وضع داكن
19-05-2024
Logo
محاضرات خارجية – ندوات مختلفة - تركيا - اسطنبول - الملتقى السنوي للأئمة والدعاة في أوروبا - المحاضرة : 18 - الدعوة إلى الله
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت تالعليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الإخوة الكرام، الحقيقة الدقيقة أنني سأقول هذه الكلمة، فإن وجدتم فيها ما ينفع فالفضل لله وحده، وإلّا فحسبكم الله ونعم الوكيل.
الموضوع الذي طُلب مني: مدارج الترقي الدعوي في الواقع المعاصر، وأين الخلل فيه، يعني موضوع عن الدعوة إلى الله، لذلك أشكر لكم هذه الدعوة الكريمة التي إن دلت على شيء فعلى حسن الظن بي وأرجو الله أن أكون عند حسن ظنكم.

الدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم:


الآن: الدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم، ولكن في حدود ما يعلم ومع من يعرف، لذلك كان عنوان هذا اللقاء الطيب: أصول الدعوة إلى الله، وأين الخلل فيها، فقد يتوهم أحدنا أن هذا الموضوع يتعلق بالخطباء والدعاة إلى الله، وسأؤكد لكم أن الدعوة إلى الله فرضٌ عينيٌّ على كل مسلم، ولكن في حدود ما يعلم ومع من يعرف، الدليل: 

(( إِنَّ هذا العلمَ دينٌ ، فانظروا عمن تأخذونَ دينَكم ))

[ رواه أنس بن مالك في الجامع الصغير وفي سنده ضعف ]

(( يا ابنَ عمرَ ! دينُك دينُك، إنَّما هو لحمُكَ و دمُكَ، فانظُر عمَّن تأخذُ، خُذ عنِ الَّذينَ استَقاموا، و لا تأخُذ عن الَّذينَ مالوا. ))

[ الألباني عن عبد الله بن عمر وهو ضعيف ]

لذلك بحسب السياق، إن صحت العقيدة صح العمل، وإذا فسدت فسد العمل، الأصل العقيدة، الفهم، التصور، إيديولوجيا، قال تعالى:

﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) ﴾

[ سورة فصلت ]

أي ليس عند الله إنسان أفضل ﴿مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ ، دعا إلى الله بخطابه، بحديثه، بلقائه، بكل نشاطاته الدعوية، وجاءت حركته في الحياة كدعوته في كسب ماله وإنفاق ماله، وعلاقته بالأقوياء والضعفاء...إلخ.
أن تأتي الحركة التفصيلية في حياته متوافقة تماماً مع دعوته حتى يكسب ما يسمى المصداقية، مرة بمصر الشعراوي رحمه الله سألته سؤالاً في لقائي الثاني، بماذا تنصحني؟ 
قال لي: "ليحذر الداعية أن يكون على خلاف ما يدعوه"، انتهت مصداقيته، لذلك الدعوة إلى الله فرض عين عيني في حدود ما تعلم ومع من تعرف. والدليل: 

﴿ قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) ﴾

[ سورة يوسف ]

﴿عَلَىٰ بَصِيرَةٍ﴾ يعني بالدليل والتعليل، النقطة دقيقة جداً:

﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ  إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(103) ﴾

[ سورة التوبة ]

جاء الأمر وجاءت الحكمة منه، هذا الذي جعل الدعوة فرض عين على كل مسلم، والدليل الآخر:

﴿ وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)﴾

[ سورة العصر ]

إله عظيم يقسم في قرآنه الكريم ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾ جواب القسم الإنسان خاسر لأن الموت ينهي حياته، لكن "إلا" رحمة الله أن هناك "إلا"، ما بعد إلا كما قال الشافعي أركان النجاة﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ ، قال عنها الإمان الشافعي أركان النجاة، عرف الحق معرفة حملته على التطبيق، ﴿آمَنُوا﴾ ، وحركته في الحياة وفق منهج الله، ثم الدعوة إلى الله كفرض عين ﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ﴾ وصبروا على الدعوة وتوابعها.
هذه السورة من أدق السور، الصحابة الكرام ما تفرقوا إلا عليها، لذلك الدعوة إلى الله كفرض عين على كل مسلم في حدود ما يعلم ومع من يعرف، أما الدعوة إلى الله كفرض كفاية إذا قام بها البعض سقطت عن الكل تحتاج إلى تفرُّغ وإلى تبحُّر، وإلى تعمُّق، وإلى تثبُّت، يوجد دعوة فرض عين على كل مسلم، أنت سمعت خطبة تحدثت عن حديث شريف  تأثرت به، حدثه لزوجتك، لأقربائك، لمن تعمل معه، في نزهةٍ، في لقاءٍ، في سهرةٍ، هذه دعوة فرض عين على كل مسلم في حدود ما يعلم ومع من يعرف، أما الدعوة العامة تحتاج إلى تفرغ، وإلى تعمق، وإلى تبحر، وإلى تثبت هذه إن قام بها البعض سقطت عن الكل، فرض الكفاية إن قام به البعض سقط عن الكل.
إخواننا الكرام، الآن قال تعالى:

﴿ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(104) ﴾

[ سورة آل عمران ]

أمر إلهي، ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ﴾ لذلك ﴿مِّنكُمْ﴾ للتبعيض، الأول فرض عيني أما الثاني فرض كفائي إذا قام به البعض سقط عن الكل، تحتاج إلى تفرغ وإلى تثبت وإلى تعمق وإلى تبحر، هذه الدعوة الاحترافية إن صح التعبير، هذه يقوم بها البعض تسقط عن الكل.
الآن:

(( لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ- والدعوة من الذكر-عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ. ))

[ صحيح مسلم ]

السكينة: تسعد بها ولو فقدت كل شيء، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء، ذاقها النبي في الغار، وذاقها إبراهيم في النار، وذاقها يونس في بطن الحوت، السكينة تسعد بها ولو فقدت كل شيء، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء، لذلك من عطاءات الله العظيمة للمؤمن السكينة والحفظ والتوفيق.

﴿ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) ﴾

[ سورة هود ]

السكينة تسعد بها ولو فقدت كل شيء، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء، لذلك ذاقها إبراهيم في النار، وذاقها يونس في بطن الحوت، والنبي في الغار، فإذا كان الله معك فمن عليك؟

فلو شاهدت عيناك من حسننا الذي     رأوه لما وليت عنا بغيرنا

ولو سمعت أذناك حسن خطابنا  خلعت ثياب العجب عنك وجئتنا

ولو ذقت من طعم المحبة ذرة    عذرت الذي أضحى قتيلا بحبنا

ولو نسمت من قربنا لك نسمة        لمت غراما واشتياقا لقربنا

ولو لاح من أنوارنا لك لائح        تركت جميع الكائنات وجئتنا

فما حبنا سهل وكل من ادعى         سهولته قلنا له قد جهلتنا

فأيسر ما في الحب للصب قتله   وأصعب من قتل الفتى يوم هجرنا

[ علي بن محمد بن وفا ]

يعني كتطبيق عملي، حضرت خطبة جمعة بأي جامع، تأثرت بمضمونها عند لقاءاتك طوال الأسبوع، مع أهلك، مع أصدقائك، مع زملائك، مع جيرانك، الذين استمعت إليه حدّثهم عن هذه الخطبة، هذه دعوة، ببيتك، لذلك ورد في الأثر النبوي:

(( بَلِّغُوا عَنِّي ولو آيَةً ))

[  صحيح البخاري ]

أنا أؤكد أن الدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم، في حدود ما يعلم ومع من يعرف، الدوائر تزداد بهذه الطريقة، أما أنا ليس لي علاقة بالدعوة، لا، أنت كمسلم لك علاقة بالدعوة، لن نكلفك أن تأخذ دكتوراه، سمعت حديثاً من خطيب تأثرت انقله لزوجتك، لأولادك، لجيرانك، بسهرة، بلقاء، بنزهة، هذه دعوة فرض عين على كل مسلم، بهذه الطريقة الحق له دوائر تتنامى، أما إذا اكتفينا فقط بخطبة الجمعة، عندنا أسبوع كامل كله لقاءات وسهرات، فإذا كانت الدعوة إلى الله كفرض عين تصل بهذا المستوى الحق ينتشر.
يعني الأثر النبوي:

(( ما اجتمعَ قومٌ في بيتِ من بيوتِ اللهِ يتلون كتابَ اللهِ ويتدارسونه بينهم إلا نزلتْ عليهم السكينةُ وغشيتْهم الرحمةُ وحفتْهم الملائكةُ وذكرَهم اللهُ فيمن عنده ))

[ صحيح أبي داوود عن أبي هريرة ]

شيء مهم جداً، هذه السهرات الطويلة، هذه اللقاءات، هذه النزهات، وقت طويل، فإذا شُغِل هذا الوقت بشيء ينفع الناس في دينهم ودنياهم هذه دعوة كبيرة جداً، هذا التطبيق العملي.

خصائص الدعوة إلى الله:


أولاً: الاتباع لا الابتداع:

الآن، من خصائص الدعوة إلى الله: الاتباع لا الابتداع، هناك دعوة إلى الله خالصة، وهناك دعوة إلى الذات مغلفة بدعوة إلى الله، الدعوة إلى الله الخالصة من خصائصها الاتباع لمنهج الله، للكتاب والسنة، والدعوة إلى الذات المغلفة بدعوة إلى الله من خصائصها الابتداع تبتدع كي تتميز، أما الكتاب والسنة يكفيان، كما قال النبي الكريم:

(( تركتُ فيكم أمرينِ ؛ لن تَضلُّوا ما إن تمسَّكتُم بهما : كتابَ اللَّهِ وسُنَّتي ))

[ الألباني ]

إذاً: الدعوة إلى الذات المُغلَّفة بدعوة إلى الله من خصائصها الابتداع -دققوا- لما أضاف المسلمون على دينهم ما ليس منه تقاتلوا، والدماء سالت في بلادهم، وعندما حذف المسلمون من دينهم ما عُلم منه بالضرورة ضعفوا واستكانوا، تضيف نتقاتل، تحذف نضعف، لا بد من أخذ الكتاب والسنة كما جاءا عن الله ورسوله.
يعني لو سألني أحدهم سؤالاً وقد يكون محرجاً: ما هو التجديد في الدين؟ لي إجابة معينة، الدين توقيفي، لا يُضاف عليه، ولا يُحذف منه، لو أضفنا عليه اتهمناه ضمناً بالنقص، لو حذفنا منه اتهمناه ضمناً بالزيادة، توقيفي، ما هو التجديد في الدين؟ أن ننزع عن الدين كل ما علق به مما ليس منه، هذا التجديد بمعناه الدقيق، الدين توقيفي، لا يُضاف عليه ولا يُحذَف منه، إن أضفت عليه اتهام ضمني بالنقص، إن حذفت منه اتهام ضمني بالزيادة، توقيفي من عند خالق الأكوان، كمال إلهي مطلق، وأيضاً كتابه مطلق، والسنة النبوية ما صح منها مطلقة، فلا بد من فهم الأمر فهماً آخر، يعني للتقريب: 
بناء حجري مع مضي الأيام أصبح الحجر أسود اللون، أي ترسّبت عليه طبقة سوداء من دخان المركبات فتجديد هذا البناء لا بحذف غرفة ولا بإضافة طابق، بل بنزع الطبقة السوداء التي علقت على حجاره، كلمة تجديد في الدين فقط، فالدين توقيفي من عند الخالق، لا يُضاف عليه ولا يُحذف منه (لن تَضلُّوا ما إن تمسَّكتُم بهما) أما التجديد أن ننزع عن الدين كل ما علق به مما ليس منه، والله هناك مليون شبهة الآن في حياة المسلمين اليومية، ملايين الشبهات.

ثانياً: التعاون لا التنافس:

الآن، صفة ثانية من هذه الصفات: التعاون لا التنافس، أعداء الأمة يتعاونون تعاوناً مذهلاً وبينهم 5% قواسم مشتركة، والمسلمون مع الأسف الشديد الشديد الشديد، لا يتعاونون بل يتنافسون، والحقيقة المرة بل يتقاتلون وبينهم 95% قواسم مشتركة. أنا أحياناً بكلماتي أحب أن أتكلم بالحقيقة المرة أراها أحياناً أفضل ألف مرة من الوهم المريح.
نشهد بحياتنا المعاصرة ما يجري بين المسلمين، والغرب يفرح بهذا الذي يجري، الشيء الآخر كلمة لعلها أن تكون قاسية؛ ما سمعت كلمة "آخرة" منذ 50 سنة ماضية بكل خطابنا الديني، الدنيا فقط، هذه الآخرة هي الأساس، هي المصير، هي المآل، نتكلم بالدنيا فقط، والآخرة؟ لم ترد كلمة إيمان في القرآن في الأعم الأغلب إلا مع الآخرة، أنت في الدنيا تخضع لمنهج الله، عندك مشكلة تتلافاها في الآخرة، فيها ترميم الآخرة، إنسان في الدنيا نصيبه من المال قليل، لكن هناك آخرة، هناك جنة إلى الأبد.
الآن، الدين: تعريف جامع مانع قاطع بكلمة، الدين النصيحة.

(( الدِّينُ النَّصِيحَةُ. قُلْنا: لِمَنْ؟ قالَ: لِلَّهِ ولِكِتابِهِ ولِرَسولِهِ ولأَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ وعامَّتِهِمْ. ))

[ صحيح مسلم ]

المؤمن يصغي إلى نصيحة، ليس لديه كِبَر يمنعه أن يأخذها ولو من دونه، مرة أذكر طالباً من طلابي، صغير بالسن، قال لي هناك حديث ذكرته يوجد أصح منه، سألته أين تسكن قال لي بالمخيم، استغرق معي الطريق ساعة وربع بالسيارة، قلت له هل تعرف لماذا أوصلتك؟ قال لي: لا أعرف، قلت له: لأنك لفتّ نظري لحديث يوجد أصح منه، كي تعيدها مرة ثانية، لما الداعي يقبل النقد يكبر عند الله، لما يرفضه ينتهي عند الله، قد يكون طفل عنده معلومة دقيقة غابت عنك، لما تفتح أذنيك للنقد البنّاء تكبر عند الله، أما إذا رفضت النقد تنشأ أحقاد متراكمة على هذا الذي يدّعي العِصمة، لذلك الدين النصيحة.
الآن:

﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) ﴾

[ سورة الحجرات ]

"إنما" أداة قصر وحسر، يعني مثلاً: إن شوقي الشاعر، يعني شاعر، إذا قلت: إنما شوقي شاعر، ما عاد كاتب ولا ناشر، ولا تاجر، إنما ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ أمتن علاقة بين اثنين في الأرض علاقة الإيمان؛ مبادئ واحدة، مناهج واحدة، أهداف واحدة، أدب واحد، كمال واحد، فلا بد من أن نحب بعضنا بعضاً، إذا كان هناك خصومات والله شيء مؤلم جداً، والله أتألم أشد الألم، الهدف واحد والطريق إليه واحد، إذا اختلفنا يكون أحدنا لا يمشي على الطريق الصحيح، اللقاء حتمي ما دام الهدف واحد، والطريق واحد، اللقاء حتمي، فأنت هدفك الله، والآخر الله، وهدفه تطبيق الشرع، لمَ لا نلتقي؟ يعني مرة ثانية: أعداؤنا يتعاونون تعاوناً مذهلاً، وبينهم 5% قواسم مشتركة، ونحن لا نتعاون بل نتنافس وبيننا 95% قواسم مشتركة، يجب أن تحب كل الدعاة.
نقطة دقيقة: الناس إذا رأونا كدعاة متحابين، متناصحين، متباذلين، متناصرين، نرتقي جميعاً عند الناس وعند الله، إذا رأونا متخاصمين، نتبادل التهم والافتراءات، والله لا أبالغ نسقط جميعاً من عين الله، القضية عامة.
إخواننا الكرام، عندنا قواعد للدعوة: أول قاعدة كما قلت قبل قليل: دعوة إلى العمل الصالح، العمل الصالح دعوة، عفواً التاجر الأمين أمانته دعوة، أكبر قطر إسلامي إندونيسيا 250 مليون سببها التجار فقط، الإنسان إذا أراد أن يدعو إلى الله يوجد مليون طريق، أقول كلمة: الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق، والإله واحد، له مليون طريق.
أعرف بائع أقمشة، أتت إليه امرأة فقيرة جداً والدنيا عيد، يبيع لأولادها متر القماش بليرتين عوضاً عن عشر ليرات، هي دفعت ثمن القماش كي يحافظ لها على كرامتها، فلبّس أولادها كلهم في العيد ثياباً جديدة ودفعت المرأة ثمنهم، هي لا تفكر بالأسعار، اعتقدت أن هذا البائع أسعاره رخيصة، سعر المتر 10ليرات، أخذ منها ليرتين فقط.
إخواننا الكرام، ﴿قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ﴾ بماذا فُهمت هذه؟ بالدليل والتعليل، والنقطة دقيقة جداً، لذلك إذا قدمت التعليل احترمت الإنسان، هكذا أمر الله، هذه ليست دعوة، الله أمر، الله حكيم، الله رحيم، عليم، لما تعطي التعليل، تعطي الحكمة تحترم له عقله، أما هناك دعاة لا تعطي الحكمة إطلاقاً، هكذا أمرنا وانتهى الأمر، ممكن هذه الدعوة ولكنها قاسية في هذا العصر.

ثالثاً: القدوة قبل الدعوة:

﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (31) ﴾

[ سورة آل عمران ]

الآن دخلنا بالموضوع الحساس: القدوة قبل الدعوة: يعني هناك كلام رائع ما لم يرَ ابنك منك تطبيقاً لما تقول لا قيمة لعلمك، القدوة قبل الدعوة، الناس يتعلمون بعيونهم لا بآذانهم، يعني ولد كان مع والده ما غلط الأب ولا غلطة فاستقامة الأب وحدها دعوة، الاستقامة وحدها دعوة، لا يوجد كذب إطلاقاً، بنت تمشي مع والدتها لا يوجد غلط إطلاقاً، ما دام هناك ازدواج شخصية الكلام كله سقط، كفرنا بالكلمة، لما يكون الكلام واضحاً، والفعل خلافه، فقدنا المصداقية، لذلك التقيت مع الشيخ الشعراوي رحمه الله، قال لي: "ليحذر الداعية- كلمة واحدة ما النصيحة للدعاة؟ والله بإمكانه أن يتكلم لساعة أو ربع ساعة، نصف ساعة، قال لي كلمة واحدة: "ليحذر الداعية أن يراه المدعو على خلاف ما يدعو إليه" لم يقل لي غيرها.
سيدنا عمر عملاق الإسلام، كان إذا أراد إنفاذ أمر جمع أهله وخاصته، وقال: إني قد أمرت الناس بكذا ونهيتهم عن كذا، والناس كالطير إن رأوكم وقعتم وقعوا، وايم الله، لا أُوتِيَنّ بواحد وقع فيما نهيت الناس عنه إلا ضاعفت له العقوبة بمكانه مني، فأصبحت القرابة من عمر مصيبة، سابقاً كانت مصيبة .
فالقدوة قبل الدعوة، أنا أقول كلمة لعلها قاسية: لا تتوهم أن أحداً يصغي إليك إن لم تكن قدوة له، غير الكلام، تنتفع من محامٍ بكلامه فقط، من طبيب ومن مهندس، لا تنتفع من الداعية إلا إذا أيقنت أنه يفعل ما يقول، هذا الكلام يحتاجه الأب أمام أولاده، والأم أيتها الأخوات المؤمنات تحتاجينه مع بناتك.
أذكر لفتة واحدة: ذهبت الأم مع ابنتها إلى الجيران فأطالوا الجلوس، تأخر موعد الطعام فجاء الزوج غاضباً أين كنتم؟ قالت الأم: لم نذهب لأي مكان، البنت ذات الثمانية سنوات شربت الكذب من أمها، راحت مع أمها عند الجيران، وعندما سأل الزوج اين كنتم؟ قالت لم نكن بأي مكان، لذلك لي كلمة دقيقة درسناها بعلم النفس: كل أخطاء أولادنا شئنا أم أبينا هي أخطاء الآباء والمعلمين، يعني القضية ليست سهلة، ابنك شاهد أبوه، أبوه أكبر شخص عنده، إذا الأب قام بعمل خاطئ هذه دخلت ببرنامجه، فكل أخطاء أبنائنا أسبابها الحقيقية المعلمون في المدرسة والآباء في البيت.
هذه الحقيقة يحتاجها المعلم في الصف، والموظف في الدائرة، والداعية في المسجد، قبل أن تستقيم على أمر الله لا تطمع لأحد أن يصغي إليك، القدوة قبل الدعوة.
لذلك يوجد رأي آخر الآن: يوجد داعية صامت لا يتكلم ولا كلمة، ولكنه أمين أمانته دعوة، صادق صدقه دعوة، متقن إتقانه دعوة، مليون طريق إلى الله وأنت ساكت، قبل أن تتكلم.
أذكر أنني سمعت قصة عندما كنت في تركيا، شخص من اليونان سافر إلى تركيا، إلى بلدة اسمها يلوا، جميلة جداً، بقي من الساعة الثانية عشر ظهراً إلى الثانية عشر ليلاً لا يوجد محلات، لم يدع مكاناً لا فندق ولا بيت، بحث عن مكان فطرق باب أحد البيوت، فقال له: هل أستطيع أن أنام عندك؟ قال له: على عيني تفضل عندي بيتان، أعطاه البيت بغرفه كاملة، ثم ذهب السائح ونام في البيت مع أهله وأولاده، استمتع كثيراً بهذا البيت، درجة أولى مع طعام، استيقظ صباحاً وجد صاحب البيت قد نام بالطريق، لا يوجد عنده بيت ثانٍ، كي يقنعه أن يدخل البيت- هو مسيحي وأسلم- قال له تفضل هذا البيت فيه غرف نوم وجلوس وفيه طعام وشراب، وهو نام في الطريق تحت الشجرة.
الآن لا يقنع الغرب إلا العمل، شخص متقن، صادق، أمين، قال لي أحدهم: مرة والله أستطيع أن آخذ من المريض بيته، تحتاج فقط إلى حمية، لا يستطيع، الإيمان قيد يا إخوان.
طبيب أقسم لي بالله، أنه يستطيع أن يأخذ من المريض بيته، يطلب منه تحاليل وكذا، مرة طلب مني الطبيب 12 تحليلاً، شاهدهم طبيب آخر طلب أول واحد فقط، والبقية لا داعي لهم.
المهن الراقية لها أخطاء كبيرة جداً، مع احترامي لكامل الأطباء، لكن هناك حالات كلما ارتقى العمل يصبح كشف الخطأ صعب، المؤمن يرى الله عز وجل.
نحن دعاة إلى الله، إذا الناس رأوا منا استقامة، ورع، دخل حلال، إنفاق حلال، الإسلام ببيتك، بعملك، حتى بنزهتك لا يوجد اختلاط، هذا الدين الذي ينتشر، أما الدين الفلكلوري، نستطيع أن يضع على الحائط كله صورة الكعبة، ممتاز، تضع مصحف في السيارة، ممكن، إذا لم يكن الدخل حلال، والإنفاق حلال، والعلاقات منتظمة يوجد عندنا مشكلة كبيرة، كمظاهر عندنا إسلام فلكلوري الآن، والله أحياناً أدخل إلى بيت صورة الكعبة تغطي الحائط، يعني أشياء جميلة جداً، لكن يا تُرى الدخل حلال؟ الإنفاق حلال؟ العلاقات حلال؟ يعني لديك مليون طريق لله عز وجل، إذا اكتفينا بالعبادة الشعائرية والله مطبقة 100%، الآن مطبقة بملياري مسلم وليست كلمتنا هي العليا، هذه حقيقة مرة أنا أفضلها ألف مرة عن الوهم المريح. البطولة أن نقيم هذا الدين بكل تفاصيله.

رابعاً: الإحسان قبل البيان:

الإحسان قبل البيان: املأ قلب من تدعوه بإحسانك ليفتح لك عقله لبيانك، الإحسان قبل البيان، املأ قلب من تدعوه إلى الله بإحسانك ليفتح لك عقله لبيانك.
ورد أن جاء لسيدنا الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان رجل فقال له: أما بعد فيا معاوية، هو عندي إطلاقاً أمير المؤمنين، إن رجالك قد دخلوا أرضي فانهَهم عن ذلك وإلا كان لي ولك شأن والسلام، تأديب، هو خليفة، استدعى ابنه يزيد، قال له: ما ترى يا يزيد؟ قال له: هذا تجرّأ عليك، أرى أن ترسل له جيشاً أوله عنده وآخره عندك يأتونك برأسه، هذا تطاول عليك، قال له: غير ذلك أفضل، جاء بالكاتب وقال له: اكتب: أما بعد فقد وقفت على كتاب ولد حواريّ رسول الله- عبد الله بن الزبير- ولقد ساءني ما ساءه، والدنيا كلها هيّنة جنب رضاه، لقد تنازلت له عن الأرض ومن فيها، يأتي الجواب للخليفة معاوية: أما بعد، فيا أمير المؤمنين -اختلف الوضع- أطال الله بقاءك ولا أعدمك الرأى الذي أحلك من قومك هذا المحل، استدعى ولده يزيد، قال له: اقرأ هذا الجواب يا بني، من عفا ساد، ومن حلم عظم، ومن تجاوز استمال إليه القلوب. 
الأخلاق بطولة، يعني النبي عليه الصلاة والسلام يمكن آتاه الله مليون ميزة، مليون ميزة انفرد بها، لمّا مدحه مدح أخلاقه فقط:

﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ(4) ﴾

[ سورة القلم ]

   هناك ميزة، وهناك شيء انفرد به، ألف صفة انفرد بها النبي، لما مدحه بأخلاقه فقط ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ)  ليس ذو خلق، على، يعني قبل أن تكون داعية متكلم فصيح، طليق اللسان، معك قصص وشواهد وأدلة ونصوص، كن محسناً، هذا الذي أمامك لا يحتاج إلى الفلسفة، يريد إحساناً، املأ قلبه بإحسانك ليفتح لك عقله لبيانك، فالإحسان قبل البيان.
أحد الأعداء الألداء "ثمامة بن آثال" وقع بيد أصحاب النبي الكريم أسيراً، لكنهم لم يعرفوه، هو زعيم قبيلة كبيرة، ربطوه بسارية المسجد، فمر به النبي الكريم، قال له: ما تظن أني فاعل بك؟ قال له: "إن تقتل تقتل ذا دم، إن تنعم تنعم على شاكر إن تسأل مالاً تُعطَه" ، النتيجة قدم له النبي طعامه من بيته، وأكرمه وأطلق صراحه، هذا ثمامة صار من أكبر أتباع النبي الكريم، في الحقيقة قصته مشهورة جداً، هذا الإحسان، الإحسان مُسعِد.
لا يوجد طريقة للداعية كالإحسان، أما كرد عمل لا ينساها لك، كل فصاحتك تذهب ولا تؤثر، كل فصاحتك وشواهدك وطلاقة لسانك مقبولة وضرورية ولكن الذي يؤثر أن هذا ابن هذا الدعوي.

خامساً: المبادئ لا الأشخاص:

المبادئ لا الأشخاص: الحقيقة الشخصنة غلط، ألغِ الشخصنة، احكِ الحقيقة فقط، الشخصنة صار هناك توجه لإنسان، الإنسان إذا وُجد منه خطأ يُشك بكلامه، أبقِ النصوص وألغِ الأشخاص أريح، ألغِ الشخصنة من الدين.
سيدنا عمر الملك جبلة بن الأيهم، هذا بدوي أثناء الطواف داس طرف ردائه خطأً، فضربه ضربة هشّمت أنفه فشكاه إلى سيدنا عمر، الآن سيدنا عمر أمام بدوي من عامة الناس، من سُوقتهم، من دهمائهم، وجانبه ملك الغساسنة، الحقيقة هناك شاعر من سورية -توفي رحمه الله- صاغ هذا الحوار بينهما، قال سيدنا عمر لجبلة الملك:

أصحيح ما ادعى هذا الفزاري الجريح

فقال جبلة:

لست ممن ينكر شيًّا

أنا أدبت الفتى أدركت حقي بيدي

قال عمر:

أرضِ الفتى، لابد من إرضائه

ما زال ظفرك عالقاً بدمائه

أو يهشمن الآن أنفك

-يخاطب ملك الغساسنة-

وتنال ما فعلته كفك.

صُعق جبلة:

كيف ذاك يا أمير المؤمنين؟

هو سوقة،-من تحت- وأنا عرش وتاج

كيف ترضى أن يخرَّ النجم أرضاً؟

قال له عمر:

نزوات الجاهلية ورياح العنجهية قد دفناها

وأقمنا فوقها صرحاً جديداً وتساوى الناس أحراراً لدينا وعبيداً.

فقال جبلة:

كان وهماً ما جرى في خلدي أنني عندك أقوى وأعزّ

أنا مرتدٌ إذا أكرهتني.

فقال عمر:

عنق المرتد بالسيف تُحَز

عالَم نبنيه كل صدع فيه يُداوى

وأعز الناس بالعبد بالصعلوك تساوى.

***

سيدنا عمر مشهور بهذا الموقف مع ملك الغساسنة.
القاعدة الرابعة: نبقى في المبادئ لا الأشخاص، المبادئ لا الأشخاص، تكلم عن المبادئ واشرح تفاصيلها وبيِّن أسبابها وأدلتها، عندما تصبح الدعوة فيها شخصنة إذا كان هذا الشخص من ينتقده صار هناك مشكلة بالدعوة، ابقَ في المبادئ لا الأشخاص.

سادساً: المضامين لا العناوين:

والمضامين لا العناوين: سبحان الله! يعني أحياناً تريد أن تعرف أن هذا الفلان وقد حكى كلمة صحيحة من أين هو؟ من شيخه؟ ماذا تريد بشيخه! حكى كلمة حقيقية، أدبية، نريد أن نعرف إلى أين قد وصل؟ لمن يتبع حتى ننتقده أو لا ننتقده، هذا التقصي بالتفاصيل لا يقوّي الدعوة بل يضعفها، يعني الحقيقة هناك قصة صعبة قليلاً، الغرب يتعاونون تعاوناً مذهلاً وبينهم 5% قواسم مشتركة، ونحن لا نتعاون وبيننا 95% قواسم مشتركة.
إن كان هناك قضية خلافية، لو أننا نقلناها وهي قضية خلافية ولكن قضايا محدودة، ابقَ ضمن المتفق عليه، أما عندما تكون القضايا خلافية تُذاع في الجامعات، وفي مجالس علم خاصة، أما قضية خلافية تتكلم فيها على التلفاز ستنشئ مشكلة كبيرة جداً، هناك مقولة جميلة: نتعاون فيما اتفقنا، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا أو ينصح بعضنا بعضاً فيما اختلفنا.
والله بإمكان الداعية أن يدعو إلى الله خمسين عاماً ضمن المتفق عليه، 3% أوقفهم الآن، جمدهم، يُبحَثُ بهم بالجامعات، بأماكن اختصاصية، أما تعرض قضية خلافية على التلفاز الآن؟ هذه خطيرة جداً، العوام ليس لديهم إمكانية لاستيعاب القضية الخلافية.
يعني ممكن أن نسأل سؤالاً ليس قاسياً ولكن غريباً، بناية من 100 طابق هناك لَبِنَة واحدة فيها إشكال، أنت تكبّر هذه اللبنة وتجعلها مشكلة كبيرة، أمام المنهج والقرآن والسنة لا شيء، يأخذ هذه اللبنة الواحدة من بناء 100 طابق فيكبّرها ويكبرها لتصبح قضية كبيرة، أعداء الدين هكذا يفعلون، يُروى حديث ضعيف يكبّره، فالطرف الآخر ذكي جداً، يأخذ أشياء ونقاط ضعف وينشرها، أنت لا تُعينه عليها.
أنا العبد الفقير سافرت مرة من إسبانيا إلى تركيا بالبر، صدق ولا أبالغ مثل عمان ومدينة أخرى، لا توقف، ولا حاجز، ولا هوية، ولا جواز سفر، هم أعداء الدين تفاهموا، أنا بنفسي سافرت من إسبانيا إلى تركيا، والله كما أسافر من عمان إلى الزرقاء، تفاهموا، منذ عشر سنوات بالبر، مرة انزعجت بين إيطاليا وسويسرا لا يوجد لوحة؟! عندما وجدت أنه لا يوجد لوحة رأيت أنه على الشارع خط من الحجارة فقط، هذه الحدود بينهم، تفاهموا وعندهم حروب لا يعلمها إلا الله، أما نحن كل مشاكلنا بيننا، بأسنا بيننا، أكبر عقاب من الله، البأس بيننا.
أرجو الله -عز وجل- أن يحفظ إيمانكم جميعاً، وأهلكم، وأولادكم، وصحتكم، ومالكم، واستقرار البلاد التي أنتم فيها. 

الملف مدقق

والحمد لله رب العالمين.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور