وضع داكن
27-04-2024
Logo
الدرس : 2 - سورة النبأ - تفسير الآيات 4 - 16، الآيات الكونية والتكوينية تدل على أن خلق الإنسان ليس عبثاً .
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألوِيَتِه ، وارضَ عنّا وعنهم يا ربّ العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وُحول الشهوات إلى جنّات القربات .

التفصيل في الآيات الكونية والتكوينية يدل على أن خلق الإنسان ليس عبثاً :

أيها الأخوة الكرام ؛ مع الجزء الثلاثين من القرآن الكريم ، ومع السورة الأولى منه وهي سورة النبأ ، ومع قوله تعالى :

﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا * وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا * وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا * وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا * وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا * وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا* وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا * لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا * وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا * إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ﴾

[ سورة عم : 6-17]

سؤال : بادئ ذي بدء ، ما علاقة هذه التفاصيل من الآيات الكونية والتكوينية بقوله تعالى :

﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ﴾

[ سورة عم : 17]

الإنسان هو المخلوق الأول عند الله فهو من قبل أن يحمل الأمانة
معنى ذلك أن الله سبحانه وتعالى عرض الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان ، قال تعالى :

﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ﴾

[ سورة الأحزاب: 72 ]

فلما قبِل حمل الأمانة كان عند الله المخلوق الأول ، و المخلوق المكرم ، والمخلوق المكلف ، كلفه بالعبادة ، هذا الإنسان كيف يعرف الله عز وجل ؟ الكون هو الثابت الأول ، هذا الكون يدل على وجود الله ، وعلى وحدانيته ، وعلى كماله ، فحينما ترى هذه الآيات العظيمة الدالة على وجوده ، وكماله ، ووحدانيته ، مما يقتضيه المنطق السليم أن هذا الخلق ليس عبثاً ، قال تعالى :

﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا ﴾

[ سورة المؤمنون : 115]

وهذا الخلق هناك حساب دقيق له يوم القيامة ، تستنبط من هذه الآيات العظيمة الدالة على كماله أن هناك مسؤولية ، وأن هناك حساباً يوم القيامة ، قال تعالى :

﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ﴾

[ سورة عم : 17]

خلق الله وأفعاله وكلامه قنوات سالكة لمعرفته :

قال تعالى :

﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا ﴾

[ سورة عم : 6]

خلق الله وأفعاله وكلامه قنوات سالكة لمعرفته
أي ممهدة لحياة الإنسان ، فيها هواء نستنشقه ، وفيها ماء نشربه ، وفيها طعام نأكله ، هذه الأرض مصممة لهذا الإنسان ، وفيها تربة قابلة للزراعة ، وفيها محاصيل القمح والشعير وما إلى ذلك ، وفيها خضراوات ، وفيها أشجار مثمرة ، وفيها أنهار ، وفيها بحيرات ، وفيها بحار ، وفيها أشياء لا تعد ولا تحصى فوق الثرى ، وفيها ثروات تحت الثرى ، قال تعالى:

﴿ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ﴾

[ سورة طه : 6]

وفيها جيوب مائية تحت الثرى ، وفيها معادن ، وفلزات ، وثروات ، وبترول ، وغازات ، إذاً هناك آيات دالة على عظمة الله ، والآية :

﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴾

[ سورة الجاثية:6 ]

معنى ذلك أن الآيات الكونية خلقه ، والآيات التكوينية أفعاله ، والآيات القرآنية كلامه ، خلقه وأفعاله وكلامه هي قنوات سالكة لمعرفته ، وأصل الدين معرفة الله عز وجل ، والإنسان حينما يعرف الآمر ثم يعرف الأمر يتفانى في طاعة الآمر ، أما إذا عرف الأمر ولم يعرف الآمر يتفنن في التفلت من الأمر ، وكأنني وضعت يدي على مشكلة المسلمين الأولى .

 

التفلت من أمر الله مشكلة المسلمين الأولى :

الله عز وجل يقول :

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾

[ سورة النور: 55 ]

وأنا أنطلق في دعوتي من أن الحقيقة المُرّة أفضل ألف مَرّة من الوهم المريح ، إذاً :

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾

[ سورة النور: 55 ]

خروج المسلمين عن منهج الله تعالى سبب عدم استخلافهم في الأرض
هل نحن مستخلفون في الأرض ؟ الجواب : لا ، قال تعالى :

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ﴾

[ سورة النور: 55 ]

هل هذا الدين العظيم ممكن في الأرض ؟ الجواب : لا ، و زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين ، قال تعالى :

﴿ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ ﴾

[ سورة النور: 55 ]

فنحن لسنا مستخلفين ، ولسنا ممكنين ، قال تعالى :

﴿ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً ﴾

[ سورة النور: 55 ]

ولسنا آمنين ، هذه الحقيقة المرة ، إذاً أين الخلل ؟ ما السبب ؟ ما التفسير ؟ ما التعليل ؟ كيف نفهم أن هذه الوعود التي زوال الكون أهون على الله من ألا تحقق ؟ كيف نوفق بين عدم تحقق وعود الله لنا وبين هذا الكون العظيم والذات الكاملة الإله الموجود والواحد والكامل؟ لذلك هنا تكمن المشكلة .

 

العبادة علة وجودنا و سبب وجودنا :

آخر كلمة في الآية الطويلة ، قال تعالى :

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي ﴾

[ سورة النور: 55 ]

علة وجود الإنسان أن يعرف الله عز وجل
ما العبادة ؟ العبادة علة وجودنا ، سبب وجودنا ، أي حينما يرسل أب ابنه إلى باريس لينال الدكتوراه من السوربون ، مدينة كبيرة عملاقة ، مترامية الأطراف ، فيها دور سينما ، وفيها جامعات ، وفيها أسواق ، وفيها متاجر ، وفيها حدائق ، وفيها قصور ، هذه المدينة العملاقة ، هذا الطالب الذي أرسله أبوه إلى هذه المدينة لينال الدكتوراه من السوربون نقول : علة وجود هذا الشاب في هذه المدينة شيء واحد هو الدراسة ، فإذا غفل هذا الطالب عن علة وجوده ضلّ ، وأخفق ، وخسر دنياه وآخرته ، لذلك المؤمن علة وجوده في الدنيا واضحة كالشمس ، هذه العلة تشبه إنساناً يرى هدفه الواضح ، قال تعالى :

﴿ أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾

[ سورة الملك: 2]

إنسان تعرف إلى الله ، وتعرف إلى منهجه ، واتخذ قراراً بطاعته ، والتقرب إليه ، قال تعالى :

﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ ﴾

[ سورة السجدة: 18 ]

﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾

[ سورة الجاثية: 21 ]

مستحيل وألف ألف ألف مستحيل ، قال تعالى :

﴿ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ﴾

[ سورة الجاثية: 21 ]

أيضاً مستحيل ، قال تعالى :

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾

[ سورة النور: 55 ]

لسنا مستخلفين ، ولسنا ممكنين ، ولسنا آمنين ، والكرة في ملعبنا ، والخلل عندنا ، لأننا قصرنا في عبادة الله عز وجل .
التفلت من أمر الله

الدين الإسلامي العظيم دين جماعي و فردي :

لذلك أيها الأخوة ؛ هذا الدين العظيم دين جماعي ، ودين فردي ، جماعي وفردي بمعنى أن الفرد الواحد من المسلمين لو طبق أحكام هذا الدين لقطف ثماره الفردية ، وأن هذه الأمة الإسلامية لو طبقت هذا الدين لقطفت ثماره الجماعية ، الأمة إذا طبقته ، قال تعالى :

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾

[ سورة الأنفال: 33 ]

دين الإسلام دين فردي ودين جماعي
أي يا محمد - صلى الله عليه وسلم - ما دامت سنتك قائمة في حياتهم ، فهم في مأمن من عذاب الله ، قال تعالى :

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾

[ سورة الأنفال: 33 ]

إذاً عندنا وعود للأفراد ، قال تعالى :

﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ ﴾

[ سورة النساء: 147]

فإذا شكر الفرد المسلم ، شكر ماذا ؟ شكر أنه موجود ، الحمد لله على نعمة الإيجاد، قال تعالى :

﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً ﴾

[ سورة الإنسان: 1 ]

إذا أخ كريم أمسك كتاباً ليقرأه ، ولفت نظره أن تاريخ تنضيد حروفه قبل ولادته ، فأثناء تنضيد حروف هذا الكتاب أين كنت أيها القارئ ؟ لم تك شيئاً مذكوراً ، ليس لك وجود أصلاً ، قال تعالى :

﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً ﴾

[ سورة الإنسان: 1 ]

على الإنسان أن يشكر الله على نعمه
الله عز وجل تفضل عليك بنعمة الإيجاد ، أوجدك فأصبحت شيئاً مذكوراً ، وأمدك بالهواء والماء والطعام والشراب والأم والأب ، وتلقيت تربية من أقرب الناس إليك ، هذه نعمة ثانية ، نعمة الإيجاد ، ونعمة الإمداد ، ونعمة الهدى والرشاد ، سمح لك بوجودك ، كان النبي صلى الله عليه وسلم من سننه العملية أنه إذا استيقظ يقول : " الحمد لله الذي ردّ إليّ روحي- أي سمح لي أن أعيش يوماً آخر ، استيقظ نهض من الفراش ، توجه للوضوء توضأ ومشى ، يرى ويسمع - وعافاني في بدني ، وأذن لي بذكره ".
منحك نعمة الإيجاد ، ونعمة الإمداد ، ونعمة الهدى والرشاد ، لذلك الإنسان أمام كون ، هذا الكون يشف عن وجود الله ، وعن كماله ، وعن وحدانيته ، والله عز وجل أمدك بما تحتاج ، لذلك الأصل أن تؤمن به من خلال هذا الكون ، والأصل أن تشكره على نعمة الإيجاد والإمداد والهدى والرشاد ، فأنت أمام رد فعل ، الفعل الخالق منحك نعمة الإيجاد ، ومنحك نعمة الإمداد ، ومنحك نعمة الهدى والرشاد ، الأولى أن تشكره على نعمة الإيجاد ، ونعمة الإمداد ، ونعمة الهدى والرشاد ، فلذلك أيها الأخوة ؛ قال تعالى :

﴿ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ﴾

[ سورة طه : 6]

تهيئة الأرض للعيش عليها :

إذاً : الله تعالى خلق الجبال أوتادا لتوحد عطالة الأرض

﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا ﴾

[ سورة عم : 6]

أي ممهدة ، مهيأة ، فيها هواء نستنشقه ، وفيها ماء نشربه ، وفيها طعام وشراب نأكله ، وفيها أم وأب يعتنون بنا أعلى عناية ، وفيها مجتمع ، وفيها منهج ، وفيها قرآن ، وفيها وحي ، قال تعالى :

﴿ وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ﴾

[ سورة عم : 7]

عندنا بالفيزياء مبدأ العطالة ، هذا المبدأ يعني أن الجسم المتحرك يبقى متحركاً، والجسم الساكن يبقى ساكناً ، هذه الأرض تدور ، كل جسم له عطالة ، له سرعة دوران خاصة ، هذا الجبل حينما يكون مغروساً في الأرض يربط هذه الطبقات ، وتصبح عطالتها موحدة ، البيضة المسلوقة لو فتلتها تدور ، أما الغير مسلوقة فتقع ، فيها سائل وفيها جسم صلب ، البياض والصفار وكل جسم له عطالة معينة ، أما عند السلق فتصبح العطالة واحدة ، لماذا لا تضطرب ؟ لأن هذه الجبال أوتاد تربط الطبقات ببعضها ، فأصبحت الطبقات كتلة واحدة .

 

مساواة الرجل للمرأة في التكليف و التشريف و المسؤولية :

ثم قال تعالى :

﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا * وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا ﴾

[ سورة عم : 6-8]

ذكر وأنثى ، والذكر والأنثى متكاملان وليسا متشابهين ، الشيء الثابت أن المرأة مساوية للرجل تماماً في التكليف ، وفي التشريف ، وفي المسؤولية ، لكن الله عز وجل يقول :

﴿ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى ﴾

[ سورة آل عمران : 36 ]

المرأة مساوية تماماً للرجل في التكليف والتشريف والمسؤولية
أي خصائص الرجل الفكرية ، والجسمية ، والنفسية ، والاجتماعية ، كمال مطلق للمهمة التي أنيطت به ، و خصائص المرأة الفكرية ، والجسمية ، والنفسية ، والاجتماعية ، كمال مطلق للمهمة التي أنيطت بها، فلذلك المرأة مساوية للرجل تماماً في التكليف والتشريف والمسؤولية ، ولكن قول الله عز وجل :

﴿ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى ﴾

[ سورة آل عمران : 36 ]

إذاً خصائص المرأة الفكرية ، والجسمية ، والنفسية ، والاجتماعية ، كمال مطلق للمهمة التي أنيطت بها ، و خصائص الرجل الفكرية ، والجسمية ، والنفسية ، والاجتماعية ، كمال مطلق للمهمة التي أنيطت به ، إذاً :

﴿ وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا ﴾

[ سورة عم : 8]

هناك تساو وهناك اختلاف ، قال تعالى :

﴿ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى ﴾

[ سورة آل عمران : 36 ]

درسنا في الجامعة كتاباً لعالم فرنسي كبير اسمه بياجيه ، ألّف كتاباً من ثمانمئة صفحة ، الفروق بين الذكور والإناث ، ولم أجد لهذا الكتاب عنواناً أليق به من قوله تعالى :

﴿ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى ﴾

[ سورة آل عمران : 36 ]

آيات أخرى من آيات الله الدالة على عظمته :

ثم قال تعالى :

﴿ وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا ﴾

[ سورة عم : 9]

الله تعالى خلق النهار معاشاً والليل لباساً
أي الليل ستر ، ستر وسكن ، هناك راحة ، حينما تغيب الشمس ، ويعم الظلام ، صار هناك سكون ، الله جعل النهار معاشاً للحركة ، والليل لباساً للنوم والسكون ، أما حينما تقدم العلم كثيراً وصنعت الكهرباء فصار ليل الناس نهاراً ونهار الناس ليلاً ، قد يستيقظون قبيل الظهر أحياناً :

﴿ وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا * وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا ﴾

[ سورة عم :11-12]

سبع سماوات ، وكلمة سبعة تعني التكثير ، قد تكون أكثر من سبع سماوات ، قد تكون هذه السموات أكثر من سبعة ، كلمة سبعة في القرآن تعني التكثير ، سبعاً شداداً أي متماسكة ، قوية ، قال تعالى :

﴿ وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا ﴾

[ سورة عم : 13]

الشمس سراج يمدنا بالضوء والحرارة معاً ، سراج ضوء ، وهاج حرارة ، قال تعالى:

﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا ﴾

[ سورة عم : 14]

شديد الانصباب ، قال تعالى :

﴿ لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا ﴾

[ سورة عم : 15]

الحب للإنسان والنبات للحيوان ، القمح المادة الأولى للتغذية ، قال تعالى :

﴿ وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا ﴾

[ سورة عم : 16]

الأشجار ملتفة حول بعضها بعضاً ، والأغصان ملتفة حول بعضها بعضاً .

 

انتهاء الحياة بيوم يفصل فيه بين الحق و الباطل :

لابد للحياة أن تنتهي بيوم الحساب
قال تعالى :

﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ﴾

[ سورة عم : 17]

هذه الحياة لا بد من أن تنتهي بيوم هو يوم الحساب ،

﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا﴾

في هذا اليوم يفصل بين الحق والباطل ، والخير والشر ، والأشياء ذات القيمة والأشياء تافهة القيمة .

 

 

 

 

 

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور