اللهم أرِنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم أرِنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم أرِنا فيهم أيامٍ نحِسات كما فَعلتَ بعادٍ وثَمود، بما شِئت وكيف شِئت إنك على ما تشاءُ قدير.
الله تعالى وعد اليهود بأن يسكنوا هذه الأرض وأن يتجمعوا فيها:
مُخطئٌ جداً من ظنَّ أنَّ الله غائِبٌ عن قضية فلسطين، مُخطئٌ جداً من يظنُّ أنَّ الله غافلٌ عن ما يَحدث في غزة، الله تعالى في قلبِ الأحداث، بل هو الذي يصنعها بقدره، وهو الذي يقودُها بتدبيره سبحانه وتعالى، يظنُ كثيرٌ من الناس أنَّ اليهود المُعتدين الغاصبين إنما جاؤوا بوعد بلفور، أو بوعد غيره من البشر، صحيح كان هناك وعدٌ لبلفور بأن يسكن اليهود هذه الأرض، لكن قبل وعد بلفور كان وعدٌ من الله تعالى بأن يسكنوا هذه الأرض وأن يَتجمعوا فيها، قال الله تعالى في آخر سورة الإسراء:
﴿ وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104)﴾
الكلام عن موسى عليه السلام، (وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ) قال المفسرون وعلى رأسهم شيخنا الشيخ الشعراوي رحمه الله، ومن معه من الأقدمين والمُحدثين من التفسير (وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ) ، يعني جميع الأرض كما قال الله تعالى :
﴿ وَلَوْلَا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (3)﴾
الشتات في الأرض فلا يجتمعون في مكان، لأنهم حين يجتمعون في مكانٍ واحد ترون ما يصنعون، لذلك كان عِقابهم في هذه الحياة الدنيا أن يُشتتوا في الأرض، في كل بلدٍ مجموعة، (اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا) أيُّ آخرة؟ وأيُّ وعدٍ هذا؟ هذا الكلام في آخر سورة الإسراء، وأنا أُحيل نفسي وإياكم لدراستها من جديد، أول السورة يُفسِر ما جاء في آخرها، يتكلم الله تعالى عن إفساد بني إسرائيل في الأرض.
﴿ وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا (5)﴾
قال المفسرون: هذا ما فعله معهم رسول الله محمدٌ صلى الله عليه وسلم، بعد خيانتهم واعتدائاتِهم فأجلاهم من أماكنهم جميعاً، سواءً كانوا بني النضير، أو بني قينقاع، أو خيبر، وهكذا (وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا) ثم قال تعالى:
﴿ ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6)﴾
على المسلمين، بقدر الله ولكن متى؟ حين يدخل المسلمون المعركة بغير ربهم، وبغير خالِقهم، وبغير كتابِهم، وبغير دِينهم، عند ذلك يتفوّق هؤلاء الجُبناء، ولكن بقدر الله (ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ) ، الآن تُغدق عليهم الأموال من شرق الدنيا وغربها وشمالها وجنوبها.
﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36)﴾
(ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ) يعني على المسلمين (وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا)
سواء كان هذا النفيرُ نفيرَ حربٍ وقتال، ومعداتٍ عسكرية أو نفير إعلام (وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا) ، أبواق الإعلام في العالم كله تتحدث باسمهم، وتساندهم، وتساعدهم، وتكذِب معهم، لكن بقدر الله، ثم يقول الله تعالى:
﴿ إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7)﴾
هذا الكلام لبني إسرائيل، ولأنَّ الله يعلم بأنهم لن يُحسنوا لأنهم لا يعرفون الإحسان في شيء قال في نفس الآية: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ) يعني المرة الأخيرة من المرتين، (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ) المرة الأولى فجاسوا خلال الديار، الثانية أشدُّ عُمقاً وبَأساً وتنكيلاً وتعذيباً لهم (لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ) يعني المسجد الأقصى (كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا) ليُهدِّموا ما فعلوا في البلاد، ليُحطِّموا هذا الكِبر والظلم العالمي، هكذا وعد الله تعالى، الشاهد أنه قبل وعد أيُ بشر لهم بالمجيء إلى هذه الأرض المُقدّسة كان وعد الله وكان قدر الله.
اليهود جاؤوا بوعد الله وسيخرجون بوعد الله:
أما الوعد الآخر فإنَّ أهل الأرض الآن يَعدون المُعتدين بأنَّ خريطة الشرق الأوسط سوف تتغير وإلى الأبد، يَعدِون العدوان، والظلم، والكِبرَ، والجبروت، بأنه جاء إلى هذه المنطقة ليبقى فيها إلى يوم الدين، لكن الله تعالى له وعدٌ أيضاَ(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ) ، فأيُّ وعدٍ أحقُّ بالاحترام؟! وأيُّ وعدٍ أحقُّ بالتصديق؟!
﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1)﴾
﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7)﴾
وهكذا تاريخ الإنسانية كلها يشهد بأن:
﴿ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)﴾
وأنه منتقمٌ حتماً من الظالمين، هكذا جاؤوا بوعد الله وسيخرجون بوعد الله تعالى ولكن من الذين سيُخرجونهم؟ ما هي صفاتهم؟
﴿ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا (5)﴾
حتى حين تكلّم النبي صلى الله عليه وسلم عن المعركة الأخيرة الكبيرة قال:
﴿ لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تُقاتِلُوا اليَهُودَ، حتَّى يَقُولَ الحَجَرُ وراءَهُ اليَهُودِيُّ: يا مُسْلِمُ، هذا يَهُودِيٌّ وَرائي فاقْتُلْهُ ﴾
حين نُحقّق عبوديتنا لله ثم نتوكل عليه يأتي النصر من الله:
هذا هو الشرط، هم يدخلون المعركة بالتوراة المُحرّفة، ألا ندخُلها بالقرآن العظيم؟! هم يدخلونها بآلهة الأرض المزعومة الباطلة بيوت العنكبوت، ألا ندخلها بالله تعالى؟! يا مسلم يا عبد الله، حين نُحقِّق عبوديتنا لله، لا نشرك به شيئاً، ثم نتوكل على الله، ثم ندخل المعركة وفي هذه المناسبة يعلم الله أننا نُحيّي جيش مصر المُرابط في سيناء وفي غير سيناء، ونسأل الله أن يُثبّت أقدامهم، وأن يكونوا كما كانوا دائماً حرباً على المُعتدين، ومقبرةً للغُزاة والمُتجبرين، اللهم آمين، هكذا يا مسلم يا عبد الله إن ورائي يهودياً فتعالى فاقتله، سيُبيدُهم الله، فإذا أردنا أن نُعجّل هذا فلنعجل توبتنا إلى الله، نُعجّل عبوديتنا لله تعالى، نُعجّل دعواتنا، تصحيح أنفسنا، إعداد ما استطعنا من قوة، قد تكون لهم جولة أو جولتان أو عشرة، لكن:
﴿ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21)﴾
مُخطئٌ جداً من ظنَّ أنَّ الله غافلٌ عما يعمل الظالمون.
﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42)﴾
﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182)﴾
كما استدرجهم وأتى بهم من كل مكان، وأُملي لهم، إلى متى يُملي الله لهم؟ يا أخي الله تعالى له سُنن يقول فيها:
﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214)﴾
الله تعالى سيتولى نصر الإسلام وهو وعد الله الذي لا يتخلف:
يراه المؤمنون كما يروا بعضهم بعضاً، متأكدون مهما حدث من زلازل في هذه الأمة لا يُخشى عليها، ولا على الإسلام، ولا على بلاد الإسلام، لأنَّ الذي يتولى نصر الإسلام هو ربُّ الإسلام الذي قال:
﴿ هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم ( 38)﴾
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)﴾
هذا وعدُ الله الذي لا يَتخلف، إنّهم يَصنعون اليُتم بأيديهم، يَحرقون كُلَّ شيء، يُدمّرونَ كُلَّ شيء، عَمداً أمام الدنيا كلها، يُحاربون الضُعفاء، يُحاربون المُستضعفين، معهم جيوش الأرض كُلها، وقوات الأرض كلها، إلى أين تذهبون، من تُحاربون؟ من تدكون؟ من تُهدمون عليهم ديارهم، علمتُ ساعتها حين نسمع هذه الأحداث، الرسالة التي تبعثُها سورة الفجر، قوم عاد والفراعنة، كانت مشكلتهم في الأرض أنهم يأكلون مال اليتيم، يَصنعون اليُتم ثم يأكلون مال اليتيم.
﴿ وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3)﴾
المؤمن يخاف وخوفه جزء من ابتلاء الله له:
يُحاصرون الناس، ويُقيدونهم، ويُسلسلونهم ويَسجنوهم، والله ليس هناك أعظم من سجن جهنم، وحصار جهنم، حصار النار، الذين يُحاصرون الناس في أرض الله، سيُحاصرون في أرض جهنم، ويُقيدون، ويُسلسلون في نار جهنم هكذا، الذي يحدث مُزلزِّل، لكن كلمة الزلزلة التي جاءت في كتاب الله جاءت مُبشّرة، جاءت مُصاحبةً لقرب النصر، القرآن يتكلم عن الأحزاب حين انطلقوا إلى مدينة رسول الله، يريدوا أن يجّتثوا المسلمين من على الأرض، يُنهوا أمر المسلمين، يَقتلوا محمداً ومن معه، وكانت غزوة الخندق، الله تعالى تعليقاً على ما حدث في هذا الحدث:
﴿ هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11)﴾
كان يكفي أن يقول الله وزلزلوا، ولكنه قال: (وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا) هكذا، حتى إنَّ حذيفة يحكي يقول: بينما نحن في غزوة الأحزاب إذ قال رسول الله يوماً، من رجلٌ يقوم ينظر يأتينا بخبر القوم؟! نريد واحد جريء يتسرب إلى الأعداء وينقل لنا الأخبار، يقول حذيفة: فلم يقُمّ مِنّا أحد، فقال رسول الله: من رجل يقوم فينظر ماذا يفعل القوم ثم يرجع؟ حذيفة يقول: يشرط له النبي الرجعة، يَضمن له رجوعه، فوالله ما قام مِنّا أحد، زلزال، ربنا يعرف مهما كنت مسلم و مؤمن يوجد طاقة، الخوف اختبارٌ من الله
﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ(155)﴾
لا يوجد مشكلة أن يخاف المؤمن، لكنه واثقٌ بأن خوفه جزءٌ من ابتلاء الله له، يقول حذيفة: فقال النبي: من رجلٌ يأتينا بخبر القوم، أسأل الهم أن يكون رفيقي في الجنة، يقول حُذيفة: فوالله ما قام مِنَّا أحد، من الخوف، زلزال، فقال رسول الله: قُمّ يا حذيفة، فلم يكن لي بُدٌّ من إجابته إذ دعاني، ناداني باسمي قلت : نعم يا رسول الله، الشاهد أنَّ زلزالاً يُصيب المؤمنين وبينهم رسول الله، لكنهم في هذه الحالة وصفهم اله: تعالى:
﴿ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22)﴾
ما هو الوعد؟
﴿ فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249)﴾
هكذا يُزلزل المؤمنون، ومع ذلك نسأل الهل تعالى بفضله وكرمه ورحمته، أن يرفع الغُمّة عن عباده المُستضعفين في فلسطين، اللهم ارفع الغُمّة عن المستضعفين في فلسطين، والمُستضعفين في كل مكان، اللهم إنك قلت وقولك الحق:
﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64)﴾
اللهم أطفأ نيرانهم، اللهم أطفأ نيرانهم، وأغرقهم في حريقها، بما شئت وكيف شئت إنك على ما تشاء قدير، اللهم نسألك باسمك الأعظم الذي إذا دُعيت به أجبت، وإذا استُنصرت به نصرت أن تنصر عبادك المستضعفين في فلسطين وفي كل مكان، اللهم ثبت أقدامهم، ووحد كلمتهم، ووحد شملهم، وأيدّهم بنصرك المبين يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك أن تُزلزل الأرض من تحت أقدام أعداء المسلمين، اللهم شتت شملهم، وفَرِّق جمعهم، واجعل الدائرة عليهم، وأنزِل عليهم بأسك الذي لا يُردُّ عن القوم المجرمين، وبأسك الذي لا يُردُّ عن القوم المُستبدين، وبأسك الذي لا يُردُّ عن القوم الظالمين بما شئت وكيف شئت إنك على ما تشاء قدير، اللهم اجعل كيدهم في نحورهم، واجعل الدائرة عليهم، اجعل تدبيرهم في تدميرهم، اللهم استدرجهم من حيث لا يعلمون، اللهم استدرجهم من حيث لا يعلمون، بفضلك وكرمك ورحمتك وأنت أرحم الراحمين.
اللهم إنا نسألك في هذه الساعة الطيبة المباركة أن تتوب علينا من الذنوب التي تُنزل النِقَم، اللهم تُبّ علينا جميعاً من الذنوب التي تُنزل البلاء، وتُبّ علينا من الذنوب التي تَحجب الدعاء، وتُبّ عليهم من الذنوب التي تخيب الرجاء، بفضلك وكرمك ورحمتك وأنت أرحم الراحمين.
اللهم إنه قد انسدت الطرق في عيونهم إلا طريقك، انسدت الطرق في وجوه أهل فلسطين إلا إليك، وانقطع اعتمادهم إلا عليك، وانقطع توكلُهم إلا عليك، وخاب رجائُهم إلا فيك، وخاب رجائُهم إلا فيك، وضاع أملهم إلا منك، اللهم لا تُخيّب رجائهم، ولا تُضيّع آمالهم، بفضلك وكرمك ورحمتك وأنت أرحم الراحمين.
يا من أغرقت الأرض على يد نوحٍ عليه السلام، ويا من أخذت عاداً بريحٍ صرصرٍ عاتية، ويا من أهلكت ثمود بالطاغية، ويا من أرسلت حجارةً من سجّيل على أصحاب الفيل، أرسل عليهم حجارة من سجّيل تجعلهم كعصفٍ مأكول برحمتك التي وسعت كل شيء، وبقدرتك على كل شيء، يا رب السماوات والأرض، يا خير الناصرين، يا من كتب أن يَغلِب هو ورسله، اللهم إنا مغلوبون فانتصر، اللهم إنا مغلوبون فانتصر، اللهم اغضب لعبادك المُستضعفين، اغضب لعبادك الطيبين، اغضب لعبادك الصالحين، اغضب لعبادك المُوحدين، بفضلك وكرمك ورحمتك وأنت أرحم الراحمين.
اللهم أرِنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم أرِنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم أرِنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم أرنا فيهم أيامٍ نحسات كما فعلت بعادٍ وثمود، بما شئت وكيف شئت إنك على ما تشاء قدير، اللهم وحِدّ كلمة المسلمين في كل مكان، اللهم اجمع كلمة المسلمين في كل مكان لِمَا فيه صلاح هذه الأمة، ووفق جيوشها جميعاً لِما تُحبه وترضاه، وثبتهم وألهمهم الصواب والرشد يا رب العالمين، اللهم انزع الرعب والخوف من قلوب المسلمين واقذفهُ في قلوب أعداء المسلمين، اللهم اقذف الرُعب في قلوب أعداء المسلمين بفضلك يا قديم الإحسان، يا ذا المعروف الذي لا ينقضي أبداً، ولا يُحصيه أحدٌ غيرك، نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شُرورهم، اللهم إنا نسألك توبةً نصوحة تُصلح بها أحوال المسلمين، وتنصر بها جُند المسلمين بفضلك وكرمك ورحمتك وأنت أرحم الراحمين.
صلِ على محمدٍ في الأولين، وصلِ على محمدٍ في الآخرين، وصلِ على محمدٍ في الملأ الأعلى إلى يوم الدين، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين.