحق كن لطيفاً, ليس القصد أن تحطمه, القصد أن تأخذ بيده, وليس القصد أن تشهر بجهله بل القصد أن تعلمه, فحتى لو دعوت إلى الحق يجب أن تدعو إليه باللطف والإحسان.

﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾

( سورة النحل الآية: 125)

﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾

(سورة آل عمران الآية: 159)

  دخل رجل لعند ملك فقال له: سأعظك وأغلظ عليك قال له: ولِمَ الغلظة يا أخي ؟ إن الله أرسل من هو خير منك إلى من هو شر مني أرسل موسى إلى فرعون, فهل أنت مثل موسى ؟ وهل أنا مثل فرعون ؟ فقال له:

﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾

(سورة طه الآية: 44)

  الدعوة باللين والنعومة وليس بالغلظة

 

﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾

 

( سورة آل عمران الآية:159 )

 

2- على حامل الرسالة أن يكون متمتعاً بالعلم والذكاء والحكمة:

 

﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ﴾

(سورة الحج الآية: 8)

  ليس عنده علم, ولا قلب مستنير, ولا فهم لكتاب الله, فكيف يتصدر للدعوة إلى الله ؟ فإما أن تكون عالماً, أو أن تكون ذا قلب مستنير, أو أن تملك تفكيراً صحيحاً لكتاب الله

﴿وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ﴾

( سورة الحج الآية: 8)

 إذا أردت أن تجادل فبالعلم أو بالهدى أو بالكتاب المنير, وإذا أردت أن تجادل فبالتي هي أحسن

3- أن لا يبين للمعرض أثناء الحوار أنه على باطل وهو على حق وإنما يتبع الحجة والبرهان:

  إذا أردت أن تجادل لا تقل: أنا على حق وأنت على باطل بل قل: إما أنا غلطان وإما دعنا نتناقش قال تعالى:

﴿ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ﴾

( سورة سبأ الآية: 24 )

  فنحن رائدنا المنطق, و الحقيقة, و الدليل العقلي, والبيّنة, والبرهان هذا رائدنا, فأنا أطرح فكرة إما أن تثبتها أنت أو أن ترفضها هذا أول أدب, النبي صلى الله عليه وسلم زار صحابياً في ظاهر المدينة فلما جلس النبي الكريم هناك صحابي سأل عنه اسمه مالك ابن الدخيشن قال أين مالك ؟ قال رجل: نافق مالك " هذا منافق " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا " فما يعني بلا ؟ " قال له آخر: إنه يبغض الله ورسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا, فما يعني بلا ؟
 فإذا قال النبي ليس منافقاً وهو منافق شك أصحابه بتقييمه, وإذا سكت فمعنى ذلك أنه أقرهم على تقييمهم, فقال: لا, حتى يفهمها أصحابه لا تقولوا هذا الكلام, ويفهمها مالك ابن الدخيشن أنه ليس منافقاً, وفعلاً بعد فترة عاد إلى النبي وحسن إسلامه وتاب إليه, قول الرسول فيه لطف, ثم قال:

" عَنْ عَبْدِاللَّهِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَةً وَقُلْتُ أُخْرَى قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ مَاتَ وَهْوَ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ نِدًّا دَخَلَ النَّارَ وَقُلْتُ أَنَا مَنْ مَاتَ وَهْوَ لا يَدْعُو لِلَّهِ نِدًّا دَخَلَ الْجَنَّةَ "

( ورد في الأثر )

 

البحث العلمي يفضي صاحبه إلى الإيمان بالله:

  البحث العلمي يفضي إلى الإيمان بالله, أي إذا كان إنسان لم يخطر في باله أن يؤمن بالله عزّ وجل, الإيمان بالله خارج اهتمامه, مثلاً يحضّر دكتوراه في الطب في دولة أجنبية عندما يطالع الحقائق العلمية المذهلة يجد نفسه بشكل لا شعوري يؤمن بالله العظيم, فالحقيقة وحدها تنقلك إلى الإيمان بالله شئت أم أبيت, أحببت أم كرهت, هذا ما قاله الإمام الغزالي:

طلبنا العلم لغير الله   فأبى العلم إلا أن يكون لله

 فإذا درس إنسان الإسلام حتى يرد عليه نجده غالباً يصبح مسلماً, وهذا ما حصل لكبار أعداء الإسلام, إنهم درسوه ليردوا عليه لأنه حق فأذعنوا له. البحث العلمي المجرد يوصل إلى الإيمان بالله شيء طبيعي, الدليل:

 

﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾

 

(سورة آل عمران الآية: 18)

 أي أولوا العلم يشهدون أنه لا إله إلا الله وأنه قائم بالقسط.

 

﴿وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾

 

(سورة فاطر الآية: 28)

 

لا يخشى الله إلا العلماء الراسخين في العلم:

 العلماء ينقلهم علمهم لا إلى الإيمان بالله فقط بل إلى خشيته, يعني إذا أحدهم عرف أن هذا مفاعل نووي وله إشعاعات قاتلة فإذا عرف أن هذا المفاعل خطر هل يعتقد أنه خطير ويقف أمامه أم يبتعد ؟ إنه يبتعد, وهناك أدوية زراعية خطرة جداً, لا يسمح له البائع أن يبيعها إلا بعد أن يأخذ تصريحاً خطياً من الشاري بحسن استخدامه, وهناك رجل اشترى هذا المبيد وحله في وعاء ورش به الشجر وغسله خمسة وجوه وطبخ فيه وأكل هو وزوجته وخمسة أولاد فكلهم ماتوا, فإذا عرفت بالضبط خطورة هذا الدواء هل تعرف فقط أنه خطر فقط ؟ هل تكتفي بالمعرفة فقط أم تطبق استعمالات الدواء 100% ؟ المعرفة اليقينية تنقلك حتماً إلى تطبيق وماذا قال ربنا ؟

﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾

( سورة فاطر الآية: 28 )

 فالعلماء وحدهم لم يؤمنوا به فقط بل إنهم يخشونه, ربنا عزّ وجل قال:

﴿أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾

(سورة الزُمر الآية: 9)

 وقد بحثت بنفسي عن حالتين حادتين إذا كنت جائعاً جوعاً شديداً وأنت موضوع في مكان فيه أنفس أنواع اللحم المشوي مع كل أنواع المقبلات وفي مكان رائحته كريهة تفوح منه إلى 2 كم فأسألك هل يستوي هذا الطعام وهذا الطعام ؟ إنه ليس فرقاً بين لحم وأرز أو لحم ضأن وجمل ليس هذا الفرق, يا ليت هذا فرق ! الفرق بين لحم من أنفس أنواع اللحم وبين رائحة كريهة ظاهرة,

﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾

( سورة الزمر الآية: 9)

  لذلك قالوا: مرتبة العلم أعلى المراتب.

 

العلماء أحياء ما بقي الدهر وكذلك كل مؤمن مخلص في إيمانه لله:

 دخلت مرة على طلاب سألتهم سؤالاً ؟ قلت لهم: إذا أجابني أحدكم فسوف أمنحه علامة تامة باللغة العربية, من يذكر لي اسم تاجر واحد عاش سنة 1810 بالشام ؟ صمتوا, تركتهم 10 دقائق لم يعرفوا قلت لهم: وأنا لا أعرف مثلكم صدق القائل:

مات خُزّان المال وهم أحياء   والعلماء باقون ما بقي الدهر

 كم مرة يذكر سيدنا عمر في العالم الإسلامي باليوم الواحد ؟ وكم مرة نقول الإمام الشافعي ؟ العلماء باقون ما بقي الدهر, أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة, أمّا خُزّان المال انتهوا, هذا الكلام المقصود به أصحاب الأموال غير المؤمنين فقط, أما المؤمن فله ذكر حسن وعطر, وإن المال له قوة, والعلم له قوة, فهناك إنسان بماله يهدي الناس و يرقى إلى سابع سماء, أمّا المؤمن فتشتهي والله أن تكون مثله غنياً لتواضعه وسخائه وكرمه وإرسال ماله إلى الدار الآخرة قبله من أجل أن يسره اللحاق به, قال تعالى:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾

(سورة المجادلة الآية: 11)

 الله سبحانه وتعالى يرفع العالم به درجات, الإمام البخاري لم يكن عربياً بل من بخارى و علماء كبار جداً ملء السمع والبصر لم يكونوا عرباً, ما الذي رفعهم في نظر العرب ؟ إنه علمهم, أما النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فقال: " ليست العربية بأحدكم من أب وأم ولكن من تكلم العربية فهو عربي " مقياس رسول الله للعروبة من تكلم العربية, لأنه أحب هذه الأمة حبه لها دفعه إلى تعلم لغتها لأنها لغة القرآن هذا مقياس النبي مقياسه بالنسب القومي

" من تكلم العربية فهو عربي "

 ومقياسه بالنسب الحقيقي

" أنا جد كل تقي ولو كان عبداً حبشياً "

( ورد في الأثر )

 وأجمل شيء في الإسلام ليس فيه تفرقة ولا طبقية ولا عرقية مبدأ واحد:

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾

(سورة الحجرات الآية: 13)

 سلمان منا آل البيت.

﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾

(سورة المسد الآية: 1)

 

ينبغي على المسلم أن يكون حريصاً على معتقداته فلا يتبع ما ليس له علم:

 الله عزّ وجل نهى عن اتباع ما ليس لك به علم قال:

﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً﴾

(سورة الإسراء الآية: 36)

 الإنسان قد يؤمن بعقيدة من دون تحقق, و تثبت, وتدبر, ويقول: إنَّ فلاناً قال لي: إن هذا صحيح وحق, فهل سأله: ما الدليل ؟ قال العلماء كلمة مشهورة: " إذا كنت ناقلاً فالصحة وإذا كنت مبتدعاً فالدليل ", إذا قال لك أحدهم: إن الموضوع كذا وكذا فاسأله ما الدليل ؟ أدليل عقلي أم دليل نقلي ؟ آية, حديث متواتر أو حديث صحيح ليس بضعيف, أو حديث موضوع أو آحاد, تحدثنا عن هذا سابقاً.
 كل إنسان يؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب هذه القبة الخضراء لأنه هناك يوجد وحي و معجزة, ما جاءنا عن صاحب هذه القبة الخضراء فعلى العين والرأس وما جاءنا من سواه فهم رجال ونحن رجال, عوّد نفسك أي إنسان أدلى إليك بمعلومة أو بتوجيه أو بحكم اسأله: ما الدليل ؟ إذا مات إنسان يوم الجمعة دخل الجنة قل له: أخي هذا الحديث أين قرأته ؟ من أي كتاب ؟ من قال لك إياه ؟.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور