وضع داكن
26-04-2024
Logo
مختلفة - سوريا - الدرس : 63 - دمشق ـ جمعية الإعفاف : نصائح للعزّاب .
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد أيها الأخوة ؛ شرفنا جميعاً بأن أوينا إلى بيت من بيوت الله عز وجل ننهل العلم ، وننهل الفضيلة ، من جميعة مباركة جمعية إعفاف ، جمعية دار الإيمان ، التي تعنى غاية ما تعنى بنشر الفضيلة بين الناس ، وإعانة الأسر عموماً والشباب على وجه الخصوص ، ومن فضل الله على هذه الجمعية أن القائمين عليها من الشباب، فترى ما أنجزته في سنتين ونصف أكثر مما أنجزه غيرها بعشرات السنين ، نسأل الله أن يبارك لنا فيها ، ويبارك لنا بعلماء الشام خاصة ، وبعلمائنا في العالم الإسلامي كافة ، إنه سميع مجيب ، نشرف أيها الأحبة أن يكون بيننا أستاذنا فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي وهو غني عن التعريف ، حتى لا آخذ من كلمته القيّمة أسأل الله أن يفتح قلوبنا إلى أستاذنا .

آيات الله عز وجل في السماء :

بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين ، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
أيها الأخوة الكرام الأحباب ؛ بادئ ذي بدء أشكر لجمعية إعفاف الشباب هذه الدعوة الكريمة ، وأشكر لكم هذا الحضور ، فهذا إن دل على شيء فعلى حسن الظن بي ، وأسأل الله أن أكون عند حسن ظنكم ، كما أسأله إن وجدتم في محاضرتي ما كنتم تتوقعون فالحمد لله رب العالمين ، وإن لم تجدوا ما كنتم تتوقعون فحسبكم الله ونعم الوكيل .
بادئ ذي بدء قال علماء اللغة : العطف يقتضي المشاركة والمقاربة ، تقول مثلاً: مصر وسوريا ولا تقول : مصر وعربين ، لا يوجد تناسب ، بلدة مقابل دولة ، هذه مقدمة أردت من خلالها أن ألفت النظر إلى آيتين الآية الأولى ، قال تعالى :

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾

[ سورة الروم : 22]

السموات والأرض مصطلح قرآني يعني الله بهما الكون ، والكون ما سوى الله ، زارنا قبل أيام عالم جليل من علماء الإعجاز العلمي ودار بيني وبينه حوار حول حجم الكون ، فقال: المجرات التي رصدتها مراصدنا تزيد عن ثلاثمئة مليون مجرة ، ومجرتنا متواضعة جداً درب التبابنة ، تعد مجرة متوسطة أو أقل ، والمجموعة الشمسية بأكملها لا تزيد عن نقطة على هذه المجرة ، لذلك أيها الأخوة ؛ إذا قال الله عز وجل :

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾

[ سورة الروم : 22]

أي أن الكون كله من آيات الله الدالة على عظمته ، ويكفي أن أذكركم أن بين الأرض وبين أقرب نجم ملتهب أربع سنوات ضوئية ، لو أننا أردنا أن نصل إلى هذا النجم الذي يبعد عنا أربع سنوات ضوئية ، وكان هناك طريق إلى هذا النجم ، ومعنا مركبة أرضية لاحتجنا إلى خمسين مليون عام ، وكلمة أربع سنوات ضوئية تعني خمسين مليون عام ، وأي واحد من الشباب الطيبين اليوم مساء يضرب ، الضوء يقطع في الثانية الواحدة ثلاثمئة ألف كيلو متر ، في الدقيقة ضرب ستين ، بالساعة ضرب ستين ، باليوم ضرب أربع وعشرين ، بالسنة ضرب ثلاثمئة وخمسة وستين ، أربع سنوات ضرب أربع ، هذه الرقم قسمه على سرعة السيارة ، الناتج كم ساعة ، على أربع وعشرين كم يوم ، على ثلاثمئة وخمسة وستين كم سنة ، من أجل أن نصل إلى أقرب نجم ملتهب يبعد عنا أربع سنوات ضوئية ، نحتاج إلى خمسين مليون عام ، متى نصل إلى نجم القطب ؟ بعده عنا أربعة آلاف سنة ضوئية ، بعد الأرض عن مجرة المرأة المسلسلة مليونا سنة ضوئية ، وسألت هذا الأستاذ في الإعجاز العلمي : ما هو أبعد نجم تمّ رصده ؟ قال لي : أربعة وعشرون مليار سنة ضوئية ، أربع سنوات ضوئية تحتاج إلى خمسين مليون عام فأربعة وعشرون مليار سنة ضوئية كم تحتاج ؟ دقق معي بقوله تعالى :

﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴾

[سورة الواقعة: 75-76]

ذلك الله رب العالمين ، هذا الإله العظيم يعصى ؟ ألا يخطب وده ؟ ألا ترجى جنته؟ وقد يقول أحدكم : ما علاقة هذا بموضوع الأسرة ؟ بعد قليل تعرفون العلاقة .
الآن الشمس تكبر الأرض بمليون وثلاثمئة ألف مرة ، أي جوف الشمس يتسع لمليون وثلاثمئة ألف أرض ، والأرض كما نعلم فيها خمس قارات ؛ أمريكا الشمالية والجنوبية ، أوربا، آسيا ، أستراليا ، كل هذه القارات خمس الأرض ، والبحر أربعة أخماس ، مليون وثلاثمئة ألف أرض تتسع لها الشمس ، بين الشمس والأرض مئة وستة وخمسون مليون كيلو متر ، برج العقرب ، فيه نجم صغير متألق ، أحمر اللون ، اسمه قلب العقرب ، يتسع للشمس والأرض مع المسافة بينهما ، هذا الإله العظيم يعصى ؟ ألا يخطب وده ؟ ألا ترجى جنته ؟ ألا تخشى ناره؟ هذا في السماء ، فماذا في الأرض ؟

 

آيات الله عز وجل في الأرض :

أحقر مخلوق عند الإنسان البعوضة ، إذا قتلت بعوضة هل تحس أنك قاتل ؟

(( لو كانت الدنيا تَعْدِلُ عند الله جَناح بعوضة ما سَقَى كافراً منها شَربة ماءٍ ))

[مسلم وأبو داود عن جابر بن عبد الله ]

هذه البعوضة مئة عين برأسها ، ثمانية و أربعون سناً بفمها ، ثلاثة قلوب بصدرها، قلب مركزي وقلب لكل جناح ، بكل قلب أذينان ، وبطينان ، ودسامان ، معها جهاز استقبال حراري ، ترى الأشياء لا بأشكالها ، ولا بأحجامها ، ولا بألوانها ، ولكن ترى الأشياء بحرارتها، حساسيته واحد على ألف من الدرجة المئوية ، معها جهاز تحليل دم ، تملك جهاز تحليل للدم، فما كل دم يناسبها ، ينام أخوان على سرير واحد ، يستيقظ الأول وقد ملئ بلسع البعوض ، ويستيقظ الثاني سليماً معافى لم يصب بشيء ، تملك جهاز تخدير لئلا تقتل أثناء امتصاص الدم، حينما يشعر بوخز البعوضة انتهى مفعول التخدير ، هي فوق في جو الغرفة تضحك على من ضربها .
معها جهاز تخدير ، وجهاز تحليل ، وجهاز استقبال حراري ، وجهاز تمييع للدم ، دم الإنسان سمج لا يسري بخرطومها ، في خرطومها ست سكاكين ، أربع سكاكين تحدث جرحاً مربعاً ، وسكينان تلتئمان على شكل أنبوبين لامتصاص الدم ، وفي أرجلها محاجم ومخالب ، إذا وقفت على بلور على سطح أملس على الضغط ، وفي أرجلها مخالب إذا وقفت على سطح خشن ، الآن :

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾

[ سورة الروم : 22]

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾

[ سورة الروم : 21 ]

الأسرة أكبر آية من آيات الله الدالة على عظمته :

كما أن الكون من آياته الأسرة ، من آياته الدالة على عظمة الله ، للتقريب قال تعالى :

﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ﴾

[ سورة الأنعام : 1]

﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ﴾

[ سورة الكهف : 1 ]

الكون في كفة ، والقرآن في كفة ، خلق الأكوان ونورها بالقرآن ، الأكوان خلقه والقرآن كلامه ، الأكوان آيات كونية ، والقرآن آيات قرآنية ، لذلك تعد الأسرة أكبر آية من آيات الله الدالة على عظمته ، وكأنها تقترب مما سوى الله من الكون ، قال تعالى :

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ﴾

[ سورة الروم : 21 ]

امرأة إنسانة تشعر بما تشعر ، تحس بما تحس ، ترضى بما ترضى ، تسمو كما تسمو ، تعبد ربها كما تعبد ربها ، ترقى إلى الله كما ترقى إليه ، تحجب عنه كما تحجب عنه .

﴿ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ﴾

[ سورة الروم : 21 ]

ما علة السكنى ؟ أن الرجل له خصائص فكرية ونفسية واجتماعية وجسمية ، تناسب المهمة التي خلق من أجلها ، والمرأة لها خصائص فكرية ونفسية واجتماعية وجسمية هي كمال مطلق للمهمة التي أوكلت إليها ، هما متكاملان وليسا متشابهين لقوله تعالى :

﴿ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى ﴾

[ سورة آل عمران : 36 ]

يتكاملان ، الرجل يكمل نقصه العاطفي بزوجته فيسكن إليها ، والمرأة تكمل نقصها القيادي بزوجها فتسكن إليه ، الأصل في العلاقة الزوجية المودة ، الرحمة :

﴿ وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾

[ سورة الروم : 21 ]

والمودة والرحمة من خلق الله عز وجل ، وأية أسرة لا يكون بين طرفيها مودة ورحمة هي أسرة بخلاف منهج الله ، ويستطيع كل شاب إن شاء الله إذا وهبه الله زوجة صالحة ، تسره إذا نظر إليها ، تحفظه إن غاب عنها ، تطيعه إن أمرها ، أن يعيش معها عمراً مديداً في حب متنام ، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام :

(( الحمد لله الذي رزقني حب عائشة ))

[ ورد في الأثر ]

وكانت هذه السيدة الشابة الكريمة تسأل النبي من حين لآخر كيف حبك لي ؟ يقول لها : كعقدة الحبل ، أصبحت هذه العبارة مصطلحاً بينه وبينها ، تسأله من حين لآخر كيف العقدة ؟ فيقول : على حالها .

 

المجتمع بناء شامخ والأسرة لبنة بهذا البناء :

مقدمتي حول الكون لأصل إلى أن نظام الأسرة آية من آيات الله الدالة على عظمته، لذلك أنا أهنئ أخوتنا الكرام الأعضاء المؤسسين لجمعية إعفاف الشباب ، لأنهم يعملون في حقل يعد آية من آيات الله الدالة على عظمته ، ولم يمر على المسلمين فيما أعلم وقت شباب المسلمين وشابات المسلمين في أمس الحاجة إلى تفعيل هذه الأسرة كي تكون درءاً للمفاسد كهذا الوقت ، الزواج أغض للبصر وأحصن للفرج ، أنا مع الزواج المبكر ، وأنا مع كل جمعية تشجع الزواج ، لأن شرائع السماء تدعم الأسرة ، المجتمع بناء شامخ والأسرة لبنة بهذا البناء ، فإذا تماسكت الأسر تماسك البناء ، وإذا اضطربت الأسرة اضطرب البناء ، وشرائع الأرض تسعى لإحلال الأسرة بانحلالها .
أخوتنا الكرام ؛ ثقافة الغرب ثقافة انحلال ، مؤتمرات تعقد في أنحاء العالم من حين إلى آخر ، وقد حضرت آخر مؤتمر في أندونيسيا قبل أشهر ، مؤتمر السكان المنبثق عن هيئة الأمم المتحدة ، هذا المؤتمر من توصياته أن الزواج عقد بين شخصين لم يقل ذكراً وأنثى ، أي هذا المؤتمر بتوصياته الآثمة التي صدرت بالقاهرة قبل عشر سنوات تبين أن الزواج عند الأمم المتحدة عقد بين شخصين قد يكونا ذكرين أو أنثيين ، أو ذكراً وأنثى ، أما في إسلامنا العظيم فالزواج أن يقترن رجل بامرأة ، لإنجاب الولد ، شرائع السماء تدعم الأسرة ، ومؤتمرات الأرض تريدها انحلالاً وإباحية ، طبعاً لا مجال للحديث عن توصيات هذا المؤتمر ، العبد الفقير متخصص بهذا المؤتمر من خمسة عشر عاماً وأنا أتابع توصياته ، توصياته كلها تتناقض مع القرآن ، الهدف أن يكون الشعب المسلم قليل الإنجاب ، من أجل أن يكون سوقاً لهم لا أن يكون نامياً نمواً اقتصادياً ، هناك بحث طويل ولا يعنيني أن أخوض به في هذه المحاضرة ذات الموضوع المحدد .
لذلك أيها الأخوة ؛ الحقيقة الأولى ، ما من شهوة أودعها الله بالإنسان وشهوة المرأة من هذه الشهوات ، لقوله تعالى :

﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾

[ سورة آل عمران: 14 ]

ما من شهوة أودعها الله بالإنسان إلا جعل لها قناة نظيفة تسري خلالها ، ليس بالإسلام حرمان إطلاقاً .
مرة ثانية ؛ ما من شهوة أودعها الله بالإنسان إلا جعل لها قناة نظيفة تسري خلالها، ليس بالإسلام حرمان هناك تنظيم ، الشهوة حيادية ، بإمكانك أن تتحرك بدافع منها مئة وثمانين درجة ، الشرع سمح لك بمئة درجة ، سمح لك بالزواج ولا سبيل آخر إلا الزواج ، أما عند أهل الكفر والضلال فهناك ألف سبيل وسبيل للوصول إلى هذه اللذة من دون زواج ، الآن يوجد مساكنة بأوربا ، لا عقد ولا قيد ولا شرط ، هناك مساكنة ، أنواع الانحراف لا يعرفها إلا الله ، قال تعالى :

﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ﴾

[ سورة المعارج: 29-31 ]

الشهوة حياديّة :

أيها الأخوة ؛ الشهوة كالوقود السائل في المركبة إن وضع في المستودع المحكم ، وسار في الأنابيب المحكمة ، وانفجر في الوقت المناسب ، ولّد حركة نافعة ، أقلتك أنت وأهلك إلى مكان جميل ، فما الذي يجري في السيارة ؟

انفجارات لكنها منضبطة ، أما إذا صبّ هذا الوقود على المركبة ، وأصابته شرارة ، أحرق المركبة ومن فيها ، فالشهوات حيادية يمكن أن تكون سلماً نرقى بها ، أو دركات نهوي بها ، الشهوة حيادية بحسب استخدامها ، ولكن أنا أخاطب الشباب ، ما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا وجعل قناة نظيفة تسري خلالها ، ليس في الإسلام حرمان، والدليل:

﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ ﴾

[ سورة القصص : 50 ]

المعنى المخالف : الذي يتبع هواه وفق هدى الله لا شيء عليه ، اشتهى المرأة فتزوج ، اشتهى المال فعمل عملاً مشروعاً ، ليس في الإسلام حرمان في الإسلام تنظيم ، ما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا وجعل قناة نظيفة تسري خلالها .

 

الزواج خير و سعادة و عطاء :

إذاً الشهوات قوة دافعة أو قوة مدمرة ، هكذا شهوة الجنس ، إما أن تتزوج فيكرمك الله بزوجة تسرك إن نظرت إليها ، وتحفظك إن غبت عنها ، وتطيعك إن أمرتها ، تنجب لك الولد يملأ البيت بهجة وهو صغير ، ويعينك إذا كان كبيراً ، وهو استمرار لك ، وقد يرزق الإنسان من الذرية الملايين إلى يوم القيامة ، والله عز وجل أكرمنا فقال :

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ﴾

[ سورة الطور: 21 ]

أولادك ، وأولاد أولادك ، وذريتك إلى يوم القيامة ، كل أعمالهم الصالحة في صحيفة الأب ، الزواج كله خير ، كله سعادة ، كله عطاء ، كله نمو ، لذلك أنا أشكر ثانية هذه الجمعية الكريمة التي ترعى الزواج ، جمعية إعفاف الشباب ، وأنا والله ما من عبادة تلفت نظري - وهو مصطلح حديث - خاصة بالبنات بالنساء ترقى بها الفتاة إلى أعلى عليين كأن تمارس عبادة إعفاف الشباب ، أي ستر مفاتنها عن الشباب كي يهيأ للشباب جو من الطهر والعفاف ، اذهب إلى مكة المكرمة أو إلى المدينة تبقى عشرين يوماً لا يأتيك خاطر نسائي واحد ، بسبب الحجاب، مرة في فرنسا حينما منعوا الحجاب ، عدّوا الحجاب رمزاً للدين ، فالصليب رمز للنصارى ، والقبعة رمز لليهودية ، وعدّوا الحجاب الإسلامي رمزاً للإسلام ، هذا خطأ كبير ، المركبة الشهيرة مرسيدس لها شارة في المقدمة ، لو نزعته لا تتأثر ميزاتها بشيء ، رمز ينزع ، لكن مكبح السيارة ليس رمزاً يعد جزءاً أساسياً منها ، لذلك الإنسان حينما يتزوج ويكرمه الله بزوجة تسره إن نظر إليها ، وتحفظه إن غاب عنها ، وتطيعه إن أمرها ، تنجب له الأولاد ، يقول سيدنا عمر : " أقوم إلى زوجتي وما بي من شهوة إلا ابتغاء ولد صالح ينفع الناس من بعدي ". بل إن دافع الأمومة أقوى دافع في الجنس البشري ، أي إن المرأة عندها دافع يعد أقوى دافع في النساء والرجال معاً إلى أن تكون أماً من أن تربي وليداً ، لذلك المجتمع الإسلامي مبارك ، هناك أزواج و زوجات و أولاد ، العلاقة بين الأولاد والآباء علاقة أرادها الله علاقة رحمة ، لذلك لم يرد في القرآن الكريم ولا آية عدا المواريث توصي الآباء بأبنائهم .
أخواننا الكرام ؛ هل يعقل أن يصدر مرسوم تشريعي يلزم المواطنين بتناول طعام الإفطار ؟ مستحيل ، لذلك لا يوجد أية آية توصي الآباء بأبنائهم ، لأن عناية الآباء بأبنائهم فطرة في أصل بنيتهم ، ولكن بر الأبناء بآبائهم ، قال تعالى :

﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ﴾

[ سورة الإسراء: 23]

ارتقاء الإنسان بالشهوات إلى رب الأرض و السموات :


أخواننا الكرام ؛ بالإسلام لا يوجد حرمان

ما من شهوة أودعها الله بالإنسان إلا جعل لها قناة نظيفة تسري خلالها ، بل والله الذي لا إله إلا هو لولا الشهوات ما ارتقينا إلى رب الأرض والسموات ، دقق كيف تتقرب إلى الله ؟ لو أن المال لا قيمة له عندك ، لأن المال شيء ثمين عندك أودع الله فيك محبته ، ترقى عند الله بإنفاق المال ، ولأن الفتاة والمرأة محبوبة عند الرجل حينما يغض بصره عن امرأة لا تحل له يرقى إلى الله صابراً ، وحينما يمتع نظره بمن تحل له يرقى إلى الله شاكراً ، بالحالتين إما أن ترقى إلى الله صابراً ، وإما أن ترقى إلى الله شاكراً ، كالمنشار تماماً بالصعود ترقى وفي النزول ترقى ، إن غضضت بصرك عن امرأة لا تحل لك ترقى إلى الله صابراً ، وإن متعت عينيك بمن تحل لك ترقى إلى الله شاكراً .

لولا الشهوات ما ارتقينا إلى رب الأرض والسموات ، إطلاقاً أيها الأخوة .

الشأن الكبير للشباب في الإسلام :

شيء آخر ؛ صدقوا أنا من أسعد الناس حينما أطل عليكم ، وأنتم شباب ، ريح الجنة في الشباب ، الصحابة الكرامة كانوا شباباً ، سيدنا أسامة بن زيد شاب في الثامنة عشرة كان قائداً لجيش من جنوده أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ، مشى أبو بكر في ركابه قال : يا خليفة رسول الله لتركبن أو لأنزلن ، قال : والله ما ركبت ولا نزلت وما عليّ أن تغبر قدماي ساعة في سبيل الله .
الشاب في الإسلام له شأن كبير ، ريح الجنة في الشباب .

(( ما من شيء أحب إلى الله تعالى من شاب تائب ))

[أبو المظفر السمعاني عن سلمان ]

واللهُ عزّ و جل يباهي الملائكة بالشاب التائب ، يقول : انظروا عبدي ترك شهوته من أجلي . اسمحوا لي أبشركم ، ما من شاب منكم يغض بصره عن محارم الله إلا وله مكافأة ثمينة جداً جداً جداً يوم زواجه ، تصور صندوقاً كلما غضضت بصرك عن محارم الله أودع في هذا الصندوق ليرة ذهبية ، ويوم يكون عقد قرانك يفتح هذا الصندوق فتجد فيه ملايين مملينة من هذه الليرات مقابل عفتك قبل الزواج ، كل شيء بحسابه ، ما ترك عبد شيئاً لله إلا عوضه الله خيراً منه في دينه ودنياه .
بالمناسبة كل سن له عبادة أولى ، التاجر عبادته الأولى كسب الحلال ، المرأة العبادة الأولى الحجاب .

أول عبادة للشباب غض بصرهم عن محارم الله :

وأقول لكم أيها الشباب ؛ العبادة الأولى في هذا الزمن الصعب ، في زمن الفضائيات والشاشة الآثمة الإباحية ، في زمن الانترنيت والمواقع الإباحية ، في زمن المجلات الخلاعية ، في زمن المحمول ، في زمن الطرقات التي تمتلئ بالغاديات والرائحات والمائلات والمميلات ، في هذا الزمن الصعب أول عبادة لكم أيها الشباب غض بصركم عن محارم الله ، والله في غض بصر ترقى إلى الله مرتين ، لذلك عبادتكم الأولى سيدنا يوسف قدوتكم ، شاب في ريعان الشباب في مقتبل العمر ، غريب ، دعته سيدته وليس من صالحها أن يعلم أحد ، وهو غريب ، وشاب ، وغير متزوج ، قال تعالى :

﴿ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ﴾

[ سورة يوسف: 23]

حينما أصبح عزيز مصر مرّ موكبه أمام جارية تعرفه عبداً في السجن ، فقالت : سبحان من جعل العبيد ملوكاً بطاعته ، أبشروا أنت حينما تطيع الله ، والله آية قرآنية لو لم يكن في القرآن إلا هذه الآية لكفتكم ، قال تعالى :

﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾

[ سورة الجاثية: 21 ]

ممكن شاب تائب مؤمن مصل يغض بصره عن امرأة لا تحل له صادق أمين ، يعمل عملاً بإخلاص ، أصبح في سن الزواج خطب امرأة مؤمنة طاهرة عفيفة أن تكون حياة هذا الشاب كحياة المتفلت ؟ والله لو تساوت حياة شاب مؤمن مع شاب غير مؤمن هذا التساوي يتناقض مع وجود الله ، قال تعالى :

﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾

[ سورة الجاثية: 21 ]

أبشروا أنا أخاطب شباباً في مقتبل الحياة ؛ الخير مديد من لم يكن له بداية محرقة لم تكن له نهاية مشرقة ، هذا الشاب الذي يرتاد المساجد يجلس على ركبته ، يطلب العلم ، يغض بصره ، يضبط سمعه ، يضبط يده ، يضبط رجله ، هذا إنسان له مستقبل كبير ، حسبك هذه الآية :

﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾

[ سورة النحل: 97 ]

والله زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين ، لذلك قال بعض العلماء : الورع حسن لكن في العلماء أحسن ، و العدل حسن لكن في الأمراء أحسن ، والسخاء حسن لكن في الأغنياء أحسن ، والتوبة حسن لكن في الشباب أحسن ، والصبر حسن لكن في الفقراء أحسن ، والحياء حسن لكن في النساء أحسن .
أنت التوبة ، الصدق ، الأمانة ، والإخلاص .

 

تسهيل الزواج أعظم عمل في هذه الظروف الصعبة :

نحن كنا نشبه حديقة حيوان تقليدية ، الوحوش في الأقفاص مقيدة ، والزوار طلقاء، بكل بلد يوجد بؤرة فساد أو بؤرتان فقط ، وضع العالم الإسلامي الآن حديقة حيوان إفريقية الوحوش طلقاء والزوار إن لم يلجؤوا إلى سيارة مصفحة يؤكلون

إذا لم تحصن نفسك بمسجد ، لك شيخ تثق بعلمه وإخلاصه وورعه تلقى عنده العلم ، أقول لكم بكل صراحة : المؤمن الآن كهذا الهاتف المحمول إذا ما شحنته تنطفئ شاشته ويسكت ، تحتاج إلى شحن أسبوعي ، يجب أن يكون لك درس علم تنهل منه المبادئ ، القيم والحقائق والأحكام ، لذلك :

((...وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم ، إلا حفتهم الملائكة ، ونزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وذكرهم الله فيمن عنده ....))

[ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه]

جلسة أخرى فيها غيبة ، نميمة ، حديث عن النساء ، مشاهدة فيلم ، و ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه إلا قاموا عن أنتن من جيفة حمار . لذلك صاحب المؤمن ، كن مع الصالحين ، ليكن بيتك كهفك ، ليكن جامعك كهفك ، قال تعالى :

﴿ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا ﴾

[ سورة الكهف : 16]

ما من عمل في هذه الظروف الصعبة ، في ظروف الفساد ، والتفلت ، والفلتان الأخلاقي ، والإباحية ، والشاشة ، والانترنيت ، والمجلات ، والصحف ، والطرقات ، والمحمول ، ما من عمل أعظم من تزويج الشباب .
مرة ثانية ؛ ما من عمل أعظم من تزويج الشباب ، هذا الكلام موجه لمن ؟ لأولياء الشباب ولأولياء الشابات ، قال تعالى :

﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ ﴾

[ سورة النور: 32 ]

أمر إلهي ، وكل أمر يقتضي الوجوب ، أي سهلوا الزواج ، لا تضعوا عراقيل أمام الزواج ، يسروا البيوت ، يسروا الأثاث ، خففوا المهر :

(( أَعْظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُنَّ مَئُونَةً ))

[أحمد عن عائشة]

لا بد من حركة ، لا بد من حركة جماعية لإنقاذ الموقف ، أنا سمعت من هذه الجمعية المباركة في يوم إشهارها في حفل كبير ، سمعت من أحد أعضائها أن نصف سكان سوريا من النساء بلا زواج ، العنوسة خمسون بالمئة ، وهذه وصمة عار في حق الأمة ، في بلاد أخرى ثمانية عشر بالمئة ، في بلاد أخرى اثنان بالمئة ، هذه واحدة ، أما الطلاق فكان في بلدنا بنسبة خمسة عشر بالألف ، فلما اتسعت الصحون على السطوح أصبحة خمسة عشر بالمئة ، والآن بإحصاء من قصر العدل قبل أشهر تأملت أرقاماً بعيني ؛ خمسون بالمئة نسب الطلاق ، لأنه كلما قلّ ماء الحياء قلّ ماء السماء ، وكلما رخص لحم النساء غلى لحم الضأن ، وكلما اتسعت الصحون على السطوح ضاقت صحون المائدة ، يقول لك : غلاء شديد ، نقص بالمواد ، هناك أسباب دقيقة ، قال تعالى :

﴿ وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً * لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ﴾

[ سورة الجن: 16-17 ]

﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ﴾

[ سورة المائدة: 66 ]

حاجة الشباب إلى فرص عمل :

النقطة الدقيقة جداً جداً في هذا اللقاء الطيب أن العلاقة بين الذكور والإناث لو أننا وضعنا عقبات كأداء أمام تزويج الشباب ما الذي يحصل ؟ الشباب غير المؤمنين ليس لهم منهج ، يحل السفاح محل النكاح ، كلما وضعنا العراقيل اتسعت دور الدعارة ، كلما وضعنا العراقيل حلّ السفاح محل النكاح ، الدليل من حديث رسول الله :

(( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ... ))

[ الترمذي و ابن ماجه عن أبي هريرة]

هناك أب عنده بنت جاءه خاطب قال له : يا بني أنا عندي خبرات عالية لا أسمح لخاطب ابنتي أن يلعب عليّ أو أن يضحك عليّ ، عندك بيت ؟ قال : نعم ، قال له : أرني الأوراق ، عندك عمل ؟ قال : أنا عندي معمل ، ائتني برخصة المعمل ، عندك سيارة ؟ ائتني بالميكانيك ، تأكد من رخصة المعمل ومن ملكه لبيت وسيارة ، وافق الآن بالخطبة له محل بالحريقة جاء خاطب ابنته إلى المحل ، عنده عدد من التجار قال لهم : هذا صهرنا ، فتغير لون أحدهم ، ثم قال له : هذا غير مسلم ، قال له : تعال أنت ألست مسلماً ؟ فقال له : أنت لم تسألني عن ديني ؟ أبداً ما سألتني عن ديني إطلاقاً.
في الغرب شاب أحبّ فتاة هناك فاستأذن والده من الزواج منها ، قال له : لا يا بني إنها أختك وأمك لا تدري ، فلما أحبّ ثانية قال : يا أبي هذه فتاة أحببتها ، قال له : أيضاً هذه أختك وأمك لا تدري ، الثالثة كذلك ، فضجر من أبيه ، وشكا إلى أمه ، قالت له : خذ أياً شئت أنت لست ابنه وهو لا يدري .
هذه نهاية الطريق إذا ما تداركنا ، وانتبهنا ، وراعينا شبابنا ، وزوجناهم ، ويسرنا ، والله هناك قرية بالغوطة أكبرها ، اجتمع أعيان القرية وقرروا المهر خاتم سحب وساعة فقط .

(( أَعْظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُنَّ مَئُونَةً ))

[ أحمد عَنْ عَائِشَةَ]

الآن بالتعبير المعاصر عندنا قنبلة موقوتة يمكن أن تدمر كل شيء ، الشباب يحتاجون إلى فرص عمل ، عندي أخ صاحب معمل استأذنني أن يغلق المعمل لأنه لا يربح ، و المواد الأولية صعبة جداً ، ولا يوجد أرباح ، والمصاريف عالية جداً ، و من سنتين لم يربح شيئاً ، قلت له : كم عامل عندك ؟ قال : ثمانون عاملاً ، قلت له : هل غاب عنك أنك تفتح ثمانين بيتاً وأن هذا عند الله أكبر ربح ؟ فسكت واستمر ، لما أنت تعمل عملاً ، تهيئ فرص عمل ، هذا الشاب تزوج ومعاشه ثمانية آلاف في الشهر ، أخذ بيتاً بأربعة آلاف وأكل بأربعة آلاف ، عنده زوجة ، تحصّن ، جاءه ولد ملأ البيت فرحة .
حدثني أخ ذهب إلى ألمانيا يريد أن ينشئ معملاً ، صعق أنه لا يوجد تعقيدات ، بل صعق من التسهيلات ، ليس مطالباً إلا بشيئين ، تصريح بالحفاظ على البيئة من التلوث ، وتصريح بتأمين فرص العمل ، سيقدمون له كل دونم أرض بمارك واحد ، لما تتيسر الأعمال يتيسر الزواج ، لذلك الفرق بين الربا والعمل ، العمل ينتج المال أما أي مشروع ، أي مؤسسة ، فنصف أرباحك مصاريف ، محل تجاري يحتاج إلى فواتير ، فأمن بهذا عملاً للمطبعة والورق ، يحتاج إلى مركبة ، صار هناك تصليح وميكانيك ، عنده مستودع صار هناك بناء ، أقل مشروع تجاري أو صناعي أو زراعي يشغل مئتي مؤسسة بشكل غير مباشر ، لذلك ما هو الكسب الحلال ؟ أن تلد الأعمال المال ، ما هو الكسب الحرام ؟ أن يلد المال المال .
لذلك مشكلة الشباب أنهم يحتاجون إلى فرص عمل ، أنا والله لا أكتمكم عندي أخوان كثر ، بالآلاف لكن هناك أخاً حاملاً معي ، عنده مؤسسة ضخمة ، عنده معمل ، عنده مشروع يعين موظفين ، يحل مشاكل الأخوة المؤمنين ، وعندي أخ أنا حامله ، إنسان يحمل معك و آخر تحمله ، يوجد إنسان لا يوجد عنده إمكانية ، يجب أن نؤمن له زواجاً وبيتاً ومعاشاً و عملاً ، لذلك النبي الكريم طلب النخبة :

(( اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين ))

[ورد في الأثر]

العمر الأول سيدنا حمزة لما أسلم توقفت قريش عن إيذاء المسلمين ، والعمر الثاني لما أسلم صلى المسلمون ببيت الله الحرام .

 

حاجة الإسلام اليوم إلى النخبة من الشباب :

أنا أخاطب الشباب ؛ كن الأول ، أنا أريد النخبة ، الأول في الجامعة ، كن شيئاً مذكوراً ، كن بطلاً .
كنت في الجزائر ، أحد كبار العلماء واجه فرنسا بأكملها ، وناضل كل حياته حتى انتزع الاستقلال ، وهو على كل لسان ، عقب قراءة حياته الإنسان له حد أدنى ، لكن ليس له سقفاً ، قد يكون واحداً بمليون ، سيدنا الصديق جاءته استغاثة من سيدنا خالد يريد المدد ، يريد خمسين ألفاً ، معه ثلاثون ألفاً ، واجه ثلاثمئة ألف ، أرسل له سيدنا الصديق واحداً اسمه : القعقاع بن عمرو ، لما وصل إلى عنده قال له : أين المدد ؟ قال : أنا ، ما أنت ؟ أنا لا يوجد غيري وهذا الكتاب ، فتح الكتاب يقول سيدنا الصديق : والذي بعث محمداً بالحق إن جيشاً فيه القعقاع لا يهزم .
وانتصروا ، الآن عشرة ملايين مسلم بأف وليس بواحد ، هناك واحد بمليون وواحد بعشرة ملايين ، وواحد بألف ، و هناك ألف كأف ، كان الصحابة معهم تمرات وعلى الجياد ومعهم سيفهم إلى الجهاد ، الآن معه همبرغر وبيبسي وإلى الملعب .
يوجد عالم بمصر ، خطيب مسجد مشهور توفي رحمه الله ، عليه إقبال شديد ، و في يوم لم يجد أحداً فسأل ؟ فقالوا اله : هناك لاعب كرة اعتزل اللعب فزحفت القاهرة كلها لمشاهدة آخر مباراة له ، ما هذا ؟ قال : ما اسم هذا اللاعب ؟ قالوا : زيزو ، فصعد المنبر وقال : ماذا فعل زيزو هل وحد المسلمين ؟ قالوا : لا ، هل حقق أهداف الأمة المستحيلة ؟ هل حرر القدس ؟ ماذا فعل ؟ قالوا : اعتزل اللعب ، قال : إذاً اللهم اجعلنا في بركات زيزو ، اللهم احشرنا مع زيزو ، اللهم لا تحرمنا من كرامات زيزو ، هذه الأمة دينها كرة القدم أصلاً .
كنت مرة بالعمرة ، هناك سائق كنت معه من مكة إلى جدة ، أقسم لكم بالله كاد يخرج من جلده حينما عرف أن الفريق الفلاني أدخل هدفاً على الفريق الفلاني ، انفعالاته واهتماماته ومشاهره ووجدانه من أجل كرة دخلت إلى شبكة ، فالرياضة أصبحت ديناً .

زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للشباب :

أيها الأخوة الكرام ؛ قال تعالى :

﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ﴾

[ سورة النور: 32 ]

أمر إلهي وكل أمر يقتضي الوجوب ، لكن أنا أخاطب الشباب :

﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ﴾

[ سورة الطلاق : 2]

والله زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للشباب ، اتق الله ، أحد علماء دمشق ذكر لي هذه القصة ، جاء لعنده طالب لا يعرفه قال له : أنا من تلاميذك ، و لا يوجد عندي رأس مال ، ولا وظيفة مرموقة ، ولا بيت ، وعمري ثلاث وعشرون سنة ، و ليس عندي أمل أن أتزوج لخمسين سنة قادمة ، ماذا أفعل ؟ قال له : اتق الله ، قال له : هذه أين تصرف ؟ طبعاً مستهزئ ، قال : يا بني هذا الذي عندي .
ذهب بعدما وقف الموقف الغير مؤدب من شيخه ، هو موظف بشركة اعتبر المحل التجاري له ، داوم بشكل دقيق ، كلما يأتي زبون يعتني به كثيراً و يقنعه ، لاحظ صاحب المحل أن الوضع ليس طبيعياً ، الغلة ارتفعت ودوامه جيد ، إذا ذهب للصلاة في الجامع يستغرق ثماني دقائق فقط ، يصلي السنة والفرض ويعود ، لا يبقى ساعتين ، تابعه صاحب المحل أكثر من سنة ، يتق الله ، عند صاحب المحل بنت رائعة جداً شاهده أنسب شخص لها ، فعمل معه تمثيلية أخذ له بيتاً في كفرسوسة بأرقى البيوت ، ثم قال له : أنا أريد أن آخذ رأيك بالسيراميك ، اختر لي أنت والشاب لا يعلم ، بعد ما انتهى من كسوة البيت ، قال له : هذا البيت لك أنا اخترتك زوجاً لابنتي ، قال تعالى :

﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ﴾

[ سورة الطلاق : 2]

والله الكون يزول وهذه الآية تتحقق :

﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ﴾

[ سورة الطلاق : 2]

حقّ العباد على الله إن عبدوه :

أخواننا الكرام ؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم :

(( ما حقُّ العباد على الله إذا هم عبدوه ؟ قلتُ : الله ورسوله أعلم ، قال: حقُّ العباد على الله ألا يعذِّبهم ))

[ متفق عليه عن معاذ بن جبل ]

اسمعوا أيها الشباب الله عز وجل أنشأ لكم حقاً عليه ، في الجامع الصغير افتحوا على قسم حق الوالد على ولده ، حق المولود على والده ، حق الزوجة على زوجها ، حديث طويل ، و هناك حديث تقرؤه يقشعر جلدك ؛ حق المؤمن على الله أن يعينه إذا طلب العفاف ، أتسمعون أيها الشباب ، أيها الأخوة ؛

﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ﴾

[ سورة الطلاق : 2]

خاتمة :

آخر شيء أقوله في هذا اللقاء الطيب لعل هناك بعض الأسئلة ، آخر شيء :

﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً ﴾

[سورة الفرقان: 74 ]

وأسأل الله أن يهب كل واحد منكم غير متزوج زوجة صالحة ، تسره إذا نظر إليها ، تحفظه إن غاب عنها ، تطيعه إن أمرها ، وأشكر هذه الجمعية الكريمة على هذه الدعوة ، وأشكر لكم حضوركم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

ذكر الله لك يتجلى بمنحك الأمن و الطمأنينة :

ورد في الأثر القدسي :" إنّ بيوتي في الأرض المساجد ، وإن زوّارها هم عمّارها ، فطُوبى لِعَبْد تطهّر في بيته ثمّ زارني ، وحُقّ على المزور أن يُكْرم الزائر، بربكم إن جاءكم ضيف هل من الممكن ألا تضيفه ؟ غير معقول ، إله عظيم أكرم الأكرمين دخلت إلى بيته هل معقول أن تخرج بلا ضيافة ؟ طبعاً لا يوجد كأس شاي ، و لا كرسي مريح ، بل الجلوس على الأرض، سأقول لكم آية دقيقة جداً :

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء َالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾

[ سورة العنكبوت: 45 ]

قال علماء التفسير : ذكر الله أكبر ما فيها ، أي ذكر الله لك وأنت تصلي أكبر من ذكرك له في الصلاة ، كيف ؟ إنك إن ذكرته أديت واجب العبودية ، لكنه إن ذكرك - أخاطب رواد المساجد ، دخلت إلى بيت الله وصليت أنت تذكره تقول : الله أكبر ، الحمد لله رب العالمين، هذا ذكرك له - منحك الأمن ، الأمن أثمن نعمة على الإطلاق ، قال تعالى :

﴿ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾

[ سورة الأنعام: 81-82 ]

الأمن مريح جداً أما أي إنسان عاص ، قال تعالى :

﴿ َقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ﴾

[سورة الحشر: 2]

منحك السكينة تسعد بها ولو فقدت كل شيء ، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء ، يمنحك الحكمة :

﴿ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيراً ﴾

[ سورة البقرة : 269 ]

يمنحك الرضا ، هذه عطاءات لا تقدر بثمن ، عطاءات يفتقد لها الأذكياء العمالقة، يرتكب الإنسان غير المؤمن الذكي حماقة لا يرتكبها الأغبياء ، أما إذا صليت فيمنحك السكينة ، السعادة ، الوقار ، لذلك :

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء َالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾

[ سورة العنكبوت: 45 ]

لكن مجيئك إلى المسجد له مهمتان ؛ من أجل أن تأخذ تعليمات الصانع بالدروس ، ومن أجل أن تقبض الثمن بالصلاة ، أما دينك في بيتك ، بعملك ، بمكتبك التجاري ، بدكانك ، بعيادتك ، بمكتب المحاماة ، بمكتب الهندسة ، فالدين بالتطبيق .

(( ترك دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد حجة الإسلام ))

[ورد في الأثر]

أسئلة و أجوبة :

أي سؤال آخر ؟
كيف يكون العفاف بين الزوج وزوجته ؟
الزوجة مباحة لزوجها ، قال تعالى :

﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ ﴾

 

[ سورة المعارج: 29-31 ]

العفاف بينه وبين زوجته ألا يحدث الناس بما كان بينه وبينها ، والله ما كنت أن أصدق بحياتي أن أقرأ كلمة بمجلة مصرية سياسية أسبوعية ، كلمة لممثلة فرنسية مشهورة جداً سألوها ما شعورك وأنت على خشبة المسرح ؟ قالت : شعور الخزي والعار ، وهذا شعور كل أنثى تعرض مفاتنها على الجمهور ، إن الحب يجب أن يبقى بين الزوجين وفي غرف مغلقة ، فالإعفاف بين الزوجين أن يكون الحب بينهما في غرف مغلقة .
س: يقول البعض : إن الزواج المبكر للشاب يذهب من قدراته العظيمة .
ج : أبداً هذا ليس صحيحاً ، وراء كل رجل عظيم امرأة ، ووراء كل حيوان امرأة أيضاً .
للمساواة ، المرأة تعين زوجها ، قال تعالى :

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً ﴾

[ سورة الروم : 21 ]

أنا الآن مع أنصار الزواج المبكر ، لأن الشاب إذا تزوج ملك نصف دينه .
هذه القصة آلامتني حتى العظم ، أن الأب يخلق العقبات الكأداء أمام تزويج بناته ، اسمعوا هذه الآية ، قال تعالى :

﴿ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ ﴾

[ سورة النور : 33]

في العالم الإسلامي كله أب يكره ابنته على الزنا ؟ هذه الآية :

﴿ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا ﴾

[ سورة النور : 33]

قال العلماء : أنت حينما لا تزوج ابنتك ، وكلما جاء خاطب وضعت الأعذار والعقبات الكأداء كي تبقى لك ، وليبقى دخلها لك ، وكي تخدمك ، هذه الفتاة حيتما تزل قدمها أنت الذي أجبرتها على ذلك ، يوم القيامة تقف أمام رب العزة ، تقول : يا رب ، لا أدخل النار حتى أدخل أبي قبلي .
أنا والله أعاني من هذا معاناة كبيرة ، شابة مؤمنة جاءها خاطب لا يسكن بالشام ، ما المانع إذا كان يسكن جانب دمشق ، من أنت ؟ المشكلة الكبيرة عضل الآباء والأمهات ، عندي باليوم عدة مكالمات ينقطع لها القلب ، أب يمنع تزويج ابنته لأسباب غير معقولة ، لذلك في الشرع حينما يعضل الأب ابنته بإمكانها أن تذهب للقاضي الشرعي ، وأن تعرض أمرها عليه، والقاضي يستدعي الأب يسأله عن سبب الممانعة ، إن اقتنع القاضي ضمّ صوته إلى صوت الأب ، وإن لم يقتنع يزوجها من الشخص الذي اختارته .
أنا لي قريب خطب فتاة من المالكي ، الزوج كان عنده بيت بمشروع دمر و لكن الزواج على سفر ، فقالوا : والله نحن لسفر لا نزوج بناتنا .
إنسان آخر خطب ، عنده بيت في المالكي ما سألوا عن دينه ولا عن شيء انتهى كل شيء وعملوا العقد فإذا البيت في ببيلا في شارع المالكي .
أنصح الطالب الجامعي أو كل طالب يسكن الجامعة ، والله الذي لا إله إلا هو أنا دخلت إلى كلية الآداب أربع سنوات كنت أغض بصري غضاً حازماً جداً ، أكبر عبادة للشباب غض البصر ، من غض بصره عن محارم الله - أو عن محاسن المرأة - أورثه الله حلاوة في قلبه إلى يوم يلقاه .
آية بالقرآن :

﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ﴾

[ سورة النور: 30]

أنا أنصح الشاب الجامعي أن يغض بصره ، إذا وضعت الورقة بالشمس تحترق ؟ مستحيل ، لكن إذا وضعت عدسة تحرق ، ماذا يوجد في العدسة ؟ تجمعت أشعة الشمس بالمحرق فحرقت ، الشاب المستقيم مثل العدسة ، طاقاته كلها بمحل واحد ، يحقق إنتاجاً كبيراً .
مرة شركة حلويات وضعوا صور الناجحات بالبكالوريا كلهم محجبات عدا واحدة ، المؤمن المستقيم يغض بصره ، كل طاقاته لبؤرة واحدة ، أما إذا كان موزعاً بأودية الدنيا وشهواتها فسيقع .
س : لماذا لا نشجع زواج المسيار ؟
ج : مجمع الفقه الإسلامي أقره ، له جلسة طويلة . 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور