وضع داكن
12-08-2025
Logo
الخطبة : 1186 - إضاءات كاشفة لما ينبغي أن نكون عليه- واجب المسلمين تجاه هذه الأزمة.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الخطبة الأولى: 

الحمد لله، ثم الحمد لله، الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وما توفيقي، ولا اعتصامي، ولا توكلي إلا على الله، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً بربوبيته وإرغاماً لمن جحدَ به وكفر، وأشهد أنّ سيدنا محمداً -صلى الله عليه وسلم- رسول الله سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته الغُرّ الميامين أمناء دعوته وقادة ألويته، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وُحول الشهوات إلى جنّات القربات.

تمهيد:


أيها الإخوة الكرام؛ حقيقة لا بدّ أن أبوح بها؛ قبل أسبوعين أجريت عملاً جراحياً يقتضي نقاهة تمنعني من ممارسة أي عمل حتى ولو كان دعوياً، وهذا جواب تساؤلات كثيرة مضمونها: أين الشيخ في هذه الأيام؟ شيء آخر؛ في زحمة الأحداث، وتسارع المتغيرات، وفي خِضَمّ تداعيات النوازل والمستجدات، وكثرة الأطروحات والتحليلات، يلحظ المتأمل الغيور غياباً أو تغييباً للرؤية الصحيحة، والنظر الثاقب في فقه السنن الكونية، حتى حصل من جرّاء ذلك زللٌ في الأقدام، وخطأ في الأقلام، واضطراب في الأفهام، وتشويش وحيرة عند كثير من أهل الإسلام، مما يؤكد أهمية المرجعية الواحدة للأمة الواحدة التي ينبغي أن ترتكز في تحقيق أهدافها على صحة المعتقَد، وسلامة المنهج، والعناية بمصالح الأمة الكبرى، ومقاصد الشريعة العظمى، باعتدال في الرؤى، وتوازن في النظر، وأسلوبٍ عالٍ في الطرح والحوار.

حقائق عامة:


وها أنذا أضع بين يدي إخوتي في هذا المسجد، وبين إخوتي المواطنين في هذا البلد الطيب هذه الحقائق التالية:
أولاً: انطلاقاً من غيرتي على بلدي سورية الحبيبة، وعلى أمنها واستقرارها، ومستقبل أجيالها، ووحدة أرضها وشعبها أردت إلقاء هذه الخطبة على الرغم من أنني ما زلت في فترة النقاهة، فلعل هذه الخطبة تكون إضاءة كاشفة لما ينبغي أن نكون عليه، وأحتسبها عند الله تعالى.
ثانياً: أعزي من أعماق قلبي أهل الشهداء جميعاً من كل شرائح أبناء هذا الوطن الذين قَضَوا من أجل الشأن العام، وأرجو الله -جلَّ جلاله- أن يكونوا أحياء عند ربهم يرزقون.
ثالثاً: تتشابه الدول النامية -في الأعم الأغلب- في المشكلات التي تعاني منها شعوبها، وقد قلت في ندوة تلفزيونية قبل خمسة وعشرين عاماً تقريباً أخاطب أولي الأمر: أعطِ المواطن رغيف خبزه وكرامته وخذ منه كل شيء، ولا تغلق بابك دونهم فيأكل قويهم ضعيفهم.

ماهية الإنسان:


الإنسان -أيها الإخوة- جسم يتحرك وغذاؤه الطعام والشراب، وهو عقل يدرك وغذاؤه العلم والمعرفة، وهو قلب يشعر وغذاؤه الحب والولاء، فحينما لا تتحقق هذه الحاجات الأساسية للإنسان يختل توازنه، ويتصرف بطريقة قد لا ترضي الطرف الآخر؛ لأن الآخر في بعض الأحيان لا يعاني ما يعانيه. 

لا يعرفُ الشوقَ إلا مَن يُكابِدُه    ولا الصَّبـابــةَ إلا مَن يُعانِــيـها

[ الأبله البغدادي ]

والشيء الذي يلفت النظر أن القيادة العليا صرحت: إن طلبات هؤلاء المحتجين محقة، وما من موضوع إلا ويخضع للبحث والدرس، وهذا موقف موضوعي من القيادة يلفت النظر، وتُشكَر عليه، ولا بد من التنويه أنّك لو أعطيت الإنسان رغيف خبزه ولم يشعر بكرامته لا تُحَلّ المشكلة لأنه كما ورد: "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان" ومما يلفت النظر أيضاً في الأحداث الأخيرة أن المواطنين على اختلاف أطيافهم وانتماءاتهم لم يطرحوا أي طرح طائفي وهذا وسام شرف لهذه الأمة.

أهمية الوحدة الوطنية:


وإذا أردتم التأصيل الديني لوحدة الأمة على الرغم من تعدد أطيافها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما دخل المدينة كان فيها الأوس والخزرج، وكان بعضهم مسلمون وبعضهم الآخر وثنيون، وعدد ليس بالقليل من أهل الكتاب، والموالي والأعراب، ومع ذلك قال عليه الصلاة والسلام: "أهل يثرب أمة واحدة سِلمهم واحدة وحربهم واحدة" وهذا الكلام يُعبَّر عنه اليوم بالوحدة الوطنية، أو التعايش المشترك، أو السِّلم الأهلي، وهذا أصل من أصول ديننا الحنيف، والذي يلفت النظر ويبعث على الطمأنينة أنني لم يصل إلى سمعي طرحٌ طائفي إطلاقاً، ولا طرح إقليمي في هذه الأزمة الحادة التي يمرُّ بها وطننا، بل هو مطلب الحرية ومحاربة الفساد ليس غير، لكن البعض يكيد لبلدنا الحبيب حينما يحاول أن يعطي هذه الأزمة بعداً طائفياً، وهذا خطأ شنيع وسلوك قذِر، وأنا أؤمن بكل قطرة في دمي، وبكل خلية في جسمي أن الشعبَ أيَّ شعبٍ همّه الوحيد كيف يُحكم لا مَن يحكمه، وهذه الحقيقة تلغي أيّ تفسير طائفي، بل حينما تتحقق للمواطن حاجاته المادية الأساسية وحاجاته النفسية ولاسيما حريته التي تؤكد كرامته فإن المواطن سيقدّر هذا عالياً، وعندئذٍ يتفانى في خدمة وطنه، والذود عنه، والإسهام في نهضته، وحينما فتحت جيوش المسلمين البلاد شرقاً وغرباً، وأن شعوب هذه البلاد حينما رأت عدل المسلمين ورحمتهم أعطوا ولاءَهم وحبَّهم لهم، وهذا ما يؤكده تاريخ الفتوحات الإسلامية، يقول أحد الفرنجة الذي شهد فتح القدس من قِبَل صلاح الدين: "إن المسلمين لم يؤذوا أحداً، ولم ينهبوا مالاً، ولم يقتلوا مسالماً، ولا معاهداً، ولم نرَ منهم إلا الخير والمروءة، وهم أهل حضارة وتمدُّن وصدق، وصَدَقَ من قال: ما عرف التاريخ فاتحاً أرحم منهم" وهذا ما آمله من أبناء وطننا الحبيب في شتى أطيافه واتجاهاته، ولا سيما صانعوا القرار، ولا بدّ من الإشارة إلى أن المقولة التي تتردد كثيراً أننا مستهدفون لأننا أخذنا مواقف كدنا ننفرد بها من دعم للمقاومة، ورفض لكل حل استسلامي مع أعداء أمتنا، وهذه المواقف هي وسام شرف لبلدنا الطيب حُقَّ لنا أن نفتخرَ بها، ولكن هذا لا يُعفينا من الحديث عن الأخطاء، والبحث عن الحلول، فهذا يُعَدّ على المدى البعيد أحد أهم الأسباب التي تعيننا على متابعة تماسكنا الاجتماعي في وجه كل عدوان من قِبَل أعداء الأمة.  

المنصب القيادي:


وحينما تختار القيادة العليا مواطناً لشغل منصب قيادي حُقَّ لها أن تشترط فيه الوطنية والولاء أولاً، ولكن لا بدّ أن تضيف إلى شرط الوطنية والولاء شرط الكفاءة والنزاهة.

﴿ قَالَتْ إِحْدَىٰهُمَا يَٰٓأَبَتِ ٱسْتَـْٔجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ ٱسْتَـْٔجَرْتَ ٱلْقَوِىُّ ٱلْأَمِينُ (26)﴾

[  سورة القصص ]

 القوي: صاحب الكفاءة، والأمين: صاحب المبادئ والقيم، وعندنا في هذا البلد الطيب من هذه الكفاءات الوطنية والأخلاقية العدد الكبير. 

كيفية الخروج من هذه الأزمة: 


أولاً: إنجازات تشريعية ومعاشيّة ملموسة:

 أما الوسائل الفعالة للخروج من هذه الأزمة فأعتقد أن الناس يهدؤون من خلال عيونهم، لا من خلال آذانهم، فلا بد من إنجازات تشريعية ومعاشيّة يراها المواطنون بأعينهم في أقرب وقت، فالوعود التي أدلت بها القيادة العليا ينبغي أن يُوضَع لها سقف زمني محدّد وقريب، كي تصبح بعد انقضاء المدة واقعاً يعيشه المواطنون، وقد بدأت تصدر بعض المراسيم والقوانين والحمد لله.  

ثانيًا: محاسبة المسيئين:

ولا بد من الإسراع في عمل اللجنة التي شُكِّلت لتحاسب كل مسؤول عما اقترفت يداه، وأن يُحال إلى القضاء لينال جزاءه العادل، فالإنسان بنيان الله في الأرض وملعون من هدم بُنيان الله، وقد نظر ابن عمر -رضي الله عنهما- يوماً إلى الكعبة المشرفة فقال: "ما أعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة منك عند الله" .

ثالثًا: تحقيق المطالب:

وهناك مطلب بل مطالب قد تحققت تستدعي شكراً لمن تحققت هذه المطالب على يديه وبسببه، ومطالب وعد المسؤولون بتحقيقها، فالشعب ينتظر تحقيقها بفارغ الصبر.  

رابعًا: الرجوع إلى التاريخ الإسلامي:

وأتمنى على الإخوة المسؤولين أن يتطلعوا إلى خصائص العصور الذهبية في التاريخ الإسلامي، هذه العصور التي سعدت بها أمتنا في مراحل تاريخها المتألق، وليس مستحيلاً أن يعيد التاريخ نفسه. 

إنما تنصرون بضعفائكم:


تروي فاطمة بنت عبد الملك زوجة الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين، قالت: "دخلت على عمر يوماً في مصلاه فرأيته واضعاً يده على خده، ودموعه تسيل، فقلـت له: ما بالك، وفيمَ بكاؤك؟ فقال: دعيني وشأني، فلما ألحت عليه قال لها: ويحك يا فاطمة، إني قد وُلّيت هذا الأمر، ففكرت في الفقير الجائع، والمريض الضائع، والعاري المجهول، واليتيم المكسور، والمظلوم المقهـور، والغريب، والأسير، والشيخ الكبير، والأرملة الوحيدة، وذي العيال الكثير والــرزق القليل، وأشباههم في أطراف البلاد، فعلمت أن ربي سيسألني عنهم جميعاً يوم القيامة، وأن خصمي دونهم يومئذ رسول الله   -صلى الله عليه وسلم- فخشيت ألا تثبت لي حجة، فلهذا أبكي"، وقد قال عليه الصلاة والسلام: 

(( ابْغوني الضُّعَفاءَ؛ فإنَّما تُنصَرونَ، وتُرزَقونَ بضُعَفائِك. ))

[ أخرجه شعيب الأرناؤوط عن أبي الدرداء ]

 وفي الحديث الشريف هذا ملمحان دقيقان؛ الأول ملمح توحيدي: وهو أن القوي الذي مكّنه الله في الأرض إذا نصر الضعيف؛ أطعمه إن كان جائعاً، وكساه إن كان عارياً، وآواه إن كان مشرداً، ووفر له عملاً إن كان عاطلاً، وعالجه إن كان مريضاً، وهيّأ له سبل المعرفة إن كان جاهلاً، ونصره إن كان مظلوماً، منحه أسباب كرامته إذا كان مضطهداً، عندئذ يكافئ الله القوي مكافأة من جنس عمله، فينصره على أعدائه الأقوى منه، والملمح الثاني واقعي: وهو أن الأمة بنصرة الضعيف تتماسك وتجتمع، وتصبح سداً منيعاً، فلا يستطيع العدو الخارجي أن يخرقها، ولا أن يفتت وحدتها، ولا أن يشقّ صفوفها، "أعطِ الإنسان رغيف خبزه وكرامته وخذ منه كل شيء، ولا تغلق بابك دونهم فيأكل قويهم ضعيفهم" .  

طرق معالجة المشكلات:


وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعالج المشكلات من أسبابها، لا من نتائجها، فقد دخل رجل بستان أنصاري، وأكل من شجرة من دون إذنه، فساقه هذا الأنصاري إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- على أنه سارق، فقال عليه الصلاة والسلام لهذا الأنصاري:

(( أصابَتْنا مَجاعةٌ، فأتَيتُ المدينةَ، فدَخَلْتُ حائطًا مِن حِيطانِها، فأخَذْتُ سُنْبُلًا فعَرَكْتُه، فأكَلْتُ منه، وجعَلْتُ منه في ثَوْبي، فجاءَ صاحبُ الحائطِ فضَرَبَني وأخَذَ ثَوْبي، فأتيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: ما عَلَّمْتَهُ إذ كانَ جاهِلًا، ولا أطْعَمْتَهُ إذ كان ساغِبًا أو جائعًا، قالَ: فرَدَّ عَلَيَّ الثَّوْبَ، وأمَرَ لي بنِصْفِ وَسْقٍ، أو وَسْقٍ. ))

[ رواه الحاكم في المستدرك عن عباد بن شرحبيل ]

ما أروع هذا الكلام! لقد عالج النبي الكريم هذه المشكلة من أسبابها (ما عَلَّمْتَهُ إذ كانَ جاهِلًا، ولا أطْعَمْتَهُ إذ كان ساغِبًا أو جائعًا) ، وأتمنى على الإخوة المسؤولين في القيادة العليا أن يؤكدوا للمواطنين مرات ومرات أن المواطن ما لم يكن مذنباً فهو آمن في بيته، وفي عمله، وفي حِلّه وترحاله، وأنّ أحداً مهما يكن قوياً لا يستطيع أن يسلبه حريته وأمنه واستقراره، وأرجو من الإخوة المسؤولين في القيادة العليا أن يأخذوا بالقاعدة الذهبية: مالم يُكافَأ المحسن، وما لم يُعاقَب المسيء فلن ينضبط الناس انضباطاً ذاتياً يسهم في ازدهار الوطن ورفعة شأنه ، سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان إذا أراد إنفاذ أمر، جمع أهله وخاصته، وقال: "إني قد نهيت الناس عن كذا وكذا وإنهم إنما ينظرون إليكم نظر الطير إلى اللحم فإن وقعتم وقعوا، وإن هبتم هابوا، وايم الله لا أوتي برجل منكم فعل الذي نهيت عنه إلا ضاعفت له العقوبة، لمكانه مني فمن شاء فليتقدم ومن شاء فليتأخر" ،  فصارت القرابة من عمر مصيبة، وقال عمر -رضي الله عنه- لأحد ولاته: "إن الله قد استخلفنا عن خلقه لنسد جوعتهم، ونستر عورتهم، ونوفر لهم حرفتهم، فإذا وفينا لهم ذلك تقاضيناهم شكرها، إن هذه الأيدي خلقت لتعمل، فإذا لم تجد في الطاعة عملاً، التمست في المعصية أعمالاً، فاشغلها بالطاعة، قبل أن تشغلك بالمعصية" ، ولا تغلق بابك دونهم فيأكل قويهم ضعيفهم.  

رجائي لكم: 


أولاً: وأرجو من الإخوة المسؤولين في القيادة العليا أن يقدموا للمواطنين في أقرب وقت ممكن إنجازاً ملموساً يرونه بأعينهم، ولا يسمعونه بآذانهم، يحقق لهم حاجاتهم الأساسية، ويحقق لهم أيضاً تطلعاتهم إلى الحرية، ولا سيما تلك البنود التي أدلت بها القيادة في بداية الأزمة، وقد بدأت –فيما أعلم- بعض القوانين تصدر تباعاً تحقيقاً للوعود التي قطعتها القيادة العليا للمواطنين.
ثانياً: وأرجو من الإخوة المسؤولين في القيادة العليا أن يباشروا في محاسبة الذين تسببوا في الذي جرى في بعض المحافظات السورية، قال تعالى:

﴿ وَلَكُمْ فِى ٱلْقِصَاصِ حَيَوٰةٌ يَٰٓأُوْلِى ٱلْأَلْبَٰبِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)﴾

[ سورة البقرة  ]

وعندئذ تكون محاسبتهم شفاء لما في الصدور، قال تعالى:

﴿ مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ أَنَّهُۥ مَن قَتَلَ نَفْسًۢا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍۢ فِى ٱلْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَآ أَحْيَا ٱلنَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِٱلْبَيِّنَٰتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِى ٱلْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32)﴾

[  سورة المائدة  ]

ثالثاً: وأرجو من الإخوة المواطنين أن يعتقدوا أن إنكار المنكَر ينبغي ألا يؤدي إلى فتنة عمياء لا تبقي ولا تذر، أدعوهم أن يستجيبوا لنداء المسؤولين إلى التهدئة، وأن يعطوا المسؤولين الوقت الكافي لدراسة مشاريع القوانين التي تحقق بعض مطالب المواطنين تمهيداً لإصدارها.
رابعاً: وأرجو من الإخوة المواطنين أن ينصرفوا إلى أعمالهم، وأن يجهدوا في إتقانها وتطويرها ليكون عمل كل مواطن تعبيراً عن انتمائه لوطنه وحبه له، وتأكيداً للمواطنة الصالحة التي يتطلع إليها المجتمع السوري قيادة وشعباً.

نصائح:


فأُسَرنا ينبغي أن تتماسك، وأمهاتنا ينبغي لهن أن يتفرغن لتربية أولادهن، وطالبُنا ينبغي أن يتفوق، ومعلمنا ينبغي أن يحمل رسالة سامية يسعى لتحقيقها بين طلابه، وعاملنا ينبغي أن يتقن عمله، وفلاحنا ينبغي أن يرتبط بأرضه ليزرعها، وموظفنا ينبغي أن يتفانى في خدمة دافعي الضرائب، وقاضينا ينبغي أن يعدل، وعالِمنا ينبغي أن يؤثر خدمة أمته على حظوظه من الدنيا، وداعيتنا ينبغي أن ينصح ولا يمدح، وضابطنا ينبغي له أن يوقن أن المعركة مع العدو قادمة لا محالة، وأن حديث العدو عن السلام مراوغة وكذب، وكسب للوقت ليس غير، وثرواتنا ينبغي أن تُستخرَج، ومصانعنا ينبغي أن تُطوَّر، وأرضنا ينبغي أن تُستصلَح، ومياهنا ينبغي أن يُرشَّد استهلاكها، وهذا لا يكون إلا بإيمان بالله يحملنا على طاعته، وإيمان باليوم الآخر يحملنا على ألا نظلم بعضنا بعضاً، وأن نطلب جزاء جهدنا وجهادنا في الجنة، وهذا نوع من الجهاد لا تُقطَف ثماره عاجلاً بل آجلاً، وأنا أسمي هذا الجهاد (الجهاد البنائي) ،
إن بعض الاندفاع قد يضاعف المعاناة بدلاً من أن يحلها، والغفلة عن المستقبل ستجعلنا مشغولين أبداً بإطفاء الحرائق هنا وهناك عن العمل الجاد الذي يخفف المعاناة عن أجيالنا اللاحقة، وأن علاج الجرح المفتوح -على أهميته- ينبغي ألا ينسينا التفكير في مستقبل أجيالنا التي سوف تتساءل: هل تركنا لها شيئاً آخر غير الجراح؟ ينبغي أن يفكر الفرد الواحد في الموقع الذي يفرغ فيه طاقته، ويؤدي من خلاله دوره ورسالته، وبتحديد هدفه يـبدأ المسير إليه بخطى ثابتة يقطع مراحل منه، فيكون قد رسم الهدف، وحدد الطريق، وبدأ السعي، وهذا يوصل وفق السنن الربانية إلى الهدف، ومن ثم تتزايد الأعداد الإيجابية التي تمارس دورها بشكل صحيح، بدلاً من أن تكون هذه الأعداد تتساءل فقط ماذا نعمل؟ ثم لا يعملون شيئاً، ولا ينبغي ألا يكون تفكير الفرد الواحد دائماً هو أن يرفع المعاناة عن الأمة كلها، فالواحد القادر على رفع المعاناة كلها هو الله -عزَّ وجلَّ-، أما البشر فيكفي أن يستفرغ المرء جهده وطاقته، ولا يدّخر منها شيئاً في موقع معين، ثم لا يضيره أن تتحقق النتائج على يد غيره بعد وضع الأساس وبدء البناء.
أيها الإخوة الكرام؛ إن رَفع المعاناة عن الأمة يتطلب عدداً كبيراً من المؤمنين الواعين المخلصين المضحّين في جميع الميادين، وهذا ما يجب أن نسعى إليه، ولَأَن ينجح فرد في إعداد مجموعة من المواطنين إعدادًا إيمانياً وعلمياً وعقلياً وخُلقياً ونفسياً واجتماعياً أحب وأنفع من أن يلقي بنفسه في أُتون نار تقول: هل من مزيد، إن النجاح يكمن في أن يستخدم المرء عقله قبل يده كما يفعل أعداؤنا الصهاينة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ –رضي الله عنهما- قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ:

(( يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ، لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ. ))

[ أخرجه ابن ماجه عن عبد الله بن عمر ]

هل هناك من حديث أوضح من هذا؟! ولا شك أن هناك تقصيراً من الدعاة في واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للأمراء، وأن هناك تقصيراً من الأمراء في واجب إزالة المنكرات، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:

(( ما من قومٍ يُعمَلُ فيهم بالمعاصي، ثم يقدِرون أن يُغَيِّروا ثم لا يُغَيِّروا؛ ألا يوشكُ أن يعمَّهم اللهُ منه بعقابٍ ))

[ صحيح الترغيب عن أبي بكر الصديق ]

وعن النُّعْمَان بْن بَشِيرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- يَقُولُ:

(( أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: مَثَلُ القَائِم في حُدُودِ اللَّه والْوَاقِع فيها، كَمثل قَومٍ اسْتَهَموا على سَفِينَةٍ، فَأَصابَ بَعْضُهم أعْلاهَا، وبعضُهم أَسْفلَهَا، فكان الذي في أَسفلها إذا استَقَوْا من الماء مَرُّوا على مَنْ فَوقَهمْ، فقالوا: لو أنا خَرَقْنا في نَصِيبِنَا خَرقا ولَمْ نُؤذِ مَنْ فَوقَنا؟ فإن تَرَكُوهُمْ وما أَرَادوا هَلَكوا وهلكوا جَميعا، وإنْ أخذُوا على أيديِهِمْ نَجَوْا ونَجَوْا جَميعاً. ))

[ صحيح البخاري عن النعمان بن بشير ]

أي نحن جميعاً في هذا الوطن في قارب واحد، نسلم جميعاً، نتفوق جميعاً، نقوى جميعاً على أعداء الأمة أو نضعف جميعاً، نحن جميعاً في قارب واحد، الإمام الغزالي يقول: "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم في الدين، وهو الذي بعث الله له النبيين أجمعين، ولو طُوِي بساطه، وأُهمِل عِلمه وعمله لتعطلت النبوة، واضمحلّت الديانة، وعمَّت الفترة، وفشت الضلالة، وشاعت الجهالة، واستشرى الفساد، وخربت البلاد، وهلك العباد، ولم يشعروا بالهلاك إلا يوم التناد، وقد كان الذي خفنا أن يكون، فإنا لله وإنا إليه راجعون"، هاهنا يبرز معنى الجهاد البنائي، الجهاد البنائي نحن بأمس الحاجة إليه بمفهومه الواسع الذي يغفل عنه معظم المسلمين، والذي هو بذْل أقصى الوُسع، واستفراغ الطاقة في تحصيل المراد، والغفلة عن المستقبل ستجعلنا مشغولين أبداً بإطفاء الحرائق هنا وهناك عن العمل الجاد الذي يخفف المعاناة عن أجيالنا اللاحقة، والسؤال المُلِحّ اليوم: هل من ورقة عمل تُوضَع بين أيدي المسلمين؟
أيها الإخوة الكرام؛ هذا ما سأقوله في الخطبة الثانية، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه يغفر لكم فيا فوز المستغفرين. 

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

ورقة العمل بين أيدي المسلمين:


أيها الإخوة؛ ورقة العمل التي ينبغي أن تُوضَع بين أيدي المؤمنين المسلمين المواطنين هي ورقة دقيقة فيها نقاط عدة.

النقطة الأولى: طلب العلم:

النقطة الأولى في ورقة العمل: العودة إلى منهج السماء علماً وعملاً معاً، ولا بد من العلم المُؤصَّل، والعمل المخلص لخطورة هذه المرحلة التي نمر بها الآن، حتى لا نؤذي من حيث نريد الإصلاح، وحتى لا نفسِد من حيث نريد الخلاص، لا بد من فهم صحيح وعمل صادق، ولا سيما أن الجهل يعدّ أعدى أعداء الإنسان لأن الجاهل يفعل في نفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به، النقطة الأولى: طلب العلم، فإذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم.

النقطة الثانية: تجديد الإيمان:

النقطة الثانية: تجديد الإيمان، نحن لا نظن أن الأمة قد نبذت الإيمان بالكليّة، لا –معاذ الله-ولكن نقول: الإيمان يزيد وينقص، ويتجدد ويبلى، ويقول عليه الصلاة والسلام:

(( إنَّ الإيمانَ ليَخلَقُ في جوفِ أحدِكم كما يَخْلَقُ الثوبُ، فاسأَلوا اللهَ أن يُجدِّدَ الإيمانَ في قلوبِكم ))

[  أخرجه الطبراني  ]

نحن في أمس الحاجة إلى تجديد للإيمان، لأن الإيمان يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، نحتاج إيماناً يعرّفنا بربنا، نحتاج إيماناً يجدد في قلوبنا التوكل على الله، والثقة بالله وحده، والرجاء فيه وحده، والاعتماد عليه وحده، والتوكل عليه وحده، واليقين فيه وحده، نحتاج إيماناً إن استقر في قلوبنا نطقت به ألسنتنا، وصدقته أعمالنا، في الدعاء المأثور: "اللهم إنا نبرأ من الثقة إلا بك، ومن الأمل إلا فيك، ومن التسليم إلا لك، ومن التفويض إلا إليك، ومن الرجاء إلا فيما عندك، ومن الصبر إلا على بابك، ومن الذل إلا في طاعتك" ، روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

((  إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ ))

[  رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة  ]

النقطة الثالثة: الأُخوة الصادقة بين المواطنين:

النقطة الثالثة في ورقة العمل التي ينبغي أن تكون بين أيدينا هي الأُخوّة الصادقة بين المواطنين على اختلاف أطيافهم ومشاربهم، وقد قال تعالى:

﴿ إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)﴾

[  سورة الحجرات  ]

وعَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:

(( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى. ))

[  رواه البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير  ]

ولكن أتساءل أحياناً أين الإخوّة الإيمانية؟ أين أمة الجسد الواحد؟ نخشى أن ينظر المواطن إلى وضع إخوانه الآخرين المأساويّ في شتى أرجاء الوطن فيهزّ كتفَيه، ويمضي وكأن الأمر لا يعنيه، لا من قريب ولا من بعيد ما دام هو آمناً في سربه، معافىً في بدنه، عنده قُوت يومه.

النقطة الرابعة: تحويل العلم إلى عمل:

النقطة الرابعة في ورقة العمل تحويل العلم إلى عمل، العلم ما عُمِل به، العلم في منهج السماء وسيلة وليس غاية، ينبغي أن يُترجَم العلم إلى عمل، فإن العلم إذا خالف العمل بُذِرت بذور النفاق في القلوب، قال تعالى:

﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)﴾

[  سورة الصف  ]

ينبغي أن نحوّل المنهج العلمي الرباني إلى واقع عملي يتألق في دنيانا سمواً، وروعةً، وحركةً، وبناءً، وأن نتحرك في هذه المرحلة إلى الدعوة إلى الله، نريد أن نُسمِع العالم كله عظمة هذا الدين، وحقيقة هذا الدين، قُم أيها الموحِّد دثِّر العالم كله ببردتك، ذات العبق الطاهر، قُم وضمّ العالم كله إلى صدرك، وأسمعه خفقات قلبك، الذي وحّد الله -جل وعلا-، قم واسق الدنيا كأس الفطرة، فطرة التوحيد التي فطر الله الناس عليها.

نداء لكل مواطن:


نريد الآن من كل مواطن غيور أن يبذل الغالي والرخيص، والنفس والنفيس من أجل حقن الدماء ونزع فتيل القنبلة، فإن لم تتحرك الآن، وإن لم يحمل الآن المواطن هموم أمته، وهموم وطنه، وإن لم يتحرك الآن لنصرة بلده، وأمته واستقراره، متى يتحرك؟ لا تأكل ملء بطنك، ولا تنم ملء عينيك، ولا تضحك ملء فمك، وكأن الأمر لا يعنيك،

(( عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ تَخَيَّلَ وَاخْتَالَ، وَنَسِيَ الْكَبِيرَ الْمُتَعَالِ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ تَجَبَّرَ وَاعْتَدَى، وَنَسِيَ الْجَبَّارَ الْأَعْلَى، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ سَهَا وَلَهَا، وَنَسِيَ الْمَقَابِرَ وَالْبِلَى، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ عَتَا، وَطَغَى وَنَسِيَ الْمُبْتَدَا وَالْمُنْتَهَى، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ يَخْتِلُ الدُّنْيَا بِالدِّينِ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ يَخْتِلُ الدِّينَ بِالشُّبُهَاتِ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ طَمَعٌ يَقُودُهُ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ هَوًى يُضِلُّهُ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ رَغَبٌ يُذِلُّهُ ))

[ ضعيف الترمذي عن أسماء بنت عميس  ]


الملف مدقق

الاستماع للدرس

00:00/00:00

نص الزوار

نص الدعاة

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور