- (078) سورة النبأ
- /
- (078) سورة النبأ
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألوِيَتِه ، وارضَ عنّا وعنهم يا ربّ العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وُحول الشهوات إلى جنّات القربات .
التفصيل في الآيات الكونية والتكوينية يدل على أن خلق الإنسان ليس عبثاً :
أيها الأخوة الكرام ؛ مع الجزء الثلاثين من القرآن الكريم ، ومع السورة الأولى منه وهي سورة النبأ ، ومع قوله تعالى :
﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا * وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا * وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا * وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا * وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا * وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا* وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا * لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا * وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا * إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ﴾
سؤال : بادئ ذي بدء ، ما علاقة هذه التفاصيل من الآيات الكونية والتكوينية بقوله تعالى :
﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ﴾
معنى ذلك أن الله سبحانه وتعالى عرض الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان ، قال تعالى :
﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ﴾
فلما قبِل حمل الأمانة كان عند الله المخلوق الأول ، و المخلوق المكرم ، والمخلوق المكلف ، كلفه بالعبادة ، هذا الإنسان كيف يعرف الله عز وجل ؟ الكون هو الثابت الأول ، هذا الكون يدل على وجود الله ، وعلى وحدانيته ، وعلى كماله ، فحينما ترى هذه الآيات العظيمة الدالة على وجوده ، وكماله ، ووحدانيته ، مما يقتضيه المنطق السليم أن هذا الخلق ليس عبثاً ، قال تعالى :
﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا ﴾
وهذا الخلق هناك حساب دقيق له يوم القيامة ، تستنبط من هذه الآيات العظيمة الدالة على كماله أن هناك مسؤولية ، وأن هناك حساباً يوم القيامة ، قال تعالى :
﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ﴾
خلق الله وأفعاله وكلامه قنوات سالكة لمعرفته :
قال تعالى :
﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا ﴾
أي ممهدة لحياة الإنسان ، فيها هواء نستنشقه ، وفيها ماء نشربه ، وفيها طعام نأكله ، هذه الأرض مصممة لهذا الإنسان ، وفيها تربة قابلة للزراعة ، وفيها محاصيل القمح والشعير وما إلى ذلك ، وفيها خضراوات ، وفيها أشجار مثمرة ، وفيها أنهار ، وفيها بحيرات ، وفيها بحار ، وفيها أشياء لا تعد ولا تحصى فوق الثرى ، وفيها ثروات تحت الثرى ، قال تعالى:
﴿ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ﴾
وفيها جيوب مائية تحت الثرى ، وفيها معادن ، وفلزات ، وثروات ، وبترول ، وغازات ، إذاً هناك آيات دالة على عظمة الله ، والآية :
﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴾
معنى ذلك أن الآيات الكونية خلقه ، والآيات التكوينية أفعاله ، والآيات القرآنية كلامه ، خلقه وأفعاله وكلامه هي قنوات سالكة لمعرفته ، وأصل الدين معرفة الله عز وجل ، والإنسان حينما يعرف الآمر ثم يعرف الأمر يتفانى في طاعة الآمر ، أما إذا عرف الأمر ولم يعرف الآمر يتفنن في التفلت من الأمر ، وكأنني وضعت يدي على مشكلة المسلمين الأولى .
التفلت من أمر الله مشكلة المسلمين الأولى :
الله عز وجل يقول :
﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾
وأنا أنطلق في دعوتي من أن الحقيقة المُرّة أفضل ألف مَرّة من الوهم المريح ، إذاً :
﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾
هل نحن مستخلفون في الأرض ؟ الجواب : لا ، قال تعالى :
﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ﴾
هل هذا الدين العظيم ممكن في الأرض ؟ الجواب : لا ، و زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين ، قال تعالى :
﴿ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ ﴾
فنحن لسنا مستخلفين ، ولسنا ممكنين ، قال تعالى :
﴿ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً ﴾
ولسنا آمنين ، هذه الحقيقة المرة ، إذاً أين الخلل ؟ ما السبب ؟ ما التفسير ؟ ما التعليل ؟ كيف نفهم أن هذه الوعود التي زوال الكون أهون على الله من ألا تحقق ؟ كيف نوفق بين عدم تحقق وعود الله لنا وبين هذا الكون العظيم والذات الكاملة الإله الموجود والواحد والكامل؟ لذلك هنا تكمن المشكلة .
العبادة علة وجودنا و سبب وجودنا :
آخر كلمة في الآية الطويلة ، قال تعالى :
﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي ﴾
ما العبادة ؟ العبادة علة وجودنا ، سبب وجودنا ، أي حينما يرسل أب ابنه إلى باريس لينال الدكتوراه من السوربون ، مدينة كبيرة عملاقة ، مترامية الأطراف ، فيها دور سينما ، وفيها جامعات ، وفيها أسواق ، وفيها متاجر ، وفيها حدائق ، وفيها قصور ، هذه المدينة العملاقة ، هذا الطالب الذي أرسله أبوه إلى هذه المدينة لينال الدكتوراه من السوربون نقول : علة وجود هذا الشاب في هذه المدينة شيء واحد هو الدراسة ، فإذا غفل هذا الطالب عن علة وجوده ضلّ ، وأخفق ، وخسر دنياه وآخرته ، لذلك المؤمن علة وجوده في الدنيا واضحة كالشمس ، هذه العلة تشبه إنساناً يرى هدفه الواضح ، قال تعالى :
﴿ أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾
إنسان تعرف إلى الله ، وتعرف إلى منهجه ، واتخذ قراراً بطاعته ، والتقرب إليه ، قال تعالى :
﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ ﴾
﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾
مستحيل وألف ألف ألف مستحيل ، قال تعالى :
﴿ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ﴾
أيضاً مستحيل ، قال تعالى :
﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾
لسنا مستخلفين ، ولسنا ممكنين ، ولسنا آمنين ، والكرة في ملعبنا ، والخلل عندنا ، لأننا قصرنا في عبادة الله عز وجل .
التفلت من أمر الله
الدين الإسلامي العظيم دين جماعي و فردي :
لذلك أيها الأخوة ؛ هذا الدين العظيم دين جماعي ، ودين فردي ، جماعي وفردي بمعنى أن الفرد الواحد من المسلمين لو طبق أحكام هذا الدين لقطف ثماره الفردية ، وأن هذه الأمة الإسلامية لو طبقت هذا الدين لقطفت ثماره الجماعية ، الأمة إذا طبقته ، قال تعالى :
﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾
أي يا محمد - صلى الله عليه وسلم - ما دامت سنتك قائمة في حياتهم ، فهم في مأمن من عذاب الله ، قال تعالى :
﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾
إذاً عندنا وعود للأفراد ، قال تعالى :
﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ ﴾
فإذا شكر الفرد المسلم ، شكر ماذا ؟ شكر أنه موجود ، الحمد لله على نعمة الإيجاد، قال تعالى :
﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً ﴾
إذا أخ كريم أمسك كتاباً ليقرأه ، ولفت نظره أن تاريخ تنضيد حروفه قبل ولادته ، فأثناء تنضيد حروف هذا الكتاب أين كنت أيها القارئ ؟ لم تك شيئاً مذكوراً ، ليس لك وجود أصلاً ، قال تعالى :
﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً ﴾
الله عز وجل تفضل عليك بنعمة الإيجاد ، أوجدك فأصبحت شيئاً مذكوراً ، وأمدك بالهواء والماء والطعام والشراب والأم والأب ، وتلقيت تربية من أقرب الناس إليك ، هذه نعمة ثانية ، نعمة الإيجاد ، ونعمة الإمداد ، ونعمة الهدى والرشاد ، سمح لك بوجودك ، كان النبي صلى الله عليه وسلم من سننه العملية أنه إذا استيقظ يقول : " الحمد لله الذي ردّ إليّ روحي- أي سمح لي أن أعيش يوماً آخر ، استيقظ نهض من الفراش ، توجه للوضوء توضأ ومشى ، يرى ويسمع - وعافاني في بدني ، وأذن لي بذكره ".
منحك نعمة الإيجاد ، ونعمة الإمداد ، ونعمة الهدى والرشاد ، لذلك الإنسان أمام كون ، هذا الكون يشف عن وجود الله ، وعن كماله ، وعن وحدانيته ، والله عز وجل أمدك بما تحتاج ، لذلك الأصل أن تؤمن به من خلال هذا الكون ، والأصل أن تشكره على نعمة الإيجاد والإمداد والهدى والرشاد ، فأنت أمام رد فعل ، الفعل الخالق منحك نعمة الإيجاد ، ومنحك نعمة الإمداد ، ومنحك نعمة الهدى والرشاد ، الأولى أن تشكره على نعمة الإيجاد ، ونعمة الإمداد ، ونعمة الهدى والرشاد ، فلذلك أيها الأخوة ؛ قال تعالى :
﴿ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ﴾
تهيئة الأرض للعيش عليها :
إذاً :
﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا ﴾
أي ممهدة ، مهيأة ، فيها هواء نستنشقه ، وفيها ماء نشربه ، وفيها طعام وشراب نأكله ، وفيها أم وأب يعتنون بنا أعلى عناية ، وفيها مجتمع ، وفيها منهج ، وفيها قرآن ، وفيها وحي ، قال تعالى :
﴿ وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ﴾
عندنا بالفيزياء مبدأ العطالة ، هذا المبدأ يعني أن الجسم المتحرك يبقى متحركاً، والجسم الساكن يبقى ساكناً ، هذه الأرض تدور ، كل جسم له عطالة ، له سرعة دوران خاصة ، هذا الجبل حينما يكون مغروساً في الأرض يربط هذه الطبقات ، وتصبح عطالتها موحدة ، البيضة المسلوقة لو فتلتها تدور ، أما الغير مسلوقة فتقع ، فيها سائل وفيها جسم صلب ، البياض والصفار وكل جسم له عطالة معينة ، أما عند السلق فتصبح العطالة واحدة ، لماذا لا تضطرب ؟ لأن هذه الجبال أوتاد تربط الطبقات ببعضها ، فأصبحت الطبقات كتلة واحدة .
مساواة الرجل للمرأة في التكليف و التشريف و المسؤولية :
ثم قال تعالى :
﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا * وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا ﴾
ذكر وأنثى ، والذكر والأنثى متكاملان وليسا متشابهين ، الشيء الثابت أن المرأة مساوية للرجل تماماً في التكليف ، وفي التشريف ، وفي المسؤولية ، لكن الله عز وجل يقول :
﴿ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى ﴾
أي خصائص الرجل الفكرية ، والجسمية ، والنفسية ، والاجتماعية ، كمال مطلق للمهمة التي أنيطت به ، و خصائص المرأة الفكرية ، والجسمية ، والنفسية ، والاجتماعية ، كمال مطلق للمهمة التي أنيطت بها، فلذلك المرأة مساوية للرجل تماماً في التكليف والتشريف والمسؤولية ، ولكن قول الله عز وجل :
﴿ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى ﴾
إذاً خصائص المرأة الفكرية ، والجسمية ، والنفسية ، والاجتماعية ، كمال مطلق للمهمة التي أنيطت بها ، و خصائص الرجل الفكرية ، والجسمية ، والنفسية ، والاجتماعية ، كمال مطلق للمهمة التي أنيطت به ، إذاً :
﴿ وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا ﴾
هناك تساو وهناك اختلاف ، قال تعالى :
﴿ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى ﴾
درسنا في الجامعة كتاباً لعالم فرنسي كبير اسمه بياجيه ، ألّف كتاباً من ثمانمئة صفحة ، الفروق بين الذكور والإناث ، ولم أجد لهذا الكتاب عنواناً أليق به من قوله تعالى :
﴿ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى ﴾
آيات أخرى من آيات الله الدالة على عظمته :
ثم قال تعالى :
﴿ وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا ﴾
أي الليل ستر ، ستر وسكن ، هناك راحة ، حينما تغيب الشمس ، ويعم الظلام ، صار هناك سكون ، الله جعل النهار معاشاً للحركة ، والليل لباساً للنوم والسكون ، أما حينما تقدم العلم كثيراً وصنعت الكهرباء فصار ليل الناس نهاراً ونهار الناس ليلاً ، قد يستيقظون قبيل الظهر أحياناً :
﴿ وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا * وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا ﴾
سبع سماوات ، وكلمة سبعة تعني التكثير ، قد تكون أكثر من سبع سماوات ، قد تكون هذه السموات أكثر من سبعة ، كلمة سبعة في القرآن تعني التكثير ، سبعاً شداداً أي متماسكة ، قوية ، قال تعالى :
﴿ وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا ﴾
الشمس سراج يمدنا بالضوء والحرارة معاً ، سراج ضوء ، وهاج حرارة ، قال تعالى:
﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا ﴾
شديد الانصباب ، قال تعالى :
﴿ لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا ﴾
الحب للإنسان والنبات للحيوان ، القمح المادة الأولى للتغذية ، قال تعالى :
﴿ وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا ﴾
الأشجار ملتفة حول بعضها بعضاً ، والأغصان ملتفة حول بعضها بعضاً .
انتهاء الحياة بيوم يفصل فيه بين الحق و الباطل :
قال تعالى :
﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ﴾
هذه الحياة لا بد من أن تنتهي بيوم هو يوم الحساب ،
﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا﴾
في هذا اليوم يفصل بين الحق والباطل ، والخير والشر ، والأشياء ذات القيمة والأشياء تافهة القيمة .