وضع داكن
20-05-2024
Logo
محاضرات خارجية - مقتطفات من برنامج سواعد الإخاء - الموسم 7 لعام 2019- تركيا : فقرة ممكن سؤال – ما هي حقيقة الدعوة إلى الله
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصَّلاة والسَّلام على سيدنا محمد الصَّادق الوعد الأمين، اللّهم لا علم لنا إلا ما علّمتنا إنك أنت العليم الحكيم.
المقدم:
أهلاً شيخي. 
الدكتور محمد راتب النابلسي:
بارك الله بك، نفع الله بك.
 المقدم:
أنا مسرور أنني اليوم أجلس مع قامة تدب على الأرض في دعوتها إلى الله -سبحانه وتعالى- أكثر من 40 سنة.
الدكتور محمد راتب النابلسي: 
الله يبارك فيك.
 المقدم:
والصراحة نحن كشباب نتمنى أن نكون دعاة إلى الله سواء ابن، أو بنت، أو زوجة، أو رجل، أو رجل كبير أو صغير، يتمنى أن يتشرّف أن يكون داعية إلى الله، هذه المسيرة يا شيخ، زبدة هذه المسيرة، ما هي حقيقة الدعوة إلى الله؟
الدكتور محمد راتب النابلسي:
لكن قبل كل شيء، الدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم.
 المقدم:
يعني اشتركنا فيها الآن الحمد لله.
 الدكتور محمد راتب النابلسي:
كيف؟ في حدود ما يعلم ومع من يعرف، والدليل؛ لولا الدليل لقال من شاء ما شاء.
المقدم:
لحظة يا شيخ، يعني الزوجة الآن فرض عليها الدعوة؟
 الدكتور محمد راتب النابلسي:
أي المسلم كائناً من كان لكن الشرط في حدود ما يعلم، يعني سمع هذا الابن من أبيه نصيحة كتبها عنده، وحكاها لرفاقه، سمعت الزوجة من زوجها نصيحة حكتها لجيرانها؛ في حدود ما تعلم ومع من تعرف، والدليل.
 المقدم:
سمع الزوج خطبة.
الدكتور محمد راتب النابلسي:
من الخطيب حكاها لأولاده، هو داعية، كل مسلم داعية لكن في حدود ما يعلم ومع من يعرف، طبعاً من يعرف الدائرة الصغرى، أي أولادك خاصّة نفسك، الحقيقة أن الدعوة هي حياة. 

﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَٰلِحًا وَقَالَ إِنَّنِى مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ(33)﴾

[ سورة فصلت ]

كلام خالق الأكوان، لكن الآية دقيقة جداً قال:(وَعَمِلَ صَٰلِحًا) حركته بالحياة، بيعه، شراؤه، علاقته ببيته، مع أولاده، بعمله، بوقت نزهته، بوقت غضبه، بوقت رضاه، بوقت البحبوحة، وقت الضيق وفق منهج الله (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَٰلِحًا) 
ما لم يقترن في الداعية السلوك مع الكلام لا قيمة لهذه الدعوة، زرت الإمام الشعراوي عدة مرات، في مرة سألته نصيحة للدعاة وهو إمام الدعاة، قال لي كلمة واحدة فقط.
المقدم:
ماذا كان السؤال؟ 
الدكتور محمد راتب النابلسي:
ما نصيحتك إلى الدعاة؟ 
المقدم:
والمتوقع أن تكون الإجابة كبيرة.
 الدكتور محمد راتب النابلسي:
والله توقعتها ساعة، فإذا بها جملة واحدة، قال لي: "ليحذر الداعية أن يراه المدعو على خلاف ما يدعوه" فقط، هذه اسمها المصداقية، ما دام الكلام يطابق واقع الحال الدعوة قوية، أي مسافة بين القول والعمل تنتهي الدعوة، تغدو حرفة لا قيمة لها.
 المقدم:
حتى لو في البيت؟
 الدكتور محمد راتب النابلسي:
سيدي، الدعوة إلى الله كحرفة تستحق نظرة استهزاء، أما الدعوة إلى الله كرسالة وكهدف ترتقي الدعوة إلى أن تقترب من صنعة الأنبياء.

﴿  قُلْ هَٰذِهِۦ سَبِيلِىٓ أَدْعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ ٱتَّبَعَنِى وَسُبْحَٰنَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَا مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ(108)﴾

[ سورة يوسف ]

المقدم:
حتى لو كان دعوتي لأولادي؟!
 الدكتور محمد راتب النابلسي:
والأولاد أولى سيدي، أنا أقول كلمة: الآخرون أنت لهم وغيرك لهم، أما أولادك من لهم غيرك؟ أكبر مسؤولية الأولاد والبنات هؤلاء المستقبل، الأولاد مستقبلنا الأولاد انتصارنا.
المقدم:
يا شيخ 40 سنة، ما تعبت؟!
 الدكتور محمد راتب النابلسي:
لا والله، والله الدعوة مُسعدة، أنا أقول للدعاة: الدعوة مسعدة، إذا كان تاجر يربح كثيراً لا نقول له : مللت، لا، لا يمل، ما دام يوجد ربح لا يوجد ملل، وأنا أقول كلمة: هناك داعية كبير في الشام مات بالسابعة والتسعين، كان منتصب القامة، حاد البصر، مرهف السمع، أسنانه في فمه، كان إذا رأى شاباً يقول له: يا بني، أنت كنت تلميذي، وكان أبوك تلميذي، وكان جدك تلميذي، سئل مرة: ما هذه الصحة التي حباك الله بها؟ يقول: "يا بني حفظناها في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر، من عاش تقياً عاش قوياً"، (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَٰلِحًا) ، فرض عين على كل مسلم في حدود ما تعلم ومع من تعرف.
 المقدم:
الله يكرمك يا شيخنا.
الدكتور محمد راتب النابلسي:
بارك الله بكم، ونفع بكم. 
المقدم:
سعدنا بك.
الدكتور محمد راتب النابلسي:
وأنا كذلك، بارك الله بكم ونفع بكم، وعلا قدركم وجعل هذه اللقاءات في ميزان حسناتكم.
المقدم:
يا رب، يا رب. 
بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم علّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
الملف مدقق

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور